-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصص الصحابه | عثمان بن عفان 21


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
نكمل سويا مقالاتنا في قصص الصحابه عن حياة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه نكتب في شجاعته رضي الله عنه 
قصص الصحابه  | عثمان بن عفانه 21

قصص الصحابه  | عثمان بن عفان 21



شجاعته رضي الله عنه :

يعد عثمان 
 رضي الله عنه من الشجعان، والدليل على ذلك: 

خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله صل الله عليه وسلم، وإذا اتهم بتخلفه عن بدر فقد سبق أن قلنا إن ذلك كان بأمر من رسول الله 
صل الله عليه وسلم، ثم عده رسول الله صل الله عليه وسلم من الذين شهدوها وأعطاه سهمه منها، ونال أجره إن شاء الله، وليس بعد كلام رسول الله صل الله عليه وسلم كلام. 

سفارة رسول الله 
صل الله عليه وسلم له إلى قريش في الحديبية: 

امتثل عثمان رضي الله عنه  -كما مر معنا- لطلب الرسول 
صل الله عليه وسلم وذهب إلى قريش وهو يعرف ما أقدم عليه، غير أن رجولته وبطولته قد أبتا عليه إلا الامتثال والطاعة. 

إن من يقبل السفارة في مثل تلك الظروف لشجاع عظيم، وبطل من الأبطال النوادر، صحيح أنها أمر من رسول الله 
صل الله عليه وسلم ولكنها في الوقت نفسه شجاعة لا يمكن أن يقبل بها جبان أو رجل عادي. 

الفداء بالنفس:

عندما حوصر رضي الله عنه  في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم، فأصر على موقفه مضحيا بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة، ويصبح ذلك قاعدة.

فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق، ولن يقف هذا الموقف رجل جبان أو محب للدنيا أبدا، فالحياة عند هؤلاء الجبناء أفضل من المكانة ومن الدنيا كلها،

 ولكن هذا الإصرار العجيب والعزيمة النافذة، والشجاعة الفائقة من عثمان رضي الله عنه  ثمرة إيمان قوي بالله
-عز وجل- واليوم الآخر وقر في قلبه، وجعله يستهين بكل شيء في هذه الحياة حتى بالحياة نفسها.
الجهاد بالمال:

إن الجهاد بالنفس اقترن مع الجهاد بالمال، وربما قدم عليه، قال تعالى: 

لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" [النساء: 95].

وهناك آيات كثيرة تقرن المال بالنفس، وإن الذي ينفق المال في سبيل الله بسخاء إنما هو مجاهد وشجاع، وقد أنفق عثمان رضي الله عنه  الكثير حتى قال رسول الله 
صل الله عليه وسلم
«ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» مرتين. 

لقد كان عثمان رضي الله عنه  شجاعا لا يهاب الموت، جريئا يواجه الباطل في تحدٍّ سافر، حليما لا يجهله حمق الحمقى.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة