-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الثالث عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة ماسة ناصر ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الثالث عشر من رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر (شروق الشمس) .

رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الثالث عشر

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 
رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر

رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الثالث عشر

 ورد : اخبارك ايه يا رحيل دلوقتي

هبت رحيل وجلست علي الاريكه ثم همست بإعياء : عايزه اروح

امر الخدم بالإنصراف ثم جلس بجانبها تاركاً مسافه لا بأس بها

ورد : متخافيش صدقيني كرم اتغير بدليل انه اتجوز

نظرت أمامها ثم همست بصوت خافت : هو فين ؟!

ورد : هو مسافر هيجي بعد اسبوع

رحيل : طب مراته فين ؟!

تردد ورد قليلاً : هو طلق مراته

رحيل : وايه حكايه ورد

ورد : هو انا اسمي في الحقيقه ورد وفيق.... هتقوليلي ازاي انت اخو كرم الحسيني هقولك اخوه من الام... اه والشركه اللي انتي جيتيها دي شركتي انا مش شركه كرم

رحيل : كاظم بالله عليك اعمل اي حاجه علشان انا هموت فيها

ورد :اولا مبحبش اسم كاظم... ثانيا انا حتي لو اديتلك الفلوس تدفعي الشرط الجزائي مكتوب في البند ان لازما كرم يقبل الشرط ده لو مقبلهوش العقد هيبقي قايم زي ما هو

رحيل : طب انا هعمل ايه دلوقتي يا ورد

ورد : وعد مني مش هقوله انك رحيل بصي هتحاشي انك تقابليه

رحيل : انت مقتنع بالكلام ده

ورد : لأ بس ادينا نعمل اللي علينا... المهم هسيبك فتره اسبوع تريحي اعصابك فيها بس لازما تيجي بعد اسبوع

**********************************

وقفت أمام منزل خالها تقدم خطوه وتعود الاخرى تنهدت ثم إتخذت القرار بأن ترن الجرس... فتحت لها فوزيه

لوت فوزيه فمها ثم قالت بترحيب زائف : يا اهلا وسهلا

ابتلعت صبا ريقها أمام تلك النبره الساخره

صبا : ازيك يا طنط... فين ضحي

نظرت لها فوزيه بقرف : ليه ناويه تعزميها علي خطوبه اختك ولا ايه

صبا : لا يا طنط والله ليه مودناش الرد... ممكن تقوليلي بقي فين ضحي

فوزيه : زمانها جايه اتفضلي ادخلي

دلفت صبا الي الداخل ثم جلست علي احد الكراسي

فوزيه بضيق : تشربي ايه

صبا : لا يا طنط شكرا لسه واكله وشاربه

سمعتا صوت مفاتيح الباب

فوزيه : هتلاقيها ضحي لما اقوم اقولها انك هنا

اتت ضحي بعد قليل ثم جلست قبالة صبا

صبا : انا عيزاكي تعرفي حاجه اقسم بالله ما كنت اعرف عن حوار نبيله ده اي حاجه وباذن الله هفضل وراه لغايه ما انهيه

ضحي : ممكن اطلب منك طلب

صبا : اكيد

ضحي : اقنعي نبيله انها توافق علشان خاطري... بما ان معاذ رايدها حققيله امنيته... انا عيزاه يكون سعيد..... وبعدين نبيله دي اختي فانا عايزاها تأخد أحسن واحد في الدنيا وانا في رأيي مفيش احسن من معاذ فاقنيعها علشان خاطري

قالت كلمتها الاخيره وخالطت دموعها الكلام مما جعل صبا تهرع اليها تحتضنها

************************************

افسح له صديقه الطريق لكي يدخل

فؤاد : خش برجلك اليمين يا طاطا

طه : يا عم ادخل ايه ورانا محاضره

جذبه فؤاد من قميصه وادخله داخل الشقه قائلا بحنق : يا عم احمد زويل انت... بلا محاضره بلا زفت متزهقنيش عليك .... روح اقعد علي الكرسي اللي هناك ده عقبال ما اجيب حاجه وجايلك

عاد فؤاد ومعه سيجارتين... مد يده بأحداها الي طه

فؤاد : امسك يا صاحبي

طه : ايه ده

فؤاد : عربيه... هتكون ايه يا عم سيجاره

طه : ما انت عارف اني مبشربش

فؤاد : يا عم ما تجرب هي هتيجي من مره

ثم اشعل لطه السيجار فأخذ طه منها نفساً وظل يسعل بينما فؤاد يضحك عليه

طه : بس السيجاره دي شكلها مريب كده

أخذ فؤاد نفساً طويلاً من سيجارته ثم همس بعد فتره :: اه مهي حشيش

القاها طه بعيداً ناظراً اليها برعب : حشيش!!

فؤاد : يمين بالله لو ما قومت جيبتها وشربتها لانت صاحبي ولا اعرفك... انت عارف اللي انت رميتها دي بكام... قوم يابني خدلك نفسين وظبط دماغك .... وبعدين هو انا بقولك اشربها علي طول لا سمح الله دي مره من عمرك

فأطاع طه أمره

***********************************

جالس في غرفته يقوم بترتيب وتصنيع بعض الماسكات بعدما تأكد ان الجو خالٍ وان جميع من في المنزل نيام ... اتاه اتصال فنظر الي الهاتف بدهشه ثم اجاب

إيلام : اخي!! ... مايك لما انت مستيقظ باكراً هكذا... التوقيت عندك في هذا الوقت باكراً جداً... اانت بخير ؟

!

اتاه صوت مايكل مرهقاً : اخي... انا لم استيقظ... لانني لم انم بعد!!

اعتدل إيلام في جلسته وصاح به : ماذاً ... لماذا لم تنم ايها الغبي!!

مايكل : والدك يا عزيزي.. لا يجعلني انام... طوال اليوم عمل عمل عمل... اصبحت اتنفس عمل لا هواء... ولانك لم تعد هنا يفعل ما يريد بي..

ضحك إيلام من نبره مايكل الطفوليه.. فقد بدي مايكل وكأنه طفل يشكو لوالده... فطالما كان إيلام كذلك لطالما كان والده الذي يحميه من كل خطر من كل شئ يؤذيه... اليست الحمايه من صفات الاب!!

إيلام : حسناً عزيزي سأتحدث مع ابي ليخفف عنك عبئ العمل قليلاً

سارع مايكل بترجي : لا لا... لا تقول له... سيعلم اني أخبرتك وسيقطع رأسي وسأسير بلا رأس... اترضاها لي ان اسير بلا رأس اترضاها!!

قهقه إيلام عالياً : لا لن ارضاها وخصوصاً لك بكل تأكيد لانك اذا اصبحت بلا رأسك فكيف سأضربك علي مؤخره عنقك عزيزي

مايكل : تبا.ً لك

هدأ إيلام من ضحكه ليقول بجديه : حسناً حسناً ... ما العمل الذي كلفك به ابي

مايكل : اوووه.. تبا... ابي قال لي ان لا اخبر أحداً بهذا العمل.. ولكنني سوف....

علم إيلام ان مايكل سيخبره فسارع يقاطعه : مايك... كلمني مصري

مايكل : لماذا!!

إيلام بمماطله لعله يفهم : حدثني مصري عزيزي وستعرف لماذا!

مايكل :اشطا انا بحب اللغه دي اصلا بلا انجليزي بلا بدنجان

إيلام : ياه انت وصلت ل اشطا وبدنجان لا ده احنا اتطورنا اوي

ضحك. مايكل قائلاً بمشاكسه : تلميذك يا باشا وبعدين عايزني بعد تمن سنين متعلمش اللغه ده انا حتي ابقي حمار... المهم خلتني اتكلم مصري ليه ؟!

إيلام : لاني كنت عارف ان حضرتك هتقولي علي الشغل اللي بابا قالك متقولش عليه

مايكل : وانت مش عايزني يعني اقولك!!

إيلام : انت غبي يلا غبي... انا اعرف كل شئ واكيد بابا هيقولي هو خلاك تعمل ايه وايه طبيعه الشغل ونظامه والهدف من وراه

مايكل : طب قالي مقولش ليه طيب ؟!

إيلام : مش قولتلك غبي... مش يمكن يكون ده اختبار مثلاً !!

ضرب مايكل رأسه بيده : يالهوووي وانا كنت هقولك وهو اكيد مراقب الموبايل

إيلام : عرفت بقي انا قولتلك نتكلم مصري ليه علشان رغم ان بابا معلمنا نتكلم ست لغات... يبقي فيه لغه واحده ابونا ميعرفهاش اللي هي اللغه العربيه وبتندرج تحتها اللغه المصريه.... فلو كنت خليتك تتكلم انجلش زي ما انت كنت هتسقط في الاختبار

أخذ مايكل نفس عميق : اوووف

ثم وضع يده علي عنقه يتحسسه : من الجيد انك هنا اخي.. لتبقي رأسي بمكانها

إيلام : شوف الغبي برضه اقوله اتكلم مصري يرجع يتكلم. انجلش

ضرب مايكل وجنته عده مرات : انا غبي... انا غبي... اسف

إيلام : ها هتقولي ايه الشغل

مايكل : اه اه.... خلاني اهكر انظمه شركات معينه وبالاسم

إيلام : لا ده العادي ده مهو علي طول بيخليك تهكر انطمه شركات بنوك واجهزه منافسينا ده عادي ده

مايكل : تمام انا معاك انه عادي بس اللي مش عادي ان الشركات دي تكون في مصر

ضيق إيلام عينيه بتفكير... هذه عادته عندما يفكر في امر ما ويتطلب التفكير مجهود كبير رغماً عنه يضيق عينيه... ثم عبث بشعره : مايك.. تفتكر ان التهكير ده له علاقه بمهمتي يعني ممكن تكون مساعده ليا

مايكل : مظنش لان بابا مبيحبش المساعدات... دي مهمتك انت حر فيها مفيش مساعده ساعد نفس بنفسك... ده كان كلامه فاكر...

إيلام. بتفكير : فعلاً عندك حق بابا مبيساعدش حد حتي باتريك مبيساعدوش رغم انه ابنه المفضل

مايكل مصححاً : هو ابنه المفضل بعدك... انما انا في القاع... قاع ايه ده انا قاع القاع ... تقولش ابن البطه السودا

رفع إيلام حاجباً قائلا بجديه مصطنعه : هو انت وصلت للبطه السودا كمان

مايكل : مش قولتلك تربيتك

إيلام : كانت تربيه سودا منيله بستين نيله اقولك علي حاجه انا معرفتش اربي بإمانه يعني

مايكل بإرهاق : حسناً سأتركك مع تأنيب ضميرك هذا لانك لم تستطيع تربيتي جداً بل لم تستطع تربيتي من الاساس... انا مرهق... سأذهب لانام قليلاً... اخبر. ابي ان يخفف عبئ العمل عني حسناً لست عبداً عنه

إيلام : مش قولتلك. غبي ياض انت مش قايلي مقولوش

نظر مايكل الي ظل امامه : علي اي حال... ابي سيعلم بهذه المكالمه بكل تأكيد فباتريك خلفي.

إيلام : ان كان خلفك كيف علمت بوجوده

مايكل : اتذكر اخي عبارتك المشهوره عن الظل ؟!

ابتسم إيلام وهو يردد العباره : احذر من ظلك.. فانه عدو لك... دائماً يفضحك.

مايكل : حسنا سأخلد للنوم... تصبح علي خير

إيلام: وانت كذلك عزيزي... نم جيداً

مايكل : سأفعل

اغلق مايكل الهاتف والتفت فوجد باتريك ليفتعل انه تفاجئ بوجوده

مايكل : باتريك .... ماذا... منذ متي وانت هنا!!

تحدث باتريك بهدوء مقتضباً : ااخبرته بالمهمه ؟!

امسك مايكل عنقه : اقسم انني لم. افعل اقسم

عقد باتريك حاجبيه قائلاً بتشكيك : حسناً ان لم تكن قد اخبرته.. أخبرني انا ألست بأخيك. انا الأخر

سار مايكل عده خطوات الي ان وقف امامه وامسك بكتفيه ثم قال بعطف مصطنع : اوووه بالطبع انت اخي حبيبي... نور عيني

.. ولكن انا اسف حقاً يا بات.. ليس لدي حقاً حقاً اي شئ قد اخبرك به

انفعل باتريك فاقترب من مايكل اكثر ينظر الي عينيه بشر وبراكين تطاير منهما وقد كشر عن انيابه : تباً لك كم... انت منافق... اذاً بماذا كنت تخبره اذ لم تكن تخبره بالمهمه... لماذا اخذت كل هذا الوقت... لماذا تحدثتما باللغه العربيه... لمااااااااااذااااا

عاد مايكل عده خطوات بخوف وعينيه مثبته علي باتريك ثم قال بتوجس : كنا نتحدث في اشياء خاصه عن حياته وبالطبع لم نكن نريدك ان تعرفها والا كنا تحدثنا عنها بالانجليزيه

اشار باتريك الي نفسه وهو يصرخ بجنون :اتظنني احمق.. اتظنني كذلك لأصدق ما تقوله.... اشياء خاصه ام عن مهمتك ؟!

ظل مايكل يتراجع ثم اشار له بتوتر : بات.. ارجع... اياك. والاقتراب مني... اذا اصابني اي مكروه... ابي سوف ...

قاطعه باتريك قائلاً باستهزاء : اتظن ان ابي سيهتم بأمرك بعدما اخبرت الجوكر بمهمتك. ؟!... اذا كنت تظن هذا حقاً فانت متخلف عقلياً

صاح مايكل به بعدما توقف عن الحراك : لم اخبر احداً باي مهمه اقحم. هذه الفكره في رأسك... لانك ان لم تفهم فستكون ان المتخلف ليس انا

ثار جنون باتريك فرفع يده ليصفع مايكل وكرده فعل تلقائيه حاوط مايكل وجهه بذراعيه قائلاً بخوف : اقسم ان ضربتني سأقول لأخي.... وسيعلمك كيف ترفع يدك القذره هذه علي

توقف ذراع باتريك بعدما سمع هذه الكلمات ثم انزلها صمت قليلا ليحاول استعاده هدوئه بينما ابعد مايكل ذراعيه عن وجهه بتوجس .... ظل يتابع باتريك وهو يحاول ان يهدأ ..... بعد قليل ابتسم باتريك ابتسامه صفراء : ألست بأخيك انا الاخر لماذاً لا تخبرني بالمهمه

مايكل : انت اخي لم اقل شيئاً في ذلك ولكن حقاً ليس لدي اي شئ لأخبرك اياه عزيزي

انفرطت اعصاب باتريك منه ليجد مايكل يده قد رفعت تلقائيا الي وجنته التي قد سقطت عليها كف باتريك

باتريك : ستبكي ايها الصغير ستبكي... اين حارسك الان... اين اخاك... اين حمايتك عزيزي... ارأيك لا مفر مني الان ... ستخبرني بتلك المهمه الحقيره التي كلفك ابي بها

ترقرقت عيني مايكل بالدموع ولكن رفض انهيارها حتي لا تضعفه اكثر أمامه

مايكل بصوت مخنوقه : ليس لدي ما اقوله.... اخي

قال كلمته الاخيره باستهزاء واضح مما استفز باتريك فدفعه دفعه قويه ليسقط علي الارض ولم يكفه هذا فتقدم نحوه وكاد ان يضربه لولا صوت من خلفه

لويس : بات... قف عند هذا الحد

ثم ذهب الي مايكل واخذ بيده ... وقف مايكل ينظر بغل الي باتريك وباتريك يبادله نفس النظرات

ربت لويس علي كتف مايكل قائلاً بفخر : لقد نجحت في الاختبار بني

مسح مايكل الدم عن فمه فقد انشق جرح من فمه اثر صفعه باتريك ليظهر مايكل يده والدم عليها امام وجه ابيه قائلا بقصد : اقسم ان هذا لم يكن اختباراً ابي

ثم ذهب مولياً ظهره لهما تبعه صوت والده ينادي باسمه فصرخ مايكل وهو لايزال يسير في طريقه بينما سمح لدموعه ان تنهمر بغزاره : لا تفعل ابي... فقط لا تفعل

ثم ابتعد عن مرمي عينيهما ليضغط علي زر الاتصال ليأتيه صوت إيلام : ماذا!! .. الم تنم بعد!!

مسح مايكل دموعه ثم قال بصوت متقطع :اخي.. اريد ان اخبرك. شيئاً إيلام بقلق : ماذا... اتبكي... ما بك عزيزي... مايك ما بك...

بينما علي الجانب الاخر التفتت له والده ثم قال بلوم : ايعجبك هذا ؟!

نظر باتريك الي الطريق الذي سار به مايكل ثم نظر الي والده : نعم يعجبني هذا وبالطبع لن يعجبك انني قلت انني اعجبني الامر. ابي لقد اعجبني ضربه كثيراً

لويس : لم يكن عليك فعل هذا ؟!

باتريك : ابي لا تدلل اطفالك. ابداً

لويس : حسنا سأخذ بنصيحتك وبما ان كلمه اطفالي تشملك انت الاخر... فانت معاقب

ثم تركه وغادر ليركض وراءه باتريك

باتريك: تبا ابي... ليس انا.. ابي... تبااا.. تبااااا

********************************

استيقظت صباحاً علي صوت هاتفها فأجابت وهي لا تزال نائمه

صدفه : الو

اتاها صوت زوجه عمها وهي تصرخ مما جعل صدفه تعتدل جالسه

صدفه بفزع : في ايه يا مرات عمي... ايه اللي حصل بس

بدأ صوت الصراخ يزداد يصحبه المزيد من العويل مما جعل القلق يتسرب الي قلبها.. هل... هل حدث له شئ

صدفه : بالله يا مرات عمي اهدي خليني افهم فيه ايه بس ؟!

فوزيه :تعالي يا صدفه حالاً يمكن انتي اللي تقنعيه

لم تفهم اي حرف مما تقوله.. تقنع من ؟! وبماذا ؟!... ولماذا كل هذا التوتر

صدفه : اقنع مين بس يا مرات عم... معلش فهميني

كادت فوزيه ان تتحدث لولا صوت إيلام الجهوري التي استطاعت ان تسمعه صدفه بوضوح وهو يقول : انتي بتتصلي بمين ؟! ... هاتي التليفون ده هاتي

وما هي الا لحظات حتي صاح بها بإنفعال : وانتي فاكره يعني ان دي هي اللي هتغير رأيي !!

ثم اغلق الهاتف في وجهها.. ومن المؤكد انه من اغلقه... ظلت صدفه تنظر للهاتف بصدمه ثم خرجت بعد قليل من غرفتها تتوجه الي الباب لتذهب الي بيت عمها... بينما هي في طريقها الي الباب... اتاها صوت والدتها

أمينه : نازله من غير ما تفطري !!

لتتابع صدفه سيرها : مليش نفس يا ماما..

ثم خرجت من منزلها.... وبعد لحظات كانت امام. منزل عمها... طوال الطريق وهي تفكر ما القرار الذي أخذه ذلك الاحمق.... جعل والدته بهذا الحال... رنت الجرس ففتحت لها ضحي ... وبمجرد ان رأتها ضحي أمسكت بيدها تجرها خلفها : كويس انك. جيتي

صدفه : يا بنتي ما حد فيكوا يقولي في ايه ؟!

ضحي : خليكي معايا وانتي هتفهمي.

ظلت ضحي تسير بها الي ان توقفت في غرفه إيلام... وجدت صدفه ان الجو مشحون... وان هناك من يحزم. حقائبه للرحيل.... ظلت تنظر اليه بعينين متسعتين وقلب يرفض ما يراه ويتمني ان يكون ذلك مجرد حلم... لا كابوس... وقفت فوزيه أمامها وقد أمسكتها من معصمها تصرخ بقلب أم مفطور : كويس انك جيتي... انتي مش ظابط!!... امنعيه من السفر.... انا قلبي معدش يستحمل فراق

ظل إيلام يقذف ببعض الملابس فى الحقيبه الموضوعه علي الفراش بهمجيه ... ثم توقف قليلاً وهو يلهث قائلاّ بحنق : قولتلك هسافر يعني هسافر..

ثم رفع عينيه الي صدفه قائلاً بقصد : ومظنش ان حد هينمنعني

تدخل والده قائلاً :يابني ليه وجع القلب ده كله... هو انت كنت جاي في ايه وماشي في ايه ؟!

إيلام : يا بابا.. يا بابا افهمني هو مجرد يوم ومش سفر سفر يعني ده ان رايح اسماعيليه هظبط شويه شغل واجي يبقي لازمته ايه الازعرينه دي كلها

فوزيه : خلاص اروح معاك.

صاح إيلام بإستياء : تروحي معايا فين هي رحله!!

ثم انزل حقيبته علي الارض ليجرها خلفه خارجاً من الغرفه بينما هناك حقيبه اخري علي كتفه غير عابئاً بتوسلات أسرته .... انهارت والدته تبكي فأخذها زوجها في حضنه يربت علي كتفها فهمست بترجي : صدفه اجري وراه حاولي تقنعيه

سارت صدفه وهي في حاله. صدمه لا تدري ماذا تفعل ... ظلت خلفه تراه وهو يهبط علي الدرج... وهي في حاله اللاوعي كل ما تفعله هي تتبعه فقط... الي ان خرج من باب المنزل فوجدته يتجه نحو سياره اجره يبدو انها كانت تنتظره... صرخ صوت في داخلها يقول لها ان تستيقظ... سيرحل ثانياً ايتها الغبيه وانتي تشاهدينه... نجح ذلك الصوت في جعلها تستفيق من دوامتها لتصرخ بأسمه مما جعله يتوقف دون ان يستدير .... سارت نحوه عده خطوات الي ان اصبحت خلفه

صدفه : إيلام

أغمض عينيه أمام نبره صوتها المنكسره ثم فتحهما ليستدير بوجه غير مبالي بما يحدث او ما سوف يحدث

إيلام : نعم

كادت ان تبكي وهي تقولها وتتوسل اليه بأن لا يرحل : متمشيش

رفع حاجبيه باستهزاء : اووه اسف... والمفروض بقي اما جانبك تقوليلي كده ارمي شنطتي اصل كلام حضرتك اوامر

سجنت دمعه متمرده كادت ان تهبط لتفضح امر حبها ولكنها لم تستطيع سجن صوتها المخنوق : انت بتعاملني كده ليه ؟!

زفر بضيق ثم نظر الي ساعته : خليني امشي معلش ونبقي نتكلم بعدين

كاد ان يستدير ولكنه عاد ادراجه : اه يا صدفه عندي طلب.. اتمني انك تعملهولي

ابتسمت رغم لمعان الدموع في عينيها : اطلب اكيد

خلع الحقيبه التي كانت علي ظهره ثم مدها الي صدفه : خدي دي

تناولتها صدفه بعدم استيعاب : ايه دي!!

إيلام : دي شنطه

صدفه : منا عارفه ان هي شنطه مش طياره يعني.. بس بتدهالي ليه

ماذا يقول الان... في هذه الحقيبه مهنته... ففيها كل ما يلزم لعمل الماسكات كما يوجد بها مجموعه من الوجوه جاهزه ...لكنه لن يغامر بأخذها ثانياً الي المطار

إيلام : دي دي امانه خليها عندك عقبال ما اجي

صدفه : فيها ايه الشنطه دي!!

إيلام دون ان يظهر عليه اي تردد او تفكير : فيها ورق مهم للشغل

صدفه : طب مسبتهاش في البيت ليه ؟!

إيلام : لان انا واثق ان ماما هتفتحها ومش هغامر بقي بضياع ورقه هنا ولا هنا فخليها معاكي ومتفتحهاش وكمان هتبقي ضمان ليكي اني هرجع

صدفه : هو انا ليه حاسه انها مش حكايه اسماعيليه خالص

حينها صاح صاحب السياره الاجره : ما يلا يا اخينا بدل العطله دي

إيلام : يا حاج وقفتك دي بحساب وحسابك هدهولك فمترغيش كتير

ثم نظر الي صدفه واخذ نفسا عميقاً : لان احساسك صح فعلاً دي مش حكايه اسماعيليه خالص انا راجع امريكا

شهقت صدفه بصدمه : ايه انت بتقول ايه.. اذا كانت امك قلبت الدنيا علشان عرفت انك رايح اسماعيليه امال لو عرفت انك. راجع امريكا هتعمل ايه

رفع إيلام كتفيه ليقول ببساطه : مش هتعمل حاجه لانها مش هتعرف

صدفه : طب افرض انا قولتلها

نظر الي عينيها بعتاب : عادي مش اول مره تخذليني

اخفضت عينيها ..... ليس اول مره يتطرق الي هذا الامر .

فتابع بخفوت : لو سمحتي انا محتاج ارجع اثق فيكي تاني

رفعت عينيها تومأ برأسها موافقه : خلاص ماشي متقلقش

إيلام : شكراً

ثم جر حقيبته خلفه ليسير بعيداً عنها ...

بعد قليل

لم ترد رحيل ان تزيد هم صديقتها فلم تخيرها ما حدث مع ورد

علي وجهها علامات فتور وهي ممسكه بمنديل ورقي تناوله الي تلك. الكئيبه التي تبكي بلا توقف لتقوم الثانيه بتناول المنديل وتستخدمه لترميه علي الارض بجانب اخواته... نظرت رحيل الي الارض المملوءه المناديل ثم نظرت الي صدفه الباكيه التي تحتضن حقيبته لتقول رحيل بفتور : وبعدين بقي وبعدين.. هو مش قالك انه راجع

صدفه من بين بكاؤها : لتاني مره بشوفه يمشي وانا مقدرش اعمل حاجه

ثم نظرت الي رحيل فوجدتها تنظر لها بعدم رضا

صدفه : ايه بتبصيلي كده ليه ؟!

رحيل : لا ولا حاجه بس حابه افكرك انك متجوزه... مكتوب كتابك.. واوعي تفتكري اني علشان صاحبتك هغشك لا.. اللي انتي بتعمليه ده غلط وبتغلطي في حق عامر قبل ما تغلطي في حق نفسك... هو انا لا بقبله ولا بطيقه اه... بس حق ربنا يتقال مينفعش اللي حاصل ده.

ظلت صدفه تنظر اليها بصدمه تعلم انها حقيقه ولكنها حقيقه صادمه... رن هاتف صدفه فنطرت الي الشاشه لتجد اسم عامر امامها

رحيل : مين!!

صدفه : عامر

مسحت دموعها ثم ردت عليه : ايوه يا عامر... صوتي!!... لا بس عندي برد... خلاص جيالك

وضعت الحقيبه ارضا لتنهض وهي تقول بتوتر : عامر بيقول انه عندنا في البيت واستغرب اني مش هناك.. انا.. انا هروح يلا سلام

رحيل : اغسلي وشك الاول

صدفه : اه صحيح

ذهبت صدفه وغسلت وجهها بالماء ثم ذهبت... تنفست رحيل الصعداء وهي تنظر في انحاء الشقه الا ان وقعت عينيها علي الحقيبه التي تركتها صدفه

رحيل : نسيت الشنطه

ثم ذهبت اليها لتمسكها بين ذراعيها : فيها ايه الشنطه دي... افتحها!!

ثم عادت لتقول لنفسها : لا ياختي وانا مالي فيها ايه ولا مفيهاش ايه.. هيخصني بإيه يعني

صمتت قليلاً : لا لا انا هفتحها فضولي هيقتلني

كادت ان تفتحها لولا انها وجدت يد تحول دون ذلك لتنطر الي صاحبه اليد قائله : ايه ؟!

صدفه : ايه ايه.. نسيت الشنطه وجايه اخدها

رحيل : الا الشنطه دي فيها ايه يا صدفه ها فيها ايه ؟!

صدفه : فيها ورق مهم

حركت رحيل الحقيبه بين ذراعيها : بس دي تقيله ؟!

صدفه : يبقي فيها ورق كتير... هاتي بقي هاتي علشان متأخرش

اشارت رحيل بذقنها علي وجه صدفه : وانتي هتنزلي وانتي مكلضمه كده... ابتسمي علشان ميلاحظش حاجه

ابتسمت صدفه ابتسامه صفراء لتظهر اسنانها وهي تضغط عليها فربتت رحيل علي كتفها وهي تناولها الحقيبه : انا ضمنت كده ان عامر هيموت مصروع

********************************

سارت في الشارع ناظره الي الارض ولازالت محتضنه الحقيبه وكيف لها ان تتركها وهي الضمان الوحيد لعودته... الي ان اصطدمت بشخص ما فرفعت عينيها للتأسف فوجدته عامر... حاولت قدر الإمكان ان تخفي حزنها ولكنها فشلت فقد سألها علي الفور بقلق : مالك... فيه ايه ؟!

هزت رأسها نفيا وكأنها تحاول ان تجعل افكارها تتطاير هنا وهنا حتي لا يستطيع قرآتها فقالت بصوت منخفض : انا كويسه.. مالي بس!!

ظل ينظر الي عينيها المتورمتين بتشكيك : متأكده انك كويسه!!

ابتسمت صدفه وقالت بمرح زائف : اه يا عم عامر كويسه ولا انت عايز تستخدم قدراتك كظابط عليا.. وبعدين تعالي يا حبيبي هنا انت رايح الشغل من غيري!

رفع كتفيه قائلاً ببساطه : انتي اللي اتأخرتي اعملك ايه ؟!

ثم لاحظ الحقيبه في يديها فقال بفضول : صفصف!! فيها أيه الشنطه دي ؟!

ارتبكت وتوترت ملامحها وحاول ايجاد كذبه مناسبه فقالت متعلثمه : اه... اه.. دي.. دي... دي رحيل جيبالي شويه حاجات كده

ابتسم قائلاً بتشكيك. : وهي رحيل معاها فلوس تجيبلك حاجات ومحتاجات!!

خفق قلبها بسرعه لم تعتد ان تكذب عليه ولم يعتد هو ان يحقق معها الي ذلك الحد... اخذت نفساً عميقاً ورسمت علي ملامحها الصدق بحرفيه لتقول بحنق : مش كل مره تفكرني انها مش معاها فلوس... ممكن لسانك يفلت مره قدامها بده وتجرحها وانا مش هسمح بده فياريت تبطل بقي... عايزني اقولك ايه ان انا اللي اديتها الفلوس علشان تشتريلي الحاجات دي.. اديني قولتها يا سيدي وقبل ما تسألني طب مروحتيش اشترتيها انتي ليه هجاوبك حاضر.. لاني مش فاضيه

هناك مثل مصري قديم يقول " خدوهم بالصوت ليغلبوكوا " وهذا بالتحديد ما فعلته صدفه مع عامر فقد تعمدت بان توجه له عده اتهامات حتي لا يتمادي بمزيد من الاسئله التي ستدخلها في دوامه اخري لمزيد من الكذب ... ربت عامر علي كتفها في محاوله لتهدئتها : صدفتي!! .. انا مقصدش حاجه والله.. خلاص بقي.. روحي طلعي الشنطه وانزلي علشان منتأخرش علي الشغل

استطاعت رسم الوجه المنزعج علي وجهها ببراعه ثم التفتت لتسير بعيداً عنه فالتقطت انفاسها فقد كادت روحها ان تزهق من خوف ان يكشف أمرها... ثم صعدت ووضعت الحقيبه في غرفتها وهبطت لتستقل معه السياره .... انطلق بالسياره وساد صمت قصير ليقطعه عامر : اه نسيت اقولك انا عزمت اهلك بكره علي العشا

صمتت قليلاً ثم تابع بقصد: اه وممكن تعزمي إيلام عادي

كان القصد من وراء ادعائه الترحيب بمجئ إيلام ان يلاحظ رد فعلها... الا انها ظلت تنظر أمامها دون ان تبصر لتجيبه همساً بحزن :

مش هينفع يجي اصلا إيلام سافر

كادت ان تصطدم لضغطه علي المكابح فجأه فنظرت له متسائله عن سبب وقوفه فوجدته يحرك فكه بطريقه غريبه وكأنه يريد ضرب شخص ما بينما يشيح بنظره عنها ناظراً عبر النافذه .... فسألته بريبه : عامر انت كويس!!

حينها نظر الي يعنيها بتعبير صادم ليقول بنبره تحمل سخريه : السؤال بقي هنا... انتي اللي كويسه ؟!

لم تفهم شئ ولم تفهم سبب نظرته تلك... تلك النظره نظره شك ولا تفهم السبب فقالت بعدم فهم : مش فاهمه قصدك ايه ؟!

لوي فمه ليجيبها باستياء : اقصد يا تري انت كويسه بعد فراق ابن عمك العزيز

اشارت له محذره وهاتفه بضيق: كلامك بيحتوي علي معني مش كويس وانا مش هقبل بده

انخفضت نبرته قليلا لكنه سأل بحده : فيه ايه بينك وبينه ومن الاخر.. علشان حضرتك تقعدي حزينه كده لا وكمان كنتي معيطه وعيونك مورمين تفسري ده بإيه ها ؟!

صاحت به دون وعي : عنيا المورمه دي مش يمكن اتخانقت مع رحيل مثلا

ابتسم بسخريه وهو يجول بنظره يميناً ويساراً : بالله عليكي.. انتي فكراني عيل صغير هصدق الكلام ده

أغمضت صدفه عينيها تعلم انه علي حق ولكن لابد ان تفكر في كذبه حتي تحفظ ماء وجهها أمامه... فاستدارت ليكون وجهها مقابل لنافذه ثم ظلت تضرب رأسها في النافذه بضربات رتيبه... كل هذا وهو تابعها لا يعلم ولا يستوعب اي شئ الا ان همست وهي لا تزال علي تلك الحاله : رحيل اتهمتني بتقصيري في حقها

بدا عليه الاهتمام ليقول بخفوت : من ناحيه ايه بالظبط ؟!

توقفت صدفه عن الحركه لتجيبه بإيجاز : من ناحيه ابنها

ضرب عامر كف علي كف قائلاً بذهول :بالله عليكي!!.. انتي قصرتي!!.. ده انتي ميأستيش لحظه وانتي بتدوري عنه... كلفتي ناس تدوري عليه وكل يوم تكلفي ناس تدور في منطقه شكل.. هي ذات نفسها يأست بس انتي لا وللنهارده بتدوري عليه... يبقي قصرتي !!!!

وضعت يديها علي وجهها واصطنعت البكاء مما جعله يديرها اليه ليفك يدها علي وجهها هامساً بمحبه : صدفتي... متزعليش نفسك ربنا شاهد وعالم انك بتعملي ايه علشان ترجعولها.... متزعليش نفسك

ابتسمت بسخريه قائله :وانا اللي كنت فاكره ان دي اول واخر مره حد يتهمني بحاجه

فهم قصدها ليضع يديه علي كتفها مما جعلها تنتفض قليلاً ليبعد يده ولكنه ضمها اكثر مقبلاً رأسها :انا اسف حقك عليا

ابتسمت له ثم انطلق بالسياره لتستريح رأسها علي ظهر المقعد بينما لم يستريح بالها علي الإطلاق وظلت تفكر بأنها اصبحت ممثله ماهره... تنهدت بضيق الي متي ستظل تكذب من اجل إيلام.. كذبه وراء كذبه وراء كذبه... لم يكفيها انها كذبت علي زوجة عمها حينما صعدت لتضع الحقيبه في غرفتها اتصلت بها واخبرتها ان إيلام سيسافر ليوم واحد فقط وعلي مسئوليتها... بل و كذبت علي عامر ... عند هذه النقطه زفرت بضيق مما جعل عامر يحتضن كفها قائلا بحنان : صدفتي... لسه زعلانه

اومأت برأسها نفياً مما جعله يرفع كفها يقبلها مما جعل تشعر بالغضب من نفسها اكثر ولم تسلم من تأنيب ضميرها نهائيا.

************************************

دلف إيلام الي قصر ضخم محاوط بسور كبير يلتف حول هذا السور مجموعه من الرجال المتسلحين لحارسه القصر.. وبمجرد ان دلف التفتت جميع الانظار اليه متسائلين عن سبب عودته فمستحيل ان يكون اتم مهمته بهذه السرعه... كان يسير علي طريق يتوسط حديقتين شديدتا الجمال... بينما هو يسير يجر خلفه حقيبته توقف منتظراً شخصاً اخر يسير في الاتجاه الاخر وكان هذا الشخص باتريك... وهو الشخص المطلوب...

وقف باتريك علي بعد خطوات منه ثم حرك رأسه نفياً بأسف مصطنع :

لا لا... لا تقل لي ان صغيرك قد اشتكي لك بهذه السرعه

ثم اضاف باستهزاء : ولكني حقا لا افهمك جوكر!!.... قطعت هذه المسافه حتي تتحدث معي بشأن ضربي لمايكل

ابتسم إيلام بثقه بينما تكورت قبضته ليضربها في كفه الاخري المفتوحه قائلاً بنبره عميقه : انت مخطأ اخي... انا لم آت لاتحدث علي الاطلاق

ثم اندفع اتجاه باتريك فالقاه ارضاً موجهاً له عده ضربت... ليرفع أحد الرجال الموجدين سلاحه عاليا يصيح بمرح : عراك... عراك

ليصيح جميع الرجال الموجودين بعده بحماسه : عراك... عراك

بينما انقلبت الاحوال علي إيلام فأصبح هو في الارض وباتريك الذي يقوم بضربه... لكن كان هناك شخصا واقفاً في أحد الادوار العاليه يراقب ما يحدث بتمعن.

****************************************

كان نائماً في غرفته بسلام... جل ما يريده في خذه اللحظه هي الراحه التي افتقدها في الايام الماضيه.... ولكنه شعر بيد تقبض علي ذراعه مما جعله يفتح عينيه بذعر... بدت عينيه حمروايتين من قله النوم في الايام الماضيه بينما نظر الي الذي يقبض علي ذراعه قائلاً ببرود :هاني!! .. ما الذي اتي بك الي هنا.. اتمني ان يكون ذات أهميه حتي لا اضطر لمعاقبتك

ضحك ذلك الرجل الاربعيني الاسمر قائلاً بسعاده :كم احب نطق اسمي عربياً منك... دائماً ما يقولون لي هنا هان... وان قالوا اسمي صحيحا فتحوه هكذا هَاااااني ... من الجيد ان الجوكر قد علمك اللغه العربيه

أغمض مايكل عينيه ووضع وجهه في الوساده قائلا بنعاس : بالتأكيد لم يعلمني اللغه العربيه لكي اتسامر معك... ولكن مع ذلك سأحدثك بلغتك كما تريد.... اطلع بره يا هاني علشان انا هموت وانام

تسرب أصوات الرجال الي غرفه مايكل مما جعله يمسك بوساده كانت بجانبه يضعها علي رأسه قائلاً بحنق : اخرج قولهم يسكتوا عااايز اتخمد... حرااااام

ابتسم هاني هاتفاً بتسليه : ليه متخرجش تشوف سبب زعيقهم ايه

شدد مايكل الوساده علي رأسه قائلا باستياء : مش عايز اعرف... كل اللي عايزه اني انااااااام... انااااام

رفع هاني حاجباً مشاكساً قائلاً بتعجب مصطنع : حتي لو كان السبب ده الجوكر ؟!


وكان اسم شقيقه كفيلاً لينتفض جالساً علي الفراش قائلاً بلهفه : اخي عاااد !! ... اليس كذلك ... اخي عاد ؟!

اومأ هاني بنعم مما جعل مايكل يقفز علي الفراش فرحاً بينما فرحته لم تكتمل فقد التقطت اذناه كلمه عراك لتتبدل ملامحه من الفرح الي القلق ليقول وهو يشير الي الباب قاصداً خارج القصر :هاني... يقولون عراك... هل للجوكر علاقه بالموضوع

نظره هاني له كانت كفيله بمعرفه ان ليس للجوكر علاقه بالموضوع بل هو اساس الموضوع

همس مايكل بخوف : يتعارك مع من ؟!

رفع هاني حاجاً مشككاً مما جعل مايكل يشهق بذعر : يتعارك مع باتريك ؟!!... يا الهي

ركض مايكل اتجاه باب الغرفه الا ان صوت هاني اوقفه :اتمني ان يفوز شقيقك حقاً ... لانني تراهنت بألف دولار عليه

نظر له مايكل نظرة ازدراء قبل ان يقول بعنف : تباً لك... توقف عن هذا... كلاهما شقيقاي... لا اريد اي منهما ان يتأذي... فهمت ؟!

ثم تركه وذهب بينما هاني ضحك بسخريه فحقاً مايكل لا يجيد الكذب... بينما رفع يده الي الجرح الذي يقطن اعلي جبهته مبتسماً بوعيد : وحياه الجرح اللي لسه معلم ده يا بات.. ما هسيبك ولا هسيب حقي

ثم انطلق هو الاخر ليتابع العراك .... تطور العراك من مجرد لكمات الي فن من فنون القتال ورغم قوه وضخامه باتريك الا ان الغلبه كانت للجوكر... وقف إيلام ينظر إلى باتريك المستلقي علي الارض بازدراء... ثم ما لبث ان مد يده ليساعده علي النهوض واستجاب باتريك لذلك حينما وضع يده في يد إيلام واستقام... مال إيلام علي اذنه يقول مشدداً علي كل كلمه بتحذير :أياك ان تقترب من أخي مره اخرى... انا لا اريد حقاً ان اؤذيك

ثم استدار يلهث بعنف بينما اخرج باتريك اداه حاده واقترب من إيلام وغرسها بظهره وسط شهقات الجميع وصدمتهم 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة