-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل الحادى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الحادى والعشرون من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد ، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.

رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد - الفصل الحادى والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية البجعة السوداء - نور خالد
رواية البجعة السوداء - نور خالد

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل الحادى والعشرون

كـان هُـنـاك شـيء واحـد قـد تـعـلـتـمه طـوال تـلـك الـفـتـرة { الصــبر } .. فـي حـيـن أنـهـا قـد أدركـت للـتو بـأن مـا تـعـلـمـته لـم يـكـن صـبـرآ ، كـان قـلـة حـيـلـه !...
بعد مرور عدة ساعات ..

في منزل البجعـه !..

كانت تجلس علي فراشها ولم تقم بتبديل ملابسها بعد ، ملامحها باهته عيناها شارده في اللاشيء ، بالرغم من برود معالم وجهها ، الا ان هناك صراع بداخلها يفتك بها ..
لقد اجتمعت بوالدتها لتوها ، ولكنها رحلت مثلما يرحل الجميع !
حتي باتت تعتقد بأنها كاللعنه ، تقوم بإيذاء جميع من مِن حولها ..
هي ليست مستعدة بعد لتخرج وتواجهه الجميع ، الان هي محطمة .. فقدت كل ذره امل بداخلها ، لم تعد قادره علي النهوض مجددا

تنهدت بخنقه وهي تضع كلتا من يدها علي اذنيها تصم ذلك الصوت الصادر من الاسفل ، هناك ضجه كبيره تحدث بالخارج ، الصحافيون منتشرون حول بيتها عازمون علي القاء سيل اسألتهم حول ماحدث مع والدتها ، في هذا الوقت ، ولأول مره .. تمنت لو انها شخصٍ عادي يحظي بحياه روتينيه هادئه ، ولكن الواقع ضدها ، هناك من ينتظرون اجابتها علي اسئله هي نفسها لم تستطع الاجابه عليها بعد !..

قاطع خلوتها دلوف صديقتها بملامحها الحانيه ، الهادئه وهي تقترب منها وتردف بنبره حنونه
منار: لارا ، متقلقيش هيثم واقف معاهم تحت بيحاول يمشيهم

تنهدت لارا وعادت تضع رأسها بين راحتي يدها ..
اقتربت منار بحزن علي حال صديقتها لتجلس بجانبها وهي تردف بعينان تشع حنيه: لارا انتي لازم تروحي لمالك

رفعت رأسها وهي تنظر لها بتوهان ، كيف ستواجهه بعد كل ماحدث ..
اردفت بصوت لا حياه فيه: وهيفرق ايه يا منار؟ هو يعتبر كده خد انتقامه خلاص
ابتسمت منار بحزن وهي ترفع اناملها تتحسس مرفق صديقتها بحنيه لتردف: انا حاسه بيكي يا لارا ، صدقيني طنط هترجع ، هيثم هيوكل محامي شاطر جدا وانشاء الله خير ، بس ..

صمتت برهه لتكمل بترجي: لازم تاخدي خطوه وتروحي لمالك وتديله الظرف ، لازم تنهي الكابوس ده يا لارا وإلا هيحصل حاجات اوحش من كل اللي حصل ، ناس كتير اتأذت بسبب الموضوع ده ، لازم تنهيه ..
اردفت بكلمتها الاخيره وهي تثبت مقلتيها امام مقلتي صديقتها ، تتحدث بجدية نابعه من اعماقها ، حتي شعرت بإستجابه لارا لحديثها وهي تنظر اليها بتوهان

نظرت لارا اليها بشرود في حديثها ، نعم .. في هذا الانتقام اللعين هناك الكثير من تأذوا ، يجب ان تضع حدآ لهذا الشيء ..
نهضت بتردد لتردف بعدما حسمت امرها علي مواجهته ليحدث ماسيحدث لم تعد تخشي شيء ، ليس هناك شيء اخر تخاف خسارته .. قد خسرت الكثير بالفعل !..
اردفت لارا بصوت شارد: طيب يا منار ، سيبيني اغير هدومي وهروحله
نهضت منار بدورها لتقف وهي تلقي علي لارا ابتسامه حانيه ، هادئه ، ثم اردفت بحنو: ماشي يا حبيبتي ، زمان هيثم مشي الصحافيين... متقلقيش لو ممشيوش هتخرجي من الباب اللي ورا !..
اومأت لارا بصمت ، لتسير منار بعدما ضغطت علي مرفق لارا بشيء من بث الامل بداخلها ، فابتسمت لارا بهدوء ، لتدلف الي الخارج تاركه لارا تقوم بتبديل ملابسها ، عازمه علي مواجهته وانهاء هذا الامر ، ومن ثم ستذهب الي جدتها !..
___________________
كان يجلس علي الارجوحه وبيده دفتر رسم وبجانبه فتاه صغيره لم تتجاوز الاثني عشر عامآ تمسك بالأقلام الملونه تضيف لمسه جماليه علي تلك اللوحه الجميله التي رسمتها برفقه صديقها الجديد !..

نظرت له ببراءه اطفال وهي تردف بحماس: انتهت الرسمه ..
ومن ثم اخذتها وهي ترفعها امام انظاره بفرحه وحماس نابع من اعماقها ،
لتردف بنبره مبتهجه: ها ، اي رايك يا ابيه
ابتسم مالك بحب وهو يردف بإعجاب: بقت جميلة
ومن ثم اكمل بمشاكسه وهو يكتف ذراعيه بكبرياء مصطنع: انا فنان موهوب صح !
انكمشت معالم وجهها بغضب وهي تصيح به: انا اللي لونتها !
ليسحبها مالك بابتسامه مشاكسه وهو يردف: وانا اللي رسمتها !..
وضعت إبهامها علي شفتاها بتفكير لتردف : امممم ، في الحاله دي يبقي انا وانت شريكين في اللوحه !
ضحك مالك علي براءتها ، ثم طبع قبله هادئه علي جبينها ليردف بحنيه: اتفقنا !..

ليقاطعهما صوت مريم وهي تقبل عليهم ، لتردف موجهه حديثها الي تلك الطفله الصغيره: كارما ، يلا يا حبيبتي روحي اللعبي مع صحابك عشان عايزه ابيه مالك .
انكمشت معالم وجهها الصغير بضيق لتردف بحزن مصطنع وهي تخفض راسها للاسفل: ونبي يا ماما مريم سيبيني اقعد معاه شويه !
حملتها مريم وهي تردف بابتسامه هادئه: انا عايزه اتكلم مع ابيه مالك شويه ، متقلقيش هو هيبقي يجي يزورنا تاني
نظرت كارما بعينان متسعه بفرحه لتردف موجهه انظارها الي مالك: بجد يا ابيه مالك ! بس انا مش بشوفك هنا كتير

وقف مالك يجاري تلك الصغيره بالحديث ليردف وهو يقترب منها: اممم ، مكنتش باجي عشان مكنش عندي صحاب هنا ، بس خلاص انا هاجي هنا بعد كده علي طول ، عشان بقي عندي صحاب كتير هنا
ابتسمت كارما بفرحه لتومأ وهي تصفق بيدها ببراءه اطفال ..
ثم انزلتها مريم وهي تردف بابتسامه حانيه: ودلوقتي ، روحي اللعبي مع صحابك ، خلاص ابيه مالك وعدك ..
اومأت الصغيره بابتسامه مبهجه وهي تأخذ دميتها وتركض بحماس مبتعده عنهما !..

اشاح مالك نظره ليستقر علي والدته ، فأبتسمت مريم وهي تجذبه ليعاود الجلوس علي الارجوحه ، وبجانبه تجلس مريم
لتردف بابتسامه حانيه: انا مبسوطة اوي يا مالك انك جيت ، شايف الاطفال مبسوطين ازاي ، و اتعلقوا بيك جدا
ابتسم مالك بهدوء وهو يراقب هؤلاء الصغار وهم يركضون بمرح وبهجه وصوت ضحكاتهم البريئه تعلوا في الأرجاء ..
ليردف بهدوء : وانا حبيتهم اوي
ابتسمت مريم بحب وهي تراقبهم بعينان تشع منها الحنيه

لتردف بنبره شارده: من 3 ايام ، جه واحد ومعاه كارما .. بيقول انها كانت بتحاول تسرق اكل من سوبر ماركت ، وصاحب السوبر ماركت شافها وطبعا انسان بدون ضمير حاول يمد ايده عليها .. بس الحمدالله ربنا وقفلها ابن الحلال اللي جابها هنا .. قعدت مع البنت وقالتلي ان باباها ومامتها ميتين ، وانها عايشه مع اخوها .. اسمه معتصم ، لو شفت كسره البنت والحزن اللي في عينيها وهي بتحكيلي عن اخوها ، مش هتصدق يا مالك ان فيه ناس بالبشاعه دي ، اخوها بيشرب مخدرات .. بيسيب طفله لسه مكملتش ال12 سنه في البيت لوحدها ويرجع في عز الفجر سكران .. لو حاولت تطلب منه انه يتصرف ويأكلها ، بيضربها ..

صمتت مريم ولم تستطع تكمله حديثها من شده ألمها وهي تتخيل حياة تلك الطفلة الجميلة ، وما كانت تعانيه في هذا العمر الصغير الباكر ..

اقترب منها مالك وهو يحتضنها بحب لينظر الي تلك الصغيره وهي تركض خلف فتاه ما بعمرها وصوت ضحكاتها البريئة يعلوا ..

(فهناك الكثير من الاطفال الابرياء في مثل عمرها عاشوا وخاضوا حياة ومواقف تنهش في برائتهم بلا رحمه ، فـ رفقآ بهم ..)

جاءت سيده ما لتقترب وهي تردف بنبره عمليه: مريم هانم ، دقيقه واحده من فضلك !..

كممت مريم عبراتها لتبتسم الي مالك ، ثم نهضت وسارت بضع خطوات حتي اقتربت منها وهي تردف بتساؤل : خير يا فريال
اردفت فريال بنبره جاده: في بنت برا عايزه تقابل مالك بيه ضروري ، بس طلبت الاول انها تقابل حضرتك

انكمشت معالم وجهه مريم بتساؤل لتردف بشك: عايزه تقابل مالك !
اومأت فريال ، لتردف مريم وهي تسير: هي فين؟
اجابتها فريال وهي تسير بجانبها: انا خليتها تنتظرك في مكتبي ..
اومأت مريم وهي تكمل سيرها لتري هذا الضيف !..
••••••••••
كانت تجلس بتلك الغرفة و هي تمسك بهذا الظرف تضغط عليه بيدها بتوتر وارتباك ، تنظر حولها بتفحص ، علمت بأنه هنا من السكيرتيره الخاصه بمكتبه ، فحسمت امرها وجاءت عازمه علي مقابلته وانهاء هذا الامر ، تعلم بأن الامر سيكون صعبآ ، ولكنها تتمني بداخلها ان ينتهي هذا الكابوس عاجلآ ، فقد دفعت ثمن شيء لم تفعله بإرادتها ، يكفي لا تريد خساره المزيد مجددآ ..

قاطع تفكيرها دلوف فريال وهي تردف بابتسامه وبنبره عمليه: مريم هانم مستنياكي في المكتب
ثم اشارت لها وهي تكمل: اتفضلي ..

حبست لارا انفاسها واخذت حقيبتها وسارت بخطوات بطيئة .. متردده نحو الخارج ..

تنهدت ثم طرقت علي باب الغرفه بتردد ، لياتيها هذا الصوت الهادئ تأمرها بالدلوف .. فدلفت وهي تبتلع ريقها بتوتر
وجدت نفسها تقف امام سيده تحمل ملامح بشوشه و تشبه كثيرا يارا الراحله رحمه الله عليها ..
اتسعت عيناها من هذا الشبه و ادمعت عيناها وهي تشعر بأنها تقف امامها .. يارا !
شعرت بالراحه وهي تتأمل مريم التي كانت تنظر لها بطريقة تعجبت هي لها !

في بادئ الامر ، صُدمت مريم من وجود لارا امامها ، ولكنها بالاخير اردفت بصوت هادئ وهي تشير لها بالجلوس: اتفضلي يا لارا
اتسعت عين لارا عندما علمت بأنها تعرفها ، زاد ارتباكها وهي تلبي ما طلبته ، فجلست وهي تبتلع ريقها بصعوبه بالغه
لتتنهد ثم اردفت بعد برهه : انا مش عارفه ابدأ منين بس !
ثم تنهدت وهي تخفض انظارها للاسفل ..
لتردف مريم بتلقائية وعيناها مثبته علي لارا الجالسه امامها : ابدئي من يوم حادثه بنتي !
رفعت لارا انظارها بإتساع ، ثم حسمت امرها وهي تتنهد ، لتردف بصوت لا حياه فيه: حاضر ، انا هحكيلك علي كل حاجه ..

((هل شعرت يومآ بغصه الحلق عندما تصبح مظلومآ بشيء ما ، والجميع ضدك ينعتونك بالظالم وتتلقي العقاب بصمت والقهر يخترق احشاؤك .. هذا ما عاشته تلك البجعه .. وقعت ببئر عميق مظلم وهي بمثابه الضوء الابيض الخافت تحاول ان تنير دربها بضوئها النقي ولكن حدث مافي الحسبان ، ليخترق الاسود حياتها بلارحمه .. هل ستعيش دومآ هكذا؟ كالشيطان الاخرس !! لن تفعل .. لقد خسرت الكثير بالفعل ولكن كفي !!)

مرت بضع دقائق حتي انتهت لارا من حديثها وقَص علي تلك السيدة البشوشه كل ماحدث وكل ماعاشته واضطرت ان تُخفيه عن الجميع .. ليصدمها عبرات مريم وهي تهطل علي وجنتها وكأنها في سباق !

وقفت مريم وهي تسير الي لارا بخطواتها البطيئه المتردده ، حتي وقفت لارا مقابلتها لتجدها ترفع يدها بعينان تشع حنيه وهي تربط علي وجنتها برفق وحنيه بالغه ..
فأدمعت عين لارا وهي تجد حنانآ لم تجده مسبقآ ، حنان أموي جميل يجعلها تشعر وكأن هذا الصخر القوي الذي يكمن بحلقها قد تسرب عبر انفاسها وتبخر بالهواء واختفي !..

اردفت مريم بصوتها الخافت قبل ان تاخذ لارا باحضانها: انا مش عارفه اقولك ايه ..
صمتت تحبس عبراتها ، لتحتضنها ثم اكملت بصوتها الباكي: انا اسفه يابنتي نيابه عن مالك وعن والدتك وحتي عن جمال .. انتي ضحيه في كل اللي حصل
ابتعدت لارا وقد سمحت اخيرا لعبراتها بالهطول لتردف بصوت مبحوح: وانا كمان اسفه جدا ..
صمتت ترتب شتاتها لتردف بتوهان: المرحومه .. يـار..
قاطعتها مريم وكأنها قرأت ما يدور بعقلها لتردف بحنيه وهدوء: احنا مسلمين ، مؤمنين بقضاء ربنا .. وده كان مكتوبلها ، مكتوبلنا كلنا .. ادعيلها بالرحمه
اومأت لارا وهي تدعوا لها بالرحمه والمغفره ..
ثم صمتت برهه لتردف بتردد وهي تضيق عيناها: ودلوقتي يا مريم هانم انا عايزه من حضرتك طلب
اومأت لها مريم لتكمل لارا وهي تبتلع ريقها وقد حسمت الامر لتردف: انا عايزه اقابل مالك ، لازم انهي كل ده بنفسي ، وبعد كده انا مسافره عند جدتي ، مش هيشوفني تاني بس لازم اديله حاجه واقف اللعبه دي
اومأت لها مريم بتفهم وهي تبتسم لها ببشاشه ، ثم ربطت علي مرفقها بشيء من الحنيه لتقابلها ابتسامه لارا الهادئه المتردده !..
•••••••••
بعد مرور بضع دقائق ..

سارت مريم بخطواتها الهادئه حتي دلفت الي الحديقة مره اخري لتراه مازال يجلس يتأمل الاطفال بشرود ..
أقبلت عليه حتي وقفت امامه تصطنع ابتسامه هادئه لتفيقه من شروده بصوتها الهادئ: مالك ..
نظر لها مالك بتساؤل وهو يقف يقابلها ..
لتحمحم بهدوء ، ثم اردفت بنبره خافته ولكنها تحمل بعض القوه: انا عايزاك تروح عند البحيرة اللي هناك .. ضروري
نظر لها مالك بعدم فهم ليردف بشك وتساؤل: اروح عند البحيرة ؟! ليه
اردفت مريم بهدوء: في حد مستنيك وعايز يقابلك... ضروري يامالك !...
نظر لها بشك ومن ثم اخفي ذلك بابتسامه هادئه وهو يردف : حاضر يا ماما
اومأت مريم بابتسامه هادئه ، ليسير نحو الخارج بخطواته القويه الصارمه وبداخل عقله عده تساؤلات ..
_____________________

دلف هيثم الي ڤيلا لارا ، ليجد منار تجلس علي الاريكه وهي تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بوجه متجهم غاضبآ ..

سار اليها ومن ثم جلس قابلتها ليردف وهو يميل نحوها: خير في ايه؟
فزعت منار وهي تتنهد لتلقي عليه نظره غاضبه وهي تضع هاتفها امام وجهه لتردف بضيق: بص كتبوا ايه؟!
تناول منها هاتفها وهو يلقي نظره علي تلك الصوره التي كانت تحتوي علي ليلي وهي مكبله وكانت تنظر بعينان لامعه الي لارا المنهاره بأحضان صديقتها !
واسفل تلك الصوره ، مدون عليها
(لحظات لم تكن بالحسبان ، والده لارا عثمان "البجعه" المتهمه بقضية قتل زوجها رجل الاعمال الشهير "جمال الهواري" ، وانهيار البجعه ! )

انتصب هيثم واقفآ بغضب ليردف: خليكي هنا انا هخليهم يشيلوا الخبر ده وكل الاخبار اللي اتنشرت ..

اومأت منار بصمت وقبل ان تراه مغادرآ اردفت متسائله: الصحافيين؟
اردف وهو يكمل سيره الي الخارج بخطواته الغاضبه: مشيوا ، بس الله اعلم هيرجعوا تاني ولا لا ..

تنهدت منار وهي تعاود اخذ هاتفها تتصفح الاخبار الاخري بغضب جامح !..
__________________

سار بخطواته الهادئه نحو البحيرة وبجانب الاشجار ، ثم جال بنظره حوله .. لم يجد شيء ..

كاد يمسك بهاتفه كي يتصل بوالدته ، ولكنه لمح طيفها تقف بظهرها امام الجسر وشعرها الاسود متطاير بفعل الهواء البارد ، فعاود وضع هاتفه وهو يقترب منها بخطوات متردده وقلبه يخفق بقوه ..

حتي تيقن من شكه عندما استدارت بتردد لتصطدم عيناها اللامعه بالعبرات بعيناه السِماويه الحاده ..
فأبتلعت ريقها وقد حان الوقت لمواجهته ..
خفق قلبها بقوه وكأنه يتسابق مع انفاسها وهي تراه يتقدم اليها بخطي صارمه .. هادئه ، حتي تسلل عطره الي انفها مما اوضح لها بأنه قد اصبح امامها .. لم يتحدث فقط ينظر الي معالم وجهها بنظرات لم تفهم مغزاها ولكنها اندفعت بالقول ..

ابتلعت لارا ريقها ومصمصت شفتاها لتحسم الامر وهي ترفع راسها تواجهه ، وتمد يدها بالظرف لتردف بنبره قويه ذات بحه باكيه: اتفضل ..
اخذه ولم يشيح نظره بعيدآ عنها ، لا يريد انهاء هذا الامر هكذا ! بعبراتها التي تأبي السقوط علي وجنتاها !

اردفت لارا بنبره صوت باكيه ، بالرغم من انها لم تبكي: انا عايزه انهي كل اللي بيحصل ده ، من فضلك !..

نظر لها يتفحص وجهها المتألم ، ليردف بنبره خافته هادئه تشبه الهمس القوي: ايه اللي حصل مع والدتك ؟
ابتسمت بألم ، ثم اردفت بنبره مكسوره: دفعت التمن بدالي !
نظر مالك للاسفل يحاول البحث عن كلمات ولكن وجد راسه خاليه ! لا يمكن ان ينتهي هذا الامر بهذا الشكل !
تنهد وهو يشعر بالندم ! هذا الشعور الذي كان يخشاه منذ البدايه .. تسلل اليه وبدا الشعور به ..

لتكمل لارا بعينان تلمع بالعبرات: ممكن ننهي كل ده؟ انت في ايدك الدليل زي م طلبت ، ممكن كل واحد يرجع لحياته ؟
اقترب منها خطوه ، لتتراجعها هي ، كاد يردف بشيء حتي قاطعته هي وقد انهمرت العبرات علي وجنتها
اردفت بصوتها المختنق الباكي: بالرغم ان كل ده محصلش بإرادتي ، والدليل في ايدك .. لكن بردو دفعت التمن زي ما كنت عايز ! ..
صمتت برهه لتكمل بصوت متحشرج اتاه كالطعنه بقلبه !
اردفت: حياه ماما اللي راحت وحرماني منها ! كده كأننا متعادلين ؟
اردف بصوت خافت وعيناه تتشبث بها: متعادلين؟!
اومأت بصمت لتمسح عبراتها بقوه ، ثم اردفت بصوت مختنق: ماما راحت السجن ، وانا هفضل محرومه منها .. وحيده بدونها ، كده عوضناك كفايه؟

اقترب منها بحذر ، رغبه قويه تتجمهر بداخله بأن يلتقطها الي احضانه ويربط علي شعرها المتطاير والذي بدي حزينآ مثلها .. او يتركها ترحل ويعاني هو ، ويكفي ماسببه لها من خسائر ..

اردف بصوته الهادئ وهو يحاول ان يلتقط مرفقها : لارا ..
سحبت يدها بقوه وبخوف من تلك النبره التي اشعلت حربآ جديده بداخلها ..

اردفت بترجي وهي تخفض رأسها للاسفل كي لا يري نظرتها المتوسله: انا بترجاك ..
ثم رفعت نظرها ليصدم بنظرتها الباكيه المكسوره والتي أتته كالخناجر التي تطعن بقلبه بلا رحمه .. واي رحمه يجدها وهو لم يرحمها !..

اكملت بصوت مهزوز وهي تنظر الي مقلتيه بتوسل: انك تنهي كل حاجه هنا ، كفايه ..

اردف بعينان مثقله آثر قربها منه والذي جعله يستسلم لمشاعره التي تفيض بداخله: يعني ايه !
اقترب اكثر منها حتي فشلت محاولتها بالابتعاد بسبب انهاء سور الجسر من خلفها ومحاصرتها بين اضلعه

ابتلعت ريقها لتخفض انظارها بارتباك ، لم تستطع مواجهه عيناه وهو ينظر اليها بتلك الطريقه التي تجعل وجنتها تكاد تنفجر من شده السخونه

اردفت بشيء من الحزن: احنا الاتنين .. خسرنا كتير بسبب اللعبه دي ، ف ارجوك ..، خلي كل واحد فينا يبدأ حياه جديده ، بعيده عن التاني ، ارجوك .. انا عايزاك ترجع لحياتك وتنسي كل حاجه وتعيش حياه كويسه ، زي ما كنت عايش كويس قبل متعرفني !

كان يستمع لها بإهتمام وهو يراها تتحدث بكسره وهي منتكسه الوجه للاسفل ، وجد نفسه بحركه لا اراديه يرفع انامله بهدوء ليلتقط دقنها بيده وبرقه بالغه اجبرها علي النظر له ..

كانت رماديتها تترحل بين عيناه اليمني ومن ثم اليسري بتوهان .. لتستعيد شملها وهي تمسك بمرفقه بهدوء تبعده عنها ..
لتردف قبل ان تدفعه بهدوء وترحل !
لارا بنبره قويه مصطنعه: انا اسفه ليك علي كل حاجه حصلت .. بس ارجوك ابعد عني ، وانا اوعدك مش هتشوفني تاني ..
اردفت بحديثها بنبره مبحوحه اثر تكميمها لعبراتها ..ومن ثم وضعت كلتا من اناملها علي صدره القوي والذي كان يحجب عنها السير لتدفعه بخفه ، وتسير بخطوات تشبه الركض تحت انظاره الثمله اثر قربها منه ورائحتها التي ادمن عليها ! التي شبهها برائحة الزهرة النادره ، زهرة الجاردينيا النقيه !..

مسح بكلتا من يداه القويه علي شعره يشدد عليه بندم وهو يراقبها تسير بخطواتها الراكضه ، ليضرب بيده القويه سور الجسر وهو يصيح بغضب وضياع حتي التهبت يداه من شده الضرب علي شيء صلب كعقله المغفل والذي يعاني الان بسببه مراره الندم !..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب إبراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية إغتيال بقلم وردة

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة