-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السبعون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السبعون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السبعون

توقف فجأه مكانه حتى انقذه احدهم بسحبه من أمام السياره.....، حالة ذهول أعادة له التفاصيل لتلك الحادثه،
كان يرى انفعال الرجل الذي سحبه و لكنه عاجز عن إبداء ردة فعل مناسبه لهذا الموقف،..
حتى نفضه الرجل بقوه وهو يصرخ به/يا رجال وش بلاك؟! انت أصم؟! أشر براسك و طمنا


انتبه أخيرا و أستوعب الموقف الذي مر به ليلتفت لتلك السياره التي كادت تودي بحياته بلحظه/ راعي السياره وقفوه.. بسرعه


رد نفس الرجل/السياره ما يمدينا نوقفها راحت، الظاهر انه شاب مستهتر او توه يسوق و ماقدر يسيطر عالسياره في هالمطر


ظل يفكر بنوع السياره، ليست بغريبه عليه، انتبه للرجل الذي انقذه بشعور غريب ليصافحه/مشكور اخوي ما قصرت، اشغلتك معي


شد على مصافحته قبل ان يترك يده/ماعليه بس ثاني مره انتبه الله يهداك...


ودعه بشبه ابتسامه سرعان ما اختفت، ثم ركب سيارته منطلقاً في طريقه،.. لا يدري مالذي مر به قبل قليل، كان شيئاً أشبه بالخيال المخيف، أو كحلم يقضه مروّع.

.
.
.
.
.
.
.
.

أخذ فنجان القهوه من صاحبه الذي شعر بتغيره، يبدو أنحف و أقل بهجه منذ آخر مرة رآه فيها،/هااه بشرنا عنك يالقاطع!، يصير تروح بالشهور و ماتتصل؟! كنت مزعجني قبل تاخذ بنت عمي و بعدما خذيتها ترديت في خويك!! وش العلم؟!


لم يستطيع ان يبتسم له، حاول ذلك و لكنه لم يعتاد الكذب أمام أدهم بالذات، و لكن موضوع كالزواج و الإنفصال هو موضوع حساس و يجب عليه ان يجد طريقه للحديث معه/أدري اني مقصر معك يبو راكان، حقك علي..


رفع حاجبه وهو يستنكر اسلوب حديثه الرسمي معه/ماقلت لي جاي اجازه طويله او قصيره، علشان ندبر الوضع ونشوفه


فهم ما يقصده/و الله ودي و لكن بصراحه انا جاي علشان مرض الوالده الله يحفظها، كان معها ورم حميد و تو مسويه عمليه و يبي لها فترة نقاهه ماهي بسيطه يعني.


استنكر ما سمعه للتو/أفااا، خالتي ام وليد مرضت و سوت عمليه و مادريت عنها، هذي بحق يا وليد!!، شلون ما قلت لي خلنا نسوي الواجب معها..!!!!!


شعر بنبضات قلبه الآن و كأنها تخبره ان حتفه قريب لا محاله و ماهي إلا كلمة منه، كلمه واحده ستدمر علاقته بشكل أكيد مع رفيق دربه و أخ المعاناه و رفيق العمر/أدهم مابي اكلف عليك، و انت راعي واجب


استغرب رده/تكلف علي؟!! وش تقول أنت، من متى كنا نخبي عن بعض شيء، من متى هالرسميات بينا يا وليد؟!


لم يجد مبرره الآن، لا يعلم مالذي يربط لسانه فجأه..!


أردف أدهم وهو يرى تغيرات رفيقه/أنت منت بخير يا وليد..

رفع عينيه إليه، هل إتضح عليه لهذه الدرجه؟!!


وقف أدهم وهو ينوي الرحيل بعدما بدا له ما لم يحبذه/وضعك ماهو عاجبني، يبي لنا جلسه طويله و نحط النقط على الحروف


شعر بإنقباضه، لا يعلم سببها، ماهي النقط و ماتلك الحروف التي يعنيها/حروف!!


جمع خرزات سُبحته في يده وافلتها بحرفيه ثم تحدث بجديته المعهوده/موضوع زواجك، وليد أنا ماني خبل، سكوتي عن الفتره الماضيه و غيابك و تخلفك عن موعد الزواج المحدد ماهو غباء مني..انا اعرف الرجال إذا قرر ينسحب من علاقه، و انت بالذات اعرفك و لأني اعرفك و لأنك صديقي ماحبيت نتناسب للأمانه، و علشان اكون صادق معك انا رفضت زواجك من بنت عمي لأنك صديقي. تدري ليش؟!


نطر إليه مستفهماً؟!!


ليردف أدهم بكل جديه/لأني ما راح أرحمك لو آذيت بنت عمي أو جتني تشتكي لي منك

تجرأ ليسأل، و لا يعرف كيف أتته تلك الجرأه/هي أشتكت لك مني؟!


بهدوءه الذي يشبه هدوء ما قبل الطوفان/للحين لا، و عموما نلتقي نهاية الاسبوع لنعرف انت وش ناوي عليه دامها للآن ماتكلمت..


لم يعلّق، صمت على وجعه.. لم يستطيع ان يعبر عما بداخله، هنالك فوضى عارمه..و لا يدري مالنهايه لكل هذا..!

.
.
.
وضعت كوبها بعبوس وهي ترجو مريم/بس مريم واللي يرحم أمك ارتويت من هاللي مادري شسمه

مريم بابتسامه قلقه/كم مره أقولك أسمه قظيم، يا بنت صح طعمه مب حلو بس والله مفييد لفقر الدم و قد جربته أمي جعلها الجنه وفادها خلال شهر فقط.

غريبه وهي تعتدل جالسه/الله يرحمها، بس ترى انتي تهولين الامور دمي عشره.. يعني ماعندي فقر دم مررره


حركت رأسها بيأس/ما فيك فايده، ان شاء الله تخلص الشموس مكالمتها و تجي تتفاهم معك.

رأت الشموس تترك الشرفه هنالك و تعود إليهن محبطه بعدما أغلقت هاتفها/شفيك ام راكان؟! من هاللي خلتك معصبه كذا


جلست بإحباطها/ام سيّار جايه من الخرج تزور اختها، كانت جارتي و عزيزه علي، طلبتها أضيّفها بس أصرت على الرفض تقول ماتقدر هالمره لأنها اساساً جايه لأختها تقول طاحت عليهم مريضه فجأه.


حزنت مريم/يا عمري عليها، الله يشفيها و يعافيها


ابتسمت غريبه بحزن لمريم التي تمر بمرحله من اسوأ مراحل عمرها، الخوف و الذعر الذي ينتابها من كل شيء و يجعلها مرتابه و باكيه معظم الوقت/مريوم قلبي ما خلصتي اغراضك، موتقولين بنرجع بيتك هالسبوع وش مجلسك عندي هنا روحي ضبطي اغراضك


هزت رأسها بالنفي/ماعندي شيء اخذه معي غير ملابسي وملابسك.. ومن كثرها بعد شنطتين صغار يكفونا

لاحظت الشموس ذبولها الذي جعلها شاحبه، لم تعد تلك السمراء المشعه بالحياه، سبق و ان رأتها قبلا و تعرف كم كانت تهتم بنفسها... عكس الآن، تبدو عليها كل علامات اليأس/مريم وش ناويه تسوين؟ يعني لقيتي عمل او رجعتي لمشغلك القديم؟!


مريم بخوف/لا احس ودي اروح بيت اهلي و اقفل على نفسي بابنا.... عن اذنكم بروح اشوف دكتور إذا بيرخصنا نطلع


خرجت تحت نظراتهن لتتحدث غريبه/مسكينه مريم، النفسيه عندها دمار، تخيلي للحين تهلوس باللي شافته بهذاك البيت المهجور، و تخاف تقفل غرفتها على نفسها وحتى باب الحمام الله يكرمك تخاف تسكره، و أي حركه او صوت عادي يرعبها


تأثرت بما سمعته وهي تتذكر ما حدث سابقاً، لم تقصر مها في تدمير نفسية مريم قبل رحيلها... سامحها الله على كل حال فقد ودعت الدنيا و واجهت مصيرها..،


هزت رأسها بموافقه/واضح و الله، الله يعينها، غريبه انتبهي لها و اذا صار شيء أو احتجتوا شيء قوليلي،


بإبتسامة إمتنان/مشكوره أنتي وأدهم و ليال بعد ماتقصرون.


دخلت إحدى عاملات النظافه بباقة ورد لتقدمها لغريبه بإبتسامه/هذا لك مدام


استغربت وهي تكتم ضحكتها/ورد لي أنا


تقدمت لها الشموس مبتسمه لتساعدها في اخذه وهي ترى كمية الورد الابيض/يابختك والله، كل هالورد!!


غريبه بنفي وهي تنادي عاملة النظافه/هذي اكيد غلطانه، هيي تعالي مو لي انتي


ابتسمت العامله وهي تؤكد بعربيه مكسره/لا مدام هذا رجال برا قول ودي لمدام غريبه هذا غرفه..


ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتذكره بالتأكيد هو، لم تستطيع التعليق وهي تلاحظ نظرات الشموس التي لا تخفاها/هالغبيه اكييد غلطانه..


وضعت الورد مكانه و التفتت إليها بابتسامه جانبيه/يمكن..


عادت لتصمت تفكر بجنون ذلك السيف و غباءه الذي سيطمس على سمعتها التي تعتبرها رأس مالها الذي لا تملك غيره...ماذا يريد.؟! مهما كان الذي يفكر به لن يحدث. و كونها بلا أهل لن يجعلها لقمه سائغه لأحدهم حتى وان اضطرت... لا تريد نظرات مرتابه كنظرات الشموس هذه..
.

.
.

تلقت درعاً لطيفاً بأسمها و هي في غمرة عملها، لتسأل عائشه سكرتيرتها/عايشه وش صار مع الوفد؟! شكلهم انبسطوا


استغربت/ما قالت لك غريبه؟! قالت بتسلمك التقرير بنفسها، وهذا هي غابت اليوم، صدق انها غريبه!

هزت رأسها بالنفي/غريبه نايمه من البارح بالمستشفى الله يشفيها، تعبت و نقلناها له.. هاه ماقلتي شصار

عائشه/معهم واحد جديد،ما سبق وشفته معهم، بالبدايه زعل يوم درى بغيابك، مادري وش ظن،.. و بعدها تعجبك غريبه، لدرجة حسيت انها راعية مكان و لها فتره معنا

بإبتسامه/حلو، ماخيبت ظني.

عائشه/نسيت اقولك ترى اتصلوا اخذوا رقمك، اعتقد بيتواصلون معك


كادت تسألها و لكن رن هاتفها بإسم "رشا" لتبتسم تلقائياً/اوكي عايشه يعطيك العافيه نكمل بعدين، روحي شوفي شغلك


فتحت الاتصال بعد ذهاب عائشه/يا مرحبا

على الطرف الآخر/يا هلا.. صباح الخير مرت اخوي اللي ماتنشاف و لا تتصل ابد.


ضحكت/وين بتشوفيني وانتي برا البلد،وتوك واصله!


تنهدت/توقعت اشوفك عند أمي، لي ثلاث ايام هنا و ماشفتك زرتيها استغربت!!


اختفت ابتسامتها/رشاا طبيعي ماراح تشوفيني عندها، ترى للحين ماتزوجت اخوك.، شفييك؟!!


على الطرف الآخر/عارفه بس أمي تتشره عليك، تقول وين بنيتنا ليال ، لا تنسين هي تحبك

حاولت اخذ نفس عميق قبل ان ترد/وانا أحبها والله بس يعني... أقصد..

قاطعتها/لياال! زيارة المريض ما يبي لها بسبسه، بعدين إذا حيل مشغوله، مري عليها حتى لو عشر دقايق، راعي ظروفها وبعد أنا تراني اشتقتلك وما اقدر اترك امي و ازورك، تعاالي للوش بليييزز


هذا مالم تريده، ان يتم الضغط عليها، خصوصاً مع مماطلة وليد لها الذي قرر الإنفصال بأبشع طريقه و لم يريحها به!!
أنهت مكالمتها مع رشا لتقرر ان تتصل بالمحامي وهي تقرر القرار الحاسم.. و ليحدث ما يحدث، إنكسر قلبها و أي شيء آخر لن يكون أكثر ألماً من إنكسار القلب..
.
.
.
انتهت من وضع أطفالها في عربتهم المشتركه بعدما لبست عبائتها تنوي الخروج، و ساعدتها الخادمه في أن تحمل معها حقيبة الاطفال للسياره،، لترتبهم في مقاعدهم..
حاولت الانتهاء وهي ترى سيارة قاسي تتوقف الآن وهو ينزل منها بهدوءه الغاضب، و لكنها لم تلقي له بالاً...،


ترك سيارته متفاجئاً برؤيتها تخرج/خير على وين العزم ان شاء الله؟!!


بهدوءها التي باتت تتقنه/حابه اغير جو.


رد ساخراً/طيب وين، يمكن بعد اروح معكم اغير جو


تعرف انه فقط يسخر/ههه لا مو معقوله اطلع اغير جو وأخذك معي.. كذا ما استفدت شيء!


استغرب ولكن قرر مسايرتها/أهاا.. ماتبيني.. طيب إذا بغيت اتطمن عليك وين ألقاك؟






بإبتسامه/اذا حاب تطمن يكفي تتصل.. او حتى ترسل مسج.. راح إرد عليك لا تخاف.. يلا حبيبي"آديوس"

راقبها تركب السياره و تغادر..!
هكذا.. غادرت لتستشق اكسجيناً نظيفاً من رائحته.. هذا مافهمه من حديثها..!
لا يصدق انها طفلته التي لا تستطيع البقاء بعيدا عنه!!!
قرر تجاهل ما سمعه وما حدث منها.. لعلها فقط تريد ان تذهب لزيارة أهلها لا اكثر... هذا من حقها..
.
.
.

جلست على طاولة المطبخ وهي تطلب من الخادمه ان تصنع لها كوبا من عصير الليمون، هي ليست مرتاحه لما تمر به...منذ فتره قصيره راودتها بعض الأعراض و لكنها لا تهتم، لربما فقط من ثقل الحمل، و لكن لم تكن تشعر بهكذا عوارض مؤلمه في حملها السابق!
حاولت تجاهل ذلك، لربما كانت بنت بالتأكيد حمل البنت يختلف عن الولد... إبتسمت لما فكرت به و نسيت وساوسها، لتقرر بينها و بين ذاتها ان تذهب مع أدهم للمستشفى لمعرفة جنس الجنين معاً، متحمسه لردة فعل أدهم لو كانت بنتا كما يتمنى..

دخل في هذه اللحظات ليرى ابتسامتها في كوب العصير بين يديها، داهمها بقبلة على خدها وهو يحتضنها للحظات/اشتقت لك ياللي معاد تشتاقين

اتسعت ابتسامتها وهي تراه بعد مده طويله، تشعر انها لم تعد تحمل ذرة غضب عليه، يكفيه ما حصل عليه من عقاب تجزم انه لن يفلت منه طوال حياته وهو ابتعاد شهد/هلا بحبيب أخته

ارتاح لانفراد وجهها له أخيراً ليجلس على كرسي بجانبها/الحمدلله، توقعتك معاد تبيني اخوك

مدت يدها لتمسك بيده/و من قال ما بيك؟! انا اذا عاقبتك مو معناته اني كرهتك، لكن كرهت تصرفك فقط، انت تسوى روحي يا نايف، لا تخلط الأمور.

بإبتسامه تتسع/يا قوتك اذا عصبتي.. شرسه


ضحكت وهي تتذكر ماحدث و ترى إبتسامته التي تحب/جد و الله؟! عشان تتعلم بس


تنهد وهو يعتدل بجلوسه على كرسيه/الامور مشت عكس ما أنا أبي، شغلات دخلت ببعضها بلحظة ضعف و يأس.. و خسرتها خلاص


بجديه اكثر/كيف تقولها كذا؟! شلون انت واثق انك خسرتها، يمكن تتغير الأمور مع البيبي الجاي


ابتسم بسخريه/هالطفل هذا بالذات أبعدها عني اكثر..


لم تفهم حقيقة ماحدث بينهما/منت ناوي تروح لها، حتى لو زياره عاديه؟!

هز رأسه بالنفي/الأحسن نقفل هالموضوع و نرضى، ماقلتي وش وداك للمستشفى؟ من مريض؟


تعرف انه فقط يحاول ان يتجاوز حزن قلبه لتبتسم له/الموضوع ما راح ينتقفل لين تنفصلون، هذا طلب شهد، خله ببالك.


هدأ من توتره ليجيبها بإصرار/طلاق ماراح أطلقها. لو تقعد طول العمر معلقه

بعقلانيتها المعهوده/بس انت كذا تظلمها معك


وقف وهو يحاول ان لا يبين غضبه، وان يتحدث بهدوء/لازم تحترم وجود طفل بينا، عالاقل تنتظر لين تولد ثم تتكلم عن انفصال،


دخلت ليال بهذه اللحظات وهي تسمع بالإنفصال/شالسالفه يا جماعه؟!


مازالت في حيره من امرها/لاتزعل يا قلبي محد بيفرض عليك شيء بالنهايه انتم الاثنين قرروا بعد الولاده اعتقد هذا انسب وقت يعني، ومنها تكونون اخذتوا وقت تفكرون بوضعكم و ماتتجاهلون الولد اللي بينكم


حاول الإبتسامه بفشل، ثم قبّل جبينها وهو يهم بالخروج/ان شاء الله، يلا سلام رايح غرفتي انام



جلست تلك برؤيه ضبابيه بعدما فهمت انهما يتحدثان عن طلاق نايف و شهد، لتطلب قهوتها السوداء المعتاده و تلتزم بصمتها بعد ذهاب اخيها..،


لاحظت صمتها المفاجئ و نظراتها في الفراغ/وش جديدك اليوم؟!


رفعت عينيها من هاوية تفكيرها العميق لتستقر بعيني الشموس بتردد، ثم نطقت بجديه/تروحين معي نزور أم صديقتي توها مسويه عمليه استئصال ورم..


رفعت كاستها ترتشف منها/أعرفها؟!


ردت وهي تأخذ كوب قهوتها و ترتشف منه/ايوه آم عزّه موظفتي


دهشت من وصفها!/امما قصدك ام زوجك؟! طبعا بروح، يووه ما أبردك يا ليال...!!!


ألتزمت صمتها بعد الذي سمعته منها، لم تستطيع الثرثره لها بما يحاصر رئتيها و تضيق به رئتيها ، مازالت مصدومه و قلبها مفطور، لذلك ستأخذ الشموس و كذلك زوجة أبيها لتلك الزياره، ستكون الأخيره لأجل تلك السيده الطيبه والدته فقط،
.
..
.

في عيادة رفيقه..،
ترك أشعة أحد مرضاه من يده وهو يلتفت لوليد بصمت و بملامح متفاجئه!!!


ابتسم له وليد وهو يتحدث ببرود/يا معتصم عادي انا متعايش مع وضعي الجديد بلا دراما.


اتجه إليه ليجلس على الكرسي الذي أمام رفيقه/يا زول أنت عارف شنو معنى الكلام دا؟!


هز رأسه بالإيجاب و توتر بلهجته السودانيه/عشان كدا حابب تطلق زوجتك؟!.. بس انتا ما قلتلي عن سببك في المره اللي فاتت! ، ليه داير تقوليه هادي المره عن مرضك؟!

تنهد وهو يجيبه بفقدان أمل/مادري حسيتك لازم تعرف، انا تعبت من الكتمان، يجوز هالمرض ما يقتلني فوراً لكنه قاعد يقتل داخلي الحياه بالتدريج، و هالشيء أسوء من الموت نفسه يا معتصم صدقني أسوء منه بمراحل، هاللحين اقدر أقولك أني وصلت لمرحله مابي شيء.. أبي فقط تمحيني ليال من ذاكرتها فقط مابيها تتذكرني بشيء حلو..


حاول فهمه و لكنه لم يفهمه/ليه تبي تطلقها و ليه بهالأسلوب انت دمرت كل شيء حلو يا زول، عالأقل سيب لها الذكريات الطيبه.


إبتسم لجمال كل ما حدث بينه و بينها ثم هز رأسه بنفي قاطع/بس الذكريات الحلوه موجعه حيل بعد الفراق، لذلك تدميرها احسن قبل الفراق، خلها بعدين تقول خيره و افتكيت منه.



مازال غير مصدقاً لما يهذي به صديقه/وليد انت بتصرفك هذا تظلم نفسك و تظلمها،


وقف وهو يصطنع الإبتسامه/اتركنا من هالموضوع هاللحين و قولي وين حاب تعشى الليله؟


وقف معه وهو يلتقط أوراق احد مرضاه/انا زول ما فاضي لك، عندي عمليه بعد شوي و راجع البيت رويدا بأي لحظه ممكن تولد.. كان نفسي اقول عقبال لزوجتك


يعرف تماما انه يستفزه و لكنه ضحك/ما راح تأثر بي يا معتصم... يلا اجل و تولد المدام بالسلامه اشوفك بكرا عالغداء اذا ما ولدت و لا تتحجج.. سلام..


رآه يخرج بهدوءه ووجعه الذي يحمله، شعر بخيبه و ألم، لم يستطيع ان يساعده و هذا الشيء يجعله غير قادر على وضع عينه بعين ذلك الرفيق.. لطالما كان وليد الأمل لمريض كان آخر أمل له بعد الله بين أنامله البارعه التي تجري أصعب و أدق العمليات الجراحيه و أكثرها حساسيه و لكنه اليوم يُبتلى بما ليس له بيده حيله.. كان الله في عونه،

رن هاتفه ليرى متفاجئاً بإسم قد هجره منذ سنوات ليست بقليله، فرح انه مازال يحتفظ برقم هاتفه .. "معتز" /معقووله! معتز؟

..،
.
.


ليلاً..،
انتهى من دراسة أوراق أمامه ليلتفت لمحمد مدير مكتبه/هاه بقى شيء من مواعيد اليوم

ابتسم له وهو يلملم أوراقه/ابد ستاذ أدهم انتهينا، ناظر الساعه كم مابقى غيرنا و حراس الأمن بالمبنى

فرك اسفل رقبته وهو يشعر بإرهاق العمل/هالمناقصه مهمه بالنسبه للعمل، اتوقع اسافر للندن علشانها

محمد/الله يعينك، اتوقع عرضنا بيكون افضل من عروض البقيه

وقف أدهم بابتسامه/المهم خلك جاهز بتسافر معي

لم يصدق/وشو؟! أنا اسافر معك استاذ أدهم؟ بس العمل هنا و..

ربت على كتفه/يا رجل سافر معي غير جو

شعر بالحرج/ان وافقت الوالده، تخبر مالها غيري

اتسعت ابتسامته بإعجاب/اي يا محمد اهم شيء موافقة الوالده.. اللي يبدي أمه بكل شيء ربي يوفقه.
، يلا اترك اللي بيدك و مشينا نتعشى قبل لا يسري كل واحد لبيته.


رتب الاوراق في درجه واغلق عليها بسعاده وهو يخرج مع أدهم.. يتصرف معه كصديق لا موظف تحت يده، ذلك الشيء يزيد احترامه له كثيرا و هو لا يشعر بذلك..،


.
.
.


تنظر لساعتها كل لحظه وهي تغمز للشموس بأن يعودان للمنزل، و لكن عمتها هند مسترسله بالأحاديث مع الخاله ام وليد، شعرت بأنها لم تعد تستطيع التنفس وهي هنا بمنزله، ذلك فوق طاقتها، لتقف فجأه تحت نظراتهن المتفاجأ!!

ام وليد بإبتسامه/بسم الله عليك يا بنتي وراك قمتي كنك مقروصه؟! ارتاحي بعد شوي العشاء ام رواد وعدتني بالعشاء


تنهدت الضيق نفسه وهي تحاول ان تبتسم و تنظر لأم رواد التي تبتسم لها، ثم قررت الخروج/رايحه دورة المياه،

خرجت بعدما عاد الجميع لأحاديثه، المنزل يخلو منه، ولكن فكرة انه منزل الرجل الذي جعل منها مغفله غبيه ينتزع الأكسجين من رئتيها غصباً..،
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم سائقها الخاص و تتصل به، لن تظل هنا حتى يصل و يراها تزور منزله حتى وان كانت الزياره لوالدته، لا تريده ان يعرف بقدومها،


رأتها عزه و سمعتها تطلب السائق لتتجه إليها/أفااا ناويه تروحين وامي حالفه تعشون معنا؟! مالك حق والله


حاولت مسايرتها حتى يأتي السائق/معليه عندي شغل و

وكزتها بكتفها/عن العياره ليال، ترى بكرا الجمعه أي شغل وراك؟! تعالي معي المطبخ ترى هذا يُعتبر بيت زوجك خلاص، لا تسوين فيها يعنني مستحيه

حاولت الرفض و لكن عزه لها قدره عجيبه حتى استدرجتها للمطبخ، وفي كل ثانيه تنظر لهاتفها اللعين تنتظر منه إتصالاً من السائق يخبرها انه وصل...
ولكنه تأخر و بدأت بتقطيع السلطه مع عزه/السايق هذا خلاص معاد اتحمله


ضحكت/خلاص يا ماما اطرديه و سوقي سيارتك بنفسك ليه هالزعل


ليال بضيق/هذا اللي بيصير لكن مابعد طلعت رخصه للأسف.


لاحظت توتر اناملها وهي تقطع أمامها حتى جرحت نفسها، لتتجه إليها توقفها/ليااال شوفي الدم!!


لم تنتبه كانت تحترق داخليا، لتنتبه اخيراً، أكان هذا ما يؤلمها؟!! تريد الخروج من هنا فوراً


صدمها برودها وهي تنظر ليدها النازفه رغم رعشتها/انا رايحه اجيب الاسعافات الأوليه من فوق خليك تغسلين يدك تحت الماء.


استجابت لها وهي تعرض يدها للماء المنهمر من الحنفيه أمامها... كميات الدم هائله!!
شعرت بدخول احدهم من صوت الجلبه مع دخوله لتلتفت و تراه يضع بعض الاكياس من السوبر ماركت قررت الخروج بسرعه/انا جايه زياره لأم عزّه و خلاص طالعه سلام...




امسكها بذراعها وهو متفاجئ من نزيفها ليرفعه مستقيماً للأعلى و قد بدا على ملامحه القلق/خليك ثابته كذا لا يزيد النزيف


لم تهتم لتنزل يدها بعد ابتعاده يبحث عن شيء يوقف به نزيفها/مو مهم، اطلع برا قبل ترجع عزه بسرعه


ترك ما بيده ليعود لها و يرفع يدها للأعلى رغماً عنها وهو غاضب/بلا عناد اطفال، الموضوع جِدّي و ممكن يصيرلك شيء لو عاندتي


تحدثت مبتسمه بلا مبالاة/وش هالشيء أموت مثلاً؟! الموت راحه.


مازال مثبتاً لذراعها للأعلى/و وسام تتركينه لمن لو متي ما فكرتي فيه؟!

بإيمان تام/اللي سخّرني له بعدما تخلو عنه والديه، بيسخّر له اطيب مني، تأكد يا وليد انه ما يروح طيب إلا ويجي بعده واحد اطيب منه.


لابد ان تأتي اخته لتساعده على هذه العنيده، رأى الخادمه تدخل بمناشف مرتبه للمطبخ/اسمعي، روحي نادي عزه بسرعه.

لم تعد تريد البقاء و لكنه يثبتها تماما حتى شعرت بألم جعلها تغمض عينيها و تطلق أهات مكتومه يسمعها هو فقط لترجوه بألم /خلاص وليد، ابعد.


ابتلع ريق الشوق بصىعوبه وهو يرى ألمها و لا مبالاتها بنفسها التي زرعها بنفسه بها.. دخلت عزه بنظراتها لهما، ليناديها/تعالي، وين مختفيه؟

اقتربت بعجله وهي تضع حقيبة الإسعافات الأوليه/رحت ادور الإسعافات الأوليه بغرفة أمي ومالقيت رحت غرفتك واخذت حقتك... يووه نزفتي واجد ما يسوى هالجرح


حاول التلميح لها وهو يجلّسها/التوتر الزايد بيزيد النزيف خليك هاديه، ترى مافيه حاجه تستاهل يا ليال.

لم تعد تبالي، لا تعلم لماذا تبلدت هكذا وهي تراه يتصرف بشكل عادي و بارد، غير مكترث بحرائقها الداخليه، لا يعلم انه دمر نصف ليال و النصف الآخر يشتكي الخراب..، استسلمت له وهو يجلس أمامها و ينظف جرحها بدون ان يرفع عينيه لها..!
تمنت ان يسترق نظره فقط لتستعيد بعضها من عينيه..!


شعرت عزّه أن عليها تركهما لوحدهما، خصوصا بعد ردود فعل كل منهما، لا توجد أي إبتسامه و لا حتى نظره ترحيبيه من كلاهما للآخر/أنا بروح احط الصحون على السفره و اجهزها..


شعرت بوخز لتحاول سحب يدها من بين انامله/آآه وليييد، قلت خلااص،


رفع ناظريه لها بعد هذه الجمله، هل تتعمد ما تفعله؟! لتثير إنتباهه فقط/سلامتك، كان يبي لها خياطه عالأقل غرزه، لكن مابي يدك تتشوه يا قـ.... يا ليال، هاللحين ألفه وننتهي.


رأته يلف جرحها بهدوء بعد خطأه الفادح حين كاد يقول لطيفه و تراجع، شعرت بحرقه مع غثيانها الذي ينتابها حينما تشتم رائحة المعقمات الذي زاده تعبها مؤخراً/الله يسلمك يا قلبي، شكراً لإهتمامك بشكل و مظهر يدي!


أنهى لفها وهو يراها ليست بخير و ترد بنبرة ساخره/فيك شيء؟!


سحبت يدها بهدوء بعدما انتهى/دوخه و غثيان مع برد يعني تقدر تقول من تقلبات الأجواء


خاف جداً مما يفكر به، هو لا يعرف حقاً تاريخه المرضي الذي اكتشفه للتو، رآها تهم بأخذ هاتفها لتخرج ليبادرها بسؤال يرعبه/تستفرغين؟! كيف الشهيه عندك؟!


لم تفهم مقصده بدايةً/مافيني إلا العافيه، المهم ابيك تروح للمحكمه يوم الأحد و احضر الجلسه بليز..


أعاد سؤاله بإلحاح/جاوبيني بالأول، تستفرغين أو لا.


استغربت وهي ترى إصراره الغريب/راح اجاوبك اذا عرفت وش قصدك؟ يعني ماشوف له داعي بصراحه!!

حاول التحجج بأي شيء/يعني ملاحظك تعبانه و تقولين عندك دوخه و غثيان.


ابتسمت/لا تطمن مافيّ إلا العافيه، عمر الشقي بقي.

رن هاتفها لتتركه و تذهب للرد عليه، رأت أسم سائقها الخاص/سيارتي و صلت، لازم أمشي.. سلام


كم ترهقه هذه المسافه الشاسعه بينهما و كم يؤلمه هذا الإقتراب الحارق/لحظه.. قبل ما تروحين ليال

توقفت لتلتقط نفساً ثم إستدارت ناحيته/نعم!؟


شعر انه يختنق في هذه اللحظات و لكن عليه ان ينتهي من هذا التذبذب و هذا العذاب/اتصلي بمحاميك، و أسحبي الدعوى.


ابتسمت وهي تهز رأسها بعدم رضى/ما راح أسحبها، و على فكره قررت اقول لأدهم و الشموس عن انفصالنا


اخذ نفساً و زفره و كأنه يبحث عن اكسجين/تقدرين تقولين لهم، أنتي طالق و ورقتك بتوصلك بكرا ان شاء الله.


ابتسمت، لم تفهم شعور البروده التي إصطدمت بالحراره داخلها ، اضطرب الإحساس لديها، لتهز رأسها بالموافقه بهدوء لم تتوقعه، عادت لتنظر لعينيه بنظرة مودعٍ فقد الأمل بالعوده ، لتستدير بعدها و تخرج بمشيه لم تكن متوازنه،... لم تظن أن كلمة كهذه قد تقصم ظهر كبريائها و تهزمها،..


رآى الخيبه في أوجع صورها عبر إبتسامتها لخذلانه لها.. لا تستحق منه كل ذلك و لكنه مضطر لتحطيم صورته داخلها قبل تركها، عليها ان تكرهه و ان تلفظه من ذاكرتها للأبد...!
جلس على كرسي الطاوله متكأً بيدي الخيبه، يغرس أنامله في شعره بتوتر وينظر للفراغ كمن خسر كل ما يملك في لحظه واحده.. المال و الولد و الأهل و الأصدقاء... كمن خسر آخر فرصة للنجاه من الغرق المحقق..!
...............



في ذلك المستشفى..،
خرجت من غرفتها لعلها تمشي قليلاً بصحبة مريم، لعلها تغير من نفسيتها المتوتره منذ لقائها بسيف،...

مريم بنعاس/والله مو وقت تمشيتك يا غريبه، خليني أنام و بكرا اوعدك نطلع حديقة المستشفى

بابتسامتها/ارجعي نامي ليه لاحقتني؟!

مريم بخوفها الذي بات يلازمها/لا والله ما اخليك لحالك و لا اقعد لحالي، رجلي على رجلك


واصلت المشي حتى وصلت لركن أشبه لاستراحه وفيها قطعة سجاده حمراء مثل التي في المساجد، وهنالك إحداهن تجلس و تبدو للتو إنتهت من صلاتها.. و الآخرى بالقرب منها تبدو تبكي يتضح ذلك من احمرار انفها و تنهيدتها المسموعه، تبدو كبيرةً في السن لتقترب منها غريبه/السلام عليكم

إلتفتت تلك التي كانت تصلي لتبتسم لها/ وعليكم السلام

بادلتها الإبتسامه وهي تقترب لتلك الباكيه مواسيةً لها/اذكري الله يا خاله ليه تبكين؟!

بنبره باكيه/لا إله الا الله، حي ذكره و فاله يا بنتي

سألتها مجدداً/ليه تبكين عسى ما باس؟!

وكزتها مريم وهي تلاحظ انها تتدخل.. و لكنها أصرت...

أجابتها بتنهيده/ولدي مسوي عمليه برأسه

أكملت عنها رفيقتها وهي مبتسمه بسعاده/والحمدلله العمليه نجحت لكن ام هتان حساسه شوي، و للحين مرعوبه على وليدها وحيدها

ابتسمت لتلك السيده الفاضله تلك و هي تتحدث ببشاشه/تبكي و انتي معها يا خاله، والله مالها حق، أم هتان ولدك حبيبك بخير و تبكين؟!!!

ردت مريم لتجاريها/المفروض من بكرا توزعين حلوان سلامة هتان على كل المتنومين هنا.. صدقه و شكر لله

ابتسمت اخيراً/اي و الله هذا اللي بيصير ان شاء الله


تحدثت تلك وهي تبتسم لغريبه، وجه تلك الفتاه يريح الناظر إليها و عينيها تبدو مألوفه جداً/ما شاء الله عليكم يا بنات انتم منتم خوات، صح؟!

مريم بابتسامتها الخجوله/خوات دنيا يا خاله، تقدرين تقولين مالنا غير بعض

شدت على يدها غريبه/مثلما قالت اختي مريم.. انا متنومه هاليومين هنا و طالعه ان شاء الله، قلت اتمشى شوي قبل انام و زين شفناكم


تحدثت ام هتان بعدما إرتاحت قليلاً وهي ترى ملامح غريبه/هذي مريم لكن انتي وش اسمك يمه؟!

غريبه بإبتسامه تتسع/اسمي غريبه.

تأملتها قليلاً ثم ألتفتت إلى رفيقتها/ملامحك يا غريبه قريبه من القلب، ذكرتك بمن يام آدم؟!


ابتلعت غصتها/أميمتي عساها الجنه نفس خشمها و فمها


ابتسمت غريبه لتمازحهما/حتى نفس لون عيوني؟!


ابتسمت أم هتان بعين لامعه/نفسها و الله العظيم، ذكرتيني بها يمال الجنه،


ضحكت ام آدم وهي تقف و تترك سجادتها و تجلس على الكرسي المقابل/ماتكون أم هتان إذا ماتصيح... أمي ميته وهي بعمر الحدعش. و لهاللحين تصيح كلما جاء طاريها.


تأثر بها غريبه لتربت على كتفها/يا عمري خالتي ام هتان.. الله يسعد قلبك الرهيف.

حاولت مريم إضفاء جو المرح على حزن تلك السيده/تبين تخمين غريبه هذا هي قدامك خميها ي خاله


إلتفتت ام هتان لأم آدم وهي تصغر عينيها وترد مزحتها/عالاقل أصيح على أمي اللي ربتني و عرفتها مب اصيح على بزر ما جلس بحضني غير دقايق

اختفت إبتسامتها تدريجياً ولكنها أجابتها/ام هتان ما ينمزح معك، بني ادم ما ينسى ضناه.. يلا قومي خلينا نروح نشوف ولدك و الا ترى بتركك و اروح لأم سيار تراها بالبيت لحالها و طفشت...


رأتها تتهرب و كأنها لم تتأثر حتى خرجت، ندمت ام هتان لتذكيرها بتلك الحادثه لتقف ترتب نقابها و عبائتها على رأسها/ليته انقص لساني، رحت أذكرها ببنتها، يلا بنات استروا ما واجهتوا


استغربت مريم و يبدو أن النوم تسلل من عينيها/وين بنتها يا خاله؟!

أجابتها على عجله/ماتت بعد الولاده قبل اكثر من عشرين سنه...

حزنت كلاهما/يا عمري و لا نست!!

تنهدت أم هتان/ابن آدم إذا ما اقتنع مشكله يا بنتي. يلا بروح ألحقها أمداها صاحت وخلصت.

رأتها تذهب مستعجله و يختفين من المكان بلمح البصر.. هذه الدنيا عجيبه، كل شخص فيها يحمل قصته الخاصه به على كتفه ويظل يكافح طوال عمره حتى ينحني ظهره منها و لكنه مع ذلك يظل يحملها..!

انتبهت لسرحانها مريم/يختي وراك جلستي هنا و سرحتي!!

ابتسمت لها وهي تقف و تعيد تثبيت لاصق ألإبره على ظهر كفها/الواحد يظن انه الوحيد اللي بصدره هموم.. و بعدين يكتشف ان كلن له من الهم نصيب.


تنهدت مريم وهي تؤيدها/صادقه، بس عالاقل عندهم عزوه و اهل، عزتيلي مالي من العربان احد الله يرحم امي و ابوي واخوي.. من بعدهم و الله ماشفت وجه احد من هالعايله


مازالت تبتسم لها وهي تضم ذراعها، وتتهكم بكوميديا سوداء/وش تبين بالعايله كلها ارتباطات و ألتزامات، لا تبدين مناحه، يا بنت الحلال تبيني اصير أمك ماعندي مشكله، بس لا تمدين هالبوز.

ضحكت مريم وهي ترى من لا تعرف شيئاً عن حقيقتها شيئاً تبدوا أكثر تفاؤلاً منها.. غريبه حاله يجب أن تُدرّس.
.
.
.

في جلستها الصاخبه مع اخويها و صوت البلايستيشن يعلو مع صوتهما صرخ بها رواد وهو يضحك/قاايلك بتخسرين بس ماصدقتيني

عبست وهي تزم شفتيها بغضب/لاااا

ضحك نايف وهو يلتقط يد اللعبه منها/انتي فقدتي لياقتك باللعب خلاااص قومي بس رضعي عيالك


رفعت حاجبها الأيسر مستنكره حديثه/لا والله؟!! ما سمعت شقلت؟!!


أدار لها ظهره وهو يبدأ لعبه جديده مع رواد/يلااا بس خلينا نلعب


غمزت لأميره هناك بأن لا تخبرهما، اتجهت لقارورتي الماء الموجوده على الطاوله لتسكبها عليه كامله و تهم بالهرب وهي ضاحكه مع صرخاته المتوعده لها، ليقفز ويلحق بها...،

دخلت في هذه الأثناء لتراهم يلعبون، نايف يلحق بنيفادا و الأخرى تقفز من مكان لآخر..وسط ضحكات رواد و تشجيعه لنايف وابتسامات وسام الخافته جداً..
لا أحد يجلس بمكانه هادئاً سوى أميره/وين أمك؟!


أميره/أمي راحت مع جاسر


استغربت ظهوره مجدداً بعدما حدث سابقا منذ مدة طويله..!!
تركت المكان وهي تذهب للمصعد متجهةً لغرفتها بهدوء.. محاولةً لتقوية نفسها بعدما حدث، لا شيء يستحق بكائها... لا شيء....و لكن هذا اللاشيء هو من دمرها.
يديها المرتجفه لم تساعدها على فتح الباب بسهوله،
دخلت بعد عدة محاولات لفتحه... لتدخل غرفتها متوتره بسبب كبت بكائها، من الصعب تجاوز عواصفها الداخليه...
إنهارت باكيةً مجدداً عندما لمحت إنعكاس صورتها على مرآتها الطويله بجانب طاولة الزينه الخاصه بها.. لترى صورتها المكسوره و الضعيفه، منظر لم تعهده و لا تعرفه..
لتجلس على الأرض مستندة بظهرها على سريرها بإنكسار..
بعض الألآم لا ينفع معها التجاهل، فأثرها باق طوال العمر..!

دخلت نيفادا في هذه الأثناء مستنكرةً دموعها.. ماتعرفه أن ليال لا تبكي بسهوله، بل نادراً ماتبكي هي الأقوى بينهن/ليال تبكين؟!!!

ظلت تبكي بلا تردد و لا حتى خجل، كم كانت تكره أن يرى دموعها أحد.. و لكنها الليله خسرت لياقة حبس دموعها أيضاً...،


.
.
.

ترك ما بيده وهو ينظر لسيف المتسمر أمامه على الطرف الآخر من الطاوله، بعدما ذهب محمد مدير مكتبه قبل قليل/انت من جدك يا سيف؟!


سيف بإصرار/ايه من جدي، انت ادرى بظروفي انا رجال ساكن بالبيت لحالي بعد وفات أمي.

استند على كرسيه بتفكير/مادري، يعني أنا مالي حق على البنت، لو تطلبها من نفسها أو.. و الله مادري وش اقولك يا سيف

خاف/كيف اطلبها من نفسهايا أدهم؟!... انت قلت لي اذا نويت الزواج قولي بس و انت تمون عليها مثل الأخ و ام راكان بعد.. ياليت تخدمني هالخدمه و تخطبونها لي.. و انا حاضر باللي هي تبيه


تردد/والله مادري، انا قصدت تكاليف العرس ماهو الخطبه الله يصلحك... بس تدري شلون بخلي أم راكان تسألها و الله يكتب اللي فيه خير..

مازال متوتراً/يا رب يا رب..

ابتسم بخبث/اشوفك مستعجل؟! وقبل كم يوم ماعندك طاري؟!!!


ابتسم أخيراً /يابو راكان لا تلمح، ماني ناقص توتر والله


ضحك وهو يرى هروب عينيه عن النظر إليه، سيف هذا نادر جداً،
نظر لساعة معصمه وهو يهم بالوقوف/يلا دام انتهت سالفتك نمشي،


سيف وهو مازال جالساً بكرسيه/لا أنا بقعد شوي


بإبتسامه/براحتك، سلام.

ظل مكانه وهو يحاول ترتيب افكاره، لا يصدق أنه طلبها من أدهم و انتهى من ذلك الهم، بالتأكيد ستفرح بخطبته لها، لا يصدق متى سيلتقي بها مجدداً...!

.
.
.

عادت للمنزل غاضبه وهي تبحث عن ليال التي تركتهم ووضعتهم في موقف محرج أمام اهل زوجها...
و عمتها هند تحاول تهدأتها بعد رؤية الغضب على ملامحها، فغضب الشموس لا يمكن حجبه/الشموس رووقي، ماندري عن عذرها

وقفت في منتصف البهو وهي منفعله/مهما كان عذرها يا عمه انتي راعية المواجيب و تدرين ان اللي سوته ليال عند اهل زوجها عييب، والله تفشلت من نظرات ام وليد، المسكينه مب مصدقه ان ليال تنسحب كذا بدون تودعها..!!!!


هند بحزن/صدق شيء يحيّر، ليال راعية مواجيب ماصدق اللي سوته!

نزلت نيفادا وهي حزينه لإنهيار ليال المفاجىء لتراهما يقفان في الصاله/متى جيتوا؟! انتوا مو كنتوا سوا و الا شالسالفه؟ ليه رجعت ليال قبلكم لحالها؟!


الشموس وهي تضع حقيبتها على الأريكه مع عبائتها و تلتفت لها/وينها ؟!


تنهدت وهي تجلس/في غرفتها من رجعت بس ماظنها بخير ابد

استغربت هند/بسم الله عليها، وش فيها؟!

نيفادا بحزن/كانت منهاره و جالسه عالأرض تبكي، أول مره اشوفها بهالحاله المزريه بصراحه، هي راحت معكم و الا لا؟!

تركتهم الشموس وهي تتجه للمصعد/انا رايحه لها.

سألتها بقلق/طيب قالت لك شيء؟ عرفتي وش مبكيها؟!

رفعت كتفيها للأعلى وهي تتكتف بقلة حيله/للأسف يا عمه ما قالت لي شيء.. يوم ألحيت عليها تركتني و راحت الحمام..


جلست هند وهي تفكر بها بوسوسه، مالذي حل بليال يا ترى؟!، هي لم ترتاح لترددها في الزياره و لصمتها الغريب، و وجهها الذي لم يعد يبتسم كالسابق..،

سألتها/عمه تبين قهوه اجيب لك معي؟!

اخرجت هاتفها من حقيبتها/مشكوره حبيبتي، صالح جاي بالطريق شوي و رايحه..
.
.
.

حاولت فتح الباب لتجده مغلقاً، طرقته بهدوء وهي تناديها /ليال افتحي الباب


لا إجابه..!!!

طرقت مجدداً وهي ترجوها بنبرتها/ليال قلبي افتحي الباب و الله ما اعاتبك بس ابي اتطمن عليك،

لم ترد..،

تحدثت بإصرار وهي ترفع صوتها قليلاً/ادري انك مابعد نمتي و ماتبين تفتحين لكن بقعد هنا طول الليل لين تفتحين لي ماراح انزل حتى لو انام عند بابك سامعه؟


لحظات لتفتح الباب بروب الحمام و تلف شعرها بالمنشفه وهي تتبسم/شفيك؟ يعني الواحد مايتسبح براحته؟!


وجهها لا يوحي بأن الأمور بخير من الواضح انها بكت كثيراً، اقتربت منها لتنزع المنشفه من شعرها فينتثر شعرها بلا بلل، لتنطق بحزن/واضح كنتي تتسبحين! علميني ليه تركتيني انا و عمتك ورجعتي بدون حتى تودعينهم!!


ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تأخذ المنشفه من يد الشموس و تترك مكانها و تدخل/واضح ان الوقت متأخر و انتي ازعجتيني


لحقت بها وهي تغلق الباب خلفها وتسألها بإصرار فقد بلغ الصبر آخره معها/علميني بصراحه وش بينك و بينه؟! مستحيل تسوين سواتك و تخليني بموقف محرج كذا و تروحين البيت بدوني وحنا متفقين تعشى عندهم!


تنهدت وهي تحاول الصدود بقدر المستطاع، ان ترى أي شيء بالغرفه و لكن ليس عيني أختها التي لطالما لم تحب علاقتها بوليد/الشموس يرحم والديك خلاص، انا تعبانه.


لاحظت تنفسها المضطرب وهي تجلس هناك على طرف السرير وتضع يدها على صدرها، و كأنها تشتكي ألماً أو تهدأ من روعها لتجلس بجانبها قلقه عليها/حبيبتي ليال فيك شيء؟!


تنهدت وهي تجيبها بعفويه و ألم/لا مافيني شيء، أنا بخير.. بس قلبي يوجعني.


تأثرت بنبرتها، للمرة الأولى تشتكي من ألم، أحست بالذعر وهي تضع يدها على كتفها/قلبك؟ كنت حااسه ان فيك شيء.. قوولي من متى يوجعك؟!


نزلت دمعتها وهي تنحني برأسها على كتف أختها، لم تعد تستطيع الكتمان/انفصلت عن وليد،، أو بالأحرى هو معاد يبيني،


لم يصدمها الخبر بقدر إنهيار اختها بين يديها هكذا، ليس بيدها الآن سوى المواساة، أي عتاب لن يفيد بهذه اللحظه/نصيبك، ما كان لك من البدايه.


تعرف أنها فقط تواسيها، ابتسمت وسط دموعها وهي تقف و تمشي خطوتين بلا هدف لتستدير لها و تستحضر ذكرياتها معه/كنت له يالشموس رغم زعلك مني، اكثر شخص تمنيته وكنت مستعده أواجه العالم علشانه، اكثر شخص كنت احس معه بالأمان و ان الدنيا بخير.. اكثر شخص خلاني اغيّر من قناعاتي علشان بس أعجبه..وهو بالمقابل اكثر شخص دمرني، فتره طوويله ما اتصل بي وهو بألمانيا و يوم ألحيت عليه بالإتصال، و الرسايل الصوتيه تدرين وش رد علي حرفياً و ببرود "مابي أرد عليك، لعاد تتصلين"
*ضحكت على ما مرت به من شعور بائس لتردف/كسرني اللي ماتوقعت يكسرني بعدما استغلني مثلما يبي ثم تركني، لا و يتهمني بكل بجاحه ويقول غبيه!! أنا غبيه يالشموس، هااه قولي غبيه؟!!


عرفت الآن ان اعصابها قد تلفت و ان السد العالي لليال قد إنهار تماماً الليله لتقف و تقترب منها تحاول تهدأتها بإمساك يدها/ليال حبيبتي منتي غبيه، انتي حبيبته باخلاص و عملتي اللي انتي مقتنعه بصحته وقتها، إذا هو يشوف ان كل شيء سويتيه علشانه غباء، فهذا من سوءه هو ماهو من سوءك أنتي، احمدي ربك انه انكشف قبل الزواج و الا كان تورطتي به، أنسيه و لا كأن الله خلقه.

رمت نفسها بحضن أختها وهي تبكي بلا أي خجل، بطريقه لم تفعلها سابقاً لتشد على عناقها وتشهق باكيه..،


لم تتمالك دموعها وهي تضم اختها التي لم تنهار بهذا الشكل في مرضها الذي كاد يقتلها، هاهي تبكي بلا حرج أمامها و بين يديها و تتحدث بإنهزاميه لم تعهدها منها.. لم يعد لديها ما تسأله الآن، هي في حالة صدمه و عليها ان تتريث لتسألها عن كل شيء لاحقاً....،
.
.
.

كانت ليله لا تستطيع ان تصف جمالها.. أخيراً ابنها البكر يعود لأحضانها مجدداً.. اخذها لجدته المريضه و كانت ترجوها ان تعفو عنها لتموت بسلام.. لا أحد يفكر بأن ينظّف صفحته حتى يشعر بالمرض يهلك قواه... سامحتها فقد اقتص لي الله منها ،ثم إني أيضاً ارجو مغفرة الله و عفوه... وصلت لمنزلها و نزل ليفتح لها باب السياره، تغير كثيراً صار شاب وسيم، لم تستطيع ان تحبس دموعها،..

امسك بيدها ليقبلها/مشكوره يمه، جدتي ماكانت تحلم انك تسامحينها، و اشوفها ارتاحت اليوم بعدما شافتك.

مدت يدها لذقنه تلامس تلك الشعيرات بإبتسامه/آخر مره شفتك فيها كنت طفل و ما بعد سقت السياره، سامح الله اللي ابعدك عني انت و اخوك وحرمني شوفتكم و انتم تكبرون قدام عيوني.

اتسعت إبتسامته وهو يقلص المسافه بينهما و يعانقها/لعاد اشوف دموعك يالغاليه، قريب بيرجع ياسر من امريكا و نجي كلنا نزورك.

هزت رأسها/يلا يمه تأخر الوقت، روح و طمني عليك.
.
.
.
.

رن هاتفه ليستفيق مفزوعاً ظن انه أطال نومه بعدما عاد من صلاة الفجر ، في الحقيقه لم ينام بشكل جيد البارحه وهو ينتظر الشموس التي لم يراها بجواره و لم يرى راكان في سريره، يبدو أنها نامت في غرفتها في الداخل،
الساعه الآن الثامنه
رفع حاجبه وهو يتأفف، يستحيل ان تتخلى عن دلالها،
انتهى من غسيل وجهه و لبس ثوبه و لم تأتي بعد..!
إلتقط زجاجة عطره وهو يرش منها بشكل سريع و يتجه لهاتفه الذي رن بنغمة رسالة قصيره ليفتحها و يقرأها بإبتسامه جانبيه وهو يتذكر ذلك الموقف في المطعم...

سمع صوت خطواتها ليرمي هاتفه على الطاوله و يلتفت إليها/اهلا اهلا

لمحته وهو يغلق الهاتف و يرميه فور شعوره بوجودها، لتحاول ان تبتسم لإبتسامته/اسفه تركتك البارح بدون اعطيك خبر

استغرب لتتسع ابتسامته/لا لا ماقبل الأسف بهالطريقه

اقتربت منه بهدوء و عانقته و تزرع قبلتها خلف اذنه و تتركه بهدوء وهي تنظر لعينيه بإستفهام/ها رضيت؟!


شعر انها تخفي أمراً/اي يرضيني مؤقتاً بما أني طالع للعمل، خذي حسابك انا طالع لندن السبوع الجاي و احتمال اقعد خمس ايام كذا


هزت رأسها وهي تشير لباب الغرفه/بالاول خذ قهوتك و افطر و بعدها نتكلم

استغرب طريقتها، وخلو وجهها من أي تعابير/فيك شيء، صح؟!

خرجت/تعال علشان تتقهوى بالأول

لحق بها بعدما لبس شماغه بشكل مستعجل ليخرج و يىاها تجلس و تسكب له فنجان من القهوه العربيه و تمده له بعدما جلس في اريكته/الشموس منتي خاليه ابد، تكلمي يا بنت

تحدثت بهدوء/عندك خبر ان وليد طلق ليال؟!


اختفت كل تعابير وجهه من سؤالها او خبرها الذي قالته الآن/وشو؟! شلون؟

بجديتها/هذا اللي صار.. بعدما ماطل شهور و قاطعها من اي اتصال قالها بكل برود انتي طالق!،


لم يستوعب ما يسمعه الآن، بدأ الدم يغلي في عروقه ليقف غاضباً/من البدايه ما وافقت على زواجه منها، لكن أمر الله،

استغربت/دامه بهذا السوء ليه ما اعترضت على الزواج من البدايه؟ ليه انتظرت لين انقرصت بنت عمك؟!


لم تفهمه/لااا وليد عمره ما كان سيء، حتى انه أنجح رجال عرفته، و لأنه رفيقي مابغيت يكون بينا نسب علشان هذا اليوم، الله يسامحك يا وليد.


ردت بضيق/الله لا يسامحه، عمري ما شفت اختي بهالحاله مثل البارح ماقدرت اتركها لحالها و انام، انت ماتدري شلون كانت تحبه، لدرجة..

عقد حاجبه و امسك بذراعها هو غاضب/لدرجة وش انطقي؟!

خافت من زلة لسانها، هي أيضاً ليست متأكده من شيء/لدرجة بكت قدام الناس و هي اللي محد يشوف دمعتها، البارح نامت وهي تبكي، ماراح اسامح وليد


ترك ذراعها بقوه ووقف يرتب شماغه على رأسه وهو غاضب،...


سألته بفضول/هاه وش ناوي عليه؟

بجديه/وش تبيني اسوي؟! تبيني اروح اعاتبه ليه يطلق بنت عمي؟! والله ما ارخصها و انا بو راكان.


معه حق، ولكن ماذا عن الذي تفكر به، تنهدت/مقهوره على اختي يا أدهم، الخذلان مُر و يقتل القلب..


لمح تلك اللمعه في عينيها، ليتجه لمكتبه و يأخذ ملفً كان عليه.. و يفكر ماذا سيحدث لو عرفت بأمر تلك البنت التي تلاحقه بمراهقه متأخره جداً..!!


سألته بفضول/ماقلت لي وش رايح تسوي بلندن؟!


إلتفت إليها وهو يتذكر أمراً مهماً.. لا يعلم لماذا خاف من سؤالها، عينيها تخبره أنها تعلم بكل شيء و لكنها تتجاهل بمزاجها فقط..!
صار يعرفها جيداً بعد كل الذي حدث بينهما.
.
.
.

لم تصدق ما سمعته منه للتو/وشو قلت طلقتها؟ا!!!

ارتشف فنجان قهوته ببروده المصطنع/ايه شفيك مصدومه

رشا بقهر/لا سلامتك المفروض تزغرد لك بعد!!

وليد بلا مبالاة/رشاااا!!

قاطعته بغضب/اللحين عرفت وش صار بينكم البارح، اكيد قهرتها علشان تطلع بدون تقول سلام ياهل البيت!، كان بإمكانك تكون أرقى

رد عليها بغضب لأول مره/موو شغلك رشا نقطيني بسكاتك

التفتت لوالدتها/يماااه بيجنني الباارد يقول مو شغلك!!!

ام وليد بحسره/ليه يمه وش زين البنيه و ش زين اخلاقها يا وليدي وشوله العجله؟!


وقف وهو يتعمد ان يكون عادياً/زينه عند أهلها الله يستر عليها و يوفقها.. عن اذنكم سفري بكره

نطقت بغضب/ووليييد منت رايح لين تصلح اللي سويته


إلتفت إليها وهو موقن بما يقوله/انتهى كل شيء لا تحاولين

رن هاتفه بأسم آدم ليفتحه ويرد وهو خارج...،

جلست رشا باكيه وهي تعجز عن فعل أي شيء/معاد لي وجه أقابل فيه ليال يمه


تنهدت ام وليد وهي تسلم أمرها فليس بيدها حيله/و انتي وش دخلك يا بنتي، ماظنتي ليال صغيرة عقل علشان تحكم عليك وعلي و تقاطعنا

تنهدت/هذا ما يعني ان الأمور راح تكون مثل قبل يمه،خلاص فيه شيء انكسر و ما ظنتي يرجع زي قبل.

.
.
.

اليوم لا يبدو المنزل كعادته، مع ان الجميع متواجدون في المنزل... نايف منذ علمه بطلاق ليال لا يبدو بخير، و رواد و وسام يجلسان بين يديهما جهاز لوحي،.
إلتفتت لتراها تتجاهل هاتفها وهي ترتشف قهوتها معهم و في كل مره تضعه على وضع الصامت/من هاللي يتصل وراك ماتردين عليه؟!!


بلا مبالاة/مو مهم

عرفت ماذا خلف تلك الكلمه المصطنعه/ما يخفى عليك حال ليال..


ابتسمت وهي تسكب لها فنجاناً آخر/تطمني ماني مثلها.


وقف نايف وهو يلتقط شماغه ويخرج متوشحاً صمته...، شعر و أنه في لعبه كبيره، لا يعلم لماذا ينتابه شعور بالخديعه في أمر ما ولكنه لا يعلمه..،

.
تلقت رساله منه على هاتفها لتفتحها و تتفاجئ بمحتواها، لتقف غاضبه و تذهب وهي تتصل به...


على الطرف الآخر بضحكه/ايه يام سلمان رديتي لأن الموضوع يخصك هااه


بنفاد صبر/قاسي وش هالكلام اللي بالرساله؟


ببرود/اتركي الكلام و علميني ليه ما تردين علي؟!

فهمت الآن انه فقط يريدها ان ترد عليه/كنت مشغوله

على الطرف الآخر/مشغوله! بس يوم قريتي الرسلله اتصلتي لأن الأمر يخصك


فتحت الباب لتخرج للباب المؤدي للمجلس وهي تراه يقف هناك عند سيارته/طبعاً الأمر يخصني.. انت كيف تطلع قرار من راسك بدون ما تشاورني


رآها تخرج إليه وهي ترفع حاجبها/ايوه ومن متى شورك يطلع عن شوري؟!


ابتسمت بسخريه وهي تغلق الهاتف وتقف أمامه/وشو اللي شورك و شوري؟! ناقص تقول وين راحت تربيتي لك؟!


الآن فهمها لينزل هاتفه من اذنه و يدسه في جيبه/اخيراً لقيتك!! وش هالصدّه؟!

بنفس ابتسامتها الساخره/على أساس ما تدري عن مكاني يعني هاه؟!!

صمت قليلاً وهو يرى لباسها القصير ثم نظر لعينيها لوهله/منتي مضيفتني؟! قهوه شاهي.. بوسه؟

استدارت وهي تأمره/تعال معي المجلس و بتجيك قهوتك

قاطعها/إذا منتي جايبتها بنفسك ماني بداخل


عادت لتلتفت إليه/تعال المجلس و بلا تهديد.. بردت وانا واقفه هنا.

كتم ضحكته وهو يلحق بها/ابشري...،

،

في الأعلى من هذا المشهد كانت تقف على شرفتها المعتمه تراقبهما صدفه، تبدو نيفادا غاضبه تعرفها حين تكون كذلك حتى و إن حاولت ذلك ويبدو قاسي هادئاً و يتبسم محاولاً إمتصاص غضبها،
كبرت نيفادا حقاً و باتت لها حياتها الخاصه و اسرارها الخاصه التي لاتبوح بها بأحد.. حتى هي التي كانت تفضفض لها..،

ابتلعت غصتها وهي تتذكر مشهد الأمس، ابتعدت عن الشرفه وهي تحاول ان لا تسترسل في تذكره...
عليها ان تمسحه تماماً من ذاكرة أيامها..،
.
.
.
لندن...
وقف قبل ان يخرج وهو يرتب ربطة عنقه بدقه وهو يخبر زوجته/لا تنسين يام ريما أدهم المناع جاي بكرا و مابي اي شيء ناقص.

ردت باهتمام/لا تخاف كل شيء مرتب،

تنهد بحزن لذكرى رفيقه/الله يرحم راكان ما عرفت له الا كل خير حتى ولد اخوه يسابقه الطيب

سألت بفضول وهي تراه يتحدث عنه/قصدك أدهم يبه؟!


أجابها وهو يخرج/ايه، يلا سلام..

إلتفتت إليها والدتها وهي تراها تتبسم وتذهب بعيداً/وش دخلك تسألين عن الرجال؟!!

بابتسامه/عادي يمه مافيها شيء

رفعت حاجبها/فيها ونص... خذي ببالك غير سلطان ولد خالتك عايده ماافيه.. الرجال ينتظر اشارتك بس


وقفت وهي تقلب فنجانها على صحنها و تنوي الذهاب/و أنا مابي رجال ينتظر إشارتي...


رأتها تذهب بلا أي تأنيب ضمير/رووويم ووقفي وين رايحه

اشارت بيدها مودعه وهس عند الباب/بااااي يمه عندي اوفر تايم


وقفت مكانها وهي تحتسب/حسبي عليها من بنت ناويه تفضحني و الا ماهي جايبتها للبر
.
.
.
.
.

عند باب سيارتها تريد فتحه، ليرن هاتفها برساله فتحتها لتتفاجئ أنها من أدهم نفسه.. لم تصدق حتى قرأتها مجدداً !! [طيارتي بكرا الساعه 3] °°
ركبت سيارتها وهي تتصل برفيقتها هنا/ألو.. وينك؟! أنا جايتك اخذك خليك عند الباب.... و لا كلمه بسرعه.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السبعون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة