-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصص القرآن | قصة هود عليه السلام


تمثل قصص الأنبياء في القرآن الكريم منارات يهتدي بها المؤمنون عموماً والدعاة منهم خصوصاً في درب هذه الحياة، التي يسود فيها صراع الحق والباطل، والإيمان والشرك، والخير والشر، والفضيلة والرذيلة ، ومن القصص القرآني الذي يندرج تحت هذا المعنى قصة هود عليه السلام، حيث ذُكرت هذه القصة في سور متعددة من سور القرآن الكريم،

قصة هود عليه السلام

قصص القرآن | قصة هود عليه السلام

 ذكرة قصة هود عليه السلام في القرآن الكريم تارة بصورة فيها بعض التفصيل، كما في سور: الأعراف، هود، المؤمنون، الشعراء، الأحقاف.

وتارة بصورة موجزة، كما في سور: فصلت، الذاريات، القمر، الحاقة، الفجر. وقد سميت سورة كاملة بسورة هود، تضمنت قصص عدد من الرسل عليهم السلام، وكان من بينها قصة هود مع قومه. قال ابن كثير: وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع؛ ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.

حاصل القصة  وخلاصتها:

 أن عادا الأولى هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، وأول أمة أهلكها الله تعالى بذنوبهم وشركهم بعد أمة نوح عليه السلام ، ولهذا يأتي ذكرهم في القرآن بعد ذكر قصة قوم نوح مباشرة في عدة سور من كتاب الله تعالى،

 كما في الأعراف في قوله تعالى:
 وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ {الأعراف:69}، وفي سورة المؤمنون، في قوله تعالى: ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ {المؤمنون:31}، وكذلك في الشعراء.

وكانت عاد قوم هود عتاة أقوياء متمردين عبدة للأصنام... فأرسل الله تعالى إليهم أخاهم هوداً يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ويرغبهم في طاعته واستغفاره ويعدهم على ذلك بخيري الدنيا والآخرة... ويتوعدهم على مخالفته بالعقوبة في الدنيا والآخرة،

فكذبوه وردوا عليه بما أجمله القرآن الكريم في قول الله تعالى:
 قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {الأعراف:66}،
 فأرسل الله تعالى عليهم العذاب بالريح العقيم، قال الله تعالى: 
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ {الذاريات:41-42}،
 وكان هود عليه السلام قد اعتزلهم في حظيرة هو ومن معه من المؤمنين فلم يصبهم من تلك الريح إلا نسيم العليل الذي تلين به الجلود وتلذ به النفوس، وكانت عاد بين عمان وحضرموت في مكان يقال له الأحقاف من بلاد اليمن.

وهود عليه السلام هو: هود بن شالح بن أر فخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، ويقال هو: ابن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهو أحد الأنبياء الخمسة من العرب الذين ذكروا في القرآن الكريم وهم بالإضافة إليه صالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ويقال إن قبره باليمن وقيل إنه بالشام في دمشق،


تضمنت قصة هود عليه السلام العديد من العبر والعظات، نذكر منها:

أولاً: أن الغرور والبطر والتباهي بالقوة وشدة البطش يؤدي إلى أسوأ العواقب، وأوخم النتائج؛ ذلك أن قوم هود كانوا يتفاخرون بقوتهم، ويتباهون ببطشهم، ويتطاولون بشدة بأسهم،

 {وقالوا من أشد منا قوة} (فصلت:15)،
 ويقولون لرسولهم وهو ينصح لهم: 
{سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين} (الشعراء:136)،
 فكانت نتيجة تكبرهم وغرورهم، أن أرسل الله عليهم ريحاً صرصراً، عصفت بهم عصفاً، وجعلتهم عبرة لمن يعتبر.

ثانياً: مداومة التذكير بنعم الله على عباده، وبيان أن هذه النعم تزداد بشكر الله، وتنمو بطاعته،

 {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}.

ثالثاً: من المهم للدعاة إلى الله أن يجمعوا في أسلوب دعوتهم بين الترغيب والترهيب، ولا يقتصروا على أحدهما؛ إذ في الاقتصار على أحدهما قد لا تحقق الدعوة الغرض المرجو منها، بل قد تأتي بعكس النتائج المرجوة منها.

رابعاً: من أعظم العبر المستفادة من هذه القصة، أن الداعي إلى الله عندما يخلص في دعوته، ويعتمد على الله سبحانه في تبليغ رسالته، ويغار عليها كما يغار على عرضه أو أشد..فإنه في هذه الحالة سيقف في وجه الطغاة المناوئين للحق كالجبل الراسخ، الذي لا تنال منه ريح عاصف، ولا سيل جارف، بل يقف شامخاً برأسه، لا يلوي على أحد يعترض سبيل دعوته؛ لأنه يأوي إلى ركن شديد. وهكذا الدعاة المخلصين يبلغون رسالة ربهم، ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، ويغارون عليها، ويدافعون عنها بكل شجاعة وثبات، وبكل عزم وإصرار.

هذا والله اعلم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم 

اقرأ ايضا :

قصص القرآن | قصة صاحب الجنتين

قصص القرآن - قصة موسي عليه السلام والخضر

قصص القرآن - قصة هاروت وماروت


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة