-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

حكايات | حكايات عن سيناء وتاريخها القديم والحديث

سيناء الأرض والبشروالحكايات والأساطيروقصص الأنبياء والروايات الباقية عن القديسين وبطولات أبناء الوطن ، وخيرات هذا الوطن فوق أرضها وفى باطنها. سيناء هذه بقيت دائما قطعة حية من تاريخنا تشبه كائنا نحبه ويحبنا لكننا لم نعطه ما يستحق من الرعاية والاهتمام .ففى هذا المقال نتناول معكم بعض الحكايات عن تاريخ سيناء .
حكايات عن سيناء وتاريخها القديم والحديث

حكايات عن سيناء وتاريخها القديم والحديث

موقع سيناء

تقع شبه جزيرة سيناء في غرب آسيا تحديداً في الشمال الشرقي لمصر وتشكل ما نسبته 6% من مساحة مصر الإجمالية، وتحتل موقعاً جغرافياً مهماً، فهي حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، وتشترك في حدودها الجغرافية الشرقية مع قطاع غزة في فلسطين وخليج العقبة، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الجنوب البحر الأحمر. كما انها تعتبر البوابة الشرقية لقارة أسيا .

القدماء المصريين

لقد عرف قدماء المصريين قيمة سيناء واحتفوا بها وكانت لها آلهة محلية ضمن ألهتهم وحولها دارت بعض من أساطيرهم وفوق رمالها وعبر مسالكها سارت البعثات تبحث عن كنوزها ؛ كما خرجت جيوشهم تحارب أعداءهم وفوق أرضها بنوا معابدهم وحصونهم . فمنذ البداية تعامل المصريون القدماء مع سيناء باعتبارها البوابة الشمالية الشرقية لمصر . وإذا كانوا قد عرفوا كيف يستخرجون كنوزها ، فقد عرفوا أيضا كيف يحافظون عليها من الغزاة الطامعين القادمين من غرب آسيا . ومن ناحية أخرى ، كانت جيوشهم البرية تجتاز سيناء لكي تحارب الأعداء أو تطارد المعتدين والغزاة الفارين . وكان طبيعيا أن يحفروا الآبار ويشقوا الطرق ويبنوا القلاع والحصون لقد كانت سيناء دائما فى قلب القصة والحكاية ؛ بل إنها كثيرا ما كانت محور الحكاية .
" اقرا ايضا حكايات عن الاهرامات وكيفية بناءها "

قصص الأنبياء في سيناء

قصة النبي يوسف عليه السلام والنبي موسى عليه السلام وتيه بنى إسرائيل فقد جاء النبي يوسف إلى مصر بعدما ظلمه أخوته فاحتضنته مصر وتولى مناصب مهمة بها ، ثم لحق به أهله وعاشوا على أرض النيل زمنا طويلا ثم خرج موسى وقومه من مصر فى الاتجاه المضاد ، وعلى أرض سيناء كلم موسى عليه السلام ربه . وفى القصتين كانت سيناء مسرح الأحداث ، وأرض الرحلة ، وموطن الأساطير التى نسجت حول الأحداث الحقيقية ذات الطابع الديني ولا تزال بعض المواضع فى سيناء تردد أصداء قصة خروج موسى وقومه من مصر حتى اليوم .

ثم جاء المسيح عليه السلام مولودا بمعجزة ربانية من السيدة مريم العذراء فى بيت لحم من أرض فلسطين التى كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية الرومانية . ويحكى القصص الديني المسيحي أن السيدة مريم قد اضطرت للهرب بطفلها من بطش الرومان ووشاية اليهود إلى مصر ؛ وكانت رحلة الهروب إلى مصر عبر سيناء على الرغم من أننا لا نعرف كيف نفصل بين التاريخ والأسطورة فى هذه القصة الدينية . ومن طبيعة القصص الديني عامة أن يخلط بين التاريخ الحقيقي والإضافات الأسطورية التى تتراكم على مرِ الزمن فى طبقات يستحيل فصلها عن بعضها البعض ، أو تمييزها عن بعضها . حدث هذا فى قصة النبي يوسف عليه السلام ؛ وقصة النبي موسى عليه السلام الذى خرج بقومه من مصر ؛ كما حدث فى قصة هروب العائلة المقدسة فى قافلة صغيرة ضمت المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء ويوسف النجار ؛ وكانت سيناء فى القصص اليهودية والمسيحية على السواء مسرح أحداث هذه الحكايات والقصص .

لقد ارتبطت سيناء بالديانات السماوية الثلاث : سواء على مستوى السرد التاريخي أو على مستوى الآثار المادية الباقية لأصحاب هذه الديانات وإن كان ارتباطها بكل ديانة مختلفا بطبيعة الحال عن ارتباطها بغيرها . فقد ارتبطت شبه الجزيرة بديانة موسى حين خاطبه ربه فى الوادى المقدس وتيه بنى إسرائيل والعجل الذى عبدوه من دون الله وقصة المن والسلوى وغيرها من تفاصيل قصة خروج اليهود من مصر . ولا تزال منطقة عيون موسى فى سيناء تحمل ذكرى هذه القصة والتفاصيل الأسطورية التى نسجت حول البذرة التاريخية الحقيقية . كما ارتبطت شبه الجزيرة المدهشة بما يحكيه الأدب الديني المسيحي عن هروب العائلة المقدسة من فلسطين ، عبر سيناء ، إلى مصر . وعلى الرغم من أنه لم يرد سوى نص قصير عن هذا الهروب فى واحد فقط من الأناجيل الأربعة ؛ فإن قصة الهروب قد تحولت إلى نص مركَب فى صياغات أدبية وسرديات قصصية مختلفة . وقد ارتبطت بعض الأماكن والمواقع فى سيناء بهذه القصة الدينية .

الفتح الاسلامي والعبور من سيناء

وعندما جاء جيش الفتح الإسلامي بقيادة عمروبن العاص ، ليعبر سيناء من الفرما التى كانت بلدة على فرع النيل البيلوزي ، الذى كان يعبر سيناء على مسافة حوالي اثني عشر ميلا شمال شرق قناة السويس ، ومدينة بورسعيد الحالية يبدو أن القوات الإسلامية سارت بمحاذاة فرع النيل البيلوزي الذى ظل موجودا ، قبل أن تطمره الرمال ، حتى القرن الثاني عشر الميلادي على أقل تقدير . وطوال حكم الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية ، كانت سيناء مسرحا للحرب ومعبرا لجيوش تروح وتغدو لأسباب متنوعة . وكانت رفح والعريش والعقبة وأيلة والطور والقلزم ( قرب السويس الحالية ) مواقع مهمة تتردد أسماؤها بكثرة فى حكايات الحرب وقصص الصراع السياسي .
الصليبيين

ولم يكف سراب الاستيلاء على مصر عن مداعبة خيال الصليبيين : فقد كانت مصر فى المراحل الأخيرة من عمر الدولة الفاطمية أشبه بالرجل المريض الراقد على ضفاف النيل الذى ينتظر الجميع موته لكي يستولوا على ميراثه ؛ بيد أنهم بدءوا الصراع والنزاع قبل موته . فلم يكن قد بقي لمصر الفاطمية من مجدها القديم سوى ظل باهت يتوه فى ضبابية مؤامرات القصر والتنافس على السلطة التى كانت قد تركت بأيدى الوزراء منذ فترة . وبسبب هذا التنافس والتنازع سنحت للصليبيين فرصة التدخل من ناحية ، كما اغتنم الفرصة نورالدين محمود قائد الجبهة الإسلامية الفرصة للتدخل من ناحية أخرى . وجاء جيش الصليبيين بقيادة الملك الصليبي أمالريك (عمورى فى المصادر العربية ) ، والجيش الإسلامي بقيادة أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين الأيوبي . وتسابق الجيشان على أرض مصر خمس مرات على الأقل فوق أرض سيناء وانتهى الأمر بعد عدة تقلبات سياسية وعسكرية بظهور صلاح الدين قائدا لجبهة المواجهة مع الصليبيين وفى تلك الفترة كانت سيناء أهم ميادين المواجهة العسكرية . 

نابليون بونابرت

جاء نابليون بونابرت إلى مصر من البحر المتوسط لكي يغزو مصر ، ولتكون سيناء شاهدا على حملته الفاشلة على فلسطين وعودته خائبا بعد ما جرى له ولجيشه أمام عكا . .. وفى عهد محمد على باشا عادت أقدام الجنود المصريين تدب على أرض سيناء ، وقاد ابنه إبراهيم باشا أعظم الحملات وعادت سيناء تتمتع بأهميتها السياسية والتنظيمية من جديد … ومضت الأيام محملة بتقلبات الزمن ، ثم احتل الإنجليز مصر ، وفى أثناء الحرب العالمية الأولى حرص الإنجليز على إخلاء سيناء خوفا من هجوم عثماني عليها

سيناء وحرب 1973

في عام 1968 بدأت القوات المصرية بالتحرك إلى قناة السويس، وخاضت المعارك الشرسة ضد القوات الإسرائيلية حتّى السادس من أكتوبر عام 1973 (حرب أكتوبر)، حيث نجحت باقتحام قناة السويس، وعبرت خط بارليف واستردت جزءاً من أراضي شبه سيناء، فمع حرب أكتوبر عادت حركة الملاحة من جديد إلى قناة السويس تحديداً في يونيو من عام 1975، وأصبحت مصر قوة عسكرية تهدد أمن إسرائيل لأنّ القتال لم يتوقف حتّى يتم استرداد آخر شبر من الأراضي المصرية وتطهيرها من العدو الإسرائيلي.

وفى النهاية عزيزي القارئ فان رمالها الصفراء كتب عليها قلم التاريخ صفحات، فهي التي ارتوت بدماء الشهداء، وكل حبة رمل من رمالها تروي وتحكي قصة من قصص كفاح شعب.كانت ومازالت سيناء بوابة الخير ودرع الأمن، منها دخل الفتح الإسلامي إلى مصر، بل إلى إفريقيا، بل عبر من خلالها إلى العالم، ومنها خرج الهكسوس مهزومين مدحورين على يد المصريين، ومنها أيضًا خرج الإسرائيليون مهزومين مدحورين لذلك يجب علينا الدفاع عنها والحفاظ على خيراتها ولمزيد من الحكايات الشيقه زور صفحتنا على الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة