-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح - الفصل الثامن والعشرون (الأخير)

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية إجتماعية كوميدية جديدة للكاتبة فاطمة صلاح علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون (الأخير) من رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح. 

رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح - الفصل الثامن والعشرون (الأخير)


رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح

رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح - الفصل الثامن والعشرون (الأخير)

كارمه بصوت عالي:خربت حياتي أيام زمان وضيعت عمري في اوهام وجاي دلوقتي بعد ما حبيت بجد وبقي عندي اطفال عايز تخرب حياتي!!

وقفت وهي تضرب بيدها علي المكتب:لا يسليم بتحلم عشان انا محبتكش اصلاً انا اتوهمت فيك حبيت صوره انا اللي رسمتها وعيشت فيها وضحكت علي نفسي عشان تفضل حلو في عيني،،بس انا دلوقتي حبيت بجد حبيت احن راجل في الدنيا!

سليم بغضب:انتي كذابه فاهمه!انتي اكبر كذابه انتي حبتيني ومش هتحبي غيري مهما حصل،،نتي شوفتيني بس ببوس خطيبتي دخلتي في صدمه نفسيه!!

ارتمت مره اخري علي المقعد وهي تردد بالم عندما تذكرت تلك الفتره"فعلاً عندك حق بس تعرف دخلت ليه عشان اوهامي عشان انا رسمتك ملاك في نظري فكان طبيعي اتصدم!!،انت موجعتنيش يا سليم انا اللي وجعت نفسي!!بكل مره سالت عليك ولا بدات كلام ولا غيرت ولا عيط ولا دعيت ربنا يخدني عشان حسيت اني ضايقتك بكلمه،كل مره كنت بقرا اسكرينه بينا واشوف قد ايه هنت نفسي وقد ايه ردك بارد كنت استاهل وجع قلبي ودموعي اللي بتنزل عشان صعبت علي نفسي بس مصعبتش عليك،انا اللي وجعت نفسي اما هنت كرامتي وهنت نفسي معاك يا سليم،،انت متستحقش ان حد يعجب بيك حتي مش يحبك!متستحقش ان حد يخلقلك أعذار زي ما كنت بعمل،ما تستحقش أي حاجه،انت ربنا خلقك عشان يبتلي بيك غيرك!!

عند تلك الجمله بدأت عينيه تتدمع بألم!

ولكنها لم ترحمه كما لم يرحمها منذ سنوات لتستكمل" انت حطمتني بمعني الكلمه,,يمكن التعبير يبان مضحك بس ده احساسي يا سليم انت دوست عليا كانك بتهرس بطاطس بمعني الكلمه وبدون رحمه!!فاهم يعني ايه تقطع في حد كأنه جماد!انت عملت فيا كده،،بس انا استحملت وقويت ووقفت تاني اقوي وقلبي بقي بيعرف يختار صح اختار ارجل حد في الدنيا،تصدق يا سليم اني فرحانه انك محبتنيش و..."

تساقطت الدموع من عينيه لاول مره امام عينيها وهو يردد بالم:محبتكيش!!،،ودين الله يا كارمه انا ما حبيت غيرك!

اكملت الاخر بصلابه"وانك كسرتني وحطمتني!عشان لولا كل ده مكنش ربنا هيعوضني بمراد!!مكنش ربنا هيرزقني بزوج صالح زيه!!،،انا ممتنه ليك علي كل لحظه وجع عشان عرفت قيمه مراد بكل لحظه فرح،قدرته لما سندني واستحملني!،نت موت وهو صلح ونت روحت اتجوزت!

سليم بدموع:صدقيني يا كارمه حتي لو اتجوزت فعلاً حتي لو عرفت قبلك وبعدك الف انا بحبك!!

ثم دقق علي حروفه:بحبك يا كارمه!!

اغمضت عينيها بألم!!كلمه تتكون من أربع حروف لطالما انتظرتها حتي تهديء وجع قلبها،حتي تنتهي الحروب الذي بداخلها!!،،ولكنها الان انتهت للاسف انتهت ولكن بحروف شخص اخر بأفعال شخص اخر ولاول مره تحزن لانتهاء الحروب!!

اكمل الاخر وهو يبكي:انا كنت بشوفك فيها يا كارمه كنت بشوفك في كل لحظه معاها،،انا بعدت عنها عشانك،،شربت كتير عشان انساكي،،انا عاوزك!!،،ولله العظيم عايزك لو مش عايزك مكنتش جيتلك!!

ثم مسح دموعه وهو يتماسك:تمام انا عارف اني اذيتك كتير وجرحتك بس خلاص انسي اللي فات وشيلي كل ده من دماغك انا هعوضك وهسعدك ولله..

ثم تساقطت دموع اكثر من عينيه للمره الثانيه وهو يبتسم لها بكسره:صدقيني هعوضك وهنربي عيالك مع بعض وهنجبلهم اخوات كمان هنعيش سعادا ولله زي ما اتمنينا دايماً،كارمه انا اكتشفت اني عمري ما حبيت غيرك ولله و...

سقطت دمعه من عينيها الماً علي حاله!!،،هي اصبحت لا تريده،،اصبحت مكتفيه تماماً بالاخر فهو لن يعوض مره أخري،،ولكن تستغرب من حال هذه الحياه لطالما تمنت ان ياتي لها ويردد تلك الكلمات وبالفعل اتي ولكن بعد ان رحلت رغبتها تماماً به،،تمنت كثيراً ان تراه يتألم كما تألمت لسنوات ولكن رحلت تلك الامنيه ورحل هو تماماً من تفكيرها بعد ان عوضها الله بالاخر!!

سليم:ها قولتي ايه هنرجع صح؟؟

وجدت هاتفها يرن بنغمه مخصصه لمراد"وشايلني جوا عينيه أكتر ما انا كنت اتمني،،احلي سنين وانا وياه هفضل طول عمري معاه"لترفض المكالمه وهي تنظر من الشرفه لتجده ينتظرها اسفل!!


نظرت للاخر وهي تمسح دموعها:"انا ماشيه!فرصه سعيده اني شوفتك تاني وياريت متتكررش"

سليم بدموع:كركر!

وهو يتمسك بيديها كالطفل

التفتت له والدموع تلمع بعينيها شفقه!

ثم سحبت يدها ببطيء وهي تهز رأسها بالرفض

ليردد بحسره:بحبك والله العظيم بحبك!!

من ثم ارتمي علي المقعد وهو يبكي بنواح

_____________________________


دلفت للسياره ليحتضنها الاخر وهو يردد:وحشتيني!

ابتسمت له وهي ترفع عينيها لاعلي!!

لتجد الاخر يقف في الشرفه وهو يضع يده علي الزجاج وينظر لها والدموع تنهمر بغزاره من عينيه!!

___________________________

أمسكت يد الاخر بشده وهي تضع رأسها علي كتفه بإنهاك ليتردد في الاجواء"يا خساره بتيجي الحاجه لما الواحد ما يعوزهاش"

لم تتمني منذ ان عوضها الله بمراد وأطفالها ان يصيبه سوء او تراه بتلك الحاله،،كانت تحمل له كرهاً وحقداً ولكن اختفيا بالتدريج ليحل محلهما الجمود أصبح لا شيء بالنسبه لها ولكن صدقت تلك المقوله"داين تدان"فعاجلاً ام اجلاً كان سيسقي مما سقاها به لعده سنوات حتي وان كان برغبتها..

_____________________________

علي طاوله الطعام

يجلسان وهما يتناولان الطعام بنهم عدا الاخري والذي يرتسم علي وجهها التقزز بوضوح!!

أكرم:في ايه يا حبيبتي مش بتاكلي ليه!!

اسيا بتقزز:هرجع يا اكرم من منظر الاكل!

اكرم باستنكار:مش ده الاكل اللي خلاكي "بقره مفخده"

عادةً ما تضحك علي هذه الجمله ولكن هذه المره وضعت يدها علي فمها وهي تركض لاعلي باتجاه غرفه نومها!!

نادي الاخر علي الداده المسؤله عن"زين"حتي لا يصعد الاخر لاعلس فيقع من السلالم كعادته وهو يركض!!

دلف خلفها ليجدها تستفرغ وهي غير قادره علي التنفس انتهت أخيراً ليحملها الاخر وهو يسطحها في "البانيو" حتي تتماسك ثم فتح المياه لتنزل كالثلج علي جسدها في محاوله لإفاقتها قليلاً..

نظف المرحاض فهو لا يحب ان يدلف الخدم لغرفتهما ثم ذهب وهو يفتح خزانتها وجد الكثير والكثير من قمصان النوم الحريريه المهلكه والتي دائما ما تودي بعقله ولكنه تماسك وهو يأتي لها بمنامه زيتيه ماليئه بالخطوط الطوليه!

سطحها علي الفراش وهو يهدهدها كطفل صغير

اسيا بمشاغبه:انا مش زين علي فكره!

اكرم بضحك:اه صح نتي أم زين!!

لطالما كانت تكره أم(....)هي تفضل أن يناديها الجميع بأسمها!!

اسيا بحنق:يا بارد

احتضنها الاخر بقوه بالغه:انا خايف اوي يا آسيا!!

جلست الاخري وهي تضع رأسه علي صدرها وقد بدلت الاوضاع وهي تلمس شعره بحنان:من ايه يا حبيبي

اكرم:مش من ايه علي ايه،،خايف عليكي يا اسيا،،مش عايز اللي جرالك في زين يجري في البيبي ده،،ياستي انا قولتلك نكتفي بزين!

احتضنته الاخري وهي تقبل شعره:حبيبي انا حملي متعب بس بيعدي،،متخافش عليا ينور عيني!!

حاوط خصرها بقوه وهو يدعي الله بداخله ان يحميها!

_____________________________

في المساء..

ارتدت بلوزه بلون السماء بأكمام طويله وواسعه بعض الشيء وتصل لخصرها وارتدت بنطلون من القماش الأبيض الضيق وحذاء عالي باللون الفضي ورفعت شعرها في تسريحه انيقه والخصل تتدلي منها بكثره وكعادتها لم تضع سوي أحمر الشفاه باللون النبيتي القاتم،،اما الاخر فأرتدي قميص باللون الكحلي القاتم وبنطلون باللون الأبيض كذلك

_____________________________

اتي والديها وهما يباركان لها بسعادهه

ومن ثم اتت لين وليلي وابنائهما،،ليتركهما المراهقين ريناد وأدهم والذين اصبحوا في الثالثه عشر من عمرهما وهما يذهبان الي الخارج حتي يتحدثوا!!

ومن ثم اتوا مراد وكارمه وطفليهما

واخيراً اتت الاخري والذي اصبحت صديقه مقربه لآسيا"ملاك"وزوجها"أحمد"وابنتهما الصغيره"زينب"

_____________________________

كانت حفله عائليه مليئه بالمرح افتتحاها بالرقص علي اغنيتهم الذي شهدت علي اجمل لحظاتهما علي الاطلاق"جوا الروح"من ثم ظلوا يتحدثون

ملاك:بجد انا فرحانه جداً انكم عملتوا حفله واحنا اصلا نازلين مخصوص عشانكم!!

اكد الاخر علي كلامها:صح والله!

اكرم وهو يبتسم له:حبيبي يا أبو حميد!

ملاك:صح يا جماعه هو الخبر اللي انا قريته ده صح؟

اكرم،اسيا:خبر ايه!!

ابتسمان لتلك الصدفه!

لتكمل الاخري:إنتحار كمال!!

بُهت الاخر وهو يردد بحزن:اهه!!،،للأسف بعد ما اثبتوا انه مريض عقلي ونفسي،،اتحجز في المستشفي كان مرضه غريب اللي هو بيتكلم مع سيلينا في كل حاجه طول ما هو صاحي بيكلمها وطبعا عشان رجل اعمال ليه اسمه كان فيه ممرضه عايشه معاه في جناحه المخصص ولكن طبعاً علي غفله منها خرجت لقيته واقف علي سور الشباك وهو بيبص تحت وبيشاور لسيلينا في خياله وبيقولها:وانتي كمان "وحشتيني والله انا جايلك يا حبيبتي"

شعر بألم في قلبه فلم يقوي علي التكمله!!فغلط صغير في تلك المهنه الدقيقه مهنه الطب أدي لموت حبيبين لطالما عشقا بعضهما!!

تولت اسيا الحديث وهي تكمل:نزل طبعا ميت وجاله كسر في الجمجمه وحاجات كتير ورغم انه كان مريض عقلي تماماً الا انهم لقوا ورقه تحت مخدته بانهم يتبرعوا بجميع فلوسه لدار الايتام ومرضي القلب والسرطان باسم سيلينا وانه يدفن جنبها!!"

تساقطت الدموع من عين ملاك:ربنا يرحمهم يارب

احمد بتأثر'يا حول الله يارب

ثم اضاف وهو ينظر للاخري:ياربي عليكي،،جلبتي المواجع علي الناس!

لترفع حاجبيها وهي تقول بلكنه صعيديه محببه لقلبه:بتقول حاجه يا حبيبي!!

ليبتسم العاشقان علي مشاغبتهما!!

انقضت الحفله سريعاً كحال جميع الاوقات الجميله وذهب الجميع بعد ان وعدهم"احمد"بالقدوم من "قنا"بصحبه زوجته وابنته حالما ياتي المولود الجديد

_____________________

جلسوا لي تلك"الارجوحه" والتي تطل علي البكر مباشره!

وضعت الاخري رأسها علي كتفه:فاكر اول مره قعدنا فيها كده كانت امتا!!

ابتسم الاخر:طبعا يوم كتب كتابنا!!

ثم نظر لها بعشق جارف:إوعي تساليني فاكر ولالا علي اي حاجه بينا عشان اي حاجه معاكي يا اسيا مستحيل تتنسي!!

احتضنته الاخري وهي تردد بهيام:بتمني حبنا يفضل يزيد كده بمرور السنين يا اكرم عشان صدقني كل الحب ده قليل عليك،،صدقني انا بيك استغني عن كل العالم!!

ليحملها الاخر علي حين غفله وهما يدلفان لمنزلهما حتي يعبر لها عن مشاعره الذي يفضل غالباً التعبير عنها عملياً!

_____________________________

في الصباح استيقظت لتجد الاخر ذهب لعمله فجدوله ممتليء بالعمليات التي لا تحتمل التأخير تأفأفت وهي تنهض بكسل لتجد بجانبها ورقه صغيره"بحبك جداً يا حبيبتي وحاضر مش هخلي حد يبص في عنيا عشان متقتليهوش متتضايقيش بقي اني نزلت ونتي نايمه بس محبتش اصحيكي,حبيت اطلعلك واحده بنفسي،بحبك تاني"

ابتسمت بشده وهي تنظر للقب الصغير بهيام هو منذ زواجهم إعتاد كل سنه أن يأتي لها بصندوق مليء ب"٣٧٠" سبب يحبها لأجلهم،،هو يعلم جيداً ان الحب يأتي دون أسباب ودون صفات مميزه نعشق الاخرين لاجلها ولكن هو يحاول اسعادها بكل الطرق،،امسكت بالقلب وهي تفكر ان هذا هو القلب الرابع والثلاثون من الصندوق لتقرأه"فاكره عم فريد؟،،اما مراته ماتت بعد٦٨سنه كان مستقلل بالعمر اللي عاشوه و فضل يحبها وفضل فاكرها حبه مماتش!،،عم فريد مات يا اسيا وحبه لسه عايش في القوضه بتاعته وحاجته اللي طلعها صدقه علي روحها،،عشان كده انا بحبك بحبك لاني عارف ومتأكد اني حبي ليكي مستحيل يموت حتي لو انا مت،، عشان انا حبيتك بجد وحُبنا مبينتهيش!بيزيد!"

ظلت تضحك بشده وهي تردد بسعاده:بحبك ياا ابني بحبك ولله!!


هكذا هو الحب عندما يأتي حقيقياً ويستمر بعد عناء وتضحيات كثيرهه!!،،يستمر بجمال البدايات في كل ما يقال في كل ما يُفعل،فالحب الحقيقي لا يوجد به نهايات ولا حتي نهايات سعيده،،الحب الحقيقي يستمر لبعد موتنا يستمر حتي نلتقي في حياه أخري،،حياه أبديه،،وما دون ذلك ليس بحب يمكن تسميته أي شيءٍ أخر سوي الحب..

_____________________________

فتحت عينيها بابتسامه وهي تشعر بالاسترخاء وهي تتذكر ليليه امس والذي قضتها بين احضان "مراد" في ليليه مليئه بالمشاعر والذي قد افتقداها قليلاً منذ وصول التؤامان ولكن تحولت السعاده لالم مختلط بالشفقه ما ان تذكرت حديث حور والذي قد نسته أمس بسبب انشغالها بمراد،،أنه قد هاتفها عصراً وهو منهار ويخبرها ان كل شيء انتهي وانه يتمني الموت بشده ولا يطيق هذه الوحده في تلك الشقه البائسه،، شعرت بألم في صدرها رغم كل ذلك هي تشعر وتتألم للغريب فحتي و ان لم تَعد تحبه هو إنسان!،،تذكرت ان والدته توفت منذ شهور وهي غاضبه منه او لاجله لا تعلم تحديداً،،تذكرت ان زوجته دخلت في علاقه جديده مع رجل أعمال من مستواها رجل يحبها بصدق،،تذكرت أن أخته ستسافر للخارج ولن يبقي له احد،تذكرت انها كانت اخر اماله وقد ذهبت!!،أيعقل ان ينتهي به الحال وحيداً!!بعد كل من كانوا حوله!! واولَهم كانت "هي" ولكنه اذهبها بافعاله!!

وجدت من يحتضنها من الخلف وهو يردد بحنان:سرحانه في ايه يا حبيبتي!!

شعرت في تلك اللحظه بجميع الافكار تتبخر لم يتبقي سوي شوقها للاخر الذي لا ينتهي،،لتستدير له وهي تحاوط وجهه بيديه ويغرقان في قبله عميقه..

____________________________

بدلت ملابسها لجيب ضيق باللون الابيض وبلوزه فضفاضه وطويله بعض الشيء باللون الاسود وحجاب وحذاء وحقيبه باللون الاسود،،وهي تدلف للخارج مع "زوجها" باتجاه المقابر كعادتها يوم الخميس فهي تذهب لوالدتها وأخيها مرتان كل شهر

____________________________

جلس الاخر بالسياره ليعطي لها حريه التحدث معهم!!

جلست امام قبر والدتها وقبر اخيها الملتصق بوالدتها بعد ان قرأت لهم"الفاتحه"والكثير من"الدعاء"

تساقطت الدموع من عينيها وهي تردد بنواح"وحشتيني اوي يا ماما،،تعرفي ايه اللي حصل امبارح سليم جالي يا ماما، جالي مكسور وهو بيعيط وبيترجاني اطلق عشانه،،بس انا بحب مراد مقدرش اتخلي عنه!!،،اجه بعد ما كل مشاعري انتهت،،لو كنتي عايشه كنتي هتتبسطي اكيد،بس نا عمري ما اتمنتيت اشوفه بالكسره دي ربنا يسامحه و يبعده عني"

ثم وجهت كلامها للاخر:"ونت يا محمود وحشتني اوي رغم اي حاجه كنت بتعملها بس وحشتني جداً،،يارب تكون في مكان احسن ويكون ربنا سامحك وغفرلك يا حبيبي"ثم تركتهم وهي تدلف للاخر والذي استمع لحديثها مع والدتها وقد شعر بالاطمئمان أخيراً بعد ان تأكد ان الاخر انتهي من داخلها منذ زمن،،اما هي فغرقت في ما حدث لأخيها!!،،هذه الدنيا كل ما يـحدث لنا بها رداً علي أفعالنا!!،،فبعد أن القي الاخر والده بالخارج حتي يتزوج من أحب،،قضي قرابه العام والنصف مع زوجته وهو يتظاهر بالسعاده ولكن في يوم استمع الجيران لشجارتهم السخيفه الذي لطالمل تجاهلوها وكان يسبها هي ووالدتها،،وانه قد كره حياته بفضلهما لينتهي به الحال وقد حرق المنزل به وبها!!"

دعت له بالرحمه فهو قد انتحر بابشع الطرق بعد ان افاقت وهي تتجه للفيلا الذي انتقالا لها منذ عام وأشهر بعد ان علما بحملها،،حتي تُتابع عمل مهندسين"الديكور"في الحديقه تجهيزاً للمساء.

_____________________________

في المساء

ارتدت الاخري فستاناً مميزاً للغايه قد ابتاعه لها منذ سنه وقد ارتدته في تكريمه كأهم رجل أعمال،،كان باللون الأسود واللبني معاً بأكمام قصيره وطويل للغايه وينزل من الخصر بأقمشه كثيفه باللونين الاسود واللبني وقد تركت شعرها نصفه للخلف ونصفه الاخر علي جانبها الايمن ووضعت طزق من الورد الحديدي باللون الفضي اعلي راسها،،ووضعت مساحيق تجميل هادئه،،اما الاخر فأرتدي بدله سوداء وقميص باللون الرمادي القاتم في مظهر رجولي للغايه!

____________________

هبطت السلالم كالاميرات وهي تنظر له بسعاده ليبرزان غمزاتيها في منظر مهلك!

احتضنها الاخر في طريقه لشفتيها لتدفعه بخفه:يلا عشان زين نازل

لم تكمل جملتها حتي سمعت الاخر يركض باتجاههما وهو يدفع ابيه بضعف:بابي انا بس اللي احضن اسا!

انفجرا ضاحكان لتنحني الاخري وهي تحتضنه:انت تؤمر يا زين بيه!!

لينظر لهم الاخر شزراً وهو يذهب للخارج!

_____________________________

ارتدت الاخري فستان انيق قد ابتاعه الاخر لها باللون الرمادي وحجاب بسيط بنفس اللون،،دلفت لاسفل بتوتر فالحفله مليئه بالصحافين ورجال الاعمال وعائلتهم،،وجدت الاخر يرتدي بدله باللون النبيتي وقميص اسود وهو يقترب منها بحب:ايه الجمال ده يا عمري!!

ابتسمت بتوتر:اسيا جت؟

احتضنها وهو يردد:لا حور بس!

دفعته حتي لا يراهما أحد وهي تذهب للاخري،،وجدتها تقف هي وعزيز وهما يمزحان بشده!!

كارمه بمرح:ما تضحكونا معاكم!!

حور وهي تحتضنها:وحشتيني وحشتينيي!

عزيز:ازيك يا كارمه!

كارمه:انا تمام انتو اخباركم ايه!!

حور,عزيز:الحمدلله!

كارمه:كده يا دكتور هتبعدها عننا!!

احاط الاخر “حور“:والله يا كارمه في دكتور شاطر في لندن متخصص في الحقن المجهري ببراعه عشان كده فكرت نستقر هناك لحد ما تولد باذن الله مش اكتر!!

كارمه من صميم قلبها:انشاءلله المرادي هتنجح!

امنوا علي دعائها,لتشرد بعيداً وهي تفكر تزوجا منذ ثلاث سنوات ولا يصمتوا الناس كعادتهم عن سبب التأخر وما زال يردد انه هو السبب في ذلك التأخير ولكن بالطبع والدته قد علمت منها عن طريق الخطأ انها هي المتسببه ولم تكاد تصمت حتي تعود للتحدث في ذلك الموضوع ومطالبته بطلاقها!!،،ولكن الحب يغلب كل شيء لذلك هو متمسك بها وقد وعد نفسه ان لم تنجح هذه العمليه سيكتفي بها كأبنته وزوجته وكل ما يملك!!

وجدو فجأه شخص ما يردد بمرح:هاي عليكم!

التفتت الاخري لها وهي تحتضنها وبعدها حور وهما يتحدثان في شتي المواضيع،،وقد تجمع عزيز ومراد واكرم معاً،،اما الاطفال فجلسوا في المكان المخصص لهم!

___________________

بعد ان اقضي نصف الحفل

امسك الاخر الميكروفون وهو يردد أمام الجميع:لو في وصف اكبر من اني أسعد راجل في الدنيا كنت قولته،،ما فيش حاجه تفرح الواحد أكتر من ان حلم عمره يتحقق!!،،شفتها من٨سنين واتمنيت جداً تبقي ليا وكان زي الحلم البعيد كنت في كل مره بتقعد تتكلم كنت بركز في كل حرف وكل حركه بتعملها كنت عاشقها دي قليله لحد ما من ٤سنين وشويه كتبنا كتابنا واتجوزنا ولحد ما من سنه وثمن شهور و١٩يوم بقت حامل في نور عيوني ومن سنه بالظبط شرفونا،،عايز اقولكم ان انتوا ال٣أغلي ما املك في الدنيا دي،،عايز اقولك اني هفضل احبك لاخر نفس فيا يا نفسي

ثم ذهب وهو يحتضنها وينظر للطفلين بحنان جارف

لتردد الاخري بحب:بحبك يا مرادي

مراد بضحك:الحكايه فيها مرادك!!

لتكمل له:طب كنتي قولتيلي مكناش عملنا حفله!!

لينفجرا ضاحكان والسعاده تغمرهما

_____________________________

يقفون في جانب بعيد عن الانظار وهما يتحدثان كمراهقين في السابعه عشر يتخفون من اعين الجميع وهم يسرقون لحظات بعيداً..

اسيا بحنق:ولله واما القمر دي تعجز والوش ده يكرمش هتبص لغيري عادي!!..

اكرم وهو يتحسس وجهها:هحبك في كل الاوقات وفي كل الاعمار وفي كل الحالات هفضل احبك مهما حصل يا اسيا,ومستحيل ابص لحد غيرك فعلياً!

اسيا بسعاده:طب تعالي نروح البحر!!

اكرم بملل:انا ابتديت اغير منه ولله!

اسيا بضحك:حبيبي انت مفيش حاجه اغلي منك!

لينحني وهو علي وشك تقبليها!

الصحفيه بتنحنح:ممكن ناخد من وقت حضرتك ١٠دقايق بس!!

سرعان ما تحكم الجانب المنعزل بها والذي يرهب الناس وهي علي وشك الرفض ليحاوطها الاخر وهو يردد:طبعاً!!

الصحفيه:انا قرأت كل أعمالك وحقيقي كانت عوده قويه جداً ب"حب لن يموت"!

اسيا بابتسامه:ميرسي.

الصحفيه:هل هي حقيقيه ١٠٠٪ام فيها خيال؟

اسيا:دي جزء من مذكراتي!

الصحفيه:حضرتك ليه سمتيها حب لن يموت!!

لتنظر الاخري للاكرم بنفس النظره الذي نظرت له في لقائهما الاول وقلبها يدق بعنف بينما عينيها ذهبت مع عينيه في عالم اخر:لأن حب آسيا واكرم مستحيل يموت،،الحب اللي اتبني واستقر بعد عذاب وبعد مشاكل وخناق وحارب كتير مستحيل يموت،،الحب الحقيقي مبيموتش واحنا حبينا بجد!!

الصحفيه بابتسامه:حضرتك فعلاً بتحبي رجل الاعمال اكرم رؤوف وتحبي تقوليله ايه؟

اتسعت ابتسامتها وهي تمسك بيده:احب اقوله ان يوم٢٠١٥/٨/١٩انا اتولدت من جديد،،يمكن فعلاً كنت لسه مراهقه مش فاهمه أي حاجه او طفله ويمكن هو كان شاب مغرور وانا مش في باله بس كنت عرفه انه هيبقي حاجه في حياتي،لان ما فيش حاجه اسمها صدفه كله بسبب وهو دخل حياتي عشان يحيني من جديد،،وفعلاً اتقابلنا بعد٧سنين واتخطبنا وعدي دلوقتي٤سنين وشويه عن اول مره اتقابلنا فيها تاني وقلبي من ساعتها دق،دق من جديد بيه ومش هيبطل حتي بعد موتي!!,,اما بالنسبه لبحبه!فمش هعرف أوصف هو بالنسبالي ايه!!،،انا كنت متحطمه وهو بناني من اول جديد،كل ما حاجه فيا تتكسر يبنيها،،كل ما اقع بلاقيه عكازي وفي ضهري ،،كنت حاسه احساس الطفله اللي كل بلدها اتدمرت في الحرب وهي مرميه وفجأه تلاقي ملاك جاي يحيها ويديها الامان من جديد،اكرم لو بعد ثانيه بس انا هتهد!!،،اسيا ملهاش وجود من غيره،،اي لازمتي اصلاً من غيره!!،،الروايه والمعمل وزين والشخص الي قدامكم ده كله من صنع اكرم مش من صنعي،،

ثم التفتت وهي تمسك يديه:انت سندي واماني وكل حاجه ليا،،انت اللي حنيتك خلتني الشخص المتسامح ده،،اسيا اتخلقت من اكرم وبقو حد واحد ومستحيل يتفرقوا،،انا فعلاً مش بحبك عشان بحبك كلمه هتظلم الاحساس اللي شايلهولك في قلبي!!


أدمعت عينيه بتأثر وهو يقبل رأسها بحب،،لتلتقطها الصحفيه لهم ثم رددت ممكن صوره كمان!!

نظرا لبعضهما ثم وقفت أمامه وهو خلفها ليضع يده اعلي خصرها بقليل وتحاوط يده بحنان جارف وهما ينظران لبعضهما بهيام والابتسامه ترتسم تلقائياً علي وجههم بسعاده علي ذلك الحب الذي كل ما مر الوقت يزداد قوه ومتانه،مر شريط ذكرياتهما واسعد لحظاتهما امان اعينهم لتلتمع اعينهم ببريق العشق وتتسع ابتسامتهم أكثر فأكثر!وقد وعدا أنفسهم بالمحاربه دائماً من أجل ذلك العشق!


التُقطت تلك الصوره لتخلد للأبد ولكن هذه المره لم يضع يده علي جزء بها فقط بل وضعها وجزء منه في داخلها وهذه المره لم يبتسمان علي شيءٍ ما ، بل ابتسامان علي كل الاشياء الذي مرا بها وسيمرون بأصعب منها ولكن كل شيءٍ سيهون لطالماً هما معاً.

تمت.


*********************
إلي هنا تنتهي رواية آسيا بقلم فاطمة صلاح
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة