-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل السادس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل السادس عشر

رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر") 

الفصل السادس عشر

سار تور وسط كتيبة ضخمة من أفراد الفيلق, كروهن عند عقبيه, ريس, أوكونور, والتوائم على جانبه, كلهم يتجهون نحو طريق واسعة ترابية لا يبدو لها نهاية. لقد كانوا يسيرون منذ ساعات متجهين نحو الوادي البعيد, يحضرون للمرحلة الأولى من انطلاقهم في رحلتهم إلى بحر تارتوفيان. كان تور يعود بذاكرته إلى ليلته مع جوين, لقد استيقظ مع الفجر ووصل في الصباح إلى الثكنات. لقد انضم إلى الآخرين بينما كانوا يجهزون للانطلاق, حضّر كل أشياءه, أمسك بكيسه ومقلاعه وأسلحته وغادر مع الآخرين في الوقت المناسب تماماً.
لم يكن تور يصدق أنه ذاهب في هذه الرحلة مع جميع هؤلاء الصبية, في طريقه إلى ما يعرف أنه سيكون أصعب مئة يوم في حياته, في طريقه لترك وقت الصبا وراءه والذهاب ليصبح رجلاً. خفق قلبه لترقب هذا. كان يمكن أن يشعر بالطنين الحماسي في الهواء, والتوتر أيضاً. سار بعض الصبية بحماس في خطواتهم, ولكن البعض الآخر بقي صامتاً وعلى وجهه تعابير الخوف. حين وصول تور, سمع أخباراً عن أن اثنين من أعضاء الفيلق فروا خلال الليل, على ما يبدو أنهما كانا خائفين جداً من رحلة المئة يوم. لقد كان سعيداً أن أحداً من أصدقاءه في الفيلق لم يغادر. كان من الممكن أن يغمر تور القلق, ولكن لحسن الحظ أنه كان مشغولاً وعقله في مكان آخر. جويندولين. لقد مرت ليلته معها كالسحابة. لم يستطع نسيان صورة وجهها وصوتها وروحها. كما لو أنها معه الآن, لقد كان يوم ساحراً وليلة من أجمل ليالي عمره. امتلأ قلبه بحبها وهو يفكر فيها, مجرد معرفته أنها موجودة جعله يشعر بأن كل شيء في العالم سيكون بخير, مهما حصل خلال المئة يوم. طالما أنه يملكها, كان لديه سببٌ للبقاء على قيد الحياة وسببٌ للعودة. وهذا من شأنه أن يعطيه قوة خلال هذه الفترة.
لقد بكيا معاً من أجل والدها, ووجودها في جانبه قد أعطاه شعوراً بالسلام والعزاء لم يشعر به من قبل, أن يكون قادراً على تقاسم مشاعره معها جعل كل ذلك أسهل احتمالاً. وقد جعلهما أقرب أيضاً. أغلق عينيه ورأى البحيرة مرة أخرى, ومياهها البيضاء والزرقاء, وتلك الجزيرة, المنعزلة بشكل كاملٍ عن العالم, كان أكثر مكانٍ ساحرٍ قد رآه في حياته. كان يتذكر مشاهدتهم النجوم طوال الليل, وهي مستلقية بين ذراعيه. تذكر كيف نامت هكذا بين ذراعيه وهي تضع رأسه على صدرها. كانت هذه هي المرة الأولى التي تنام فتاة على ذراعيه. خلال الليل كانت هناك لحظات بكت فيها, وكان يعرف أنها تفكر في والدها.
لقد استيقظ تور عندما بدء ضوء الفجر بالبزوغ, ضوء أحمرٌ جميل غطا الأفق مع أول شروق الشمس, وكل شيء كان رائعا في ذلك العالم. كان قد استيقظ وجوين ماتزال على ذراعيه, وزنها على صدره, ودفئها والسكون التام في الصباح الصيفي. كان هناك نسيم خفيف والأشجار تتمايل معه, وكل شيء كان مثالياً. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر بها بالمعني الحقيقي للراحة والانتماء والحب. للمرة الأولى كان يشعر أنه مرغوب من قبل شخص ما, وهذا كان يعني له أكثر مما يستطيع وصفه.
ولكن كل هذا تلاشى في الصباح الباكر وتور في حاجة للإسراع من أجل العودة إلى الفيلق قبل مغادرتهم. لقد بكت جويندولين بهدوء, وانهمرت الدموع على خديها, انحنى تور واحتضنها , إنه لن يتركها لفترة طويلة.
"عدني مرة أخرى," همست له, "عدني بأنك ستعود."
"أعدك," قال.
كان بإمكانه تذكر النظرة في عيونها الدامعة حين كانت تنظر إليه تحت أشعة شمس الصباح الباكر, كانت مليئة بالأمل والشوق.
تلك نظرة مازالت مسيطرة عليه إلى الآن, حتى الآن يرى عيونها وهو يسير على هذا الطريق مع إخوته في الفيلق.
"أنا لا أتطلع إلى عبور الوادي مرة أخرى," جاء صوت.
قطع هذا الصوت أفكار تور وأخرجه منها, التفت ورأي إيلدين, على بعد أمتارٍ قليلة, والقلق يبدو على وجهه. كان الجسر قد بدأ بالظهور لهم من مسافة بعيدة. المعبر الشرقي من الوادي, وقد اصطف مئات الجنود على طوله.
"ولا أنا," أضاف أوكونور.
"سيكون مختلفاً هذه المرة," قال ريس. "نحن ذاهبين كمجموعة. وسنعبر البراري لمدة قصيرة فقط, ثم سنصعد إلى السفن. إنه طريق مباشر إلى السفن. لن نقوم بالمغامرة في عمق أراضيها سنعبرها لنصل إلى المحيط فقط."
"ومع ذلك, نحن وراء الوادي, ويمكن لأي شيء أن يحدث," قال كونفال.
ساد الصمت بين المجموعة, واستمع تور لمئات الأحذية وهي تسحق الصخور, ولكروهن يلهث بجانبه, لصوت الخيول, تجري بجانب بعض المحاربين, لقد استطاع أن يشم رائحة الخيول من هنا وعرق الرجال الخائفين. لم يكن تور خائفاً, كان متحمساً وعصبياً قليلاً. وقد طغى عليه الشوق لجويندولين.
"قم بالتفكير فقط عندما نعود في الموسم المقبل, سنكون جميعنا رجال مختلفين," قال أوكونور. "لا أحد منا سيكون كما هو الآن."
"إذا استطعنا العودة," صحح ريس.
قام تور بنظرة فاحصة إلى جميع الفتيان والرجال من حوله وفكر في ذلك, لن يبقى أي شيء كما هو. كان يشعر بأن العالم يتغير باستمرار من حوله, كل دقيقة من كل يوم, كان من الصعب أن يعتاد على أي شيء. إنه يريد تجميد كل هذا, ولكنه حتى عندما كان يتمنى ذلك, كان يعلم بأنه مستحيل.
*
أخيراً وصلوا إلى قاعدة المعبر الغربي من الوادي, توقفت المجموعة قبل أن تخطو على الجسر. كان بإمكان تور أن يرى نظرة الدهشة والخوف في عيون زملاءه أفراد الفيلق. تذكر حين شاهد هذا الجسر للمرة الأولى وتفهم شعورهم. حتى الآن, بالنظر إلى أنها المرة الثانية له, كان يوحي له هذا الجسر بنفس مشاعر الخوف والرهبة وتساءل كيف يمتد الجسر إلى مالا نهاية, ويختفي عن الأنظار, وكيف كان المكان تحته عميقاً جداً وكأنه بدون قعر . على الرغم من اصطفاف المئات من جنود الملك, شعر كما لو كانت الخطوة الأولى على الجسر ستكون خطوة اللاعودة.
شرع الجميع في السير إلى الأمام بصمت, وهم يفعلون ذلك, بدأ تور يرى المخاطر المتوقعة. لم يكن هذا تدريباً آخر, الآن هم يغادرون نطاق حماية الطوق بشكل فعليّ. الآن يجب أن يكونوا محاربين حقيقين, هناك في البراري, حيث يمكن لأي شخص قتلهم في أي لحظة. الآن هم أمام خيارين الحياة أو الموت.
اقترب الجميع من بعضهم البعض بشكل أكبر وهم يسيرون, وكان بإمكان تور رؤية الجميع يقبضون بأيديهم بشدة على السيوف. عويل الرياح يأتيهم من كل اتجاه. وقد شاهد العديد منهم يلقون نظرة على الحافة ثم سرعان ما يبتعدون. حتى تور نفسه, نظر أيضاُ وتمنى على الفور لو أنه لم يفعل, لقد رأى انخفاض يمتد إلى العدم, وينتهي في الضباب. لقد شعر بالخوف وتساءل للمرة المليون عن قوة هذا المكان. كان كروهن يأن ويقترب نحو تور, يفرك نفسه عند كاحليه.
استمروا في السير, وكان امتداد كانيون يبدو أنه سيستمر إلى الأبد.
سمعت تور صوت صياح بعيد, نظر إلى الأعلى ورأى إيستوفيليس, يحلق عالياً. كان يهبط نحو الأسفل, حتى وصل إلى تور. أنزل تور كمّاً واحداً ورفع ذراعه على أمل أن يحط عليها. ولكنه بدلاً من ذلك, حط أمام وجهه تماماً, واقتربت منه, لقد استطاع رؤية شيءٍ ما في مخلبه. كان شيئاً يشبه اللفافة. حين اقترب, فتح مخلبه وسمح للفافة بالسقوط. طارت اللفافة في الهواء وهبطت عند أقدام تور. خفقت جناحيها رويداً رويداً وحلقت مرة أخرى.
ركض كروهن والتقطها في فمه وجلبها إلى تور. انحنى تور نحو الأسفل, مستغرباً, وأخذ قطعة الورق.
"ما هذا؟" سأل ريس.

"رسالة, ربما؟" أشار أوكونور.
حملها تور وهو يقوم بفتحها, بسطها ببطء وحذر من أي شيء كانت عليه. كان من الواضح أنها رسالة له فقط. قبل أن ينتهي من بسطها , لمح خط اليد وعرف من كان صاحب الرسالة. حملها بقرب أكثر, يبعدها عن عيون الآخرين بحرص, كانت رسالة من جوين.
قرأ بيدين مرتعشتين بينما كان يسير.
ستمر أيام كثيرة قبل أن نرى بعضنا مرة أخرى. من الممكن أننا لن نرى بعضنا مرة أخرى أبداً. لا أستطيع أن أصف لك شعوري. لا أستطيع التوقف عن التفكير بك. أنا معك, في رحلاتك, أينما ذهبت. اعلم أنك تحمل قلبي بين يديك, لا تستخف بهذا. لا تتوقف عن التفكير بي, وعد لي قريباً.
محبوبتك,
جويندولين
"ما كان ذلك؟" سأل إيلدين.
"ما هي الرسالة التي تحملها؟" أصر كونفال.
لكن تور طوى اللفافة ودسها عميقاً في جيبه, لم يكن متأكداً أنه يريد للآخرين أن يعرفوا بذلك.
"هل هي من أختي؟" سأل ريس بهدوء.
انتظر تور حتى تأكد أن أحداً لا يشاهده, ثم أومأ لريس.
ضربه ريس على رأسه, ثم عاد والتفت إلى الطريق.
"إنها غارقة في حبك, يا صديقي. أرجو أن تعاملها بشكل جيد, إنها حساسة. اهتم بها جيداً."
كان قلب تور ينبض بسرعة حين استرجع قراءة الرسالة مرة أخرى في ذهنه. كان ذلك غريباً. لأنه لم يكن يفكر في شيء غيرها, وتلقيه رسالة منها, رسالة سقطت من السماء, كل ذلك جعل أفكاره تتحول إلى الواقع. إنه يحبها أكثر مما يمكن قوله, وقد بدأ بالفعل يَعدّ الأيام لعودته. للمرة الأولى منذ فترة طويلة, كان يملك شيء يتمسك به.
لم يكن يعرف تور كم من الوقت قد مضى منذ صعد إلى الجسر, لكنه أحسّ بشيء اهتز بداخله حين شعر بأنه يغادر الطوق, خارج حماية درع الطاقة. لقد شعر على الفور بأنه بدون حماية.
من المؤكد أن الآخرين قد شعروا بذلك أيضاً, لأنه تمكن من رؤية أياديهم المتوترة ممسكة بأسلحتهم, بينما كانوا ينظرون حولهم بترقب. ارتفعت أصوات الحيوانات الغريبة حين اتبعوا أول دربٍ نحو الغابة العميقة المظلمة.
تقدم كولك إلى الأمام يواجه المجموعة.
"عليكم بالبقاء معاً, على مقربة من بعضكم البعض, أسلحتكم جاهزة. سننتقل كأننا رجل واحد خلال هذه الغابة. سيكون أمامنا أميال عديدة حتى نصل إلى المحيط. سفننا تنتظر وعلى استعداد للإبحار, رجالنا يحرسونها. جيش الإمبراطورية يخيم بعيداً جداً بحيث لا يمكنه التسبب بأية مشكلة. ولكن يمكن أن يكون هناك مهاجمين منفردين. يجب عليكم البقاء في حالة تأهب."
سيضيق المسار ساعة بعد أخرى من السير خلاله, ستظلم السماء أكثر ونصبح في عمق المسارات الملتفة من الغابة المظلمة. استمرت ضوضاء الحيوانات الغريبة من حولهم, وشعر تور بأنه على أهبة الاستعداد دائماً. هناك ارتطموا في كثير من الأحيان بفروع الأشجار, وجفل هو وإخوته أكثر من مرة, ولكن لم يهاجمهم شيء.
مرت ساعات عديدة, وأخيراً انتهت الغابة المظلمة, كان يمكن لتور أن يرى مع ارتياح كبير وبإحساس من الرهبة, موجات بحر تارتوفيان وهي ترتطم. سمع صوتها من هنا, وكان يستطيع أن يشعر بتغير الهواء بالفعل. كان هناك سهل مفتوح من جميع الاتجاهات بين هنا وهناك, ولم يكن هناك علامة على وجود العدو في المسافة التي استطاع تور رؤيتها. أخيراً, تنفس الصعداء.
كانت هناك سفينة خشبية ضخمة تنتظرهم , كانت أشرعتها ترفرف عالياً في الهواء, ويحيط بها رجال الملك, الوقفين لحراستها.
"لقد فعلناها!" قال أوكونور.
"لا لم نفعلها," قال إيلدين. "لقد وصلنا إلى السفن وهذا كل شيء. لا يزال أمامنا عبور المحيط, وسيكون ذلك أسوء بكثير."
"سمعت أن الجزيرة على بعد أيام كثيرة من الإبحار." قال كونفال. "من المفترض أن أمواج تارتوفان أقوى من أن يتحمله رجل, طقسها مريع, والبحر مليء بالوحوش والسفن المعادية. رحلتنا لم تبدأ بعد."
نظر تور إلى السفن, تقف بفخر في الأفق, أشرعتها بيضاء براقة تحت أشعة الشمس الخالية من الغيوم, شعر بالتشويق والإثارة. لقد أصبحت مملكة الطوق الآن خلفه بالفعل.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة