-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل الخامس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الخامس عشر

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الخامس عشر

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في فيلا رأفت الصياد ،،،،

عـــاد رأفت إلى الفيلا وعلى وجهه علامات السرور ، توجه إلى الدرج لكي يصعد عليه ، ولكنه تفاجيء بصوت خالد يناديه من الأسفل .. فنزل مرة أخرى وتوجه إلى المكتب ...

جلس رأفت بجوار ابنه على الأريكة ، ظل خالد يرمق والده بنظرات غريبة ، تعجب رأفت من نظرات ابنه له ، وظن أن للأمــر علاقة بمسألة خطبته من تلك الفتاة التي تقطن بالغردقة و...
-رأفت: لو هتكلمني عن البنت إياها فأنا اديتك كلمة وآآآ...
-خالد مقاطعاً : لأ خلاص يا بابا أنا صرفت نظر عن الموضوع
-رأفت فاغراً شفتيه : ايييه ؟؟؟ صرفت نظر ؟؟؟ ازاي ؟؟ وليه ؟؟
-خالد ببرود : بعدين يا بابا هابقى أقولك
-رأفت: طيب ..
-خالد ببرود : اومــال حضرتك كنت فين يا بابا ، هـــا ؟

تردد رأفت في الرد على ابنه ، وحاول أن يتنصل من الإجابة و..
-رأفت بنبرة منزعجة : هو أنا عيل صغير هتحقق معايا ، ده أبوك ، ومش فاضي للكلام ده

نهض رأفت من على الأريكة وتوجه ناحية باب غرفة المكتب ، ولكن أوقفه صوت خالد وهو يلفظ باسم ...
-خالد بنبرة جادة : كـــارما ... كنت بتعمل ايه معاها النهاردة ؟؟؟؟؟؟؟

التفت رأفت بجسده فور سماعه لاسم كارما ، ونظر إلى ابنه بنظرات مصدومة ..
-رأفت فاغراً شفتيه : هــاه
-خالد بنبرة أكثر برودة وهو يكرر سؤاله : بتعمل مع كارما ايه يا بشمهندس؟؟؟
-رأفت بتردد: آآآ... دي .. دي موظفة كفؤ يا بني وآآ.. وأنا كنت آآآ... وبعدين انت بتسأل ليه ؟؟ ها ؟؟
-خالد وهو يتفحص والده بدقة : بسأل ليه ! ممم... من حقي أعرف البشمهندس رأفت بيعمل ايه مع واحدة من موظفينه وخصوصاً لما تكون أصغر من عياله ومديها كل الصلاحيات دي وهي لسه مكملتش يومين وآآآ...
-رأفت مقاطعاً بحدة : أنا مش باعمل حاجة غلط ، دي بنت ممتازة ومجتهدة وأنا مبسوط من شغلها
-خالد بتهكم : لا والله مبسوط من شغلها ، لا آآآ....!
-رأفت بنبرة أكثر جدية : اظن ان أنا لسه عندي الصلاحيات إني أختار الموظفين بتوعي ولا أنا غلطان
-خالد : من حقك يا بابا تختار اللي أنت عاوزه ، بس آآآ...

خشي رأفت أن يتمادى في الحديث مع خالد أكثر من هذا فينكشف أمر اهتمامه بعائلة كارما وخاصة والدتها ، لذا قرر أن ينهي الحوار فوراً و...
-رأفت مقاطعاً : بقولك ايه يا خالد ، أنا مش فايق للتحقيق بتاعك ده ، أنا تعبان وعاوز أرتاح قبل ما أمك تفتح اسطوانة النكد بتاعة كل يوم .. تصبح على خير

أيقن خالد من هروب والده من الإجابة على تساؤلاته أن هناك أمر ما مريباً يربط والده بتلك الموظفة ، وما عليه إلا أن يتخلص منها فوراً حتى لا يسوء الوضع أكثر من هذا .....

.....................................

في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،

ظلت ناهد تمدح في زيدان وما يخصه طوال طريق العودة إلى الفيلا حتى ضجرت شاهي من كثرة الحديث عنه و...
-شاهي بضيق : مامي هو مافيش غير سيرة الراجل ده
-ناهد مبتسمة : ما هو لو انتي تسمعيني كويس هتعرفي انه فرصة ماتتعوضش
-شاهي : أنا مش عاوزة أرتبط بحد
-ناهد وهي تضع يدها على كتفها : يا حبيبتي ده مش بتاع ارتباط ، ده بتاع جواز على طول
-شاهي بنبرة منزعجة : وهو أنتي يا مامي عاوزاني اتجوز واحد مش بحبه
-ناهد: وهو انتي خدتي ايه من الحب غير وجع الدمــاغ ؟؟ يا بنتي خدي اللي معاه فلوس وبيحبك ، اللي هايعيشك ملكة زمانك
-شاهي وهي تمط شفتيها : هـه
-ناهد مكملة وهي تغمز بعينها : وبعدين هتاخدي ايه من الحب غير وجع القلب ، الحب يا شوشو بيجي بالجواز والعشرة بينك وبين جوزك ، وخصوصاً لما يكون هو عاوزك
-شاهي باستغراب : عاوزني !
-ناهد وهي توميء برأسها : أهــا .. ده هيموت عليكي يا حبيبتي ، وعاوز يرتبط بيكي من زمــان بس كان خايف تكوني مرتبطة بحد كده ولا كده
-شاهي متعجبة : وده يعرفني منين ؟؟ اذا كان دي أول مرة اشوفه فيها
-ناهد : هو انتي قليلة يا حبيبتي ، وبعدين لما هتوافقي ع انك ترتبطي بيه هتتأكدي من كلامي
-شاهي وهي تهز رأسها : لألألألألأ ... أنا مش عاوزة أرتبط بحد .. بليز يا مامي قفلي على السيرة دي

تركت شاهي والدتها لتجلس بمفردها ، ثم توجهت إلى غرفتها .. ظلت ناهد تتابعها بعينيها و...
-ناهد في نفسها : أنا مش هاضيع فرصة انك تتجوزي زيدان يا شاهي مهما حصل ، ده كنز ، وأنا مصدقت ان الفرصة بقت أحسن عشان أحسن من مستوايا وأعوض اللي فات .... !

............................

في أحد الفنادق الشهيرة بشرم الشيخ ،،،

كانت نهى مندمجة في التنسيق لأحد الرحلات الصباحية الخاصة بالوفد السياحي الذي ترافقه حينما رن هاتفها برقم غريب ..
خفق قلب نهى حينما ظنت أن المتصل ربما يكون جاسر ، لذا أجابت على الفور ..
-نهى هاتفياً بلهفة وتوتر : ألوو ..
-جاسر هاتفياً بتردد: الوو .. ازيك يا نهى ، أنا .. أنا جاسر
-نهى مبتسمة : هاي جاسر ، بجد أنا مبسوطة انك كلمتني
-جاسر وهو يتنحنح : آآآ... نهى .. أنا .. أنا هنا في شرم
-نهى بدهشة كبيرة : اييييه ؟ هنا
-جاسر : أهـــا ، انتي مكانك فين ؟
-نهى مسرعة وبنبرة فرحة : أنا موجودة في فندق ((.......))
-جاسر : تمام ، شوية وهتلاقيني عندك
-نهى بسعادة : اوكي ، وانا منتظراك ....

أنهت نهى المكالمة مع جاسر وهي تشعر بشعور لا يوصف ، ولكن أقل ما يقال عنه أنها كانت سعيدة ومفعمة بالحماس لملاقاته ..

نظرت نهى إلى هيئتها ، فشهقت على الفور ، ووضعت كلتا يديها على فمها ، ثم ركضت مسرعة ناحية المصعد لكي تدلف إلى غرفتها الفندقية وتبدل ملابسها الحالية بثيابٍ أكثر أناقة

...............................

في فيلا الصياد ،،،
في غرفة عمـــر ،،،،

كان عمــر طائراً من السعادة والفرحة ، لا يدري كيف يوصف شعوره أو ما الذي يمــر به ، يود لو كانت يارا متواجةد معه فيخبرها عن تلك الفتاة التي شغلت تفكيره ، ربمــا لأنها تذكره بيارا فتعلق بها على الفور

ألقى عمــر بجسده على الفراش وهو يردد ...
-عمر بتنهيدة : هييييح .. اسمها كنزي .. الله على الاسم .. كنزي .. يا سلام .. كنزي ... هيييييح

نهض عمر من على الفراش فجــأة وكأنه تذكر شيئاً ما ، ثم توجه إلى جهاز الحاسوب الآلي الخاص به ، وظل يعبث في بعض الملفات الموجودة على سطح المكتب إلى أن وجد ضالته ، ثم فتح هاتفه المحمول الذي تحطمت شاشته بفعل إلقائه له وظل يضغط على بعض الأزرار إلى أن جاءته رنة صغيرة بوصول رسالة ما ..
-عمــر بنبرة فرحة : كده تمام أوي .. أما أظبط بقى الرنة ..

قام عمــر بإعادة ضبط نغمة الرنين الخاصة بهاتفه المحمول لتصير النغمة باسم أغنية ( كنزي ) للمطرب عمرو دياب
-عمر وهو يدندن مع الأغنية : يا كنزي وكل ما ليا ، حياة قلبي ونور عيني ، جمال الدنيا في عينيا ، عشقته و لما كلمني ، بحنية ، نده ليا ، بقوله آآه تجنني ... مممم... ♫ ♪

ثم توجه ناحية فراشة مجدداً وجلس على طرفه و...
-عمر مكملاً : وربنا صوتي حلو زي عمورة .. هيييييح يا كنزي !

.................................

في أحد الفنادق الشهيرة بشرم الشيخ ،،،،

وصل جاسر إلى مدخل الفندق ، ثم دلف إلى داخل بهو الفندق الواسع بعد أن فتح له حارس البوابة الباب الزجـــاجي ..

ســـار جاسر على الأرضية الرخامية بخطوات ثابته ، ثم توجه ناحية الاستقبال ، وسأل أحد موظفيه عن نهى ، فأشـــار له الموظف بالجلوس في الاستقبال ريثما يتم ابلاغها بوجوده في الأسفل ..

وبالفعل جلس جاسر على الأريكة المبطنة والمريحة في الاستقبال ، وظل يتأمل الوجوه من حوله ، ويترقب نزول نهى من غرفتها ...

تأنقت نهى وارتدت فستاناً قصيراً من اللون الأسود اللامــع .. وتركت شعرها ينسدل على ظهرها ، ولم تنسى أن تضع عطرها الأنثوي المميز .. وارتدت في قدميها حذاءاً ذو كعب عالي ..

سارت نهى في اتجـــاه جاسر الذي وقف على قدميه حينما لمحها قادمة نحوه ..

كان قلب نهى يخفق عالياً ، وحاولت أن تبدو هادئة في أنفاسها وفي تعبيرات وجهها ، ولكن لا يمكنها حقاً أن تخفي سعادتها بوجود جاسر بالقرب منها ...

مد جاسر يده لمصافحة نهى برفق ، ثم أشــار لها بيده لكي تجلس ، وبالفعل جلس الاثنين سوياً ...
أطرقت نهى رأسها في خجل ، وظلت تتأمل السجــاد الموضوع أسفل قدميها ، وأفركت يديها في توتر ..
شعر جاسر بتوتر نهى ، وبخجلها حينما تأمل هيئتها الراقية .. لذا حاول كسر هذا الحاجز و..
-جاسر بنبرة هادئة : ازيك يا نهى
-نهى بصوت خافت : تمام
-جاسر مبتسماً : على فكرة شكلك حلو أوي

ابتسمت نهى في خجل ، وظلت مطرقة الرأس..
-جاسر مكملاً : واضح كده ان السجاد عاجبك ، يا الجزمة ضايقة

رفعت نهى رأسها ، ونظرت إلى جاسر في تعجب ، ومطت شفتيها في استغراب و..
-نهى باستغراب : ليه بتقول كده ؟
-جاسر مبتسماً : اصل مركزة أوي فيهم ، ومش بصالي خالص

اكتست وجنتي نهى بالحمــرة ، فحاولت أن تخفي اضطرابها الذي يزداد حينما يحدق بها جاسر اكثر وأكثر ...
-جاسر : أنا عارف اني جيتلك من غير ميعاد وآآآ...
-نهى مقاطعة بحدة : لألألألأ .. ده أنا مبسوطة انك كلمتني وانك موجود هنا الوقتي وآآآ...
-جاسر مبتسماً : طب الحمدلله ..

صمت جاسر قليلاً تاركاً المجال لنهى لكي تكمل حديثها ، ولكنها شعررت بالخجل حينما تسرعت بالتعبير عن سعادتها بوجوده ، لذا اقترحت أن ...
-نهى : آآآ.. لو تحب نقوم نتمشى على البحر شوية أنا.. أنا معنديش مانع
-جاسر وهو يوميء برأسه : اوكي .. مايش مشكلة
-نهى : طب يالا

نهض الاثنين من على الأرائك ، ثم توجها سوياً ناحية الشاطيء ليسيرا بجواره وبدأ يتجاذبان أطــراف الحديث ، ورغم تحفظ جاسر فيما يقوله إلا أنه كان سعيداً بوجوده مع نهى ....
.....................................

في فيلا عدلي ،،،،،

جلس زيدان مع زوجة عمه السيدة رحـــاب وهو ينفث دخــان سيجاره الكوبي في سعادة و...
-زيدان بصوت رجولي عميق: كله تمام يا مرات عمي ، وفي ظرف اسبوع هاتكون البنت رقبتها تحت ايدي
-رحــاب : زيدان ، خد بالك منهم ، دول مش سهلين
-زيدان بثقة بالغة : متخافيش يا مرات عمي، أنا هاعرف ازاي أنتقم من كل واحد أذى عمي ، وأولهم الولية اللي اسمها ناهد وبنتها ، وهاعرف ازاي أدخل جوا عيلة الصياد وادمرهم واحد واحد !!!!
-رحــاب بقلق : ايوه يا حبيبي ، اوعى تنسى ده ، انت هتجيب حق عمك ، مش بس هتتجوز وآآآ...
-زيدان وهو يمسك بكف يدها : اطمني ...
-رحاب بنبرة قلقة : انا .. انا خايفة البت دي تضحك عليك وآآآ.. وتخليك تنسى انتقامك لعمك اللي رباك

نظر زيدان إلى زوجة عمــه بنظرات تحمل عنواناً للشر ، ثم أنحنى برأسه على كف يدها وقبله في هدوء .. ثم نظر مجدداً أمامه وسلط نظره في نقطة ما بالفراغ ، و أمسك بسيجاره الكوبي المشتعل ثم طواه بكل غــل في راحة يده ، ونظر بنظرات متوعدة و....
-زيدان بصوت رجولي خشن ومخيف ونظرات حانقة: ده أنا هخليها تتمنى الموت وماتطلهوش .............................. !!!!

في صباح اليوم التالي ،،،

استقل منذ طلوع شمس فجر هذا اليوم كلاً من أدهم ويارا الحافلة للذهــاب إلى القاهرة ...
ولأن الوقت لم يكن كافياً للعودة إلى منزلهما ، طلب أدهم من يارا أن تأخذ فقط ما ستحتاج إليه خلال سفرها لأمانيا ، والباقي سيقوم بشرائه من أحد المحال الموجودة بالمطــار ..
حاولت يارا جاهدة أن تتحدث مع أدهم وتبرر له ما حدث ، ولكنه رفض الانصات إليها .. وظل صامتاً ...
عاتبت يارا نفسها كثيراً لأنها من وضعت نفسها في مثل ذلك الموقف حينما زرعت الشك في نفس زوجها بشـــأن حبها له ..
أدركت يارا حينما أوشكت على خسارته أنها بالفعل تحبه ، بل إنها تعشقه بجنون .. ظلت تنظر إليه بأعين راجية ، ولكنه كان يشيح بوجهه بعيداً عنها ...

.............................

في فيلا رأفت الصياد ،،،،،

أعد خالد حقيبته ، ثم ارتدى حلته ، واستعد للسفر ، رتب كل شيء وتأكد من وجود التذاكر معه ، ثم دلف خارج الغرفة وهو يحمل حقيبته في يده ..

نزل خالد الدرج وعلى وجهه الضيق، فهو يعلم أن الوقت غير مناسب للسفر ، ولكنه الوحيد المعني بكل ما يخص ميراث يارا بالخارج ، وبالتالي كان لزاماً عليه أن يصاحبها هي وأخيه في سفرتهما تلك .. على الأقل ريثما يتعرفان إلى ما هو مطلوب منهما ثم يرتكهما ويعاود أدراجه للقاهرة ...

تعجبت فريدة من نزول خالد للأسفل ومعه حقيبة سفر صغيرة ، نظرت إليه بدهشة و...
-فريدة وهي تمط شفتيها في تعجب : ايه ده ؟
-خالد باقتضاب : مسافر
-فريدة وهي تعقد حاجبيها : مسافر فين ؟
-خالد : ألمانيا !

فغرت فريدة شفتيها في دهشة و...
-فريدة : ايه ؟؟ ألمانيا !!!
-خالد هو يوميء برأسه : أهــا ..
-فريدة : طب ليه ؟
-خالد : موضوع يارا وميراثها

لوت فريدة شفتيها ، وامتعض وجهها فور سماعها لاسم تلك الفتاة التي تبغضها و...
-فريدة وهي تزفر في ضيق : اوووف ، مافيش إلا البت دي وسيرتها
-خالد بحدة : ماما ! من فضلك ، دي مرات أخويا وبنت عمنا قبل أي شيء
-فريدة وهي تشير بيدها : خلاص ..خلاص ، أنا مش ناقصة حرقة دم على الصبح
-خالد بضيق : لا حول ولا قوة إلا بالله

صمتت فريدة قليلاً ، ثم أكملت بضيق و...
-فريدة بنبرة منزعجة : ده من يوم ما لفت على أخوك واتجوزته وهو مفكرش حتى يكلم مامته الي تعبت في تربيته !!
-خالد : الله أعلم بظروفهم ، وع العموم لما هاشوفه هابقى أقوله ..
-فريدة وهي تشير بيدها : طب تعالى افطر معايا قبل ما تسافر
-خالد باقتضاب وهو ينظر في ساعته : لأ .. ده أنا يدوب ألحق الطريق
-فريدة : طب خلي بالك من نفسك يا حبيبي
-خالد : ان شاء الله .. وابقي سلميلي على بابا وعمــر
-فريدة مبتسمة : ماشي يا حبيبي ..!

أمســــك خالد بحقيبة سفره بيده بعد أن انحنى قليلاً عليها ، ثم دلف للخــارج ، وتوجه نحو سيارته المصفوفة في جراج الفيلا ووضعها حقيبته في صندوق السيارة الخلفي ثم أغلقه ، وركب سيارته ، وضغط على دواسة البنزين بعد أن أدار محرك السيارة ، وانطلق في اتجاه المطـــــار .......

..........................

في شركة الصياد ،،،،،،
في مكتب المهندس رأفت ،،،،

جلس رأفت على مكتبه يستعيد ذكريات يوم أمس مع عائلة كارما ، ويتذكر أسلوب السيدة صفاء الراقي في الحوار وفي التعامل مع الأخرين ..
-رأفت بصوت خافت : سبحان الله ! بجد خسارة الست دي تفضل كده لوحدها من غير راجل !

سمع رأفت صوت طرقات على باب مكتبه ، فسمح للطارق بالدخول ، وكانت السكرتيرة هي من دلفت للداخل و...
-السكرتيرة : اتفضل يا فندم ، البوسطة
-رأفت مبتسماً : شكراً
-السكرتيرة بتردد : آآآ.. كنت عاوزة أقول لحضرتك آآ..
-رأفت وهو ينظر لها بتركيز : خير ، قولي على طول
-السكرتيرة : اصل الموظفة .. قصدي الآنسة كارما ماجتش النهاردة
-رأفت مبتسماً وهو يطالع الأوراق : أهــا .. انا عارف وقايلها متجيش النهاردة

رفعت السكرتيرة حاجبيها في تعجب شديد ، ونظرت إلى رأفت وهي فاغرة شفتيها و...
-السكرتيرة باستغراب : هـــه ، بس آآآ... حضرتك عارف انها جديدة وممنوع الأجــ......
-رأفت مقاطعاً بحدة : أظن أن ده شغلي يا أستاذة ، اتفضلي شوفي وراكي ايه !

أطرقت السكرتيرة رأسها في إحــراج ثم دلفت خارج المكتب وهي مسرعة الخطى ...
-السكرتيرة في نفسها بضيق : الراجل البت هبلته على كبر ، بكرة يجي خالد بيه ويديها على دماغها بنت الأفاعي دوول .....!!!!

...................................

في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،

طلبت ناهد من ابنتها شاهي أن تستعد وترتدي أفخم ثيابها لكي يذهبا إلى أحد المطاعم الفاخرة لتناول الغذاء ، استغربت شاهي من طلب والدتها .. فعادةً هي ترتدي ما تريد ، ولكن اليوم هي تصر إصراراً غريباً على أن تتأنق ...
-شاهي وهي تعقد جبينها : مامي ما انا طول عمري شيك
-ناهد مبتسمة : انا عارفة يا قلبي ، بس بليز النهاردة اتشيكي أوي
-شاهي وهي تمط شفتيها في تعجب : مممم... اوكي
-ناهد بنبرة فرحة : حبيبتي يا شوشو ، دايماً كده مريحاني
-شاهي بتردد : مامي .. !
-ناهد وهي تنظر إليها : أيوه يا شوشو

ترددت شاهي في سؤال والدتها عن شقيقها ، فرغم خلافها معه ، إلا أنها تعلم تماماً أنه يحبها ويسعى لما فيه صالحها ..
-شاهي متسائلة : مامي .. هو آآ... هو جاسر كلمك فون ولا حاجة ؟
-ناهد على مضض: لأ

اخذت شاهي نفساً عميقاً و..
-شاهي: طب مافيش أخبار عنه
-ناهد بضيق : بصي يا شوشو ، أخوكي ده دماغه صعب أوي ، ومش هيدور غير على مصلحته وبس ، ويوم ما هيلاقي حاجة هتتعارض مع مصلحته هيقف ضدها .. زي موضوع خطوبتك الأولى

اعترى وجه شاهي الدهشة عقب عبارات والدتها الأخيرة ، فنظرت إليها باستغراب و...
-شاهي مندهشة : مامي ! انتي بتقولي ايه ؟

لم يكن أمــــام ناهد سوى الإدعـــاء كذباً على ابنها جاسر حتى تضمن أن تكون شاهي تحت طوعها ، وإلا ستنهار كل مخططاتها المستقبلية ..
-ناهد بنبرة هادئة : أخوكي لما لاقى اسلام خطيبك هيترقى في شغله وياخد مكانه راح عمله مشكلة فيه واتسبب في أذيته ، وطبعاً ده خلال يضطر يفركش الخطوبة قبل ما تتعمل
-شاهي بأعين مشدوهة : ده أكيد كذب
-ناهد : أنا مكونتش عاوزة أقولك عشان متزعلش ، وهو قال انه سابب عشان مستواه المادي مش اد كده ، لكن الحقيقة ان أخوكي آذاه جامد في شغله ، وده كان رد فعله الطبيعي
-شاهي : لألألأ ... جاسر يعمل كده ، استحالة ..
-ناهد وهي تربت على كتفها : جاسر أخوكي بيدور على مصلحته ، ولو كان عنده الشجاعة انه يقولك على اللي حصل كان جه وقالك ، لكن هو خــاف تعرفي حقيقة جشعه وطمعه
-شاهي بصدمة : مامي ، استحالة جاسر يكون كده
-ناهد بنظرات حــادة ونبرة هادئة : بصي يا حبيبتي ، أنا عاوزاكي تفكري في مصلحتك ، وملكيش دعوة إلا بنفسك وبس ، اخوكي مش هاينفعك

نجحت ناهد في بث سمومها في رأس شاهي التي صارت الآن متخبطة في قراراتها ، لا تعلم أيهما الصادق وأيهما الكاذب ..

ولما تأكدت ناهد من ارباك شاهي ، أصرت على أن ..
-ناهد : يالا يا حبيبتي نغير جو ، مش عاوزين نفضل في وجع القلب ده كتير
-شاهي بضيق : ممم...
-ناهد وهي تدفعها برقة : يالا يا شوشو ، يالا ..!

........................................

في مطار القاهرة الدولي ،،،،،،
جلس أدهم بجوار يارا على مقاعد المطار صامتاً ملامحه باردة ، كانت يارا تحاول اختلاس النظر إليه ، ولكنه كان جامد الملامح ، لا يعبر عما يدور بداخله ... كان كالشخص الغريب بالنسبة إليها ، وهي لم تعهد أدهم معها هكذا من قبل ....

حاولت يارا أن تختلق الأعذار لكي تتحدث معه ، ولكنه يكتفي فقط بالاشارة برأسه أو الصمت ..

وفي النهاية تملك يارا اليأس من كثرة محاولاتها الفاشلة .. ولكن ربما ستأتي الفرصة لها لتوضيح ما جرى خلال تلك الرحـــلة ، فلم ينتهي الوقت بعد ...

...............

لمح خالد أدهم ويارا وهما جالسان بالمطار ، فاقترب منهما وسلم عليهما بحرارة ..
لاحظ خالد أن الأجواء متوترة بينهما ، وخاصة أن ملاحمها توحي بأن هناك شيئاً ما قد حدث و...
-خالد مندهشاً : في ايه مالكم ؟؟؟

كانت يارا على وشك الحديث ، ولكن سبقها أدهم بـ ...
-أدهم مقاطعاً بصوت خشن وباقتضاب : مافيش يا خالد ، تعبانين من السفر والطريق
-خالد بعدم اقتناع : ولو إن شكلكم بيقول غير كده
-أدهم وهو يشير بيده وبحدة : يالا هات التأشيرات والتذاكر خلينا نخلص باقي الاجراءات ونتوكل على الله

نظر خالد إلى يارا متفحصاً إياها ، ومحاولاً أن يفهم منها ما جرى ، خاصة وأنه لاحظ تورم عينيها واحمرارهمــا و..
-خالد : قوليلي انتي يا يارا في ايه ؟
-يارا بنبرة خافتة : آآآ... مافيش
-أدهم بضيق : يالا بقى ، مش هنرغي كتير !

وبالفعل توجه ثلاثتهم إلى الداخل لينتهوا من باقي الإجراءات ..

..........................

في أحد المطاعم الفاخرة ،،،،

وصلت ناهد ومعها ابنتها إلى أحد المطاعم الفاخرة الذي يمتاز بإضاءته المريحة للعينين ، وبديكوره الكلاسيكي الفخم والراقي ..

ارتدت شاهي فستاناً قصيراً من اللون الكحلي الداكن ، وصل إلى ركبتيها ، وأبرز جمــال ساقيها ، أما كتفيه فهما صغيران مكتنزان ، ويبرزان بشرتها البيضاء من خلال ذراعيها ، بينما أمسكت في يدها حقيبة رفيعة من نفس اللون ، في حين كان شعرها مربوطاً للخلف بدبوس فضي رقيق ..
أشــار أحد الندلاء بيده لناهد وابنتها لكي يسيرا معه حتى الطاولة المخصصة لهما ..
أعجبت ناهد بتلك المعاملة الراقية معها ، وخاصة أنها كانت استثنائية ومميزة ..
-ناهد باعجاب : واو .. مكان تري شيك
-النادل : احنا كلنا هنا في خدمة معاليكي يا هانم ..
-ناهد مبتسمة : ثانكس

لاحظت شاهي خلو المطعم من رواده ، ولكنها ظنت أن المطعم ربما يكون قد فتح لتوه لذا سيأتي رواده لاحقاً إليه ...

وضع النادل قوائم الطعام على الطاولة ، ووقف على مقربة ينتظر أن تشير إحداهما إليه ليدون طلباتهما ...

تم تشغيل موسيقى هادئة لتضفي روعة ورونقاً أكثر على المكــــان ..

أمسكت شاهي بقائمة الطعام وظلت تنظر إليها بتفحص شديد لتنتقي منها ما تريد تناوله ، ولكنها تفاجئت بقيام أحد الأشخــاص بسحب المقعد الملاصق لها ، والجلوس إلى جوارها ..

نظرت شاهي بضيق إلى ذاك الشخص وتفاجئت بأنه ......................

.................................

في منزل كارما هاشم ،،،،،

ظلت كارما تمتدح في رب عملها المهندس رأفت ، وما يفعله لها والامتيازات التي حصلت عليها في وقت قليل ..

خشيت صفاء على ابنتها كارما أن تتعلق برجل كبير مثله وخاصة من الناحية العاطفية لذا ...
-صفاء بنبرة هادئة وحانية : كارما أنا عاوزة أتكلم معاكي شوية بصراحة ..
-كارما مبتسمة : ايوه يا مامي
-صفاء بتردد : انتي ... انتي حاسة بايه ناحية المهندس رأفت ؟

عقدت كارما حاجبيها في دهشة ، ثم نظرت إلى والدتها باستغراب و..
-كارما بعدم فهم : تقصدي ايه يا مامي ؟
-صفاء بنبرة خافتة : انتي بتحبيه ؟
-كارما فاغرة شفتيها : هـــه !!

...........................

في المطعم الفاخر ،،،،،

نظرت شاهي بضيق إلى ذاك الشخص الذي جلس عمداً إلى جوارها وتفاجئت بأنه زيدان ..

نظر زيدان إلى شاهي بنظرات ممعنة ، ظل يرمقها بنظراته الثاقبة المتفحصة التي أربكتها وجعلت قلبها يضطرب ..
-شاهي باندهــاش : آآ... انت ؟
-ناهد مبتسمة : ايه رأيك في المفاجــأة دي يا شوشو

نظرت شاهي إلى والدتها بنظرات منزعجة .. فأكملت ناهد حديثها دون اكتراث و...
-ناهد بابتسامة مصطنعة : زيدان باشا أصر أنه يعملك مفاجــأة هنا في المطعم ..

مد زيدان يده لكي يمسك بكف يد شاهي التي ارتعشت يدها فور ملامسته إياها ، ولكنه ضغط على كفها بقوته وجذبه ناحيته ، ثم رفعه ناحيه فمه ، قبله قبلة صغيرة وهو مسلط نظرها عليها و..
-زيدان بنظرات ثاقبة : أنا فرحـــان اني شوفتك !

حاولت شاهي أن تسحب يدها من يده ولكنها عجزت عن فعل هذا ، فقد كانت كالأسيرة بين يديه ..

مد زيدان يده الأخــرى في جيب سترته ، ثم أخــرج منها علبة صغيرة وحمـــراء اللون ، وفتحها بطرف إصبعه ، ثم مـــد العلبة أمـــام وجه شاهي التي نظرت إليه بأعين مصدومة و...
-زيدان بصوت رجولي عميق وهــاديء : تتجوزيني !

كانت العلبة الصغيرة تحتوي على خاتم سولتير رفيع به فص موضوع في منتصفه مصنوع من الألمـــاس ..

شهقت ناهد حينما رأت الخاتم وعرض الزواج المصاحب له ، ونظرت إلى ابنتها بعدم تصديق ..
-ناهد وهي تمط شفتيها في فرحة : أوووه ، مش معقول

في حين تسمرت شاهي في مكانها ، ونظرت بأعين مشدوهة للخاتم ولما يفعله زيدان معها ...
-شاهي فاغرة شفتيها : هــــاه

لم يترك زيدان كف يد شاهي ، وإنما أسند العلبة أمامها ، ثم أخرج الخاتم بإصبعه منها ، وأمسكه بإصبعين ، وألبس شاهي الخاتم في إصبع كف يدهــا الأيسر ..
-ناهد مسرعة : شاهي أكيييد موافقة بس انت عارف البنات ببتكسف وخصوصاً أنا موجودة معاها
-زيدان وهو يحدق بشاهي : أهـا
-ناهد: دي .. دي طول اليوم بتتكلم عليك ، بجد مش هتلاقي حد زيك
-زيدان بنظرات واثقة لشاهي : وأنا مش هاقبل غير إنها تكوني مراتي ..

كانت المفاجأة كبيرة على شاهي ، لم تتوقع هذا ، شعرت أنها فقدت قدرتها على الكلام أو الإعتراض .. ظلت فقط محدقة بزيدان وبما يفعله ..

نظر زيدان إلى ناهد بأعين ثاقبة ثم أكمل حديثه بـ...
-زيدان : أنا مش هاضيع وقت كتير ، أنا هاتجوز شاهي على نهاية الأسبوع ! وكل شيء هايكون جاهز .. أنا مش عاوز إلا هي وبس !

اومـــأت ناهد بالايجاب ، ورحبت بما قاله زيدان ، ولم تجادله ، بل إنها أعطته مباركتها على تلك الزيجة الملائمة ..

لم تستوعب شاهي ما الذي يدور ، فقد كانت في حيرة من أمــرها ، وحينما حاولت أن تعترض كان زيدان قد ترك يدها ، ونظر إليها بثقة بالغة .. ، ثم نهض عن مقعده الملاصق لها و...
-زيدان بنبرة واثقة : أنا هاستأذن عشان ألحق أطمن ان كل حاجة جاهزة ، وعاوزك يا ناهد هانم تكوني مطمنة وجاهزة للجــاي ..
-ناهد بسعادة : اكييييد طبعاً

رحل زيدان عن الطاولة ، وقبل أن يدلف لخارج المطعم رمق شاهي ووالدتها بنظرات ذات مغزى .. جعلت شاهي ترتعد في نفسها ، في حين باتت ناهد متيقنة أنها قد فازت بذاك الشباب ، وأمواله صارت تحت تصرف ابنتها ...

..................................
في منزل كارما هاشم ،،،،،

صدمت كارما من عبارة والدتها الأخيرة ، هي لم تتوقع أن تظن والدتها أن اهتمامها الزائد بالمهندس رأفت ما هو إلى بداية قصة حب ..
-كارما بحدة : لأ يا مامي ، أنا .. أنا مش بحبه
-صفاء : أنا خايفة عليكي يا بنتي ، خايفة تتعلقي بيه وآآآ...
-كارما بنبرة جادة : والله يا مامي ده أنا باعتبره في مقام بابي الله يرحمه ، وكلامي عنه لأنه بيفكرني بيه وآآ..
-صفاء وهي تمسك بكف ابنتها : يعني يا بنتي مافيش في قلبك حاجة ناحيته ؟
-كارما: لأ طبعاً ، اطمني يا مامي ..
-صفاء بارتياح : الحمدلله
-كارما غامزة : طب أقولك بقى على حاجة انا حساها
-صفاء : ايه ؟
-كارما مبتسمة: انا حاسة ان المهندس رأفت حاطط عينه عليكي انتي يا قمر

اعتلى وجه صفــاء علامات الاندهــاش والصدمة عقب العبارة الأخيرة لابنتها ، هي لم تتخيل أن تكون محط أنظـــار الغير ، خاصة وأنها عاجزة وأرمــلة وتعاني من أزمــات مالية ، بالإضافة لكبر سنها .. لذا كان مجرد تخيل ذلك الأمــر صدمة لها ....
-صفاء بنظرات مصدومة : بتقولي اييييييه ؟؟؟

.........................

في الطائرة ،،،،،

ركب خالد وأدهم ويارا الطائرة بعد أن انتهوا من الاجراءات المتعلقة بالسفر ... كان مقعد يارا مجاوراً لأدهم وبجوار النافذة ، في حين كان مقعد خالد في الجهة المقابلة ..

دلفت يارا أولاً للداخل ، وجلست على مقعدها في توتر .. في حين جلس أدهم إلى جوارها دون أي تعبير على وجهه .. ارتبكت يارا وحاولت أن تربط الحزام الآمــان الخاص بمقعدها ، ولكنها فشلت في إحكام غلقه ..

لاحظ أدهم توترها ، وارتباكها ، فمـــال قليلاً ناحيتها ، ثم أمسك بالحزام وأحكم اغلاقه .. شكرته يارا على ما فعل ، ولكنه لم ينبس بكلمة ، فقط ظل مسلطاً بصره للأمـــام ..

وقفت المضيفة على مقربة من مقاعدهما ثم بدأت تشرح الاجراءات الخاصة بقواعد الآمــان والسلامة أثناء إقلاع الطائرة وهبوطها ..

لم تهتم يارا بما تقوله المضيفة ، وإنما ظلت مسلطة بصرهــا على أدهم تراقبه عن كثب .. لقد كان حقاً جامداً في مشاعره ، صلباً في نفسه ، تعهدت يارا في نفسها على أن تعيد شعلة الحب من جديد بينهما ..

أوشكت الطائرة على الاقلاع ، وهنا اضطربت يارا ، لقد كانت تلك هي المــرة الأولى التي تستقل فيها الطائرة ..
خافت يارا كثيراً ، وحاولت جاهدة أن تخفي توترها ، فأسندت مرفقيها على جانبي مقعدها ، وظلت ترتعش قليلاً ...
أطــرق أدهم رأسه لينظر في الكتيبات الارشادية الموضوعة في جيب المقعد المقابل له ، فلاحظ انقباض يد يارا على المسند المجاور لمقعده ، فرفع رأسه قليلاً ، ونظر إليها من زاوية عينه فوجد ملامحها متجمدة من الخوف ، ورغم قسوته التي يظهرها متعمداً أمامها ، إلا أنه يخشى عليها حقاً ...

لذا مد أدهم كف يده وأسنده فوق كفها محاولاً بث الطمأنينة في نفسها ، أغمضت يارا عينيها من الخوف ، فشد أدهم على يدها أكثر حتى تطمئن ..
وما إن استقرت الطائرة وحلقت في السماء ، حتى أرخى قبضته عنها .. ونظر إليها بجفـــاء ثم عاود النظر امامه مجدداً وكأن وجودها لا يعني له شيئاً ..
شعرت يارا بمرارة الظلم والحزن في حلقها ، وحاولت أن تمنع سقوط العبرات عنوة من مقلتيها ولكنها فشلت .. لذا أشاحت بوجهها لتنظر عبر النافذة وتخفي الآسى الذي يظهر جلياً عليها ....

..................................

في شركة الصياد ،،،،،

في مكتب رأفت ،،،،،

ألغى رأفت كل الاجتمــاعات والمقابلات الخاصة بعمله طوال اليوم ليتفرغ للتفكير في مســـألة هامة ، مســـألة مصيرية بالنسبة له ، مسألة زواجه من السيدة صفـــاء

لقد عقد العزم على أن تكون هي زوجته ، وسوف يتحمل عواقب ذلك القرار لوحده ، فهو لم يعد يطيق البقاء مع تحكمات فريدة وأسلوبها الفظ في التعامل ، في حين أن بإمكانه أن يحظى بحياة أسرية مستقرة وينعم بالجو الأسري الدافيء الذي طالما نشده في عائلته ...

ولن ينكر رأفت أنه أعجب بصفاء وبطريقتها ، فهي استطاعت برقيها وأسلوبها المحترم في التعامل أن تدخل إلى قلبه بكل سهولة ، وتسيطر على عقله ، وتشغل تفكيره ...

فبرغم عجزهــا وظروفها الصعبة التي مرت بها إلا أنها صمدت وحاولت أن تقهر الصعـــاب ...
لقد اخترقت تلك السيدة الوقور قلبه ، وهو لن يتراجع عن قراره في الزواج منها ، ولكن أمامه عقبة واحدة حيث احتار رأفت كثيراً في أمــر إبلاغ أبنائه بنيته الزواج من أخــرى ..

ولكنه حسم أمــره بألا يخبر أي أحد إلا .................................. !!!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة