-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس - الفصل الثلاثون والأخير

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون والأخير من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.

رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل الثلاثون والأخير


رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس

رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر") 

الفصل الثلاثون والأخير

لم يكن لدى جوين أيّ وقتٍ لتضيعه. كان عليه معرفة إذا كان غودفري وفيرث ينتظرانها الآن, أمام قاعة المجلس, لمواجهة غاريث. ربما تأخروا في المجيء, والآن أصبحوا هناك بانتظارها. لا يمكنها أن تدعهم يدخلون لوحدهم. كان عليهم أن يحلوا القضية معاً الآن, خلال جلسة المجلس. إذا كان كندريك, تور, بروم, وجميع الآخرين يعرضون حياتهم للخطر من أجل معركة الدفاع عن وطنهم, فأقل ما يمكنها القيام به هو أن تأخذ شجاعتهم وتضحيتهم قدوة لها, من أجل إيقاف غاريث عند حدّه. فرغم كل شيء, إذا تمّ تتويج ملكٍ جديد, فسيساعد ذلك الجيش بشكل كبير. بما في ذلك تور.

ركضت جوين على السلالم المؤدية لممرات القلعة, حتى وصلت إلى جانب أبواب القاعة الكبيرة. ولكنها فُزعت, لعدم رؤية غودفري وفيرث هناك حتى الآن. لم يكن لديها أيّة فكرةٍ عمّا يمكن أن يحدث لهم. كانت أبوب القاعة مفتوحة, ونظرت إلى الداخل, ورأت أن أعضاء المجلس كانوا قد غادروا بالفعل, وانتهت جلستهم. كان الشخص الوحيد الذي بقي في القاعة الكبيرة هو غاريث. كان يجلس وحده على العرش, ويفرك سلاحه.

لم يكن هناك أحد سواهما الآن, وقررت جوين أن هذا هو الوقت المناسب. ربما لوحدهم, ربما يمكنه أن تيقظ مشاعره قليلاً وتحثّه على التنحي بهدوء. كان الرجال الذين تحبهم هناك في المعركة, يقاتلون من أجلها ومن أجل الجميع. وكان عليها أن تحارب هي أيضاً, لا يمكنها أن تنتظر أكثر. سوف تواجه غاريث بما تعرفه, وتأمل, أن يتنازل طواعيةً عن الحكم. لم تكن تهتم إذا ذهب بهدوء, بدون حدوث بلبلة, إنها تريد فقط أن تبعده عن الحكم.

مشت جوين عبر الأبواب, وصدى خطاها يرن في القاعة الضخمة, وبدأت بالسير نحو أخيها, في القاعة الضخمة القديمة, تحت أضواء الشمس التي كانت تتدفق عبر زجاج النوافذ الملون. نظر غاريث في وجهها ببرود, بعيونه السوداء الخالية من المشاعر, يمكنها الإحساس بتلك الكراهية التي يكنّها لها. يمكنا أن ترى في نظراته الخوف الذي كان ربما بسبب اعتقاده بأنها تشكل تهديداً له. ربما كان ذلك لأن والدهم كان يحبها أكثر, أو ربما لأنه قد وُلد ليكره فقط.

"أريد التحدث معك," قالت جوين, كان صوتها عالٍ جداً, وتردد في هذا المكان السياسي الذي كانت تكرهه. كان مخيفاً أن ترى شقيقها يجلس على عرش والدها, لم يعجبها هذا الشعور. كان شيئاً غير صحيحاً. كانت عيناه جوفاء, وبدا وكأن عمره قد أصبح مئة عام. لم يكن يشبه والدها أبداً أثناء جلوسه على العرش. كان والدها يجلس عليه بشكل طبيعي, وينظر نظراتٍ مليئةٍ بالنبل والشهامة, وكأنه قد خلق من أجل الجلوس على العرش. أما غاريث فقد جلس عليه بطريقةٍ بائسة, بدا وكأنه يجلس على مقعدٍ أكبر منه بكثير, وغير مناسبٍ له.

أحسّت بأن مشاعر والدها قد تجسدت من خلالها, ارتفع الغضب داخلها بسبب ما قام به غاريث بوالدها. لقد قام بإبعاده عنها.

وفي الوقت نفسه, كانت خائفة. إنها تعرف كم كان غاريث حقوداً, وتعلم أن الأمور لن تسير على ما يرام.

حدّق بها غاريث بصمت, انتظرت منه أن يقول شيئاً, ولكن لا شيء.

وأخيراً, تنحنحت قليلاً, وتابعت كلامها.

"أنا أعلم بأنك من قتل والدنا," قالت متمنيةً أن تنهي الأمر بسرعة. "أعرف أن فيرث هو من طعنه. لدينا سلاح الجريمة, لدينا الخنجر.

"ساد هناك صمتٌ طويل, وغاريث بقي صامتاً وواثقاً بنفسه, دون أن يبدي أيّ تعابير.

"وأخيراً, أطلق ضحكةً قصيرة."أنت حمقاء, فتاةٌ صغيرةٌ غارقةٌ بالأوهام," قال غاريث. "لقد كنت كذلك على الدوام. لن يصدقك أحد. أنت تحسدينني لأنني أجلس على العرش بدلاً منكِ, وهذا هو دافعك الوحيد. أنت تتحدثين بالهراء.""هل أنا كذلك؟" سألته جوين.

"لقد دفعتِ والدنا إلى تسميتك وريثةً للعرش بدلاً مني," قال غاريث. "أنت تلاعبت به بجشعٍ من أجل الحصول على السلطة. لقد رأيت ذلك فيكِ منذ أن كنتِ طفلةً. ولكنك لم تستطيعي النجاح بذلك. أنا هنا الآن, ولا يمكنك أن تفعلي شيئاً.

"هزّت جوين رأسها, مندهشةً كما كان غاريث مثيراً للشفقة. لقد كان يتوقع أن الجميع يحمل أحلامه ومشاعره نفسها. لقد كان مريضاً. لقد كانت ترتعش من التفكير بأنها ترتبط به.

"الشعب سيقرر إذا كنت غارقةً بالأحلام أم لا," قال جوين. "هل أتخيل أيضاً أن هذا السلاح في يدي؟" سألته وهي تمدّ يدها نحو خصرها, وتخرج الخنجر. أخرجته ورفعته عالياً ليراه بوضوح, وللمرة الأولى فتح عينيه بشكل واسع.

للمرة الأولى, انتصب من على كرسيه, ممسكاً بجانبي كرسي العرش.

"من أين حصلت على هذا؟" سألها بفزع.

وأخيراً, تمكنت من الإيقاع به. يمكنها أن ترى ذلك واضحاً في وجهه, وضوح النهار. لا تزال غير قادرةٍ كيف تمكن من فعل ذلك, كيف تمكن من قتل والدهم.

"أنت تثير اشمئزازي," قالت جوين. "أنت إنسانٌ مثيرٌ للشفقة. أتمنى لو كان والدي هنا كي يأخذ الثأر بنفسه. ولكنه ليس هنا. لذلك سوف أسعى إلى تحقيق العدالة بدلاً منه. سوف يتم محاكمتك وإدانتك, وسوف تقتل. سوف تستريح روح أبينا أخيراً.""وكيف يمكنكِ أن تفعلي ذلك بالضبط؟" سألها باستهزاء. "هل تعتقدين حقاً أنّ الجماهير سوف تصدقكِ, فقط لأنك وجدتِ خنجراً ملطخاً بالدماء؟ يمكن لأي شخصٍ أن يفعل ذلك. أين هو دليلك؟""لدي الشاهد," قالت. "الرجل الذي استعمل هذا السلاح."ولمفاجأتها, ابتسم غاريث فجأةً.

"هل تقصدين فيرث؟" سألها. "لا تقلقِ, لن تسمعي المزيد عنه بعد الآن."والآن حان دور جوين كي تُؤخذ على حين غرة. خفق قلبها بشدة من اللهجة التي تكلم بها, كلماته لا تبشر بالخير أبداً.

"ما الذي تقصده؟" سألته جوين, غير فاهمة ما يقصده.

"أخشى أن فيرث قد ذهب بعيداً. ومن المؤسف جداً أنه تمّ إعدامه, منذ عدة ساعاتٍ فقط, أليس من المؤسف؟" سألها والابتسامة تتسع على وجهه.

شعرت جوين وحلقها يجف وهي تسمع كلمات غاريث. هل كان ذلك صحيحاً؟ أم أنه كان يخدعها؟ لم تعرف ما الذي عليها تصديقه الآن.

"أنت كاذب," قالت جوين.

هذه المرة, ضحك غاريث ضحكةً عاليةً.

"قد أكون. ولكنني أستطيع الكذب أفضل من أي شخصٍ آخر. لقد عرفت كل شيءٍ بشأن مؤامرتك الصغيرة المثيرة للشفقة. لقد قللتِ من شأني إلى حدٍ كبير. أنت دائماً تفعلين ذلك. لدي جواسيسي في كل مكان. لقد تعقبت كل شيءٍ قمت به, كل خطوةٍ تحركتها. لقد قمت بالتدابير اللازمة في الوقت المناسب. شاهدك الوحيد أصبح ميتاً الآن, وأخشى أن سلاحك هذا لا فائدة منه بدون الشاهد. أما بالنسبة لأخينا العزيز غودفري, فهناك سببٌ لأنه لم يستطع المجيء ومقابلتك اليوم.

"فتحت جوين عيونها من هول المفاجأة, وشعرت بأن غاريث كان يقول الحقيقة.

"ما الذي تقصده؟" سألته وهي ترتعد.

"أخشى أنه قد شرب شيئاً سيئاً الليلة الماضية, في الحانة. ربما قام شخصٌ ما بتسميمه. لقد أصيب بمرضٍ مميت ونحن نتحدث الآن. في الواقع أنا متأكدٌ من أنه مات الآن.

"شعرت جوين بالذعر يسيطر عليها, بينما أخذ غاريث يضحك بحرارة.

"لذلك كما ترين, يا عزيزتي, لم يبقى سواكِ. لم يعد هناك غودفري, ولا فيرث. لم يعد هناك أيّ شهود. فقط أنت وهذا الخنجر المثير للشفقة, والذي لا يثبت شيئاً."تنهد غاريث.

"أما بالنسبة لحبيبك تور," تابع غاريث كلامه. "أخشى أنه قد حان وقته أيضاً. أنت ترين غارة ماكلاود تلك, التي تغاضيت عنها لسببٍ ما, إنها مجرد فخ. حبيبك يمشي إلى هناك الآن. لقد دفعت لبعض الرجال كي يفصلوه عن البقية, سوف يتم نصب كمينٍ له, وسيكون وحيداً تماماً هناك, أؤكد لك ذلك. وسيتم قتله قبل نهاية هذا اليوم, ثمّ سينضم إلى فيرث وغودفري في السماء, أو ربما في الجحيم؟"ضحك غاريث بشدة, واستطاعت جوين أن ترى كما كان مجنوناً, وقد بدا أنه فعل كل ذلك.

آمل أن تتعفن روحك في الجحيم," قالت جوين وهي تغلي من الغضب.

"إنها بالفعل كذلك يا أختي, لم يعد هناك أيّ شيءٍ يمكنك القيام به الآن. ولكن هناك صفقةٌ صغيرة يمكنني القيام بها من أجلك. تعالي غداً, وسأتخلص من إزعاجاتك أيضاً. بريمو ليفاريوس ستانتوس." قال غاريث. "هل تعرفين ما يعنيه ذلك؟"حدّقت بوجهه, متسائلةً عن الخطة البشعة التي كان قد وضعها.

"إنه التعبير القانوني من أجل حق الملك في القيام بترتيبات الزواج.

"أومأ برأسه وابتسم."هذا رائع. لقد كنت دائماً الشخص الأعلم بيننا. تعرفين أكثر مني بكثير. ولكن هذا لا يهم الآن. لأنني استخدمت صلاحيتي, استخدمت حقي في إجباركِ على الزواج. لقد وجدت رجلاً من عامة الشعب, متوحشاً, جنديٌ من مقاطعة نيفارون, أكثر المقاطعات فظاظةً في الطوق بأكمله. وقد أرسلوا مجموعة من الرجال لجلب عروستهم. لذا عليك حزم أمتعتك. لقد أصبحت كقطعةٍ متاعٍ الآن. ولن تري وجهي مرةً أخرى أبداً.

"ضحك غاريث ضحكةً هستيرية. وهو يشعر بالرضا عن نفسه. شعرت جوين بقلبها يتمزق إلى أشلاء. ولم تكن تصدق أيّاً من ذلك. هل كان فقط يتلاعب بها؟لم تعد تستطيع الوقوف أمامه لثانيةٍ أخرى أبداً. التفتت جوين وفرّت من الغرفة, أخذت تركض خلال الممر, حتى السلم الحلزوني, أعلى وأعلى, حتى وصلت إلى شرفات القصر.

ركضت نحو الجانب الآخر, انحنت فوق حافة الشرفة, ونظرت إلى الأسفل نحو ساحة المدينة. عليها معرفة ما إذا كان ما يقوله صحيحاً, إذا كان فيرث قد أُعدم حقاً, أم كان ما يقوله مجرد كذبة.

وصلت جوين إلى الحافة, ونظرت, وأخذ دمها يبرد. أمسكت بصدرها وهي تلهث من الركض.

هناك, معلقاً من رقبته في وسط الساحة, كان فيرث. جسده يتدلى, ويترنح بسبب الرياح, والحشود تتزايد من حوله.

كان ذلك صحيحاً, كل شيءٍ كان صحيحاً.

استدارت جوين, وركضت إلى الجانب من الشرفات, نظرت نحو الشرق, بحثت بيأسٍ عن تور وعن الفيلق. استطاعت رصدهم من مكانٍ بعيد, المئات منهم, على ظهور الخيل, كان جيشاً عظيماً, والغبار يتطاير خلفهم. كانت سحابة الغبار تصبح أعلى وأعلى, واستطاعت أن ترى تور بينهم, كان يركض مع الآخرين على ظهر حصانه. فكرت بكلمات غاريث, بأنه يرسله إلى فخ, وبينما شاهدته يعدو من بعيد, أدركت أنه لم يكن بوسعها القيام بأي شيء حيال ذلك.

"لا!"صرخت عالياً نحو السماء, ثم وقعت على ركبتيها, وأخذت تبكي وتضرب الحجار أمامها, تمنت أن يكون أيّ شخصٍ آخر, أيّ شيءٍ آخر. يمكنها أن تتصور أي فكرةٍ أخرى, يمكن لغاريث أن يقتلها, أو يرسلها بعيداً, يمكنه أن يدمر أيّ شيءٍ في حياتها, لكنها لم تستطع تصور فكرة أن تور سيتعرض للأذى.

"تور!" صرخت عالياً.

تمنت أن يسمعها, بأن يلتفت بطريقةٍ أو بأخرى, وينظر نحو الأفق, ويعود إليها.

ولكنه صرخاتها كانت تتطاير عبر الرياح, كانت تذهب بعيداً, وسرعان ما تتحول إلى لا شيء.

************
تمت بحمد الله ...
يتبع الكتاب الرابع صرخة شرف......
*********************
إلي هنا تنتهي رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة