-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل الثامن عشر

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل الثامن عشر برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل السابع عشر"

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الثامن عشر"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل الثامن عشر

ترجل هو من سيارته أمام إحدى البنايات البسيطة البنى ..
وسار للأمام قاصدًا إياها ...
كان وجهه يبدوا عليه بوادر القلق اللمتزج بالضيق والحزن ..
وعيناه كانتا هادئتين يظهر بداخلهما بعض الحيرة ...
سائر هو مريح حاجبيه، عاقد ساعديه، وبهدوء شديد تتفحص المكان عينيه ..

وحين دخل تلك البناية، صعد الدرج بسرعة، مر بالطابق الأول وتركه ثم الثاني فالثالث، وأخيرًا الرابع ...
توقف أمام إحدى المنازل ورن الجرس ..
ظل ينتظر أي إجابة لكن لم يسمع شيء، فرن الجرس من جديد ..
أيضًا لا أحد يجيب، ...
أعاد طرق الباب، ثن رن الجرس وكرر الأمر عدة مرات وكل مرة كسابقها ..
لا فائدة
بدأ يشعر بالقلق وقرر أن ...
إتجه نحو المنزل المجاور وبدأ يرن الجرس ..
وما لبث أن فتحت صاحبة المنزل، ثم نظرت للطارق بحيرة وهي تقول :
-أيوة !
أشار هو نحو ذلك المنزل المجاور لها قبل أن يسألها :
-لو سمحتي متعرفيش صاحبة البيت ده فين ؟
هزت رأسها نافية ثم أردف بنبرة جادة :
-قصدك فيروز وأمها !
أومأ هو رأسه منظرًا إجابتها فتابعت هي بنفس النبرة :
-لا والله هي من كام يوم مجاتش هنا، أنا متعودة أسمع صوت بابها بيتفتح بس من يوم ما أمها مشيت وأخوها إجى أخدها، مرجعتش البيت
-طب متعرفيش ممكن تكون فين ؟
-لأ معرفش والله
أومأ رأسه لها شاكرًا وهو يقول :
-طيب شكرًا، وآسف على الإزعاج
إبتسمت هي له مجاملة إياه وقالت :
-الشكر لله، عن إذنك بقى
ثم قامت بإغلاق الباب بهدوء ..
نظر هو نحو منزلها نظرة أخيرة قبل أن يرجع من حيث أتى ..
ولا يفكر عقله إلا فيها، وأين قد تكون الآن ؟ ولما لم ترجع ولم تتصل حتى بوالدتها تلك ليست عادة عندها !
حين وصل للأسفل مرة أخرى لم يكن لديه أي خيار ليذعب إليه ..
فهو لا يعلم إلى أين ذهبت وماذا حل بها !

لحظة واحدة فقط، أين كانت تعمل ؟
يتذكر أنه أوصلها مرة بسيارته حين ...
حين ذهبنا في زيارة لهم وعرضت عليها أن أوصلها فوافقت لتأخرها ..
بالطبع لربما إذا وصلت هناك سأجد أي خبر يدلني عليها

ركب سيارته فجأة وإنطلق بها قاصدًا مقصده .....

.....................

كان يقود سيارته بسرعة شديدة ..
لكن ذكراها تتحداه ينغص عليه متعة الهواء الطلق، ليس مجرد تحدي ... بل نفذته حين بدأت تهاجم بشراسة ...
ما يضايقه أنه تفعل ما يخشى أعالي مجتمعه أن يفعله !
وهي فقط مرأة !
لا يصدق هو أن وراء كل تلك الهشاشة قوة !
يكاد يقسم أنه يرى عينيها حزينة تتألم، يراها كما يرى نفسه كل يوم ..
ولكن قوتها وإنطلاقها ثم هدوئها وسكونها وبرودة أعصابها تجعله يعيد التفكير

لم يخطئ يومًا في حق النساء عندما قال أنهم أفاعي !
فهاهي سممت أفكاره من جديد، محاولًا تحليل شخصيتها المريبة ..
ثم يعود بأفكاره عند تلك اانقطة من جديد ..
هي حية لا تقربها فتلدغك ..

أوقف السيارة أخيرًا أمام احدى المنازل الفارهة، ووأرجع رأسه للخلف محاولًا الإسترخاء قليلًا

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى إتجه الأخير إليه وفتح السيارة من الجانب الآخر قائلًا وهو يجلس :
-معلش إتأخرت عليك كنت بجيب الموبايل ..
لم يرد هو عليه ووجده شارد في مكان آخر، فأردف بنبرة عالية قليلًا :
-صهيب !
نظر له صهيب فجأة وعقد حاجبيه قائلًا :
-عقاب إنت جيت امت ؟
-لسا ناو
-امممم طيب
وضع يده على المقود، وبدأ يقود السيارة فنظر له عقاب متحيرًا قبل أن يتشدق بـ :
-أومال مالك كده !
أجابه بهدوء :
-مفيش
ضيق عقاب عينيه يرنوه بنظرات غير مقتنعة وقال :
-امممم ناوي تعمل ايه !
نظر له صهيب بنظرات حاسمة وهو يقول :
-هطلعه من السجن
نظر له عقاب مصدومًا، وإلتوى فمه بإستهجان وهو يردف مستنكرًا :
-إيه ! ، بتهزر صح ؟
أجابه هو ببساطة :
-لأ مش بهزر هخرجه
عقد حاجبيه وهو يقول بنفس النبرة المندهشة :
-ليه ما إنت عارف هو خانك وغدر بيك، بجد يا صهيب أنا عارفك من زمان وأول مرة تتهاون في حقك بالشكل ده
صمت قليلًا يراقب هدوءه المريب، وثبات عينيه على الطريق دون أن يرمش حتى ثم تابع بعدها بنبرة حانقة :
-وبعدين حرام حق البنت دي تروح هدر ! ، هي إيه ذنبها دي ساعدتك كتير أوي، وإنت اللي قولتلها تراقبه !
صمت هو ورمقه بغضب لصمته هذا ثم أشاح وجهه عنه فقال صهيب بنبرة هادئة :
-خلصت !
نظر له عقاب وأردف بضيق :
-أيوة خلصت
إستطرد صهيب حديثه بنبرة أكثر هدوءًا وغموضًا، وهو يزيد من سرعة السيارة بشكل مريب :
-مين قالك إني هسيب حقي !
نظر له عقاب بحيرة وسأله :
-أومال
زفر صهيب ثم أرجع رأسه للخلف قليلًا ونظر له نظرة علم عُقاب من خلالها أن نواياه ليست سليمة ..
لكن صهيب تابع ببرود :
-تتصور إنه لو دخل السجن أنا كده هاخد حقي !
لم ينتظر إجابته وتابع ينفس النبرة :
-أكيد لأ، وهو هيحاول يطلع والعقاب هيتخفف وبحد أقصى 5 سنين !
يعني 5 سنين ياكل ويشرب وينام عادي الفرق بس إنه محبوس !
-يعني إنت عاوز تعاقبه بنفسك !
-أيوة، لأن أنا كنت عارف إنه بيخوني طول الوقت ده، وسيبته لكن هو زودها جدًا، وإنت بنفسك كنت بتعرف هو بيعمل إيه ..
نظر له عقاب بترقب وقال :
-يعني هتعاقبه إزاي ؟
نظر له بثقة وأردف بهدوء :
-دي عندي أنا بقى
-بس أنا مش فاهم طب ما إنت اقدر تثبت عليه التهمة بسهولة بالفيديو ليه تعمل كل ده !
لم ينظر له ولم يبد أي رد فعل وحتى إذا ما ظن عقاب أته سيتجاهله قال هو :
-القانون عمره ما بيجيب حق، وخصوصًا قانون البلد دي، وأنا هعرف أقيمه كويس أوي ...
تقدروا تشوفوا الفصل الأول من عصفورة تحدت صقرا
لن ينكر عقاب أنه يستحق كل ما سيحل به، وخاصة أنه كان معه في جميع خطوات خيانته مذ طلب منه صهيب التقرب منه ..
لكن المشكلة تكمن في عقاب صهيب ذاته ...

صهيب لا يتهاون أبدًا ...

-اممم هنروح على فين !
قالها عقاب متسائلًا فأجابه صهيب دون تردد :
-البحر
إسترخى الأخير وأسند رأسه على المقعد الخلفي قائلًا :
-هنبدأ شغل من الوقت !
رفع صهيب إحدى حاجبيه في عجب وقال :
-ما إنت عارف إننا رايحين شغل وبعدين مكفكش كل ده راحة !
زفر هو بغضب وقال :
-ما أنا كنت ماسك الفرع التاني في أليكس يعني أنا كنت مستريح أوي ! ، وكنت براقبلك الزفت ده كمان ويوم هنا ويوم هناك فين الراحة بقى !
أوقف السيارة فجأة ونظر له بإستنكار وهو يقول :
-ده على أساس إنك مكنتش مِمَسك الشغل كله لطلحة !
حك رأسه في إرتباك وهو يقول :
-مش كله يعني نصه
-نصه برضوه !
-ربعه !
-اممم ربعه واثق !
زفر الأخير بضجر وقال :
-ماشي ماشي طلحة هو اللي كان شغال هناك وبعدين إنت عارف هو مصدر ثقة وكده
هز صهيب رأسه مرتين بإستنكار ثم وضع يده على المقبض وخرج من السيارة أمام البحر، وتحديدًا أمام إحدى المقاهي القريبة منه ..
وتبعه عقاب مترجلًا من السيارة وهو يسأله :
-على كده الـ representatives (المندوبين/الممثلين) اللي جايين النهاردة مهمين أوي !
عقد صهيب حاجبيه وهو ينظر له وأردف :
-بتلمح لإيه !
-اممم مليش مزاج للشغل ناو !
قالها هو بترقب وهو ينظر له، فتابعه صهيب بهدوء قبل أن يقول بنبرة طبيعية :
-الشغل النهاردة مش هياخد نص ساعة، وبعدها إعمل اللي إنت عاوزه ..
إبتسم له عقاب وسار عدة خطوات للأمام قائلًا :
-طيب يلا عشان نخلص بقى ...!!!

..................

حُرمت الأرض على الجميع اليوم !

كانا في السيارة، ينظر أحدهما للطريق بينما ينظر الثاني للأول بضيق ويقول :
-براء قول بقى رايح فين !
نظر لها براء مبتسمًا وهو يقول :
-ما قولتلك هتعرفي شوية كده !
عقدت هي ساعديها بضجر وأردفت بـ :
-أنا عاوزة ..
صمتت ولم تتابع، بينما نظر هو لها مستعجبًا وقال يحثها على المتابعة :
-ها عاوزة إيه !
هزت رأسها نافية وقالت بنبرة هادئة :
-مفيش، هو لسا قد إيه عشان نوصل ؟
-طب قوليلي الأول كنتي عاوزة إيه ؟
-مفيش يا براء أنا بس مخنوقة شوية وعاوزة آكل شوكلاتة
ضحك هو فلم تعقب وأشاحت وجهها للجانب الآخر، بينما توقف هو أمام إحدى المتاجر القريبة وفتح باب السيارة ليترجل، وقبل أن يخرج من السيارة قالت وهي مشيحة وجهها بضيق :
-بيضة
إبتسم لها ثم أردف بثقة :
-عارف
وخرج ذاهبًا لشرائها ..

لربما الشوكولا هي الشيء الوحيد المشترك بين الفتيات جميعًا، لكن العجيب أنها لا تأكلها إلا عند شعورها بالإختناق، ولم تعلم هي سبب ذلك ..
وبرغم أنها لا تسبب أي تحسن ملحوظ في حالتها !
لكنها مؤمنة أن لها جانبًا سحريًا معنويًا يحسن من حالتها
بالطبع هي تجعلها أفضل لكنها لا تلاحظ !

بعد أقل من ثلاث دقائق، عاد هو بالشوكولا، وجلس بجانبها وأعطاها لها قائلًا بمرح :
-جبتلك واحدة بيضة، وأنا جبت لنفسي السودة
أخذت حصتها ..
أسندت رأسها على المقعد خلفها ..
فتحتها وبدأت تتناولها بصمت ..
ناظرة للنافذة أعلاها ..

أما هو فنظر لها وهو يسأل نفسه لماذا تحبذ الأسود من كل شيء عدا الشوكولا !
أقرا أيضا رواية أرض زيكولا الفصل الثامن
ثوان قبل أن ينطلق مرة أخرى بالسيارة مسرعًا ...

ودقائق قبل أن يقف أما شاطئ البحر بالسيارة وينظر لها قائلًا :
-جوري وصلنا
نظرت له ثم نظرت حولها وإبتسمت وقبل أن ينطق هو بحرف آخر وجدها قد ترجلت من السيارة بسرعة وذهبت نحو البحر
ترجل هو أيضًا وجاورها الوقوف، وظل يرنوها منتظرًا أن تتفاعل أكثر من العالم المحيط، فإبتسامة لا تكفي !

-إيه رأيك حلو المكان
قاطع هو صمتهما بقوله، فأجابته هي باسمة :
-إنت عارف إني بحب البحر
صمتت هي قليلًا ونظرت حولها فوجدت بعض الناس على جانبيها فظهر على وجهها الضيق ..
سألها هو حينها بقلق :
-فيه إيه !
زفرت بضيق وقالت :
-كنت عاوزة أدخل البحر بس فيه ناس كتير
إتسعت عيناه وهو يسألها بدهشة :
-إنتي بتهزري ! ، الجو تلج يا بنتي
هزت كتفيها وهي تقول ببساطة :
-عادي بس سيبك مش هدخل الناس كتير ..
-دا من عند ربنا والله
-كنت تقولي أجيب فيروز معانا !
-إنتي طلعتي على طول وأنا طلعت وراكي وجاتلي الفكرة وأنا في الطريق للبيت
أومأت رأسها وظلت تنظر للبحر أمامها بوجوم، وهو لم يختلف عنها ونظراته لم تقل وجمًا ..

أحيانًا تحتاج إلى إنصاتٍ بدون عتاب، سؤالٍ بدون جواب، عذرٍ بدون حاجة أو سبب أو غياب، أحيانًا تحتاج إهتمام ... وأخرى إلى الأمان، وبعضًا من المحبة والسكينة والسلوان ...
والبحر هو الأفضل في هذا .. فهو يسمعها ولا يريد تبريرًا، لا يريد مقاطعتها وإذا ما إشتكت له، كان عزاؤها فيه تلاطم أمواجه، وتناغمها مع صوت الهدير ..
...................

كان جالسًا أمام الشرفة، يرنوا كل من يمر أمامه بنظرات مالَّة ..
وحين علم أنه لا يوجد مهم في الناس دلف إلى الداخل وظل يتحرك في أرجاء البيت الفاره لا يعلم ما عليه فعله ..

عجيب أن يملك أحدهم الكثير، ولا يملك إلا القليل ليفعله !
فها هو ذا لا يدري ما يفعل، مل من الا شيء الذي يفعله كل يوم وظل يتجول في النزل كما المجانين !

لكنه توقف فجأة وقال لنفسه بحماس :
-طب أنا ليه قاعد طب ما أنزل شوية !
كاد أن يذهب ليحضر ثيابه، لكنه تفاجأ بنفسه يقول :
-طب أروح فين ؟

زفر بضيق وهر يتابع :
-حتى دي كمان صعبة ! ، ياريتني روحت مع صهيب
ضيق عينيه حينها وقال :
-هو قال إن الـ meeting (الإجتماع) على البحر، جنب كافيه ****
هدأ قليلًا ونظر لنفسه في المرآة أمامه وقال :
-كويس إني سمعته وهو بيكلمهم وإلا مكانش هيقولي، أممم أنا هروحله بقى وخلاص حتى لو إتضايق أنا مخنوق أنا كمان !

....................

خرج صهيب يتبعه عقاب من الإجتماع، وحينها أردف عقاب راجيًا :
-إحنا خلصنا تعالى نتمشى على البحر شوية بقى !
نظر له صهيب بهدوء وقال :
-طيب روح إنت
-لأ تعالى معايا
زفر الأخير بملل، ونظر له بضيق قائلًا :
-عُقاب
سحبه الأخير من يده نحو الأمام وهو يتابع :
-يلا يا عم بلا عقاب، الفترة اللي فاتت حرمت عليا أقابلك وكمان عاوزنا نمشي كده والبحر جنبمنا من غير ما نسلم !
غضب صهيب من طريقته معه، ولكن قبل أن يحتج أو يردف بأي شيء رمش عدة مرات ليتأكد أنه لا يتوهم، وأن تلك المتسلطة أمامه الآن ..

عجب عقاب حين وجده يتقدم عدة خطوات للأمام وقال لنفسه بغرور :
-دا أنا جامد بقى أقنعته أهو !

ظل صهيب يتقدم بخطوات أسرع، العجيب أنه لم يرها بالكامل لكنه واثق أنها هي،...
وحين إقترب منها كانت تقف وحدها لكن فجأة وجد نفس الرجل الذي رافقها في القسم قادم إليها حامل سترته ثم ألبسها إيها وهو يقول :
-إلبسي دي إنتي مناعتك ضعيفة ..

الذي أثار حفيظته ليس أيًا من هذا !
بل تجاوبها معه وإبتسامتها الغريبة له !
رفع حاجبيه وتلاها عقده ليديه وأردف بدهشة :
-فكرت أول ما شوفتها إنها ...
ثم خطر في باله سؤال محير
أيكون ذاك المعتوه زوجها !

أيًا يكن لما لا يضايقها قليلًا ! ، ضايقته هي بما يكفي من قبل وحان دوره !

وفي تلك اللحظة وصل عقاب إليه وقال :
-إيه يا عم مالك ؟
-شششش
قالها هو ثم تقدم بثبات نحوهم، وتبعت عقاب في دهشة !

نظر لها براء وقال :
-فاكرة سوفانا، كانت بتحب تيجي هنا أوي
نظرت جويرية في الفراغ المحيط بها، وتحدثت بشرود :
-أكتر حاجة كانت بتميزها ضحكتها، لما كنت بسمعها كنت دايمًا بحس إن الدنيا بخير، كانت دنيا جوا دنيا مختصة بنشر السعادة للغير ...
صمتت لفترة حاولت فيها أن تستجمع قوتها لكيلا تبكي، وتابعت بألم جلي في نبرة صوتها، بينما وقف أحدهم يتنصت عليهم :
-بجد يا براء وحشتني أوي

حسنًا هو أيضًا إشتاق لها، وإشتاق لكل ما يتعلق بها، حتى أنه إشتاق لترديد إسمها، لكن هناك ما إشتاق له أيضًا
وكثيرًا ..
إشتاق لجويرية، لشخصها لا لشبحها، لضحكتها فإن كانت أختها تجيد الضحك فهي المعلمة ..
وإن كانت ضحكة أختها جميلة فضحكتها تنشر سعادة .. تطفي لونًا غريبًا في أرجاء المكان ..

وهو سيبذل قصار جهده لإرجاعها لها و...

-فكرتك في البيت بتاعك بتفكري في الخطوة الجاية عشان هتبقى قوية عليكي !

أخرجهما صوته من شرودهما، فنظر كلاهما إليه كنظهرم لضيف غير مرغوب فيه ونطقا سويًا بضجر :
-إنت تاني !
هز صهيب كتفه غير آبه لهما، وتابع :
-مردتيش يعني حضرتي للخطوج الجاية ؟

نظر له براء بغضب، فلما يوجه لها الحديث إن وجد هو !
وكما عادتها لم تجيب !
اقرأ ايضاً ... قصة العاشق المسكين من أقوى قصص الحب والرومانسية
إلا أنه لن يستسلم، ستتحدث رغمًا عنها اليوم
وبجانبهم وقف عقاب يسمع ويرى ولا يفهم !
تابع صهيب بنبرة هادئة :
-على فكرة أنا ...
قاطعه براء حين وقف أمامه، ونظر مباشرة في وجهه قائلًا بغضب :
-لو عندك كلمة قولهالي أنا !
نظر صهيب له، وقال :
-بس أنا بكلمها هي !
دفعه براء بعنف من ثيابه وهو يقول :
-وأنا قولتلك متكلمهاش تاني، يلا إمشي من هنا ..
نظر له صهيب غاضبًا، بينما تأهب عقاب لضربه، وبالفعل إندفع نحوه وأمسك بياقته وهو يقول :
-إنت إزاي تمد إيدك عليه ؟!

خشيت جويرية أن يتطور الأمر أكثر وخاصة أنها تعلم من هو براء جيدًا، فلا يغر أحدهم أنه هادئ ومسالم، ...!

حينها فقط لم يوقف المعركة إلا صوتها الغاضب تقول :
-بس خلاص، هو إنتم عيال عشان اللي بتعملوه ده !
ثم تقدمت نحوهم وسحبت براء بهدوء من يده وهي تتابع :
-يلا يا براء عشان ...
قاطعها هو بنبرة عالية :
-لأ مش ماشي قبل ما أخلي الحيوان ده يلزم حدودو معاكي
إستشاط صهيب غضبًا حينها، ونسي حتى مل جاء لأجله وهو يندفع نحوه بقوة حتى أسقطه أرضًا
حينها تنحى عقاب فهو يعلم أن صديقه لا يحب المشاركة ..
أما جويرية شعرت بالدم يغلي في عروقها حين رأته يوقعه ..

وقف براء بسرعة مع أنه تلقى ضربة قوية، وإندفع نحو صهيب وهو يقول :
-ماشي، أنا هوريك

حينها ظلت جويرية تبحث بعينها عن شيء ما، وبدى أنها وجدت مرادها مع الطفل الجالس هناك بجانب والده !

ركله براء بقوة في قدمه، إلا أن صهيب قد تحامل على نفسه ولم يظهر أنه قد تألم بل ردها له في الحال
وقع الأخير على ظهره مرة أخرى، فهو كما الفولاذ لم يدرِ هو مع من يتعامل فتلك المرة الأولى التي يبدو الأضعف أمام أحدهم ..
لكنه عاود الوقوف من جديد ولكمه مرة في بطنه وكاد أن يعيدها إلا أن صهيب أمسك يديد في الأخرى وكاد أن يبتطش به إلا ...
إلا أنه وجد دلوًا من المياه الباردة يسكب فوق رأسه وعلى ثيابه كلها، وتبع تلك المياه برود الكلمات التي قالتها هي :
-فاكر أول مرة شوفتك ! ، كبيت عليك ماية من غير قصدي، أما النهاردة قصدي جدًا على فكرة
ثم نظرت بإحتداد لبراء وقالت :
-أنا مش قولتلك الكائن ده ملكش دعوة بيه !

وقف صهيب يرنوها، بصدمة، وهدوء، وها هو هدوء ما قبل العاصفة ...
لكنها قررت ألا تنتظر العاصفة ولتمشي عكس التيار إذًا !

وبالفعل نظرت له مرة ثم نظرت لبراء الأخرى وقالت :
-يلا نمشي

ولما أن كان براء يشعر بالغضب ينهشه قاومها، ولما أن شعرت هي بالغضب سحبته بقوة أكبر وهي تقول :
-براء يلا بجد تعبت
حين قلق عليها هو قرر الذهاب فيكفي ما هي فيه الآن ...

وزفر الأخير ناظرًا لهما، لقد بدى على وجهها الغضب حقًا، وأن تٌبدي غضبها إلى ذاك الحد أمر جيد ..
وبرغم الغضب الذي كان فيه هو، تناساه بغضبها !
فقد أحبه ..
ويجب أن يعترف لنفسه، لقد نفذ ما جاء لأجله ..

وعلى الجانب الآخر وقف المصدومين المساكين يضربون كفًا بكف، ويقسمون أن الدنيا قد أشبعته معجزات اليوم ....!!!

.....................................................!!!!!!

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الثامن عشر"

يتبع ....

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة