-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الخامس والعشرون من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الخامس والعشرون

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الخامس والعشرون

 تفاجأ "صفوت" بوجود "مروة" وعائلتها هنا ولم يعلم ما سبب الزيارة وما هي علاقتهم بهذا المنزل فهتف بتعجب:

-مروة ؟ ونعمة هانم كمان هنا أنا مش مصدق .

سلمت عليه "مروة" وكذلك "نعمة" ، هتفت "مروة" بابتسامة ودودة وقالت:

-ازيك يا عمي ، إحنا كلنا هنا مصدومين بصراحة بس أهو النصيب .

جلس "صفوت" يحاول الفهم بعد أن خاطب "ثُريا" قائلًا:

-حمدلله على سلامتك يا مدام ثُريا ، الحمدلله إنك كويسة .

بادلته "ثُريا" قائلة بابتسامة صغيرة:

-شكرًا لحضرتك الله يسلمك .

تابع "صفوت" وهو يحك طرف ذقنه ويقول:

-ممكن حد يحكيلي حصل إيه ، إحنا دورنا عليكي في كل حتة .

بادرت "مروة" تقص عليه ما حدث طوال تلك المدة وأن لحسن الحظ أن "ثُريا" وقعت بين أيديهم وما شهدت عليه ذاكرتها جعلها تجهل وجودها هنا فكانت صدمة "صفوت" كبيرة واشتد استنكاره لما فعله "قُصي" في البداية .

هز برأسه متفهمًا وهو يقول :

-ليان طلعت بكفالة واتعملها تعهد بعدم التعرض يعني اطمني يا ثُريا مفيش حد هيقدر يجي جنبك تاني .

تنهدت "ثُريا" بغل وضيق وهزت رأسها بصمت فشعر بها "صفوت" وتمهل في حديثه معها ، بينما عاود النظر إلى "مروة" وهو يقول مترقبًا ردة فعلها :

-يحيى هيجي الليلة يا مروة مش بعد بكرة .

أًصيبَت "مروة" بالدهشة الممزوجة بالفرح ونظرت إلى حميها قائلة بعدم تصديق:

-بجد يا عمي ؟ ، هو كلمك ؟

ابتسم "صفوت" لردة فعلها وقال بهدوء مشيرًا بيده:

-أكيد وبعدين أنتِ ناسية إني المشرف على الدورية دي يعني لازم أعرف كل حاجة .

تنهدت "مروة" براحة شديدة واطمئنان على "يحيى" فهتفت "نعمة" وهي تقول بنبرة حماسية:

-ربنا يرجعوا بالسلامة يا رب .

هتف الجميع داعين له بينما تابع "صفوت" بنبرة جادة وهو يشبك يده معًا:

-وبعدها علطول هنحدد ميعاد الفرح كفاية كده عليكوا .

ظهر على ملامح "مروة" السعادة والراحة وتنهدت راجية ذلك اليوم أن يأتي قريبًا ، بينما بارك لها الجميع ووسط ذلك أشار "صفوت" بعينه ل"ثُريا" وهو يقول بجدية:

-تعالي معايا يا ثُريا عايزك في كلمتين .

هزت "ثُريا" برأسها ومن ثم ذهبت معه بعيدًا عن أنظار الجميع ووسط قلق "رحمة" التي خشيت أن يحكي "صفوت" عن "قُصي" شيئًا فتحدث مشاجرة من جديد فهتفت داخل نفسها:

-سترك يا رب .

دلف "صفوت" إلى غرفة جانبية مع "ثُريا" ومن ثم نظر لها بهدوء وقال:

-أنا كنت متردد وقعدت فترة طويلة أفكر إيه هي المصلحة الصح اللي ممكن تمشي وعلى أساسها أقولك ولا لاء .

شعرت "ثُريا" ببعض القلق وأن هناك كثيرًا لا تعرفه فهتفت تحثه على الحديث:

-خير يا أستاذ صفوت حضرتك قلقتني في مشكلة حصلت ؟

تنهد "صفوت" وقد ضاقت عينه وهو يقول بحسم:

-هحكيلك بس توعديني تتصرفي زي ما هقولك ، وصدقيني ده لمصلحتك .

نظرت له "ثُريا" بترقب شديدة بينما بدأ صفوت يتحدث .

...................................................

بعد برهة من الوقت خرجت "ثُريا" برفقة "صفوت" ولم يبدو على وجهها أي ملامح محددة بل أتت بهدوء وابتسام وجلست برفقة الجميع بينما نظرت لها "رحمة" وهتفت غامزة لها:

-ما تروحي تشوفي قُصي يا ثُريا ماله ؟ ، يمكن محتاجلك .

ادعت "ثُريا" الارتباك وهي تقول مشيرة بخفوت:

-وأسيب الضيوف بردو يا خالتو ؟ ، كفاية اللي عملوا معايا ويمكن قُصي حابب يقعد لوحده .

مطت "رحمة" شفتيها بتعجب وصمتت ولم تتحدث وخشيت أكثر وانتقلت ببصرها إلى نظرات "صفوت" الذي مَثَّل عدم الاهتمام والبرود ، بينما استأذنت "نعمة" وهي تقول بنبرة سعيدة:

-طيب نقوم إحنا بقى بعد ما اطمنا عليكي يا بنتي الحمدلله بس متنسيناش بقى يا ثُريا ولازم نشوفك دايمًا .

احضتنها "ثُريا" بود وحب وقالت بأعين دامعة:

-أكيد يا خالتو مش هنساكي لا أنتِ ولا مروة والحمدلله أدينا بردو طلعنا معرفة وأوعدك إن هكون جنب "مروة" علطول.

هتفت "مروة" بمشاكسة كبيرة وقالت:

-أيوة أيوة أنا عارفة لُبنى هتنفضلي ومش هتيجي تنزل معايا تجيب الحاجات فاستلمي بقى .

ابتسمت لها "ثُريا" وأشارت لها بالإيجاب وشكرت "عبير" التي أوصتها باستمرارية العلاج لمدة شهر على الأقل حتى لا تحدث مضاعفات ، وبعد رحيل الجميع استأذن "صفوت" هو الآخر وهو يهتف مشيرًا لهما :

-أنا هسيبكم ترتاحوا دلوقتي وأروح عشان ألحق أجهز البيت قبل ما يحيى يجي ، لو احتاجتوا حاجة كلموني .

شكرته "رحمة" وقالت بابتسامة صغيرة:

-تسلم يا صفوت ، وربنا يرجعهولك بالسلامة .

ودعهم "صفوت" وبقيت "ثُريا" مع "رحمة" التي احتضنتها من جديد وهتفت برضا:

-أنا مبسوطة عشانك أوي يا ثُريا ، الحجاب حلو أوي عليكي بجد برافوا عليكي إنك خدتي الخطوة دي .

ابتسمت "ثُريا" بملامح مريحة وهتفت بابتسامة عذبة:

-عارفة يا خالتو أنا حاسة إن ده كله حصل عشان ربنا يهديني وأتحجب وأقرب منه ، فعلًا حسيت بفرق كبير في حياتي .

تنهدت "رحمة" وهي تربت على كتف "ثُريا" قائلة:

-أنتِ وقُصي عيشتوا أيام صعبة أوي وكلها كانت بعيدة عن ربنا كل واحد كان مشغول بالانتقام على طريقته ومفكروتش إن الدنيا فانية ، بس دلوقتي قدامكم فرصة ترجعوا ده يا حبيبتي .

تذكرت "ثُريا" ما دار بينها وبين "صفوت" وقالت بتنهيدة:

-أكيد .

نظرت لها "رحمة" بشك وقال بقلق:

-هو صفوت كان بيقولك إيه ؟

ارتبكت "ثُريا" قليلًا وقالت :

-آآ كان بيقولي على البنت اللي اسمها ليان واللي عملته وكده وقالي بقى ننسى الفات يعني .

تنهدت "رحمة" ببعض الراحة بينما وقفت "ثُريا" قائلة بشغف:

-أنا هروح أوضتي دلوقتي يا خالتو حاسة كأني غيبت سنين طويلة عن هنا .

ابتسمت لها "رحمة" وأشارت لها بذهاب قائلة بسعادة:

-روحي يا حبيبتي روحي وارتاحي شوية عقبال ما العشا يجهز ، الحمدلله إن ربنا رجعك لينا .

ابتسمت لها "ثُريا" ومن ثم ذهبت إلى غرفتها على الفور كي ترتاح وتفكر في الخطوة التالية ، وعندما دلفت إلى الغرفة تنهدت وهي تستجمع ذاكرة ذلك اليوم المشأوم ، فقط كانت تريد أن تصنع مفاجأة بسيطة "لقُصي" وتبدأ معه من جديد ،فأرسلت بأحد المصممين المشاهير واختارت له بذلة جديدة لعرسه من زوقها هي دون علمه واتفقت مع المُرسلة أن تأخذها منها ليلًا دون علم أحد وبالفعل ذهبت وأخذتها ولكن تحول ذلك فجأة ووجدت من يضربها على رأسها بغتتة منها .

زفرت "ثُريا" أنفاسها وجلست على الفراش وهي تستعيد ما قاله لها "صفوت"

.............

-شوفي يا ثُريا أنا هقولك ده عشان أضمن إن دي آخر مرة ممكن يحصل بينكم مشاكل ، وفي نفس الوقت تدي درس لقُصي أنه يمنع نفسه مجرد التفكير في أي حاجة ضدك .

هتف بها "صفوت" بنبرة جادة فقلقت "ثُريا" أكثر وهتفت وهي تستعشر بخطر ما سيقوله:

-وهو قُصي فكر ضدي بإيه ؟

حدثها "صفوت" بما فعله "قُصي" وقص عليها ما جال بخاطره بداية اختفائها فكان ذلك بمثابة صدمة شديدة بينما تابع "صفوت" وقال بجدية:

-وطبعًا هو ندم لما عرف اللي حصل وعشان كده لازم تسماحيه بس في نفس الوقت تعاقبيه .

شعرت "ثُريا" بقليل من الخنقة وتنهدت قائلة:

-أنا كان نفسي يكون عنده ثقة عمياء فيا ، بس هو كان صعب عليه يتحمل صدمة الجواب ده ، بس أعمل إيه ؟

ابتسم "صفوت" بهدوء وهتف قائلًا بتصميم:

-عاقبيه بس على طريقتك وبعدين واجهيه وعرفيه إن ده المفروض ميكونش بينا ، شوفي إيه أكتر حاجة ممكن تستفزه شوية واعمليها ، أنتِ بإيدك تنهي جبروت قُصي وتعيشوا كأي اتنين مع بعض .

فكرت "ثُريا" بما يمكن أن تفعله وخطر على بالها أمرٌ وقالت موافقة:

-معاك حق وفعلًا لازم يتعاقب مني شوية ، وأكتر حاجة ممكن تستفزه هو إني أبعد عنه بس هعملها بطريقتي خصوصًا إني دلوقتي لاحظت ندمه ومكنتش عارفة ماله .

هز "صفوت" برأسه وتابع محذرًا بمرح:

-بس مطوليش أوي عليه ده استوى وأنا عايزكم ترجعوا أحسن من الأول .

ابتسمت له "ثُريا" بامتنان وقال بود:

-حضرتك دلوقتي في مقام والدنا وإحنا مش عارفين نشكرك ازاي .

ابتسم لها "صفوت" وهتف بنبرة صادقة:

-أنتوا وصية هاشم الله يرحمه وهو كان أكتر من أخ كمان .

..................................................

عادت "ثُريا" بذاكرتها وتنهدت بأرق وقررت أن تبدل ثيابها وترتاح قليلًا وترى ما الذي سيفعله قُصي ؟

............

على الجانب الآخر ، كان "قُصي" بغرفته يشعر بالندم الذي يأكله وهو يؤنب نفسه قائلًا:

-غبي ، هتفضل طول عمرك غبي كانت بتعاني من غيرك وأنتَ كنت بتتهمها وبتقول إنها مش عايزاك .

مسح على شعره بضيق وتذمر وهو يقول:

-أنا مش هسمح لده تاني يحصل مش هخليها حتى تتنفس من غيري !

في ذلك الوقت دلفت "رحمة" كي تطمأن عليه وابتسمت وهي تقول:

-أنتَ كويس ؟

تنهد "قُصي" وهو يومأ برأسه بتردد:

أيوة ، هين فين ؟

اقتربت منه والدته ومسحت على رأسه وهي تقول بحنان:

-راحت ترتاح شوية من التعب ، بس أنا جيت أطمن عليك أنتَ لأني عارفة أنتَ بتفكر في إيه ؟

تنهد "قُصي" وهو يغير الحديث :

-بلاش نتكلم في الموضوع ده المهم هي دلوقتي ، مش هضيعها تاني ولا هسمح بده .

أشارت له "رحمة" وهي تقول بنبرة محذرة:

-هي اه مراتك بس لسه الفرح متمش عجل بقى عشان تنهي الخلاف ده كله وعشان تبقوا مع بعض وترتاحوا .

ابتسم لها "قُصي" وقبَّل رأسها وقال:

-أوعدك إن ده اللي هيحصل .

.........................................................................

ارتدت "لُبنى" ثوبًا جميلًا حاولت أن تخفف به عن نفسها ما جرى بالصباح خاصة وأنها تلحظ تغير زوجها وقربها منه وهي لا تريد سوى ذلك ، لكن تسلطات عمتها التي تجرحها تملأ تلك الفجوة ربما .

تفاجأ بها "مدحت" وأُعجِب بمظهرها وهتف مقتربًا منها وهو يغازلها:

-هو في قمر حلو كده ؟

ابتسمت له "لُبنى" وطفى على وجهها بعض الخجل بينما هو اقترب وقبَّل وجنتيها قائلًا:

-أنا محظوظ بواحدة جميلة زيك .

رق قلب "لُبنى" وضمته بحب وهي تقول:

-وأنا بحبك أوي .

ضمها "مدحت" متنهدًا وهو يقول بمشاغبة:

-أنا بقول نأجل العشا بقى.

ابتعدت "لُبنى" وهي تقول بمرح:

-لاء أنا عايزة أكل ولا أنتَ ناوي تجوعني ؟

ابتسم لها "مدحت" وقبَّل يدها وقال:

-مقدرش يا روحي يلا بينا .

في ذلك الوقت شعرت "لُبنى" ببعض الدوار وأمسكت بيد "مدحت" فجأة فقلق هو وأمكسها بفزع قائلًا:

-مالك يا حبيبتي ؟

أمسكت "لُبنى" بيدها الأخرى وقالت ببعض الوهن :

-مش عارفة يا مدحت بس حسيت إني دايخة فجأة .

هتف "مدحت" وهو يقول بنبرة حاسمة:

-خلاص يا حبيبتي بلاش نروح انهاردة تعالي ارتاحي .

أشارت له "لُبنى" نافية وهي تقول:

-لاء أنا خلاص كويسة خلينا نروح ولو تعبت نمشي .

ووسط إصرارها ذهبا معًا ولكن لا أحد يعلم ما سر هذا التعب سوى الله وحده.

....................................................................

في المساء في فيلا قُصي بعد انتهاء العشاء والذي كان به الوضع متوتر بعض الشيء بانشغال "ثُريا" بالحديث مع "رحمة" وتجاهلها له دون معرفته وبعد ذلك استأذنت كي تذهب للنوم بحجة التعب فلحق بها "قُصي" وهو يغلي من الغضب ،أمسكها من ذراعها وهو يقول بضيق:

-هو أنتِ مالك انهاردة ؟ سايباني كده ليه من الصبح في حاجة ؟

ادعت "ثُريا" البراءة وقالت بهدوء :

-معقول بردو تفكر كده ؟ ، أنا بس لسه مصدومة من اللي حصل فاصبر عليا شوية .

تنهد "قُصي" محاولًا كشف ما يحدث ببالها:

-أنا كنت فاكر إني واحشك أوي ، ومع بعض هنعدي اللي حصل .

هربت "ثُريا" من حديثه وقال بذكاء:

-مش أكتر من اللي أنا حاسة بيه لكن إحنا محتاجين نعوض ده صح ، زي جوازنا اللي راح ده .

ابتسم "قُصي" وأمسك بيدها وقال بشوق:

-لو عليا اعمل ده بكرة ، ومخلكيش تغيبي عني لحظة .

تنهدت "ثُريا" بداخلها بشوق شديد لكنها تراجعت وأكملت مخططها وهي تقول هاربة منه:

-روح نام يا حبيبي نبقى نفكر بعدين .

وذهبت بمشاكسة يينما هو ابتسم وشعر أيضًا بشيء غريب من ناحيتها ربما تغير شخصيتها هو السبب لكنه يعلم عندما يشهر بزواجهما فلن تهرب من قبضته أبدًا !

........................................................

في صباح اليوم التالي أصرت "ثُريا" على الذهاب إلى عملها مع "مروة" والتي أحبته كثيرًا فهي قد وجدت هدفها هناك باعتبار أن في السنوات السابقة كانت تدرس الهندسة وتحت إصرارها وافق "قُصي" وأصر على توصليها بنفسه فذهبت معه وبعد ذلك توجه هو إلى شركته وهنا وقد وجد آخر شخص يتوقع وجوده وهو "محسن" والد "ليان" .

رحب به "قُصي " ببرود كبير وشديد مما جعل "محسن" يشعر ببعض الحرج هتف "قُصي" بنبرة جامدة وقال:

-خير !؟

تنحنح "محسن"وهو يحاول إيجاد كلمات مناسبة وهتف قائلًا:

-أنا كان لازم أجي وأعتذرلك عن اللي عملته بنتي وآآ

هتف "قُصي" بنبرة عالية وقوية قائلًا:

-تعتذر ؟ بنتك كانت عايزة تقتل مراتي وتقولي اعتذار ، أنا لو عايز كنت قتلتها بنفسي بس مش هخسر نفسي عشان واحدة زيها !

تحامل "محسن" حديثه اللاذع فبالأخير ابنته مخطئة وهتف مبررًا:

-معاك حق في كل اللي بتقولوا ، بس بنتي ملهاش ذنب لوحدها أنا اللي سيبتها وخليتها تعيش حياتها على كيفها وأنا فاكرة إني كده صح .

شبك "قُصي" يده بملل وقال:

-وأنتَ جَي ليه دلوقتي ؟

تابع "محسن" حديثه بنبرة متعشمة وقال:

-عايزك تصفي النية من ناحيتنا ، أنا هاخد ليان وأسافر لفترة طويلة عشان أبعدها عن اللي هنا وأحاول أصلح غلطتي بس أهم حاجة محسش بالذنب طول عمري بسبب اللي حصل .

تنهد "قُصي" بفتور وقال بنبرة مقتضبة:

-أنا مش هقولك إني هسامحها لكن مفيش أي نية دلوقتي لحاجة مش كويسة أنا عايز أعيش أنا ومراتي في سلام وبس .

ابتسم له "محسن" ابتسامة صغيرة وشكره وهو يقول:

-ربنا يبارلكم سوا بعدئذنك يابني .

وتركه "محسن" ليشرد "قُصي" مبتسمًا فيما سيفعله من أجل زوجته ومن أجل تعويضها فقط .

.......................................................

كانت "مروة" مشغولة بعملها على مكتبها وفجأة وجدت من يدلف لها ويقول بمشاكسة:

-تسمحيلي أعطل البشمهندسة شوية ؟

-يحيى !

هتفت بها "مروة" راكضة إليه ببكاء شديد وارتمت بأحضانه بشوق باعتبار أنه مكتوب كتابها عليه ، فضمها له بقوة وشوق بينما هتفت "مروة" من بين بكائها:

-الحمدلله يا حبيبي إنك رجعتلي بالسلامة الحمدلله .

تأمل "يحيى" وجهها بشوق وحب :

-وحشتيني أوي .

نظرت له "مروة" بلوم وعتاب وهي تضربه على صدره:

-مش المفروض إنك جيت امبارح بالليل مكلمتنيش ليه ؟

ضحك "يحيى" عليها وقال :

-انا جيت الفجر وكنت ميت تعب ! ، وقولت أجي أعملهالك مفاجأة وبعدين عرفت كل حاجة من بابا .

تفهمت "مروة" وأومأت له برأسها وقالت بسعادة:

-سبحان الله على الصدف شوفت يا يحيى .

هتف "يحيى" ببعض العتاب وقال:

-بس أنا مضايق إنك خبيتي عليا .

أمسكت "مروة" بيده وقالت بجدية:

-مكنش ينفع يا حبيبي ، ثُريا كانت موصياني وبعدين أهو كله خير وده كله حصل عشان تفتكر وترجع لحياتها .

هز "يحيى" برأسه وداعب وجنتيها بمرح وقال:

-طيب يلا بينا عشان نتغدى سوى ونتفق بقى على الفرح أنا خلاص جبت أخري!

قهقت "مروة" برقة وقالت بنبرة مرحة:

-يلا يا حضرة الظابط بدل ما تحبسنا !

.................................................................

في قسم التحقيق .

كان "صفوت" يباشر عمله والجرائم التي أمامه وأخبره العسكري أن هناك سيدة تطلب رؤيته فتعجب "صفوت" وأشار بإدخالها وبعد ذلك لمح سيدة لم يتوقع حضورها بعد كل ذلك الزمن فهتف بصدمة ممزوجة بالغضب قائلًا:

-عفاف ؟!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة