-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الحادى والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد -  الفصل الحادى والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

تابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد -  الفصل الحادى والثلاثون

كانت الالوف من اهل زيكولا قد بدات ف تجمعها بساحه المنطقه الوسطي لحضور محاكمه الاماريتي ساحه رمليه واسعه تقع بالجانب الغربي لهذه المنطقه شيدت بها منصه كبيره تشبه منصه الذبح بساحه المنطقه الشرقيه احاطها عدد قليل من فرسان وجنود زيكولا وكانت المره الاولي التي ياجمع بها اهل زيكولا قلقين القلوب رغم احاديثهم الواثقه عن نصر جيشهم لا تعلو وجوهم فرحتهم المعتاده وتجمعاتهم حتي الموسيقي التي عزفت بينهن بدت كئيبه مرتعشه ولم يتراقص الا قليل منهم توقفوا عن رقصهم حين وجدوا جرحي معركه الشاطئ من الجنود قد تقدموا الي الصفوف الاماميه
وع مقربه من طرف الساحه الجنوبي هبط اياد ورفقته من عربه العجوز ودلفوا بين المتزاحمين يتقدمون الصفوف الي الصفوف الاماميه يغطي راس اسيل غطاء راسها المعتاد وتغطي مني راسها بوشاح كانت قد اتت به من بلدها بينما لم تتبدل ثياب قمر او اياد واكملوا تقدمهم نحو المنصه تنظر اعينهم بالسماء الي الشمس التي لاتزال بجانبها الشرقي
ف الوقت ذاته كانت الخيول الاماريتيه تنطلق كالعاصفه ف الطريق الشرقي من النفق تندفع بهم الارض من اسفلهم الي اعلي كلما تقدموا ويصيح جرير بمقدمهم الي الملك فيصيحوا من خلفه ف حماس شديد بينما انطلق خالد ف الطريق الغربي يركض حصانه بين القضبيين الحديدين المثبتين ع امتداده ويضئ الطريق من امامه مصبابيح ناريه كانت مثبيته مضاءه ع جانبيه
وامام سور زيكولا الشرقي باتت الحشود الاماريتيه الزاحفه ع بعد مئات الامتار منه كانت دقات طبولها الكبري تصل الي اذان الجنود اعلاه ثم اطلق بوق عال فتوقف الحشد عن تقدمه واطلق بوق اخر واختلف ايقاع الطبول ليصبح اكثر سرعه فبدات خيول المجانيق بالصفوف الخلفيه تنحرف بمجانيقها شمالا وجنوبا ف تناوب فهمس جندي زيكولا كان يمسك بقوسه اعلي سور زيكولا الي زميله ف ذهول:
سينتشرون ع امتداد سور زيكولا باكمله

وكانت ساحه المنطقه الوسطي قد امتلات ع اخرها باهل زيكولا حين دقت طبول صغرب ع جانب المنصه فصعد الي اعلاها رجال المجلس الزيكولي واتخذوا مقاعدهم ثم صعد من خلفهم كبير القضاه واتخذ مقعدا بمنتصف المنصه فهتف الحاضرين مطالبين بموت الاماريتي ثم دقت الطبول ايقاعا مختلفا واطلق بوق فساد الصمت وصعد الي المنصه حاكم زيكولا واتخذ مقعد بجانب المنصه الايسر مواجها لرجال مجلسه فهلز الكثيرون مجددا وتعجبت مني وانطقت الي اياد بلهجتها :
سايب جيشه يحارب وقاعد هنا
قال اياد :
لقد تعمد توقيت المحاكمه وجوده بين الناس هنا ف هذا الوقت يوحي بثقته بجيشه
فصمت مني شفتيها متعجبه ثم دقت الطبول دقات بطيئه متتاليه فصعد الي المنصه الملك تميم حليق الراس عار الصدر مكبل اليدين والقدمين يجره حارس القاضي فنقبضت قلوب اسيل ومني وقمر واحمرت وجوههن بينما بدا اياد ثابتا ينظر الي الاماريتي الذي ما ان صعد المنصه حتي زاد الصخب وتعالت الصيحات الساخطه مطلقين السباب واللعنات فاشار اليهم الحاكم كي يهداوا فعاد الصمت رويدا رويدا ووقف كبير القضاه وانحني الي الحاكم ليبدا محاكمته فسمح له فنظر الي الوجوه الزيكوليه اسفل المنصه وقال:
ايها الساده لقد وكل لي الحاكم شرف محاكمه هذا الملك
وتحرك وتابع:
لن اتحدث عن محاولته قتلي لست الا شخصا واحدا لا قيمه له لكني اتحدث عن محاولته قتلكم جميعا لقد ارسل هذا المعتدي جيشه ليهلك بلادنا ويدمر حضارتنا ليقتل من يقتل ويتخذ الباقين عبيدا لشعبه ويخضع نساءكم لارضاء شهوات رجالهم غبي يظن ان بلادنا كباقي البلدان لا يعلم ان سور زيكولا يحيط بنا كالفولاذ لا يمكن تجاوزه وان جاء بمجانيق من السماء فصاحت الحناجر من جديد وهتفوا:
خائن ..... خائن
فاكمل القاضي:
نعم ايها الساده لا اري فيه الا خائنا لبلادنا
فتابعوا صائحين:
خائن .... خائن
كان الاماريتي يقف شاهق الراس ينظر الي الوجوه التي تحملق به بعيون شرسه وتصرخ بخيانته فقال القاضي:
انني احكم بخيانته ... وبتوزيع وحدات ذكائه كامله ع جرحانا من الجنود مقابل ما عانوا من الالم
ونظر الي الجنود الجرحي امام المنصه وقال:
هنيئا لكم ايها الابطال
فانفرجت اسارير الجنود .... وعلا الهتاف ووصل ذروته فرفع القاضي يده اليهم كي يهداو وتابع:
ليس هذا فحسب لقد اقر المجلس الزيكولي بجواز ذبحه اليوم وارسال راسه ع سهم الي جيشه
فهتفوا من جديد تعلو وجوههم سعاده شامته بهذا الملك امامهم وواصلوا نعته بالخيانه وتدافعوا وهو يقفون ع اطراف اقدامهم لينظروا اليه وهو يفقد ذكاءه باكمله بينما اضطرب وجه اياد وهز راسه لا يصدق ما يحدث ونظر الي الارض من اسفله والتمعت عينا مني بدموعها وحاولت ان تتمالك نفسها من البكاء ووقفت قمر ع اطراف قدميها لتنظر الي سيدها واحتبست انفاسها حين وجدت وجهه وجسده قد بدءا ف شحوبهما سريعا كان يغمض عينه مخاولا تحمل الام راسه وعصر جفونه متالما ثم فتحهما فصارتا حمراوتين كالدماء ورفع يديه المكبلتين وامسك عنقه يقاوم اختناقه فتعالت الصيحات من حولها ثم جثا ع ركبتيه ينظر بين الوجوه امامه كان صدرت ينخفض ويرتفع متسارعا وعيناه الحمرواتين تحملق بالوجوت ثم حاول ان يقف مجددا فتعثر وسقط وبات جسده شاحبا للغايه مثل شحوب الطبيبه تلك الليله بالقصر وحاول ان يقف مره اخري فانهمرت دموعها ع وجهها هي ومني التي لم تستطيع تمالك نفسها حين سقط جسده ع المنصه وبدا ف انتفاضاته انتفاضات شديده متتاليه استمرت معها صيحات الزيكولين ثم ظهر السياف ع المنصه يلمع سيفه الكبير مع الشمس فزادت صيحاتهم قبل ان يسكتوا فجاه وتتحول صيحاتهم الي همسات بعدما ترقبت وجوهم جسد امراه نحيله تحركت بصعوبه اعلي المنصه يغطي راسها غطاءمعطفها اقتربت من جسده المنتفض وجثت ع ركبتيها بجواره واحتضنت راسه واحتبست الانفاس جميعها حين كشفت غطاء راسها وهي تنظر اليه ليظهر وجه الطبيبه اسيل ليس شاحبا وظلت تنظر اليه تسيل دموعها ع وجنتيها حتي هدات انتفاضات جسده رويدا رويدا ثم توقفت فنظرت الي الوجوه المحدقه بها وقالت باكيه بصوت بضعيف:
لن يكن خائنا لم يكن ليدمر بيوتكم او يتخذكم عبيدا اراد ان يتجنب الحرب فحسب
كانت الوجوه جميعها تنظر الي وجه اسيل الباكي ف دهشه قبل ان ينهض القاضي عن مقعده ويقول :
خائنه اخري هنيئا لاهل زيكولا وحدات اخري من الذكاء ايها الساده من لم يستطيع منكم نيل وحداته المره السابقه فلينالها الان انني اعلنها خائنه من جديد
فنظرت اسيل بعيدا ع امتداد بصرها وابتسمت باكيه ثم نظرت الي القاضي وقالت:
اللعنه عليك
والتفتت الي الحاكم وقالت:
وعليك ايضا سيدي الحاكم
ثم نظرت امامها مجددا وهي تحتضن راس الاماريتي كان الغبار قد تصاعد الي السماء ع مقربه من جنوب الساحه وتعالت معه الصرخات بالصفوف الخلفيه حين ظهر سيل هائل من الفرسان الاماريتيه يقودهم القائد جرير يندفع نحوهم

كان جواد خالد قد خفف من سرعته حين دنا من نهايه الطريق الغربي بعد ساعات من الركض به وكما توقع انتهي سقف ذلك الطريق بباب يشبه الباب امام الطريق الثعباني وكانت ذراعا حديديه طويله مثبته بجداره اسفل مصباح ناري فاقترب منها وجذبها لاسفل ليصدر الباب صريره ويفتح مائلا للاسفل فظهر من امامه نور النهار وتقدم الي الخارج ممسكا لجام حصانه وتجاوز الباب الارضي المائل ليجد سور زيكولا شاهقا من خلفه يجوره سهل رملي واسع يمتد الي سلسله من الجبال المتلاصقه لاحت ع بعد مئات الامتار وسرت بجسده رعشه ودق قلبه حين تقدم للامام وعبر مرتفع ارضي فابصرت عيناه تلالا لم تكن رمليه بل كانت من جثث متراكمه شاحبه منتفخه البطون زائغه الاعين لرجال ونساء واطفال غير جثث اخري تناثرت ع امتداد السهل وهياكل عظميه كثيره ظهرت من اسفل الجثث المتراكمه وبين الرمال فهمس الي نفسه ف ذهول :
مقبره فقراء اكتارا وجه زيكولا القبيح
ثم امتطي حصانه ودلف الي السهل بين اكوام الجثث وكلما تقدم رات عيناه جثثا مكتمله واخري عظام يكسو بعضها لحم واخري عظام ذابت لحومها وكان سور زيكولا قد انحرف مائلا فاسرع بجواده موازيا له يحاول تفادي دهس الجثث المتناثره ونكز حصانه كي يزيد من سرعته وتوقف بعد قرابه ميل واحد كان سور زيكولا قد وصل الي نهايته ليتلقي ضلعه المائل الاخر راس المثلث الذي بحث عنها كثيرا مرته الاولي بزيكولا وترجل عن حصانه واقترب من السور عند التقاء ضلعيه كانت باسفله فتحه نفق المنطقه الغربيه الذي عبرت الي سردابه ونظر بعيدا الي حفره منخفضه بالارض دون ان يتحرك كانت بدايه سرداب فوريك وجال بخاطره الهيكلان العظميان الحديثان به وقال ف نفسه :
كانا من فقراء اكتارا نجا من الموت هنا لكنهما لم ينجوا من السرداب
ونظر من خلفه بعيدا تجاه مقبره الفقراء وقال :
كانوا يريدون قتلنا جميعا كل من شارك بهذا النفق ارادوا قتلي انا واسيل بقانونهم وبحثوا عن اياد ويامن وحين راي احدهم يامن لم يغفر له وشم يده كانوا يظنون بغبائهم اننا دلفنا عبر النفق الي مقبرتهم كانوا هم من يخشوننا ظنوا اننا قد عرفنا سرهم الاعظم فسارعوا لحصد ارواحنا
ثم امتطي حصانه وركض به عائدا ف اتجاه باب النفق الارضي
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة