-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود - الفصل الثامن والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثامن والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .

رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود - الفصل الثامن والعشرون

رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود - الفصل الثامن والعشرون

 خرجت نسمة من المطبخ وقد لمحت حمزة يأكل من الطبق المخصص لها وليس طبقه فحاولت أثناءه سريعااا قائلة :

- حمزة لأ متأك...

لكن للأسف سبق السيف العزل فقد فات الأوان فقد أكل منه بالفعل وما إن تذوقه حتى قذف ما في فيه بسرعة وهو يصرخ بهم قائلا :

- شطة !!شطة!! الله يخربيتك يا نسمة منك لله هموووت بتنتقمي مني في الأكل ليييه ؟؟

- نسمة مدافعة : والله ابدااا يا حمزة أنا قولت ل حلا أن ده طبقي والتاني طبقك عشان طنط قالتلي أنك مبتحبش الشطة وبتتعبك ف حطتلك طبق لوحدك من غير شطة خااالص لكن أنا بعشقها ف غرقت طبقي

- حمزة وهو مازال يصرخ لكنه أجابها ساخرا : وأنا غرقت فيها يا أختي حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا حلا أنتي ونسمة انتو هتفضلوا تضحكوا علياااا روحي يا ندى الله يكرمك هاتي دواء الحساسية بتاعي من الدرج التاني بتاع مكتبي بسرعة

- حلا وقد تماسكت اخيرا : خلااص يا موووزة أنا هروح اجيبهولك علطول ندى مش هتعرفه معلش أنا مخدتش بالي من كلام نسمة عشان كنت بكلم ندى

- حمزة بغيظ : ندى كمااان طب حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتو التلاتة روحي يا اختي بسرعة

- كريمة محاولة تهدأته: خلاااص يا حبيبي معلش غلطة مش مقصودة وبعدين أنتا ملحقتش تبلعها متخافش إن شاء الله مش هيحصل حاجه

- حمزة : يا ماما أنتي مش متخيلة حراااق أزاي ده مش اكل بالشطة ده شطة بالأكل

- كريمة بابتسامة : للأسف متخيلة عشان شوفتها وهي بتحط الشطة في طبقها

- أتت حلا من غرفتها مسرعة وملأت نسمة كوب الماء واعطته له قائلة : أتفضل

- حمزة وقد أخذ قرص الدواء من شقيقته وكوب الماء من نسمة وبعدما ابتلعه نظر ل نسمة قائلا :يا سلااام على البراءة نفسييي أفهم هتاكلي البتاع ده أزاي ده يتعبك وممكن بعد الشر يعملك قرحة ولا ايه يا دكتووورة ؟؟ قال كمته الأخيرة لها ساخرا

- نسمة: لأ عادي أنا متعودة على كده وبعدين أنا مش بعمل غير اللي يبسطني بصرف النظر عن عواقبه سيبك مني بقا وخد طبقك ودوق وقولي رأيك

- حمزة بغيظ : وحش من قبل ما أدوقه هوأنتي فكرك إني مجنون عشان آكل من الأكل ده تاني

- نسمة : بطل شغل عيااال يا حمزة طبقك مفيهوش شطة خاالص

- حمزة بعدم تصديق : طب أحلفي

- نسمة : والله ما فيه شطة خااالص أكييد يعني مش هعمل حاجة عارفة انها بتتعبك


خفق قلبه لجملتها التي ليس بها شيء لكن لا يعلم لما كل ما تقوله يجعل قلبه الأبله هذا يخفق بهذا الشكل كأنه مراهق لم تتعدي سنوات عمره الخمسه عشر حتى أنها إن أماءت مجرد أماءة من رأسها علت دقاته عن معدلها الطبيعي لا يعلم ما ينتابه كلما رأي تلك النسمة التي يبدو أن تأثيرها على قلبه ليس كأسمها ابدااا ..نفض تلك الأفكار عن رأسه وبدأ في تناول الطعام التي أعدته له وما إن تذوقه حتى همهم باستحسان قائلا :

- أممممم تحفة تسلم ايدك

- نسمة بفرحة غامرة : حقيقي بجد عجبك ؟؟

- حمزة: أه والله جمييل جداا ومكنش محتاج للشطة اللي أنتي حاطها أنتي مش هتعرفي تحسي حتى بطعم الأكل وبعدين مش هتعرفي رأي باقي البشر أشمعنا أنا يعني ؟؟

- نسمة بابتسامة : كلهم داقوه وقالولي رأيهم إلا أنتا

- حمزة : يعني أنا الأخير يلاااا الأخيرر ربه كرييم

- حلا : لأ حقيقي يا نسمة تحفة هو مش تقليدي وغريب بس فعلا حلو جداا

- كريمة : فعلا أنا اول ما شوفتها وهي بتعمله بصراحة قولت هيطلع عك شبه أكل حمزة بس هي كسفتني وطلع طعمه جمييل

- حمزة بغيظ من والدته : مامااااا! عل فكرة بقا أنا أكلي حلو جدااا انتو بس اللي بتحبطوني

- ضحكت ندى ثم قالت : نسيييت الشكشوكة ولا ايييه ؟؟

- حمزة ضاحكا : هههههه أنتي قلبك أسود أووي لسه فاكرة

- ندى : طبعااا وهي ديه تتنسي

- حمزة موجها حديثه لنسمة : متصدقيهومش يا دكتورة ديه ضريبة النجاااح أنا أكلي محصلش مسيري في يوم مااا أدوقك وانتي هتحكمي بنفسك

- نسمة بمزاااح : لأ شكرررررا أنا مش مستغنية عن عمررري

- حمزة وقد رفع حاجبه قائلا : حتى أنتي يا نسمة ! طب ماااشي على فكرة بقا أكلك وحش وأنا كنت بجاملك

- نسمة ضحكة : وعشان كده خلصت طبقك

- حمزة بعناد : لأ أنا خلصته عشان كنت جعاان متوهميش نفسك بقاااا

- ندى : يلا بقا منك ليها خلصوا عشان منتأخرش

- حمزة ونسمة معاا : حاااضر

أنهى الجميع طعامهم وتحرك الجميع كلا إلى وجهته وبعد ما يقرب من الساعة كان ثلاثتهم مستعدون للخروج فقال حمزة :

- هااا جااهزين يلا بيناا ؟؟

- نسمة وقد تذكرت شيء فقالت : لأ ثووواني يا حمزة نسيت أحط برفيوم ..وقبل أن تتحرك لغرفتها سمعت صوت حمزة قائلا بحدة:

- استنييي بس استنيييييي تعالي كده هقولك كلمة سر ؟؟

- نسمة وقد اقتربت منه متسائلة : سر أيه ؟؟

- حمزة بصوت خفيض هامس لكنه حاد :نسيتي أيه يا ماما سمعيني كده تاني ؟

- نسمة بعدم فهم ل سبب حدته : نسيت أحط بيرفيوم متخافش مش هأخرك ثواني بس

- حمزة محاولا تمالك أعصابه: المشكلة مش ف أنك تأخريني المشكلة في اللي رايحة تعمليه انسي حواار البيرفيوم ده أحسنلك ويلا بينا

- نسمة بدهشة : نعم ! وده ليه بقا إن شاء الله

- أجابها حمزة بصرامة : كده يا نسمة عشان ببساطة الحديث واااضح

" أيما إمرأة استعطرت ف مرت بقوم فشموا ريحها ف هي زانية" وكل واحد هتمشي جنبه هيشم ريحة البيرفيوم الفج بتاعك هيبصلك وبعد ما يبصلك هيسرح بخياله وكل واحد وخياله بقا ، يبقا ليه من الأول ولا أنتي عايزة كده ؟؟ وقبل أن تحرك لسانها لتجيبه كان أجاب هو بدلا منها :أنا متأكد أنه لأ ف يلا بقا قداامي من غير رغي وجدااال ملهوش لازمة

- نسمة وهي تضرب الارض بقدمها كالأطفال : أووووف طيييب


ضحكت ندى على انفعال شقيقتها الحمقاء لكنها سعدت بداخلها لأن شقيقتها دوما لا تستمع لحديث أحد لكن يبدو أن حمزة له تأثير كبيرعليها لذا استجابت له شقيقتها العنيدة

تحرك ثلاثتهم للأسفل ثم توجهوا ناحية سيارة حمزة جلست ندى بجواره ونسمة في المقعد الخلفي

قام حمزة بتشغيل سيارته وانطلقا حيث عيادة الطبيب زياد وبعد حوالي نصف ساعة كانوا قد وصلوا إلى هناك..

نزلت نسمة وندى أولا وركن حمزة سيارته ثم لحق بهم لأعلى وهناك كان زياد في انتظارهم مرحبا لم تتوقع نسمة أن هذا هو الطبيب نظرا لضآلة جسده وملامحه الطفولية التي خدعت فيها هي الآخرى ف ظلت تنظر باتجاه باب المكتب المفتوح لعلها تلمح الطبيب وفي تلك الأثناء كان حمزة يعرف زياد بنسمة الشاردة هناك وحينما لم تنتبه هتف مناديا باسمها بصوت أعلى قائلا :

- نسمة دكتور زياد

- نسمة ومازالت عيناها لا تحيد عن المكتب والذي لم ترى بداخله أحد وتتوقع ظهوره بين لحظة وآخرى فقالت بلا مبالاة ل حمزة : أيوه يا حمزة ما أنا مستنياه يظهر بس معرفش هو فين ليكون مستخبي تحت المكتب زي القطط

- تنحنحت ندى احراجا ثم قالت بابتسامة صفراء لشقيقتها : يظهر منين مهو قدامك أهوه

- لم تحيد نسمة ببصرها عن باب المكتب قائلة لشقيقتها بامتعاض : قدامي فين ما تبصي مش هتلاقي حد ولا يكونش لابس طاقية الاخفاء ومحدش شايفه

- حمزة وهو بالكاد يتمالك نفسه حتى لا يضحك على تلك البلهاء التي تبحث عن الطبيب وهو أمامها بالفعل فقال لها موضحا : مهو لو حضرتك بصيتي ناحيتنا هتشوفيه لانه مش في المكتب هو قدام ساعتك اهوه

- نسمة وقد عادت ببصرها تجاههم قائلة بدهشة : والله أنا مش شايفة حد غير ابن أختك اللي عمال تكلمه من ساعت ما طلعنا

- حمزة وقد رفع حاجبه في تعجب واضح : ابني أختي مين ؟؟أختي اللي هي حلا اللي لسه في الكلية ثم اردف ساخرا: أاااه ديه متهيألي مش متجوزة ولو اتجوزت أكيد مخلفتش واحد طولها

- نسمة بلامبالاة : خلاص يا حمزة مش فارقة يبقا ابن أخوك

- حمزة وقد لوي شفتيه بسخرية قائلا : أخويا اللي مات وهو عنده 8 سنييين لأ معتقدتش وقتها كان متجوز بردو وأكيد ملحقش يخلف ثم سألها سؤال تقريري : نسمة أنتي هبلة صح ؟؟

- نسمة : يوووه بقا يا حمزة هي مش فارقة ابن أختك ابن اخوك ابن صاحبك جارك هيفرق معايا أنا ده مين لييه المهم فين الدكتور هو هيفضل لطعنا كده كتيير وأنتا كل اللي شاغلك الكابتن اللي واقف معانا

- ابتسم زياد بحرج لكنه تحدث بمزاح : أهلا دكتورة نسمة أحب أعرفك أنا الدكتور زياد اللي لاطعكم واللي أنتو مستنينه واللي بالمناسبة مش ابن أخته أو أخوه ولا جاره ولا أي حاجة من دوول ولا حتى للأسف كابتن ثم اردف ساخرا ومتهيألي مجربتش اقلب قطة واستخبي تحت المكتب

- نسمة قد اتسعت عيناها بصدمة واحراج ثم ظلت ترمقه من أعلى لأسفل وأخيرا قالت متسائلة بعدم تصديق : أنتا الدكتور ؟؟

- زياد بابتسامته الودودة : أه والله حتى اسألي البشمهندس رمقه حمزة بغيظ فعدل حديثه معتذرا :آسف قصدي حضرت الرائد هو شاف الكارنيه وأتأكد بنفسه

- نقلت نسمة بصرها بين شقيقتها وزوجها وقد أماء كلاهما رأسيهما بالايجاب فقالت باستسلام وهي تمد يدها مصافحة للطبيب : طالما هما أكدوا على كلامك يبقا هما أدرى بقااا على العموم تشرفنا يا دكتور زياد وآسفة على اللي حصل بس شكلك فعلااا صغييير جدااا آخرك تالتة ثانوي وتكون واخد سنة خامسة وستة مع بعض كمان


انفجر ثلاثتهم ضاحكين حتى زياد والذي لم يتضايق من تنمرها بل لم يشعر انها تتنمر من الأساس فهي محقة فيما تقول لكنه حدثها مازحا :

- متهيألي يا دكتورة أننا نتبع المثل الشهير لا تعايرني ولا أعايرك ثم أشار لنفسه مكملا المثل الهم طايلني ثم أشار عليها مردفا وطااايلك ولا أيييه ؟؟

- لم تضايق نسمة من تعليقه على قامتها القصيرة وحجمها الضئيل هي الآخرى كما تضايقت حلا بل أجابته ردا على مزحته : أه والله عندك حق كلية الطب سمعتها بقت في الأرض بسببنا يقولوا أيه الدكاترة كلهم أطفااال تقريبا سنين الدراسة في الكلية خلتنا كائنات مضغوطة

- ابتسم زياد لها قائلا: الواضح أن حضرتك متصالحة مع نفسك جدا يا دكتورة زيي كده عكس الانسة حلا أول ما قولتلها كده كانت ناقص تضربني ..بس حضرتك مقولتليش أنتي تخصص أيه؟؟

- نسمة : أطفال

- زياد بحماس : ممتاز ..تخصص مناسب لروحك الحلوة

- نسمة : شكراااا جدااا يا دكتور

- زياد متسائلا: وحضرتك بقا شغاله ف مستشفي أيه ؟؟

- نسمة بضيق:كنت بشتغل في مستشفى ف اسكندرية بس حاليا للأسف واخدة أجازة عشان كمان كام شهر هسافر آخد الماجيستير من ألمانيا بس بيني وبينك زهقت وهطق بالرغم إني مبقاليش في البيت إلا كام يوم معندكش ليا شغلانة هنا

- زياد ببشاشة :والله حضرتك بنت حلال لسة الدكتورة بتاعت الاطفال اللي عندنا في المستشفى ماشية النهاردة عشان اتجوزت عقبالك بإذن الله ثم اردف قائلا وكانوا محتاجين دكتورة اطفال هكلمهم لحضرتك ولو ينفع تقدري تيجي بإذن الله وأهوه نشتغل سوا

- كاد حمزة ينفجر غضبا مما تفعله نسمة اقترب من ندى وقال هامسا وهو يجز على أسنانة بغيظ واضح : شايفة أختك بتعمل أيه هو لو ضربتها دلوقتي وجبتها من شعرها فيها حاجة

- ندى بيأس من أفعال شقيقتها الحمقاء : عشان تعرف أن غصب عني انفعالي عليها شوفت بقا إني عندي حق

- حمزة بضيق: لأ بس زودتها أوي بقا ديه بتتشقط قدامنا

- ندى بجدية : أيه تتشقط ديه يا حمزة عييب أنتا بتتكلم عن أختي وهي على طبيعتها مش قصدها حاجة ثانيا دكتور زياد راجل محترم ومفيش ف نيته حاجة وحشة

وفي تلك الأثناء كان زياد يستأذن من نسمة قائلا :

- حضرتك ممكن تديني رقمك عشان أكلمك وابلغك بالمعاد

- نظر حمزة ل ندى بغضب وغيظ : محترم أوووي هااااا

- ندى : أهدى بس يا حمزة هو ..

- قاطعها حمزة قائلا بحدة : ششششش ممكن أنتي تسكتي بقااا ثم اتجه ببصره تجاه زياد وحاول بأقصى ما لديه من صبر ألا يتحدث بنبرة غاضبة لكن خرجت كلماته بها بعض من الحدة قائلا :

- متهيألي يا دكتور مينفعش ابقا أنا واقف وحضرتك بتقول لأخت مراتي أنك عايز تاخد رقم تليفونها مش حلوووة ف حقي ولا أيه يا دكتووور ؟؟

- زياد بهدوء : يا سيادت الرائد الدكتورة زميلة وأنا بطلب رقمها عشان شغل مش عشان أكلمها مكالمة غرامية مثلا وياريت حضرتك متقلقش مش أنا الراجل اللي يتعدى على حرمات غيره أو يحل لنفسه اللي ربنا حرمه عليه وعلى العموم لو كان إني آخد رقمها ده يضايق حضرتك أنا ممكن أكلمك وسيادتك تبلغها أنا حبيت بس أقصر الطرق عليها وكمان عشان لو احتاجتني ف أي مساعدة أقدر اعملها من غير لفة طويلة عشان أوصلها

- حمزة : طيب ممكن حضرتك تسيبك من نسمة حاليا وتبدأ الجلسة مع استاذة ندى

- زياد متجها ببصره تجاه ندى معتذرا : آسف جدا يا أستاذة ندى عطلنا حضرتك اتفضلي عشان نبدأ الجلسة

- حمزة وهو يسألها بصوت خفيض : تحبي نسمة أو أنا ندخل معاكي ؟

- أماءت ندى برأسها بالنفي قائلة : لأ يا حمزة أفضل ابقى لوحدى

- حمزة وهو ينظر إليها بحنو قائلا : تمااام على العموم أنا هنزل تحت أستناكي لحد ما الجلسة تخلص أنا جنبك لو احتجتيني هتلاقيني ثم مد يده إلى كفها مشددا عليها بقوة ليشعرها أنها ليست بمفردها فعلا

- ابتسمت ندى ثم نظرت له بامتنان حقيقي : شكرااا يا حمزة

- حمزة بمزاح حتى يلهيها قليلا : لأ يا ندى شكرااا تاااني أنا هنزل أحسن ثم توجه ببصره تلقاء تلك الواقفة بجوارها قائلا :خلي بالك من ندى يا نسمة ولما تخلصوا رنوا عليا

- زياد بتوضيح : الشبكة هنا وحشة جداا مفيش شبكة غير عند الشباك اللي هناك ده بس ..يعني عشان لو اتصلت ومجمعش معاك متقلقش

- حمزة متفهما : تمام بس ممكن حضرتك تقولي هو وقت الجلسة قد أيه ؟؟

- زياد بعملية : والله ده على حسب استجابة استاذة ندى ورغبتها ممكن الجلسة تطول ل ساعتين وممكن متزدش عن ربع ساعة

- حمزة : خلاص يا نسمة أنا مش هكلمكم وهستنا مكالمتك لما ندى

تخلص الجلسة


أنهى جملته ثم تحرك لأسفل البناية حتى ينتظرهما بسيارته ودلفت ندى مع الطبيب لغرفة الكشف وظلت نسمة بانتظارها بالخارج

لكن بعد عدة دقائق أتي حمزة اتصال من أحد قاداته يخبره بضرورة الحضور الفوري لأمر هام وعااجل فلم يستطع الاعتذار ولم يكن بوسعه سوى الانصياع للأمر لكنه لا يعلم ماذا يفعل مع ندى ونسمة هل يتركهما يعودا بمفردهما لكن المنطقة الموجودة بها العيادة هادئة إلى حد كبيير لا لا لا يمكن أن يأمن عليهما بالتحرك وحدهما هنا إذا ماذا يفعل ؟؟ لم يجد أمامه حل آخر سوى الاتصال بعمر صديقه فهو لا يثق في سواه ولن يطمئن عليهما إلا معه فاتصل به على الرغم من عدم رغبته في اجتماع زوجته بصديقه العاشق لكن ما باليد حيلة وهو يعلم جيدا أن صديقه لن يخونه حتى ولو بنظرة واحدة وسيحفظها من نفسه لكنها لم يريد أن يضغط عليه اكثر....

أتصل برقم صديقة بقلة حيلة لحظات وأتاه رد عمر قائلا بمزااح :

- البااااشا بنفسه بيتصل بيا أي رياح عاتية قذفتك إلي ؟؟

- حمزة ساخرا : الشغل يا روح أمك

- عمر : أيه هتستقيل وتعيني مكااانك ؟؟

- حمزة بغيظ من صديقه: ولااا بقولك أيه مش ناقصاك وحياة ابوك عايزك تكون في العنوان اللي هديهولك بعد ربع ساعة من دلوقتي

- عمر متسائلا: عنواان أيه ؟؟ وليه ؟؟

- حمزة متأففا : عنوان العيادة اللي فيها الدكتور بتاع ندى

- عمر بخضة : ليه أيه اللي حصل أستاذة ندى بخير ؟؟

- حمزة بضيق : بقولك ايه اقسم بالله لولا الحوجة ما كنت اتصلت بيك انتا بالذات ف متخلنيش اندم

- عمر متراجعاً: يا باشااا أنا نطقت أنا بطمن بس على العموم أديني اتخرست أهوه

- حمزة : الشغل كلموني وعايزني ضروري وحالا وأنا كنت مستني نسمة وندى تحت لحد ما يخلصوا الجلسة لكن بعد ما جالي التليفون اضطريت اتحرك واسيبهم والمنطقة بتاعت العيادة هادية جدا وخوفت يروحوا لوحدهم ف عايزحضرتك مشكورا تيجي تاخدهم من هنا وتروحهم على البيت ممكن ؟؟

- عمر : أكيد طبعا ممكن

- حمزة بتردد : أنا فكرت اطلبلهم أوبر أو كريم بس مرتاحتش بردو

- عمر : يا سيدي اعتبرني أنا اوبر أو كريم بس متنساش لما تشوفني تحاسبني ثم أردف مطمئنا صديقه :متقلقش يا صاحبي على الأمانة أنتا عارف صاحبك قدها

- حمزة بثقة : طبعا عارف ولو مكنتش عارف مكنتش اتصلت بيك أصلا المهم هتتحرك أمتا مش عايزك تتأخر عليهم

- عمر : أتحركت فعلا أديني العنوان ومسافة الطريق هكون عندهم

- حمزة : العنوان ف **** اللي ف منطقة ***** عارفها ؟

- عمر : أه عارفها خلاص تمام لما أوصل هكلمك

- حمزة : ماشي ولما يخلصوا ونسمة تكلمني هخليها تكلمك ؟

- عمر : ما أنا معايا رقم الدكتورة ممكن اكلمها لما أوصل خليك أنتا ف شغلك

- حمزة : مش هينفع عشان مفيش هناك شبكة وهي متعرفش أنك أنتا اللي هتيجي تاخدهم فأنا لما تكلمني هقولها

- عمر : تمام سلام بقا دلوقتي ولما أوصل نتكلم


أغلق عمر الخط وتحرك مسرعا نحو العنوان الموجودة به العيادة لم يكن يرغب برؤية ندى اليوم تحديدا يعلم أن الجلسة ستترك أثرها عليها وهو حتما لا يتمنى ابدا رؤية ضعفها خاصة وهو عاجز عن التخفيف عنها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ....

بعد أقل من نصف ساعة كان أسفل البناية الموجودة بها العيادة اتصل بصديقه ليعلمه بوصوله وأنه في انتظار اتصال نسمة به

لكن حمزة طلب منه أن يصعد هو إليهما وينتظر خروج ندى مع نسمة لأنه سيضطر لاغلاق هاتفه لأنه على وشك الدخول لاجتماع هام

وبالفعل أغلق عمر الهاتف مع حمزة ثم صعد لأعلى كانت نسمة جالسة بمفردها بانتظار خروج شقيقتها اندهشت بشدة حينما رأته أمامها فأخبرها بما حدث مع صديقه واضطراره لتركهم والتوجه لمقر عمله وارساله هو بدلا منه ف علقت نسمة بمزاح قائلة :

- أنا نفسي أفهم هو أنتا يا ابني السواق بتاعه عمال يبعتك مشاوير


ضحك عمر ضحكة لم تتعد شفاهه لكن قلبه القلق يقبع هناك حيث تلك الموجودة بغرفة الطبيب المغلقة لكن حاول مدارة قلقه وراء كلماته المازحة :

- ايوه حضرتك أنا الشوفير بتاع حمزة باااشا وببلاااش كمااان شوفتي بقا صاحبي ظالمني وبيعاملني أزااي يا عيني عليااا ثم أردف بعدما لم يستطع الصبر أكثر فسألها قائلا : هما بقالهم كتيير جوه ؟؟

- نظرت نسمة إلى ساعة يدها ثم قالت : يعني بقالهم ساعة وربع تقريبا


وقبل أن يجيبها وجدا باب الغرفة يفتح وتخرج منه ندى وخلفها الطبيب زياد الذي يراه عمر لأول مرة لكنه لم يلحظه حتى جم تركيزه كان منصب على تلك الحزينة الشاردة والتي يبدو انها كانت تبكي ويظهر هذا واضحا جليا من احمرار عيناها جرت نسمة ناحيتها متسائلة بلهفة :

- ندى حبيبتي أنتي كويسة ؟؟

- ندى بشرود قد أماءت رأسها بالايجاب ثم قال : كويسة .. كويسة الحمد لله بس عايزة أناااااام

- نسمة : حاااضر هنروح حمزة بعت كابتن عمر يروحنا عشان هو طلبوه ف الشغل ضروري واضطر يروح


نظرت ندى باتجاه عمر بضيق واضطراب وقد أخبرته نظراتها أنها لم تكن ترغب بوجوده الآن وكان هو مازال واقفا على مسافة منهما وقد أراد لهما بعض الوقت ليتحدثا معا ، لم يقترب هو منها ولم تخطو هي تجاهه، تحدثت نسمة لشقيقتها قائلة:

- ندى هروح أسأل دكتور زياد على حاجة في حوار الشغل والمستشفى اللي هروحله فيها ديه مش هتأخر عليكي هما كلمتين ونتحرك

- ندى وقد أماءت برأسها ايجابا دون حديث

- وهنا اقترب عمر أخيرا منها وسألها بحذر قائلا :أستاذة ندى حضرتك بخير ؟؟

- أجابته ندى بضعف : أه الحمد لله بخير.. بخير أووي

لكن عل ما يبدو أن لجسدها رأي آخر فما أن أنهت كلمتها حتى عارض لسانها فأغلقت عيناها وسقطت غائبة عن الوعي

شعر عمر في تلك اللحظة أن روحه قد انتزعت منه انتزاعا لكنه مع هذا لم يقو على الحركة ف تسمرت قدماه في موضعها كل ما استطاع فعله هو صراخه باسمها الذي جاء على أثره شقيقتها والطبيب من خلفها وحينما وصلت نسمة عندها سألته بخضة :

- أيه اللي حصل يا كابتن ندى أغمى عليها ليه ؟؟

- عمر ودقات قلبه صارت اشبه بقرع الطبول : معرفش معرفش

- نسمة بقلق : طب شيلها دخلها أوضة الكشف هنسيبها مرمية كده في الأرض

- عمر وقلبه يصرخ به أن يحملها لا بين يديه بل بين أضلاعه لكن عقله يعارضه بشدة وضميره يؤازره ف كيف له أن يحملها بين يديه وهو يحمل لها كل هذا الكم من المشاعر كيف تلمسها يداه وهي زوجة صديقه الذي وثق به إن كان يثق في نفسه لكنه لا يثق في قلبه الذي عل يقين تام أنه ما إن يحملها فلن يتركها إلا ويداه تضمها إلى صدره بحماية وبينما هو في صراعه المحتدم بين قلبه من جهة وعقله وضميره من الجهة الآخرى حتى صرخت به نسمة مرة آخرى قائلة :

- عمر أنتا مش سامعني بقولك شيلها دخلها جوه

- عمر بخوف وهو يحرك رأسه نافيا بسرعة : مقدرش .. مقدرررش

- لم تتسائل نسمة عن السبب واقترب زياد ليحملها هو وما إن كادت يداه تلامسها حتى هدر به عمر قائلا: أياك تلمسها مفيش رااجل يحط ايده عليهاااا فاااهم

- زياد مهدئا : أهدي يا استاذ لازم حد يشيلها يدخلها جوه وحضرتك مش راضي تشيلها يبقا تسيب غيرك يتصرف

- عمر برفض تااام وعصبية شديدة تعجبت لها نسمة : مستحيييل أناااا قولت محدش هيلمسها لا أنا ولا أي راااجل ثم أشار ل نسمة مردفا الدكتورة هتسندها وأي واحدة من الممرضات تساعدها


وعلى الرغم من عدم معرفة زياد ب عمر وصلة القرابة التي تربطه ب ندى إلا أنه تيقن أن هذا الواقف أمامه لن يسمح إلا بما قال فقط فأذعن لطلبه وبالفعل أتت اثنتان من التمريض وبمساعدة نسمة استطعن رفع ندى عن الأرض والتحرك بها لغرفة الكشف بقت نسمة مع الطبيب داخل الغرفة وظل عمر منهار داخليا بالخارج يكاد الألم يمزق أحشاؤه والشعور بالعجز يجتاحه


وفي الداخل بدأ زياد محاولة أفاقة ندى حينئذ تحدثت شقيقتها :

- دكتور زياد عايزة اسأل حضرك سؤال قبل ما تفوقها

- زياد متسائلا : سؤال أيه أتفضلي ؟؟

- نسمة بتقرير أكثر منه تساؤل : ندى أختي مش ناسية الموقف اللي حصلها ولا حوار فقدان الذاكرة الانتقائي ده صح ؟؟ مش كده ؟؟

- زياد : طبعا حضرتك دكتورة وكمان أختها وأكيد لاحظتي ده فأنا مش هقدر أخبي عليكي فعلا استاذة ندى مش ناسية حاجة بس هي عملت كده خوف على الرائد حمزة أنه يتهور أو تحصله مشكلة من البلاغ اللي قدمه وطبعا أعصابها كانت تعبانة جدا وكانت على وشك انهيار عصبي ف كان لازم اجاريها واحترم رغبتها لأنها مكنتش حمل ضغط من أي اتجاه


ظلا يتحدثا معا لعدة دقائق وهو يشرح لها ابعاد الحالة بالطبع دون أن يخبرها عن أي معلومات قد علمها من حمزة أو ندى نفسها بشأن صورية زواجهم أو سبب الخطر الذي تتعرض له من هذا المدعو كريم لأن حمزة قد حذره أن نسمة لا تعلم شيء عن تلك الحقائق كل هذا وهناك أحداً بالخارج يتلظى على نار هادئة وقد أوشك على الاحتراق كليا أو الدخول مندفعا إليها وأحراقهما معاً بسبب تأخيرهما عليه دون الاهتمام بتطمينه ....

وأخيرا حقن زياد ندى بدواء يساعد على أفاقتها ورفع معدل ضغطها الذي انخفض بشدة بشكل مفاجيء مما أدى لحالة الاغماء التي تعرضت لها للتو وحينما بدأت تتململ في مكانها وتفتح عيناها اقتربت منها شقيقتها بلهفة متسائلة :

- ندى حبيبتي أنتي فوقتي أنتي كويسة ؟؟ أيه اللي حصلك ؟؟

- امسكت ندى رأسها بكلتا يديها قائلة : مش عارفة بس حسيت أن الأرض بتلف بيا فجأة والدنيا ضلمت وبعدها محستش بأي حاجة

- نسمة : أنتي رعبتينا عليكي والله لما الكابتن عمر ...

- وقبل أن تكمل جملتها ارتسم الغضب على ملامح ندى ثم قالت مقاطعة : عمر .. عمر تااااني

يا ترى أيه سبب غضب ندى من عمر ؟؟ هل هناك موقف قديم قد جمعهما معاً ؟؟ مدى تأثير الجلسة على ندى وكيف ستدفعها للشجار معهم جميعاً؟؟ من سيستطيع استيعاب غضبها ؟؟ وكيف ؟؟ ومن لا يحتمل وسيبادل غضبها بغضب ؟؟ومن سيتألم ؟؟ أحداث أكثر أثارة وحماس الحلقة القادمة ..فانتظرونييي

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثامن والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
تابع من هنا: جميع فصول رواية أهدانى حياة بقلم هدير محمود.
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة