-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني والسبعون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني والسبعون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والسبعون

‏"كانت الهزيمة قد أصبحت يوميّة: كانت هي الشمس والشجر وهيئة الزمن وهذه الرغبة الخفيّه بأن يموت.."

يقوله أحدهم*
.....



خفض فنجان قهوته وهو يلتفت لنايف الصامت طوال حديثه، لم يقاطعه/أنا قلت اللي عندي يا نايف و هذي أسبابي، أما أختك على الراس و العين.


تحدث أخيراً وهو يلتفت إليه/أنا بصراحه ما كنت منتظر تزكيتك لأختي لأني عارفها و عارف قدرها زين، لكن أنت رجل قررت تنفصل و ماتكمل زواج و طلقت و ارسلت ورقة طلاقك لها، وش الهدف من زيارتك و تبريرك؟! أنت بهالطريقه جالس تسيء لنفسك! كان جيت انت بنفسك بالورقه بدال ترسلها إذا كنت ناوي تطلق، اما أنك تحوس الدنيا بعدين تجي تبرر، هالطريقه ماهي لك يا وليد.


تحدث وليد بضيق وهو يفتح زر ثوبه من أعلى/يجوز اني تأخرت و يجوز أني ظلمتها معي، كل الأمور وارده، انا...


دخل ابو أدهم وهو يسمع رد نايف الذي وقف معترضاً/دامك بعد تقول انك تأخرت في طلاق اختي، فما أظن ان لوجودك اليوم ببيتي أي معنى، انت جالس تحرج نفسك عالفاضي،


رفع صوته معترضاً/لا يا نايف و انا ابوك، الرجال ما يطرد ضيوفه من بيته ولوكان بينه وبينه مشاكل، اجلس يا وليد و خلوني افهم وش اللي حاصل بينك وبين نسيبك؟!


نايف بانفلات اعصاب/يعقب و يخسى لا عاده نسيبي و لاهو كفو ،و إذا ماهو بطالع يا عمي عبدالله أنا اللي بطلع.. سلام عليك

استغرب وهو يلتفت لوليد الذي رآه يجلس وهو يسند رأسه على يديه المتكئه على ركبتيه/يا رجال ماتعلمني علامك ووش اللي صاير؟! لا يكون مزعل أخته؟! ترى والله ما يغضب الرجال من نسيبه ألا زعل أخته و ضيقها.


شعر أنه يختنق أكثر هو ضعيف إمامها لدرجة أن يبعدها عنه بأبشع الطرق حتى تنفر منه لو حاول التقرب منها، و ذلك لن يفهمه أحد/انا بقولك يا عم، هو ما حصل تفاهم وانت عارف النصيب، لذلك طلقتها


لم يصدق ما سمعه/يا ولدي مهما كان، تشوفها زينه بحق البنت و اهلها تطلقها بالملكه؟ أنت حتى ما عشت معها علشان تقول هالكلام، ترى التفاهم يجي بالعشره يا ولدي


يعرف كل ما قاله جيداً و يعرف جيداً رد ليال/علشان كذا يا عمي بو أدهم انا جاي أبي استردها و زواجي منها
لو بغيته هالأسبوع ماعندي مانع، علشان القيل و القال، يا عمي انت كبيرهم و تمون عليهم كلهم، شور عليهم،


فهم مقصده جيداً/يعني بتصلح اللي صار بلحظه؟! و الله ياللي يطلق ليال مادري عنه!!!


برجاء/يا عم الزواج لازم يتم و انا على وعد هالمره و مددت إجازتي علشانها اسبوعين. و هذا أنا شهدت اخوها و شهدتك برجعتها


استغرب إصراره المفاجىء/يا ولدي شبلاك تهدد؟ ، خابرك رزين!!!


وقف وهو يرمي كلمته قبل ان يخرج/ان ما خليتوني اسوي الزواج هالاسبوعين هذي، و تراها ان حملت، فهو مني...


وقف بكامل قوته وهو يرى الرجل يخرج بعدما ألقى قنبلة الشك في قلبه.. لم يصدق!!، هل دخل بها فعلاً أم أنه ينوي ذلك ان لم يقروا حفل الزواج قبل سفره..؟!!


.
.
.
.

....
لـندن،..
لحق بها ليراها تذهب بسيارة الأجره التي كانت تركبها..، إذن تركت سيارتها حتى لا يفتقدها...،!!

نزلت وهي تلمحه ينزل من سيارته غاضباً عندما كانت تحاسب السائق، لتركض للداخل وهي خائفه لتجد والدتها أمامها/يمماااه ابوي


ستنتهي بالتأكيد الليله هذا ما كانت تخافه وهي تراه يدخل غاضباً وهو يناديها/ريمااااا


اختبأت خلف والدتها المرعوبه أصلاً /شفييك ليه ترفع صوتك كذا

وسّع ربطة عنقه بضيق و رأها هنالك خلف والدتها التي لطالما دافعت عنها و دللتها كثيراً/ليه ارفع صووتي هااه، نعنبو بليسك البنت توها راجعه البيت وتقولين ليه ترفع صوتك، انا إن ما ذبحتها ماني مرتاح


تحدثت من خلف والدتها/يبه ماسويت شي بس كنت بمطعم اتعشى وين المشكله


اتجه إليها وهو يسحب زوجته ويبعدها عنها و يشدها من ذراعها بقوه، لم يرفع يده يوماً عليها حتى انه لم يصرخ بوجهها/أنا الغلطان اللي تاركك لأمك تربيك، علبالها تطلعك بريطانيه،

حاولت ان تبعده عن ابنتها المدلله/بس خلاااص مانبي فضايح الليله ناسي انك عازم الناس بكرا.

تذكر عزيمته لأدهم ولكن لن يدعها من عقابه الليله، أخذها لغرفتها ليرميها بداخلها و بتهديد/فيك خييير يا ريما اطلعي برا هالغرفه.. وانت بعد العزيمه لي تصرف ثاني معك والله والله انك على اول طياره للسعوديه و الجواز مسحوب، انا موظف معتمده عليه الدوله لإدارة مصالحها فالملحق الثقافي، ماقدر اضبط مصالح بيتي!!! ماعليييه ملحوقه خير.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي...،

رمى الهاتف من يده على الطاوله أمامه بإعتراض واضح/قلت لك لا تلعبين بأعصابي وطلعيني من راسك يرحم والديك يالشموس، رقمي و غيرته وش تبين بعد؟!

ابتسمت لإنفعاله/أدهم انا ماطلبت شيء مررره صعب


اتجه إليها برجاء/ان كان هذا اختبار ثقه قوليلي طال عمرك، علشان اترك لك حياتك هذي انا ماني عايش بعسكريه، جبتك معي علشان ننبسط وانتي للحين تفكرين هل ريما تلاحقني و الا لا؟ اتوقع خلصنا من موضوعها و قلت لك كل شيء صار منها و مني وحتى حرفيا!! والله اني ارتحت الفتره اللي راحت منها، لكن انتي مادري وش تفكرين فيه!!


وقفت وهي تتجه إليه بإبتسامتها لتربت على كتفه/حبيبي اللي زعل، خلاص، والله معاد اجيب لك سيرتها بس هدي شوي!!


صد وهو يبعد يديها عنه و يدير لها ظهره بصمت غاضب..،


اقتربت رغم ابعاده لها لتضمه من الخلف وهي تهمس/خلاص عااد أدهم!


حاول ابعاد ذراعيها التي تتشبثان به بهدوء ولكنها تتشبث اكثر/الشموس خلاص


برفض/لااا لين تسامحني،

بدون مقدمات/سامحتك يا بنت الحلال بس ابعدي عني وراي عزيمه الليله


تركته وهي تبتعد لتقف أمامه بإبتسامه/بروح معك


تأفف/صحيح عزموك بس ماهو من صالحك تروحين معي لهم، انتي ماتبين هالناس!


بنفس إبتسامتها/قلتلك بروووح معك وين ماتروح، اوكي؟ ابي اجرب شعور المره اللي لاصقه بزوجها كذا وين ما يروح، اذا كان ممتع كملت و اذا مليت بريحك مني و يجلس بالبيت و بنتفق بعدها، ماشي؟!


جلس مسترخياً بعد كل ذلك الشد و الجذب وهو يراها مازالت تحتفظ بإبتسامتها أمامه، تُرى مالذي تنوي فعله به..!!
مازالت غامضه بالنسبة له و ذلك ما يجعل سحرها لا ينطفئ أبداً في قلبه!
.
.
.
.
.
..
في أرض اليمامه... (الريــاض) ...،

منذ البارحه وهي برفقة رفيقة الدرب في المستشفى، تراقب هذا الكائن الصغير الذي يغمض عينيه و يحرك يديه ببطء شديد، رائحة البراءه و الطُهر.. ابتسمت وهي تلتفت لترى "رويدا" تغط في نوم عميق كمن لم تنم منذ مدةٍ طويله..ليلة البارحه كانت طويلة جداً حتى خلتها لا نهاية لها..!

طرق الباب لترتب حجابها وهي تقف، اخبرتها رويدا انه سيأتي بعد نصف ساعه و لكنها نامت/تعال دكتور معتصم!


دخل مبتسماً و السعاده تبدو على محياه/السلام عليكم.


ابتعدت عن سرير الطفل وهي ترى عينيه تبحث عنه/وعليكم السلام، مبروك ما جاكم و يتربى بعزكم يا رب

اتجه لطفله وهو يتأمله/الله يبارك فيك.. ليال ماقصرتي والله اتعبناكِ معانا، رويدا أصرت عليك و كانت بتنجن لو ما جيتي


رحمتها فهي في الغربه بلا والدتها/ولو! هذي اختي رورو ومابيني و بينها أي شكر و رسميات، هي تأمرني مو بس تطلبني اجيها.


اختفت ابتسامته وهو يرثي لصاحبه الذي خسر زوجه مثل ليال رغم الجاه و المكانه الإجتماعيه إلا انها بسيطه في تعاملها و غير متعاليه ابداً، لا تحتاجها رويدا إلا وجدتها، يكاد يجزم انها خسارة العمر لوليد و بعض الخسارات لا تُعوض، كان الله في عون الإثنين معاً../يلاشكل رورو ماراح تصحى دحين، انا رايح عشان عندي عمليات اليوم، إذا احتجتوا اي حاجه اتصلوا، و حقيقي شكرا يا ليال.. عقبال عندك


اختفت ابتسامتها بعد خروجه لتجلس كمن يجلسي يحصي خسائره، لم يعد لتلك الكلمه صدىً رقيق كما في كان في السابق!!!
تذكرت حديث الشموس الآن، كانت واقعيه جداً، ماذا عن المستقبل، ماذا لو رغبت بشده في إنجاب طفل؟! ماحدث لا يمكن ان تجعله عائقاً دون المضي في حياتها، تذكرت حماقاتها مع وليد لتقف وهي تنفضه من رأسها في محاولة لنسيانه قدر المستطاع....،
.
.
.
.

منذ أن أخبره أدهم برفض غريبه وهو متفاجئاً و ربما مصدوماً من رفضها الذي لم يقنعه ، كان يظن أنها ستفرح كثيراً بذلك، كان يظن أنها تراه منقذاً لها من الوحده، كانت الظنون ترفعه عالياً حتى تركته يسقط وحيداً على أرض الواقع.. أساء تقديره للأمور، هي ليست كما يظن، الظروف القاسيه و تخلي الأهل و مواجهة الحياة وحدها صنعت منها إمرأه صلبه و قويه،.. لا يستطيع أحد كسرها..
لا يصدق أنه خسرها..!

دخل أحد الموظفين ليبحث عن أدهم و ذكر أنه لأمر مهم، ثم رآه يتجه إلى الإستقبال بهدوء و لحق به وهو يناديه/عاااصم


أنتبه له عاصم قبل ان يصل مكتبه/مرحبا سيف.

ابتسم له وهو يصافحه/مرحبابك، سم تقول امر مهم لابو راكان!!! وش العلم صاير شيء بالمؤسسه و لا اعرفه

ابتسم له/لا ي رجال ابو راكان موصيني بحاجه و انا سويتها، و جيت بقوله لكن ملحوقه متى ما عوّد من السفر بقول له العلوم اللي عندي كلها


بمحاوله لإستدراجه/بخصوص وشو العلوم هذي؟!


ضرب على كتفه بممازحه فهو يعرف سيف جيداً/لا تحااول مانب قايلك تخص شيءماهو يم الشركه مرره


أعاد له الضربه بممازحه/يا رجال تراني ادري بالسالفه مير احسن لك قولها. هي تخص بنت


اتسعت عينيه متفاجئ/شدراك؟!


ابتسم لوقوعه بالفخ/ابو راكان خويي، و داري انه بيرسلك تنشد عنها لانك من القسم القانوني هنا و تلميذ صالح، يلا انطق وين رحت ووشهو علمك؟!!


لم يرى منه بداً سيف محق فهو قريب جداً من أدهم، أشار لمكتبه/تعال معي و بقولك كل شيء عرفته. و يمكن بعد انت تساعدني و تفكر معي.


تحمس وهو يذهب معه، سيمسك بخيط يخصها اخيراً، لن يرتاح حتى يصل إليها، هي تستحق أن يُفني عمراً لنيلها و لن يبالي لو ضاع العمر في سبيل ذلك...
.







لنــدن..،
خرج من غرفته مؤكداً على زوجته ان تنتبه لأبنتهما.. يجب ان تمر هذه الليله بسلام... ليتفرغ لإبنته...،

كانت ستخرج لولا أنها سمعت حديث والديها عن كيفية التخلص منها بتزويجها لأبن خالتها الذي لا تعرفه رغماً عنها..،
ذهبت لهاتفها الآخر، الذي لا يعرفه سوى صديقاتها و أدهم،
ستتخلى عن كل شيء ماعدا أدهم بعدما تجاوب معها أخيراً، فهو معركتها الخاصه التي لا تريد الخسارة فيها أمام زوجته التي لا تعلم بما يُحاك خلفها... حتى أدهم غيّر الرقم من أجلها.. و تلك في غفله...
راسلته وهي تمسح دموعها [أدهم أنا انتهيت تخيل ابوي بيرجعني للسعوديه و بيزوجني ولد خالتي، بهرب من هنا، بس اخذوا جوازي و كل شيء يخصني، حتى صرافتي مو من حقه كلها مخصصات لي من الحكومه و تعبي أنا لكنه اخذها ببرود علشان يتحكم بمصيري] °

ارسلت الرساله بيدين مرتجفتين، و انتظرته يرد، تعرف انه مشغول و لكن يجب أن يرد ما دام ان بينهما مشروع مشترك فهو من ورطها هذه الورطه بسهرها البارحه في مطعم يرتاده عادة السفراء و كبار الشخصيات..،
كادت أعصابها تنفرط و هي تنتظر رده.. دارت في غرفتها اكثر من مره وهي تنتظر رده... لعله يفيدها بشيء.. سمعت رنة رساله قادمه لتفتحها بلهفه و تتفاجئ من رده [حبيبتي آسف عاللي صار البارح، ماقدرت اصرف نفسي، انشغلت غصب عني، لكن دام الامور تعقدت لهالدرجه أنا اقول خليك عاقله و لا تهربين و تسببين مشكله للسفاره و موظفينها، بالنهايه أنا بتزوجك و مابي اتزوج وحده هربانه من اهلها و مدمره مستقبل ابوها المهني]

رساله أخرى منه [قبل لا أنسى، زوجتي أصرت بتحضر معي الليله اتمنى تستقبلينها بشكل عادي و لا تلفتين نظر مثلما قلتلك مابي مشاكل، خليك هاديه و اعتبريها صديقه لين يتم الزواج]

لم يعجبها طلبه الأخير مهما كان لا تستطيع ان تتعامل بشكل عادي مع زوجة حبيبها، و لكن ستضطر ما دام ذلك في صالحها هي...
قررت ان تبدأ بتجهيز نفسها لعشاء الليله و للعزيمه الثقيلة هذه..!
.
.
.

نزلت مستعجله وهي تفكر بلقاء طفل رويدا مجدداً، لا تعرف كيف ستصبر حينما تخرج رويدا من المستشفى،
رأت راكان يستقبلها بإبتسامته لتحمله عالياً و تضمه لصدره بقوه/يا ولد كيف قدرت امك تخليك وتروووح كييف

طبع على خدها قبله و من ثم تعلق برقبتها وهي تدور به حتى توقفت و انزلته ليتشبث بها وهو يناديها بطريقته/آآآل

اتسعت عينيها بعدم تصديق/يمه يمه قول اسمي مره ثانيه قوول راكاني


خجل و احمرّت وجنتيه وهو يتركها و يهرب الى حيث تجلس أميره التي استقبلته بالأحضان وهي تضحك هي الأخرى..


لتقف أمامها أم رواد بتساؤل/على وين النيه؟ اشوفك مانمتي هنا البارح و جيتي من كم ساعه و بعد بتطلعين؟!!!


إرتدت عبائتها بإبتسامه/تحققين معي يام رواد؟!! إلا ما قلتي وش اخبار جاسر؟! كيف طريتي عليه فجأه!!


نطقت بنوع من الغضب/ليااال اللي قاعده تسوينه غلط يا بنتي و الله غلط، شلون تطلقين و يجي زوجك يرجعك و يامر اهلك بالزواج.. و انا كللش ما دريت بشيء؟!!، ليه يا ليال؟ لهالدرجه انا مالي أي اهميه، معاد احد يقولي وش صاير معه بهالبيت؟! ااه يا نيفادا هي اللي بنتي صح..

تركت حديثها كله و ركزت على ما يخص وليد، لم تحتمل ما سمعته/نعم؟!، متى جاء وليد هذا؟! و كيف يأمر كذا، اكيد فيه غلط يام رواد علامك!!!



اتت هوازن من خلفها/والله يا ليال هذا اللي صار زوجك جاء ورجعك و...


استنطقتها ليال بغضب/و وشو ما سمعت؟!!!


هوازن بخوف/روحي لأبوي بالمجلس هو ينتظرك اصلاً،


انتبهت ليدها/لحظه ليال ليش تفكين اللفه عن جرحك؟ احس بدري.


لم ترد عليها تركتهما حالاً و خرجت إليه، لن تصبر والأمور تختلط في رأسها كتفاعل مادة كيميائيه مع اخرى..
.
.
.
.

رآها تقف هناك و تتحدث مع إحداهن عند المدخل و تتركها لتذهب لعلها الخادمه الجديده، انتظرها حتى انتهت /هذي الخدامه الجديده؟!


بإبتسامه/لا هذي اللي بتجيب لي الخدامه،


هز رأسه/مكتب الخدم يعني؟!

امسكت بيده/ممم اي مكتب خدم، يلا نمشي؟!


رأها تضم ذراعه بإبتسامه لم يعرف مقصدها جيداً، تبدو سعيده وهي برفقته، و ذلك يكفيه ليكون سعيداً، لا يريد اكثر من هذا الرضا الذي يعيشه معها..
.
.
.
.

امتلىءالمنزل تقريباً... و كانت هي مع احدى الضيفات و تنتظر دخول احداهن في أي لحظه، لتراها قادمه بصحبة والدتها التي تتبسم بمجامله مع كل ضيفه،
ابتسامتها تشع و اناقتها مع بروز بطنها الخفيف أشياء تكتم انفاسها، رأت والدتها تشير لها و تناديها لتسلم بالتأكيد لتقف بعدما استأذنت...


خفتت إبتسامتها نوعاً ما لدى رؤيتها لتلك التي تحاول ان تكون نداً لها،...

تحدثت ام ريما وهي تشير إلى ابنتها القادمه/هذي ريما بنتي،

بابتسامه تتسع/اعرفها يا خاله تواجهنا ببيتي بالرياض كانت مع هند صالح، كيفك ريما؟!

بإبتسامة خبث نظرت الى بروو بطنها الخفيف/الحمدلله تمام.. انتي كيف صحتك؟


مسحت على بطنها برقه/عاال الحمدلله

ام ريما اخذتها لتجلسها بمكانها/تفضلي مكانك يا بنت راكان حياك، يا ريماا تعالي قهوي الضيفه

سلمت على الحاضرات و جلست مكانها المخصص وهي تراقب تحركات ريما التي قدمت لها القهوه و الضيافه..،



.
.

.
خرجت بعد سماع حديث عمها الغير مقبول أبداً، لا تصدق أن وليد بتلك البجاحه، للمرة الأولى تقرر أن تقود السياره بنفسها، كانت آخر مرة فعلتها في الثانويه اثناء قضاء إحدى الإجازات الدراسيه في لندن.. ليس معها رخصة قياده و لكنها ستغامر، لعلها تفتعل حادثاً و تموت ذلك أفضل..
وقفت عند السياره وهي تحاول ان تهدأ و طلبت من سنجاي ان يبتعد عنها للحظه و ستناديه ، مازال الغضب يقيم في رأسها احتفالاً صاخباً..
لا يجب ان تتهور تراجعت عما تريد فعله للحظه، أخرجت هاتفها من حقيبتها بيدين مرتجفتين،وهي تفكر بالإتصال به.... لم تعد تريد الإحتكاك به و لكنه يستهوي عذابها، لا يريدها و لا يريد ان يتركها و شأنها..!!

راودتها الفكره مجدداً وهي تنظر للسياره التي مازالت قيد التشغيل..،
ركبتها بدون تردد و أدارت محرك السياره و انطلقت غير مكترثه بأي شيء، وليد يلعب بها لعبه قذره و هي صارت متأكده تماماً أنه لن يتم ذلك الزواج و لكنه استسهل اللعب على وتر مشاعرها الغبيه كما قال و ردد كثيراً على مسامعها، كان وفياً معها حتى انه لا يلتقي بها إلا و يهديها كلمةً تجرحها..!
رفعت هاتفها وهي ما زالت متردده، تتصل به أم لا..!
.
.

.
.
.

واقفاً خارج غرفة التنويم و يحمل المولود بين يديه مبتسماً لعينيه المغمضه و للرائحته الفاتنه قبله وهو يسأل معتصم الواقف بجواره/وش سميته؟!


المعتصم بإبتسامه صغيره/معتز...

اخرج ظرفاً من جيبه ليضعه في لفة الطفل مبتسماً/عاشت الأسامي يا بو معتز و الله يجعله من عباده الصالحين، و اعذرنا على التقصير


اتسعت عيناه/ماقصرت بس ماله


قاطع حديثه/خيير! هذي هدية معتز من عمه وليد.. و لاهي بقيمته، قيمتك و قيمته عندي اغلى يا معتصم، خذ الولد لأمه و خلك عندها و لا تنسى

ما زال غير مصدق/يعني صحيح مو مزح كلامك قبيل؟!


وليد/ايه صحيح، يلا اشوفك


فرح من قلبه لعل رفيقه استعاد عقله و تراجع عما في نفسه/الحمدلله، الله يوفقك يا وليد، يلا انا ادخل و ابشر ام معتز كانت متضايقه شديد من الخبر.


اختفت ابتسامته وهو يرى اختفاء المعتصم من المكان، ليخرج نظارته القاتمه و يرتديها على عينيه ذاهباً، لم يعد يعرف نفسه، هذه الأيام ليست أيامه.

رن هاتفه وهو يدخل المصعد، ليرد بعد رؤية أسمها يضيء شاشته/نعم!!


على الطرف الآخر بصوتها الذي يدعي الصمود/وش تبي توصل له بالضبط؟!

ابتسم بخبث وهو يجيبها/انتي المتصله، قولي وش عندك؟!


بعد ثواني صمت/أنا رايحه الدرعيه، تلقاني هناك..

قاطعها غاضباً/سلامات لاتبعدين مع السايق لحالك

بنفس نبرتها المتوتره/أنا لحالي.. بسيارتي.. سلام

لم يصدق ما قالته حاول الاتصال بها ولكنها تتجاهل، سيُجن من تصرفها الغريب هذا، ركب سيارته مسرعاً، حيث طلبته... يالها من مسافه و مع الزحمه ستتضاعف المسافه و ستظل تلك لوحدها حتى الفجر!!!
لا يصدق أنها تفعل ذلك تهوراً...!
.
.
.

إلى لندن...،
جففت يديها بعدما غسلتها وهي تخرج للبهو لترى الخادمه تقدم لها البخور، و ام ريما تأمرها بجانبها/كثر خيركم يام ريما،

ام ريما بابتسامه/فيه العافيه...


إنتبهت لريما تنظر لهاتفها بإهتمام بالقرب منهم لترفع صوتها قليلاً/عاد لازم تردون لنا الزياره متى ما رجعتوا السعوديه، و ما اقبل اي عذر


ام ريما/اكيد، بنلتقي كثير حياك يام راكان


رأتها تذهب بصحبة والدتها الى غرفة الجلوس مع بقية النسوه، لم تحبذ نظرات الشموس المليئة بالغرور، مهما حاولت ان تكون عاديه لا تكون كذلك، لها أسلوبها في الحديث و طريقة بالنظر و ابتسامة لا احد يتقنها سواها، كرهت أنها من الداخل تشهد لها بمميزات تشد أي رجل إليها مهما كان غرورها..
كتبت له بضيق[اتمنى تطلع زوجتك، ما اتحملها اعذرني]
أتاها الرد بعد ثواني[تحملي علشاني يا قلبي، شوي و نطلع، جامليها علشاني]

تنهدت وهي تترك مكانها و تذهب لمجلس النساء..،


.
.
.

وصل إلى الحديقه المقصوده في الدرعيه وهو يبحث عنها، توقف أمام سيارته وهو يخرج هاتفه من جيبه ويتصل بها، ردت بعد اربع رنات/انا وصلت الدرعيه وينك؟!


على الطرف الآخر بهدوء/أرجع حي العليا


سيجن منها الليله/انتي تستهبلين علي؟! مو قلتي الدرعيه!!


ببرود/غيرت رأيي وش يوديني هناك ألتقي بواحد زيك لا ذمه و لا ضمير.

نزع شاله الشتوي الذي يلف به عنقه وهو يقاطعها/ليااال!


بنفس ذلك البرود/تعال ماراح اطول انتظرك ترى.







قالت كلماتها و اغلقت الخط بوجهه، لم تعجبه تصرفاتها تلك ركب سيارته منطلقاً لها، لا يصدق أنها تفعل به هكذا، ليال الرقيقه!!!
.
.
..
دخلا المنزل وهو ينزع معطفه الثقيل و يجلس مسترخياً بإرهاق/وراي ميتينق ثقيل دم بكرا و للحين مانمت!


فتحت علبة مياه غازيه وهي تخرج من المطبخ بإبتسامه/إذا حاب تنام الصباح و أروح عنك ما عندي مشكله


وقف وهو يتجه إليها و يأخذ ما بيدها و يشرب/الاجتماع الظهر بعدين معاد إلا هي تروحين بدالي!!


لحقت به وهي تحاول أخذ علبتها/ياحبك للشيء اللي بيدي و أشربه، هااات العلبه


وصلا الغرفه ليمد لها علبتها/مااش ما عجبني، بارد حيل، ماني ناقص برد

تخصرت بيدها اليسرى وهي تصغر عينيها/بعدما خلصت عليه!! تقول ماعجبك!!!


بدأ بنزع ملابسه و تبديلها وهو يتحدث بجديه/انتي عندك مشاكل مغص ببطنك ما يصلح تشربين هالأشياء. ارحمي بنتي


صدت وهي تتجه لطاولة الزينه تنزع العقد الذي ترتديه و تمسح كحلها الثقيل/مالك شغل ببنتي


رفع طرف غطاء السرير وهو يهم بالجلوس على السرير/لا عااد براكان سمحت لك لأني احبك بس، هالمره البنت لييي و ماعلي من حبك خليه مع راكان، ساره ماتقربين منها....


تركت كل حديثه وبقيت "لأني أحبك" كرنين الجرس في أذنها، ما اجملها بين الأحاديث العفويه، راحت لتنتهي من تبديل ملابسها و إنعاش نفسها، و من ثم ذهبت الى مكانها في السرير. لتراه يضبط الساعه/وش بغيت اقول أدهم،


ترك المنبه ليلتفت مبتسماً إليها بالقرب منه/سّمي؟!


تعرف أنها ربما استعجلت قليلاً و لكن لا بأس من ذلك/عرفت ان الجماعه بيرجعون للسعوديه السبوع الجاي و عزمت ام ريما و عايلتها عندنا بالمزرعه واخذت موافقتها بعد إلحاح.. اسفه اني تصرفت قبل اقولك بس توني اعرف انهم بيرجعون


سكت قليلاً وهو يتأمل حركة يدها التي تداعب شعرها المنثور على كتفها الأيمن..،

حركت اناملها في الهواء وهي تشير له/هلوو سمعتني؟!


ابتسم وهو يشير للمكان بجانبه/لا قرّبي شوي هنا علشان اسمعك زين.


رفعت حاجبها و هي تبادله الإبتسامه/شكلك تبي تنام اناحابه انزل تحت اشرب كوب حليب بارد ، تصبح على خير.


قفز من السرير وهو يلحق بها خارج الغرفه/لحظه يا مخربة اللحظات الحلوه

.
.
.

وقف أمام نافذة غرفته الفندقيه يراقب ليل هذه المدينه الغريبه، هذه المرة الأولى يزور فيها لندن رغم ان الخطيبه العتيده هنا... لكنه لا يعرف عنها شيئاً، والدته تخبره بكل شيء عنها .. و خاله أيضاً قد أخبره بذلك فلا يقلق...

غداً مساءاً طائرته بحسب الجدول انتهى من كل شيء و سيبقى أدهم ..
قرر الخروج للمشي قليلاً قبل ان ينام بما أنه سينام صباحاً.. أخذ هاتفه يريد ان يستفسر عن اماكن قريبه من هنا..
.
.
.

أمام المدفئه يزيدها حطباً و يعود ليجلس في مكانه بجانبها/هاه لقيتي فيلم حلو؟!


اتسعت ابتسامتها فالوضع غريب بدا و كأنهما مراهقان/
انا احب أفلام آل باتشينو القديمه

بإحباط/لا عاااد

ضغطت زر التشغيل/ترى مو قديم مره بعدين بالتسعينات

تأفف وهو يرى رساله نصيه على هاتفه/ماقصرتي قديم مره ، نبي شيء جديد


سألته وهي تراه منشغلاً بهاتفه/من يراسلك هالوقت؟! وش قلة الذوق هذي؟!!


ألتفت إليها مبتسماً/ابد طال عمرك، بس شكلي بروح ادور لي احد اسهر معه، طيرتي النوم من عيني و هاللحين تحققين معي..
سلاام


تحاول ان تضبط مشاعر غيرتها دوماً، و لكن لن تكون خاسره وغبيه هذه المره ستكون المنتصره و سوف ترقص فرحاً بعد ذلك.
الآن كل شيء بات واضحاً و جلياً...
.
.
.
.

ابتسم وهو لا يراها تلحق به كعادتها نزع جاكيته ليغير ما يرتديه فوراً.. ليلتقط هاتفه وهو يخرج وهو يرد على المكالمه...،
.
.
.
أغلقت الهاتف من تماضر وهي غاضبه لرفضها الذهاب معها بسبب أخيها، لتتصل برفيقتها الأخرى ميلسا التي وافقت و وعدتها بالقدوم،
اتجهت للنافذه وهي تحاول ان تتأكد من عدم وجود احدهم، والدها نائم لذلك فالطريق سالكه للهرب فقط الليله و لن تفعلها مجدداً.. فهي ستسافر غداً.. و هو يصر على لقاءها..!!

اغلقت باب الغرفه.. و الماء يتدفق من الشور.. لتوهم الذي يأتي انها متواجده..!
خرجت بشكل سريع من باب المطبخ الخلفي،.. اتجهت للباب وهي ترى سيارة ميلسا ذات الأصول العربيه تنتظرها هنالك تحت المطر الخفيف.. ابتسمت لنجاح هروبها.. لا أحد يستطيع ان يردع فتاة عشرينيه متمرده.
.
.
.

مشى تحت زخات المطر بجاكيته الجلدي الأسود و مظلته السوداء.. ليله ماطره و هادئه كالحلم، لا أحد يسير إلا قليل من العشاق على قارعة الطريق.. و هناك احدهم يمشي متمايلاً مع رفاقه و كأنه مخمور..!
الجو العام لطيف و الكل بدا يهرب مع ازدياد زخات المطر..!
غير أنه يفضل هذا الجو ككائن صحراوي يعشق المطر الموسمي.. و الأجواء الشاتئه..
ابتسم وهو يرى مقهى مفتوح واطلالته على الشارع بشكل لا يمنعه من الإستمتاع بهذا الجو الروائي اللطيف.
جلس على طاوله بالقرب من الحائط الزجاجي وهو ينزع قفازه بعدما علّق مظلته،
فتنه تسربل قطرات المطر على الزجاج العازل، السير وحيداً في هكذا يعزز السكينه و الهدوء داخل النفس بالتأمل و التفكر في الحياه و الإستمتاع بتفاصيل قد لا نراها برفقة أحدهم..
المقهى شبه فارغ و ذلك من دواعي السعاده...

سمع صوت جلبة فتح الباب و من ثم صوت كعب ليلتفت و يرى اثنتين يدخلان بهذه اللحظه، لم يستنكر الوضع و لكن احداهن تملك ملامح شرقيه دافئه جداً و لا تبدو أجنبيه.. ولكن لغتها الانجليزيه بلهجته بريطانيه بحته و ذلك ركن كل شكوك حولها... صد وعاد لما كان يتأمله.. و يتذكر تلك الخطيبه العتيده هكذا جو شاعري حقاً ماذا لو زارها هنا..!!!
ليس هنالك مزيداً من الوقت و لا حتى صفة رسميه لتلك العلاقه الغريبه ثم إن خجله يمنعه من خطوه لم يعتادها.. لا يعرفهم حق المعرفه و ذلك ما اقحمته فيه والدته التي تعيش مع زوجها في جده، جاءت للرياض فقط ليس لأنها مريضه كما قالت و لكن لتقنعه بفكرتها كوني ولدها الوحيد.. أمور تجعله يعيش في دوامه.. ما دامت تلك رغبة والدته فلا مشكله..الخيارات بالنسبة له صفر لا يعرف جنس النساء بعدما عاش مع جدته طفولته و شبابه.
لحظه سمع لغة يعرفها جيداً انتبه للقاعده بالجلسة التي بجانبه!!
لا يصدق ما تتحدثان عنه!!

،
.

تأففت/أخاف بيسوي بي سواته هذيك الليله ويسحب علي!!

ميلسا وهي تنظر لساعتها بتملل/شو هاد يا، ما قالك امتى بيجي، مابيصير هيك ننتظر عالفاضي

رفعت رأسها من هاتفها، وهي تكاد تبكي/بيموتني قهر، توه تعذر و يقول كنت طالع بس زوجتي معنتني، الله ياخذها

حزنت وهي ترى بريق عينيها/لا تشيلي هم، أصلا مدام وعدك اكيد بيجي


لن تستطيع ان تمنع نفسها من البكاء وقفت وهي تنوي الرحيل لتلحق بها ميلسا..
اعترض طريقها احدهم، ظنت انه شيء عفوي، لتبتعد عن طريقه و لكنه يتعمد ان يقف أمامها، خافت وهي تشتم رائحة نتنه ناتجه عن الشراب الذي يشربه، حاولت دفعه عن طريقه و شتمته ولكنه يعود ليمسك بذراعه و يقربها له/ستأتين معي

لتصرخ/ميلسااا تصررفي، اي احد

تدخل النادل ليحاول يفض الإشتباك و لكنه لم يستطيع بعدما لطمه على وجهه..

ولكن تفاجأت بقدوم أحد الجالسين بكرسي ضربه على رأسه حتى تركها ليلتفت إلى ريما بإحتقار/لو ماطلعتوا بهالوقت ماحد تعرضلكم، لكن الله يخلف


رفعت حاجبها بغرور/الله يخلف عليك انت يالمتخلف، دريت من شفتك لابس هالقلفز!


تفاجأ من وقاحتها وقلة حياها/اقول بس اهلك يدرون انك هنا بهالليول تنتظرين الحبيب اللي سحب عليك؟!


ابتسمت بسخريه لتغيضه/لا مايدرون، طالعه من وراهم و إيه طالعه اشوف حبيبي، لكن بشوفه بمكان ثاني احسن، هالليله واضحه مثل جاكيتك، بلا فأشكالكم حتى لندن بتكرهونا فيها!!


لم يصدق قلة أدبها الغريبه ووقاحتها !!!


بإبتسامه التفتت لصديقتها وهي تريده ان يسمع/لو أقوله بأني مخطوبه لواحد ثاني يمكن ينجلط المسكين،


رآها تخرج بكل وقاحه، وكأنها لم تكن تستغيث قبل قليل لينقذها، اتجه لذلك الرجل الملقى على الأرض ليساعده بالنهوض مع النادل و يخرج بعدها،..

كان كل شيء هذه الليله لطيف و مثالي حتى ظهرت بوجهه تلك.
.
.
.

توقف بمكان قريب من منزلها ، بحديقه فارغه تماماً من زوارها الساعه الآن الثانيه بعد منتصف الليل!!!
سيقتلها لو رآها تتسكع وحدها، لمح السياره المركونه هناك تشير بضوءها عدة مرات متتاليه ثم تتوقف عن ذلك عرفها هي سيارتهم..
اتجه مسرعا بخطواته بعدما نزل من سيارته، ليشد بابها يريد ان يفتحه ولكنه مقفل، ليطلبها بهدوء فهي تفتح نصف النافذه/افتحي الباااب


ضحكت/لا يبابا ما آمن نفسي معك.. خلك مكانك أحسن لي..


زم شفتيه بغضب وهو يضرب بيده الباب/قلتلك افتحي الباب بسرعه و الا كسرته


بابتسامه/اكسره اصلن انت هوايتك الكسر،


حاول الهدوء قدر المستطاع، الذي تفعله ليس من طبيعتها هي تعبث ليال، ليال لا تفعل أشياء حمقاء كهذه/هالليله واضح مالها نهايه..يابنت وش فيك؟


بصوت جاد/باب الراكب مفتوح.


فهم مقصدها ليلف من خلف السياره و يركب بهدوء ويغلق الباب، عم الصمت للحظات، و كأنها لا يعرفن بعضهما البعض، ما اقبح الغربه بين أثنين تفرقا بعد حب عظيم!
نطق بهدوءه كرجل/اللي سويتيه الليله جنون؟!

بهدوء أشبه الهدوء ماقبل العاصفه/لأن مافي شيء منطقي


هز رأسه وهو يفهم ماتعنيه/ليال أنا..


نطقت وهي تلتفت إليه/طلقتني من أسبوع واحد بس و ما ناقشتك بهالخطوه و ما حتى قلت كلمه، و لكنك رجعت امس تقول بترجعني! بغض النظر عن ثقتك و انت تتكلم مع عمي على أني مرره ابيك و ان هاللي صار شيء عابر.. انسى كل شيء قلته لعمي و فهمني نواياك، يعني خططك اللي تفكر فيها تجاهي..







تنهد وهو يحاول ان يجعلها في الصوره/ليال هالزواج لازم يتم علشانك ماهو علشاني، لا تنسين اللي صار بينا


ضحكت حتى هدأت و هي تنظر لعينيه الكاذبه/أنا مستحيل أنسى شيء صار بينا يا وليد، لكن ليش من البدايه تطلق وانت عارف كل شيء صار بينا؟!! إلا إذا عندك أهداف ثانيه أنا ما أعرفها، يعني إذا فيه بنت غيري تكلم و بلاها هاللف و الدوران كله.


معها حق و لكنه كان يريد ان تكرهه قبل ان يتزوجها ليداري ما حدث سابقاً بينهما/ليال أنا ماعندي شيء أقوله غير ان الزواج لازم يتم.. و بلا عناد


بإعتراض/ما راح يتم يا وليد، شرايك؟!


نطق وهو يعاود هدوءه/وانا اللي توقعت تفرحين بعد!


اتسعت حدقة عينيها بحنق بعد الذي فهمته/أفرح!!! يعني أفهم انك بزواجك هالمره تبي تستر علي بالشيء اللي انت تسببت فيه أصلاً صح؟!! غلطان يا بابا.


هز رأسه و بثقه/اي نعم، انا عارف انك معاد تطيقيني بس هالشيء لازم يصير لمصلحتك انتي اولاً و أخيراً.


لا تصدق ما تسمعه منه مازال لا يريدها و لكنه يتتبعها و كأنه يقسم أن لا يسمح لها بنسيانه/اذا يهمك هالشيء رووح لأخوي و عمي وولد عمي و قول لهم اللي صار اعترف لهم انك خنتني و لعبت بي لعب و انك طلقتني لجل اكرهك و رجعت تبي تذلني بحجة سترك علي..!!


لم يصدق ما تهذي به/انتي اكيد انجنيتي! لو صاحيه ماقلتي هالكلام عن نفسك.


مسحت دمعتها التي كادت تبلل كبريائها الملقى على الأرض بسببه/لو صاحيه من زمان ما صدقتك و تركت نفسي و انجرفت وراك حتى انه معاد اقدر ارجع لنفسي القديمه.. لو صاحيه كان تبعت عقلي و دست على قلبي.


يالله تتحدث و كأن روحها جاثيه و تلفظ أنفاسها، لا تعرف بذلك أنها تدنيه من حتفه/يمكن القدر جمعنا علشان نفترق.. ماتدرين يمكن لكل منّا رحله ووجهه جديده أفضل، بالأول خلينا نتزوج و بعد كم شهر ننفصل بهدوء احسن.


للمرة الأولى تعجز عن تفسير نبرة صوته المناديه للفراق، بدا و كأن صوته يتدفق بحزن، ولكنه ليس بحزين هو صلب كما عرفته دائماً، لم تتردد في سؤاله/ليه لفيت و درت حول الطلاق؟! ليه تتعبني معك دام بالنهايه فراق!


تنهد/ليال....


قاطعته بثبات/ماراح يتم هالزواج و إذا بالحيل هامتك سمعتي.. روح بكرا لأهلي و قولهم وش صار بينك وبين بنتهم...


شد ذراعها بقوه وهو يقربها لوجهه/لياال لا تتهاونين بهالشيء، انا ما أرضى عليك


استغلت تقريبه لها لتصفعه بيدها الأخرى ولكنه كان متمسكاً بها لتتحدث من بين اسنانها/والله ان رجعت تطلبني من اهلي مره ثانيه لأقول لأخوي عن اللي صار بينا..والله يا وليد.


حدث ما لم يتوقعه يوماً ، لقد نجح في كسب عداوتها..!
لم يعد بمقدوره مقاومة قوانين الجاذبيه في عينيها اللامعه بفعل دموع كبرياءها المذبوح.. عليه الرحيل الآن لأن كل شيء بداخله بدأ ينتفض من أجل دمع عينيها.


رأته يفتح الباب و ينزل بهدوء و كأنه لا يأبه بنيرانه التي أشعلها خلفه!
رحل بصمت ليخبرها أن كل شيء وصل لنهايته معها و لم يعد شيئاً صالحاً للحديث عنه، رحل و ترك برد هجره يسكن عظامها و يؤلمها وليس لذلك البرد من دواء، فقط إحتضار دائم..



ظل في سيارته يراقبها حتى رحلت.. لحق بها حتى تأكده من دخولها المنزل، ثم ذهب إلى طريقه.. لا يدري مالذي يفعله في هذه الشوارع شبه الخاليه و مالذي يدفعه للتفكير بالذهاب لأحدهم في هكذا توقيت، و كأنه يهرب من البقاء وحيداً مع نفسه اللوامه..

.
.
.
تعبت من الوقوف أمام باب المنزل وهي تنتظرها، نظرت للساعه تلك البنت ليس من عادتها السهر خارج المنزل و لكن منذ ارتباطها بوليد صارت أحياناً تتصرف بطيش..!

نزل من الأعلى وهو يرى زوجة أبيه تقف هنالك متسمره و بكل لحظه تراقب ساعتها، ماذا تنتظر في هكذا ساعة متأخره من الليل...؟!!
ليقترب ويسألها بفضول/خالتي ام رواد شفيك واقفه هنا من تنتظرين هالوقت؟!!


ابتلعت ريق الخوف لأول مرة تشعر بهكذا إرتباك و توتر/هاه!!


استغرب شحوب لونها ليقترب ناحية الباب ثم عاد للنظر إليها ولكنه انتبه لدخول السياره وتبين له وجهها/انا ولد ابوي!!


ام رواد امسكت بيده/نايف تعال يمه بقولك..


قاطعها وهو يسحب يده منها و يخرج متجهاً لأخته التي نزلت من السياره/تو الناس!


ليست بمزاج جدال آخر هذه الليله تجاهلته وهي تتجاوزه للداخل و لكنه لحق بها، حتى امسك بذراعها بقوه و أدارها نحوه/وش مخليك برا لهاللحين؟!!


نظرت لعينيه ببرود/اترك يدي


ضغط على ذراعها اكثر وهو ينفضها بشدها/تكلمي لا تجننيني وينك لهالوقت؟! لا وانا اللي رافض ارجعك لطليقك بعد

ستجن هذه الليله بالتأكيد/مالك شغل و اترك يدي، اما رجوعي لوليد صار مستحيل. و أنا أسوي اللي أبيه و يناسبني فااهم يالبزر.


لم يتمالك نفسه ليصفعها، حسناً هي اكبر منه و لكنها تجاوزت الحدود و كسرت قيود الحياء و الخجل، ولا تبدو نادمه/أوريك هالبزر وش بيسوي ياليال، ان انجنيتي تالي هالعمر فيه رجال بيمسكك يأدبك لين تعقلين او تموتين.


شعرت بطعم الدم في فمها و نزفت شفتيها قليلا /تضربني يا نايف!!

بغضب امسك فكها السفلي حتى لا تتحدث بما يغضبه/و أكسر لك راسك بعد... و اخذي العلم اللي يجمد على الشارب، زواجك من وليد نهاية الأسبوع، أنا كنت رافض ولكن بعد هالليله و الله مالك إلا رجال ياطى على رقبتك.. و كل ما يسويه وليد فيك حلال


حاولت أم رواد تفريقهما و لكنها عجزت لترجوه ببكاءها/ناايف يا قلبي اترك اختك خلاص..


لاتصدق بأن يحدث لها كل ذلك في يوم واحد، هذا كثر عليها، كثيرٌ جداً... لدرجة أنها ستسقط من هذا الثقل.. لم تتمالك نفسها لتنهار بين يديه و تفقد وعيها..!!!


للمرة الأولى يتمنى لها الأذى للمرة الأولى يتمنى لو تموت ليرتاح... لم يفزع لسقوطها تجاهلها وهي تسقط من بين يديه، وصورتها تبكي حزناً عند قدميه وهو مقعد تترائى أمام ناظريه، صوت دعاءها و رجاءها، افتخارها به في أشد أيامه خيبه، كل ذلك يدفعه للبكاء عليها و النزول لها و حملها رغماً عن ألم ظهره و خنجر وجع الشك الذي غرسته في خاصرة ثقته بها.
.
.
.

صباح يوم جديد...،

تركت فراشها الممتد على الأرض لتتبع الضوء الذي يتسلل من خلف الستاره، وهي تسمع أصوات العصافير في الشجرة الوحيده التي في ساحة المنزل بأغصانها الممتده حتى نافذتها..
شعور بالسعاده بعد ليلة نوم هادئه، وهي تراقب تلك الطيور تطعم صغارها بعد عودتها من رحلتها الصباحيه للبحث عن طعام،،
عش واحد يجمعهما و الكثير من الصغار بينهما.. دورة حياة صغيره و جميله.
ابتسمت لحظها البائس لم تحصل على الحب صغيره و لا يحق لها ان تعيشه كبيره، ليس هنالك من فرص نجاة من هذه الحياة.
تذكرت سيف في هذه اللحظات، لقد فعلت الصواب حينما رفضته لا يمكنها المجازفه لتكرار المأساة معه، عليه ان يكون بعيدا عن عينيها بمسافة كافيه بحيث ان لا تلتقي به مجدداً... لن تحتمل مشاعره المندفعه بالحب النقي فهي بدافع الشفقه على كل حال مهما حاول تلميعها..غير أن شعور ان تكون محبوباً من أحدهم يعطي للروح نشوة لا يمكن تضاهيها نشوة أخرى.


طرقت الباب وفتحته مباشرةً وهي تناديها بخوفها الذي صار سمتها/غريبه بسم الله عليك، ليه اناديك وماتردين

اغلقت النافذه بوجه الهواء البارد لتلتفت إليها مبتسمه/مريوم حبيبتي اظمتى بتتعاملين بطبيعيه و تتركين الفجعه؟! مايصير كلما تأخر عليك و الا غبت شوي تجيك حالة الفزع هذي


حاولت تجاوز شعورها وهي تبعد خصلات شعرها خلف أذنها بيدين مرتجفتين/أنا احاول و الله احاول بس اخاف افقدك و ربي مالي غيرك افهمي


رفعت حاجبها وهي تتكتف/دام مالي غيرك ليه تعاتبيني لرفضي سيف؟! ليه كنتي تلحين علي اوافق


اتلعت ريق الذعر و الحزن على حالها/خفت تكونين رافضته علشاني، انا مابيك تندمين بعدين، الفرص قليله للي مثلنا و انا و انتي وحيدات، بكرا إذا عجزنا من بيقوم فينا من بيونسنا؟ فكرتي بهالشيء


لا تعرف بماذا ترد على تلك المكتئبه دوماً لتتقدم إليها و تمسك بيديها المشتبكه/حبيبتي مريم، علم الغيب عند الله وحده، صدقيني هو مرتب لنا أشياء احلى، انتي بس تفائلي و أدعي، يعني متخيله اننا نوصل لهالمرحله انا توظفت و انتي رجع لك اعتبارك و استعدتي بيتك و حريتك،،، كل هالأشياء ماكنا نتخيلها تصير و لكنها بقدرة قادر صارت... الله إذا قدر لنا شيء بيرتب لنا الظروف و يهيئ لنا الأسباب لذلك تطمني..


ابتلت عينيها بالدموع تريد حقاً ان تكون متفائله و لكن كيف ستتخلص من رعبها الذي يعشعش في صدرها و يمنعها من حرية الحياة/أحس اني محتاجه لأمي، ابي ارتاح من همي تعبت


هذا ماليس بيديها التخفيف عنه، الشوق لمن رحل إلى ربه... فقط ضمتها لصدرها لتجعلها تبكي حتى ترتاح كعادتها حينما تتراكم بداخلها المخاوف..
لم تجرب أن تحضنها أمها يوماً، أو بالأحرى من كانت تظنها أمها... لا تعرف شعور اللجوء إلى صدرها في أيام قلقها.. تعودت ان تعتمد على نفسها بكل شيء.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والسبعون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة