-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن والأربعون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن والأربعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن والأربعون

القلب لـه أحكام في الحب...يتطلع للقرب دائمـًا ،ولكنّ سفينة الأقدار ما تأت دائمـّا بما نشتهيه !

يُقال أن للقلب دموع تنزف حين الفراق...حين الأشتياق...عند كل لحظة تمر بنا ولا نجد أحبابنـا...أو أن تفرقنا الأيـام ولا نجد بأحلامنا سوى الآلام !

كانت تظن...وتأكدت

كانت تأمل..وانقطع الأمل

كانت ساذجة...ونضجت

كانت حائرة في الأجابة....وشاء القدر أن يجيب عنها

والأجابة....فراق


وقفت السيارة الخاصة بـ "وجيه" عند مدخل الحي الشعبي ، خرجت منها بأقدام تجرها جراً ، بأحلام تركتها عندما سقطت قدميها وتاهت عن الوعي...حتى دلفت لسكنها بالغرفة العلوية على السطوح...


*********

**بقصر الزيان**


عندما عادت إلى القصر كانت كالزهرة التي للتو تفتحت ، قدميها على الأرض أصبحت خفيفة ، روحها تطوف بين حناياها مرحا....

الثقة والآمان...وجهان لعملة واحدة وهي الحب

أن تخاذل أحداهما سقطت العلاقة...وهي من ظنت أنها إمرأة الحظ العاثر بما أغدقتها به الأيام من آلام...من دموع وشحوب الابتسامة بعمرها..

ليأتِ هو إليـها بعد كثيراً من الحزن ، وكثيرا من اليأس والالم ، ليرسم على القلب بسمة ، وعلى الدموع طيف نسيم جففها ، ولعطره العشقي رحيق لا يُنسى....رجل عمرها الأربعيني...

من بين كل رجال الأرض هو وحده بعينيها حياة.

دلفت لغرفتها سريعا ، القت حقيبتها على مقعد المرآة ثم تطلعت على انعكاس وجهها...

كانت تعرف أنها جميلة...وربما تعتقد أنها مثيرة

ولكن للحجاب سحراً خاص ، وطلة آخاذة تجذب ، وشيء من الغموض المحبب للنفس...

وجهها به أصبح أكثر جاذبية وجمالًا ، والاجمل أن هناك في التستر والحشمة شيء من الخصوصية التي تترك كشفها لزوجها فقط...شعور جميل تحبه المرأة...أن تكن لرجلًا واحد فقط

ابتسمت بسعادة فائقة حتى باغتها هو برسالة نصية على هاتفها...انتبهت للهاتف واخرجته من الحقيبة لتقرأ الرسالة الذي كان محتواها كلمات حب جميلة وكلمات خاصة بينهما فقط...

كررت قرأت الرسالة بعينيها عدة مرات وفي كل مرة تتسع ابتسامتها أكثر ، وتذكرت جملة قالها سابقاً....إن أصبحت هي قدره فلابد أن تخاف على قلبها !! كان محقا في ذلك فقد أصبح هذا الاربعيني هوسها وجنونها ، وعشقها الذي ظنت للحظات كثيرة أن لم تأت قصة حب أجمل من الذي تعيشها معه....

كان ماكراً في ارسال تلك الرسالة وتفهم ذلك فلم تكن أقل مكرا وارسلت إليـه رسالة أكثر مكراً...

كتمت ضحكتها وهي تتخيل أنه ربما كان يجلس مع أحد العملاء الآن وقرأ الرسالة....

*********


**بمكتب وجيه**

دلف يوسف للمكتب بعدما تلقي أمر بذلك من وجيه بمكالمة سريعة....ظهر على وجهه بعض القلق وتساءل :-

_ خير يا عمي ؟ أنا عملت حاجة ضايقتك مني؟!

عاد وجيه لملامحه الجدية وتذكر أمر آسر وقال :-

_ بص يا يوسف...أنت اكتر واحد بتعرف تأثر على ولاد عمامك لذلك لنا بحب اجمعهم بكلمك ، ولما بحب أعرف حاجة بسألك

يوسف بغيظ :- يعني مش عشان أنا آخر العنقود وبتحبني وكده !

أخفى وجيه ابتسامته فهو الأحب لدى الجميع لطفوليته هذه الذي يبدو أنها لن تفارقه مهما مر من العمر.....قال :-

_ أنت عارف أنك انت بالذات ليك غلاوة خاصة عندي عشان زي ما بتقول آخر العنقود لكن مش ده موضوعنا....آسر في إيه بينه وبين سما ؟!

ارتبك يوسف من السؤال وشعر بالحيرة من الاجابة فأنتبه وجيه لعلامات الحيرة هذه وقال :- بيحبوا بعض ؟

قال يوسف بإعتراف :- بصراحة آه ، آسر كان غشيم شوية في معاملته معاها في الأول لحد ما طفشها من المكتب رغم أنه بيحبها

وجيه :- طب وهي بتحبه ؟

أجاب يوسف :- حاجات كتير اكدت أنها بتحبه ، كان باين عليها من أول يوم شغل كمان...

تعجب وجيه من الأمر ثم قال :- وبما أنها اشتغلت مع خالد فأكيد ده سبب المشاكل بينه وبين خالد !

تحدث يوسف بغيظ :- لا يا عمي مش بس كده ، أنت عارف أن خالد طول عمره بيغير مننا أنا وولاد عمامي وبيقلدنا من صغرنا ، بس بيكره آسر اكتر عشان آسر هو اللي قالك على موضوع شاهي والبنات اللي كانت بتجيله المكتب وبيحصل بينهم تجاوزات ، آسر لما عرف أن سما هتشتغل مع خالد بقى عامل زي المجنون...

تطلع وجيه اليه بنظرة عميقة وقال :- في حاجة مفقودة في الحكاية دي يا يوسف وحاسس أنك تعرفها ومش عايز تقولها

ابتلع يوسف ريقها بصعوبة بعمه وجيه الى الآن لا يعرف بعقدة آسر وماضي والديه وكل تلك السنوات لم يخبره شيء.....قال يوسف بلجلجة في صوته :- لأ ...ما أعرفش

نظر وجيه بعينيه نظرة ضيقة وتأكد بالفعل أن هناك شيء ولكنه لم يريد الضغط على يوسف لأنه لن يخبره طالما لا يريد ذلك فقال :-

_ خلاص ، ارجع شغلك وأنا هشوف حل للموضوع ده

اقترح يوسف أمر بخاطره :- إيه رأيك يا عمي نكلم عم سمعه على سما لآسر...

وجيه بحيرة وعصبية :- بعد اللي حصل صعب البنت توافق ، آسر طبعه جد أوي وهي بنت رقيقة وطيبه مش حمل عصبيته وهو مندفع في عصبيته..

اعلن هاتف وجيه عن رسالة فحمله بملامح عابسة وفتح محتوى الرسالة....تبدلت ملامحه رويدا لابتسامة ماكرة وعاد بظهره للخلف على المقعد.....

رمقه يوسف بتعجب وقال :- دي رسالة دي يا عمي ؟ عميل اللي باعتهالك؟!

تنهد وجيه بنظرة وابتسامة ماكرة وقال وهو ينظر لكلمات الرسالة:- آه عميل....عميل أوي...ده محتل

يوسف بدهشة وعصبية :- ومن امتى العملا بيبعتوا رسايل على الفون ؟ وريني كده

خرج وجيه من شروده وقال بجدية :- ارجع شغلك يا يوسف

تذمر يوسف بصبيانية وخرج من المكتب فاتسعت ابتسامة وجيه وقال :-

_ ده أنت غبي !

**********

**بمكتب جاسر**


أخذت جميلة كشف المعاينة للموقع ودلفت لمكتب جاسر لتراجع معه بعض النقاط....تركت باب المكتب مفتوح قليلا مثل عادتها فرمقها جاسر بتعجب :- حتى هنا هتسيبي الباب موارب كده ؟! هو أنا هاكلك ؟!

قالت بابتسامة بسيطة :-

_ لسه بدري على ما يتقفل علينا باب واحد ، دي الأصول

جاسر بغيظ :- يعني لا كلمة حلوة ولا اتصال ولا مسا ولا كلمة كويسة ! أنتِ قاسية كده ليه أنا زي خطيبك !!

أرادت أنت تضحك ولكنها تماسكت وقالت :-

_مابحبش الكلام في التليفون كتير وبعدين أنا مش قاسية أنت اللي منحرف

جاسر بابتسامة ماكرة :- عشان كده الرجالة بتبص برا

دفعت جميلة الملف على المكتب بعصبية وقالت :-

_ هو عشان أنا محترمة هتبص برا !! طب ما أنت قبل ما تعرفني كنت بتبص برا ! ليه فاكر أن عشان محترمة أبقى مش بعرف أحب وقاسية وباردة ؟!! كل الموضوع أني عارفة حدودي وأنت مش من حقك تطلب من كلام حب غير وأنا مراتك وساعتها لو لقيتني قاسية ابقى ازعل واعترض واتكلم...

اتسعت ابتسامة جاسر بتسلية وقال :- آه كده اطمنت ، أنا اصلًا حاسس أنك هتنحرفي بس بالحلال

هتفت بضيق :- أنت مافيش فايدة فيك على فكرة ، آخر مرة نتكلم في الموضوع ده

استدارت وخرجت من المكتب حتى اغلقت الباب خلفها عندما خرجت وجلست أمام مكتبها في السكرتارية......

ابتسمت بالتدريج بسبب استدارجها للحديث بهذا الشكل الماكر...

***********

بالمساء......

بقصر الزيان.......

دلف يوسف وبيده طبق من الفاكهة يتسلى به حتى وجد آسر يرتدى قفاز الملاكمة ويضرب حامل معلق بغضب شديد.....تطلع به وقال :-

_ بقالك نص ساعة وأنت كده !! يابني تعالى كل معايا أهو تتغذى وتروق دمك وتهدى بدل ما أنت معصب نفسك كده....

توقف آسر بعد ضربة قوية سددها للحامل القطني المعلق بسلاسل حديدية سميكة من الأعلى.....وقال :-

_ عمي وجيه ضغط عليا عشان اصالح خالد....مكنتش منتظر منه يجبرني بالشكل ده !

تعجب يوسف من الأمر فقال :- ممكن يقصد شيء غير الأجبار ، أنا عارف عمي وجيه كويس

اتى صوت وجيه من خلفهم وقال :- بالضبط يا يوسف ، أنا اقصد شيء غير الأجبار بس آسر مش فاهمني وعمره ما فاهمني

يوسف بابتسامة طفولية :- أنا اكتر واحد بيفهمك يا عمي يا حبيبي.

رمق وجيه طبق الفاكهة بيده وقال بضحكة :-

_ كمل أكل يا يوسف ، الأكل بيشغل مخك

اتسعت ابتسامة يوسف بمرح بينما عاد وجيه يتحدث مع آسر بجدية وقال :- لما خليتك تصالح خالد لأنه خبيث وبيوقعك بسهولة ، خصامك ليه مش هيفيدك بشيء ، أنت مخدتش بالك أنه مش بيحاول يبقى عصبي معاك ! ما بيسيبش وراه غلطة وأنا مش ظالم عشان ارفده أو اطرده من غير سبب لكن هبعته بعد أسبوع لمهمة شغل في كندا

آسر بتساءل وتعجب من ملاحظة عمه لمشاعره المختبأة :- مش فاهم ؟!

نظر وجيه ليوسف فقال يوسف بعدما فهمه :- يعني الجو هيخلالك أفهم بقى ومتحاولش تعمل مشاكل معاه عشان يبعدك عن دماغه وينساك شوية....وبصراحة اكتر ما تحاولش تكلمه ولا تروح المكتب الأسبوع ده خالص لحد ما يغور ويسافر من غير مشاكل....

أضاف وجيه بحكمة :- صدقني يا آسر ، المشاكل من النوع ده بتتحل دايمًا بالصراحة والهدوء...هي رافضة تشتغل معاك...لما خالد يسافر هخليها ترجع مؤقتا للشغل معاك لأن وجودها مش هيبقى ليه لزوم في المكتب وخالد مسافر...فهمت؟

انجلت تعابير الغضب من ملامحها وقال بابتسامة طفيفة :- فهمت


***********

مر اليومان.....بالصباح الباكر في اليوم الثالث

ترددت سما كثيرا في الذهاب بينما على آخر لحظة قررت الذهاب والتحدي...وقف أمامها الفتيات وقالت جميلة :-

_ لو راجعة تتحديه يبقى ما تروحيش احسن وسيبي الشغل ده خالص

وافقتها حميدة بعصبية وهتفت :- بقالي يومين بنصح فيها وافتكرت أنها خلاص اقتنعت لكن برضو هترجع عشان تنتقم منه !

رضوى بقلق :-

_ خالد ده هيطلع اكبر مصيبة في الآخر وبكرة تشوفي ، أنت لاغية عقلك ومش بتفكري غير انك تنتقمي من آسر وبس

سما بثبات :- قولوا مهما تقولوا ، مش هيغير من قراري شيء ، انا مش راجعة انتقم ، بس مش هتكسر قدامه تاني وأن كان وجود خالد بيجننه يبقى هوصله لمستشفى المجانين لأني راجعة الشغل

يأس الفتيات من اقناعها حتى قالت جميلة :- طب يلا عشان هنتأخر كده.

************

**بمكتب خالد**


دلفت سما للمكتب وباشرت عملها دون أن ترى ما أن كان خالد بمكتبه أو لا....خرج خالد من مكتبه بعد دقائق والقى السلام عليها بنظرة غامضة كعادته وقال :-

_ في غداء عمل النهاردة هيكون في مطعم قريب من هنا ، هتكوني معايا

رفعت رأسها اليه بحدة وقلقت منه فقالت :- هو لازم وجودي ؟!

اكد خالد ذلك بلطف :- اكيد طبعاً ، العملا من برا ومش هينفع استقبلهم هنا في أول زيارة ليهم في مصر

لم تشعر أنه يتحدث بمصداقية وصمتت بحيرة ثم قالت :- سيبلي عنوان المطعم وهسبقك ،هو حضرتك حاجز ولا احجز أنا ؟

اخفى غيظه وقال :- طب ما نروح مع بعض بعربيتي؟ هو أنا هخطفك ؟!

سما بحدة :- أنا أسفة ، مش هينفع اركب مع حد غريب عربيته ، ما اتعودتش على كده ولو كنت مصر فأنا__

قاطعها بموافقة :- مافيش مشكلة....هسيبلك عنوان المطعم وتسبقيني ، هتصل دلوقتي احجز فيه

دلف لمكتبه بنظرات غيظ واحتقار خبأها ثم أجرى اتصال على رقم المطعم ليحجز طاولة....

*************

بعد مرور ساعات خرجت سما من المكتب ومعها عنوان المطعم.....مرت على مكتب حميدة لتخبرها...

نظرت حميدة بقلق لها وقالت :- هو احنا فينا من كده ؟! شغل مطاعم وغدا برا !!

سما بهدوء :- انا مرضيتش اروح معاه ، خدت العنوان وهسبقه ماتخافيش

زفرت حميدة بحدة :- أزاي ما اقلقش !! روحي وانا فاضلي حاجات بسيطة واخلص ، هخلي يوسف يجي معايا الظروف ما تضمنش مع خالد ده مع أني مش متعودة أني اطلع معاه

سما بمحاولة أن تطمأنها :- هو أنا رايحة اتخانق !! ما تقلقيش عليا لو ما لقيتش العملا همشي على طول

اغلقت حميدة الملفات بيدها وقالت :- مش مهم الورق ده يخلص النهاردة هخلصه بكرة....روحي يا سما وانا هستنى يوسف واجي وراكي ، انا قلقانة من خالد ومش برتاحله

وافقت سما على مضض وخرجت من المكتب......

*************

كان يقف بمكتبه في ضيق شديد...يود لو ذهب اليها في الحال ولكن تحذيرات وتوجيهات عمه التزم بها ، به شوق مجنون اليها وهذا في فراق يومان فقط !!

حبيبة الروح والقلب والكيان

مر بعمري شتى بقاع الحرمان من الآمان

وأنت بالقلب كالطفلة على عمري

محبتك كمحبة الروح للحياة

وإن أتىَ الفِراق أرحلي مِنهُ إليَّ

فإنت بقلبي كل مساكن الهوى


كاد أن يضرب وعده لعمه عرض الحائط ،تتوق روحه اليها ، ظمأ قلبى شاق ، وضلوه عينيه تتلهف للرؤية بالعناق....

أتى يوسف إليه بعدما أخبرته حميدة بأمر سما والقى على آسر الخبر.....احمرت عينيه بغضب وهتف :-

_ يعني إيه غداء عمل ! هو خالد حد يطمنله !

يوسف بتحذير :- خليك اذكى منه مرة بقى واهدى !! تعالى معانا ،أنا مقولتش لحميدة أنك هتيجي بس كأنها بالصدفة يعني وبالمرة ما نسيلش سما لوحدها ومحدش عارف خالد في نيته ايه !

صر آسر على أسنانه بغيظ شديد ثم التقط مفاتيح سيارته وخرج مع يوسف.....

**********

**بمطعم كبير بأحد الاحياء الراقية بالقاهرة**

انتهى عشاء العمل سريعا فقد اخذ نصف ساعة تقريبـًا ، حيث أنه كان مجرد استقبال فقط ولم يخبر خالد سما بذلك مما جعلها ترمقه بضيق شديد....

تطلع بها بنظراته الغامضة التي تقول الكثير ثم قال مباشرةً :-

_أنا عارف انك مستغربة عشان ده طلع استقبال للعملا مافيهوش شغل ، بس أنا بصراحة كنت عايز افاتحك في موضوع مهم....

نهضت سما من مقعدها وقالت بحدة :- طالما مافيش شغل يبقى. همشي

قال ب جاء مزيف ونظرات راجية :-

_ ارجوكي اقعدي ، عشر دقايق مش اكتر

جلست ببطء وضيق يطبق على أنفاسها فتابع بابتسامة :-

_ للأسف أني هسافر بعد كام يوم في شغل ،هسافر كندا ومش عارف هرجع امتى ، يعني هقعد هناك على حسب ما المشروع يخلص ، ممكن شهر أو اتنين أو اكتر....عشان كده هكلمك دلوقتي...أنا عايز اتقدملك

صدمت من قوله وظهر على نظراتها المحدقة فيه بصدمة فتابع متظاهرا بالاعجاب :-

_ يمكن أنتِ تشوفي أني أعرفك من فترة قصيرة ، فترة مش كفيلة أبدًا أنها تخليني أخد قرار زي ده بس أنا برضو ليا نظرتي في اللي بتعامل معاهم....وأنتِ اللي كنت بدور عليها من زمان عشان أأمنها على اسمي وسمعتي وحياتي بحالها كمان...مطمنلك ومرتاحلك

بقلم رحاب إبراهيم

انتظرخالد اجابتها بشوق... بينما الصدمة أخذت من عينيها الهدوء..... قال بشيء من التصميم:-

_ وافقي وشوفي هعملك ايه.... انا كنت صريح معاكي وأعترفت أن قراري مش تحت تأثير حب من أول نظرة، بس اقتناع وراحة لأول مرة بحسها بحياتي....

ابتلعت سما ريقها الذي جف تقريبًا، يبدو أن ما يحدث هو سخرية القدر.... ملامحه تشبه آسر ولكن ليس هو، ذات العائلة الثرية الشهيرة ولكنه ليس هو حبيبها!!

ويبدو أن حيرتها أشعلت تصميم خالد أكثر فقال:-

_ فترة الخطوبة اتعملت عشان نتعرف على بعض أكتر، انا لو مش بحترمك وعارف قيمتك كنت اجلت موضوع الخطوبة وقضيتها تسلية وكنت أقدر... لكن أنا حابب نتعرف على بعض بشكل رسمي وقدام أهلك.... عشان تبقي مرتاحة وده الاهم عندي...

تلعثمت قائلة بغكر تائه من الصدمة :- مش عارفة أقولك إيه....

كانت سترفض بالنهاية حتماً

*******

ترجل يوسف من السيارة ومعه حميدة ثم التفت إلى آسر الجالس بمقعد القيادة وقال:-

_يابني ما تنزل معانا نقعد شوية في المطعم ده نرتاح شوية من الشغل....

قال آسر وتعمد اخفاء لهفته:- انتوا مش قولتوا سما مستنياكوا هنا وهنمشي على طول؟!

اغتاظت حميدة من ذكره اسم سما دون رسميات بعدما حدث فأجاب يوسف بمكر:-

_ قررت اقعد شوية واشرب حاجة مع حميدة، ما تبقاش غلس بقى

غمز يوسف لآسر ويبدو أنه تعمد هذا اللقاء.... خرج آسر من السيارة وهو يرتدي نظارته الشمسية كي لا تظهر اللهفة المجنونة بعيناه لرؤيتها..... بعدما اصبحت بعيدة المنال...

دخل الثلاثي المطعم ليتفاجئوا بالمشهد الشاعري أمامهم..

****

ظلت سما تنظر أمامها بتيهة فتطلع بها خالد بابتسامة وقال بصوت يشبه الهمس:-

_ سما أنا معجب بيكي أوي، بصراحة أول مرة أعرض على بنت الجواز وبصراحة أكتر اللي عرفتهم قبلك مافيهمش واحدة اقدر استأمنها على اسمي وسمعتي.... أنتِ حاجة تانية بس انا زعلان أنك مكشرة كده، ما تحسسنيش أني بضغط عليكي، ممكن تبتسمي حتى لو ابتسامة بسيطة؟!

ابتسمت بتردد ومجاملة، ازدردت ريقها مرة أخرى وكادت ان تجيب وهي ترفع رأسها بعدما كانت تنظر للأسفل بخجل....

تفاجئت بالذي يقف أمام الطاولة وعيناه كالجحيم المشتعل بالنيران...... لوهلة شعرت وكأنها تتوهم، ثم صدمت من واقعية وجوده، ونظرت لعيناه التي طاف بها مزيج الغضب والعتاب فقالت وكأنه هو من تقدم لخطبتها:-

_ أنا موافقة يا خالد..

كان رؤيتها فقط هي من جعلته بهذا الغضب ولكنه للآن لا يعرف لأي شيء وافقت حتى نهض خالد بابتسامة واسعة منتصرة وشامته عندما رأى آسر وقال له:-

_ وشك حلو عليا، اخيرا وافقت، بارك لأخوك بقى اخيرًا هيتجوز ويستقر...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة