-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل الثالث والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة زكية محمد, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثالث والعشرون من رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد .

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل الثالث والعشرون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل الثالث والعشرون

 توقف جامداً للحظات وهو يحلل كلماتها التي تفوهت بها منذ قليل، و التي فهمها من خلال حديثها بشكل خاطئ ليهزها ببعض القوة قائلاً بحدة :- ماله أخويا عمل إيه؟ انطقي.


هتفت بخفوت أصابه بالذهول واشعل نيران الغضب بقفصه الصدري:- أخوك الحمار بيضايق سندس وهو مش فاهم حاجة.


ضم قبضته بقوة وهو على وشك أن يلكمها بغيظ، فهو يعلم بقصتهما من قبل، و لكن طريقة حديثها هذه زرعت الشك بداخله تجاه أخيه في أن يكون قد مسها بأذى بأي شكل من الأشكال.


أردف بغضب مكتوم وهو على وشك الجنون منها :- بغض النظر عن إنك غلطتي في اللي اكبر منك، عمل إيه عاصم مخلي الأستاذة منهارة بالشكل دة.


ابتعدت عنه و طالعته بغيظ لتدفعه بصدره ببعض القوة قائلة بحنق وهي لا تعي ما تتفوه به :- يا برودك يا أخي! و كمان مش عارف عمل إيه، أما أنكم جوز فريزرات بصحيح.


رفع حاجبه بوعيد قائلاً بغضب مكبوت :- ها وايه تاني؟ دة الفريزر زاد واحد أهو..


اتسعت عيناها بشدة و وضعت يدها على ثغرها، وهي تستوعب بعقلها الغبي كالعادة ما قالته، لتنهض بحذر قائلة بتلعثم :- أاااا.....مش أنت...مش أنت..دة عاصم بس و شادي..


وحينما رأت نظراته المصوبة نحوها والتي لا تنذر بالخير، ازدردت ريقها بصعوبة، وما إن رأته مقدماً عليها صرخت بهلع و ركضت للخارج بسرعة البرق، وهو يلحق بها وقد تخلى عن كل ذرة تعقل لديه، فقد طفح الكيل منها ومن أفعالها.


أخذت تهتف بخوف :- يا لهوي هيموتني دة قلب على هولاكو، يا لهوي يا لهوي....


ركضت كالبلهاء وهي لا تعلم أين تذهب و تختفي منه وهي تشعر بخطواته خلفها، أسرعت من وتيرة ركضها لتنزل من على الدرج ثم تركض في ممر طويل، لتفتح بعدها غرفة نوم عمها دون أن تقصد لتجد لميس بمفردها التي ما إن رأتها هتفت بقلق :- في إيه يا رحيق؟


توجهت نحوها كالقذيفة و اختبأت خلفها قائلة بدقات قلب مسموعة للعيان :- إلحقيني يا مرات عمي ابنك هياكلني!


قطبت جبينها بدهشة قائلة :- ابني هياكلك! إزاي دة؟


صرخت فجأة ما إن رأته يدلف الغرفة لتلتصق بها أكثر قائلة بصراخ :- أهو أهو إلحقيني منه...


نظرت له قائلة بعدم فهم :- مراد فيه إيه؟


تقدم نحوهن وحاول الوصول لها إلا أنها كانت تراوغ و تتثبث بجسد لميس حيث كانت تحركها يميناً و يساراً في حركة منها للاختباء منه، فهتف هو بغضب :- اطلعي من عندك أحسنلك..


هزت رأسها بنفي قائلة بخوف :- لا لا أنت هتضربني.


جز على أسنانه بغيظ قائلاً بتهديد :- بقولك تعالي هنا وبلاش لعب العيال دة.


أتى شادي و عاصم على الصوت وما إن رأى مراد أخيه نزع الجاكيت خاصته واقترب منها و قام بوضعه على رأسه و أحكم غلقه بحيث لا يظهر منها شيئاً، وعلى الرغم من أنه يعلم شقيقه جيداً إلا أن فكرة أن يراها أحد هكذا ولو بمحض الصدفة يضرم النيران بداخله فتقضي على الأخضر و اليابس.


هتف شادي بقلق :- في إيه يا رحيق بتصرخي ليه؟


عضت على شفتيها بحرج شديد فبغبائها تسببت في حدوث جلبة بالقصر أثارت قلقهم، فتدخل هو ليهتف بحنق شديد :- متقلقش يا شادي أختك العيلة و عمايلها الهبلة أنت هتوه عنها..


ضحك بمرح قائلاً :- عملتي إيه يا مجنونة، يا قادرة قدرتي تعملي اللي فشل فيه غيرك كتير، عملتيها إزاي دي؟!


نظرت له بعيونها التي تظهر فقط من فتحة الجاكيت وهي تود لو تنقض عليه بأسنانها لتمحي بسمته الحمقاء هذه، بينما هتف عاصم بهدوء قبل أن ينصرف :- طيب خلاص يا جماعة حصل خير..


بعد أن انصرف عاصم، جذبها مراد من ذراعها قائلاً بحدة:- قدامي ..


إلا أنها تململت منه و دفعت ذراعه بعيداً عنها لتقول بحنق :- لا مش جاية معاك في حتة الا بعد ما تعتزر الأول.


رفع حاجبه باستنكار قائلاً بصرامة :- اسمعي الكلام وبطلي عند.


هزت رأسها بإصرار قائلة :- لا أعتذر الأول أنت غلطت فيا وقلت عليا هبلة وأنا مش هبلة، أنت فاهم؟


كان شادي و زوجة عمه يتابعان المشهد بابتسامة خبيثة لما يحدث، وكيف نجحت تلك البلهاء في أن تثير حنقه الذي لم يجرؤ أحد أن يحرك عضله بوجهه لا بضحك ولا بحزن، لتأتي هي لتضعه على شفا جرف من الجنون.


نظر لها مطولاً فهي تستغل وجود أمه و شقيقها، لذا ترتدي ثوب الشجاعة و تهذي بهذه الكلمات.

وضع يديه في جيوبه قائلاً بجمود :- براحتك، تصبحي على خير.


قال ذلك ثم انصرف ببرود كعاصفة ثلجية، بينما طالعت أثره بصدمة و قامت بالقاء الجاكت أرضاً بغيظ قائلة بتذمر :- شايفين! شايفين!


اقتربت منها لميس و احتضنتها بحب قائلة بابتسامة محببة :- معلش يا حبيبتي أنتِ عارفة طبعه و بصراحة أنتِ زودتيها شوية.


أردفت بحنق :- يرضيكِ يقول عليا هبلة، يرضيكِ؟


كبحت ابتسامتها قائلة بروية :- لا ميرضنيش يا حبيبتي طبعاً، متقلقيش هشدلك عليه..


ضيقت عينيها قائلة بإصرار :- و يعتذر؟


هزت رأسها باستسلام قائلة :- اه إن شاء الله نبقى نشوف الموضوع دة، يلا يا حبيبتي إلحقي جوزك.


هزت رأسها بنفي قائلة :- لا مش رايحة ورا حد أنا، لما يصالحني الأول.


تدخل شادي قائلاً بضحك :- أختي حبيبتي اللي مشرفاني، إيه دة بس يا وحش ! لا أنا هحجز عندك بقى و أخد دروس.


أردفت لميس بضيق وهي تنهره :- ولد! دة بدل ما تعقلها!


أردف بضحك :- أصل بصراحة يا مرات عمي أنا شمتان في ابنك جداً، خليها تطلع القديم والجديد عليه، دة ذنبي أنا و بتخلصهولي أختي.


هزت رأسها بتعب قائلة :- لا دة أنتوا مجانين خالص، استهدي بالله يا حبيبتي و متخليش شادي كلامه يأثر عليكِ.. بقلم زكية محمد


أردفت بخوف :- لا طبعاً هو أنا مجنونة اروح عرين الأسد برجليا! دة مستحلفلي، معلش يا مرات عمي على الدوشة دي، تصبحي على خير بس يا ريت تديني حجاب علشان ما أخدتش بالي وأنا وبجري لأحسن يكون عاصم برة.


أومأت لها بموافقة و أحضرت لها حجاب و التقطت سترة مراد و اعطتهم لها، وضعت الوشاح على رأسها و أخذت منها السترة و انصرفا معاً .


بعد وقت توقفت أمام الغرفة وهي تفرك يديها بتوتر، تخشى أن تدلف فهي تهابه على ما فعلت منذ قليل، و لوهلة فكرت في الذهاب لإحدى الغرف الفارغة و البقاء فيها حتى الصباح.


هتفت بخفوت و توبيخ :- ما هو مكانش لازم أقوله كدة، يا لهوتي دة غير الفريزر اللي قولتها.


سحبت نفساً عميقاً قائلة بتشجيع لنفسها :- يلا أدخلي و زي ما تيجي تيجي، أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله.


فتحت الباب فتحة صغيرة لتطل برأسها و عيناها تجوب بالغرفة، فتنهدت براحة قائلة :- الحمد لله مش هنا.


دلفت للداخل ونزعت عنها الحجاب، و ابدلت ملابسها ثم جلست على الفراش تحدث سندس لمعرفة آخر التطورات، و ما إن ردت عليها هتفت بابتسامة :- عاملة إيه دلوقتي؟ ها روحتي؟ احكيلي عملتي إيه؟ وهو كان رد فعله إيه؟


تأففت بضجر قائلة :- براحة يا ماما حاضر والله هرد بس مش كدة واحدة واحدة. أولاً يا ستي الحمد لله، ثانياً اه روحت.. صمتت قليلاً لتردف بغيظ :- يا ريتني ما سمعت كلامك.


أردفت بانتباه :- ليه حصل إيه؟


تنهدت بعمق لتعود بذاكرتها للخلف تحديداً منذ أن دلفت للشركة الخاصة بهم، و صعدت المصعد لتتوجه بعدها لمكتبه بعد أن سألت عن مكانه، وما إن وصلت و مررت اسمها للسكرتيرة الخاصة به، خرجت لتخبرها بأن تنتظر بعض الوقت، فأومأت لها بتفهم وجلست على الأريكة المريحة تنتظره.


مر الوقت لتأفف بضجر وهي تنظر في ساعتها، فطلبت من السكرتيرة أن تعجله لأنها ليس لديها وقت فلديها أعمال مثله.

دلفت أخيراً بعد أن أمر الأخيرة بأن تجعلها تدخل، سحبت نفساً عميقاً في محاولة منها على الحفاظ على ثباتها الإنفعالي أمامه.


جلست على المقعد قبالته بعد أن ردت عليه التحية باقتضاب، ثم مدت له الملف الخاص بالعمل ليقرأه و يوقعه.

تناوله منها و وضعه إلى جواره وأكمل العمل الذي بيده حيث كان يراجع إحدى الملفات المهمة بصفقة تخصهم ولم يعيرها أي انتباه قاصداً إياه بخبث كي يثير حنقها.


أخذت تهز قدميها بعصبية مكبوتة، وهي تراه يضع الملف بجانبه ولم يشرع النظر فيه، رفعت بصرها نحوه قائلة من بين أسنانها :- ممكن تمضي على الملف ورايا شغل ومش فاضية، وأنت عطلتني كتير النهاردة.


قطب جبينه بدهشة مصطنعة قائلاً :- بس أنا مقصدش إني أعطلك، زي ما أنتِ شايفة ...

ثم تابع بسخرية :- ولا أنتِ فاكراني زيك بروح أهش الدبان هناك.


اصطكت أسنانها بعنف منه، فهو يخرج أسوأ ما فيها بكلامه هذا، إذ ضربت على المكتب بيدها قائلة بصرامة :- والله أظن دي حاجة متخصكش، امضي على الزفت خليني أمشي.


جز على أسنانه بغيظ قائلاً :- أنتِ إزاي تجرأي ترفعي صوتك عليا؟


جعدت أنفها بحنق قائلة بتهكم :- ليه كنت مين إن شاء الله! ابن بارم ديله!


نهض من مكانه و توجه ناحيتها بخطا دبت الرعب بداخلها، و أخذت تلعن رحيق قائلة بندم خافت :- الله يخربيتك يا رحيق، يا ريتني ما سمعت كلامك.


وقف قبالتها ليميل قليلاً ليكون في مواجهتها و وضع كلتا يديه على الكرسي يمنعها من الهرب، بينما انكمشت هي بمحلها تنتظر القادم منه.


أردف بفحيح ساخر :- إيه الشجاعة دي بس! بتردي عليا كمان.


أردفت بصوت متوتر وهي تتحاشى النظر لعينيه :- أنا... أنت اللي بتقول كلام ميعجبش.


رفع حاجبه باستنكار قائلاً :- لا والله! أومال عاوزاني أعمل إيه مثلاً أتغزل فيكِ!


حدجته بغضب قائلة :- أنت قليل الأدب، و أوعى كدة.


لم يستجيب لطلبها بل ازداد دنواً منها قائلاً بسخرية :- إيه مستغربة الكلام دة ليه، مش كنتي شبعانة منه زمان!


أردفت بتماسك :- من فضلك أمضي على الملف عاوزة أمشي، أنت مبتفهمش!


صرخ بوجهها بحدة قائلاً :- أخرسي خالص، أنا على أخرى منك، متختبريش صبري .


ربعت يديها قائلة ببرود :- اللهم طولك يا روح، ماشي اتفضل سيادتك شوف شغلك خليني أخلص.


ضرب المقعد بعنف بجوارها كي يفرغ بعضاً من النيران التي أشعلتها بداخله بسبب برودها، فصرخت هي بخوف ظناً منها أنه سيضربها.

ابتعد عنها وهو يضم قبضته بقوة كي لا يفتك بها، فكيف تقف هكذا جامدة وهو يحترق! أين تلك الوعود المزيفة التي وعدته إياها! ابتسم بسخرية لطالما أنها مزيفة فما النفع منها الآن.


عاد أدراجه وجلس بجمود هو الآخر و مسك الملف الخاص بها ليراجعه بدقة و سرعة ومن ثم خط باسمه و قام بالقائه نحوها، مما زاد من حنقها ولكنها ابتسمت بمكر فها قد أتت خطة رحيق بثمارها و ثأرت لنفسها منه.

نهضت و مسكت الملف و غادرت المكتب، ليرتعش بدنها عندما سمعت صوت تهشيم بالداخل، لتسرع من خطواتها للخارج تهرب من عرينه وهي لا تصدق أنها نجت من تحت يديه.


بالداخل كان الوضع مزري إذ قام برمي كل ما على المكتب أرضاً فور خروجها، ثم أطلق زئيراً غاضباً و ضرب بيده على سطح المكتب قائلاً بوعيد :- ماشي يا سندس وحياة الوجع اللي وجعتهولي لأدوقهولك أضعاف.


أما هي بالأسفل صعدت لسيارتها و قادتها بسرعة كمن تلاحقها الأشباح.

انتهت من قص ما حدث لتتعالى ضحكات الأخرى قائلة بانتصار :- جدعة تربيتي! يا بنتي دول مينفعش معاهم غير كدة أسأليني أنا...


ضحكت الأخرى بصخب قائلة :- اه منك يا مجنونة دة أنا لو قعدت لحظة كمان كان موتني، الحمد لله أنا عايشة و مومتش على أيده.


أردفت بضحك :- بس بزمتك مش مبسوطة من جواكِ؟ أنا بحب أوي أستفز مراد و أشوف عصبيته، دة أنا لسة حالاً عاملة مشكلة..


هزت رأسها بيأس منها قائلة :- اه منك أنتِ!

ثم سمعت طرقات الباب لتهتف بهدوء :- طيب ثواني خليكِ معايا هشوف مين...


توجهت نحو الباب لتفتحه، وما إن رأت الماثل أمامها أصابها دوار شديد و تراخت أعصابها، بينما زجها ببعض القوة و دلف للداخل قائلاً بسخرية :- إزيك يا سندس، عاملة إيه يا بنت أمي و أبويا؟


وقفت كالصنم للحظات لتستوعب أنه ماثل أمامها لتهتف بضياع :- أنت إيه اللي جابك هنا؟


هز رأسه بضيق قائلاً بعتاب مصطنع :- تؤ تؤ أخص عليكِ يا سندس بقى دي ضيافتك لأخوكي..


أشارت للباب قائلة ببعض الحدة :- أمشي أطلع برة.


عض على شفته بغيظ قائلاً :- ولا وطلعلك لسان و بقيتي تعرفي تتكلمي.


صرخت بانهيار قائلة :- أمشي أطلع برة، عاوز مني إيه تاني حرام عليك يا أخي سيبني في حالي بقى، ظهرت تاني ليه؟


ضحك بسخرية قائلاً :- المصلحة تحكم يا أختي.


نظرت له بصدمة قائلة بتلعثم :- مممصلحة! مصلحة إيه؟ أوعى يكون اللي بالي.


أومأ بتأكيد قائلاً :- أيوة أحبك وأنتِ زكية كدة .


هزت رأسها بعنف قائلة بحدة و انهيار :- لا ...لا ..مش هسمحلك تعمل اللي عملته فيا زمان تاني لا..الموت عندي أرحم.. أمشي... أمشي..


صفعها بقوة قائلاً بصرامة :- ما تتهدي كدة سرعتيني، أنتِ هتعملي اللي هقوله وبس أنا أخوكِ الكبير


أردفت بضعف :- لا لا لو هتموتني مش هعمل اللي في دماغك أنا مش آلة تحركها زي ما أنت عاوز، ولا أداة تحقق بيها مطامعك، أنت فاهم؟


نظر لها بشر قائلاً :- هنشوف و دلوقتي لازم تتربي على طولة لسانك دي..


في نفس الوقت ركضت للأسفل بعد أن ارتدت الإسدال الخاص بالصلاة، و دموعها تجري على وجنتيها خوفاً عليها، فهي منذ أن سمعت صراخها وقع قلبها بين قدميها و استنجت من الحديث أنه شقيقها ذلك الحقير الذي لا يهمه شيء سوى مصلحته. بقلم زكية محمد


يجلس برفقة أخيه يتحدثان بشأنها، ليقف هو والقلق يعصف به ما إن رآها تركض ناحيته بتلك الهيئة، ولكنه تحلى بالثبات فويل لها إن كان هذا خدعة من قبلها سيقتلها في الحال .


وقفت قبالته ثم مسكت يديه قائلة بتوسل :- مراد تعال معايا أرجوك لازم نلحقها....يلا أرجوك.


امسكها من كتفيها قائلاً بخوف :- أهدي.. أهدي..و كلميني براحة نلحق مين وفيه إيه؟


أردفت ببكاء :- أخوها جه و كان بيضربها وهي بتصرخ يلا نلحقها بالله عليك.


تدخل عاصم ليهتف بقلق :- أنتِ تقصدي سندس؟


هزت رأسها بنعم، ليركض للخارج بسرعة الريح بينما ركض مراد خلفه قائلاً :- استنى يا عاصم أنا جاي معاك.


ركضت هي معه بدورها فأردف بحنق :- خليكِ هنا وأنا هطمنك عليها.


هزت رأسها بنفي قائلة بتوسل :-لا لا خدني معاك الله يخليك، أنا عاوزة أطمن عليها...


وأمام عينيها استسلم لطلبها و غادرا معاً يلحقوا بعاصم.

تجلس إلا جوار الأريكة أرضاً، تضم ساقيها بضعف بعد أن ابرحها ضرباً عنيفاً منذ لحظات، وجلس هو بعنجهية يطالعها بسخرية قائلاً :- علشان بس تعرفي أنا أقدر أعمل إيه كويس.


بكت بضعف فهي ليس أمامها سواه، فليس لديها أحد لتحتمي به، فهو شقيقها الذي من المفترض أن يشكل درعاً حامياً لها، لكنه ماذا فعل ؟ يستغلها من أجل المال!


سمع طرقات الباب العنيفة و صوت الجرس ليهتف بحذر :- أنتِ مستنية حد؟


هزت رأسها بنفي، بينما أردف هو بتهديد :- أنا هطلع أشوف مين، بس لو شيطانك وزك و سمعت ليكِ نفس هقطعهولك.


توجه ناحية الباب ليفتحه، ليفاجئ بلكمة عنيفة أطاحته أرضاً، وما إن رفع بصره نحوه اتسعت عيناه بذهول قائلاً :- عاصم!


لكمه مجدداً و يقول بغضب :- أيوة عاصم، فين سندس؟


قال ذلك ثم ولج للداخل لتصيبه حالة من الذهول وهو يراها متكورة كالجنين و أثار الضرب عليها، لتفور الدماء و تتصاعد بأوردته لينقض بعدها عليه وهو يسبه بأفظع السُباب، بينما كانت تنتفض بخوف وهي تشاهده ينقض عليه بهذه الطريقة.

في نفس الوقت ولج مراد و رحيق بعد أن وجدوا الباب مفتوح على مصراعيه.

توجه مراد نحو أخيه يحاول أن يوقفه عما يفعل، بينما أسرعت رحيق نحو سندس وساعدتها على النهوض و دلفت بها للداخل كي لا ترى أكثر من ذلك.


ركله في بطنه بعنف قائلاً :- يا حيوان بتضربها ليه ها، ليه؟


نظر له قائلاً بتهكم :- أوو الفارس الشجاع!


ركله مجدداً بعنف قائلاً :- يا كلب ..يا كلب يا نجس..


مسكه مراد قائلاً بروية :- أهدى يا عاصم مش كدة، أعقل.


لم يسمع له وجذبه من تلابيب ملابسه قائلاً بعنف :- عملت كدة ليه؟


أردف بضعف من كثرة الضرب الذي تلقاه :- إيه دة هي مقالتلكش! أومال عرفت إزاي؟


أردف بغضب :- متردش سؤال بسؤال، و رد عليا.


قاطعهم صوت صراخ رحيق التي صرخت بلوعة وهي ترى تراخي جسد سندس و توقفها عن الحركة.


دلف للداخل بسرعة و تبعه مراد اللذان توقفا عند الباب فقال عاصم بخوف :- رحيق في إيه؟


أردفت ببكاء :- سندس مش بترد عليا ...


أردف بقلق :- طيب لبسيها على ما أجيب دكتور.


قال ذلك ثم خرج للصالة ليجد ذلك الجبان يحاول الفرار، إلا أن لكمة عاصم منعته حيث كانت القاضية فأفقدته وعيه في الحال ثم هتف بازدراء :- اطمن عليها الأول وبعدين أفضالك.


بعد وقت أتى الطبيب وفحصها وخرج و معالم الضيق على وجهه وهتف بعملية :- مين اللي عمل فيها كدة؟


هتف عاصم بغيظ :- دة واحد تور و حمار بس متقلقش إحنا هنتصرف معاه، دلوقتي طمنا عليها.


مط شفتيه بأسف قائلاً :- هي اتعرضت للضرب العنيف و دة سببلها بعض الكدمات و الجروح، كتبتلها شوية مسكنات و مراهم تنتنظم عليها وإن شاء الله هتبقى كويسة.


هز رأسه بأسى قائلاً :- ماشي يا دكتور شكراً لتعبك، مراد خد جيب الدوا دة ووصل الدكتور في طريقك.


أومأ له بموافقة، بينما طالعها هو بحزن شديد، فقد ظن أنه نساها منذ أن تخلت عنه ولكنه وجد نفسه أسيراً لها، فبعد أن تزوج زواجاً تقليدياً و انجب ابنته ورحلت زوجته لازال يحبها ولا زالت تتحكم فيه.

نظر لرحيق قائلاً بهدوء :- رحيق تعالي برة عاوز أتكلم معاكي شوية.


أومأت له بهدوء وهي تلقي بنظرة أخيرة على تلك الغافية ولا تشعر بشيء حولها.

جلست قبالته فهتف بهدوء :- أنتِ عارفة سبب اللي حصل دة ؟


هزت رأسها بموافقة قائلة بغيظ :- أيوة عارفة زي ما أعرف حجات كتير، حرام المسكينة اللي جوة دي متستاهلش أبداً تعملوا فيها كدة، أخوها يلطش يمين وأنت تلطش شمال!


ضيق عينيه قائلاً بعدم فهم :- إزاي مش فاهم أنا.


مطت شفتيها بسخرية، ثم راحت تقص له كل ما أخبرتها به لتوضح له سوء اللبس الذي حدث منذ سنوات، لتنتهي و تنظر له بتشفي وهي ترى الصدمة تزين وجهه.


أردفت بتهكم :- علشان بس تعرف إنك ما تفرقش حاجة عنه ! بقلم زكية محمد


أردف بذهول :- وازاي سكتت و مقالتش، إزاي؟


قوست شفتيها بتهكم قائلة :- علشان كانت خايفة على جنابك بس البعيد ما بيحسش!


رفع حاجبه باستنكار لتردف هي بسرعة :- قصدي يعني أنت كنت متسرع و مدتلهاش فرصة.


أشار لذاته بسخرية قائلاً :- دة أنا! أنا كنت هبوس أيدها علشان تفضل معايا و متتخلاش عني بس هي سابتني و وجعتني بكلامها يومها، أنتِ مش فاهمة حاجة.


هزت رأسها بنفي قائلة :- لا فاهمة كل حاجة، هي حبتك بجنون وخافتت من تهديد أخوها و طليقها الله يجحمه خافت يؤذوك زي ما قالولها، وهي أهون عليها أنها تعيش مع حد غيرك على أنها تتحرم منك تماماً.


ضغط على فكه بعنف قائلاً بغضب وهو يسب الذي يقبع بالداخل :- يا ابن ال..... وجاي ليه دلوقتي؟ أكيد عاوز يساومها دة أنا هقتله النهاردة..


قال ذلك ثم نهض متوجهاً نحو الغرفة التي حبسه بداخلها، لتقف هي على آخر لحظة قائلة بتروي:- عاصم أهدى دة مش حل على فكرة، بلاش تودي نفسك في داهية علشان واحد زي دة .


مسح على وجهه بضيق قائلاً :- أبعدي من وشي يا رحيق أنا عفاريت الدنيا بتتنطط حواليا.


هزت رأسها بنفي قائلة :- لا حرام عليك طيب فكر فيها هي و في بنتك لو اتهورت واتحبست هيعملوا إيه من غيرك.


و كأن كلماتها كانت بمثابة الماء التي رُشت على حريق فأخمدته، فتراجع مستغفراً ربه فهي محقة ماذا إن تهور و حدث شيء وتم زجه للسجن ماذا ستفعل ابنته بدونه و ماذا ستفعل هي؟


دلف مراد وهو يحمل الدواء قائلاً بتعجب من وقفتهما :- الدوا أهو، إيه اللي موقفكم هنا؟


أردف و رحيق براحة :- مراد تعال شوف أخوك عاوز يرتكب جناية في البيه اللي متلقح جوة دة، شوفلك صرفة معاه وأنا هروح أشوف سندس....


______________________________________


بعد مرور أسبوع في إحدى النوادي الراقية جلست هي بتوتر وهي ترتدي نظارة سوداء تخفي ملامحها، تلتفت يميناً و يساراً بقلق تنتظر قدومه بسرعة لتنهي الأمر.

تنهدت براحة عندما رأته قادم نحوها، و خلع نظارته الشمسية وجلس قبالتها وهتف بصوت ساخر :-يا أهلاً بمدام المرشدي، يا ترى طلبتي تقابليني ليه؟


نظرت نحوه وكأنها ارتكبت جريمة من جلوسها معه لتهتف بضجر :- أنا طلبتك بس علشان المصلحة العامة أنت هتستفيد وأنا كمان هستفيد.


ضيق عينيه بمكر قائلاً :- أحب أسمع الأول علشان أعرف هستفاد إزاي...

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثالث والعشرون من رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد .
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة