-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل التاسع والستون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل التاسع والستون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والستون

انهت مكالمتها مع شهد بعدما إطمأنت عليها، ثم جلست تفكر بما حدث بالمجلس اليوم امام عمها و ابنته، شيء ما يجعلها تغلي.. شعرت بحرارة عينيها، حاولت منع دموعها و لكنها عاندتها..،
رن هاتفها مجددا، لترى أسم عبير يضيء الشاشه، حاولت ان تتجاوز غصتها و هي تفتح هاتفها لترد بصوت تشوبه البحه/هلا عبير..


على الطرف الآخر قلقت من نبرتها/هلابك، شوشو صاير شيء؟!


تركت مكانهاوهي تتجه للنافذه الكبيره لتفتحها تريد هواء منعش بعد شعورها بالإختناق/ما صاير شيء، ليه؟!


على الطرف الآخر/صوتك ماهو عاجبني يا بنت، متأكده انك بخير والباقين بخير


تنهدت والتيار البارد يلفحها/أبداً، صدقيني بخير و كل الامور تمام الحمدلله.. انتي شخبارك؟! وش اخبار خلودي من زمان ما جيتي نشوفه


عبير/خلود صار كبير هاللحين و يطلع مع ابوه بدوني


ابتسمت/ياعمري.. عاد تلقينك مستانسه يشيل همه لحاله


ضحكت عبير/اي طبعاً مو مثلك مابعد كمل ولدي سنتين و حملت... يممه سمعنا و سلمنا


ابتسمت بخفوت، فلا قدرة لها على الضحك وبالقلب غصه/عبير خاطري اضحك.. تعالي ونسيني احس هالمره حملي اكتئاب فاكتئاب.. ابي احد معي ننبسط سوى مليت بالبيت بلا شغل و مشغله

عبير/ارجعي للعمل، قلت لك انتي تعودتي عالخروج و العمل مستحيل تتقبلين جلسة البيت بس ما صدقتيني،


صوت انفتاح باب غرفتها...، جعلها تلتفت لتراه يقف عند الباب بوجه خالٍ من التعابير...!!


على الطرف الاخر نادتها عبير/شوشو وينك؟ تسمعيني؟


إنزعجت من دخوله رغم مافعله بها اليوم لترد عليها/عبير بعدين اكلمك.. مشغوله..


تقدم بخطوات موزونه و هادئه ناحيتها و هي تحاول تجاهله بمحاولة الخروج من الغرفه.. لكنه اعترض طريقها، حاولت التملص مجدداً ولكنه يتحكم بها حتى يأست..!!


رفعت عينيها له برجاء تخفيه نظراتها المتحفزه للبكاء/ابعد..

رأته يمد يده ليلمس خدها و لكنها ابتعدت بجفول وعينيها تلمع بحده/قلت لك ابعد...


لأول مره يرى بكائها بسببه هو، بكائها الذي يفضحه إضطراب تنفسها أمامه في هذه اللحظات/قلتي برجع بس بشروط و من ضمنها مالي علاقه فيك!، بس اشوف طلعتي تغارين زي باقي البنات!!!


نزلت دموعها بقهر/لا والله، وانت وش مفكرني طول هالوقت؟! ما أحس؟! طبيعي لمن وحده تشوف زوجها يهتم بغيرها أي كان نوع هالاهتمام بتغار.. وخصوصاً إذا كلمتني بطريقتك اليوم قدام اهلك بسببها.. اوكي رجعت لك بس الاتفاق كان اهم نقاطه الاحترام المتبادل و هالشيء انت نقضته اليوم قدام اهلك!،

ابتلعت غصتها وهي تحاول بفشل جحد بكائها لتردف بغضب/انا تعبت أدهم اطلع برا ماني متحمله اشوفك هاللحظه.


استنكر دموعها الغزيره وهي تحاول الصدود عنه قدر الإمكان و لكنه أمسك بيدها ليثبتها بقوته المفرطه/ناظري فيني، تكلمي ليش تبكين؟!

حاولت ابعاده عنها بيدها الأخرى و لكنه سحبها لصدره بقوه، كانت تقاومه بشده و لكنه ثبتها و قاوم غضبها، حتى سمع صوت بكاء لم يسبق له أن سمعه..!
بادلته العناق برعشة بكائها المكتوم منذ مده و انفجر الآن..!
أي شيء قد توقعه إلا إنهيارها المفاجئ، أتبكي حقاً من شدة غيرتها أم أنه يحلم؟!!!
شدها إليه اكثر... وهو يحاول إسكات صوت الألم الذي يؤذيها..
كانت كالجبال الشامخه لا تتأثر بالعواصف و لكنها ذابت على صدره لحظة عناقه لها..!
.
.
.
.
عاد بعد صلاة الفجر ليرى المنزل هادئاً.. لا أحد هنا..
و على بعد خطوات منه رأى لعبة صغيره بالتأكيد هي لراكان.. ابتسم وهو يلتقطها و يرى اثار لعبه الخشن عليها،
جلس قليلاً على اقرب أريكة و ظل يتأمل صمت المكان الذي لطالما كان يضج بهم..
يالخواء الروح الذي يعيشه رغم كل ما يمتلكه إلا أن شعوره بالإختناق وحيداً يكاد يقتله،
وذلك الشيء الذي جعله يؤمن ان السعاده ليست بالعيش وحيداً.. إن أسوأ شيء ممكن ان يحدث لأحدهم هو أن يعود للمنزل بعد سفر طويل ولا يجد أحداً في إنتظاره، ليحمل عنه عبئ الغربه و يخبره بما في داخله من حكايات و مغامرات حدثت معه طوال رحلته..

سمع صوت سعلتها الناعمه وهي تخرج من المصعد و تتجه لجهة المطبخ بيبجامتها الفضفاضه ذات اللون الكحلي و المزينه بنجوم بيضاء، تبدو له أكثر نحافة عن السابق، ليناديها بصوت اقل/صح النوم ليال


إستدارت إليه وهي تحاول أن تركز في صاحب الصوت لتبتسم/ناايف!!


بإبتسامته الهادئه/بنفسه


تركت مكانها لتذهب و تسلم عليه/هلا حبيبي، الحمدلله على السلامه،

قبل جبينها وهو يجلسها بجانبه/الله يسلمك، ارتاحي.


جلست بجانبه وهي تمسك بيده/بشرني عنك، هالمره طولت و حتى ما اتصلت و لا شيء، قلت للشموس اخونا شفيه و طمنتني لأن أدهم يتواصل معك


فرح بداخله بما سمعه، الشموس تسأل عنه/اسف لأني اشغلتكم علي.


شعرت بكمية حنين و لهفه لتعانقه كالسابق، هو سندها الباقي لها، خصوصا بعدما تخلى عنها الرجل الذي وثقت به و صدمها به/لا تتأسف، انت خلك موجود جنبنا وبس، يا نايف انت ماتدري قد إيش وجودك مهم بحياتي و حياة خواتك، نايف انت مو بس اخو، انت السند و الحبيب و الأبو..


خاف من كمية مشاعرها هذه و عينيها المتحفزه بالدموع، تبدو ليست بخير/ليال، يرحم والديك لا تخليني ابكي هاللحين والله اني سافرت لشيء ضروري، لو ماهو ضروري والله ماخليكم و اسبب لكم هالقلق


خافت لاتدري مالسبب/ضروري؟! لألمانيا؟!


شعر انه يتورط معها فلا حيله أمامه سوى ان يخبرها/كان عندي موعد عند دكتوري، خفت اتأخر عنه و تطلع عندي مشاكل، بس الحمدلله كل شيء طلع تماام ابشرك


فرحت/الحمدلله، الله يحفظك لنا و للنونو الجاي..


استغرب/نونو؟!


استغربت/اجل محد قال لك؟! لا لا دام كذا هات البشاره شهد حامل و جايكم نونو عن قريب ان شاء الله.


أمطار فرح و سعاده، شعور غني بالراحه بعد عناء و تعب، هي لا تعلم أنها بهذا الخبر أعادت نبضه كما كان بل بأفضل حال، لا تعلم كيف فعلت به هذه البشاره التي نطقت بها للتو، لم يتمالك دموعه..! بل عجز عن الرد..


لم تتوقع ان تكون ردة فعله بهذه الطريقه/ناايف تبكي؟!


ابتسم وهو يمسح دموعه و يردد/اللهم لك الحمد. اللهم لك الحمد.


ليال بتأثر/حبيبي و ربي لو عارفه ان هالشيء بيسعدك هالشكل كنت اتصلت فيك هناك و قلتلك، لكن ظنيت الشموس سبقتني


حاول ان يهدأ ليسألها بلهفة وهو يتذكر حالها آخر مرة رآها فيها كانت تشعر بالغثيان و تبدو ليست بخير، ما يعرفه انها لم تعد تطيق رؤيته/شهد شلونها؟! اقصد يعني.. هي اذكر كانت تعبانه..


رحمته وهي ترى لهفته تصطدم بواقع علاقته بزوجته/لا تخاف شهد بخير و بأحسن ما يكون، بس طبعاً مقاطعه هالبيت... بصراحه ماني متفائله اذا بتخلي الولد يجينا حتى

لا يهمه شيء حالياً سو خبر حملها، كل شيء سيكون بخير لاحقاً/الوقت كفيل بتغيير كثير أشياء،


استغربت/يعني ماراح تحاول ترجعها ثاني مره؟!


وقف وهو يشعر بإرهاق الدنيا يلقي بثقله على كتفيه/ما راح اطلقها، لكن ما راح أضغط عليها ترجع لبيتي، أصلاً ماهو وقته..شهد مازالت ماخذه موقف مني و معها كل الحق فيه..


لم تصدق ما اعترف به/يعني معترف بخطاك؟!


إلتفت إليها وهو يجيبها بألم/جايب وحده بنت كلب قدام عينها بالبيت و سامح لها تدخل غرفتي وهي عينها تشوف و تبينها تنسى و تسامح بسهوله؟! انا ماقصرت بالخطأ يا ليال، واضح اني كنت احاول أنفرها مني بكل تصرفاتي.. فليش استنكر النتيجه؟


للمرة الأولى تراه يعترف بخطأه بكل شفافيه هكذا، نظرات عينيه تحكي ندماً سرمدياً و لكنه يُعذّبه، لم تستطيع التعليق و قد اعترف بذنبه، قبلها على جبينها ثم رحل من امامها إلى المصعد...،
تذكرت حقارة وليد لتختنق أكثر، هم هكذا كل الرجال، يغرسون الوجع و ينقشون الجروح على جدران القلوب و من ثم يعلقونها بالمشانق..

.

.

.
في فندق الفور سيزون.. :

خرجت من حمامها فجراً وهي تجفف شعرها وتتجه لمرآتها، تسبغ عليها من عطرها و تضع مرطبا على كفيها، وهي تراقب إنعكاس صورته على السرير بالمرآه، ينام كما لم ينم دهراً..,
لتلتفت لما فعله بالجناح من ترتيبات خاصه، كليلة دخلتهما و أجمل، اجتهد في عدم ذكر أي خلاف، حضور فيلم بالسينما.. و عشاء فاخر  و من ثم هنا...،

جلست أمام الكيكه الصغيره التي احتفل بها بعيد ميلادها الذي لا تتذكر متى آخر مره احتفلت به، هي لا تهتم بمناسبة الميلاد بعكس اخواتها..
يحاول  ان ينسيها ما حدث.. أم انه اشتاق فقط؟!
أو انه فاق من سكرة تلك السفره.. ثم تذكر انها زوجته؟!
اسئله كثيره تدور بذهنها و لكنها رغم ذلك عازمه على ان تنتقم ممن استغفلها.. و استصغر غضبها.. و استهان بأنوثتها...،
سمعت صوت آذان الفجر... لتترك مكانها و تذهب لتوقظه للصلاة في وقتها...،
.
.
.
.
شعرت وانها تنام على الغيوم.. راحه لم تعهدها منذ مدة طويله، كان في حلمها.. و كانت في حضنه...
حلم لم تود الإستيقاظ منه..،
شعرت بحرارة جسده بالقرب منها، خافت ان تفتح عينيها لتكتشف أن كل ما مرت البارحه كان أضغاث أحلام...
بالكاد فتحت عينيها بكسل وكأن أجفانها تعجز من ثقل أهدابها، لتراه شبه جالس بجانبها و ينظر إليها كمن ينظر لنجمه مشعه أو ظاهره كونيه فريده! /أدهم؟!


بإبتسامه دافئه مد يده لأناملها التي ترتاح بجانبها وهو يلامسها/طولتي بالنومه، وكأنك مانمتي من سنه!


مازالت على وضعها تتأمله بعينين مثقله بالكسل/وللحين ابي أنام


ظل يتأمل خدرها و كأنها ثمله، ليشد على أناملها/هذا اسمه دلع طال عمرك، قومي نفطر


شدت على انامله بدورها ثم تركتها بهدوء لتعود تغمض عينيها/مافيني اتحرك، اتركني انام


أحب وضوحها الجلي و سطوعها هذا الصباح ليرفعها رغماً عنها و يساعدها في الجلوس بجانبه و يلف وجهها ناحيته بأنامله/الشموس صحصحي، انتي بخير؟!



نطقت بدلال واضح وهي تميل بجذعها على كتفه القريب منها و تغمض عينيها بكسل/حابه اظل نايمه لأيام لأسابيع، بس عاد خلك جنبي مهما طولت..
حاسه اني كنت اعيش حياه ماهي لي أو بالأحرى ما خططت لها و مارسمت فيها احلامي، كنت فقط انفذ توجيهات و ألبي رغبات ابوي و اساير وضعي الإجتماعي.. وهالشيء مرهق يا أدهم



ابتسم وهو يرى هذا الجانب منها، كانت تحاول جاهده إخفاءه عن الآنظار لتحتفظ بصورتها الصارمه، و لكن هي اليوم أرق من النسيم و أعذب من الماء العذب/و انا من ضمن رغبات أبوك.. صحيح تزوجتي بي لكن بطلوع الروح و بالحيله اجبرتك. يعني انا بعد ماني من اللي بأحلامك؟!


رفعت رأسها لتقبل خده/بالعكس، كنت مثل اللي باحلامي بالضبط و هالشيء كان يستفزني وقتها، لا تنسى انه أنا اللي ماكنت بأحلامك، مانسيتها لك يا أدهم لمن قلتها بأذني وقت الملكه، تذكر؟


تذكر الماضي بشيء من الندم/لأن وقتها صعب وحده مثلك تكون بأحلامي


رفعت حاجبها باستنكار/محامي و شاطر بلوي المعاني.


أردف بصوته الهادئ/انتي كنتي كثيره على خيالي و ذكرياتي الحزينه، شيء صعب يستوعبه رجل ما شاف الجانب الحلو من الدنيا، الجانب اللي ينبض حياة و ألوان


قبلت كتفه التي تعانقها/يا حلو حكيك وانت هادي.


ضحك بخفه وهو يحاول ان يخرجها من ثمالتها بواقعيته/ماتلاحظين انك بتأخريني عن عملي.. الشموس  لا تحسسيني اني بطلع و بينتهي كل شيء، قدامنا عمر كامل بنقضيه مع بعض ان شاء الله


خافت وهي تشد كتفه بأناملها الرقيقه/لمن تحسب عمرك و عمري و عمر الهجر اللي احرقنا بناره بتلقى ان عمر الهجر يساوي اعمارنا مجتمعه.


ابتسم وهو يبعدها عن كتفه لينظر إلى عينيها/بس انا ماحب احسب السنين الموجعه لانها راحت بكل ما فيها ومعاد نبي نتذكر منها شيء.. خلينا نبدأ من هاللحين عمر جديد و صفحه بيضاء. شرايك؟


إلتمعت عينيها وهي تراه يسايرها بالحديث الرقيق الذي لطالما انتظرته رغم غرورها لتقترب منه مجدداً و تعانقه و تطبع قبلتها الرقيقه خلف أذنه و تضل لثواني،


اتسعت ابتسامته بسعاده/لا شكل اللي ببطنك صدق بنت و دلوعه بعد ، الشموس ترى عندي شغل يا قلبي.


شدته برجاء ان يجلس معها ولو اليوم فقط.. تحتاج  له هذه الفتره المريعه التي تمر بها، ولكن عجزت عن طلبه البقاء/للحين تبي بنت صح.. بس تكابر

فهم حركاتها و هي تتعمد إبقاءه بجوارها في السرير/من اليوم معاد فيه مكابر، انا فعلاً مازلت ابي البنت و ابيها مثلك كذا مغروره على الكل و تقدس أبوها


فهمت مقصده لتختفي إبتسامتها بتساؤل وهي تبتعد عنه قليلاً /لهالدرجه أنا كذا شايفه نفسي!


ضحك قليلا ليجيبها وهو يترك السرير/و الله بكل شفافيه انتي شايفه نفسك و دلوعه و خشمك مرفوع


نزلت لتلحق به/أدهم وقف تعال مين اللي دلوعه؟، أنا؟! ووقف

دخل الحمام و اغلقه خلفه وهو يكتم ضحكته ويرد عليها/لا اطلع إلا و القهوه و الفطور جاهز يالدلوعه.. هه


سمع صوت كلمات وعيدها له بعد اغلاق الباب، مناوشتها و ممازحتها لطيفه، للتو عرف ان شخصيتها لم يتعرف عليها أحد كما افصحت عنها اثناء ثرثرتها الثمله قبل قليل.. قلبها بكر لم ينبض لغيره، هي جديده على مشاعر الحب و كل جديد قد يتعثر في البدايه.. للتو عذر كل ما ارتكبته ،
تذكر حديثها عن طفلته، فشعر بشوق جارف لرؤية تلك الطفله التي تحدثت عنها للتو... ابتسم لطيفها في خياله..،ما أكرمك يالله حينما تجزل العطايا..،
.
.
.
خرجت للتو من المطبخ بيدها كوب قهوتها وهي ترفع صوتها لتسمعها مريم التي بالغرفه القصيه/مريوم انا ترى طالعه للدوام مع السايق هاللحين اذا جاب الاغراض تبين شيء؟


خرجت من الغرفه مستغربه/مو بتمرك ليال؟!


ارتشفت من قهوتها/اتصلت و قالت بتتأخر و طلبت اروح مع السايق اللي يجيب لنا الاغراض..


خافت/منتي خايفه؟!


ضحكت/يرحم والديك وحده مرت بكل اللي مرت فيه و حافظت على نفسها تظنين احد بيكسرها؟!


بقلق/ترى مو كل الناس مثل سيف، طلبتك تنتبهين، سبحان الله انا زاد خوفي و معاد ابي شيء منتظره ارجع بيتي هالخميس و اسكر على نفسي الباب،وماعندي مانع اعيش على تقاعد ابوي


رفعت حاجبها/مريم!، الضربات المفروض تقويك مو تكسرك!

رن الجرس لتتركها/خذي قهوتي، هذا اكيد السايق جايب الاغراض، بقوله ينتظرني، و بدخل الاغراض

جلست وهي ترتشف من كوب غريبه و تدعو الله لها ان يحفظها و ان يقيها شرور خلقه، باتت الأخت وليست الصديقه فقط..،
.


فتحت الباب لتتحدث وهي تراه يضع الاشياء بصمت و لمحت طرف بنطلونه البني و بريق حذاءه الأسود/راجيف لا تروح انتظرني بالسياره علشان توديني الدوام


لمحته يذهب بعد الذي قالته لتحمل الاكياس و تدخلها.. لم تستغرب صمته لطالما كان صامتاً في الفتره الأخيره، فقط يضع الأشياء و يذهب أدراجه..،
ودعت مريم لتنزل بنشاطها، اليوم هو اليوم الذي انتظرته، متحمسه جداً للبدء بممارسة شيء يفيدها ويفيد المجتمع، ليال صنعت لها معروفاً لن تنساه ما حيت،
نزلت واتجهت لسيارة السائق وركبتها بحشمتها المعتاده، لتنطلق السياره،شعرت بلسعات البرد فتذكرت انها نسيت معطفها على كرسي المطبخ، لتتصل بمريم/الو مريم ليه ماذكرتيني جاكيتي، انصدمت بالبرد برا وفيه شوية مطر..
... لا مريوم مايمديني أرجع.. اليوم مهم عندي، مابي اخيب ظن ليال... اوكي.. لا لا تخافين بدبر نفسي... وياك يا رب..


اغلقت هاتفها وهي تجمع يديها بعفويه تلتمس الدفء بإحتكاكها مع بعض،..


مد يده إلى مكيف السياره ليرفع درجة الحراره.. لعلها تدفئها..، لم يستطيع الحديث حتى لا تكشفه، من الجيد اليوم انه استخدم سيارة المؤسسه لا سيارته، يريد الحديث ولكنه خائف جداً من ردة فعلها، إمرأه محتشمه مثلها لا يليق بها ان يثير خوفها او يحرجها، مد يده وهو يلمس جرح وجهه الذي جعلت منه علامة فارقه بوجهه، لا يصدق أنها بلا نسب،و لن يقول مجهوله فهو يعرفها..يعرفها فقط.
أوصلها لمحل عملها وانطلق وهو يعزم الأمر لشيء ما..
.
.
.
منذ دخلت مكتبها وهي تتحدث مع عائشه عن لقاء احدهم/عايشه مافهمت، انا علاقات عامه، وش دخلني ألتقي وفد حكومي و مادري كيف


ابتسمت عائشه/هذا طلب استاذه ليال، بما انها ما راح تجي اليوم...


خافت/سلامتها، ليه ماراح تجي بسم الله عليها


لا تلوم ردة فعلها، ليال رائعه مع الجميع/ما قالت السبب بس ماراح تجي، صعب اقعد اسألها و انا موظفتها، المهم تعالي نرتب لك الجوله و نجهز كل طلباتهم، تحسباً لأي طارئ يعني خذي بالك المسؤلين اللي راح يجون رجال ما معهم غير وحده اعتقد اسمها دكتوره سلوى، وحده مخضرمه يعني و طيوبه  متعوده اشوفها بكل وفد يجينا


حاولت ان تتنفس بشكل عميق قبل الوقوف و الذهاب معها، عليها ان لا ترتبك و ان تكون طبيعيه،سامحك الله ياليال، جديّه في العمل منذ البدايه!
.
.
.
سمعت صوت باب الغرفه يفتح بشكل بطيء،عرفت أنه هو، لتغمض عينيها وتدعي النوم،
شعرت بخطواته على الباركيه، كان يحاول جاهداً ان لا يزعجها، حتى وقف أمامها لينظر متأملا ملامحها التي تريح قلبه و تزرع الطمأنينه لروحه، لن يذهب للمركز ما دامت لن تذهب.،
شك انها مريضه.. مد يده لتلامس أنامله جبينها و خدها كما تفعل له حينما يمرض و تسهر ليلها بجانبه..، فرح انها ليست ساخنه، و لكن مازال قلقاً فهي كانت تستيقظ له بمجرد دخوله..!
مد أنامله الصغيره ليدها التي ترتاح على وسادتها ليمسك بها بنعومة يديه التي كالقطن ثم أمال رأسه عليها... هنا يشعر بالسكينه.. هنا راحته التي ينشد..


فتحت عينيها وهي ترى طفلها الأسمر الرقيق يحاول عدم إزعاجها.. و مع ذلك يفعل ما تفعل حين تقلق على صحته، ابتسمت لكمية السعاده التي يسكبها هذا الطفل على قلبها الموجوع، لم تكن تريد رؤية أحد و لكن هذا الطفل لا، لتهمس له/وسام حبيبي

رفع رأسه لها وهو يبتسم على غير العاده/ماما


مسحت على رأسه ثم ابعدت قليلا خلفها لتفرغ له مكان/تعال نام بحضني حبيبي


اتسعت ابتسامته ليقفز و يستلقي بجانبها و يعانقها وهو يدفن وجهه بصدرها بتصرف طفولي بحت، دمعت عينيهاوهي تربت على ظهره، هو يعاملها كأمه تماماً، اكمل سبعة اعوام وهاهو يدخل الثامنه، لا تستطيع ان تتخيل فقط مجرد تخيل انها قد تضطر ان تغير معاملته حينما يكبر، ذلك يؤلم قلبها حقاً..
تذكرت أحاديث الشموس التي كانت تخبرها بعواقب تربيتها لولد لا تربطها به علاقة رحم، كانت تحسب للمستقبل كإقتصاديه و سيدة أعمال، هكذا كنت أظن و لكنها محقه، الشموس تتحدث بعقلانيه دائماً و ذلك مالا يتقبله شخص عاطفي..

رأت شاشة هاتفها الصامت تضيء أمامها على الطاوله الجانبيه لسريرها لتمد يدها وتلتقطه، تأففت وهي تفتحها و تقرأ ماذا أرسل لها مجدداً، باتت تشعر أنها تستحق ذلك التدمير الذي يفعله بها وليد،
رفعت حاجبها وهي تستنكر ما كتبه[إذا ما سحبتي دعوى الخلع، دخلت أدهم بالموضوع، لأن مالك حق تخلعيني، انا ماني غبي بالقوانين]


استغربت كيف يماطلها بهذا الشكل، إن كان يريد الإنفصال لماذا كل تلك المناورات الغبيه، لم ترد..
و عليه ان يفهم أنها قطعت دابر هذه العلاقة من جهتها،

آه كلما تتذكر ما حدث بينهما تشعر بحرقة معده لا حدود لها...،
اغلقت الهاتف بشكل كامل و رمته على الطاوله لتعود وتنام...
لن تعكر مزاجها اليوم به..
.
.
.
نظرت لساعتها بقيت نصف ساعه على قدوم الوفد البحثي، طرق الباب لتدخل احدى موظفات الخدمه وهي تحمل كيس هدايا انيق.. و من ثم وضعته على المكتب أمامها/اعذريني غريبه دخلت مدرعمه بس مستعجله بروح لزميلاتي اساعدهم


أوقفتها/لحظه يا.. شسمك انتي؟!


الموظفه/ام يزيد..


ابتسمت لها مجامله/هذا الكيس لمن يام يزيد؟! ماقلتي لي الله يحفظك

الموظفه/يقول الحارس ان اللي وصله السايق اللي وصلك وقال انه لك.. عن اذنك...



.
.
رأتها تخرج لتعود بنظراتها المتعجبه لهذا الكيس الذي أمامها، من اين اتى به السائق!
فتحته لتجد شال شتوي رمادي ثقيل و بجانبه جاكيت اسود انيق!!!

لمحت كرتا صغيراً في الأسفل رفعته لتقرأه [ما هان علي تنسين جاكيتك بالبيت و ينهشك البرد في العمل، ... تدفي ]
ارخت يديها على الطاوله أمامها وهي متفاجأه!
من هو صاحب الكيس؟! هي لا تعرف أحداً وليس لها علاقه بأحد، ثم كيف عرف أصلاً أنها نسيت جاكيتها اليوم؟


دخلت عائشه وهي تستعجلها/غريبه الوفد وصل.


تركت الكيس جانباً و اتجهت للشماعه تلتقط نقابها و تستعد لإستقبال الوفد...،

.
.


انزل نظارته وهو ينظر لتنظيم المبنى و مميزاته ليلتفت للسيده التي معه/المبنى و مرافقه مبين متعوب عليه يا استاذه سلوى، بس ماندري كيف مخرجاته و نظامه


تحدثت تلك/كلو ممتاز، و هنا افضل مركز توحد غير خدمات الإيواء طوال الأسبوع، كان لأيتام التوحد فقط وبعدها قررت ليال المناع مديرته انها تخلي خدماته لكل اللي يعانون من التوحد و بشكل مجاني يعني اللي ساكنين اهله برا الرياض يقدرون يتركوا طفلهم بأمان هنا و يجوا ياخذوه نهاية الأسبوع طبعا على حسب الحاله.

ابدا إعجابه الأولي بالفكره/اعتقد شيء حلو يقوم به القطاع الخاص..


اشارت له بالدخول/تفضل الجماعه جاهزين للجوله


دخلوا جميعاً ليرى احداهن تقف في المقدمه، تجمع كفيها ببعضها و بجانبها ثلاث اخريات يبدو انهن مساعدات او موظفات، سلم كما فعلت سلوى، ليمد يده يصافحها.. و لكنه تفاجأ بعدم مدها ليدها!!.. ليستوعب انها متحجبه اصلا، ابتسم وهو يرفع ناظريه لها ليلفته لون عينيها!! /السلام عليكم، آدم العبدالله باحث واخصائي اجتماعي


استغربت انه يقدم نفسه كباحث واخصائي اجتماعي فقط بينما سلوى اخبرتها انه المدير لفرع التنميه الاجتماعيه للمنطقه! /أهلاً انا غريبه.. مسؤلة العلاقات العامه و..


قاطعها وهو يلتفت لسلوى/كنت اظن ان الاستاذه ليال المناع بجلالة قدرها تستقبلنا، ماهو موظفة علاقات عامه!!


ردت غريبه بدلاً عنها/الاستاذه ليال غايبه اليوم لظروف صحيه خارجه عن إرادتها ووكلتني بالمهمه، لا تستهين بموظفة علاقات عامه استاذ آدم.


لاحظ بريق عينيها ذات اللون المميز بالنسبة له، من ردات فعلها الهادئه تبدو واثقه من نفسها، حتى انها لم تتنرفز حينما حاول إستفزازها/ممتاز...اجل خلونا نبدأ.


اشارت له ليتقدم بالدخول، لتهمس لها عائشه/سبحان الله نفس لون عيونك!


خجلت ان يكون أحداً سمعها، لتوكزها هامسه/اش..


لم يفوته همس تلك الموظفه لغريبه، هذه فعلاً مصادفه غريبه!!.. لا يخفي سعادته بهذا الأمر، فهو نادر الحدوث..
.
.
.
الساعه الآن العاشره*
انتهى من لباسه و اخذ علبة دواءه في جيبه قبل خروجه، ليلتقط هاتفه وهو قلق لعدم ردها عليه!
استفزها كثيرا رغم انه يحتاجها حوله في أيام كهذه، قاتل الله الظروف..
.. سيذهب للمستشفى حيث والدته التي ترافقها عزه، سمع صوت الباب استغرب من سيأتيهم هذا الوقت!!

رد من بعيد/طيب جاااي جااي


لم تصدق انه فتح الباب وانه ذلك الذي قاطعها كثيرا في ألمانيا، لتعانقه ببكاء/!!

ابتسم لزوجها الذي يقف خلفها يحمل طفلهما/وش هالمفاجئه الحلوه..


ابعدت عن صدره قليلاً وهي تمسح دموعها/ليش تسوي فيني كذا لييش؟! لييش أمي تمرض هالمرض و تسوي عمليه و ماتقولي!!


تنهد/أمي بخير و الحمدلله كلها فتره بسيطه و تطلع من المستشفى لا تزودينها رشا


حاولت ان تستوعب ما قاله/دام كذا وديني لها ابي اتطمن


صوت من خلفها بلهجته العراقيه المحببه/انزين صبري نسلم على الرجال زي الأوادم بالأول


تقدم وليد ليرحب به/ارحب يابو فرهاد، حياكم الله


ابو فرهاد/هلا بيك وليد، الحمدلله على سلامة الوالده


بابتسامه/الله يسلمك، تفضلوا ارتاحوا،


بنفي قاطع/ماني مرتاحه لين اشوف أمي، يلا ودوني لها


ابو فرهاد/مالنا غير هالحل علشان ترتاحين، يلا وليد ترى ان ما وديناها بتصرع روسنا

.
.
.
على طاولة الإجتماعات يجلس بالطرف الآخر و يقلب اوراقا تخص برامج المركز و انجازاته و حالات الطلاب..
ابتسم وهو يرفع ناظريه لها في الجهة الاخرى من الطاوله/عمل متكامل و جبار ما شاء الله، و الجميل ان الطلاب كانوا ودودين بالنسبه لحالاتهم،


حركة يديها بعفويه وهي تتحدث/الأستاذه ليال عملت بجد و بقلب علشان تنجز شيء مفيد لهالفئه، واللي ساعدها بهالنجاح هو عملها ببداياتها كباحثه ومتطوعه بعدة مراكز، يعني هاللي شفته اليوم هو نتاج تراكم خبرات و دراسات مو فكره بين يوم وليله.


اعجبته هي بحديثها المنمق عن مديرتها و كأنها موجوده/واضح ان استاذه ليال لها البصمه في كل شيء هنا.


غريبه/اساس اي مشروع ناجح مدير ناجح و صاحب تخصص.


تحدثت سلوى بعد رؤية اوراق أمامها/احنا عندنا شوية متطلبات و للأمانه بعد اللي شفناه اعتقد ان هالمركز حيفوز بجائزة الخدمه الاجتماعيه لانه حصد كل النقاط.


استغربت/متطلبات إيش؟!


ابتسمت/بما انه هالمركز  مرخص من الوزاره راح يتم تعيين موظفين عندكم بالترشيح من جهتنا.. و لا تخافون راح تكون جزء من رواتبهم من صندوق الموارد البشريه.


همست عائشه لغريبه/مستحيل توافق استاذه ليال، اعرفها، حتى لو بيدفعون هم الراتب كله


صمتت قليلاً لتجيبهم/اعتقد هذا مركز وقف بناء و إدارة قطاع خاص و له اصحابه القائمين عليه، طرح مثل هالاقتراحات لازم يكون فيها طرف من اصحاب الوقف..



أيدها آدم وهو يلتفت لسلوى وهو يهمس/هالشيء إلزامي يعني؟!



سلوى/من ضمن متطلبات وزارة العمل..


إلتفت آدم لها وهو يقف/عموماً راح نتكلم بهالموضع قريب و بتكون استاذه ليال موجوده.


تحدثت بجديه/اعتقد مافي فايده من الرجوع للكلام بهالموضوع يا استاذ آدم، لأن استاذه ليال راح ترفض بالتأكيد.. شرفتونا.


عاد لينظر إليها مجدداً، ليرى ثباتها/هذا ما يمنع الحديث بالموضوع لتقريب وجهات النظر.. سلام

لحقت به وهي تودعهم، لتهمس لها عائشه/تهقين يضغطون على استاذه ليال؟!


ردت وهي تراه يبعد بخطواته/مايندرى.. يمكن


توقف ثم عاد بفضول ليقف أمامها على بعد مسافه/لو سمحتي، ماتعرفنا باسمك كامل علشان نرسل برقية شكر


استغربت عائشه طلبه!، لتلتفت لغريبه تنتظر جوابها/يكفي ترسلون باسم الاستاذه ليال المناع.


زاد فضوله تجاهها، لكن حاول ان يمضي في طريقه كما حضر، ثم مالذي جعله يعود، لو أنه أرسل سلوى أو أخذ اسمها بأي طريقه/طيب، سلام.


لاحظته ينظر إليها بطريقه لم تفهمها، و لون عينيه أثار داخلها الحزن الذي بسببه جعل حياتها مع أهلها كالجحيم.. يالله هل واجه هذا الرجل ما واجهته، و لكن لا هو رجل قوي سوي..وربما هو ليس غريباً في عائلته... و أنا في النهايه لم أكن إبنة بيولوجيه لمن ظننتهم اهلي منذ طفولتي!!
يالله بعض التفاصيل الصغير تثير ضجة كبيره في الروح و الوجدان..


للمرة الثالثه نادتها عائشه/غرريبه!! شفييك؟


انتبهت لها أخيراً لتستدير بسرعه و كأنها لم تتأثر/يلا نرجع شغلنا يا عايشه، لازم اكتب تقرير كامل لليال عن اللي صار اليوم..قبل نهاية الدوام.


لحقت بها عائشه وهي مبتسمه/كل يوم يمر يثبت لي ان نظرة استاذه ليال ماتخيب أبداً بالأشخاص اللي تختارهم!
.
.
.
خرجت من المطبخ مع ام رواد وهي تحمل بيدها كوب قهوه و هن يتسايرن بالأحاديث، لتجلسان قبالة التلفزيون.. أخذت الشموس الريموت كنترول وهي تخفض صوت التلفزيون قليلا وتلتفت إلى أم رواد بجديه/و ليش تترددين يام رواد، روحي مع ولدك و انبسطي، ترى ماهو كل يوم يجيك!


تحدثت بقلق/جاسر تغير حيل كبر بعيد عني الله يسامح ابوه، وما ادري وش كانوا يحشون راسه..ماسووا فيني خير، الولد متصل فيني البارح و صوته مخنوق، جاسر ما كان يكلمني و مانع اخته تتواصل معي!


تنهدت وهي تفكر بحالها سابقا و حال اطفالها/فعلا لمن يكون فيه اطفال بالعلاقه المفروض ماتنقطع.. لازم احد الطرفين يضحي و ينهي الخلاف من ناحيته، علشان ما يطلعون هالاطفال متشبعين بعقد عداوات مالهم فيها يد


تنهدت وهي تحاول تجاوز عثرة نبرتها/يعلم الله اني تنازلت كثير لكن شوفت عينك انتهى بي هالزواج لطلاق و فضيحه خلتني اقتنع ان الرجل اذا ما كان عاقل و شوره من رأسه و مروءته فلا خير فيه.


حاولت التخفيف عن ضيقها/يا بنت الحلال عوضك ربي باللي شيخك ان شاء الله ما توفي إلا وهو راضي عنك وانتي راضيه عنه


ابتسمت بدمعة انسكبت في الحال للراحل الأغلى/عز الله انه سيد الرجال. الله يرحمك يابو راكان، ما كان يناديني غير يالغاليه.


بادلتها الإبتسامه/كان يحبك.

اكتفت بإبتسامه حزينه فذلك الحبيب قد رحل..،
لتمر لحظات صامته....
لاحظت هدوئها و مزاجها العالي اليوم بعكس البارحه يخيم عليها الصمت/شلون صار الوضع هاللحين بينكم؟! انا من زمان ابي اسألك و اتراجع،لكن اليوم انتي مرتاحه و اظن هاللحين وقت الاسئله


نظرت إلى كوب قهوتها بإبتسامة رضا ومن ثم صرفت نظرها لزوجة أبيها/مادري كيف اشرح لك.. يعني الوضع مثل لما تكونين مصدعه ثم  تشربين قهوه رايقه و تروقك معها.


ابتسمت لتشبيهها/عسى الله لا يفرق بينكم.


تنهدت/أمين.

.
.
.
خرجت من عملها تحمل ملفا و كيسها بيدها، لترى سيارة السائق قريبه، ركبت وهي تتحدث بالهاتف/اوكي مريم بمر السوبر ماركت و بجيبه معي، في شي ثاني؟!... طيب سلام


اغلقت الهاتف وهي ترفع رأسها مخاطبه السائق/راجيف مر السوبر ماركت


سكت حتى توقف عند اقرب سوبر ماركت ليتحدث أخيراً/آمري طال عمرك


شهقت وهي تتقدم/سيييف!!


لا يستغرب مفاجئتها/اي أنا.. و لا تفهميني غلط تكفين ، انا...

قاطعته بغضب/انت انتهازي.. و اعرف نوعيتك زين، لا تظن اني لقمه سهله يا سيف


رد بهدوء/لا تغلطين علي الله يهديك، انا من فتره اجيب لكم الاغراض بعدما سافر راجيف لظروف اهله..
و ما احتكيت فيك، و ما تلقفت وقلت بوصلك لعملك، انتي اللي طلبتي اليوم اوصلك و سكت ماقلت شيء، و لا احرجتك بكلمه، و لا دريتي عني اصلاً، يا غريبه لو نيتي شينه ماني عجزان عنك ترى..


زمت شفتيها بغضب وهي تحاول فتح الباب ليصرخ بها/قفلي البااب.. منتي فاتحته لين اوصلك


اخفت خوفها من ارتفاع صوته المفاجئ لترد بصوت عالي هي الأخرى/انت مالك سلطه علي، و خلاص بعد اليوم، اعتذر لأدهم عن اي شيء يخصني اذا طلبه منك


نطق من بين اسنانه/من انتي؟! علميني من انتي؟! علشان تامريني؟!.. هاااه من؟!!


غرقت عينيها بالدموع وهي تكتم بكائها الذي فضحه إختناق صوتها/صحيح تعرف قصتي، لكن مالك حق تعايرني كذا يا سيف، مالك حق!


صدمه ردها الذي زلزله وأعاده للواقع، ولما فهمته هي، مسح على وجهه بتوتر وهو كاره لنفسه هذه اللحظه/غريبه والله ماقصدت أبكيك.. بس انتي طلعتيني من طوري مع اني ماسويت لك شيء! يعلم الله كنت اقوم بواجبي بس، مابي اهينك و لا أغلط عليك.


كانت تبكي، و لا يُسمع سوى صوت أناهيدها المكتومه!!..


أكمل طريقه وهو نادم أشد الندم، لم  ينوي بها شرا أبداً، ولكن معها حق في عدم إبداء حسن النيه مع أي رجل اجنبي، و كان عليه ان يتفهم ذلك...، قرر انه سيصلح كل ما افسده بطريقته و سيجعل كل ما حدث طي النسيان بالنسبة لها..

لم تصدق أنه توقف أمام العماره حيث شقتها.. لتنزل مستعجله و تغلق الباب بقوه تنفيساً عن غضبها..


انطلق بعد نزولها بلحظات وهو يفكر ماذا لو أشتكته إلى أدهم؟!
لا يستطيع التنبؤ بماذا سيحدث حينها،..
وصلته رساله قصيره ليفتح هاتفه بعدما رأى اسمها، ليصدمه ما كتبته  [علمتني ان الخير له وجيه كثيره وانت أسوأها.. لكن مسامحتك لجل أدهم]

استغرب من سرعة الرساله و مضمونها الذي جعله يحتار في أمرها...!!


.
.
.
خرجت من حمامها ملتفه بروب استحمامها المشمشي، لا تصدق انها نامت حتى بعد الظهر اليوم!!،
وقفت عند المرآه تجفف شعرها وهي تتبسم لما حدث البارحه من سهرتها مع نايف على السياره، مشيا و سهرا حتى الفجر  افطرا سوياً ثم عادت للمنزل مرهقه... و نامت، حمدت الله ان قاسي لم يرجع حتى الآن..، حتى لمحت انعكاس صورته على المرآه يجلس على طرف السرير هناك/قاسي!


بوجه خال من التعابير/ما ادري اقول نعيماً، و الا صح النوم يا مدام؟!


إلتفتت إليه مبتسمه تخفي قلقها من نبرته و نظرته التي شكت في مغزاها/اللي يجي من خاطرك حبيبي،


رآها تعود ملتفه لطاولة الزينه و تضع عطرها المنعش و تشعل مبخرتها الكهربائيه القريبه منها و تبخر شعرها كعادتها اليوميه، ليقف متجهاً نحوها بهدوء حتى وقف خلفها وهي تراه من انعكاس صورته أمامها/وين كنتي لين الفجر؟!


اخذت في دعك كفيها بمرطب وهي تجيبه بهدوء/انت تدري اني طالعه مع اخوي و انا اعطيتك خبر بالواتساب و ما عندك مانع، ليه هالنبره؟!


رفع حاجبه و ملامحه تنطق بالغضب/انا وافقت على اساس مره عاقله و أم مسؤله بتطلع نص ساعه او ساعه بالكثير و بترجع، مو لين الصبح!! و نامت و ماتدري عيالها وين!!


إستدارت وهي تتكتف/شفت اخوي ضايق صدره قلت..


قاطعها/قلتي اسحب على عيالي و ارميهم عند جدتهم و الخدامه.. ماقلتي هذي مره كبيره بتتعب منهم، ما فكرتي بهم ناموا و الا قاموا و الا كلو و ازعجوا امي بالبكاء!!
أنا توقعت انك خلاص تعديتي مرحلة الطيش و الطفوله لكن اشوف بيصير العكس!


بهتت من حديثه الموجع و اتهامها بالباطل/علشان نص ليله طلعت فيها بتنسف كل شيء سويته و بتنساه يا قاسي؟!! خلاص صرت ماني مسؤله بنظرك عشان كم ساعه طلعت فيها مع أخوي؟! و ناسي نفسك؟!
قل لي بربك، سبق و اشتكيت لك من خروجك بالأسابيع علشان الصيد؟! قل لي يلا سبق و اشتكيت لك من هروبك من الغرفه لأنك ماتحمل كثرة بكاهم تالي الليل؟!
تبيني احسب لك كم ليله نمتها بدونك بعدما رجعت من بيت اهلي؟!


لاحظ دموعها تنزل ليمسك بعضدها/دام هذا كله بقلبك ليه ماتكلمتي؟!


نفضت يده وهي تبتعد عنه خطوتين/تبي تعرف ليه؟!لأني ظنيتك مقدر لتعبي اللي مايخفى عليك و لأني ابي راحتك يا زوجي "الحبيب" ومابي اضغط عليك و اطالبك بواجباتك، لكن للأسف طلعت غلطانه، المفروض انكد عليك عيشتك ليل نهار و اذكرك بتقصيرك كل يوم علشان تعرف من فينا اللي متحمل و ساكت!


تفاجئ من سيل كلماتها المكبوته، و التي اخرجها منها ببجاحته، رآها تتركه وتذهب لخزانة الملابس، اخذت ما تريد إرتداءه اختارت فستان منزلي قصير و ناعم و بدأت بإرتداء ملابسها متجاهله لوجوده الذي يجرحها للمرة الأولى،..

انتهت من لباسها لتتجاوزه تريد الخروج، حاول الإمساك بيدها و لكنها كانت مراوغه و خرجت رغماً عنه ليقف حائراً مكانه، كيف نزع جمال يومه بنفسه؟!!

.
.

نزلت لأم زوجها تسألها عن اطفالها، تعرف انهم ينامون عندها في اسرتهم التي وضعتها جدتهم لهم بحب، لم تحرمها منهم و تركت الحريه لها في ان تمارس حقها كما تريده، و بالفعل انشغلت بهم وتركت مناكفتها/السلام عليكم خالتي


ابتسمت لها وهي ترتب درجا عندها/و عليكم السلام، طولتي بالنوم على غير العاده بسم الله لا يكون تعبانه


استغربت ردها هل لم تعرف بعودتها/لا خالتي تاخرت برا مع نايف و بعدها نمت وماحسيت بنفسي شوفت عينك


عذرتها  لطالما انها لم تخرج أبداً سوا مرة عند اهلها فقط/انا مانتبهت لرجوعك، اصلا ناموا الصغار بدري كالعاده و نمت معهم، قلت للشغاله تنتظرك علشان تشوف وش تبين وتساعدك فيه


اتجهت لسرير سلمان وهي تنظر لنومته الهادئه/اتعبتك معي يا خاله؟ إذا هالصغار يزعجونك معاد انزلهم لك الا شوي تسلمين عليهم و اسكر عليهم باب غرفتهم فوق


اتسعت حدقة عينيها بالاستنكار/لا يا دافع البلا فيه جده تكره احفادها، وبعدين عيالك انتي وقاسي بيدي من وهم نتف روحي معلقه فيهم يا بنتي لا تحرميني منهم حتى لو يزعجون على قلبي زي العسل



ابتسمت لها/تطمني محد بيحرمك من عيالك، اثاري صدق ما اعز من الولد إلا ولد الولد!


ابتسمت لجملتها التي أراحتها/اي والله يا بنتي إي والله.


سمع ما دار بينهما ليدخل وهو يبحث بنظراته عنها/نيفادا سوي قهوة وجيبيها لي انا وامي بالصاله.


لم ترد عليه فقط خرجت من الغرفه متجهة للمطبخ،...

رأى نظرتها الناريه التي لطمته بها عند ذهابها، و لكنه تجاهل مبتسماً، كبرت كثيراً و اصبحت تفوق الوصف، تغضب بشكل فاتن و لكنها لا تشعر بفتنتها تلك..!


لمحت شيئاً و استغربته/كأن مرتك زعلانه؟!


ابتسم لها وهو يتجه لطفلته ويلاطف شعرها الخفيف بأنامله/لا تشيلين هم، زعل عادي و بيعدي


رفعت حاجبها رافضه لما قاله/الحق ينقال انتم يالرجال مايعجبكم العجب و لا الصيام في رجب!


تعجب من ردها/لا لا الظاهر نسيتي انها نيفادا


ردت بعتب/لا ما نسيت انها أم سلمان و غنى، اللي تحملت كل التعب لحالها وهي صغيره، والله لو انها غيرها كان للحين بزر ما تعرف السنع.


حاول مشاكسة والدته فقط/انا اللي ربيتها.


لم يعجبها رده لتحاول ان تنهي هذا الحديث السمج/انت تدري و انا ادري انك تضيع علومك بدونها، لكن الظاهر ناوي تاخذك العزه بالاثم!!


ابتسم لها بصمت..،
.
.
.
منذ يومين يتحاشى ذكر ما قاله لها، ترى تصرفاته وتتابعها بريبه، لم تعد تثق به و ذلك ما ينحرها بقربه بصمت..،
سمعت صوت انفتاح الباب لتراه يعود باكرا من عمله و يقبل عليها بإبتسامه و هو يحمل شيئاً بيده!!

أقبل و بداخله ألف رجاء بأن تكون نسيت ما تفوه به تجاهها، يجب ان لا يخسر هند مهما حدث/السلام عليكم


بالكاد بادلته بإبتسامة باهته/وعليكم السلام... غريبه راجع بدري هالمره!

جلس بالقرب منها وهو يسترخي بجلوسه و يلتفت إليها/اشتقت لك.


هزت رأسها لتكمل إرتشاف كوب قهوتها/اللهم اجعله خير! من متى؟


فتح الكيس الذي أحضره معه ليخرج منه علبة انيقه صغيره و يقدمها لها/تفضلي


أخذت العلبه منه لتفتحها و تجد أسوارة ألماس، لتبتسم بسخريه!!!/وش المناسبه؟! او انت مثل الرجال اللي يزعلون زوجاتهم ثم يراضونهم بهديه!


بابتسامته/هند أنا مقصر معك، أدري بهالشيء، مع هذا انتي ما خذيتي بخاطرك و رجعتي معي لبيتك بهدوء و بدون عتاب.


سكتت قليلاً لتنطق بعدها بنفس هدوءها/العتاب على قدر المحبه يا عبدالرحمن.


خاف من ردها الذي لم يعرف جيدا مغزاه/افهم من كلامك ان محبتك لي راحت؟!


ابتسمت بسخريه/أي محبه؟!


اقترب منها وهو يضم اناملها بكفه/هند انا ترى مهما شرّقت و الا غرّبت ما بقلبي غيرك


لم تعجبها جملته/تقولها و كأني بموت لو طلعتني من قلبك؟!.. شرّقت او غرّبت براحتك لكن لا تظن اني كرسي انتظار يا قلب اهلك.


استغرب/انتي للحين زعلانه؟!


نظرت لوجهه الذي يستنكر عليها مشاعرها الطبيعيه و يصادر حقها بالاحتجاج على معاملته/يعني عارف انك مزعلني؟! حلو كنت اظنك تستهبل طول الوقت!


سحبها إليه وهو يسكنها أضلعه/و الله يا هند اني احبك و ان زعلك يكدر خاطري، حتى خوياي بالعمل لاحظوا علي يقولون منت بخير، رجعت من سفري تعبان و قرفان من الدنيا وحطيت حرتي فيك سامحيني


تنهدت وهي تسمح لدموعها بالنزول وهي تستند على صدره، لم يكن سهلاً عليها ان تصمد كل ذلك الوقت، يالضعفها وهي تحاول ان تغطي جرحها منه..،


حاول إبعادها عن صدره لرؤية وجهها و لكنها رفضت ذلك و هي تتمسك بعناقه جيداً، كم يرى نفسه غبياً بعد الذي عرفه عن ريما، الدم يغلي بعروقه هل تعبث من خلف أهلها أم ماذا؟! مع الأسف ان ما رآه كان في اليوم الاخير لسفره، كان يظنها مع رفيقات فقط لا رفاق..!!
.
.
.
ترددت كثيرا في قرار الحديث مع الشموس عن إنهاء علاقتها بوليد ولكن بات من اللازم الحديث والتخلص من كل شيء يربطها به، لن تجعله يستخف بها أكثر من ذلك....،
لم يدع لها ما يشفع له بالبقاء في حياتها،
نزلت من المصعد وهي تتجه ناحية مكان جلوس العائله المعتاد هنالك بالقرب من المدفئه..،
لم تجد سوى ام رواد وحدها و تبدو للتو أنهت مكالمه فهاتفها بيدها على غير العاده/السلام عليكم


رفعت ناظريها لها بفتور/وعليكم السلام.. ليه واقفه اجلسي


ليال باستعجال/ابي الشموس، محتاجه اتكلم معها بموضوع مهم وينها لا يكون راحت تنام


وضعت هاتفها على الطاوله أمامها بشكل مهمل/الشموس راحت تنام قبل شوي


جلست محبطه/يالله.


لا يخفاها إنخطاف لونها و توترها/وش فيك؟! صاير شيء؟!


ترددت بشأن إخبارها بما تفعله وتنوي فعله/مادري وش أقولك يام رواد!! أنا حاسه اني بكابوس طوويل و مو قادره أصحي منه، كابوس كابس على نفسي من فتره.


نسيت تلك المكالمه و انتبهت لما صرحت به/بسم الله عليك، ليال فضفضي يا بنت وش يوجعك؟


شعرت بالغصه كالسكاكين تكاد تقتلها وهي تنوي البوح بما يوجعها، ما أصعب الفضفضه عن الوجع..!!

قاطع شعورها الخانق رنين هاتفها الذي بيدها، لترد بعد رؤية أسم "غريبه" و كأن اتصالها هو المنقذ من تهورها ، لم تنتبه للوقت المتأخر/مرحبا غريبه.

على الطرف الآخر تحدثت بنبره باكيه/ليال! ، هذي أنا مريم.. غريبه تعبت علي اليوم و هاللحين حرارتها ماتنزل و ما تدري باللي حولها


خافت و هي تقف/بسم الله عليها، اليوم مداومه و بخير!


بكت مريم/يمكن لأنها نست جاكيتها بالبيت، مادري بس ألحقيني بسواق تكفين ما اثق غير فيكم


ليال بدون تفكير/خلاص مريم أنا جايتكم فوراً.


وقفت معها أم رواد مستنكره/وين رايحه هالوقت يا بنت؟!!


تركتها ليال بعجله/شغله ضروريه، غريبه مريضه و محد هناك يساعدهم

حاولت ثنيها عن الذهاب بهذا الوقت المتأخر و لكن دون جدوى!! /الله يستر.
.
.
.
انتهى من إعطاء الدواء لوالدته ثم جلس بجانبها ليطمئن عليها/يلا يمه لازم تنامين علشان مفعول الدواء


ابتسمت وهي تسترخي على وسادتها/الله يالدنيا من بعد ما كنت انومك بسريرك صرت انت عندي تنومني بسريري!

بادلها الإبتسامه وهو يرتب لحافها عليها/ان شاء الله اقتنعتي هاللحين اني صرت كبير.


إلتمعت عينيها رغم ابتسامتها وهي تمسك بطرف أنامله القريبه منها/تظلك بعيني طفل يا وليد و بشيل همك لين تحملني لقبري


انقبض قلبه لثواني بعد الذي قالته/الله يحفظك لي يمه..


شدت على انامله برجاء/يا ولدي متى بتتزوج؟! حددت الزواج و معاد رجعت تتممه،ليه


شعر بنفسه يضيق/يمه خلي هالسالفه بعدين


بإصرار/يا ولدي هذي ماهي سالفه نخليها بعدين.. هذا زواج و انت ماخذ بنت حموله ماهيب حي الله، لمتى بتأجل؟!


تردد في الجواب،سقطت عينيه في الفراغ لوهله ليقف و جيبها بصوت هادىء/أنا ما أجلت الزواج يمه، أنا تراجعت عنه..


لم تصدق ما سمعته/وشو؟! مافهمت اللي قلته


بحزم/انا ألغيت فكرة الزواج.. و قررت اطلق ليال.


مازالت في طور صدمتها، قد كان سيطير فرحاً بزواجه منها/ليه وش الاسباب يا ولد منيره؟! وش شايف على البنت يوم تبي تطلقها؟!


شعر بالضيق يجتاح ضلوع صدره/يمه ما شفت عليها شيء.. انا فقط مابي اتزوج.. الاسباب احتفظ فيها لنفسي


صغرت عينيها/شايف لك اجنبيه في ذيك الديره اكيد، و الله لو...

قاطعها برجاء/لا يمه لا تحلفين..قفلي هالموضوع بهالليله تكفين ونامي، اتركك مني و من زواجي اهم شيء صحتك يالغاليه..


رفعت حاجبها وهي غاضبه من حديثه/روح نام و الصباح رباح يا ولد منيره


ابتسم ليلطف الجو، واقترب منها ليطبع قبلته على جبينها/لبى قلبك يا منيره نامي و لا تشيلين هم.. يلا تصبحين على خير.


راقبت خروجه بصمت، لن تسمح له بطلاق ليال، أي مجنون سيرتبط بفتاه من ذلك المستوى ثم يطلقها ببرود و حتى قبل الزواج، لابد وأنها عين حاسده، أو نفس شريره، ما يفعله وليد ليس صائباً، هنالك شيء خاطئ.
.
.
.
مضت ساعتين منذ قدومها مع البنات للمستشفى،
اطمأنت على وضع غريبه التي تعرضت لنزلة برد حاده!
اتجهت لمريم بالحديث/انتبهي لغريبه، انا رايحه اشوف الدكتور و أدفع الحساب

هزت رأسها لتتحدث بإمتنان/مشكوره ليال..

لم ترد تركتها لتخرج وهي ترد على هاتفها فالمتصل "ام رواد" لتطمئن عليها..،


كان هنالك رجلان يقفان و يتحدث احدهما للموظف و الاخر يمنعه و يبدو ان كل منهما يريد ان يحاسب بدلا عن الآخر، انتظرتهما حتى رأت الموظف الآخر يتقدم لخدمتها/سمي اختي، كيف اقدر اخدمك؟!

تجاهلت اصوات الواقفين بجوارها لتتحدث/بغيت ادفع حساب المريضه غريبه عبدالوهاب


سألها وهو يبحث بالكمبيوتر أمامه/اوكي، كاش او بطاقه

اخرجت بطاقة الصراف الآلي/بطاقه..

اخذ بطاقتها ليرى اسمها/بأسم ليال المناع؟


استغربت سؤاله/طبعاً بأسمي!


رن هاتفها لترد/مريم شوي و جايتك

على الطرف الآخر/تعالي الدكتور جاء و معه نتايج تحاليل غريبه

خافت فنبرتها لا تبشر بخير/طيب جايه حالاً.

.

رآها تترك المكان لتعود للتنويم مجدداً ، إذن هذه "ليال المناع" التي من المفترض ان يلتقيها اليوم و لم يجدها!

ذهب زوج خالته و أقبل صاحبه وهو قلق/آدم!، وش صاير؟!

إلتفت إليه آدم فرحاً بقدومه رغم هذا الوقت المتأخر/وليد!! الحمدلله انك جيت، اعذرني طلبت فزعتك هالوقت لكن والله لو ماهي ضروريه ما اتصلت بك


باستعجال/خير أحد من الاهل فيه شي؟! الوالده بخير؟!


آدم/ولد خالتي صاير له حادث و قالوا براسه نزيف و دخل غيبوبه و انا خايف.. خالتي مالها غيره بعد الله دموعها ماوقفت عند غرفة العنايه، و بصراحه انا اثق فيك يا وليد، طلبتك محد يسوي العمليه غيرك


مسح على وجهه بتوتر وهو يستعيذ من هواجسه/يا آدم هذي عمليه كل جرّاح مخ واعصاب يسويها، ما يحتاج أتدخل بشغل غيري و...


قاطعه برجاء/طلبتك يا وليد.. لا تفشلني


مسح على شعره وهو يشعر أنه في ورطه/بروح إدارة المستشفى و اتكلم معهم و بشوف


فرح بموافقته/مشكوور يابو خالد ما تقصر.
.
.
.
صباحاً..

استيقظت متأخره رغم حرصها على ان تستيقظ باكراً،..
لم تراه بجانبها.. ظنت انه ذهب لعمله.. لتترك فراشها و تتجه للحمام غسلت وجهها و انعشت نفسها،
ثم خرجت لتطمئن على طفلها الذي نام عند ام رواد البارحه،.. لتتفاجىء بأدهم يرتب طاولة الإفطار بنفسه.. هكذا أمر لا يحدث كثيراً..لتبتسم تلقائياً/معقوله!! لا لا شكلي للحين بالحلم!!


جلس وهو يبادلها الإبتسامه ممازحا/خلني اذكر اني مره سبقتك... يعني لا تفرحين واجد، بندلعك اليوم بس


ضحكت و هي الأخرى تجلس بصمت وتتسائل بداخلها عن طفلها لتتحدث/ركون خليته عند ام رواد، صاير يحب يقعد معها و زمان ما كان يحب يبعد عني!


سكب لها كاسة شاي ليقدمها لها/الولد عارف انه بيجي بعده واحد يسحب البساط من تحته، قال خلني آخذها من قاصرها


ابتسمت لوجه راكان الذي لاح أمامها/راكان له مكانه خاصه بقلبي، محد يوصلها حتى لو يجي بعده عشره


سكت قليلاً وهما يتناولان الفطور، تغيرت عن قبل تمامآ و كأنها كانت تنتظر عناقا واحداً منه لتنهمر..، ظل يتأملها وهي تأكل بهدوء أمامه، مازال غير مصدق لما حدث..!


لاحظت نظراته، وحاولت ان تلتهي بفطورها، مازال هنالك أحاديث عالقه و أمور تنتظر البوح بها..
ما يهم الآن ان جليد هذه العلاقة بدأ بالذوبان..،


حاول ان يتجاوز مسافات الهجر و ان يطفئ نيران الماضي لينطق بندم وهو ينظر لكاسته/ضغطت عليك الفتره اللي راحت.. آسف..

لم تعلّق، ما يحدث منذ ليلتين بينهما لا يصدق، هو الآن  يدون تاريخاً جديدا لعلاقتهما بحديثه الهادئ و نبرته التي لا تمل.. تمنت ألا يسكت..!


أردف وهو يرفع ناظريه لها/كنت رافض التنازل رغم اني الخاسر الوحيد من صار اللي صار..


نطقت بإقتناع/منت الخاسر الوحيد...انا مثلك كنت خاسره


هز رأسه بالنفي/ماهو بحجم خسارة شخص ماله احد غيرك... ما اقدر اوصف لك الضياع اللي كنت أعانيه. خاصه اللحظه اللي تركتي فيها البيت و رحتي..
ما اقول هالكلام علشان تتأثرين، انا جالس اصارحك بشيء أوجعني حيل يالشموس و محد بيداويه غيرك.


تفاجأت من حديثه و أوجعتها تلك النبره التي سرد بها ألمه دون حواجز، لم تستطيع الرد شعرت للحظه بمدى لؤمها كان يراها كل الذين يعرفهم و هي كانت تتفنن في إقصاءه عنها رغم مشاعرها التي تميل له منذ عرفته..!


عاد  بناظريه لها ليرى انسكاب دموعها للمرة الثانيه بعد تلك الليله/لا لا، انا ما قلت هالكلام علشان اشوف دموعك!


حاولت السيطره على دموعها لتبتسم/ان زعلتك ثاني مره لا تسامحني و لا تسايرني أبداً يا أدهم.


ابتسم لردها العاطفي الذي لم يتوقعه، فهي شخصيه واقعيه لأبعد حد/بسامحك لين اموت يالشموس..

نظر لساعته ليقف/يلا رايح للدوام وان شاء الله ارجع بدري اليوم.. تبين شيء؟!


هزت رأسها بالنفي/سلامتك..

مر من جانبها ذاهبا للغرفه لتظل هي تبحر بكل ما حدث و ترتشف الشاي بتلذذ  لم تعهده منذ فتره طويله، و كأن عبئاً إنزاح من على ظهرها..
وضوحه و حديثه اللطيف عما يمر به من انفعالات و عن فقده لها يجعلها تتأكد انه مازال أدهم الذي عرفته أول مره... و يجعلها تعقد العزم على ان تكون له لا عليه، هو وحيد مهما تعرف على والده و أخته و رجل نبيل مثله يحتاج من تقف معه وتعينه و تفهمه، كان كذلك منذ عرفته و لكن غيرتها عليه كادت تنهي علاقتها بالرجل الألطف بحياتها بعد والدها الذي لن يجاريه أحد..

خرج مسرعا  يرتب شماغه على رأسه وهو يسألها/الشموس، تدرين وين ليال من البارح؟!


استغربت وخافت في آن معاً/اختي كانت نايمه قبل انام أنا.. ليه تسأل؟!


اكمل إغلاق أزرة ثوبه بقلق/سيف يقول انهم بالمستشفى و غريبه تعبانه، معقوله ما كلمتك


وقفت بقلق/اكيد ماحبت تزعجنا البارح، بتروح للمستشفى؟!

إلتقط هاتفه من على الطاوله الصغيره/اي بروح

تركت مكانها لتذهب للغرفه مسرعه/لحظه بلبس و بروح معك..

رد وهو يخرج/انا انتظرك بالسياره
.
.
.
ما زالت في طور الصدمه من نتائج تحاليل غريبه، البنت لا تشكو من أي عله و بشرتها تشع نضاره، كيف تعاني من نقص في الصفائح الدمويه و نقص في الهيموجلوبين!!
لن تسكت هنالك خطأ ما بالتأكيد..!


خرجت من الحمام وهي ترى شرود ليال يطول اكثر من اللازم/ليال وش مقعدك هنا روحي داومي، مريم عندي خلاص


استنكرت برودها/انتي شلون تتكلمين بهالبرود؟! شلون تبيني اروح و اخليك بهالحاله؟!! ، بقعد و بنتظر الدكتور يشرف، انا ماني تاركتك بكون جنبك لين تطيبين


ابتسمت لها/ليال ترى و الله ماتعودت على اللهفه، وش فيها إذا مرضت؟! عادي يعني كلن يمرض


إلتمعت عينيها بحزن فهي تعرف جيداً كم هو من الصعب ان يواجه احدهم المرض وحيداً دون سند/لا ماهو عادي، انا اكثر وحده تعرف قيمة ان شخص يوقف جنبك و يدعمك، ماني تاركتك فاهمه؟


رأتها تقف متوتره/ليه وقفتي، ارتاحي والله ما ازعلك


اخذت شالها لتتحجب و تغلق عبائتها و هي تنوي الخروج بعدما أخذت حقيبتها الصغيره/بروح اسوي اتصالاتي، ماراح انتظر الدكتور يداوم.


دخلت بهذه الأثناء مريم وهي تحمل اكواب قهوه/ليال وين رايحه؟!

اخذت كوب قهوه منها و ردت بصيغة أمر/لا تعطين غريبه قهوه، مايصلح لنقص الحديد و ضعف الدم، انا رايحه مشوار هنا وراجعه


جلست مريم متسائله/وين راحت ليال؟!

غريبه/رايحه للدكتور، معانده ماتبي تروح بيتهم لين تطمن.


تأثرت مريم وهي تتذكر الأذى الذي كانت ستذيقه لهذه العائله التي لم تعاملها إلا بكل لطف!/ناس طيبين مره، رغم كل شيء هالبذخ اللي هم فيه، إلا انهم يحسسونك ببساطتهم





.
.
.
.
.
إتجهت للعيادات.. ليخبروها ان الطبيب لم يحضر اليوم!، لتقرر بعدها الذهاب للإداره بنفسها و ستفعل ما تراه صائباً، للحظه شعرت بالغثيان، رن هاتفها لترد وهي تقف بالقرب من قسم الإداره.. توقفت لترد هي ملزومه بذلك فالمتصل هي الشموس/هلا الشموس.. اووكي ادري اني غلطانه بس و الله الأمر ضروري... ليه انتي و أدهم مافي داعي تجون..!

مر من أمامها عمال النظافه تفوح من منظفاتهم تلك الروائح التي كرهتها منذ أيام مرضها حينما كانت رفيقة المستشفيات..، شعرت بالغثيان للحظات وهي تنهي الإتصال بالشموس..

قررت دخول القسم حتى رأت خروجه منه بلباسه الإخضر هذا اللبلس تعرفه جيداً، و كأنه يعمل هنا..!
يبدو منهكاً و التعب يتضح على عيناه التي سقطت عليها..، حاولت تجاوزه وهي تثبت لثامها، لعله لم ينتبه لها..

و لكنها تفاجئت بصوته يوقفها/لا تسوين نفسك ما شفتيني


حاولت تجاهله وهي تمر بجانبه حتى أمسك بذراعها و يوقفها أمامه/بنت!


لتسحب ذراعها من يده و لكنه يثبتها بشكل جعل غضبها يزداد أضعافا منه/أنا أصلاً ماني شايفتك، مو اسوي نفسي ما شفتك، اترك يدي الله ياخذ... <<<لم تستطيع إكمالها...
استغفر الله، انت مو تبي ننفصل ليه واقف بطريقي؟!


يكاد ينفجر كبتاً وهو يراها تفهمه خاطئه تظن أنه يريد فراقاً، ولكن ما يحدث الآن أبشع من الفراق بمسافات ضوئيه مهلكه..


هي ثواني فقط، لاحظته يتدثر الصمت مجدداً و يدعها فريسةً لظنونها و نيران غيرتها.. لتنفض يدها من يده بقوه، و كأنها تنتزعها، عليه ان يعي أن مسلسل متعته معها إنتهى تماماً و هو بنفسه قتل المشاعر التي جعلتها تحبه يومآ..لتتركه و تدخل ذلك القسم..،


عاد للقسم مجدداً لن يدعها وحيده، سيعرف ماذا تريد و  من هو المريض من عائلتها...و لكن لن يجعلها تراه فتتوتر.. سيساعدها حتماً..
.
.
.
نزل بصحبته الشموس القلقه/الشموس تركدي، شكلك ناسيه انك حامل

بقلق لا تستطيع ان تخفيه/كل خوفي تكون هي المريضه و انا يا غافلين لكم الله مثل المرّه اللي راحت، هالبنت شااطره تخبي عني


كان سيرد و لكنه لمح رفيق العمر يخرج من المستشفى و لم ينتبه له/وش جاب وليد هنا؟!!


الشموس التفتت لما ينظر إليه، لتستشك في وجوده وليال بنفس المكان/متى رجع البلد و ليه ما درينا عنه؟!


بنفس تساؤلها/لو أدري ما استنكرت وجوده، لكن لي تفاهم معه، خلينا نشوف وضع ليال بالأول.


ألتزمت صمتها تجاه ذلك الرجل الذي علّق أختها به ثم انقطع...، كل ما تخشاه أن يخيب أمل ليال وتنكسر ....،
.
.
.
انتهت من ترتيب غرفتها و وضعت كتبها جانبا بعدما جمعتها في احد الرفوف التي خصصتها لها، لتعود لأخيها الصغير الذي تركته في سريرها نائماً بسلام و يتبسم!
مدت أناملها لأنامله الناعمه بإبتسامه، يبدو فاتناً و لطيفاً..
بعد أشهر قليله من الآن سيكون لها طفلها الذي يخصها دون غيرها، طفلها الذي ستعيش من أجله.. سيشاركها هذه الغرفه و سينام في حضنها ها هنا.. سيكون أسمه تركي، سيعود تركي مجدداً للحياة..
إلتمعت عينيها وهي تتذكر أخيها الفقيد،
في رمضان الماضي، كان يتمنى ان يكون حمل والدتهم بصبي ليعادل كفة البنات و ليلعب معه كرة القدم، و لكنه توفي قبل ان يولد هذا الصبي الذي تمناه كثيراً، و مازالت كفت البنات هي العليا...،
للمرة الأولى تتمنى ان تفقد ذاكرتها المشبعه به، ففكرة أنها لن تراه مجدداً تكاد تُفقدها أنفاسها، تثير حزنها  الذي أصبح لا يفارقها مهما تلاهت عنه..

فُتح الباب في هذه اللحظات لترى دخولها الفوضوي كعادتها.. و لكن هذه المره كانت محمله بأكياس هدايا و محلات أطفال معروفه و كلمتها المعتاده/أنا جييييت!


وقفت لتسلم عليها و هي تمازحها/انتي يا بنت ما أمداك تغيبين ترى وش جابك


صغرت عينيها وهي تبعدها/ماجيت لسواد عيونك جايه لعزوز ابعدي عني بس

ضحكت وهي تراها تخرج الهدايا و ترميها حول أخيها/يا بنت مابعد عرف كيف يحرك يدينه علشان يمسك هالألعاب


إلتفتت إليها بإبتسامه مشاكسه/اووه خليني انبسط تكفين، من سنييين نفسي ادخل محلات ألعاب الأطفال و اشتري و الحمدلله ربي تلطف بي و صار عندي حجه ادخلها


ضحكت وهي تحمل إحدى الدمى الكبيره/هالبارني باخذه لي


تذكرت ما أحضرته لها/فدوه، ايي صحح تذكررت خذي هذاك الكيس تراه لتركي


ابتسمت وهي تلتقط الكيس و تفتحه، لترى علبة حذاء صغيره جداً و بجانبها طقم بربتوزات ملونه، و دميه صغيره/يا عمرري هنوده، عقبال اشتري هدايا ولدك، بس ليش جايبه جزمه مره صغيره


بابتسامه وهي ترفع حاجبها/طبعاً حبيبتي أجل تبين تركي الصغير تحرقه الرمضاء و الا تلعب به الاشواك و القزاز.


ابتسمت وهي تتخيل ذلك الطفل الذي تحدثها عنه، سيكون لها، و لكنها لا تشعر بشيء الآن، هي فقط تحاول أن تتأقلم على واقعها، عليها ان تفعل ذلك لأجل والدتها و لنفسها... "الشموس محقه هذا الطفل لي"
.
.
.

خرج من غرفته منزعجاً، لم يأخذ كفايته من النوم بعد.. و لكن جرس الباب لا ينفك يرن،... من سيزوره بهكذا وقت و المطر يشتد..
فتح الباب وهو يكظم غيظه/نعم!!

إلتفت إليه وهو يرفع حاجبه بغضب/اي والله تغيرت يا وليد بدال مرحبا" نعم"!!


ابتلع الخوف إبتلاعاً، هل عرف بما حدث بينه وبين ليال!! /هـ هـلا ابو راكان تفضل..


اتجه إليه وهو يشده بياقة بيجامته بقوه و ينفضه/وش عندك؟!

خاف/أدهم خلنا ندخل عن المطر و نتفاهم

ابتسم له وهو ينفضه بقوه/وش نتفاهم عليه يا وليد؟!


عرف الآن أنه لم يعرف بشيء وانه فقط يمازحه..

.
.
منذ ساعات يتجول في الأسواق.. يبحث عن هديه أو شيء جميل يليق بالضيف القادم و يليق بها،
للمرة الأولى يعشق التسوق، أخذ كل ما يتعلق بطفله الذي ينتظره... هكذا وجد نفسه يفعل..،
خرج بمشترياته و خلفه عامل يحمل معه الأكياس لمواقف السيارات المبتله بمياه الأمطار..
ليتفاجئ بصراخ العامل الذي هرب و يرفع رأسه وينصدم بتلك السياره الزرقاء تتجه ناحيته بسرعه هائله و بدون ان تشعل المصابيح...!!

حدث كل شيء خلال ثواني...، ثواني فقط أنهت كل شيء...
انقلبت الموازين بلحظه، لم يسمع سوى صوت المسعفين.. أحدهما كان يقول ان النزيف في تزايد...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والستون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة