-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح - الفصل الثالث عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات مع رواية رومانسية جديدة ذات طابع إجتماعى تدور أحداثه فى بيئة مصرية, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثالث عشر من رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح.

رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح - الفصل الثالث عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح

رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح - الفصل الثالث عشر

 عشقتُك.. خذلتُك.

أحببتُك.. كرهتُك.

وبكُل المعاني تكُن أنت ضعفيّ..

بعضُ الليالي لا ترحلُ سريعًا بل تبقى تسيرُ ببُطء لنبش جروح قد ظن حاملُها أنها برِأت تمامًا، ولكن مع أول لمسة يتفجرُ من الدمامل والقيح..

ظال مُستلقيًا على الفِراش يُحدق في ظلام الغُرفة، مانعًا أي ضوء من الوصول لمرمى بصرة، فـنيران روحُه تكفيه رؤية الجحيم.. أحبها حقًا!.. كيف ومتى؟.. ربُما إعتاد على وجودها!.. ولكن إن إعتاد حقًا كما يُخيل لهُ العقل، فلما يتألم؟.. أوليس الألم جُزءً من العشق.. صه فأنت تُريد جسرٌ بينك وبين روح والدتك التي اعترف والدك أنها جُزءً منها.. سيُجن لا محال، وقبل أن يُكمل تخبطهُ مُحترقًا بهمسها المُتكرر في أُذنيه بالحمد، كان صوت والدهُ يكسرُ السكون..

لم يستطع "توفيق" أسدال ستائر حدقتيه، بل ظل مُحدقًا في الظلام كحال ابنه، وعندما شعر بزيادة وتيرة أنفاسُه، همس بنبرتهُ الرخيمة : بتفكر فيها.. ولكن صمت أخر.. يمكن وهنا كان الصمت من نصيبُه بفعل..

سُخرية مريرة شقت شفتاهُ، مع همس لاذع لروح مع وصولهُ صوت والدهُ، ليُجيب بقلبه : وهل أملُك غير التفكير بها.. وقبل أن يُكمل والدهُ التشكيك، انفجر بما حُبِس بداخلُه لسنوات، فرُبما لا تأتيه تلك الفرصة ثانيًا، والدهُ وهو على سرير واحد بعدما رحلت "رحماهُ" ، لتُخرج حروفه كطفل حرماهُ والده من حمل ضيفًا جديد للعائلة يُدعي بأخ أو أخت أحبهم لأنهم سيُشاركنهُ اللعب، ولكن مع أول تجربة للاستمتاع واللهو بحملهم كان الجواب صوتً عال من الجميع أنت لا تستطع هيا العب بالألعاب : سنين عمري كُل يوم بقول ليه.. بس للأسف كُنت بهرب منك عشان عاوزك لكن أنت قررت السكوت وكأني جريمة بتعاقبها على رحيل حبيبتك.. بس حُب أيه ليها يخليك تنفيني.. ولما لقيتها مكنتش مصدق.. عارف صوتها كان معايا وأنا في الغيبوبة، كلامها كُل يوم خلاني أكسر الحواجز، ولما فقت كانت بتتخانق مع الدكتور.. قررت السكوت أكيد دي هلوسة من العلاج وهتروح، لكن انتقاله معايا كان يوم اثبتت أنى محتاج ليها.. مينفعش يمكن معاها حتى أفكاري دلوقتي ملهاش معنى مُجرد عُذر عشان أكمل.. وأمتنع عن الاكمال مع اختناق الحروف بحلقه مُقرراً الصمت فلا أحد سيفهم ما يمرُ به.. سواها...

**

سكون مُحبب يطفو عليهم، وعيناهُ لا تحيد عنها.. فقد سلبت لبهُ بفستانها وحجابها، وأنهار عسلها كادت تفقدهُ صوابه.. أغمض عيناهُ حافظًا صورتها بقلبه، فلا يُصدق للأن أنها هُنا ببيته.. لينهرهُ القلب أفق يا أبله.. فيعاود فتحهم من جديد مُحدقًا بظهرها وهي تتجول بسعادة في أرجاء الغُرفة، وقبل أن تنبثق شفتاهُ بالحديث، كان صوت الباب يعلو بالنداء.. فاطلقت شفتاهُ سيل عارم من الحنق، وتحول صوب الباب : أيوه يا "صافي"..

رسمت وجه الأسى كطفل مُذنب، تمتمت باعتذار : معلش يا "خالد" بس أنا جعانة ومش عارفة اتصرف، ممكن تعملي أكل..

وقبل أن يُجيب، كانت "صابرين" تحركت مُسرعة نحوهما، وبنبرة حرجة :ممكن تستنى عشر دقائق وأكون سخنت الأكل..

برفض قاطع : لا.. أنا مبكلش أكل غريب..

ظهر الاحباط على وجهها، وسُرعان ما حاولت من جديد؛ فهي تخشى رفضها الظاهر لها :طب ممكن.. وابتعلت حروفها مع...

انفجرت بها كالبُركان؛ فهي تعلم ذاك الوجه الناعم جيدًا، فقد سبق وسلب منها زوجها، والأن يُريد سلب ابنها.. رفعت اصبعها باستحقار، وبتحذير قاطع :اسمعي يا بتاعه أنتِ ملكيش دعوة بأي حاجة خالص مفهوم..

تصاعدت أبراج عقلة بغُبار الاحتراق وبنبرة هادرة "صافي"، واردت للخلف لدفع زوجته لداخل مع همس سريع بالاعتذار، وابتعد من فوره مُغلقًا الباب خلفه، وعيناهُ تُنذر بالكثير، وبلهجة صارمة : لحد امتى يا "صافي"؟..

شق النحيب رسومها المُتعالية : أنت بتعلي صوتك عليا عشان دي..

ارتفعت يداهُ لتمر على صفحات وجهه قبل أن يُجيب بغيظ : عشان خاطري يا "صافي" بلاش تخليها في مُقارنة من أي نوع أنتِ والدتي وهي زوجتي.. ولأخر مرة أنا بحبها.. واقترب ليلثم جبينها، وبهمس يشوبهُ الرجاء : عشان خاطري..

حركت رأسها بنعم رغم رفضها الظاهر، وبلهجة باردة :ملهاش دعوة بأي حاجه مفهوم..

زفر بضيق قبل أن يُجيب : حاضر ملهاش علاقه بأكلك أو أي طلبات ليكِ..

-طيب..

وتحرك للمطبخ كاظمًا غيظه، مُحاولًا البحث عن طريقة ما للاعتذار لها، وبعدها قدر المُستطاع عن والدتهُ، فهو لا يُريد شِجار بأي نوع..

**

لا تُحاول قط ربط الواقع بسقف التمني؛ لـأنك يا عزيزي ستجد ما يُبهرُك حقًا رُبمًا خيرًا أو شرًا ولكن الأكيد أن القادر يعلم الدرب الصحيح لما سيحدُث..

ظل "حمدي" يُراقب رسوم اختهُ الصامتة وكأنها لم تسمع ما قالهُ قبل دقائق؛ فقد توقع ثورتها عليه بسبب رفضها الدائم ولكن تُحرك رأسها بصمت وعِبارة جافة خاليه مما هو معهود بين الأخوة في مُناسبة كتلك.. ليشعر بجود خطب ما وبتساؤل : مالك يا "جميلة"..

لم تُبدي أدنى تعبير يُذكر فقط الجمود مع صوتها : قلبي مقبوض..

وتحولت عيناهُ للاستفهام عن سر شعورها مع قوله : ليه كده..

-معرفش يا "حمدي".. أنا هقوم أشوف "رضوى"..

ليُفجر قوله : ليه مرفضتيش؟..

وبانهزام : الاسبوع الي فات عرفني حاجات كتير كانت غايبة عني، يمكن لو قولت لي قبلها مكنتش هوافق بس دلوقتي ياريت، يمكن أقدر أصلح الي فات، وأبعد عن بنتي الأذى..

-على راحتك يا "جميلة"..

- وفين الراحة يا ابن ابويا لو القلوب محروقة بنارها.. قول يا رب..

نظر في أثرها بذهول؛ اختهُ تعظ ولا تُثير المشاكل ربما أصابها شيء.. ليصدع حديث النفس (هل كُنت تبحث عن رفضها لتركها أم لإثبات أخر أنك تُريدها حتى وأن بلغت ذنوبها عنان السماء؟..).. زفر بترقُب قبل أن يلتقط هاتفهُ للبحث عن صورها من جديد، ولكن قبلهما سيُحدثها، ربما يمُت عقله ويدع ما بداخلُه في أقرب حاوية قمامة، ويحيا معها دون مُنغصات، دقيقة وكأن يتفقد حسابها الشخصي على إحدى مواقع التواصل، لتلتهم عيناهُ حُسنها.. وتبدأ يداهُ بالبحث عن غيرها ولكن توقف إصبعهُ مع ظهور تلك الحروف التي نُشِرت لتو.. " وكأن الأحزان لم تعرف بابًا سواي".. ليتأملها لبُرهة، قبل أن يُصدر امتعاضهُ مع إرسال نوبة من نوبات الجنون خاصتهُ لها.. وقبل أن يصل لرمز الدردشة الخاصة كان هاتفهُ يعلو بالرنين...

**

مُنغصات، ودروب محفوفة بالظلام وعليها الصمود وإن قررت غير ذلك فقد جُنت لا محال، ولكن قلبها يقرع بإعياء شديد، يقرع كــ كهل هزمهُ المرض ووجب عليه الرحيل والبحث عن ما يقتاتُ به.. ظلت شاردة في جنونها بالرحيل دون إبلاغ أحد بمكانها، والتعقُل بالقبول كلاهما يقتلها.. لتهب واقفة بسرعة البرق والفزع يُنشر جنودهُ بقلبها؛ فخيط دافئ لزج تعرفهُ جيدًا فقد تعاملت معهُ كثيرًا مع غيرها، ولكن ذاك الخيط يخترق ملابسها شاقًا دربهُ على ساقية بكُل تبجُح، لتهرول وكأن أسواء كوابيسها تتجسد مع همسها المصعوق بحروف مُبهمة تخشى الظهور خوفًا من كشف الستر.. "حامل".. لتهرول صوب الحمام بكُل ما يمت للخوف بصلة.. لتمُر نص ساعة، و الدماء تزداد وكأن صنبور ما ينهمر بداخل احشها مع ذاك الوحش الكاسر الذي يلتهم ما بداخلها مُسببًا ألمًا فوق المُعتاد، ألمًا عجز جسدها عن تحملهُ، لتُحاول جاهد إسعاف نفسها سريعا، فسارعت بإلقاء ملابسها أرضًا ويدها تتحرك بارتعاش لتقبض على صنبور المياه لتُزيل ما علق بجسدها من دماء.. لتمر ثلاث دقائق كانت بدلت ملابسها بأخرى سوداء؛ حتى لا يظهر بهم تلك الدماء، وسارعت بجمع ملابسها في إحدى الأكياس؛ لإلقائهم في أقرب حاوية للقمامة خارج حيهم، ويدها تُسارع بالبحث عن الهاتف لتضغط على زر الاتصال مُنتظرة الجواب بفارغ الصبر، ولسانها ينطلق بكلمتي :استرني يا رب.. وما هي الأ دقيقة وكأن الصوت ينبعث من هاتفها بالجواب وبلهفة : "حمدي" الحقني..

ذهول أم جنون!.. لا يهم ولكنها تُحدثهُ بتلك اللهفة التي لم يراها مُطلقًا، ليدع كُل وحوش عقلهُ جانبًا ويهم بالجواب : أيوه.. ولكنه تحول لتمثال من الشمع في غضون ثواني أو على وجه التحديد فور معرفتُه غرض الاتصال، لتُظلم عيناهُ بشدة رغم تحولها للأحمر القاني، ويداهُ تقبض بقوة على الهاتف وكأنهُ شخصًا يُفرغ بهِ النيران المُشتعلة بداخله، لتنفرج شفتاهُ مرارًا في محاولة للجواب، قبل أن يخضع جسدهُ لقدرتهُ مُجبرًا حنجرتيه بالقول المُميت : دقيقة وأكون عندك.. وهرول دون أدنى كلمه، فالأرض تحولت لنيران مُشتعلة بداخلها جسدهُ، ورائحة شواء القلب تفوح في المكان..

هرولت لغرفة والدتها بجمود تُحسد عليه، وبهمس : "نونا" أنا مُضطره أروح الشغل والا هترفد..

لتُجيب "نعيمة" من بين نومها : الساعة كام؟..

تعثرت قليلًا قبل أن تقول : لسه عشرة.. وبنبرة لم تخرُج قط من قلبها : بحبك أوي يا ماما، وأودعت قُبله على جبينها، قبل أن ترحل للخارج من فورها، فهي تعلم أنها ربما لم تعود إن ثبت حدسها بأن هذا إجهاض.. لتفتح باب البيت لتفزع لوهلة، وترتد للخلف قبل أن تتحرك لغلق الباب وهمسها : هخرج لأول الحارة وهستناك... وهرولت قاصدة الخروج من جدران ذاك البيت فهي تقبض بقوة عليها، وقلبها ينتفض خوفًا، وجسدها يلعنها أنها دنست طُهر هذا البيت، ولكن... أغمضت عينها لتضبط هدوئها قبل أن تعاود فتحهم من جديد، لتطوف بحنين لتلك البناية.. وتسقُط في بئر الشجن.. هُنا كانت تُشاجر والدتها من أجل المزيد من الحلوى.. وهنا كانت تركُض مع الأطفال للاختباء.. وهنا كانت تتحل بالعند لإثارة جنون زوجة عمها... وهنا كان جُثمان والدها يرحل لمثواهُ... لتفق من شجنها مع غصة تُحارب كي لا تسقُط في مجارها الطبيعي، لتُتمتم : يارب...

تحرك في ظلها المُختبئ، لا بل المُنعدم فهل للجسد ظلًا في المساء؟.. ولكن لا بأس فهو يعرفها جيدًا، ليُجبر كُل شيء بداخله بالصمود.. وحينها يسخر من نفسه.. قبل أن يُكمل دربهُ خلفها..

**

مرت ساعة أو أكثر ، قبل أن يفقد "خالد" ذرات تعقلهُ من هذا وذاك الذي لا يعرفهُ، وتلك الحكايات التي لا يفهم فحوها، ولكن عليه الاستماع.. لتبدأ عيناهُ بالإغفاء بجوار والدتهُ على السرير، ليهب واقفًا كالممسوس، ويتُمتم باعتذار، ويهرول للخارج قاصدًا تنسيق الكلِمات، ولكن سقطت كُل أحلامهُ هباءً مع رؤيتها نائمة فوق تلك الاريكة، ليتحرك صوبها وكأن مغناطيس يجذبهُ إليها؛ فليلها المُهيب كان يستريح بجانبها، وشفتها مُنفرجة قليلًا كطفل لم يتجاوز عامهُ الأول بعد، ويدها تقبض بقوة على قطعة قُماشية من فُستانها.. دقيقة، اثنان.. عشر وعيناهُ لا تحيد عن تأمُلها رغم ابتعادهُ بضع خطوات لتبديل ملابسهُ، ليعود من جديد وأصابع يده تضغط برفق على زر تلك الأريكة لتتحول لِفراش صغير الحجم.. وعندما انبسطت الاريكة كُليًا تحرك لجذب وسادة وغِطاء، ليتسلل ببُطء ويستلقي بجوارها ويداهُ تتحرك بحذر لجذبها لأحضانه قاتلًا أي جنون يُعربد بداخلُه، قبل أن يسقُط في غفوة لذيذة..

**

الوقت ذاك السيف القاطع لكُل شيء دون مُرعاه لأدني حُلم.. ولكن معاها كان بطيء كسُلحُفاء كُسِرت قدمها وتحاول التحرُك.. ظلت عينها مُثبته تُراقب الساعة الجِدارية فيما يُقارب الساعتان، فمُنذ دخولها أقرب عيادة مُتخصصة بأمراض النساء بصُحبته، وهي لا تُصدر سوى حشرجة أنفاس تُصارع لقتل البُكاء.. مرت دقيقة أخرى والألم يفتكُ بها من جديد، وقبل أن تنفرج شفتاها لتحدُث معهُ لاستعجال دورهم، كان صوت المُمرضة يسمح لها بالدخول، لتقف رغمًا عنها، فتميد الأرض من تحتها ليهتز جسدها بأكمله، فتكُن يداهُ الأقرب لإسنادها، فلم تُمانع فهي مُستنزفة كُليًا.. مرت دقيقتان كانت الفيصل ما بين مقعدهم بالخارج وذاك المقعد بداخل غُرفة الكشف.. لتمُر دقيقتان وشفتها تنفرج لشرح ما حل بها لطبيبة..

حركت الطبيبة رأسها بإيماء خافت، قبل أن ترسم إحدى ابتسامتها العملية، ويدها ترتفع للإشارة لرُكن الفحص مع كلِمات عدة يحفظها الجميع عن ظهر قلب : ارتاحي على السرير وجهزي نفسك للكشف.. دقيقة ثانية أم ثالثة أم.. لا يهُم، فعينها كانت مُثبتة في ذاك المصباح فوق سرير الكشف، تنتظر أن تأتي الطبيبة، فتأخُذ إحدى القُفازات وقدمها تدفع الكُرسي لنهاية السرير للفحص الذاتي، ولكن دقيقة وكانت قُنبُلة مدوية تنفجر بأرجاء الغُرفة مُخترق السمع كإحدى الرِصاصات الطائشة.. فالطبيبة ارتدت للخلف في غضون ثوان تخلع قُفازتها، وهي تُعنفها على تلك الكذبة التي قادرة على الاطاحة بمُستقبلها في مُجتمع شرقي، وبلهجة حادة اقترنت مع خروجها والجلوس على مكتبها : دا استهبال يا آنسة، أزاي تكدبي في حاجة زي دي...

دقيقة وكانت "رحمة" عجزت عن الاستيعاب الكامل، وبجحوظ : آنسه!..

حركت الطبية رأسها بنعم قائلة :أيوه النزيف دا نتيجة ورم في الرحم أو المبايض ودا هيبان في الأشعة الي هكتبهالك..

بذهول من جديد، وسؤال أكثر غباء : بجد أنا آنسة..

-ايوة، وأي دكتور ممكن يثبت كلامي..

هبت واقفة كمن صعقها ماس كهربي ودموعها تتساقط مع همسها بالحمد، وقدمها تتحرك للخروج دون الإنتظار فلا شيء يهُم؛ فهي ليست مُدنسة، هو خدعها للموافقة عليه.. لتتوقف أمام باب العيادة وتشهق ببُكاء غريب ليس بمرارة الاثم، ول فرحة الطُهر الكامل ولكن بكاء لم تعلم ما هيتُه قط.. لتُهرول على الدرج قاصدة الحياة..

قبل دقيقة بالدخل كانت لا يستطيع استيعاب ما قيل؛ هي عذراء!.. كيف وحدقتاهُ رأتها تحتضن جسد ذاك الرجل، واذنهُ استمعت لذاك البواب عندما اخبرهُ بحضورها إليه باستمرار.. ليهرول للخارج عليه أن يفهم قبل أن يُجن..

بين الحقيقة والوهم خيطٌ صغير لا يُمكن رؤيتُه سوى باليقين الصادق.. توقفت من فورها على يد تقبض بقوة على ذراعها وسؤال يتيم ينفجر من أفواههم.. ليه؟.. ولم يستطع النظر لعينها، ليُكمل :أنا ملمستكيش، أنا شوفتك معاه، وسمعت وجودك في شقتو كُل يوم.. مقدرتش أكسر الصورة الي عشت عُمري ارسمها ليكِ، كُنت متأكد أنك زيهم، بس مقدرتش كان في حاجز مكتفني أكسر الصورة الي عشت بحلم بيها، فوهمتك عشان عارف أنك... وتعلقت كلماتُه مع ارتفاع يدها لتسقُط على وجهه بصفعة حادة، وببُكاء : منك لله.. عشت حياتي كُلها خايفه من بُكرة عشان مبقاش زي أختي كُل واحد يتكلم عليها لمجرد لقلب ملهاش يد فيه، وفجأة القى نفسي مش بس هحمل لقلب لا، دي نار هتحرق أمي... عارف شعوري كان أيه وأبشع كابوس بيتحقق.. وبسخرية مريرة.. عارف أنك تبقى خايف تبص لنفسك في المراية لتشوف شبح الحقيقة قدامك، عارف لما تكره جسمك وكُل حاجة فيك عشان مدافعتش عنك... منك لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. حكمت عليا بالموت.. وتحركت للبيت ولكن خانتها قدمها، ومادت الأرض بها من جديد فسقطت من فورها أرضًا ..

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثالث عشر من رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح .
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة