-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل الحادي والعشرون

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل الواحد والعشرون برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل العشرون"

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الواحد والعشرون"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل الحادي والعشرون 

جالس على فراشه، ثاني ركبتيه، مستند برأسه على الوسادة، وضام إحدى يديه، وبالأخرى ممسك بهاتفه،
عاقد حاجبيه، وقد تسللت إبتسامة عابثة لتداعب وجهه، برغم حدة نظرات عينيه ...
وبنبرة زادت فيها الثقة بالنفس أردف بـ :
-حتى لو .. حتى لو كنت هديكي الفيديو ؟
سمع صوتها بعد نصف دقيقة صمت، وهي تجيبه بنبرة هادئة جادة :
-والمقابل ؟
إختفت إبتسامته، وإعتدل في جلسته قليلًا قبل أن يردف بغموض :
-ليه متخيلة إني ممكن أطلب مقابل ؟
أجابته بنفس النبرة الهادئة بعد أن وصلته تنهيدتها الحانقة عبز الهاتف :
-والمقابل ؟
-يعجبني ذكائك !
قالها هو ثم زفر بهدوء، وهو ينزل على الأرض، وسار عدة خطوات حتى وقف أمام مكتبه ..
فتح بيده أحد الأدراج وأخرج منها كارت ذاكرة صغير، وأمسكه بيده وظل ينظر له قبل أن يقول بترقب :
-تعتذري !
وصله ردها باردًا، جافًا، مقتضبًا، بـ :
-إنسى ..
ضيق عينيه، وسألها ببطء :
-يعني .. مش عاوزة الفيديو ؟
لم تجبه،
فقط سمع أنفاسها الغاضبة، على خلاف نبرتها الباردة ..
تابع هو بنبرة أكثر هدوءًا، وأقل حدة :
-أنا إديتك الخيار السهل على فكرة !
-بينا على الصعب ..
كان ذاك ردها، دون تردد أو خوف ..
حينها جلس هو على المقعد المجاور له، وأردف بنبرة خبيثة :
-عارفة طبعًا إن السكرتيرة بتاعتي معدتش هتيجي الشركة تاني، عمرك شوفتي شركة من غير سكرتيرة ؟!
صمت حينها، ليصله ردها الموجز :
-والمطلوب !
رفع حاجبه الأيسر، وأراح الأيمن، وقد تبدلت نظراته لتقل حدتها قليلًا وهو يقول :
-أعتقد إنك ذكية مش محتاجة شرح ..
بهدوء، وبساطة، وقليل من الغيظ الذي بدى في نبرتها، قالت :
-إحتفظ بعروضك نفسك، أما أنا هجيب حقها ومن غير الشريط اللي معاك ده ..
كاد هو أن يتحدث، إلا أنه سمع صوت إنهاء المكالمة ...
فظل ينظر للهاتف، لا يصدق نفسه،
فقد فكر أنها قد توافق على العمل لديه، وهو واثق تمام الثقة أنها لم تكُ لتعتذر !
لكنه فكر أنه لربما يستطيع أن ... لا هو لا يدري لما أراد أن تعمل هي لديه، لكنه موقن أنها ليست كغيرها !
فريدة هي كما لم يرى شيئًا فريدًا من قبل !
مختلفة هي ...
مختلفة هي كعصفورة بيضاء وسط آلاف من الغِربان السوداء !
ليس أي عصفورة، بل عصفورة الكناري ..

العجيب أن آخر ما كان يتذكره فيها، جمالها، فقد كانت شخصيتها هي ما يشكلها بالنسبة له، فهو لم يكن من هواة الجمال يومًا حتى ولو ضاها القمر ضياءًا ..
وليس هو من ينجذب إلى رعاع !
وقف حينها، ومشى نحو سريره،..
رمى الهاتف عليه بإهمال واتجه نحو الحمام يحاول التخطيط في حل يجعلها به تحت سلتطه ..!!
فقد إكتفى من مراوغتها له وحان دوره الآن ..

......................

نظرت للهاتف بعد أن أغلقته في وجهه،
هي الآن غـاضبة، غــاضبة، غــــاضبة !
أيستخف بها !
-كائن رزل، غتت، يخربيت كده غتت !
تشنجت قسمات وجهها وأغمضت عينيها من فرط الغيظ وهي تزفر بشدة ..
لقد بذلت مجهودًا ضخمًا من أجل السيطرة على نفسها !
الأمر ليس بالهين، فهو يستخنف بتلك القضية إلى حد لعين، يستخف بحياة إنسانة قد تدمرت وبسببه !
يستخف بها حين يطلب منها أن تعمل معه كبديل عن صديقتها المسكينة !
لتلك الدرجة إختفى قلبه من أحشائه !

ظهر صوتها الغاضب، الساخر :
-آل أعتذر آل !

......................

-يابابا بقولك أختك ماتت، يعني أقل واجب تروح تعزي فيها
قالها هو بإنفعال عبر الهاتف، بينما هو ممسك بمقود السيارة باليد الأخرى ..
جاءه الرد عبر الهاتف بنبرة غاضبة :
-أنا مش عاوز أروح هو غصب عني يعني ! ، أنا مش معتبرها أختي يا براء، هي اللي فرقت بينا وعملت كل ده،
كانت أنانية وبتاعت مصلحتها ونصبت عليا أنا وميادة الله يرحمها وخدت بيت جدك ! ، وفوق كل ده كانت بتسرق فلوس مننا وتستلف ومترجعش !

زفر براء بضيق وهو يتخذ اليمين طريقًا، ثم تابع بنبرة أقل حدة :
-هو كل همك على الفلوس، الفلوس بتروح وتيجي يا بابا، إذكروا محاسن موتاكم مش كده !
أجابه والده بنبرة حزينة :
-يابني طب أعمل إيه لو هي ملهاش محاسن، دا حتى بنتها فضلت تعبانة وشقيانة عشانها وفي الآخر إيه اللي كسبته من وراها ! ، وكمان مش حكاية فلوس يابني، ما هي كانت بتعاملنا وحش، طب فاكر لما أنا كنت عيان جدًا وطلبت منها فلوس عشان أعمل العملية وهي كان معاها ومرضتش تديني ! ، وميادة ربنا يرحمها يارب هي اللي إستلفت و جابتلي الفلوس !

قلت نظراته حدة، وإزداد صوته هدوءًا وهو يقول :
-معاك حق والله، بس .. بس حتى روح تقضية واجب، وفيروز أول ما تخلص هنا هتروح هناك، جويرية قالتلي إنها ناوية تفضل هناك بعد كده ...
رد عليه والده بإستهجان :
-مظنش إنها هتطول إنت عارف هما بيفكروا إزاي هناك !
تنهد براء بضيق وهو يصف السيارة، ثم قال وهو يترجل منها :
-طيب بابا أنا هكلمك كمان شوية لأني مش فاضي الوقت
إستمع هو إلى الجانب الآخر بصمت قبل أن يقول :
-مع السلامة

وضع الهاتف في جيبه قبل أن يردف :
-الحمد لله على كل حال
ثم سار في إتجاه القسم بخطى سريعة ....

بعد ثوان كان أمام باب مكتب ما، فطرق بهدوء عليه ..
حينها وجد من يفتح له فنظ إليه قبل أن يقول :
-أبان فيه إيه ؟
أشار له أبان بيده وهو يردف بجدية :
-إدخل بس الأول ..
دلف براء معه وقد توسط الثالث الأريكة التي في الغرفة،
جلسا هما الإثنان على جانبيه قبل أن يردف هو بثبات :
-موضوع الكشف مش نافع ! ، والدكتورة بتقول إن مفيش حاجة تثبت إن كل ده حصل غصب عنها، وخاصة بعد ما هو غير إفادته وقال إن كل ده بإرادتهم سوا !
جحظت عينا براء ووقف ناظرًا إليه، ثم وبإنفعال شديد قال :
-نعم ! ، إزاي يا معتصم ؟
وقف أبان وسار نحو براء، ثم أمسك كتفه وأردف مهدءًا :
-إحنا إتصرفنا يا براء وجبنا هدومه و...
تابع براء بنبرة أشد غضبًا :
-إزاي أصلا ميكنش فيه إلا دكتورة واحدة، على حد علمي بيكون فيه أكتر من دكتورة شرعية، إتنين ولا حاجة عشان يوصلوا لنتايج صح !
وقف معتصم ودنى منه وهو يرنوه بنظرات هادئة، ثم قال بضيق :
-إحنا معندناش إلا دكتورتين بس، واحدة فيهم آخدة أجازة عشان بتولد ودي التانية، والباقي كلهم دكاترة رجالة وأختك أصرت إنها تبقى ست !
زفر براء ببشم، وقال :
-طب وقدرتم توصلوا لحاجة من الهدوم ؟
هز معتصم رأسه بإتزان عدة مرات، بينما قال أبان على فوره :
-لأ لسا بس إن شاء الله يبان فيها حاجة ...
سألهم براء بنبرة أقل غضبًا :
-طيب المحكمة التأديبية إمت !
أجابه أبان بهدوء :
-بكرة إن شاء الله ..

.....................

كانت واقفة أمامه، تنظر له بهدوء قبل أن تتابع حديثها بروية :
-أكيد هديك الدليل يا زبير بيه، بس آآآ .. كله بتمنه برضوه !
قطب الأخير حاجبيه مستفهمًا ثم نظر لها بضيق وهو يسألها :
-عشرة تكفي يا د. سريانا !
إبتسمت برضى ثم أعطته الحقيبة التي في يدها
وبنبرة هادئة قالت :
-دي كل الهدوم كده ..
أومأ الأخير وهو يستلم الحقيبة منها، ثم أخرج من جيبه ورقة ما ومد يده لها بها قائلًا :
-دا شيك بـ70 ألف جنيه، وباقي المبلغ هيوصلك لما التقرير يوصل للشرطة، وعشان الممرضة اللي كانت معاكي متشغليش بالك أنا سكتها بمبلغ حلو
أومأت رأسها، وهي تنظر له، ثم أردفت بثقة :
-ما تقلقش التقرير اللي انت كتبته هيوصلهم النهاردة
إبتعد زبير عنها قليلًا، ثم أفرغ محتويات الحقيبة على الأرض أمامه قبل أن يخرج قداحته ويشعل النار بتلك الثياب البالية ..
نظرت هي إلى رماد تلك الثياب بهدوء، لن تنكر أنها وللمرة الأولى تتنازل عن شرف مهنتها، وتتقاضى أجرًا من أجل تزوير الحقائق،
لكن كان تفكيرها الوحيد أنها في بلدٍ لا تقدر الصالح من العمل وما تأخذه من أجر لا يكاد يكفيها هي وأسرتها،
فماذا في الأمر لو تقاضت أجرًا من أجل أمر بسيط كهذا !

نظر زبير إلى النيران المتأججة في الثياب، وإعتلت إبتسامته الراضية وجهه ..
لكن بعد ثوان كان قد بان عليه أنه قد تذكر شيئًا ما، فسألها بإتزان وهو ينظر إلى رماد الدليل :
-وعلى كده إنتي واثقة إنهم مايقدروش يجيبو دكتورة تانية غيرك تعمل الفحص !
تنهدت هي بثقة، وتقدمت نحوه حتى وقفت أمامه ثم أردفت بنبرة خبيثة :
-مستحيل، أولًا مفيش غيري بنت هناك، وهم مرضوش إلا بدكتورة مش دكتور، دا غير إن البنت اللي كانت معاها مستحيل تسيبها تعمل الفخص ده تاني، وبفرض إنها عملته أولًا جروحها كانت سطحية جدًا وأنا برجح إنها إختفت، ثانية أصلًا البنت لسا عذراء ! ، وكمان أساسًا المحاكمة بكرة هيلحقوا امت !
-تمام أوي، طب وحكاية الهدوم هتقوليلهم إيه ؟
-لأ سيب دي عليا أنا بقى ..

.................

-يا صهيب بلاش كده خليهم هما يحاكموه وسيبك منه !
قالها ذاك العجوز بنبرة جادة وهو ينظر له بضيق، حينها زفر صهيب الجالس أمامه بنفاذ صبر وأردف بحنق :
-يا رحيل إنت شاغل بالك ليه ؟
أجابه هو بنبرة غاضبة، ونظرات مشتعلة :
-عشان هي صعبت عليا، و عشان حرام يحصلها كل ده لازم هي تاخد حقها بنفسها !
هدأ صهيب من حدة نبرته تمامًا وهو يقول :
-رحيل إطلع إنت من كل ده وسيبني أنا أشوف شغلي وآآآ
كاد هو أن يتابع إلا أنه سمع صوت جرس الباب، فوقف وسار نحو الباب بخطى هادئة، وترك رحيل يشتعل منه، فهو قد إستغل الفرصة للفكاك منه ...
فجلس على الأريكة وهو يزفر بشدة

كادت إحدى الخادمات أن تفتح إلا أنه أشار لها قائلًا بجدية :
-أنا هفتح روحي إنتي
وبالفعل تركته هي وذهبت مسرعة، أما هو فذهب ناحية الباب، وحين فتح الباب قال بهدوء :
-إدخل يا عقاب
دلف الأخير واضعًا إحدى يديه في جيبه، وباليد الأخرى ممسك بملف أبيض صغير ..

حين أدخله صهيب وإستقرا هما على الأريكة مد يده له بالملف وهو يقول ببساطة :
-الملف ده فيه كل حاجة عنها، وبالمبسط كدة هي مش متجوزة !
عقد حاجباه، ثم ضيق عيناه بحيرة وهو يسأله بهدوء :
-ومين براء ده، أخوها ؟
أجابه عقاب بنبرة طبيعية :
-لأ معندهاش إخوات إلا أخت واحدة وماتت
-طب أومال مين براء ده !
-إنت شاغل دماغك بيهم ليه ؟
طالعه صهيب بنظرات غاضبة، ثم نهض فجأة وهو يقول :
-أنا غلطان أصلًا عشان طلبت منك تساعدني !
وقف عقاب أمامه، ورناه بنظرا هادئة، ثم وضع يده على كتف صهيب وهو مردفًا بحدية :
-خلاص يا صهيب مش هسأل تاني، بس أنا مش عاوزك تفكر فيها كتير عشان آخرة التفكير الكتير في بنت مش بتنتهي إلا بحالة واحدة
لم تقل نظراته غضبًا ولا نبرته حدة حين قال :
-مش أنا اللي يتخاف عليا إنت عارفني كويس !
أومأ عقاب رأسه باسمًا وهو يتابع :
-ما أنا لو مش عارفك كويس مكنتش هستغرب إنك بتدور في ملف بنت !
أراد أن يخرجه من إطار الموضوع، فسأله بهدوء :
-عملت إيه مع القضاه !
إبتسم له الأخير بثقة، وأردف بترقب قائلًا :
-كله تمام، والمحامي إتخلص من آخر أثر للدليل والدكتورة هتشهد في صفنا ...

..................

كانت ما تزال قابعة في غرفتها، ممسكة بإحدى الكتب، تحاول المذاكرة قدر إستطاعتها ..
لكن المشكلة أنها كلما حاولت التركيز أكثر، تذكرته أكثر ...
وتذكرت عرضه ..
غدًا هو اليوم الأخير لتلك القضية، وأخيرًا لن تراه مجددًا، لكن ماذا لو إستطاع إخفاء جميع الأدلة التي تعبت لجمعها !
ماذا لو إستطاع تعطيلها !
أستوافق هي على عرضه المبتذل !
المشكلة أنها لا تضمن نفسها أبدًا فإذا حدث أي خطأ غدًا لا تعلم ما رد فعلها تجاهه،
أي أن غدًا هو اليوم الفاصل الذي سوف يحدد إذا ما كانت تستطيع الإختفاء من حياة ذاك الوغد أم لا ...

زفرت بإرهاق من كثرة التفكير وتركت الكتاب من يدها، فهي لن تفهم حرفًا بتلك الطريقة على أي حال !
نزلت من على فراشها وخطت للخارج بعد أن فتحت الباب فقد ملت،
ظلت تبحث بعينها عنه فلم تجده، ففتحت غرفة والدها وأيضًا لم تجده ..
لكنها تذكرت والدها، بين أشيائه، وغرفته، وأدواته ..
دلفت إلى الغرفة وظلت ترنوها بحزن، فكم تحتاجه الآن، تحتاج أن يكون معها في ذلك الوقت بالذات،
لذلك لم تفكر مرتين قبل أن تقرر الذهاب إليه، وبالفعل ذهبت إلى غرفتها في توها، وبدأت تبدل ثيابها ...

...............

ومساءًا ..
كان ثلاثتهم جالسين في أنحاء الغرفة متفرقين،
كلٌ منهم يفكر لما لم تأتي تلك الطبيبة بعد، زفر أحدهم بنفاذ صبر، ثم وقف ناظرًا لهم جميعًا قبل أن يردف بحسم :
-لأ مش معقول كده المفروض كانت تيجي من بدري أو حتى ترد علينا !
قام آخر من على مقعده وقال بغضب :
-معاك حق يا معتصم إحنا بنتصل بيها من الصبح و..
قاطعهم ثالث بضيق :
-أنا مش فاهم يا أبان إنتم إزاي تسمحولها تاخد الديل وتمشي بيه
نظرا له سويًا ثم نظر معتصم لأبان بعتاب وهو يردف :
-أنا قولتله بلاش وهو مسمعش كلامي
رد عليه أبان محاولًا تبرير موقفه :
-بس إنا معرفش أنها هتتأخر كده، وهي قالت إن في بيتها فيه مختبر وعندها إمكانيات أحسن من هنا، وكمان دي أحسن دكتورة عندنا والكل بيثق فيها جدًا وملهاش في اللف والدوران !
إقترب منهم براء وهو يقول بهدوء :
-خلاص إهدوا هي هتيجي إن شاء الله و آآآ
قاطعه صوت طرق الباب، فأسرعت أعين ثلاثتهم ناظرة للباب، بينما أردف أبان بسرعة :
-إدخل
فتحت هي الباب ودلفت منه، فصدم الجميع فقد كانت كما يلي ..
حول رأسها ضماد، وحول معصمها كذلك، بينما بدت أعينها كمن جفت توًا من البكاء وتستعد للمزيد ..
أسرع براء بسؤالها بقلق :
-إيه اللي حصلك ؟
تقدمت هي بصعوبة نحوهم مترنحةً في مشيتها فنظر لها الجميع ما بين الدهشة والحيرة
حينها نطقت هي بحزن :
-أنا كنت مروحة البيت الصبح عشان أفحص الهدوم وكنت حطاها في شنطتي في كيسة، وبعدين وأنا ماشية اجى واحد حرامي بموتيسكل خطف مني شنطتي بالدليل بموبايلي وفلوسي وكله، وهو بيحاو يشدها أنا وقعت على الأرض جامد بس على راسي، و...
-أقدر أقول إن الدليل إختفى ؟
صاح بها معتصم، فسقطت دموعها وطأطأت رأسها ولم تجبه
ذهب أبان أمامه وقال وهو ينظر لها بشفقة :
-إهدى شوية عليها يا معتصم إنت مش شايف هي عاملة إزاي ؟
أما براء فقد وقف صامتًا مصدومًا لا يدري ما عليه فعله !
نظر معتصب لأبان بغضب وقال :
-طب نعمل إيه الوقت طيب، ده كان دليل قوي وباقي الأدلة ضعيفة، وبكرة المحاكمة !
حاول أبان تهدأته، فهو يعلم أنه يغضب بسرعة، وغضبه قد يجعله يفعل ما لا يحمد عقباه، فتابع قائلًا بروية :
-طب إهدى العصبية دي مش هتفيدنا الوقت لازم نفكر بهدوء هنعمل إيه
ثم نظر إلى الطبيبة وسألها بضيق :
-يعني أفهم من كده إننا ناخد التقرير القديم اللي بيبين إن مفيش أي جريمة !
أومأت رأسها بسرعة وهي تمسح دموعها، ثم وقفت قائلة ببساطة :
-أنا إتعاطفت معاها جدًا بس دا ميخلنيش أشهد زور أنا جبتلك التقرير صحيح تمامًا وعاوزة أقول لحضرتك إن فيه 60% من جرايم الإغتصاب بتتم دون خدوش أو أي آثار، او يمكن لأنها إتأخرت شوية جروها تبقى نضبت،
بس ده مينفعش يبقى دليل كافي عشان نثبت أنها جريمة ومش بموافقتها ..
إقترب منها معتصم بسرعة وكاد أن يضربها إلا أن أبان أوقفه وانضم له براء وصاح بها هو :
-خلاص إمشي إنتي من هنا يلا
أومأت الطبيبة سريانا برأسها وغادرت في الحال
وتركه حينها الإثنان حين صرخ براء به بإشتعال :
-إنت هتضربها ولا إيه يا معتصم دي مش أخلاقنا !
أشاح الأخير بوجهه وهو يردف بحنق :
-نرفزتني يا براء
ثم نظر له متابعًا :
-كان نفسي نجيب دليل قوي كنت عاوز أساعدك !
وضع براء يده على كتفه وأردف بإمتنان :
-إنتم ساعدتوني جدًا وبعدين كفاية إنكم واقفين جنبي !
تركه معتصم وجلس على المقعد المجاور ولم يتكلم، بينما جلس براء على مقعد آخر واضعًا يده الإثنتان خلف رأسه ومستند بكوعي يده على قدمه، يحاول التفكير في القادم ...
وبجانبهما وقف أبان يرقبهما بحزن ..
فجأة سأل براء :
-هو مش المفروض المحاكمة تكون بعد ما نخلص كل الدلائل يعني المفروض متكونش بكرة !
رد عليه معتصم بصوت هالي من الأمل :
-ما إحنا كنا المفروض بعد ما الدكتورة تعمل التقرير تكون الأدلة إتجمعت وإنت لما قولتلنا إنها هتيجي تعمل الفحص إحنا إستعجلنا في طلب المحاكمة عشان كنا عاوزين المحاكمة تتم بسرعة ..
زفر الأخير بضيق، ولم يعلم ما عليه فعله ...

......................

في صباح اليوم التالي ...
في الشارع، وبالتحديد أمام قاعة المحكمة ...

وصل جميع من لهم صلة بالقضية أمام القاعة،
كان وجه جويرية حزينًا يوحي بأنها قد علمت ما حدث أمس، بينما كان وجه فيروز أكثر منها شحوبًا .. وكان سهيل قد أمسك بيدها مؤخرًا ليطمئنها ..
ولم يكُ وجه براء سعيدًا هو الآخر،
وعلى الجانب المقابل وقف صهيب وبجانبه عقاب،
وقد إهتم صهيب كثيرًا برؤية تعابير وجهها الحزينة، وكأنها هي الأمل لنجاحه !

كانت شاردة الزهن تفكر فيما ستفعله، ولم تنتبه أنهم جميعًا سبقوها إلى الداخل ..
لكن بحق الله هذا كثير، لقد بذلت ما لم تبذله يومًا من جهد وتفكير في تلك القضية، وفي النهاية يحرر المجرم !

-مش عاوزة تغيري رأيك !
أخرجها صوته من دوامةرأفكارها فنظرت له بضيق وذهبت ..
هز هو كتفه غير آبه وهو يردف لنفسه بثقة :
-أول ما هتبدأي تفقدي الأمل هتلجأيلي صدقيني، ودا اللي أنا إتأكدت منه، إنك هتفقدي الأمل خالص !
وبهدوء وضع يديه في جيبه، وسار بخطوات ثابتة نحو الداخل ..

في داخل المحكمة جلست هي على المقعد الأمامي الخاص بالشهود،
وبجانبها جلست فيروز وقد جلس سهيل بجانبها،
حين إلتقت عينا فيروز بعينا بيجاد المسجون أمامها تذكرت كل ما حدث، وكأنه شريط يعاد تشغيله برؤياه،
وبدأت دموعها تتساقط من عينها، أما أخوها فقد ظل يرمقه بنظرات المتوعد، ويحاول تهدأة أخته المسكينة بإمساكه يديها ..

بينما جلس هو على الجانب الآخر مستمر بالنظر لها، حتى وإلم تهتم !

وبجانبه جلس صديقه، كان يريد عقاب أن يرى تلك الفتاة صاحبة كل تلك الجلبة لذلك حين جلس إهتم بالنظر في أوجه الحاضرين ..
وحين رآى تلك الفتاة التي ينظر لها صهيب تأكد أن من تجلس بجانبها هي من يبحث هو عنها،
لا لشيء فقط كان فضوله هو ما يدفعه للنظر ...

-محكمة !
صاح بها القاضي ليصمت الجميع، وبالفعل صمت الجميع وإبتدت الجلسة ..
كان براء واقفًا في مكانه المخصص للمحاماة، وحين طلب منه القاضي البدء وقف ممسكًا بالأوراق في يده وبدأ :
-سيادتكم، نحن اليوم نتحدث عن جريمة شنعاء، تحدث في مجتمعنا، وأصبح الأمر أقرب للندر إذا ما أخذت الفتاة حقها ..
سيادتكم، موكلتي تم الإعتداء عليها بصورة وحشية، لا يرتكبها بشري على الإطلاق، موكلتي تعرضت للظلم وأنا أرجو من سيادتكم أن تتأنو قبل إتخاذ القرار !
نظر القاضي في الأوراق أمامه بهدوء، ثم أعاد النظر إلى براء قائلًا :
-هل لديك دليل على اتهامك له !
أومأ رأسه، وهم بتشغيل المقطع الصوتي بعد أن أردف :
-هذا هو
ثم ذهب عند القاضي وأسمعه إياه
وبعدها عاد مرة أخرى للمكان الواقف هر فيه، وإستطرد حديثه بنبرة هادئة :
-سيدي القاضي، حضرات اللجنة المحنكين، هذا هو المجرم الذي أخذها عنوة، هذا هو المجرم الذي قضى على حياتها وهي لا تزال على قيدها !
لماذا علينا أن نحملها كامل المسؤلية متجاهلين ما فعله هو بها !
هل لأنها هي الفتاة يجب أن نتركها تـ ..
قاطعه القاضي ببشم وهو ينظر في ساعته :
-عندك شهود ؟
أردف براء بنبرة حادة حينها :
-نعم سيدي، أستدعي الشاهدة الأولى والتي هي صاحبة القضية، فيروز

ضغط صهيب على يدها برفق وهو يقول لها :
-متخافيش قولي كل حاجة وأنا معاكي
أومأت رأسها ثم ذهبت

حينها سألها هو بنبرة هادئة :
-هل لك أن تقصي علينا ما حدث
أومأت رأسها ومسحت دموعها المتناشرة على وجهها وهي تقول :
-أنا كنت خلاص هقوم أروح فجأة لقيته بيفتح الباب، الأول راح مكتب صهيب باشا، ولما ملقاهوش إجى عندي وسألني، قومت قولتله إنه مشى، فقام إتنرفز عليا وبعدها ...
لم تسيطر هي على دموعها حينها، فأخرج براء منديلًا من جيبه وأعطاه لها قائلًا بخفوت :
-خدي دا ولو حاجة هتجرحك ماتحكهاش ..
أخذت منه المنديل، ومسحت دموعها به وإتطردت حديثها بنبرة حادة :
-هو أخدني على المكتب بتاعه، و ..
قاطعها القاضي بإستنكار :
-طب مصوتيش ليه ؟
نظرت له بضيق وقالت :
-أنا صوت، وكتير كمان وهو كتم بوقي بعدها، وحتى لو كنت صوت وعملت إيه كلهم كانو مشيو وقتها، وأنا عشان السكرتيرة المفروض أفضل لوقت متأخر
شعر براء أنها إستنفذت قواها، وفي ذات الوقت خطر له أن ينظر إلى جويرية، وكما توقع فقد كانت عيناها كشعلتين من النار ...
حينها نظر لها بهدوء وقال :
-شكرًا لكي يمكنكي أن تنصرفي الآن
أومأت رأسها وذهبت، فهي لن تتحمل المزيد على أية حال ..
نظر براء للقاضي، ثم أردف بهدوء :
-هي تقول أنه كمم فاها وهذا طبيعي في تلك الحالة، ثم أن الجريمة قد تمت في قبل منصف الليل بنف ساعة ومن المؤكد أنها لم تجد من يساعدها !
الشاهد الثانية جويرية عبد القدوس

حين وقفت هي على المنصة وبدأت تدلي بشهادتها كان هو ناظرًا إليها، هو يعلم أن موقفهم ضعيف وعلاوة على ذلك فقد رشى القاضي بمبلغ جيد، أي ليس لديهم أي فرصة !
لن ينكر أنه يريده أن يعاقب، ويحكم عليه بالسجن حتى ولو لمدى الحياة لكن صمودها أمامه يجعله يقف ضد رغبته ..
رآها تعود من جديد إلى مقعدها، ورآى نظرات الكره في عينيها نحو بيجاد،
رآى بعدها براء يجلس بعد أن قال كلمته الأخيرة ..
الآن حان دورهم هم ..

وقف زبير وبدأ يتحدث بهدوء :
-سيدي أطلب من عدالتكم أن تحكم، فإن كانت تلك القضية كما يدعون لما لم يبين الطب الشرعي ذلك ؟
لما لم يوضح التقرير أي شيء بل أنه أكد أن كل ما حدث كان برضى الطرفين !
وحين ذهبت الآنسة جويرية لتسأله أراد هو أن يخفي ما فعلته هي بطلب منها، ولأنه خاف على سمعتها تمادت هي وإتهمته بالإعتداء عليها !
إقترب زبير من القاضي ووضع أمامه ملفًا ما ومن ثم ذهب إلى مكانه وهو يردف :
-وهذا هو التقرير الطبي سواء الناتج عن فحص موكلي أو المدعية ...

وفي الجانب الآخر جلست فيروز تراقب حقها وهو يضيع، أما سهيل فلم يبدُ عليه أنه ينتظر شيئًا من تلك المحاكمة، بل على العكس همس لأخته :
-لو كنت أعرف كل ده مكنتش عرضتك للمحكمة دي وهجيبلك أنا حقك بنفسي
نظرت له أخته بحزن ولم تعقب ..
بينما جلست جويرية بجانبها تراقب ما يحدث بهدوء وحزن، مع محاولتها المستميتة لإدعاء الصلابة والتماسك ..
لكن كل شيء تعبت من أجله ينهار، تلك القضية ستأخذ مجراها ضدهم إلم تتصرف !
وفي ذات التوقيت وجدت هاتفها يصدر يهتز في يدها، نظرت هي له فوجدت رسالة من نصها "نفسي أشوف شكلك أوي لما تخسري القضية" ..!
نظر هي له حينها بغضب، فإبتسم هو مبادلًا إياها
زفرت بضيق وهي تكتب له "المطلوب" ..!
إتسعت إبتسامته حين رآها تستسلم أخيرًا، فكتب لها "محتاجك كسكرتيرة"
لم تنظر له تلك المرة وإكتفت بكتابة "موافقة"
حين رآى هو رسالتها لم يتردد في إرسال الفيديو إليها، فهو واثق أنها ليست تلك التي تخلف بعهودها ومهما حدث ...
حين إستلمت هي الفيديو أسرعت تقول بنبرة عالية :
-لو سمحتم أنا عندي كلمة أقولها
نظر لها زبير بضجر ثم قال :
-آه إتفضلي !
وبالفعل تفضلت هي نحوهم، وسط ذهول الجميع عدا المبتسم هناك في نصف القاعة .. وكأنه حصل على غنيمة ما
حينما وقفت أمام القضاي أردفت بهدوء :
-لو سمحت أنا عاوزة حضرتك تشوف الفيديو ده
حينها إتسعت عينا بيجاد في ذعر فقد توقع أن يكون صهيب قد أعطاها الفيديو ! ، فهو يعلم أنه متناقد التصرفات !

أما فيروز فكانت تنظر لها لا تفهم شيئًا، في حين أن سهيل قد ذهل من وقوفها الفاجئ هذا !

نظر القاضي لذاك الفيديو نظرة تفحص، ولن ينكر أن ما فيه شنيع جدًا، وحتى مع إرتشائه لن يتمكن من التغاضي عن ذاك الدليل فحينها قد تريه للجميع وتتشوه سمعته !
لذلك أومأ القاضي رأسه وهو يغلق الفيديو ويقول :
-هذا الدليل يثبت أنه لم يكن برضاها و ...

نظر عقاب له بدهشة فلم يعلم كيف وصلها الفيديو، لكن الغريب أن الجالس بجانبه كان مبتسمًا !
ولم يستشط غضبًا كما توقع ...

-بس أنا كنت شارب مخدرات وقتها، ومكنتش واعي
قالها بيجاد بإرتباك فجاة حين وجد أن الدليل الجديد يستطيع سجنه ببساطة ...
إختلفت نظرات الجميع له بين نظرات الغضب، الدهشة، الحيرة، الضيق، والكره ...
والهدوء ..
حينها سأله براء بغضب :
-يعني إنت بتعترف بجريمتك !
زفر بيجاد بإرتباك، وزاغت نظراته وهو يقول :
-آه بس أنا كنت شارب
-يعني إنت إرتكبت الجريمة وكمان كدبت وزورت الحقائق ؟
لم يجبه بيجاد فقد أدرك أنه سيستغل كل كلمة ينطق هو بها ضده ..

جدد الأمل عند فيروز من جديد حين وجدت الكفة تميل إلى جانبها ..

وظل صهيب يراقب كل ما يحدث بهدوء، هو الآن قد نال ما أراد، وحتى لكنه تذكر أنه رشى القاضي وبالتأكيد سيؤثر هذا على قراره النهائي و..
وقبل أن يتابع تفكير قاطعه صوت القاضي قائلًا :
-ويحكم عليك بالسجن خمس سنوات

صمت ... صمت ... صمت ...
فقط خمس سنوات على تدمير حياة إنسانة كل ذنبها وجود وحوش على هيأة بشر !
فقط خمس سنوات على إجهاض براءتها !
فقط خمس سنوات على قتل بسمتها، جعلها روح بلا حياة، لماذا ؟
ماذا فقلت هي لتستحق كل هذا ...
كادت جويرية أن تعترض، لكنها سمعت صوت القاضي يقول :
-رفعت القضية
وذهب، بهدوء، وكأن ما فعله بسيط ...

على الجانب الآخر إشتعلت عينا سهيل، خمس سنوات !
حسنًا لنرى إذًا أي خمس سنوات سيعيشها هذا المعتوه ...
لقد توعد له وإنتهى الأمر
من الغباء أن نلجأ للقانون في حل مشاكلنا، فنحن نجيد إستخدام يدنا أيضًا !
نظر لأخته التي رضيت بالحكم، خمس سنوات أفضل من لا شيء عندها .....
وحينها وضع يده خلف ظهرها وقال لها بضيق :
-مش ده حقك يا فيروز وأنا لسا عند وعدي هجيبلك حقك صح
نظرت له بهدوء وقالت بنبرة راضية :
-خلاص يا سهيل الحمد لله انه اتحكم عليه و..
-لأ يا حبيبتي لو هو دمرلك حياتك ميستحقش إن إحنا ندمرله حياته !

مشت جويرية خارج القاعة حزينة، كانت تتمنى أن ينفذ فيه حكم عادل،
كانت تريد أن تسترد لها حقها بالكامل !
لكن أملها قد إنتهى الآن ...
-مش قولت أنا، كان أحسن لو عاقبته بنفسي
إنتبهت له فنظرت له بهدوء، لا بغضب كما إعتقد، ولم تعقب
حينها تابع هو ببرود :
-لسا على وعدنا !
أجابته بهدوء وهي تشيح وجهها عنه :
-أنا مبخلفش بوعودي !
إبتسم بإعجاب بحصافتها في الرد، وأردف متابعًا :
-عظيم، بكرة الساعة 8 تبقي عندي في الشركة وآآآ

-إبعد عنها
قاطعه صوت براء الغاضب، فنظر له صهيب بهدوء مستفز وسأله :
-ودا بصفتك إيه ؟
إقترب منه براء، فذهبت جويرية ووقفت أمامه قائلة بضيق :
-لو سمحتم ممكن متتشاكلوش النهاردة
نظر لها براء بضيق وكاد أن يتحدث إلا أنه سمع صهيب يتابع ببرود شديد :
-على حد علمي إنها بتسمح لأي حد يمسك إيدها، أو يبوس راسها و...
نظر له براء وكاد أن يذهب ليضربه فكيف له أن يتحدث عنها بتلك الطريقة !
حينها أوقفته جويرية وهي تتحلى هي الأخرى بهدوء شديد لم تعلم هي من أين جاء، وكادت أن تتحدث لكن صهيب لم يترك لها الفرصة وتابع :
-مش كده يا براء ؟
حينها رد عليه براء بعد أن أفلت من جويرية بنبرة منفعلة :
-أنا أخوها يا غبي ......!!!

.............................................!!!!!!

يتبع ....

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة