-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل العشرون )

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل العشرون من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل التاسع عشر )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل العشرون )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل العشرون )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل العشرون )

أشرقت شمس يوم الجمعة تتسلل بأشعتها الذهبية بين النوافذ والجدران مقتحمةً الابواب المغلقة لترى ما لا نستطيع أن نراه ثم تنسحب بهدوء بعد أن قد حملت بين طياتها الكثير والكثير ولكنها لن تفشى الاسرار فهى ليست من بنى البشر ..
فتح فارس عينيه قليلاً ووضع يديه عليها ليحميها من اشعة الشمس فلقد غفى قليلاً على مقعده فى الشرفة المطلة على البحر ..نظر حوله وهو يدعو الله أن يكون ما حدث ليلة الامس كان حلماً مفزعاً فقط ولكن وضعه وغفوته أنبأته أنه كان حقيقةً بائسةً فلما نظلم الاحلام معنا دائماً ..
أعتدل وهو يشعر بألم فى كل خلجة من خلجاته .. مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك ..  نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم انها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى..
نهض متثاقلاً وبصعوبة توجه إلى الحمام وتوضأ خرج من الحمام لتقع عينيه على حقيبته التى مازالت أمام باب الشقة ..
شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل ففعل ثم تذكر جرأتها الشديدة فهى التى تقدمت إليه حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجيه ولم تنتظره حتى يُدخل حقيبته هو الاخر ليبدل ملابسه...
تملكه شعور الدهشه والاستغراب وهو يتذكر افعالها ..كيف تكون مرت بما مرت به وتفعل هذا دون خوف مما ينتظرها ..كان من الاولى أن تتمنع وتطلب منه أن يمنحها بعض الوقت ..إن كانت كاذبه كانت ستفعل ذلك وإن كانت صادقه فيما قالت أيضا كانت ستفعل ذلك ثم تُخبره بالحقيقة وبما حدث لها دون ارادتها ..
فهى تعلم أخلاقه وأنه لن يظلمها ...أم كانت تتصور لانه عديم الخبره أنه لن يكتشف الامر وستسطيع أن تنهى الموقف لصالحها ودون أن ينتبه ...
دارت كل تلك التساؤلات فى عقله وقلبه فى لحظة واحدة وهو مازال مصوب عينيه لحقيبته القابعه مكانها من ليلة أمس..هز رأسه بقوة ينفض عنه كل تلك الافكار التى مازالت به لا تفارقه لحظة واحدة لتشعل النار بقلبه من جديد ...
عاد إلى الحمام ليتوضا مرة اخرى ليطفأ ما نشب فى صدره من غل وكره وشعور قوى بالانتقام وما تبعه من وسوسة الشيطان بان يثار لشرفه ويقتلها لتهدأ رجولته قليلاً لما فعلته به ..توضا وعاد وقطرات المياه تتساقط من يديه وخصلات شعره التى تناثرت على جبينه ...
أخذ حقيبته ووضعها على الاريكة وأخرج منها جلباب الصلاة ..أرتداه فى سرعة وأخذ هاتفه ومفاتيحه وخرج ليلحق بصلاة الجمعة...
أنتهى من صلاته وتناول مصحف من مصاحف التفسير الميسر المرصوصة جنباً إلى جنب على أحد الأرفف وقبع بالمسجد يقرأ فى كتاب الله لعله يجد المرشد له فيما وقع فيه وهو يشعر أن سنوات عمره مضت هباءاً منثورا مع تلك المرأة التى أحبها وخانته ولكن مع الاسف ليس لديه دليلاً على خيانتها ويخاف أن تكون تعرضت فعلا للأغتصاب فيكون بذلك قد ظلمها وحاكمها بما ليس لها فيه شىء...
و وسط مشاعره المتلاطمة وقعت عيناه على الاية الكريمة فى سورة النور :
-   (  وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ   ( لا يعلم لماذا شعر أنها رسالة من الله عزوجل إليه يلهمه فيها بالصواب ويرشده إلى الطريق ..جرى بعينيه على سطور التفسير فى عجلة حتى وجدها..
لقد نزلت الاية الكريمة فى الصحابى الجليل ابو بكرالصديق  !!! نعم نزلت فى هذا الرجل المعطاء الذى كان ينفق على الكثير من الناس ..حدق فارس فى التفسير جيداً يحاول فهم سبب النزول فعلم ان رجلاً كان ممن ينفق عليهم أبى بكر الصديق يدعى مسطح ..تكلم فى عرض أبنته عائشة رضى الله عنها فغضب ابى بكر وقرر قطع ما كان ينفقه على هذا الرجل جزاء بما تكلم به من كذب وبهتان فى عرض أبنته ..فنزلت هذه الاية الكريمة فعفا عنه أبى بكر رضى الله عنه و قال  والله أنى أحب أن يغفر الله لى ويعفوا عنى وأعاد ما كان ينفقه عليه مرة أخرى...
أغمض فارس عينيه بقوة يحاول السيطرة على مشاعره المكلومة وقلبه المذبوح حاول أن يرتقى بنفسه وبصبره إلى اقصى درجة ..وتذكر وقتها ايام خطبته بدنيا وتذكر أنه علم الحلال والحرام ورغم ذلك استمرا في الحرام سنه كاملة وظل يغضب ربه من أجلها فجعلها الله عزوجل هى من تشق قلبه وتذبحه فكانت هذه النهاية الحتمية ..
إذن فهو أحد المسؤلين عن ما يحدث له معها اليوم فلماذا يحاسبها وحدها لماذا لا يعاقب نفسه ايضاً وهل سيختار عقاباً رادعاً لنفسه أكثر منها ؟!! ....
خرج من المسجد وقد حسم أمره تماماً وأتضحت الرؤية أمام عينيه  وأتخذ قراراً نهائياً بشأنها ..عبر الطريق ووقف ينظر لمياه البحر فى شرود ..شرد ذهنه بعيداً تماماً عن دنيا..فوجد نفسه كالمسحور يخرج هاتفه ويتصل بوالدته التى تعجبت وأصابتها الدهشة عندما سمعت صوته فى الطرف الاخر وهويقول :
- السلام عليكم أزيك يا ماما عامله ايه
ردت باستغراب:
- الحمد لله يابنى أنا كويسه ..أنت أزيك ؟!!
هز رأسه وكأنها تراه وهو يقول بشرود :
- الحمد لله
صمت وصمتت قليلاً ثم قالت على أستحياء:
- خير يابنى فى حاجه ولا ايه
تردد قليلاً ثم قال :
- ابداً يا ماما مفيش أنا بس كنت بطمن عليكى
ابتسمت ابتسامة صغيرة وساورها الشك فى طريقة حديثه فقالت:
- غريبة يعنى المفروض أنى مجيش على بالك النهارده خالص
حاول أن يتصنع المرح وهو يقول:
- ازاى بس يا ست الكل هو أنا اقدر أستغنى عنك ابداً
صمت وصمتت مرة أخرى ولكنه هو الذى قطع الصمت هذه المرة وقال بارتباك:
- متعرفيش يا ماما مُهره عامله ايه النهارده
أتسعت عيناها بعض الشىء وهى تقول بدهشة كبيرة:
- مُهرة  ..!!! ..أنت سايب عروستك علشان تسأل على مُهره !!
أرتبك أكثر وقال بتلعثم :
- وفيها أيه يا ماما ..مش أنا أمبارح سايبها وهى تعبانه ايه المشكله أنى أطمن عليها دلوقتى
ضيقت عينيها قليلاً وهى تقول بأرتياب:
- هى مراتك فين يا فارس ؟
شعر بغصة فى حلقة ومرارة على لسانه وهو يقول بصوت مخنوق:
- فى البيت..انا نزلت اصلى الجمعه ولسه مطلعتش
عقدت جابيها وهى تقول:
- كل ده يا فارس بتصلى الجمعه ...ده العصر قرب يابنى
سعى فارس إلى تغيير مجرى الحديث وعاد إلى سؤاله مرة أخرى وقال:
- مقولتليش يا ماما مُهره عامله ايه دلوقتى
تنهدت فى عدم أرتياح ثم قالت:
- كويسه يابنى لسه نازله من عندها من شويه وكانت كويسه
شعر أنه لن يأخذ منها أكثر من هذا وأنها مرتابه من سؤاله عنها من البداية فقرر أن يكتفى بما حصل عليه من معلومات وأنهى المكالمة مع والدته ولكن قلبه لم يكن مطمئناً ابداً هناك شىء يخبره أنها ليست على ما يرام ..
بحث فى هاتفه على رقم بلال ووجده وأتصل به ..لم يكن بلال أقل دهشة من والدته فى أتصال فارس به وسؤاله عن مُهره ولكنه أجاب:
- أنا عندها دلوقتى
ابتلع فارس ريقة من المفاجأة وقال بلهفة:
- بجد يا بلال طب ليه هى تعبت تانى ولا ايه
رفع بلال حاجبيه وهو يقول :
- لا ابداً فى دكتور صاحبى جبته يشوفها ..والدتها أتصلت بينا وقالت مبتكلمش ومبتردش على حد ومبتاكلش وبتعيط على طول ..طبعاً أنت عارف ان ده مش تخصصى
خفق قلب فارس بقوة وهو يجلس على أحد الصخور وقال :
- الدكتور قال أيه
بلال :
- لسه خارج اهو اقفل وانا هبقى أكلمك
هتف فارس بسرعه :
- لالا متقفلش خالينى على الخط وقولى قالك ايه
نظر بلال إلى الهاتف بدهشة ثم أنزله للاسفل وهو يتحدث للطبيب الذى قال :
- متقلقوش يا جماعه دى حالة من حالات الاكتئاب البسيط وان شاء الله هتعدى مع الوقت بسرعه ..
ثم نظر الطبيب إلى الجميع وهو يقول:
- هو فى حد زعلها ؟
قالت أم يحيى سريعاً :
- هى بقالها كام يوم كده مش عارفه مالها أكلها قليل ومبتنامش كويس ومش مركزه فى مذاكرتها
قال الطبيب متفهماً:
- يمكن المذاكره هى السبب وعموماً فى سنها ده الحاله النفسيه بتبقى متقلبه متقلقوش مع الوقت هتتحسن وترجع لطبيعتها أنتوا بس متضغطوش عليها ..وضع بلال الهاتف على اذنه مرة اخرى ليبلغ فارس بما قاله الطبيب وقال :
- ايوا يا فارس ..أرهف فارس سمعه لكلام بلال ولكن أم يحيى قطعت عليه كلامه وهى تقول لبلال:
- بعد اذنك يا دكتور هو ده الاستاذ فارس
قال بلال دون أن ينظر إليها:
- أيوا هو ..
قالت بإحراج:
- طب ممكن بعد أذنك أكلمه أعتذرله أنى محضرتش فرحه أمبارح وأباركله
ناول بلال الهاتف ليحيى الواقف بجواره الذى أخذه منه وأعطاه لوالدته فقالت بخجل:
- أزيك يا استاذ فارس ألف مبروك أنا والله بتاسفلك علشان مقدرتش أحضر فرحك أمبارح بس أنت عارف الظرف اللى حصل بقى
تفاجأ فارس بكلام أم يحيى ولكنه وجدها فرصة مناسبة تماماً فقال:
- ولا يهمك يا ست أم يحيى مانا كنت موجود وشايف بنفسى ...هو الدكتور قال ايه
قالت بحزن:
- بيقول أكتئاب وهيعدى ان شاء الله ..أنا والله ما فاهمه يعنى ايه اكتئاب اصلا يا استاذ فارس أنا اللى يهمنى أن بنتى تقوم زى الاول بس مش عارفه أعمل ايه
قال فارس بإشفاق:
- أكتئاب !! ..ثم قال فى سرعة :
- لو سمحتى  خلينى أكلمها
فرت دمعة من عينيها وقالت باسى:
- ياريت يابنى دى لا بتاكل ولا بتتحرك ولا بتتكلم
شعر فارس أن قلبه يعتصر فى صدره وينقبض بقوة على حالها الذى لا يعلم له سبب فقال:
- طب حطى التليفون على ودنها وانا هكلمها يمكن تستجيب لكلامى
نظرت أم يحيى إلى بلال الذى كان يتحدث مع الطبيب الاخر ويحيى يقف معه يستمع لحديثهم فدخلت لغرفة مُهرة ..وجدتها كما هى نائمةً على الفراش تنظر لسقف الغرفة دون حراك ...اقتربت منها ووضعت الهاتف على أذنها وقالت :
- اهى معاك أهى ..ثم نقلت الهاتف على اذن مُهره
أخذ فارس نفساً عميقاً وقال بهدوء:
- مُهره ...أنتفض جسدها الصغير بمجرد أن سمعت صوته وأخذ صدرها يعلو ويهبط فى سرعه وهى لا تزال محدقة فى سقف الغرفة وهو يقول ببطء:
- مالك يا مُهره ايه اللى تاعبك ..كلمينى علشان خاطرى ..أتكلمى يا مُهره
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الاخرى بغزارة ودون توقف ترسم طريقاً على خديها وما أن ينقطع بها السبل حتى تغير مسارها لتروى وسادتها التى شاركتها لياليها الموحشة من قبل ...كلما تكلم كلما اراد أن لا يتوقف ابداً فظل ينادى عليها مراراً وتكراراً بتصميم:
- انا فارس يا مهره أنا فارس كلمينى قوليلى مالك أشكيلى مين اللى ضايقك ..
قال كلمته الاخيرة ووجد عبراته تقفز هى الاخرى على خديه وبدا صوته يشبه البكاء وهو يرجوها أن تتحدث أن تقول أى شىء خالطت دموعه دموعها ولكن عن بُعد لم يراها ولم يسمع الا صوت شهقاتها التى بدأت فى الظهور أخيراً وهى تبكى.... ولم تراه ولم تسمع الا نداءاته المختلطة بالبكاء وكأنه يعتذر عن شىء لا يعرفه أو لا يفهمه ...فقط يشعر به...
هبت أم يحيى واقفةً وهى تمسك بالهاتف خرجت سريعاً وهى تقول للطبيب بلهفه:
- مًهرة بتعيط بصوت عالى يا دكتور صوتها طلع
هتف يحيى بسعاده:
- بجد يا ماما اتكلمت يعنى
قالت من بين دموعها :
- لاء بس بتعيط بصوت عالى
ابتسم الطبيب وقال لبلال :
- كده خلاص الازمه ابتدت تعدى الحمد لله
أعطت أم يحيى الهاتف ل بلال وهى تشكره قائلة:
- متشكره اوى يا دكتور بلال الاستاذ فارس اول لما كلمها ابتدت تعيط بصوت وصوتها طلع اخيرا الحمد لله
**********************************
باتت ليلتها مترنحة خائفة تخشاه ..تترقب خطواته تضع أذنها على الباب تستمع لصوت انفاسه كلما اقترب من الغرفة أهتز جسدها رعباً تظن أنه سيقتلها بالتأكيد سيقتلها لن يرضى على رجولته أن يعيش مع أمرأة فعلت فعلتها ...أذاً ماذا يفعل ...لماذا تأخر مصيرها إلى هذا الحد ..سمعت صوته يتجه للحمام ويغلقه خلفه ...
فتحت الباب فى بطء وهدوء ويديها ترتعش وأوصالها ترتجف خوفاً ..مشت ببطء وحذر إلى الحمام ووضعت اذنها وتنصت بإضطراب شديد ..سمعت صوت المياه فعلمت أنه يغتسل ...أغمضت عينيها وكادت أن تزفر بقوة ولكنها وضعت يديها على فمها خشية أن يسمعها ...عادت تمشى وكأنها تزحف بحذر إلى غرفتها وأغلقتها مرة أخرى عليها ...
ظلت قابعة خلف بابها تترقب خطواته ذات اليمين وذات الشمال حتى سمعته يكبر تكبيرة الاحرام ثم بدا فى ترتيل الفاتحة فتيقنت أنه يصلى ...
هنا فقط زفرت زفرةً طويلة أخرجت فيها ما كان يجيش بصدرها من خوف وقلق ورعباً ..فلو كان ينوى قتلها لما وقف يصلى هكذا ..
هوت بجسدها على الفراش وهى تلعن اليوم الذى قابلت فيه باسم وتلعن اليوم الذى صدقت فيه كلماته وعباراته المطمئنة لها كم كانت حمقاء ساذجه كيف لمثلها أن تقع فيما وقعت فيه وبهذه السهوله ...
وكيف أكتشف فارس فعلتها بهذه البساطه وهى كانت تعتقده أنه غِـر ليس لديه خبره ..لقد نسجت خيوطها جيداً فكيف رأى الحقيقة بهذا الوضوح ولكن الذى جعلها غاضبة حانقة أكثر هو كيف فشلت العملية رغم تأكيدات الطبيب أنها عادت لعذريتها كما كانت من قبل ولن يكتشفها أحد مهما كانت خبرته فى عالم النساء ...
وضعت يدها على خدها تتلمس صفعات فارس الموجعة فلازالت تشعر بخدر فى وجنتيها نتيجة لصفعاته المتتاليه ...عادت إليها رهبتها منه مرة أخرى عندما سمعت صوت باب الشرفة يفتح عنوة ...نظرت من فتحة الباب مكان المفتاح فوجدته قد دخل الشرفة واسترخى على مقعدها وأغمض عينيه ....
 زفرت فى أرتياح وحنق وتأكدت من غلق الباب جيداً  وعادت إلى فراشها وهى تتوعد باسم وتسبه باقذع الالفاظ وذهبت فى نوم عميق ...
أستيقظت فزعة من نومها على صوت صفق باب الشقة بقوة ..جلست فى فراشها دقائق وبعد ان تأكدت من مغادرته الشقة فتحت الباب فى هدوء وأتجهت للحمام مباشرة أغتسلت وعادت لغرفتها مرة أخرى لتغلقها عليها لتسكت الشعور بالخوف بداخلها ولكنها لم تستطع أسكات الشعور بالجوع الذى مزق معدتها ...
*******************************************
عاد فارس من الخارج بعد صلاة العصر فتح الباب ودخل بدون سابق أنذار سقطت الملعقة من يدها بمجرد أن سمعت صوت غلق الباب ..دخل عليها ونظر إلى الطعام امامها ثم نظر إليها بعينين خاليتين من أى تعبير وقال ببرود:
- وكمان ليكى نفس تاكلى
أبتلعت ما كان فى جوفها وتجمدت مكانها كالتمثال وهى محدقة به تحاول استكشاف ما بداخله من خلال تعابير وجه وظلت قابعة مكانها تنتظر رد فعله تجاهها ...جلس أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامه وقال :
- مش ناوية تقولى الحقيقة ؟
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خافت مرتعش :
- اللى قولتهولك أمبارح هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلاً:
- وأنا مش مصدق حرف واحد منه ..لكن مع ذلك ...صمت قليلاً وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال :
- مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك ..لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وقد تيقنت أنه لن يثأر منها ولن يفضحها فعادت الدماء تُضخ إلى مجرى وجهها مرة أخرى وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلاً:
- بكره هنرجع القاهرة جهزى نفسك وأعملى حسابك أمى مش هتعرف حاجه عن الموضوع ده ثم نظر إليها بأحتقار وهو يقول:
- مش عاوزها تموت بحسرتها عليا ...
أستدار متوجهاً للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء:
- استنى يا فارس ارجوك صدقنى
أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم ..فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالاشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه ...
خرج يمشى رويدا على الشاطىء ثم وقف واستدار للبحر نظر إلى سطحه محاولاً الوصول لأعماقه ومعرفة اسراره متغلغلاً بداخله بعقله واجماً فى تلك المرأة التى اصبحت زوجته والتى لطخت شرفه ..وشعر أن مياه البحر تسخر منه وتؤنبه وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه ..كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه وتهكمها على حديثه عن المعاصى كيف يسلم اسمه وشرفه لامرأة لا ترى حلالا ولا تحرم حراماً والكل عندها سواء ..كيف خُدع فيها إلى هذه الدرجة ؟!
هل أحبها إلى أن طُمست عيناه عن حقيقتها .. بكل خبرته ودراسته الطويله وأحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفه بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقاً إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها ... وأحساسها تجاه الاخرين ...فكيف كان يستهين بهذا الاحساس الربانى
******************************************

دخل بلال غرفته هو وزوجته فوجدها ترتدى ملابسها مستعدة للخروج فنظر لها متأملاً ثم قال:
- الهانم رايحه فين
ألتفتت له وهى تغلق أزار ملابسها وقالت مبتسمة :
- انت لحقت تنسى ..رايحه مع ماما عند عزة يا سيدى النهارده الصباحيه عقبال ولادك
عقد ذراعيه امام صدره وقال :
- وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
رفعت راسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذره :
- بلال بقولك ايه متخاليش دماغى تودى وتجيب
أقترب منها ببطء وقال بابتسامه :
- مفيش خروج أنا بقولك اهو
وضعت يديها حول خصرها وهى تقول متبرمة:
- يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال :
- يابنتى انا مش عارف ايه حكاية الصباحيه دى ومين اللى اخترعها اصلا .. دى لا هى سنة ولا عادات دى غلط فى غلط ..عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
لوحت بيدها وقالت بتلقائية :
- وانا مالى أنا رايحه معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعه ونمشى
لف ذراعه حولها واسند جبهته إلى جبتهتها وغمز لها بعينه قائلاً:
- أنتى اللى بتقولى كده ...
ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة:
بصراحه معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني ..
فكرت قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً ثم قالت :
- بص بقى أنت تعالى معانا وأستنانى فى العربيه وانا هطلع خمس دقايق وأنزل بسرعه وأتحجج أنك مستنى تحت
اتكأ على الفراش بمرفقه وهو يقول مداعباً:
- يا سلام على النصاحه هما يعنى هيسيبونى اقعد فى العربيه ..لو روحت معاكم ابوكى وامك هيصمموا انى اطلع وانا يا ستى محبش ابقى عزول ...
ارتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها ألتفافة إليه فوجدته شارداً تماماً ..جلست بجانبه وقالت متسائلة:
- مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
أنتبه إليها وهز راسه نفياً وهو يقول:
- لالا متشغليش بالك مفيش حاجه
مسحت على راسه وهى تقول بنعومه :
- مالك يا حبيبى فيك ايه
رفع راسه ينظر إليها وقال فى وجوم:
- بصراحه يا عبير ..حصلت حاجه النهارده كده عند أم يحيى ومش هضحك عليكى واقولك مش لاقى تفسير ..لالا ...أنا بس مستغرب شويه
قالت فى اهتمام :
- احكيلى
قص عليها ما حدث بالامس عندما كره فارس أن يدخل بلال ليرى مُهرة وما حدث أمام قاعة الافراح عندما  رفض فارس السفر الا بعد أن يطمئن عليها وكذلك المكالمه التى حدثت اليوم امام طبيب الامراض النفسيه ..فقالت عبير بشرود :
- وأنت مستغرب من ايه مش هو اللى مربيها
هز بلال راسه نفياً وقال مؤكدا :
- لا يا عبير أنا راجل واقدر افهم نظرة الراجل اللى زى وتصرفاته ..مفيش عريس فى الدنيا يعمل كده
قالت بقلق :
- يعنى ايه يا بلال تفتكر يعنى ..
أومأ براسه موافقاً وهو يقول :
- انا مش افتكر ..انا متأكد يا حبيبتى ...بس مستنى فارس لما يحكيلى بنفسه .. طب لما هى الحكايه كده أتجوز مراته دى ليه ...حاجه غريبه اوى
شردت عبير بعيدا أكثر وأكثر وهى تقول فى نفسها :
- ياااه يا عزة ده انتى ربنا بيحبك اوى اوى ..أهى خطيبته اللى اتجوزها وانتى افتكرتى أنه فضلها عليكى أهى طلعت فى الاخر برده مخدتش حاجه غير وجوده معاها لكن قلبه فى مكان تانى خالص مكان ابعد ما كنا نتخيل كلنا   ... ياااه قد ايه ربنا رحيم بينا أكتر من نفسنا ..
************************************
وقفت عزة أمام الفراش تحاول جاهدةً ايقاظ عمرو بشتى السبل ولكنها تفشل دائماً فما كان منها إلا أن جاءت بزجاجه مياه باردة وسكبت بعضاً منها على راسه ...هب جالساً فى فراشه وهو يصيح :
- ايه يا ماما شغل المكوجيه ده على الصبح
عقدت ذراعيها أما صدرها وقالت  ساخره:
- ماما مين يا حبيب ماما أنت وبعدين صبح ايه أحنا العصر يافندى
نظر إليها وهو يفرك عينيه بقوة وقال متذكرا:
- عزة حبيبتى ..أه صحيح ده احنا اتجوزنا امبارح وزغاريد بقى وحركات
ثم نظر إليها بعين مفتوحه والاخرى مغمضة وقال متسائلا:
- اه صحيح هو حصل ايه بعد الزغاريد انا مش فاكر حاجه
ضحكت وهى تشير للخارج قائلة:
- لو مش فاكر اروح أجيب أزازة العصير افكرك بيها ها
اشار إليها يستوقفها وهو ينهض متثاقلاً ويقف امامها قائلا:
- خلاص انا صحيت أهو ..ثم احاط خصرها بذراعيه وهو يقول :
- صباح الخير يا عروستى
ابتعدت عنه وقالت بحزن مصطنع:
- لا انا زعلانه منك ..أنت عارف أنك راحت عليك صلاة الجمعة حتى الظهر مصلتوش وأهو العصر كما اذن عليك ..ينفع كده يا عمرو من اولها هتجمع الصلاة
مطت شفتيه وعقد جبينه وقال معتذراً :
- انا اسف والله يا حبيبتى كنت تعبان اوى معلش أوعدك مش هيتكرر ده تانى
ولف ذراعيه حول كتفيها قائلاً بمرح :
- خلاص صافى يالبن
رفعت كتفيها وأستدارت وهى تشير للخارج قائلة بحسم :
- طب اتفضل بقى على الحمام علشان تلحق اللى فاتك
رفع حاجبيه وقال بصرامة مضحكه:
- ده طلب ولا امر ؟!!
رفعت جابيها مثله وقالت :
- لا أمر
سار امامها مطيعاً وهو يقول :
- اه افتكرت ..ايوة كده اتعدلى معايا
خرج من الحمام وصلى ما فاته من صلوات وبمجرد ان أنتهى سمع صوت قرع جرس االباب ووجد عزة تدخل عليه مسرعة وهى تقول:
- عمرو عمرو يالا تعالى افتح الباب بسرعة
قال بسرعة وهو يتوجه للمطبخ :
- روحى افتحيلهم على ما اضربلى كام سندوشت على السريع كده
قالت بخجل :
- لا يا سيدى افتح انت انا مكسوفه
هز راسه نفياً وقال :
- يعنى اموت من الجوع علشان سيادتك مكسوفه أمشى يا بت افتحى الباب

***************************************

مضى اليومان وعاد الطير إلى عشه القديم تهفو نفسه إلى الاهل والاحباب ..فتحت أم فارس ذراعيها وهى تعانق ولدها الذى ألقى بنفسه بين ذراعيها على الفور وكأنه يحتمى بها كما كان يفعل فى الصغر ممن يخفيه ولسان حاله يعتذر لها عن عدم طاعتها بتمسكه  بهذه الدنيا الغادره...رفع راسه وقبل رأسها فى شوق كبير وهو يقول بعينين دامعتين :
- وحشتينى أوى يا امى
قاطعته دنيا من خلفه وهى تقول بترم :
- أنا هفضل واقفه كده كتير
أفسحت لها أم فارس الطريق للدخول وهمت بمعانقتها هى الاخرى مرحبة بها ولكن دنيا اكتفت بمصافحتها ببرود وهى تقول :
- أهلا بيكى
أغلق فارس الباب خلفه واستدار لوالدته يعانقها مرة اخرى ويسئل عن حالها وصحتها فأجابته ثم قالت :
- أنت ايه اللى خلاك تقطع الاجازة بدرى كده مقعدش يومين كمان فى اسكندريه ليه يافارس
أحاط كتفها وهو يجلس بجوارها قائلا :
- عندى شغل كتير أوى يا أمى والدكتور مبيروحش المكتب ولازم حد يتابع الشغل
نهضت دنيا واقفة بحنق وهى تقول :
- طب هدخل أنا اريح شويه من السفر
ألتفتت لها والدته وهى تقول بابتسامه كبيره :
- وماله يا حبيبتى ارتاحى أنتى على اعملكوا غدى هتاكلى صوابعك وراه
نظرت لها دنيا ببرود وقالت :
- لا متتعبيش نفسك أنا مش جعانه
نهضت أم فارس واقتربت منها وربتت على ظهرها وهى تقول بود:
- متعبش نفسى ايه ده انتى زى بنتى قوليلى بس تحبى تاكلى ايه وأنا هعملهولك
ابتعدت عنها وأتجهت لغرفتها وهى تقول بتثاقل :
- مفتكرش بتعرفى تطبخى الحاجات اللى بحبها
وقبل ان تدير مقبض حجرتها سمعت صوته الهادر وهو يستوقفها بغضب قائلاً:
- دنيااا....ألتفتت إليه لتجد الشرر يتطاير من عينيه وقال بقسوة :
- لما ماما تكلمك تردى عليها كويس فاهمانى
أنكمشت مكانها وأستدارت إليه والدته وقالت بلهفه:
- مفيش حاجه يابنى البنت مقالتش حاجه غلط ...خلاص سبها على راحتها وألتفتت إليها قائلة :
- ادخلى ارتاحى يابنتى
اسرعت دنيا بالدخول إلى غرفتها متفادية النظر إليه فأنحنى وقبل يد والدته وقال معتذراً:
- متزعليش يا ماما حقك عليا أنا
ربتت على ظهره وهى تقول مبتسمة :
- أعذرها يابنى هى لسه مش متعوده عليا ..بكره لما تاخد عليا وتعرفنى كويس هتعرف انى أمها التانيه مش حماتها زى ماهى فاكره ..وانا بكره ان شاء الله هعزم الست والدتها تتغدى معانا هنا علشان تعرف اننا عيله واحده وانى زى أمها ...
قبل راسها وهو يقول :
- ربنا يديكى الصحه يا ماما ..تركها وأستدار إلى حقيبته الصغيرة واخرج منها هاتف نقال صغير باللون الوردى وأعطاه لها قائلاً :
- مما ممكن تدى ده ل مُهره ..هو فيه الخط بتاعه
نظرت والدته إلى الهاتف ثم نظرت إليه متسائلة :
- جايبلها تليفون ليه
قال بحرج :
- يعنى حبيت ارفع روحها المعنويه شويه يعنى علشان كانت تعبانه ومضايقه أكيد هتفرح بيه  ..ثم تابع بارتباك :
- مش كده برضه واللى انا غلطان
أخذت منه الهاتف وأومأت براسها وقالت ببطء:
- بعد الشر عنك من الغلط يابنى خلاص انا هديهولها أنا كده ولا كده طالعالهم دلوقتى أدخل أنت ارتاح مع عروستك بس ..بس انا هقولها أنه هديه منى أنا أتفقنا
ابتسم وقال بأحراج :
- مش هتفرق يا ماما أنا وأنتى واحد المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شويه
********************************
نظرت مُهره إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلاً ثم اعادته أمام ام فارس قائلة :
- أنا آسفه يا طنط بس أنا مش عاوزه حاجه
هتفت والدتها معاتبةً:
- ليه يابنتى ده هدية من خالتك أم فارس حد يرد الهديه
ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه أنها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء:
- أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه كده برضه ترفضتى هديتى
نظرت لها مُهره نظرة طويلة وقالت بشرود :
- عمرى ما رفضت هديه من ...من حضرتك وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
أقتربت منها أم فارس وأحاطت كتفها بذراعها وربتت على يدها الاخرى وقبلتها على وجنتها وقالت بتعاطف:
- تصدقى انك كبرتى فعلا ..بس لو ليا غلاوة عندك خديه
ثم همست فى اذنها:
-  يا عبيطه بقولك ده هديتى انا ..ولا أنا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوه فى قلبك
قفزت دمعة من عينها فمسحتها سريعاً وهى تقول :
- متقوليش كده يا طنط ده أنتى اللى مربيانى
وضعته أم فارس فى يدها وهى تضغط على يدها برفق قائلة :
- خلاص يبقى تاخديه من سكات
قبضت عليه فى يدها وهى تقول :
- متشكره أوى يا طنط ربنا يخليكى ليا
ابتسمت أمها بينما قبلتها ام فارس ثانية وقالت متسائلة :
- أخبار المذاكره ايه بتذاكرى ولا بتطنشى
نظرت مُهرة امامها وقالت بجدية :
- بذاكر وهفضل اذاكر طول عمرى يا طنط لحد ما ابقى حاجه كبيره اوى  انا دلوقتى ميهمنيش غير مستقبلى وبس هو ده اللى هينفعنى مش اى حاجه تانيه  ...
عزمت على نسيان ماضيها وحاولت أن تقتلعه من حياتها ولا تفكر سوى فى مستقبلها وفقط ولكن هذه هى طريقة تفكير الحالمون فقط ...فالحلمون فقط هم من يعتقدون أن الانسان من الممكن ان ينفصل عن ماضيه وظروفه و بيئته التى كونت شخصيته واصبحت جزء من تكوينه وبنيانه بل اصبحت جزء لا يتجزء من حاضره ومستقبله ايضاً ...
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من  رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع 

الفصل الحادى والعشرون

 من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن 




اقرأ أيضا رواية آدم ولانا

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة