-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل العشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هدير محمود علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود.

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل العشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل العشرون

 تذكرت ليلة وهي تفر هاربة هذا الشاب الذي حدثته في الفندق وتشاجرت معه والذي أخبرها أنه رائد شرطة ف هي قد لمحته يجلس هنا على الشاطيء وهي تبحث عن مريم حاولت تذكر مكانه وبالفعل رأته أمامها مازال جالسا حاولت أن تنادي عليه أن تشير إليه لينتبه لها لكنه لم يسمعها لأنه مازال واضعا سماعته في أذنه ولم ينتبه لندائتها نظرت خلفها وجدت أحد حراس جاسر وهو يقترب منها ف انحنت لتلتقط أحد الحجارة الصغيرة من الأرض وصوبتها تجاه حازم لتلفت انتباهه لكن الحجارة أصابته في جبهته فزع حازم الذي كان مستغرقا مع الأغاني التي يسمعها وأخرج سلاحه ثم نظر حيث الاتجاه الذي صوبت من ناحيته تلك الحجارة وإذا به يرى ليلة نزع سماعته من أذنيه وجرى نحوها في عنف وغضب شديدين قائلا :

-يا بنت المجنونة أنتي أزاي تعملي كده؟ ..كده عورتيني

كانت تتنفس بقوة ودقات قلبها سريعه للغاية من أثر الجري والخوف معا فقالت :

- ألحقني أرجوك

-ألحقك من أيه ؟

نظرت ليلة خلفها وأشارت بسبابتها تجاه هذا القادم نحوهما قائلة :

- من ده


وإذ فجأة يقترب هذا الحارس محاولا أخذ ليلة التي فلتت منه وأختبأت خلف ظهر حازم قائلة : ---- - والنبي يا سيادة اللواء أنقذني منهم دول عايزين يخطفونا

نظر حازم للرجل الواقف أمامه وقال بحزم : عايز منها أيه أنتا ؟

- قال الحرس : الباشا هو اللي عايزها مش أنا وأوامر الباشا لازم تتنفذ

- حازم ضاحكا ضحكة ساخرة : أوامره تتنفذ عليكوا ثم فاجأة بلكمة في وجهه وخبطه بكعب سلاحه على رأسه بعنف ضربة أفقدته الوعي وسقط على الأرض مغشيا عليه

- نظرت له ليلة وصفقت بسعادة : برافو عليك شكلك طلعت ظابط بجد

- حازم : لأ ظابط بهزار.. مين ده وباشا مين ويخطف مين وليه ممكن تفهميني ؟

- ليلة وكأنها تذكرت فجأة : أاااه يلا نلحق مريم وأدهم بسرعة

- حازم : مريم وأدهم مين؟

- ليلة : تعالا ورايا بس بسرعة وبعدين أفهمك مفيش وقت لازم ننقذهم


سار حازم خلفها ونظر حيث أشارت وجد رجل مقيد وحارس آخر يقف خلفه يمسكه وأمامهم رجل يبدو أنه الباشا الذي كان يتحدث عنه الحارس الذي ضربه قبل قليل وكان يمسك بيده أمرأة تصرخ وتبكي وتعافر للتملص من قبضة يده وأكدت له ليلة تخمينه اتصل على زميله الموجود بالقسم التابع لتلك المنطقة وطلب منه قوة للتحفظ على هؤلاء ..


- حازم موجها حديثه ل ليلة الواقفة بجواره: بصي أنتي هتقفي هنا وأنا هروح أحاول أخلص أصحابك متتحركيش من هنا

- ليلة : لأ خدني معاك

- حازم بصرامة: آخدك معايا فين هي رحلة لو خدتك معايا هتلخبطيني ومش هعرف أحميكي ولا أنقذهم اقفي هنا ومتتحركيش إلا لما أشاورلك فاهمة؟

- ليلة : أنتا هتديني أوامر أنا مش عسكري عندك متزعقليش كده

- حازم بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح خلاص خلينا واقفين لحد ما ياخدها ويمشي

- ليلة : لأ خلاص خلاص روح أنقذها


ذهب حازم نحو المكان الموجود به جااسر والحرس وأدهم ومريم كان يتجه نحوهم بهدووء شديد حتى لايشعر به أحد وجاء من خلف جاسر فجأة ولف ذراعه حول رقبته فزع جاسر وترك يد مريم ثم نظر حازم بسرعة للحرس وهو مصوب مسدسه نحو رأس سيده قائلا :

- هات سلاحك بدل ما أَضرب طلقة ف دماغ الباشا بتاعك افرتكلك نفوخه

- جاسر برعب أشار لحارسه : أديله السلاح

- حازم : شاااطر يا باشا ..ثم نظر للحرس قائلا :تعالا أنتا بقا جنب الباشا بتاعك كده


وقف الحرس بجوار جاسر ومازال حازم ممسكا برقبة جاسر الذي كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة من شدة قبضته عليه ف تركه وهو مازال موجها سلاحه نحوهما قائلا :

- حازم : مش محتاج أقول أن اللي هيتحرك هقتله هي ديتها رصاصة ونخلص ثم نظر ل مريم قائلا : أنتي تعرفي الراجل المربوط ده

- قالت مريم ببكاء : أيوه ده جوزي

- حازم : طب فكيه بسرعة

ذهبت مريم ل أدهم وفكت قيده وظلت تبكي بشدة وهو يحتضنها بين ذراعيه محاولا تهدئتها

- أدهم : أهدي يا مريم أنا كويس مفيش حاجة والله

- مريم ببكاء: كويس أيه دول ضربوك كتيير أوي أنا آسفة أنا السبب

- امسك أدهم بيدها ضاغطا عليها : ششش اطمني خلاااص مفيش حاجة

- رد جاسر في تلك اللحظة موجها حديثه ل حازم:بقولك أيه سيبنا نمشي أنتا مش عارف اللي واقف قدامك ورافع سلاحك ف وشه ده مين وممكن يعمل فيك أيه؟ أنا جاسر السيوفي ابن رجل الأعمال ياسين السيوفي اللي يقدر بمكالمة تليفون يوديك ورا الشمس

- حازم ضاحكا بكل صوته :ده أنا اللي هاخدك أنتا وأبوك ورا بس مش هقولك هعمل فيك أيه عشان الست اللي واقفة هبقا أقولك بيني وبينك الظاهر أنك مش عارف أنتا بتكلم مين أنتا بتكلم الرائد حازم المصري يعني لا أنتا ولا أبوك الهفأ ده تهزوا فيا شعرة واحدة ولو حتى تعرفوا أكبر راس في البلد ولا تعرفوا تعملوا معايا حاجة

حينما سمع أدهم اسم حازم نظر إليه وتوجه نحوه لينظر في وجهه ليتأكد أنه هو ثم قال :

- حازم حسين المصري معقووول الصدفة ديه

- حازم أمعن النظر ف وجه أدهم ثم صرخ قائلا : أدهم محمود مدرسة العزة الثانوية بنين

- أدهم: ده أنا بدور عليك بقالي شهر ومكنتش عارف أوصلك يقوم ربنا يجيبك لحد عندي معقول كده!

- حازم : شفت بقا النصيب يا أدهوم ربك لما يريد ثم نظر ل جاسر قائلا

يعني كنت هتخطف مرات صاحبي كمان لأ ده أنتا هيتعمل معاك الواجب صح بقا

-رد جاسر ل يغيظ أدهم : مهو لوكان صاحبك مالي عين مراته كان زمانها نايمه ف حضنه مش سايباه وجاية هنا دلوقتي بقا بذمتك واحدة زي ديه بجمالها ورقتها تتساب ديه لازم ت.....

قاطعه أدهم بلكمة قوية في وجهه وأخذ يصوب له اللكمات يمينا ويسارا وهو يسبه بأفظع الألفاظ حاول حازم الفصل بينهما لكن أدهم كان يضرب جاسر بكل الغضب الذي يعتريه ف سقط بين يديه مغشيا عليه هدأ أخيرا حينما فعل ذلك به وبدأ يسمع صوت حازم وهو يقول :

-خلاص يا صاحبي ده عيل فرفور هيروح ف أيدك ميستاهلش

-أدهم : أهوه الواحد يكسب فيه ثواب ويربيه ميعرفش حاجة عن الرجولة وميستهلش حتى يتقال عليه دكر

-حازم : بس أنتا لسه شديد يا صاحبي مدخلتش شرطة ليه؟

-أدهم : ما كفاية أنتا

وبينما كانا يتضاحكان وكان حازم يمسك بالحارس وظهرهما ل جاسر سمعا فجأة صوت ليلة وهي تصرخ بهم

-أدهم حااااسب


نظر حازم وأدهم خلفهم فإذا ب جاسر قد فاق ويمسك بسلاحة موجهه ناحية أدهم الذي حاول الابتعاد لكن الرصاصة قد انطلقت وصوبت تجاهه أسقطته فجأة بعدما أصابته حاول حازم الامساك ب جاسر الذي فر هاربا وفي تلك اللحظة وصلت القوة التي طلبها من صديقه أخذوا الحارس الذي يقف معهم والحارس الذي ضربه أدهم ودلهما حازم على مكان الحارس الثالث الذي كان يركض خلف ليلة وضربه وقوة آخرى ذهبت خلف جاسر الذي ضرب أدهم وهرب ولكنهم لحقوا به وأمسكوه هو الآخر ....


أما مريم ف توجهت ل زوجها وضمته ل صدرها بشدة وهي تصرخ فيه ل يقوم ولم تكن تعي ماذا عليها أن تفعل كأنها ليست طبيبة حتى جاءت ليلة لتنظر على أدهم الملقى على الأرض وملابسه ملطخة بالدماء توجهت ببصرها تجاه مكان الدم وتفحصت جرحه قائلة ل مريم التي مازلت تنتحب بشدة :

-مريم أهدى الاصابة مش serious الحمد لله بعيدة عن القلب صحيح مش أوي بس المهم أنها بعيدة خلينا نوديه المستشفى بسرعة

-مريم : بجد يا ليلة يعني أدهم هيبقا كويس؟

-ليلة : أه والله إن شاء الله هو أنا يعني اللي هقولك يا مريم متخافيش وأهدي كده وبصي على الجرح خلينا نوقف الدم لأنه بينزف جامد

-حازم متسائلا : هو أنتو دكاترة ؟

-ليلة : ايوه ..وبعدين أنتا واقف تتفرج متشيله وتوديه المستشفى بسرعة

-حازم : أوووف على لسانك ده مش معقووول عربيتي مش قريبة من هنا ولازم نستنى عربية الاسعاف تيجي

-ليلة : انتا لسة هتستنى هو بينزف جامد أنتا متعرفش تتصرف يعني

-حازم بغيظ: أعوذ بالله منك دقايق وعربية الاسعاف هتكون هنا أنا كلمتهم وهما قريبين جدا

-ليلة : لازم نربط الجرح عشان نهدي النزيف شوية بس مش عارفة نربطه بأيه ثم نظرت ل مريم قائلة : هاتي حجابك نربط بيه الجرح لحد ما الاسعاف توصل


كان أدهم يستمع لحديثهم لكنه كان غير قادرا على الحديث لكن ما إن قالت ليلة ذلك خشى أن تستمع مريم لما قالته وتخلع حجابها لتربط به جرحه ف تجرحه جرحا أعمق من تلك الطلقة فأمسك بيدها ضاغطا عليها ثم نظر لعيناها كأنه يحادثها دون أن تنبس شفاهه ببنت كلمة وكأنها أيضا قرأت ما قالته عيناه ف طمأنته ب نظرة ثم قالت بهمس وقد تشبثت بحجابها بقوة :

-متخافش عمري ما هخلعه تاني ديه كانت غلطة ..غلطة ومش هتتكرر أبدا


في تلك اللحظة خلع حازم قميصه الذي كان يرتديه وأعطاه ل مريم ل تضمد به جرح صديقه وكان يرتدي تيشيرت أبيض أسفل قميصه ف ظهر أكثر عضلاته وجسده الرياضي

وبعد أقل من عشر دقائق أتت سيارة الاسعاف حملوا أدهم وركبت معه مريم وتوجهوا للمستشفى

بينما ركبت ليلة مع حازم سيارته ل يلحقوا بهم

وما إن وصلا إلى هناك نظر أدهم ل مريم الباكية أمامه قائلا بصوت متعب:

-أدهم : مريم أهدي كده واسمعيني

-مريم :قوول يا أدهم مالك موجوع أوي ؟معلش هتبقى كويس دلوقتي متخافش أنا جنبك

-أدهم : يا مريم اسمعيني

-مريم : أيه ؟

-أدهم بضعف وألم :عايزك معايا في العمليات

-مريم :عايزني يعني أدخل مع الدكاترة

-أدهم : لأ ..عايزك أنتي اللي تعمليلي العملية وتطلعي الرصاصة

-مريم بصدمة: نعمممم ؟!لأ طبعا مقدرش والله

-أدهم : لأ هتقدري ومش هدخل إلا لو وافقتي أنك تعمليهالي

-مريم : أدهم متصعبهاش عليا أنا مش هقدر أنتا مش شايف ايدي بتترعش أزاي ! ده بجد فوق طاقتي

-أدهم : وأنا مش هثق ف حد غيرك وعايزك تكوني آخر حد لمسني حتى لو مت مش هكون زعلان

-مريم :بعد الشر عليك متقولش كده متخافش الاصابة مش خطيرة بإذن الله هتبقا تمام وبعدين يمكن ميرضوش يخلوني أعمل العملية في دكاترة أكيد هنا ومش هيوافقوا


نظر أدهم ل حازم الذي وصل هو وليلة للتو وأشار إليه ليحدثه قائلا :

-أدهم : حازم لو سمحت ممكن تقولهم إني عايز مريم هي اللي تعملي العملية

-حازم : طب هي هتقدر متهيألي أن ده ضغط عليها أوي

-أدهم : متقلقش هتقدر مريم جراحة شاطرة جدا أنا عايزها جنبي عشان لو حصلي حاجة تكون آخر حاجة أحس بيها هي لمستها


هذا ما قاله أدهم لمريم ول صديقه لكنه أيضا أراد شيئا آخر هو أن يجعلها تداوي جرحه حتى تسامح نفسها هو يعلمها جيدا ويشعر بتأنيب ضميرها الذي يأكلها ونفسها التي تخبرها أنها السبب فيما حدث له ف لتكن أيضا سببا في نجاته حتى تشفى روحها ....


- حازم ردا على حديث صديقه : بعد الشر عليك يا صاحبي ..بسيطة إن شاء الله خلاص متقلقش أنتا أنا هقولهم وهتدخل معاك بس هي موافقة؟


نظر أدهم ل مريم ليتأكد من جوابها الذي كان في قرارة نفسه يعلم أنه نعم ف هي لن ترفض طلبه هو يعلم ذلك جيدا وبالفعل نظرت له مريم وأخبرته بعيناها أنها موافقة ثم أماءت رقبتها بالايجاب ليتأكد من ذلك

-حازم : طيب تمام ثواني وأنا هبلغهم


وبالفعل دخل حازم ل مدير المستشفى وطلب منه دخول مريم للعمليات بعدما أخبرهم أنها طبيبة جراحة وأن المصاب زوجها وهو يريد ذلك فوافق المدير على طلبهم بعدما تأكد من هويتها أنها طبيبة جراحة حقا .....


استعدت مريم للعملية وارتدت الزي المخصص لها وتعقمت ودخلت العمليات وما إن قام دكتور التخدير ب حقن أدهم بالمخدر حتى غفا بعدما نظر لها نظرة طويلة ثم أغمض عينيه ، بعد تلك النظرة زفرت مريم من أعماقها زفرة حارة وبدأت في تشغيل عقلها بدلا من قلبها وتخيلت أن الراقد أمامها الآن شخص آخر غير حبيبها حتى تستطيع إجراء تلك الجراحة وبالفعل بعد حوالي أكثرمن ساعة أستطاعت أستخراج الطلقة وكانت تبتعد عن قلبه ب سنتيميترات قليلة ف لولا تنبيه ليلة لهم لأصابت الطلقة قلبه ومات من يتعلق قلبها به لكن دوما قضاء الله به رحمة ولطف ف بالرغم من أنها عصته أبى أن يذيقها مرارة فراق حبيبها وكان رحيما بها ..انتهت العملية وخرج أدهم من غرفة العمليات للإفاقة وما إن بدأ يستفيق حتى وجدها بجواره تحتضن كفيه بشدة كأنها تخشى أن يفلت منها ك طفل صغير يمسك بيد أمه وهو يخرج لأول مرة إلى الشارع لم تكن تبكي أبدا لكنها كانت صامتة تمتم بكلمات لا يسمعها لكن يبدو أنها تبتهل إلى الله بالدعاء

وما إن فتح عينيه السوداوين حتى سمعها تردد بصوت عال نسبيا الحمد لله الحمد لله ألف حمد وشكر ليك يارب ثم بدأت الدموع تهطل في غزارة على وجنتيها وكأنه بمجرد أن فتح عيناه قد أعطى أشارة لعيناها لتطلق سراح دمعاتها الحبيسة منذ أن دخلت العمليات معه ف تمتم بشفتيه بوهن شديد :

-متعيطيش أنا كويس


لم تستطع أن تجيبه إلا بابتسامة متألمة ثم نكست رأسها في خزي فهي تحمل نفسها ذنب ما حدث له ف لولا خروجها في هذا التوقيت ما تعرض لكل هذا ثم خرجت من الغرفة باكية لم يستطع أن يثنيها عن خروجها فهو يعلم مدى الضغط الذي تعرضت له الليلة وما إن خرجت من الغرفة حتى توجهت مسرعة إلى الحمام لتبكي بشدة وتشهق حتى أفرغت ما في جعبتها من دموع ف هدأت واستكانت...

كان أدهم قد نقل لغرفة عادية ودخل له صديقه حازم ليطمأن عليه

-حازم : حمد لله عل سلامتك يا معلم عمر الشقي بقي

-أدهم : تسلم البركة فيك يا صاحبي

-حازم : لأ يا عم البركة في مراتك بعد ربنا ربنا يباركلك فيها باين عليها بتحبك أووي بس الصراحة أنتا محظوظ بيها والله حاجة كده بسكوتة ف نفسها و....

-قاطعه أدهم في حدة قائلا : متلم نفسك يا حازم ديه مراتي

-حازم بمرح : هههه ما أنا عارف يا عم هو أنا قولتلك جوزهالي ألا صحيح ملهاش أخت عسل كده زيها تجوزهالي

-ادهم : شكل ليلتك السودا ديه مش هتعدي لأ ملهاش أخوات وبعدين ديه بنت عمي أصلا يعني مش بس مراتي

-حازم : أهاااا بنت عمك.. حازم وكأنه تذكر شيئا :متقولش ديه مريييييم بنت عمك محمد حب الطفولة والمراهقة أأأه يا شقي

- أدهم : أه هي ..وبقولك أيه يا حازم أنا بقيت كويس أمشي بقا أحسنلك لأن كده هتخلي الجرح يشد عليا أكتر

-حازم : خلاص يا عم متزوءش أنا أصلا كنت ماشي عشان أروح القسم اشوفهم عملوا أيه مع الواد ده لأن أكيد ابوه مش هيسكت وهيحاول يطلعه منها

-أدهم : وهيطلع منها؟

-حازم : عيب عليك ده بقا بتاعي والله لألبسهاله شروع ف قتل وهيتحاكم وأما نشوف هيخرج منها أزاي بقا ؟

-أدهم : طول عمري بقول عليك راجل جدع يا زوماا

-حازم : طب وبالنسبة للتانية تخصك بردو ولا أيه ؟

-أدهم : تانية مين ؟

-حازم : الدكتورة زميلتكم اللي كانت مع مراتك

-أدهم : ليلة ؟ لأ عادي يكش تولع فيها هي أصلا السبب ف كل البلاوي ديه بت شمال أصلا لو توجب معايا وتظبطهالي هي كمان يبقا كده عملت الصح مع صاحبك البت ديه تقولش شيطان يا جدع

دخلت مريم وقد سمعت أخر كلمات ألقاها أدهم على مسامع صديقه ف تسائلت :

-مريم : مين ديه اللي شيطان يا أدهم ؟

-أدهم: متركزيش يا مريم كبري دماغك متنساش بقا يا صاحبي اللي اتفقنا عليه

-حازم : متقلقش كله هيبقا تحت السيطرة وهظبطهالك ثم نظر لمريم قائلا : هنحتاجك بكره يا مدام الساعه 10 الصبح عشان ناخد أقوالك

-أجابت مريم : حاضر هكون ف الميعاد بإذن الله

-حازم : طيب هستأذن أنا بقا وهجيلك الصبح إن شاء الله يا أدهوم عشان اطمن عليك ثم توجه بحديثه ل مريم قائلا : لو حضرتك تحبي أوصلك للفندق وبعدين اروح القسم مفيش مشاكل

-هنا رد أدهم قبل أن تجيب هي قائلا: لأ يا حازم مريم هتبات معايا أمشي أنتا عشان تلحق تروح للواد ده

-حازم : ماشي يا صاحبي بس هي أكيد مش هتروح لوحدها الصبح هتركب أيه أنا هجيلك الأول وبعدين أوصلها الفندق وأرجع بيها للقسم ملهاش حل تاني

-أدهم بعد طول تفكير وجد أنه الحل الوحيد : طيب ماشي يا حازم بس تاخد بالك منها

-حازم : متخافش ديه مرات أخويا يا جدع.. يلا تصبح على خير ..سلام

-أدهم :وأنتا من أهله .. سلام

بعد خروج حازم من الغرفة نظرت مريم إلي أدهم متسائلة :

-مريم :أنتا كنت بتتكلم عن مين يا أدهم؟

-أدهم :أمتا؟

-مريم :دلوقتي لما دخلت عليك

-أدهم بخبث : مش فاكر

-مريم وهي غير مصدقة :بجد والله !

-أدهم محاولا التنصل منها لأنه يعلم أنها حتما ستدافع عنها وتبرر لها كما تفعل دوما مع كل الناس : مريم أنا تعبان دلوقتي وعايز أنام مش قادر أتكلم

-تنهدت مريم قائلة : ماشي تصبح على خير أنا هفضل جنبك لو احتاجت حاجة هتلاقيني

-أدهم : شكرا

-مريم : العفو


نام أدهم وظلت مريم جالسة بجواره ..

أما ليلة ف أخذها حازم معه للقسم لأخذ أقوالها

وهناك كان زميله عمرو هو الضابط النبطشي لكن حازم طلب منه أن يأخذ أقوالها هو بالرغم أنه لا يعمل في هذا القسم ولا حتى في نفس المحافظة هو فقط في عطلة ومكان عمله في القاهرة لكنه أراد ذلك ...


لا يعلم لماذا تضايقه تلك الفتاة؟ هل لأنها شتمته أم لأنها ضربته وأصابته في جبهته بينما كانت تفر من الحرس ؟ أم لا هذا ولا ذاك وأنها تستفز رجولته بقوة شخصيتها ف هو دوما يكره النساء الضعيفات يعشق القويات منهن فقط وليلة من النوع الذي لم يره في حياته من قبل بالرغم من قوتها ولسانها الطويل بداخلها أنثى رقيقة شعر بهذا حينما لمح خوفها وهي تجري من ذاك الحارس الخاص ل جاسر لتحتمي به وتختبأ خلف ظهره وقتها شعر بأحساس لم يشعر به من قبل عند تلك النقطة توقف حازم عن التفكير في تلك الواقفة أمامه بهذه الطريقة خاصة حينما تذكر كلمات أدهم عنها وتذكر جملته عندما قال" بت شمال " نفض عن رأسه كل تلك الأفكار وسألها بحدة :

-أيه اللي وداكي هناك ف الوقت ده ؟ كنتي بتعملي أيه ولا كنتي مواعدة الواد ده هناك ؟

-ليلة بغضب : مواعدة مين يا بتاع أنتا وبعدين أنتا بتوجهلي كلام ليه أنتا مالك أصلا أنت مش الضابط المسئول وبعدين أنا مش متهمة أنا مجني عليها

-نظر حازم ل عمرو وعينيه يتطاير منها الشرر : معلش يا عمرو باشا أستأذنك بس تسيبنا لوحدنا وأنا هاخد أقوالها بنفسي

-عمرو: براحتك المكتب مكتبك يا باشا

-حازم : شكرا يا عموور


خرج عمرو وتركها مع حازم الذي قام من مقعده واقترب منها بشدة وأمسكها من ذراعها بقسوة أخافتها ولكنها حاولت أن تتظاهر بعكس ذلك فقالت :

- سيب أيدي أوعى تكون فاكر أنك تقدر تخوفني أو تكسرني أنا الرجالة اللي من عينتك اللي عندهم نقص زيك أخرتهم معايا أبصلهم بقرف وأمشي


جن جنونه من وقاحتها تلك ولم يشعر بنفسه إلا ويده تصفعها على وجهها بكل قوة حتى أن سالت الدماء من جنب شفتيها من أثر صفعته وصرخ فيها قائلا بكل الغضب الذي يعتمل بداخله :

- لأ لازم تخافي وتخافي أوي كمان ولو عايزة تشوفي النقص عل حق أنا هوريهولك وبعدين الشمال اللي زيك متحلمش واحد زي حازم المصري يبصلها بس مش يكلمها ولولا إني راجل بجد كنت سيبتك للحيوان اللي أسمه جاسر ويمكن اصلا مكنتيش ممانعة تروحي معاه بس صاحبتك وجودها خلاكي تمثلي وتدعي الشرف

-ليلة وهي مازلت تضع يدها على خدها الذي يؤلمها من أثر صفعته قالت بصراخ : أنتا حيوااان وخسارة يتقال عليك راااجل أصلا الراجل عمره ما يمد أيده على واحدة ست حتى لو كانت شمال زي ما بتقول بس أنا أشرف منك ومن أي واحدة زبالة أنتا تعرفها

حاولت أن تمد يدها لترد له الصفعة لكنه أمسك يدها بإحكام وتلاقت أعينهما في نظرة تحدي طويلة ثم حرر يدها من قبضته ونظر لها قائلا :

-أنا هربيكي وهخليكي تقولي أن الله حق عشان تتعلمي تحترمي نفسك كويس وديني ل هبيتك الليلادي في التخشيبة واخلي النسوان اللي جوه يعلموا عليكي


ارتعدت ليلة وخافت أن ينفذ تهديده لكنها لم تتحدث وفجأة سمعته ينادي على العسكري الواقف خلف الباب وما إن دخل حتى صاح به قائلا :

- خدها وبيتها في التخشيبة ووصي النسوان اللي تحت عليها خليهم يعملوا معاها الواجب

- ليلة برعب : وهتحبسني بتهمة أيه ؟

- حازم ببرود : مشتبه فيكي تكوني مع جاسر وكنتي عايزة توقعي صاحبتك وتساعديه عشان يخطفها والنيابة أكيد مش هتكدب واحد زيي وتصدق واحدة بهيئتك ديه وبلبسك ومكياجك دول ثم ابتسم ساخرا : ولا أيه ؟


ليلة بضعف وقد ترقرق الدمع في مقلتيها وكأنه معلق يأبى أن يعلن استسلامها :

- حسبي الله ونعم الوكيل ياريتني ما استنجدت بيك كنت فكراك راجل بس اللي أنتا عملته وقولته أصعب من لو كنت سبتني للحيوان التاني يخطفني صدقني لو كنت سبتني ليه كان أرحم

-صرخ حازم في العسكري الواقف أمامه : يلا خدها من قدامي حالا


أخذها العسكري وهو يشدها بعنف وقد لمح حازم الدمعة التي كانت تقاومها تغالبها وتسقط رغما عنها اختفت ليلة مع ذاك العسكري وخرج هو مسرعا نحو سيارته ليقودها بجنون لا يعلم إلى أين هو ذاهب؟ فقط يريد الابتعاد عنها لكن وجهها الدامي ودمعتها الحزينة لا تفارق مخيلته ألبته فجأه وجد نفسه يعود للمستشفى حيث أدهم ليسأله هل ليلة حقا فتاة سيئة ؟ لما قال عنها ذلك ؟ هل صدر منها شيء أكد له ذلك أم أنها مجرد شكوك من صديقه لمجرد مظهرها الحر؟ وما إن وصل المستشفى حتى وجد مريم تقف خارج غرفة أدهم ويبدو أنها كانت تحضر شيئا لتشربه وما إن رأته حتى سألته بقلق :

- خير حضرتك في حاجة حصلت ؟

-حازم : لأ يا دكتورة مفيش حاجة أدهم صاحي ؟

-مريم : لأ نام بردوتأثير البنج والعملية والمجهود اللي بذله كان كتير عليه ف مجرد ما غمض عينه نام علطول بعد ما أنتا خرجت من عنده

-حازم : أممم تمام

-مريم : هي ليلة رجعت الفندق صح ؟

-حازم : لأ

-مريم : أمال راحت فين ؟

صمت حازم ولم يجيب ف تسائلت مرة آخرى بلهفة :

-مريم : أمال راحت فين يا حضرت الرائد أوعى تكون عملت معاها حاجة أو أذيتها ؟

لم يجيب حازم تلك المرة أيضا ..فسألته مريم :

-هو أدهم كان بيتكلم عنها لما دخلت عليكوا صح ؟ بالله عليك طمني عليها أدهم ميعرفش حاجه هوه ظالمها بجد

-حازم في دهشة : ظالمها أزاي يعني؟وميعرفش أيه ؟

-مريم : هو حكم عليها من مظهرها لبسها ومكياجها الأوفر بس كل ده غصب عنها هي كانت عايشة بره ف كان اللبس ده عادي أحنا مش ربنا عشان نحكم على الناس ونقول ده كويس وده وحش ربنا وحده هو اللي مطلع على القلوب صدقني ليلة طيبة أووي

-حازم : هو أنتي تعرفيها من زمان ؟

-مريم : لأ أعرفها من النهارده بس

-ضحك حازم بسخرية قائلا : وهو من يوم واحد يخليكي تدافعي عنها كده الظاهر أنك أنتي اللي طيبة أوي يا دكتورة

-مريم :قصدك ساذجة يعني؟ بس صدقني أنا مش كده أنا ست وأعرف أقرا الست اللي زيي كويس

-حازم : طب تقدري تقوليلي أيه اللي كان منزلها في توقيت زي ده مش يمكن تكون متفقة مع جاسر عليكي مثلا ؟

-مريم بدهشة لتفكيره : متفقة معاه أزاي؟! إذا كنت أنا اللي روحت الأول مش هية

-حازم بعدم فهم : مش فاهم ممكن تحكيلي اللي حصل؟

-مريم : أنا كنت متضايقة أوي ومخنوقة وكنت محتاجة أشم هوا البحر وليلة كانت معايا في الأوضة يعني عشان مكنش في أوض وهي البنت الوحيدة غيري اللي موجودة معانا من المستشفى ف قعدنا ف أوضة واحدة أنا وهي ولما لاقتني خارجة قولتلها إني هروح البحر شوية صغيرين وهرجع ولما أتاخرت قلقت عليا ولبست ونزلت تدور عليا ومكنتش تعرف حتى أنا قاعده فين يبقا أزاي بقا كانت متفقة معاه؟! تقدر تقولي واحدة تشغل بالها تلف وتدور على واحد لسه تعرفها النهارده بس وتستحمل سخافة كلام أدهم وكمان لما تهرب من جاسر تجيبك وترجع عشان تنقذني وتنقذه وهي عارفة أنه مبيطقهاش وانقذته مرتين مش مرة واحدة بس المرة التانية لما نبهته وندهت عليه ولولا تنبيها ده كانت الرصاصة ممكن تيجي ف قلبه وبعد الشر تموته و بالرغم من كل ده لسه أدهم شايفها شيطان بس صدقني هي ابعد ما يكون عن الوصف ده تفتكر واحدة عملت كل ده ممكن نقول عنها كلمة زي ديه ممكن أصلا نقول أنها مش كويسة؟ لأ كويسة وكويسة أوي كمان ويمكن أحسن مني ومن أدهم هو أصلا شايف كل الستات شياطين هو بيكرههم وعشان كده قال عنها الكلام ده ،عارف هي بس ناقصها أن الناس تسيبها ف حالها وربنا هيهديها وهتعدل لبسها وتلبس الحجاب بس هيكون ساعتها عن اقتناع مش لمجرد أنها ترضيهم وهما كده كده بيتكلموا صدقني هي ممكن تكون أحسن من ناس كتير مظهرهم يقول شيوخ لكن حقيقتهم لو عرفتها تخجل منها عمر ما كان المظهر دليل على أي حاجة ومش معنى ده أنها صح بس اللي بيحاسب واللي أدرى بالنفوس هو ربنا مش أحنا ..ليلة كويسة أوووي يا حضرت الرائد ليلة متستحقش غير الاحترام والحب والمساعدة ....


ظلت كلمة كويسة يتردد صداها في أذنيه أكثر من مرة وهو يتذكربشاعة ما فعله بها وما قاله لها والأدهى ما تركها فيه وجد نفسه يعتذر من مريم وجرى مسرعا بسيارته عائدا مرة آخرى للقسم محاولا أن ينقذها من براثن هؤلاء النسوة ترى ماذا فعلن بها في تلك الدقائق الماضية ؟ ترى هل آذاتها أحداهن ؟ حتما فعلن ..لم يكن يوما بمثل تلك القسوة ..لم يكن ممن يضربون المتهمين حتى يحصل على اعترافهم إذا لما فعل كل هذا بها وهو بينه وبين نفسه يعلم أنها مجني عليها أنها لم تفعل شيء تعاقب عليه ؟!


حاول أن يبرر لنفسه ما فعله بأنها هي من استفزته هي من بدأت أولا لكن كل ما فعلته وقالته لا يضاهي لحظة واحدة تجلسها مع هؤلاء النسوة في هذا المكان البشع التي لن تحتمله مثلها....


وصل للقسم وتوجه بنفسه للتخشيبة لإخراج ليلة من محبسها لكنه ما إن دلف هاله ما رأى أمامه مما جعله قد وقف متسمرا في مكانه للحظات.........


ترى ماذا حدث ل ليلة في تلك الدقائق الماااضية ؟؟ هل ستسامح ليلة حازم على ما اقترفه في حقها ؟؟هل سيعتذر أدهم ل ليلة عن خطأه أم سيظل على عناده ومكابرته ؟؟ وهل ستسامحه ليلة هو الآخر ؟؟ هل يمكن أن يولد الحب بين ليلة وحازم بعد كل ما حدث بينهما ؟؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود
تابع من هنا: جميع فصول رواية ولا فى الأحلام بقلم دعاء عبد الرحمن
تابع من هنا: جميع فصول رواية أبو البنات بقلم رهف سيد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة