-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن

جلس خالد مرة أخرى في مكانه..يفكر بما يحدث له و يتذكر ماذا حدث له منذ أن وجد نفسه بالصحراء..وزاد إلحاح سؤاله الذي تعمد تجاهله دائما.. أين هو؟.. وأين زيكولا تلك التي لم يسمع عنها من قبل.. و عن أهلها المثيرين للدهشة؟.. بعضهم يبدو عاقلا.. و الكثيرون لا ينتمون للعقلاء بشيء.. ثم انتفض جسده حين سأل نفسه ماذا لو انتقل به الزمن عبر السرداب إلى الماضي كما كان يقرأ دائما في الادب الاجنبي.. ماذا؟.. هل هذا صحيح؟! لا .. لا.. إنه خيال.. إنني لم أسمع عن زيكولا.. و لم أقرأ عنها من قبل .. هكذا أجاب نفسه.. ثم علا صوته :بس ليه لا؟ .... الاحصنة اللي بتجر العربات.. و لبس الناس هنا.. مش معقول يكون لبس حد في القرن الواحد والعشرين.. الحاجات دي فات عليها قرون... ثم عاد إلى نفسه: ممكن تكون دي بلد معزولة انت مسمعتش عنها.. وده زيهم الوطني فعلا ..
فصاح إلى نفسه: بلد إيه.. كل اللي مشيته في السرداب حوالي كيلو أو اتنين بالكتير.. أكيد أنا انتقلت في الزمن.. و الدليل إنهم بيتكلموا عربي و ميعرفوش مصر.. هو فيه منطقة بتتكلم عربي في العالم كله إلا الوطن العربي؟!!
ثم أمسك رأسه بيديه: أنا حاسس إني مش قادر أفكر.. أنا كنت أذكى من كده.. ثم نظر بعيدا : بس.. ده الدليل إني انتقلت للماضي..
قال ذلك حين وجد جماعة يحملون سيوفا ودروعا وكأنهم جنود.. و يسيرون في صف واحد..فوقف على قدميه .. واتجه مسرعا إلى الفتى الذي كان يمرح مع أصدقائه.. و جذبه من يده :
أنا عايز اسألك سؤال واحد.. إحنا في سنة كام؟
ًفأجابه الفتى متعجال :يبدو أنك تشرب الكثير من الخمر.. إننا في نهاية العام التاسع بعد الالفين ياسيدي..
فعاد خالد بقدمه للخلف.. ودارت بهرأسه حتى سقط وكأنه فقد وعيه.. فضحك الفتى وتحدث إليه :
نعم سيدي أرى أن النوم قد يفيدك، ثم تركه و مضى..
في صباح اليوم التالي فتح خالد عينيه على صوت ضوضاء شديدة.. فوجد نفسه ملقى على جانب أحد الشوارع فنهض مسرعا.. و حاول أن يصلح من هيئته، و أزال الغبار عن مالبسه.. ثم نظر أمامه و فرك شعره حين وجد ذلك الكم الهائل من الناس يسيرون بانتظام في اتجاه معين.. والجميع يرتدون ملابس تبدو جديدة.. الرجال يمسكون بأيدي النساء.. و الفتيان يمسكون بأيدي الفتيات، و التي بدا عليهن الجمال الشديد.. يسيرون في فرحة كبيرة.. و يضع كل منهم حول رقبته عقدا من الورد.. وتظلهم موسيقى لم يسمعها من قبل و لم يسمع في جمالها.. يعزفها مجموعة من الاشخاص أصحاب زي مختلف ويحملون طبولا ووتريات و آلات نفخ لم ير مثلها ولكنها تخرج صوتا بديعا.. و يسيرون وسط ذلك الحشد من الناس.. ثم وجد بعض الشباب يمتطون أحصنتهم.. وخلف كل شاب توجد فتاته تلف يدها اليسرى حول خصره واليمنى تمسكبها الورد و تلوح بها.. فابتسم خالد
وقال:أنا عرفت ليه الكل مستني اليوم ده..
ثم أعجبته تلك الحركات البهلوانية التي كان يقوم بها البعض.. حتى فوجئ بالعربة الثرية التي كان قد تشبث بها هو و يامن حينما كان في الصحراء .. تسير وسط الحشد و قد خرجت منها فتاة في غاية الجمال وما إن خرجت حتى صاح البعض فرحا وزاد سرورهم.. وبدأت تلقي بالكثير من الورد.. و الكل يتهافت ويتسابق على أخذه.. ثم بدأت تقذف الورد لاعلى و ما إن يسقط حتى يرتطم الشباب بعضهم ببعض.. و تزداد بسمتها الرقيقة.. وخالد يشاهد ذلك في سعادة كبيرة.. و ينظر مجددا إلى تلك الفتاة و قد شعر براحة نفسية كبيرة.. حتى وجد إحدى الفتيات تقترب منه و تسأله: لماذا تقف بمفردك؟.. ًيمكننى أن اصطحبك اليوم مجانا..
فنظر إليها خالد.. ثم نظر إلى فتاة العربة مرة أخرى:لاشكرا..
ثم نظر بعيدا.. فوجد يامن فأسرع إليه وسط الزحام و وصل إليه بصعوبة
وسأله: يامن.. انت فاكرني؟
فابتسم يامن :نعم.. ًأهلا بك ياصديق.. ثم نظر إلى زيه:مبارك عليك الزي الجديد.. و سأله كيف كان يومك الاول بزيكولا؟
كانت الاصوات عالية من حولهما فاضطر خالد أن يرفع من صوته: يومي الاول؟.. مش فاهم لحد دلوقتي إيه اللي بيحصل لي..
ضحك يامن: ربما لاننا في أعياد زيكولا.. ما إن تنتهي الاعياد حتى تعود الحياة مرة أخرى إلى الطبيعة.. إنها أيام استثنائية ليست كباقي الايام.. فابتسم خالد: ياريت ثم سأله :الا فين المزة بتاعتك ؟
فاندهش يامن: ماذا؟ !
فضحك خالد: أقصد حبيبتك.. أنا شايف معظم الشباب معاهم بنات..
فابتسم: آه.. لا إنني لم أرتبط حتى الان..
نظر خالد إلى الامام و سأله:هو إحنا رايحين فين؟ ثم شعر أنه لم يفهمه
فسأله مجددا: إلى أين نحن ذاهبون؟
فضحك يامن: إننا ذاهبون إلى أرض الاحتفال حيث سيلتقي هناك كل أهل زيكولا .. وسيذبح ٌشخص ما..
فقال خالد: آه عرفت.. الفقير.. ثم صمت و أكملا مسيرهما مع السائرين..حتى سأله مجددا: يامن.. هي مين دي؟ وأشار إلى الفتاة التي ترمي بالورد من العربة..
فأجابه:إنها أسيل.. طبيبة زيكولا..
فهمس إلى نفسه: أسيل.. طبيبة؟
ثم وجدها تقذف بوردة إلى أعلى و تسقط تجاهه.. و تصارع الشباب معه حتى قفز مستغلا طوله وأمسكها ونظر إليها مبتسما فابتسمت له ابتسامة جعلته هائما للحظات.. الجميع يسيرون و خالد يعجبه ذلك الاحتفال.. و الموسيقى الرائعة التي حلقت في كل مكان ورائحة الورد التي أنعشت صدره حتى تناسى أسئلته لنفسه عن أرض زيكولا .. و سار بجوار يامن و هو ينظر إلى العربة وإلى أسيل التي تبتسم كلما أمسك أحد بوردة قذفتها.. ثم ينظر نظرة مختلفة تمامامقوسا حاجبيه للفتاة الاخريُ التي رفض أن يسير معها.. و التي لم تزح نظرها عنه طول الوقت وما إن تصطدم عيناه بها حتي تخرج له لسانها غضبا فينظر مجددا إلى أسيل و يستنشق رحيق الوردة التي أمسكها و يبتسم.. و تابع سيره معهم حتى وصلوا إلى أرض واسعة.. وفوجئ بوجود كم هائل من الناس قد يتعدى الخمسين ألفا.. فاندهش وسأل يامن:إيه الناس دي كلها؟ !
فرد يامن:إنهم أهل زيكولا .. جاءوا من مناطقها الكثيرة.. إننا جئنا من منطقة واحدة و باقي الناس جاءوا من المناطق الاخرى..ثم ابتسم فرحا حين اقترب منه شاب آخر.. واحتضنه كثيرا ثم نظر إلى خالد :إنه صديق عمري إياد.. وّأشار إلى خالد محدثا صديقه: إنه خالد.. صديقي الجديد.. و تبدو عليه الشهامة وسيكون صديقك بالطبع..صافح خالد إياد و
قال مبتسما: أيوة.. هنكون أصدقاء لغاية ما أرحل قريبا..
فضحك إياد بصوت عالي : ترحل؟! ثم نظر إلى يامن:صديقك يريد أن يرحل!!..
ًثم ضحك مجددا فغضب خالد من سخريته.. و نظر إلى يامن :هو غريب إني أرحل ولا إيه؟
كاد يامن يجيبه ولكنه أشار إليه أن يصمت بعدما دقت الطبول كثيرا.. وصمت الجميع وصمتت الموسيقى.. بعدها صعد رجل ضخم إلى منصة عالية و بيده سيف طويل.. فأدرك خالد أن الذبح سيتم.. و أن الفتى كان صادقا معه حين أخبره بذلك ثم صعد رجلان قويان يجران رجلا حليق الرأس يبدو عليه المرض رغمشبابه.. والصمت يخيم على الجميع.. بعدها دقت الطبول مرة أخرى فنزل أهل المدينة كلهم على ركبهم عدا خالد.. فجذبه يامن حتى نزل هو الاخر على ركبتيه بجواره هو و إياد.. و نظر إلى المنصة حيث سقط الفقير هو الاخر على ركبيته و يداه مقيدتان بالخلف.. وبعد لحظات وخز السياف ظهره فشهق برأسه فأطاح برقبته.. و تناثرت دماؤه على املنصة.. فصاح أهل المدينة فرحا.. و دقت الموسيقى مرة أخرى.. و بدأوا يرقصون و يمرحون.. وبدأت الالعاب البهلوانية مجددا.. أما خالد فسرت في جسده رعشة مما رآه.. وانتفض قلبه بقوة وتسارعت أنفاسه..وهو ينظر إلى ذلك الجسد المنزوع الرأس.. و جسده يرتعد إنه لم ير مثل ذلك من قبل.. يتحسس وجهه و يسأل نفسه هل يحلم أم أنها حقيقة..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة