-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الثامن

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هدير محمود علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود.

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الثامن

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود

رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الثامن

 أدهم أرجوك ساعدني ننقذ الأم والجنين مفيش وقت للكلام ده ومفيش دكتور شاطر زيك ويقدر ينقذها


- زي اللي فاتت كده !..إنتي للدرجادي بتكرهيني عايزة تدمريني عشان مقدرش أدخل عمليات تاني الست ديه لو ماتت أنا مش هقدر أدخل عمليات تاني أبدا ومفيش ست هتثق فيا أصلا


- مريم بحزم :بقولك أيه مش وقته عقد وكلام فاضي الحالة اللي جوه ديه محتاجانا حالا صدقني أنتا قدها أنسى اللي فات تماما أنتا الدكتور أدهم اللي كل الستات بتتمنى تولد معاه من سرعتك ومهنيتك العالية وسهولة أي عملية معاك ..أرجوك يا أدهم لو مقدرتش تنقذ الأم اللي فاتت يمكن ربنا بعتك للأم ديه شوفت الراجل اللي واقف بره ده جوزها واللي جمبه دول ولاده التؤام اللي عندهم 5 سنين لو مساعدتنيش حالا الست ديه ممكن تروح والمرادي هيبقا ذنبها في رقبتك


وفي تلك اللحظة سمعا صوت الممرضة تأتي من داخل غرفة العمليات وتخبرهم بأن النبض يقل ونبض الجنين هو الآخر بدأ يختفي ..هنا صرخ أدهم في الممرضة وطلب منها إعطاء المريضة حقنة أخبرها بها وفي لحظات كان قد تعقم وارتدى زي العمليات وكان بالداخل وخلفه مريم كانت تلك المرة الأولى التي تجتمع مريم وأدهم في غرفة عمليات واحدة كانت أول مرة تراه وهو يقوم بتوليد إمرأة إنه حقا طبيب ماهر سريع البديهة لم تمر سوى دقائق قليلة حتى قام بإخراج الجنين إلى النور وقد كان على حافة الموت أما مريم فقد كانت تتعامل هي الآخرى مع النزيف التي استطاعت ايقافه بعد محاولات عديدة وكانت الأم هي الآخرى على وشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لولا أدهم الذي ساعدها واستطاعا بفضل الله أن ينقذا الأم والجنين وخرجا معا لطمأنة زوجها وأطفالها حينها توجه أدهم للطفلين وحملهما وتوجهت مريم للحديث مع زوج المريضة وكانت معها المولود الجديد


- الحمد لله قدرنا بفضل من ربنا أننا ننقذه وهيروح الحضانة وهيبقا كويس بإذن الله


- الزوج بلهفة :ومراتي منى؟ ..منى عاملة أيه يا دكتورة أوعي تقولي جرالها حاجة أنا مقدرش أعيش من غيرها أنا والولاد


- اطمن الحمد لله ربنا كان معانا ونجاهم هما الأتنين بس بصراحة وتوجهت ببصرها تجاه أدهم الذي مازال حاملا الطفلين الفضل يرجع لدكتور أدهم بعد ربنا طبعا لولاه كنا أكيد فقدنا الأم أو الجنين


توجه الزوج لأدهم ونظر له باكيا ثم حضنه وشكره كثيرا


نظر له أدهم في تأثر واضح وقال :


- أنا معملتش حاجة ربنا اللي ساعدني وكمان دكتورة مريم ..ربنا يحفظلك المدام ويباركلكم في بعض ويحفظلكم أولادكم بعد أذنك


تركته مريم ينصرف دون أن تنبس ببنت شفة ف هي تعلم أنه في أشد لحظات التأثر ..ومر اليوم والمستشفى لا تتحدث سوى عن أدهم وانقاذه للأم وطفلها وحينما حان موعد انصرافهما من المستشفي ركبا معا السيارة فقد كانا دائما ما يركبان في نبطشيات السهر لانه كان يخشى عليها من السواقة في الوقت المبكر جدا لأن الشوارع تكون خالية تماما من المارة لذا كانا متفقين أن يعودا معا في نفس السيارة في تلك الأيام ..وفي ذلك اليوم لم يتحدثا بأية كلمة حتى عادا لمنزلهما وحينما همت مريم بالتوجه إلى غرفتها أمسكها أدهم من ذراعها وأوقفها وجذبها لتصبح مواجهه له ونظر داخل عينيها قائلا :


- انا آسف ..وشكرا بجد


- آسف على أيه ؟ وشكرا ليه ؟


- آسف على الهبل اللي قولته قبل العملية ..وشكرا على الفرصة اللي أديتهالي عشان أرجع للعمليات تاني


- أنا مش زعلانه لأني عارفة أنك كنت مضغوط وقتها وكنت عارفة قد أيه أنتا متوتر .. بس يا أدهم عايزاك تعرف حاجة أنا عمري ما أفكر أذيك بأي شكل من الأشكال مش بس أنتا أنا معرفش أأذي حد أصلا أرجوك خلينا نعيش في هدوء من غير جو المؤامرات ده افتكر دايما إني بنت عمك عمري ما هوجعك ولا أأذيك ولا أخون ثقتك


- حاول الهرب من حديثها قائلا : طب يلا بقا تصبحي على خير يا دوب الواحد يرتااح أنا محتاج أناام جدا


- ماشي وأنتا من أهله


بعد يومان من تلك الليلة استيقظت على صوت جرس الباب وقد قام أدهم ب فتح الباب وجدت اثنان من العمال يحملون شيئا يبدو ثقيلا وبعدما انصرفا خرجت هي ل تعلم ما هو هذا الشيء الذي أحضره أدهم فسألته قائلة :


- أنتا جبت أيه ؟


- وأنتي مالك


- شكرا على العموم أنا أسفة


- استني أنا بهزر معاكي تعالي أنا أصلا جايبلك الحاجة ديه


- مش عايزة منك حاجة


- أدهم بمزاح متسائلا :لا والله ؟!وفضول الأنثى مبياكلكيش والله هتموتي وتعرفي


- متحلفش بس مش عايزة أعرف قولتلك ولا يهمني أصلا


- ماشي ماشي مصدقك تعالي بقا خلينا نشوف هنحطه فين


- هو أيه ده ؟


- هههههه مش قولتي مش عايزة تعرفي وميهمكيش بتسألي ليه بقا


- تصدق أنتا رخم أنا داخلة أوضتي


- هيا بقت أوضتك كمان عاملة زي أسرائيل يقعدوا ف مكان يومين يبقا بتاعهم


- خلاص داخلة أوضتك


- اتمحكي فيا بقا وتدخلي أوضتي بتاع أيه بطلي شغل الستات ده


- يالهووووي على شغل الستات وسنينه أروح المستشفي أبات هناك عشان أخلص منك


- طب خلاص خلاص تعالي بقا بجد عشان نشوف الحاجة ديه هنحطها فين تعالي الأول افتحيه وشوفيه


- مريم بفرحة :أيه ده؟! ..ده الفوتيه زي اللي عندك في أوضتك


- أنا جبتهولك اللون ده عشان يليق مع ألوان الأوضة بتاعتك ..


- قاطعته قائلة :قولت أيه ؟ الأوضة بتاعتك مقولتش أنا حاجة من عندي


- مهي بقت بتاعتك لحد ما أخلص من استعمارك ليها


- على العموم الموضوع في أيدك وقت ما تقرر تنفذ الخطة اللي مقولتليش عليها


- المهم أيه رأيك فيه حلو


- أه حلو جدا ميرسي بس ليه كلفت نفسك


- ولا تكلفة ولا حاجة وبعدين عينك رشقت في الفوتيه بتاعي ل يجراله حاجة فقولت أجبلك ده أحسن عشان أحافظ على التاني


- لا والله !ماشي على العموم بردو شكرا


- المهم تعالي نشوف هتحطيه فين


دخلا معا غرفتها واختارا زاوية كانت فارغة ووضعاه في تلك الزاوية وأصبح هذا المكان هو المكان المفضل لديها تجلس فيه دائما لتقرأ ..


مرت الأيام والأسابيع والحياة بينهما تسير بشكل هاديء عن ذي قبل ..وأيضا في العمل كل شيء يسير بشكل هاديء وتقليدي حتى هذا اليوم ف بينما كانت تجلس في غرفتها في المستشفى شاهدت في التلفاز حادث احتراق القطار في رمسيس علمت وقتها أن المستشفى التي كانت تعمل بها حتما تكتظ بالحالات الطارئة ف هي قريبة من مكان الحادث فاتصلت بإحدى زميلاتها ف لم تجيب بعدها اتصلت بإحدى عاملات النظافة فأجابتها واخبرتها أن الوضع سيء للغاية وأن المستشفى مليئة بالحالات الحرجة فأغلقت معها واتصلت بمدير المستشفى وطلبت منه أن تأتي لتساعد أقرانها في تلك الظروف العصيبة وعلى الفور وافق المدير فهو في أشد الاحتياج للأطباء خاصة أطباء الجراحة والطواريءوما هي إلا لحظات حتى استأذنت من المستشفى وانطلقت بسيارتها إلى هناك وفي طريقها اتصلت بأدهم وأخبرته عما حدث ف عرض عليها أن يأتي معها ليوصلها لكنها شكرته وأخبرته أنها في طريقها الآن إلى هناك ..


مرت الساعة تلو الساعة وهي لم تعلم كم مر من الوقت وهي في المستشفى ..كانت قد وصلت المستشفى الساعه الثانية عصرا وها هي الآن الساعه العاشرة ليلا مر عليها أكثر من ثماني ساعات وهي هناك حينما أمسكت بهاتفها وجدت أكثر من عشر مكالمات فائته من أدهم شعرت أنها بحاجة شديدة إليه ف هي في حالة لا تسمح لها بالسواقة الآن اتصلت به وطلبت منه أن يأتي إليها ليعيدها للمنزل وبالفعل بعد حوالي نصف ساعه كان أمامها لم يسألها شيء ولم يتكلم ف حالتها كانت يرثى لها وحينما عادا إلى منزلهما نظر إليها متسائلا :


- اليوم كان صعب أوي مش كده ؟


- فعلا أصعب مما تتخيل


- معلش ..طب روحتي ليه ؟


- كان لازم أروح ..بس عارف لأول مرة في حياتي كنت بتمنى إني مكنتش روحت


- تعبتي أوي في الشغل ؟


- ياريت كان الموضوع على قد التعب كل الحالات اللي حاولت انقذها ف ال 8 ساعات ماتوا لدرجة إني مبقتش قادره أعد هو مات كام حد الراجل والست مش أنا بس تقريبا معظم الحالات اللي دخلت مع بقيت الدكاترة ماتوا متخيل!.. ريحة الموت كانت في كل مكان والاصابات كانت صعبة وخطيرة الموت غلبنا كلنا كنا طول اليوم بنحارب شبح الموت اللي كان حوالينا في كل مكان


- مش عارف أقولك أيه بس أنا حاسس قد أيه الوضع كان صعب عليكي


- عمرك ما هتحس باللي كنت فيه النهارده ومتمناش أنك تحسه لأنه صعب صعب أوي ..هو احنا ليه بيحصل فينا كده يا أدهم ؟ ليه كل شويه حادثة قطر ..أتوبيس ..عبارة ..عربية ..انفجار ..ارهاب ..ليه ليه يا أدهم بقينا نهون على بلدنا كده ؟!أنا كنت بعشق تراب البلد ديه ومكنتش أقدر أتخيل إني ممكن اسيبها في يوم من الأيام لكن خلاص تعبت مش قادره أشوف كل الوجع ده ؟ أنا عايزة أسافر أرجوك يا أدهم لو تقدر تساعدني في الموضوع ده ياريت عايزة أسيب مصر


- ممكن تهدي وهعملك اللي أنتي عايزاه


- أهدى !أنتا متخيل حالة أهالي الناس اللي ماتت عاملة أزاي ؟ متخيل وجعهم اللي فقد ابن واللي فقد أم واللي فقدت زوج واللي فقد زوجة ..ليه مبنسمعش مثلا عن حادثة في الكومبوند الفلاني ولا المدينه الفلانية ليه دايما كل الحوادث بتمس الناس الغلابة اللي بيجروا طول اليوم عشان بس يجيبوا قوت يومهم ويحاولوا يحاولوا بس يعيشوا زي البني آدمين ده لو سمينا عيشتهم ديه أصلا آدميه ..أنتا عمرك ما هتحس باللي بقوله لأنك سافرت بره وقعدت في أمريكا مدة طويلة ولما رجعت كان معاك اللي يخليك تشتري شقة ف مكان كويس ويبقا ليك العيادة بتاعتك وتشتغل في مستشفى خاص استثماري مش بيدخلوها إلا class A .. مش بتشم إلا ريحة البرفانات لكن أنا شوفت الغلابة دول واتعاملت معاهم كل يوم في شغلي في المستشفى القديمة وشميت ريحة تعبهم ووجعهم ..احنا كنا طول الوقت مستورين أو من اللي بيقولوا عليهم الطبقة المتوسطة الطبقة اللي اتفرمت بين الاتنين وكل شوية بتنزل ل تحت الناس تعبت تعبت أوي يا أدهم عارف كتاب يوتبيا بتاع دكتور أحمد خالد توفيق


- أه قريته قبل كده


- كنت بقول عليه مبالغ أوى وشايف الدنيا سودة بس الظاهر أنه كان شايفها صح أوى افتكرت النهارده فقرة من كتابه "سيتركون العاصمة القديمة لتحترق بأهلها وتندثر ظلما وقهرا وفقرا ومرضا وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة حتى لا تتاذي أعينهم بكل ذلك الدمار" تفتكر حد من الطبقة العليا ديه يقدر يستحمل اللي شوفته النهارده الأجابة لأ طبعا عينهم تتجرح لكن احنا عادي نموت ونتوجع ونفضل نضحك على نفسنا ونقول بكرة أحلى


- مريم أرجوكي أهدي بقا ممكن تقومي تنامي وترتاحي وتبطلي تفكير


- ارتاح وأنام ! أزاي بعد اللي ماتوا بين أيديا وأنا مقدرتش أنقذهم


- فاكرة يا مريم لما الست اللي بتولد ماتت مني قولتيلي أيه هقولك نفس كلامك عمرهم انتهى لحد اللحظة ديه وأنا كمان واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وأكترعشان تنقذيهم بس في الأول والآخر إرادة ربنا هي اللي بتتم يبقا نقول أيه ؟


- لا إله إلا لله ..إنا لله وإنا إليه راجعون


- صح كده إنا لله وإنا إليه راجعون ،طيب لازم تآكلي حاجة بقا أنتي من الصبح مأكلتيش حاجة وأنتي عارفة أن ضغطك واطي ومينفعش قلة الأكل ديه


- لأ معلش يا أدهم مليش نفس ..


- مفيش حاجة اسمها مليش نفس وبعدين أنا كمان مكلتش وكنت مستنيكي عشان نتغدا مع بعض


وافقت مريم على مضض وجلست على المائدة لكنها لم تأكل شيئا حاول أدهم معها لكنها طلبت منه أن يتركها وستتناول الفطور في الصباح .. وتركته ودخلت غرفتها حاولت أن تجاهد نفسها ولا تفكر فيما مر عليها اليوم لكنها لم تستطع وظلت ليلتها تتقلب من جانب إلى آخر وهي تتسائل أي ذنب أقترفت هؤلاء الناس حتى يموتوا تلك الموتة البشعة ؟!..ولما يئست من النوم قامت وتوضأت وظلت تصلي وتبتهل إلى الله أن يرحم هؤلاء الأموات وأن تقيهم نيران الدنيا التي احترقوا فيها نيران الآخرة ..ظلت تبكي طويلا حتى علا صوتها وسمع أدهم صوت نهنهتها وهو في طريقه للذهاب إلى صلاة الفجر وحينما سمع صوتها خاف عليها وطرق الباب عدة طرقات وحينما لم تجيبه فتح الباب فوجدها تصلي انتظرها حتى تنهي صلاتها وظل يربت على كتفيها وأمسك كفيها بين راحتيه فأمالت برأسها عليه فاحتضنها كالطفل الصغير لقد شعر أنها بحاجة ماسة إلى ذلك الحضن وهما الاثنان يعلمان أنه حضن انسان لإنسان لا رجل ل إمرأه ظل يهدأ من روعها ويربت على كتفيها حتى نامت من كثرة البكاء ف حملها ووضعها على السرير وخرج وتركها ...


وفي الصباح دخل غرفتها على أطراف أصابعه حتى لا يوقظها اطمئن عليها وكتب لها ورقة انه سيأخذ لها اليوم أجازة حتى ترتاح من جهد أمس وأعد لها الفطور ووضعه على الفوتيه بجانبها ووضع تلك الورقة على الصينية حتى تراها ..


ذهب هو إلى عمله لكن عقله كان شارد بها وفي حالتها طيلة يومه ولقد لاحظ سيف شروده بينما كان يحدثه ف نظر له قائلا :


- أيه يا عم أدهم مش مركز معايا ليه اللي واخد عقلك


- لأ معاك بس متضايق شويه عشان مريم


- مالها ؟


- مفيش راحت امبارح المستشفى بتاعتها عشان الحادثة بتاعت القطر اللي كانت في رمسيس وقعدت هناك طول اليوم وراجعه حالتها النفسية زفت


- عندها حق والله ..الله يكون في عونها الواحد مستحملش يشوف المتابعة في التليفزيون فما بالك بقا باللي عاش في الأحداث ديه


- أنا روحت خدتها من هناك مكنتش قادرة تسوق


- طيب ما تحاول تخرجها من الحالة ديه


- ياريت اقدر بس مش عارف ممكن أساعدها أزاي


- بس حلو في بدايه قلق واهتمام وشكلك هتقع في المصيدة قريب


- والله أنتا فايق ورايق ده شعور انساني ملوش دعوة بالهبل اللي أنتا بتقوله ده


- لا والله شعور إنساني ماشي يا إنسان أنتا بص حاول تخرجها اعزمها على الغدا بره قضوا يوم ف أي مكان فيه بحر


- أنتا عبيط يا سيف ديه بنت عمي مش مراتي بأي حق يعني هعمل العبط ده


- يا سلام هما بس المتجوزين اللي بيسافروا مع بعض ما الاصحاب بيسافروا عادي


- يا ابني احنا أولا مسلمين وده مينفعش لايجوز يا بيه ثانيا أحنا صعايده معندناش الهبل اللي بتقول عليه ده


- صعايدة أيه والنبي يا أدهم يا ابني أنا من يوم ما شوفتك عمرك ما اتكلمت ولا كلمة صعيدي وحتى مريم مسمعتهاش بتتكلم صعيدي خالص يبقا بلاش تماحيك في الصعايده بقا


- مقولنا متقولش والنبي يا سيف أسمها بالله عليك ماشي ؟ وبعدين حتى لو.. مين قالك انها هتوافق وبعدين لأ مينفعش عايزني اسافر معاها لوحدي أنا أه عايز أساعدها بس في الأول والآخر هي ست وأنتا عارف أنا مش بطيق الستات ولا سيرتهم


- يادي النيلة على العقد يا سيدي اعتبره موقف انساني مش ده كلامك بردو


- غور ف داهية يا سيف أنا بكلمك ليه أصلا يلا سلام


- براحتك يا ابو الشباب ..سلام


- سلام يا أخويا


ظل أدهم يفكر طويلا في اقتراح سيف الذي نال في نفسه استحسان وقبول لقد وجد أنه الحل الوحيد الذي بإمكانه تغيير حالتها النفسية للأفضل لذا قرر أن يقوم بهذا الحل حتى وإن كان لا يرغب في ذلك وقرر ألا يخبرها لانها قد تعترض سيخبرها فقط أنهما ذاهبان لمشوار مهم وسيعد هو كل ما يلزم لتمضيه هذا اليوم وبالفعل ذهب للهايبر ماركت الموجود بالقرب من المستشفى واشترى كل ما قد يلزمهم في رحلتهم تلك واشترى مايوه محجبات ل مريم علها تود نزول البحر ف تجد ما ترتديه وبعدها عاد أدراجه للمنزل وجدها مازلت في غرفتها طرق عل باب الغرفة وأستأذن بالدخول ف أذنت له وحينما دخل غرفتها دار بينهما الحوار التالي :


- ها عاملة أيه دلوقتي ؟


- الحمد لله أحسن


- طيب جهزي نفسك بكره عندنا مشوار مهم


- مشوار فين أنا نازلة الشغل


- لا أنا خدتلك أجازة


- أنا هقضيها أجازات ده أنا كل شويه بآخد أجازة


- أنا قولتلهم أنك تعبانة وخدتلك أجازة مرضي


- وليه يعني ومشوار أيه ده اللي هنروحه ومع بعض كمان


- بكره هتعرفي أرجوكي بلاش رغي كتير وأسئلة لأني مش هرد عليها


- وأنا مش هروح في حتة إلا لما أعرف


- مريم بلاش تتحديني هتخسري أكيد


- أرجوك يا أدهم أنا فعلا مش مستعدة أروح في أي مكان


- لو سمحتي يا مريم اسمعي كلامي ومش هتندمي يلا بقا عشان نتغدا أنا جعان جدا وعلى فكرة جبت أكل وأنا جاي ف خلينا نآكل قبل ما الأكل يبرد ده إن مكنش برد فعلا


- لأ مليش نفس


- مش عايز أسمع لأ ديه اتفضلي يلا


- أووف طيب


مرت الليله وفي الصباح كان أدهم قد نزل ووضع كل المستلزمات التي سيأخذونها معهم وذهب فأيقظ مريم وأعد لها فطور سريع وهرب من العشرات من الأسئلة ،ارتدت مريم ملابسها ونزلت معه على مضض لذلك المشوار المهم على حد تعبيره وهي لا تعرف إلى أين ؟ ركبا السيارة وتحركا في طريقهما للعين السخنه ف هي تعتبر أقرب مكان إليهما.. كانت مريم تتابع الطريق من نافذة السيارة تحاول أن تستشف إلى أين هما ذاهبين حتى وجدت لافته مكتوب عليها العين السخنة وأشارة بسهم لتوضيح إتجاه السير نظرت لأدهم متسائلة


- احنا رايحين السخنه ليه ؟


- محتاج أغير جو وقولت أكسب فيكي ثواب وأخدك معايا


- وده وقته !


- طبعا وقته أنتي محتاجة يوم تغيري فيه جو هو يوم واحد هنقضي داي يوز في فندق هناك وهنرجع على بالليل وأكيد هيفرق معاكي


- طب مش تقولي


- مكنتيش هتوافقي وأنا كان لازم أساعدك عشان تخرجي من جو الاكتئاب ده وعشان متحسسنيش إني ثري عربي وتقوليلي ناس ماتت واحنا نروح نصرف فلوس ونروح فنادق والكلام ده ..على فكرة يا مريم أنا مش غني ولا حاجة أنا لما سافرت أمريكا عملت مبلغ بس مش زي ما أنتي متخيله يعني مش مليونير بس أنا بحب اتبسط اللي بيجي بصرفه ف بتحسي إني عايش مرفه


- أنا مقصدتش حاجة والله ربنا يزيدك بس أنا كنت أقصد أن ...


- قاطعها قائلا : أنا عارف أنتي تقصدي إيه ومش زعلان من حاجة المهم أنا عايزك تتبسطي النهارده على قد ما تقدري عشان تنزلي بكرة الشغل ف حالة كويسة


- شكرا أنك مهتم


- أنا مش مهتم ولا حاجة وبعدين أنتي لما كنت في موقف مشابه مسبتنيش إلا لما خرجتيني من الحالة ديه وأكيد مش هتطلعي أنتي أحسن مني


- لا حول ولا قوة إلا بالله هو أنتا لازم دبش في كلامك على العموم بردو شكرا


وأخيرا وصلا الفندق دخلا معا وكان الفندق يبدو عليه أنه من فئة الخمس نجوم وكان يطل على إحدى الشواطيء الرملية الناعمه ..


نظر أدهم إلى مريم متسائلا :


- تحبي نفطر الأول ولا نقعد على حمام السباحة


- لا مش عايزة أفطر ما احنا لسة واكلين في البيت وكمان مش عايزة أقعد عل حمام السباحة


- أمال عايزة أيه نروح ؟!


- لأ عايزة اتمشى على البحر ممكن ؟


- أكيد طبعا تحبي تتمشي لوحدك ولا آجي معاكي


- لو مش طايقني أوى خليك لكن لو حابب ياريت تيجي معايا


- أدهم بمزاح :هو أنا مش طايقك بس مش أوى ف هاجي معاكي اتفضلي


- ميرسي


- العفو


وأثناء سيرهما على الشاطيء قالت دون أن تنظر إليه :


- عارف يا أدهم إني بحب البحر أوى الحاجة الوحيدة اللي لسه مفقدتش شغف الطفولة بيها لسه بفرح لما أعرف إني رايحة البحر


- قاطها أدهم ضاحكا :رايحة البحر تعبير عيالي أوي


- فعلا أنا بفرح زي العياال بالبحر أوى يا خسارة كان نفسي أعوم وفرصة البحر فاضي ومفيش حد بس أنتا مقولتليش كنت عملت حسابي


- حصل يا فندم


- هوه أيه اللي حصل


- أنا عملت حسابي وجبتلك مايوه محجبات بس يارب يطلع المقاس مظبوط أنا جبته بالشبه كده


- بجد جبتلي مايوه ؟هييييه شكرا بجد أنا فرحانة جدا طب هو فين ؟


- معايا تعالي اطلعي أوضتك وغيريه وأنا هستناكي عشان أغير أنا كمان


- أوك


ذهبت لتغيير ملابسها وكان المايوه مقاسه مظبوط عليها لكنه ضيق بعض الشيء ومع ذلك كانت رائعة وهي ترتديه كان مايوه باللون الموف والأبيض معا ومعه بونيه خاص بالشعر باللون الموف بالرغم من بساطته إلا إنه جميلا حينما خرجت لأدهم نظر لها متفحصا إياها ثم قال :


- ضيق شويه صح


- فعلا هو مش ضيق هو محدد التفاصيل شوية


- وأنتي تلاقيكي فرحانة طبعا عشان طلع كده


- ليه هو أنتا شايفني يعني بلبس محزق وضيق ما أنتا عارف أن لبسي محتشم


- ماشي يا أختي عل العموم أنا عملت حسابي وجبت المقاس الأكبر أدخلي يلا هتلاقيه في الشنطة التانية غيري بسرعه بقا


- أنتا أيه مش بيفوتك حاجة أبدا


- أنتي متعرفيش الراجل اللي يرضي يخلي مراته أو أخته أو بنته تلبس ضيق وتنزل تستعرض للناس يبقا أسمه أيه ؟!


- لأا عارفة طبعا وبعدين أنتا شايفني لابسة بكيني يعني


- مش هخلص من لسانك بصي أنا هغير الأول عشان أنتي بتتأخري أوى استنيني هنا عقبال ما أغير ولا أقولك تعالي جوه معايا


- احمرت وجنتاها خجلا وقالت :ياسلام مينفعش


- أولا أنا جوزك ..ثانيا مقصدتش حاجة بس مش هينفع أسيبك لوحدك هنا واللي رايح والجاي يتفرج عليكي أنا هغير في الحمام يا ستي عشان متتكسفيش وكمان ممكن تغيري أنتي ف نفس الوقت ف الأوضة ومش هخرج إلا لما تقوليلي


- ماشي


حينما خرج وقد ارتدى المايوه كان شكله وسيما للغاية فبالرغم من سمرته إلا أنها رائعة عليه بجسده الفارع وقوامه العريض ..كان قد ارتدى فوق المايوه تي شيرت كت مناسب للسباحة ..وحينما رأته حاولت تبديد نظرهاا للناحية الآخرى ثم قالت متسائلة :


- ها يلا ؟


- أه تمام يلا


وبعدما ذهبا للبحر كانت الشمس قد نشرت أشعتها الذهبية على صفحة الماء ف صارت متلألأة وكأنها تدعو الناس إليها خلع أدهم التيشيرت الذي كان يرتديه ف ظهرت عضلاته البارزة بعض الشيء خجلت مريم من رؤيته هكذا لكنها لم تحاول أن تلفت نظره لخجلها هذا ولكنه بالرغم من هذا قد لاحظه نزلا معا في البحر سبحا طويلا وأدهشته مريم كثيرا لم يكن يعلم إنها سباحة ماهرة لتلك الدرجة حتى قال لها :


- مكنتش أعرف أنك سمكة كده


- مريم بفخر :أمال أنا بحب البحر وبحب أعوم فيه أوى مش بقدر أشوف المياه قدامى ومنزلش


- طب بقولك أيه تعالي نطلع شويه عشان تآكلي ونقعد شويه عشان الشمس دلوقتي هتحرقنا وهنروح الشغل بكره مفضوحين بالجرم المشهود


- أه صحيح احنا أكيد بشرتنا هتكون خدت تان وأكيد هيلاحظوا


- ما أنا جه ف بالي فكرة كده


- فكرة أيه أوعى تقولي ناخد أجازة دول هيرفدوني


- لأ لأ مش أجازة ولا حاجة هنكدب كدبة صغيرة كده وربنا يسامحنا بقا


- كدبة أيه ؟


- بصي هنقولهم أننا سافرنا الصعيد عشان كان في عزاء وكده والجو هناك حر جدا وقضينا معظم اليوم بره البيت عشان كده اسمرينا شويه


- لا والله طب أنتا وروحت الدفنة في الحر والعزاء في الشارع لكن أنا أيه هيبقا شكلي أهبل جدا وكلام عبيط وبعدين أنتا مش هيبان فيك اوي لكن أنا وشي هيحمر جدا من الشمس


- بقولك أيه اسمعي كلامي بس ومحدش هيركز ده لو حد سألك أصلا


- أمري لله


- تعالي نآكل أي حاجة بقا لأني جعت جدا


- وأنا كمان جعت أوى


- ياااه وأخيرا قولتي أنك جعانة مبسمعش أنا الجملة ديه خالص


- يا سلام ليه مش باكل يعني أمال أيه عايشة على الهوا


- لأ عايشة بالقدرة


- اتريق اتريق طب يلا قبل ما أرجع في كلامي


- ماشي


تناولا طعام الغداء ثم جلسا حول المسبح الخاص بالفندق ثم ذهبا مرة آخرى لتمشية على شاطيء البحر وبعدما حان وقت الغروب نظرت إليه قائلة


- ممكن ننزل شويه دلوقتي ده أكتر وقت بحب أنزل فيه البحر


- اشمعنا بتحبي الغروب ؟


- أه زمان مكنتش بحبه كنت فاكرة أن الشمس بتغرق في البحر وتموت وعشان كده السما بتبقا حمرا علشان زعلانه على الشمس


- هههههههه لا حول ولاقوة إلا بالله من يومك أديبة وخيالك واسع معرفش أيه طلعك دكتورة أصلا


- ماشي هسيبك تتريق عليا براحتك النهارده يلا بقا ننزل البحر


ونزلا للبحر مرة آخرى ف اردفت مريم قائلة :


- بحب الغروب عشان عرفت أنه مش نهاية العالم زي ما كنت فاكرة هي نهاية عندي بس بداية لغيري ومعناها أن بكره هيكون في يوم جديد بأمل جديد


- يا سلام يا سلام يوسف السباعي واقف معايا بنفسه وبيكلمني


- بطل تريقة


- مش بتريق أنا رأيي تغيري نشاطك وتتجهي للكتابة وسيبك من الطب وأهو تريحينا منك


- شكرا


- العفو


ظلا يسبحان حتى اختفت الشمس تماما أو غرقت في مياه البحر كما كانت تقول وخرجا وبدلا ملابسها وعادا سويا للقاهرة لكنهما عادا مفحمين بالنشاط والأمل وعادت البسمة من جديد لوجه مريم الذي باتت حمرته شديدة لكنها رائعه مع تلك العينان ظلت طيلة الطريق نائمة تماما كالأطفال وتعمد ألا يوقظها حتى تستريح وكان يسوق بهدوء حتى لا يقلقها فهو يعلم أنها لم تهنأ ليلة أمس على نوم هاديء وحينما وصلا نادي عليها حتى يوقظها


- مريم ..مريم أصحي وصلنا ..مريم


- بفزع وشهقة عالية وضربات قلب متسارعة وعيون زائغة تتفحص ما حوالها :أدهم !


- أهدي يا مريم في أيه ؟أنا لاحظت أكتر من مرة موضوع خضتك ده ؟ بيكون كابوس ولا أيه؟؟


ترى ما هو سبب فزع مريم الدائم ؟؟ هل هناك كابوس ما يطاردها في نومها أم هناك سبب آخر ستكشفه الحلقة القادمة ؟؟ وأخيرا هل سيثق أدهم ف مريم وينهي شكه بها أم أنه سيحدث شيئا يقلب الأحداث رأسا على عقب ويجعل جدار الثقة الهش التي بنته مريم في الأيام القليلة الماضية ينهااار ؟؟ هذا أيضا ما سنعرفه في الحلقة القادمة .....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود
تابع من هنا: جميع فصول رواية ولا فى الأحلام بقلم دعاء عبد الرحمن
تابع من هنا: جميع فصول رواية أبو البنات بقلم رهف سيد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة