-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الخامس والعشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الخامس والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الخامس والعشرون

 ولج سمير إلى المطعم الذي أخبرته عنه ملك قبل الموعد المحدد بقليل،انتقى إحدى الطاولات القابعة بجوار النافذة ،ثم أمر النادل بإعداد قائمة طعامٍ خاصة ،وجلس ينتظر قدومها بفارغ الصبر.


ماهي إلا لحظات حتى دخلت ملك ببذلتها الرسمية ذات اللون الأصفر الشاحب ، ابتسم بعذوبة وهو يراها تتقدم نحوه بوجهٍ جامد الملامح، استقام مُستقبلاً لتصافحه برسمية زائدة ثم جلست وهي ترفع رأسها بكبرياء واضح .


طالعها بحاجبٍ مرفوع و هو يجلس على كرسيه مُتحدثاً بتسلية: ما هذا الوجه الناشف آنسة ملك؟؟؟

ثم أضاف بنبرة ذات مغزى : حقيقة لن أتمكن من مضغِ الطعام بوجود وجه جامدٍ أمامي كما أنتي الآن.


رمشت عيناها بذهولٍ من وقاحته، فبذلت مجهوداً مُضاعفاً للسيطرة على نبرة صوتها الذي خرج بحدة رغماً عنها : سيادة الضابط لو سمحت.

تنفست بعمق وهي تضيف بنبرة جافه مُتعمدة وهي تضغط على كل حرف: نحن هنا لسنا في موعدٍ غرامي، لقد طلبت مني دعوتك لتخبرني بكم أدينُ لك، فهلّا أخبرتني الآن كم دفعتَ ثمناً لتصليح السيارة؟؟؟


كان يستمع إليها دون أن تهتزّ ابتسامته، عقد يديه واضعاً إياها على الطاولة أمامه ليتحدّث ببرود غير عابئٍ بكلِّ ماقالت: إذاً آنسة ملك، حدّثيني قليلاً عنكِ؟؟


اتسعت عيناها بدهشة حقيقية بدى كما لو أنه لم يسمعها أساساً فظلّت للحظاتٍ تُطالعه بصدمة جادة، بينما هو يحدّق في عمقِ أنهار العسل خاصتها بثقة كبيرة، حتى قاطع تواصلهما البصريّ هذا قدوم النادل الذي بدأ برصِّ أطباق الطعام على المائدة أمامهما بخفةٍ وسرعة .


نظرت إلى الطاولة أمامها ثم رفعت رأسها إليه، وللمرة الثانية تُطالعه بعيون مُتسعة دهشةً لتسأله بتعجب واضح: كيف....؟؟؟؟


لم تُكمل سؤالها عندما وصلتها إجابته على شكل ابتسامة عريضة ،فقد كانت قائمة الطعام التي طلبها تحوي على أطباقها المفضلة.


شعرت ملك بالقليل من الخوف منه ،لكنها حاولت ألا تظهر هذا أمامه، بينما تناول سمير رغيف خبز ليعطيه لها مُتحدثاً: تفضلي.

نظرت إليه بتردد فأضاف: هيا ، شاركيني الطعام.

ثم أردف بنبرة ذات مغزى : لكن أرجوكي ابتسمي قليلاً، أريد تناول الطعام بشهيةٍ مفتوحة.


ابتسمت بتحفظ لتندهش من استجابتها له كأنها روبوت ، أخذت الرغيف منه لتسأله بابتسامةٍ مُقتضبة: هلّا أجبت على أسئلتي سيادة الضابط ؟؟؟


تناول هو رغيفاً بدوره ليتحدث وهو يأخذ قطعةً صغيرة منه: طبعا سأجيبك آنسة ملك.

ثم أضاف وهو يغمز لها بتسلية: ولكن بعد أن نتناول الطعام.


ضغطت على شفتيها وأومأت بتفهم، ثم بدأت بتناول طعامها تحت نظراته الماكرة، سرعان مااندمجت في أطباقها متناسيةً وجوده أمامها من الأساس.

الغريب أنها لم تشعر بالخوف منه بل على العكس تماما، شعرت بأنها بأمان طالما هو جالسٌ أمامها.


...............................................................


ساد صمتٌ طويلٌ بينهما وهو بانتظار أن تتابع روايتها، على الرغم من الصراع الذي شبَّ داخله ،شعور بالخوف تسلل إليه وهو يعلم أنه في صدد استرجاع ذكريات مريرة جاهد أن يمحوها من ذاكرته،ولكن للقدر رأيٌ آخر.

بذل جُهداً مُضاعفاً ليسيطر على انفعالاته وغضبه الذي بدأ يفتك به بلا رحمة ،وتلقائياً ماإن بدأت الحديث حتى تعاضد معها عقله الباطني ليرميه مرةً أخرى ،وسط تلك الليلة المشؤومة.


Flash Back.


منذ ثمانية عشر عاماً ، كان براء يعيش حياةً مثاليةً يُحسدُ عليها ،والدٌ عطوفٌ ناجحٌ في عمله، والدةٌ حنونه مُحبة مِعطاءة ،وهو وحيدهما ومُدللهما.


لم يكن ليتمنى أفضل من تلك الحياة، خاصةً بعد قدوم ( حياة ) إليهم وولادة الصغيرة التي أسماها هو( ياسمين) لرقتها التي شابهت زهرة الياسمين فعلاً.


عاشت حياة معهم أربعة اعوامٍ شعرت فيها بالألفة بينهم، فوالدة براء ( هيام ) كانت سيدةً حنونة وغير مُتكلفة إطلاقاً ، ولدت حياة صغيرتها التي أسماها براء ياسمين وقد أعجبها ذاك الاسم كثيراً.


لمْ تنسَ عمار ومافعله بها، لكنها كانت تنتوي أن تصبر حتى يشتدّ عود صغيرتها قليلاً لتُساعدها في الانتقام منه، لم تحاول التواصل مع أي شخصٍ له علاقةٌ بماضيها لئلا يصل إليها،فهي أكثر من يعلم بذكائه.


تعلقت بعائلة براء جداً،وبه هو على وجه التحديد فكان لايُفارقُ ياسمين ابداً ، كان يشعر أنه مسؤولٌ عنها في كلّ خطوةٍ تخطوها ، طلبت من والدة براء مُساعدتها في البحث عن منزلٍ لتستأجره وأصرت على الأمر رغم رفض هيام القاطع، فقد كانت حياة تريد أن تعتمد على نفسها وتعمل لتوفر لابنتها حياةً كريمة.


في النهاية خضعت هيام لطلبها ،لتعطيها غرفة صغيرة مع مرافقها في كرم الزيتون القريب من منزلهم واخذت منها أجراً رمزياً نزولاً عند رغبتها.


ذات يومٍ ،وبينما كانت حياة( عليا) تساعد عائلة براء في قطاف الزيتون حضرت مُراسلةُ قناةٍ محلية لتصور تقريراً عن موسم الزيتون في هذه القرية، اقتربت المراسله منها لتطلب إليها الحديث عن الزيتون وفوائده و كيف تتم التعامل معه بعد قطافه رغم رفضها الحديث معها في البداية وتهربها منها ،إلا أن المراسلة واصلت إلحاحها حتى خضعت لها.


لم تكن عليا تعلم أن ظهورها على التلفاز في قناةٍ محلية سيقود عمار إليها ،لاعتقادها أنه لن يشاهد هذه القناة وهنا في الشطر الآخر من الكرة الارضية.


لم تعلم أيضاً أنّه قد بثّ عيونه في أنحاء لبنان بأسره ليبحثوا عنها، خاصةً أنه استغرق ستة أشهر ليتعافى من كسوره وسنة كاملة أخرى مُتابعاً للعلاج الطبيعي ليستطيع المشي من جديد ،ورغم أنّ الحادث كان من تدبير بعض أعدائه في عمله المشبوه ودأبه على الانتقام منهم، إلا أن هذا لم يُنسِه عليا وهروبها،وهو لايعرف بعد، أنها كانت حاملاً منه وقد أنجبت ابنةً له.


شاهد أحد جواسيسه التقرير المصور والذي ظهرت عليا فيه وعرفها على الفور، قام بإخبار عمار الذي أرسل سيمون وأمره بأن يقتل كلّ من يقف في طريقه المهم أن يجلبها إليه صاغرةً.


كانت عائلة براء غافلةً تماماً عمّا ينتظرها .

حتى أتى يوم ميلاد براء التاسع ، احتفلوا به في ظهيرة ذلك اليوم بحضور حياة وياسمين بعد عودة والده من عمله ، وبعد تقسيم الكعكة رحلت حياة مع ابنتها إلى منزلها الصغير وبقي براء مع عائلته يُنجزُ فروضه المنزلية على أن يلحق بها ليحضر1 الصغيرة مساءً ليلعبا سوياً.


........................... ......


غابت شمسُ هذا اليوم ، الشتاء في بدايته ونسائمٌ باردةٌ تُداعب أغصان أشجارِ الزيتون حول المنزل الصغير المتواضع، شعرت عليا بعدم الارتياح فاعتقدت أن شعورها هذا بسبب برودة الطقس، استقامت من الأريكة حيث كانت تجلسُ برفقةِ صغيرتها لتغلق النافذة ،لاحظت ظلاً لم تتبينه جيداً يتحرك بين الاشجار اعتقدت بدايةً أنّه براء، لكنها شعرت بانقباضة في قلبها عندما رأت ظلاً آخر يتحرك بعيداً عنه بقليل.


أغلقت النافذة الزجاجية بسرعة ،وبغريزةِ الوالدة حملت ابنتها ذات الثلاث سنوات لتضع عليها معطفها، اقتربت من الباب بحذر وهي تنظر للخارج من خلال نافذةٍ زجاجية صغيرة أعلاه فلم ترَ أحداً،نظرت إلى منزل عائلة براء الذي كان يبعدُ عنها مسافةَ مئة مترٍ تقريباً ،طالعته بأمل عندما لاحظت حركةً خارجه.


ازدردت ريقها بتوتر وهي تهمس لنفسها باطمئنان: لا تقلقي عليا، لا أحد هنا.

أخذت نفسا عميقا زفرته دفعة واحدة وهي تفتح الباب بحذر ، ماكادت تخطو خطوة واحدة خارجه حتى انقضّ عليها أحدهم ليكمم فمها بيد ويحاصر جسدها بالأخرى.


صرخت طفلتها فانقضّ عليها شخصٌ آخر ليكمم ثغرها الصغير وعليا تحاول مقاومتهم والصراخ لاعتقادها أنهم سارقين، هدأت حركاتها المُقاومة واتسعت عيناها بذهول وهي ترى وجه سيمون الذي لن تخطأه ابداً يظهر أمامها في الظلام.


............


كان براء الصغير يلبس حذائه و يتهيأ ليذهب إلى منزل عليا ليجلب الصغيرة ياسمين عندما لاحظ حركة مريبة حول منزلها ،ثم سمع صوت صراخها اتبعه صمتٌ مفاجئ، فدخل إلى منزله لينادي على والده بلهفة: أبي ،أبي ،هناك صوت صراخ عند ماما حياة !!!.


طالعه والده بعدم تصديق في البداية، لكنه قطب جبينه عندما لاحظ جديّة ولده بالحديث، تبادل مع زوجته نظراتٍ مُترددة ثم تمتم وهو يستقيم من مكانه قائلاً: ابقَ مع والدتك براء، وأنا سأذهب لأرى مالأمر.


وصل الطبيب محمد عادل الى المنزل فلاحظ ان الأضواء مطفأة مما أثار ريبته. ليس من المعتاد أن تنام في هذا الوقت المبكر .

اقترب من الباب ليطرقه صائحا :حياة. هل أنتي مستيقظة ؟؟

لم يجبه أحد فزاد من طرقه على الباب مناديا: حياة هل أنتي هنا؟؟؟ حياة أجيبيني؟؟؟

لم يجد ردا فخشي أن مكروها قد أصابهما فعزم أمره وعاد أدراجه الى منزله ليجلب سلاحه تحسباً .


....................


كان سيمون في الداخل مع خمساً من رجاله يكممون فم عليا وصغيرتها عندما حضر الطبيب وبدأ بالطرق على الباب مناديا باسم حياة .فخمن أنه خليلها خاصة مع وجود الصغيرة في أحضانها ، وهو كسيده لا يعلم أنها كانت حاملاً من عمار.


فنظر اليها باستحقار هامسا ؛ أهذا من فضلته على السيد عمار؟؟ فعلا أنك قذرة .

لم تفهم لم قال هذا ولم تفكر أصلاً ،بل كان جلّ همها ألا يمسوا الطبيب وعائلته بسوء!!

استغل سيمون فرصة مغادرته ليخرجها من المنزل مع ابنتها وهما مقيدتان تاركا خلفه أربعة رجال ثم أمر قائدهم قائلا: لقنه درسا قاسيا ليتعلم ألا ينظر الى ممتلكات من هم أكبر منه.

أشار له الرجل باحترام ولم يأبه بصراخها المكتوم ، أخذها برفقة واحد من رجاله هاربا تحت جنح الظلام.

................


توقفت عليا عن الحديث فجأة عندما استقام براء مقاطعا اياها هامسا: يكفي هذا.

استدار خارجا ليأتيه صراخها قبل أن يبلغ الباب :لقد حاولت حمايتكم أقسم براء، لكن لم تكن لدي القدرة لحماية نفسي حتى..

لم يلتفت نحوها بينما تابعت بضعف: لم أعرف ماذا فعلوا بعائلتك حتى أخبرني سيمون الحقير بهذا بعد عودتنا.

- يكفي.

صرخ بها بغضب وهو يصرُّ على أسنانه حتى كادت تتهشم دون أن يلتفت اليها .فتح الباب ليخرج فاصطدم بمؤمن ونعيم اللذين استغربا من هيئته التي تبعث على القلق.خاصة أن عينيه كانتا محتقنتين وقد تلونتا بالأحمر الدامي.


لم يأبه بهما بل تابع مسيره حتى وصل الى أحد أروقة المشفى الخالية. توقف هناك لثوان ليلتقط أنفاسه الهاربة استند على الحائط خلفه عله يهدأ .لكن هذا لم ينفع فاستدار ضارباً الحائط بقبضته صارخا بألم .


سمع مؤمن صراخه فهرول الى حيث يقف براء فوجده يضرب الحائط بقبضته حتى أدماها .اندهش مما رآه فأسرع صوبه ليهدأه فصاح باحترام : سيدي!!! التفت براء نحوه وهو يلهث بسرعة ويشعر أن أنفاسه قد تحرق من أمامه فصاح به وهو يضغط على فكه: عد مكانك مؤمن.


لم يستوعب الأخير تلك الحالة التي سيطرت على سيده فأعاد براء صراخه بغضب حارق: أخبرتك أن تعود الى مكانك.

انتفض مؤمن بخوف ليعود من حيث جاء .تاركاً براء خلفه وهو يستند على الحائط ويلهث بعنف .مسترجعا ذلك اليوم المشؤوم.


.........................................


عودة الى الوقت الحالي.


أسند جواد كوب الماء الذي أحضره لبراء إلى الطاولة. طالع حاله الشارد في السقف ليسأله بحذر: مالذي حدث يومها براء؟؟

لم يحدث أي ردة فعل ولم يرمش حتى ،فتابع جواد بهمس خافت ليحثه على الحديث: تابع براء .اذا كنت تريد أن ترتاح تابع ولا تتوقف.

أعمض براء عينيه بألم وشد عليهما بقوة.ثم عاد بذاكرته عشرون عاما تقريبا.


Flash Back.


عاد والد براء الى منزله ليجلب سلاحه .فقد خشي أن مكروها لحق بعليا وابنتها بعد أن طرق الباب لعدة مرات دون إجابة منها.وقد انتوى أن يخلع الباب اذا اضطره الأمر .


وصل إلى منزلها ليتفاجأ ببابها مفتوحاً قليلا.كان الظلام يلف المكان عندما ولج إليه بحذر .لعن تحت أنفاسه لأنه نسي أن يجلب معه مصباحا ليرى خطواته. ماإن خطا داخلا حتى شعر بمن يضع شيئا قاسيا على ظهره فخمن أنه فوهة مسدس ما ........

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة