-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث والعشرون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث والعشرون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون

النجاحات الكبيره تولد من رحم المعاناه.. تريد تضحيات كبرى
.
،

خرج من غرفة العمليات مضطراً بعدما اخبره المدير بأن هنالك اتصال من الوزاره ..ولكنه طلب من رويدا البقاء بجانب ليال..

لم يجد أدهم في انتظاره...لم يجد سوى طراد الذي حاول ان يستوقفه ولكنه تجاهله و كأنه لم يسمعه...
دخل الإداره وهو يرفع الهاتف/نعم..ايوه انا الدكتور وليد العمرو..،

الطرف الآخر/معالي الوزير تابع عمليتك بمكتبه في الحقيقه كان فيه ترتيب من دكتوره عندكم اسمها غدير ،اطلعتنا على كافة اوراق الحاله واللي صار..لذلك الوزير حاب يكلمك دكتور وليد ..احولك له الآن؟!

وليد بابتسامه/حول..

الطرف الاخر/مبروك نجاحك الباهر ، وهاك معالي الوزير

سمع صوته لم يصدق،...
اكمل اتصاله واغلق الهاتف منتشياً..لتختفي ابتسامته برؤية المدير الذي يحاول ان يبتسم له، ولكنه تجاهله/عن اذنك

ناداه قبل ان يخرج/دكتور وليد..مبروك ...والله قدرت وسويتها تهانينا

إلتفت إليه بابتسامة سخريه، كم هي حقيره هذه الدنيا/شكراً

خرج من الاداره ..و تلك اللحظات الصعبه تعاود مخيلته حينما توقف نبضها، كاد يتوقف قلبه معها..شدد على يدها وهو يعمل بهدوء لإنعاشها..وهو يخاف ان يؤذيها.. يخاف ان يفقدها ويفقد كل شيء معها..

لكن...
سرعان ما عاد النبض ليشدد على يدها بابتسامه/اللهم لك الحمد
تركها وسجد لله شكراً .... واطال السجود ..
ليسمع تصفيق من يحضرون العمليه عبر الدائره الالكترونيه ..
كانت تلك اللحظه من أجمل لحظات حياته على الاطلاق..

.
يراها ممدده منذ ساعه خاف بل سيُجن .. مازال يقف قبالتها.. ينتظر ان ترفع رأسها، اقترب وهو يمسك بيدها محاولاً إيقاظها، كطفل يرجو والدته ان تستجيب له/الشموس قوومي... تكفيين،

بدأت تستفيق قليلاً وكأنها في حلم، وتنادي ببحه/لياال

ابتسم لسماع صوتها وهو يشد على يدها/ليال بخير يا قلبي، ارتاحي

مازالت تشعر بالوهن/انت تكذب علي صح؟! ليال صار فيها شيء؟!

بتأكيد/احلف لك انها بخير وعدت الامور سهالات هي للآن بالإفاقه..الكل راحوا يرتاحون بالبيت ماعدا عمتي لولوه عندها لا تخافين

ارتاحت و دموعها تنزل/الحمدلله الحمدلله الحمدلله..

دخلت الدكتوره في هذه الاثناء وهي تراها تستفيق/ما شاء الله صحيتي الحمدلله ع السلامه

الشموس/الله يسلمك

وهو يخاطب الدكتوره التي جلبت جهازاً معها/دكتوره بشري..كيف الوضع هاللحين؟!

بانزعاج واضح/انا بخير خلوني اطلع

الدكتوره/ومن قال؟! اغمى عليك من الاجهاد ..عملنا لك تحاليل وطلع عندك فقر دم ، واضح انك مرهقه اصلاً..هالشيء خطر على الحمل.و

ازداد خوفه وهي تقاطعها/يعني الجنين صار فيه شيء؟!

اقتربت منها وهي تطلبها رفع قميصها عن بطنها وتضع جهاز قياس نبضات الجنين بعدما وضعت تلك الماده السائله/انا كل ربع ساعه اجي اطل واشيك على حالة الجنين

استغربت/وش ذا دكتوره؟!

مازالت تبحث عن نبض/جهاز لفحص نبضات الجنين،لنعرف حالته ..شكل ماسبق و راجعتي لحملك؟!

خافت/لا..مابعد

اما هو ضل واقفاً بتوتر،هل سيفقد الحلم؟!..سمع نبضاً وكان عالياً..و سريعاً جداً..ابتسم لعينيها وهو يُنصت..

لمحت ردود افعاله، وبادلته الابتسامات. لعل هذه من ألطف اللحظات المشتركه والتي لا تنسى..

صمتت وهي تنظر لساعتها وتستمع للنبض ..واطالت الانصات..

خافت لتسألها/دكتوره في مشكله؟!

تحدثت الدكتوره وهي ترفع الجهاز و تعطي الشموس منديلاً، و هي خائفه من ردود افعالهم..

ألحت الشموس بسؤالها/خير دكتوره؟!

الدكتوره/بصراحه ..الجنين نبضاته جداً سريعه..واضح انه يبي يعيش بس مافيه حياه داخلك..الدم عندك ظ§ وبذلك حتى الحديد نااازل..انتي حتى ماتقدرين توقفين على طولك شلون تغذين جنين !!

انهالت دموعها، لم تقصد ذلك..كانت مهتمه ولكن تلك الظروف/هي بس اسبوعين اهملت نفسي غصب، انشغلت باختي ومرضها..انسدت نفسي عن كل شيء وادمنت القهوه

الدكتوره بواقعيه/معناته طبيعي لأنك حامل بينهار جسمك..الحمل يبي جسم صحيح.انا ماراح اكتب لك اكياس حديد من هاللحين، ابي جسمك يعوضها بنفسه، لأن لو اعطيتك من هاللحين اكياس حديد، الجسم بيتكاسل عن انتاجه وبيصير يعتمد عاللي يجيه من برا وماراح ننتهي من هالقصه

ضلت صامته تسمعها وهي تشعر بالذنب..

التفت اليها أدهم/طيب وش نقدر نسوي حالياً

الدكتوره/اذا ماتبي تخسر الجنين تتغذى ،

إلتفتت للشموس/كثري شمندر و توت بري و موز ..هالاشياء مفيده...عموماً حطيت لها موعد السبوع الجاي اذا مازاد الدم عندك ولو ربع رقم مضطره انومك بالمستشفى..سلام

وكأنها زرعت بين اضلاعها لغماً خرجت فإنفجرت هي بالبكاء، هذا الطفل حلم،والحديث عن فقدانه يشكل صدمه وثقباً في القلب..

عاد إليها وهو يشد على يدها، محاولاً تهدأتها/بس يالشموس ، تقولك بخير يا بنت ليش تبكين هاللحين؟!

تحدثت بغصّه تكاد تسد حنجرتها و هي تشعر بالذنب/لو صار له شيء بسببي ، بموت حسره يا أدهم والله لموت

ابتسم وهو يقترب منها و يجلس بجوارها في سريرها ليهمس و يذكرها/على اساس تقولين الولد بداله ولد،يمكن سمع كلامك و زعل!

ازداد بكاءها الصامت الذي اتضح على محياها..لم تكن سهلة البكاء امام احد..ولكنها كادت تفقد اليوم اختها و جنينها في لحظه. ذلك ليس سهلاً ابداً، حاولت ان تتقوى و تحاول ان تنزل/ بروح اشوف اختي يا أدهم..

ابتسم وهو يساعدها للوقوف، حتى وقفت/هاللحين يا قلبي نروح نتطمن على ليال وترجعين معي البيت بدوون منااقشه..ومن اليووم يا ماما ترتاااحين وتاكلين و بس.محد يبي منك شيء...

نظرت لعينيه تبحث عن الصدق وهو يتحدث اليها باهتمام،سحبت يدها من يده بهدوء، اخذت عبائتها وشالها وهي تلتفت اليه،ما زال ينظر إليها بتأمل،يُرهق قلبها بصمته ونظراته تلك/مشينا؟!

اتجه للباب وهو يفتحه/يلا..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون


اتجه إلى غرفة الإفاقه ليرى تلك السيده امامه تمسك بيد ليال..،ابتسم لرؤيتها/الحمدلله على سلامة ليال يا خاله

لولوه بغصه/الله يسلم يديك يا دكتور..مشكور والله يكثر من اشكالك بهالبلد

مازال مبتسماً/لا تخافين يا خاله بنتكم بأمان..بانتظار ساعات فقط..ويمكن تطول نايمه لبكرا بالكثير

لولوه برجاء/دكتور..شرايك تحولها لغرفتها بالتنويم اريح لها ولي..وراي صلاة المغرب تأخرت

وليد/بحولها اول ماتطمن عليها ياخاله...لازم تستعيد وعيها هنا.. روحي صلّي ولا تخافين هي تحت عيني بعد الله..والممرضات حولها بعد

اقتنعت اخيراً فيجب ان تذهب لأداء الصلاة/اجل بروح اصلي بغرفة التنويم واجي

خرجت ليقترب من ليال وهو يهمس في أذنيها/ماخيبتي أملي..لو تدرين وش كثر غيرتي حياتي يا هالبنت؟! عموماً منتظر منك الشيء الكبير...لا تخيبينه وهو الاهم يا ليال..طلبتك تنصتين لقلبك قبل تسوي اي شيء يخص...يخصني...يعني تدرين انك تخصيني بعد موافقتك علي قبل العمليه، صح؟!

طُرق الباب ليبتعد..وهو يتجه للباب ويفتحه/أدهم!..وينك يا رجل ؟'

أدهم وهو يسأل بلهفه/شصار عليها؟!

وليد بابتسامه/الحمدلله يمكن على الصبح تصحي...تدري العمليه بالراس مو بعضو ثاني، محتاجه وقت تستفيق

الشموس بلهفه/ممكن ادخل

أدهم بهدوء/ادخلي بس لا تطولين نبي نمشي الله يرضى عليك.

دخلت وضل هو يتحدث مع وليد بابتسامة فخر/انت رديت لي روحي بعد الله ..مدري كيف اجازيك؟!

وليد بابتسامه مرهقه/واجبنا

أدهم/المهم وش ناوي عليه؟! بتهاجر والا بتقعد والا كيف؟!

وليد/متى ما استقرت حالة ليال، راح اقرر..عموماً معاد لي شغل هنا و مستشفى ألمانيا ينتظرني..

ربت على كتفه/لو علي مافرط بطبيب مثلك..هالمستشفى ما قالوا لك شيء؟!

ضحك بسخريه/مادروا عني..اكتشفت ان دكتوره هنا راسلت مكتب الوزير شخصياً بدون علمي..وللامانه تلقيت منه اتصال تهنئه..

بسعاده/حلوو، تجاوبه السريع يدل انه مهتم...الله يكتب لك اللي فيه خير لك..بالتوفيق

وليد/وياك..يلا بروح احط راسي واناااام مافيني من التعب

ضحك/والله واضح من عيونك.. نوم العوافي

ذهب رفيقه و ابتسم وهو يراها تخرج من غرفة الافاقه صامته وهادئه/تطمنتي؟

بعين لامعه ودمعة فرح/الحمدلله

امسك بيدها/هاللحين بطلع اعشيك بمكان عمرك ما رحتي له

فرحت وهو يمسك بيدها ويطلب منها الخروج معه لأول مره/وين؟!

بابتسامة/مكان متأكد ان ماعمرك جيتيه..مفاجأه

بهدوءها/بالاول بروح اشوف البيت و بتطمن على وسام..

هز رأسه بالموافقه/لازم..بنغير ملابسنا و نشوف وسام بعد..

ذهبت معه و الافكار تُبعدها وتُدنيها!!،اين سيذهب بها يا تُرى؟!..ماذا سيريها أيضاً؟!
ماذا بعد كل هذا؟!
بل السؤال المُلِّح "اين الاستقرار الذين يتحدثون عنه في الزواج؟"...فلم يبعثرها أمر كما فعل بها الزواج..وأيما بعثره؟!!
لماذا تشعر بالشتات رغم الهدوء الذي تعيشه هذه الفتره..
كم مرّةً قالت لنفسها انها غير صالحه للحب، ولكنها لم تنجو منه؟!
رباه ماهذه البعثره؟!

،
.
،
ادخلها غرفة الفندق الذي حجزه لها..ثم وضع حقائبها وألتفت إليها بعجز وهو يرى عينيها قد تورمت بكاءاً، اي ورطه تورطها بالزواج من هذه الطفله.. لماذا يشعر بالندم الآن؟!
منذ اخذها لم يرى منها سوى الدموع ماعدا رحلة البر حينما كانت في غير وعيها..!
اقترب منها وهو يحاول ان يفعل شيئاً تجاه دموعها، من السيء جداً ان يبكيها ويحزنها اكثر ، عليه ان يخفف ضغطه قليلاً/نيف

رفعت عينيها بصمت لتسميتها الجديده!!

عن قرب يتضح تورم عينيها اكثر..تبدو اقل شراسه و خبثاً بهكذا وضع و دموع/تطمنتي على اختك..ليه الدموع هاللحين؟!

شعرت بضياع بعد هذا السؤال"لماذا تبكي؟"..هل من اجل صدمتها بوالدتها ام باسلوب زواجها ام بالطريقه التي انقلبت بها حياتها؟! ام لأنها عاجزه عن تحمل تكاليف كل شيء جد في حياتها؟!! هي تبكي لضياعها..ولهوانها على نفسها...و على كل شيء افسدته نيفادا السابقه.


استغرب سكوتها وهي تنظر لعينيه هكذا, امسك بيدها وهو يحاول فعل شيء لبكائها/اوعدك اول ما تطلع من المستشفى اوديك تزورينها..يلا ارتاحي بهالغرفه تعبتي اليوم

خافت مما فكرت به/بتخليني هنا لحالي؟!

ابتسم بسخريه وهو يتركها بهدوء و يتجه للباب، يريد الخروج ..

ابتلعت غصتها بصعوبه وهي تلحق به و تعترض امامه/كيف تخليني لحالي

ابتسم وهو ينظر إليها بحاجب مرفوع ونبره تهكميه/ماينخاف عليك يالذيب..الرجال ينامون فالصحاري لحالهم ماكلتهم الذيابه..عيني خير بس

صرخت به/قاااسي بليييزز خلاص

ربت على كتفها بخشونه متعمداً ذلك/عيب عليك الرجّال مايبكي، الدموع للبنات و بس..يلا تمسي على خير .. و قبل لا انسى عشاك بيجي لين عندك، لا تخافين.

خرج مستعجلاً واغلق الباب خلفه وهو يكتم ضحكته بابتسامه..ليدخل الغرفه التي بجانب غرفتها..عليها ان تبقى مع نفسها لبعض الوقت..

وقفت متسمره مكانها وهي تراه يتركها لوحدها ببساطه!
هل ستظل هكذا طويلاً؟! ماهذه الحياه الجديده الكئيبه هذه التي دخلتها للتو مع ذلك الضابط الصارم!
مسحت دموعها وهي تلتفت للفراغ حولها...
كيف ستنام باكراً هكذا..
نظرت لهاتف الفندق الذي بجانب السرير، فابتسمت، لن تظل
هنا وحيده،..عليها ان تستحم قبل كل شيء ..،

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون


في طريق خارج العاصمه...استغربت وهي ترى الظلام دامساً إلا من إضاءات الشوارع!
إلتفتت إليه مستغربه/أدهم وين رايحين؟!

بابتسامه/بتشوفين

بتملل واضح، رفعت الغطاء عن وجهها/أدهم طلعنا من الرياض ممكن تقول على وين موديني، ووين هالعشاء اللي برا البلد

بسعاده/رايح اعشيك في الخرج، مكان راايق و هااادي مافيه غيري انا وياك و القمر..وماننسى اللي سمعنا صوته اليوم بعد

ابتسمت وهي تراه يمد يده ليلامس بطنها، لتبعدها عنها/انتبه للطريق احسن

امسك بيدها وهو يقبّلها/باذن الله تكون ساره.

تلاحظه يُلح على ساره كثيراً لتمازحه/و افرض مابي اسم ساره طيب؟!

مازال ممسكاً بيدها/فيه احد مايحب اسم ساره، تلقائياً تكون وحده حلوه و تنحب

سحبت يدها منه/يعني لو تقابل وحده اسمها ساره بيحبها قلبك؟!

ضحك ثم هدأ و هو يرمقها بنظرة عاد بعدها ينظر للطريق..وهو يلتزم صمته!!


شعرت بوخز اسفل بطنها من صمته، وهي تتذكر حديث ام قاسي عن خطبته لمدى وحرمانه منها وعزوفه عن الزواج بعدها...،اخرسها صمته الذي يبث سُموم الغيره في عروقها..، ستنفجر من كبتها ...!


اكمل طريقه مبتسماً وهو يرى حركة يديها التي تُمسك بهاتفها بطريقه توّضح توترها وهي تنقر على شاشته باظافرها،
"هي الغيرة ولا غيرها ستقتلكِ ذات يوم ايتها المتعجرفه،
حسناً؛ لتعيشي لحظات الترقب والشك والظنون،،لتعيشي الجنون الذي اعيشه معك..تذوقي معنى العشق الذي مسّني قبل ان يمسّكِ..لتبادليني اللهفه بشوق و العناق بقُبله..!
لتنسي الفوارق بيننا و لتنسي الماضي والظنون..
اعشق فيكِ الصعب الذي يجعلني دائماً العاشق الفاشل!
الذي يحاول الاقتراب و لطالما فشل..
ولكنه يحب تكرار المحاوله تلو المحاوله..
ذكي حين عشق إمرأة مثلكِ ، غبي في تعبيره عن العشق!""

،

لاحظته يدخل حياً شعبياً مزدحم ليدخل بعده لمحل مزدحم بالمباني القديمه بطراز الثمانينات و ربما السبعينات وتغض بالمحلات والدكاكين ..الكل كان يشير اليه ويلوّح بالسلام عليه، نزل عند محل شاورما صغير جداً ثم إلتفت إليها/شوي وجايك..

استغربت وهي ترى اصحاب المحلات والعمّال يسلمون عليه ويعانقونه بسعاده ، هل يعرف كل هؤلاء؟!

"لا بأس سأنتظر نهاية هذا "المشوار" مع هذا "الصحراوي المتصنع للرومانسيه"
..اخذني من الرياض الى الخرج من اجل شاورما في محل شعبي؟!! "

ضحكت على نفسها وهي ترى احلامها تخيب..لتعود وتحدث نفسها بسخريه..
"وهل كنت اتخيل ان مثل هذا سيذهب بي الى موناكو او فينسيا ليعترف بحبه لي؟! مُحال ،
ثم عن أي حُب و قلبه الصدء أُغلق منذ زمن...
يالله ماهذه السخافه التي أفكر بها..، هذا الحب يقودني للهاويه يحجب عقلي..علي ان اكون حذره و واقعيه قليلاً في احلامي مع هذا..الصحراوي!"
.
،
.

فتح باب الغرفه وهو يحمل بيده اكياس العشاء..ويناديها، ليتفاجئ بها تقف متسمره بجانب الهاتف، مبللة الشعر بقميص قطني زهري لنصف الفخذ ذو اكمام طويله وعليه رسمة عينيّ قطه، تباً فهو يرسم ملامح جسدها..،إلتقط انفاسه وهو يحاول ان يتجاوز ما رآه/جبتلك العشاء..بنتعشى سوا


تتهدت وهي تحمدالله انها لم تتصل بأم رواد/شكراً

كسر ناظريّه عنها وهو يرتب العشاء على الطاوله/وش موقفك مكانك ؟! تعالي اجلسي

اتجهت للطاوله وهي تجلس براحه وتشم رائحة الاكل/الله وش جايب معك، نودلز؟!!

تحاشا النظر وهو يقدمها/توقعت انك تحبينها

تناست كل شيء وهي تتصرف على طبيعتها و تأكل، لم تتلذذ بأكل منذ فتره/من دخلت المستشفى ما شفت اكل يفتح النفس، بغيت اموت

شعر بالذنب وهو يراها تأكل ...رباه لا تجعلني غليظ القلب، واشرح صدري لا اتعامل معها بما يجب لا كما انتقم.
بسيطه جداً..كيف تبتسم وتأكل وهي كانت تبكي قبل قليل؟



لا تخفاها نظراته المسروقه، ولكنها تتجاهل، ان فتحت المجال بالحديث عما يفعله او اعترضت سيهينها و يبكيها، لذلك تبتلع الوجع وتصمت لتتحاشا لسانه.. وهل هناك احد غيره؟!..هو اخر ملاذ وعليها ان تتقبل ذلك في ظل غياب اخيها وتخلي ابن عمها ، الرفض لم يعد يجدي الآن...

،
.
،


اوقف سيارته على مشارف مزرعه مليئه بأشجار النخيل المرتبه والتي تتخللها القنوات المائيه..
نزلا من السياره وهو يأخذها معه لتلك الجلسه الشعبيه الجميله التي تحتوي على مساند حمراء منقوشه و فراش الزل الشعبي القديم..المكان هادئ جداً فقط اصوات خرير الماء و ليله تداعبها النسائم النجديه العليله...

جلس يضع العشاء ثم إلتفت إليها/الشموس اجلسي..بيمديك تتفرجين عالمكان كله

ابتسمت وهي تجلس، فخبر نجاة اختها يغمرها بالسعاده/اللي ورانا مسبح؟!

كتم ضحكته وهو يقدم لها صحنها/نسميه بركه ..تفضلي عشاك..استعدي بتذوقين ألذ شاورما بحياتك..

ابتسمت وهي تفتح الصحن/والله الريحه تشهي..بنشوف كيف الطعم.

بدأوا في الاكل وهو يبتسم لتعليقاتها، ليتحدث بعد دقائق/هاه شرايك؟!

اخذت قطعة بطاطس و نطقت باعجاب/والله يستحق العنوه..لذيذ من جد..!

ابتسم وهو يرتشف من عصيره/كنت اكل منه من ايام المتوسط لحد ما انتقلت وبعض الاحيان اجي من الرياض لهنا علشان اكل هالشاورما بس

بفضول انثوي تدفعه الغيره، قد علمت بماضي الخطبه من مدى/بس للشاورما؟!!!

حرّك رأسه بالإيجاب/بس

استمر فضولها حول ماضيه/متى انتقلت من الخرج؟!

اجابها براحه/اخذت الثانويه وهجيت منها،و اسست نفسي بالرياض

استغربت/ما كان صعب عليك تطلع بهالعمر و بدون دعم!

ابتسم وهو يرى شريط كفاحه امامه/ما كانت اصعب لحظات حياتي، اشتركت بشقه انا ووليد اللي سوا عمليه لليال وواحد اسمه ناصر..اشتغلت و درست بنفس الوقت، ولا تسألين وش اشتغلت لأن اي شيء يخطر ببالك اشتغلته هه

لأول مره يتحدث معها عن ماضيه هكذا بأريحيه،هل يريد الاعتراف بشيء ما، ام انه مرتاح فقط ويريد الفضفضه لا أكثر/تقول ما كانت اصعب لحظات حياتك!! اجل وش كان الاصعب بمراحل حياتك؟!

تذكر الماضي من طفولته الصعبه و ذلك الطفل اليتيم الذي ينام على صراخ زوجة خاله و يمشي تحت اوامرها، انزعج/لحظة الايمان بفقد أمي للأبد كانت اصعب ايام حياتي، بعدها صارت هالديره مصدر ازعاجي، وماصفت لي ابد.،ثم قررت ابتعد

ابتسمت بتهكم فهو يتحاشى ذكر موضوع مدى وكأنها سقطت من تاريخه/وهذا انت رجعت وشكلك حنيت بعد!

صمت قليلاً ليجيبها بهدوءه/محد يحن للمكان اللي شهد كل خيباته و احزانه...

لاحظت خفوته فجأه/اجل ليش تجيبنا لهالمكان؟!

ابتسم وهو يلتفت إليها/ابيه يشوف أشعّة الشموس اللي خبتها الغيوم العاصفه عني سنين طويله..ابيها تشرق هنا علشان يعرف كيف غيّرت قلب هالرجل اللي كان على حافة الكفر بشيء اسمه حياه طبيعيه وهي جادت عليه بهالحياه..


ارتاحت لحديثه المبعثر و فضفضته المرتبه! ،...يبدو اخر غير ذلك الرجل الغامض الذي اعرفه، ..كيف يقوم بكل ادواره بهذه الحرفيه دون ان يتضح خبثه و إلتواء افعاله؟!!
متى سيخضع ويعترف بأنه لا يستحقني؟! او انه نادم و يحاول ان يثبت العكس!!

بل متى سأتشجع أنا و اكسر قلبي قبل ان اكسره؟!،
لماذا أتحاشى انا من ان أواجهه بما أشك وبما أسمع؟!
يالضعفك يا أنا ..أحقاً صرتي تحبينه؟!


رآها تقف و تذهب للحافه لتطل على مكان تلك البركه الواسعه وتتأمل انعكاس نجوم السماء عليها..اقترب منها ووقف خلفها وهو يعانقها بلحظة صمت،،

دقائق من الصمت الصاخب بين قلبيهما، فهو يعانقها من خلفها، نطقت بعدها بهدوءها/غريب!

مازال يعانقها و يداعب عنقها بقبلاته المتأنيه/وين الغرابه؟!

لامست يده التي يضعها على بطنها وهي تتحدث بعمق/احياناً نظن اننا متحكمين بزمام امورنا وقادرين نضبط انفسنا ، ولكن تفاجئنا الحياة بأشياء ماكنا متوقعينها..وتخلينا نغير حاجات كانت ثابته فينا!

قبّل كتفها و أدارها نحوه بنعومه وهو يتأمل عينيها المتلألأتين بحب/الحياه ماشيه بطريقها طبيعيه مثل كل البشر لكن رغبات القلب واحلامنا هي اللي تغيرنا...او خلينا نقول تغيّر قناعاتنا تجاه اشخاص او تجاه مشاعر معينه.. و حتى تجاه نمط الحياه اللي نبي نعيشها.


نظرت لعينيه التي تعانق عينيها وهي تلعنها سراً، غامض و متحدث لبق لاغرابه ان كان محامياً بارعاً..و دكتور في ادارة الاعمال.. لعل ذلك اعطاه قدره في اخفاء حقيقته عنها...!
عموماً هي ليست عاجزه عن البحث خلفه و تتبع عثراته،
ولكن لن تصدم نفسها بالتجسس عليه ، يكفيها منه ما كان ظاهراً..تكفيها تلك الرسائل وخبر خطبته السابقه..

استغرب طول صمتها وهي ترمقه/بخاطرك حكي؟!

تسائلت بابتسامه بالكاد ترتسم على ثغرها/كيف كانت حياتك مع رغبات قلبك؟! يا ترى عاندتها والا سايرتها؟! .. باستثنائي طبعاً مثلما قلت لي سابقاً"ماني رغبتك ولا حلمك"


يالذكاءها، اوقعته بالمحظور الذي وضعه هو بنفسه ببداية زواجه بها، بالتأكيد مازالت تلك الكلمات تغذي الوجع بداخلها،والدليل انها لم تنسى حتى الآن..!
رباه كيف قاومت و كانت تسايره طوال الوقت وبداخلها جرح ينزف وان لم تعترف بنزيفه؟!/توقعتك نسيتي؟!

بابتسامتها التهكميه/غلطة الرجال الازليه يتوقعون ان الزوجه غبيه تنسى غضبها بمجرد انك تعانقها وتنام معها..!

مازال يخطىء امامها، رغم اجتهاده/ماكان قصد...

قاطعته بنفس تلك الابتسامه التي تخفي وجعاً/و مشكلتك انت،، للحين تسيء تقديري..!


تدثر برداء الصمت مجدداً وهو يراها تتركه وتذهب بهدوء..منذ متى وهي هكذا؟..
مالذي اطفأ نيرانها ان كانت تظنه يسيء تقديرها؟! هدوءها رغم غضبها يزعجه...كان يجب ان تثور ليشعر انها طبيعيه ولن تكتم بداخلها...

نزل للاسفل حيث بركة الماء..تبدو المياه بارده جداً..ولكن بداخله غليان، لا يعرف كيف يتملص من كل منغصاته..حتى مع هروبه بها من الرياض مازال يخاف ان يفتح قلبه لها..يخاف من كل شيء قد يكشفه امامها بهذا التوقيت؟! اللعنه على مها و من هن في شاكلتها..
"كم يمقت نفسه وهو بين نيران لهيبها الذي سيحرقه ذات مصيبه ولكن لا يعرف متى!!!"
نزع ملابسه ووضعها على جذع النخله ليصعد فوق البركه و يقذف بنفسه داخلها من ارتفاع..


سمعت صوت سقوط شيء في الماء لتذهب وتقف مكانهما قبل قليل وهي ترى ثيابه معلقه بجانب البركه وهو يسبح..،ضلت تراقبه من اعلى وهي تغبطه/المويه بارده؟!

اجابها وهو يرتجف/مو بالحيل..تعالي معي

بابتسامتها/لا..خلك تتجمد لحالك

بضحك/قولي ماتعرفين تسبحين وبس، لا تلفين وتدورين

صغّرت عينيها وهي تبتسم/ماراح تستفزني بهالكلمتين،

ابتسم بخبث/بكيفك..لا تنزلين

ضلت مكانها تتكئ وهي تراه يغطس تحت الماء...هب هواء بارد إنها بدايات الشتاء..كم يسحرها النسيم العليل هنا..
انتبهت انه مازال تحت الماء،لينبض قلبها بقوه وهي تناديه/أدهم..أدهم اطلع بلا مزحك البايخ

مضت دقيقه ونصف لتنزل مسرعه وهي تتجه للبركه و تصعد للاعلى لتغمر رأسها في الماء وهي تبحث عنه لكن الظلام دامس،نادته من قريب ولكنه لا يجيب،ستُجن، نزعت جاكيتها الثقيل ووضعته جانباً لتنزل بخفه، وتبحث عنه في الاسفل!!
لتشعر بيديه تمسك بخصرها و ترفعها لسطح الماء ليبتسم وهو يلتقط انفاسه ويضحك/جبتك غصب، خفتي صح؟!

كاد ان يتسبب عليها وهاهو يضحك، حاولت التملص من يديه/يا بروودك كنت بسقط من خوفي بالنهايه تمقلبني!!

امسك بها وهو يعانق انامل يديها بأنامل يديه/خفتي علي يا قلبي..

حاولت الافتكاك منه بغضب لترش الماء على عينيه ولكنه بادلها الرش/سخيييف

...تركته وهي تخرج تسبح للحافه تريد الخروج من هذه المياه البارده. ولكنه امسكها من خصرها وثبًتها/افااا وووين بهالسرعه؟!خليك شوي بس

حاولت افتكاك نفسها بضعف/من جدك أدهم نقعد بهالمويه البارده؟!..بتجمد

احاطها بذراعيه وهو يشدها ليهمس في أذنها وهو يزرع قبلاته في عنقها وخدها المبتل/بدفيك يا قلبي..بدفيك

تنهدت وهي تهدأ و تستسلم لحرارة اقترابه وجنون افعاله، وحده فقط من يستطيع ان يملي عليها اوامره وتنفذها ولو خالفة رغباتها!..ابتسمت وهي تلتقط مقصده/عموماً مصيده حلوه

اقترب بها من الحافه لتتكئ وهو يحيطها بذراعيه ويغوص في اعماق عينيها التي تفهمه بدون ان يتحدث/مهما حاولت وسويت افعالي عاريه قدامك..وش اسوي غير التلميح؟! قوليلي

وهل قتلها فيه إلا تلميحه،ابتسمت برقّه/لا تسوي شيء..انت كذا عاجبني.

ليس هنالك اجمل من هذا الخبر، هو يعجبها.تاه في عينيها البرّاقه وشموخ اهدابها....ملامحها المبلله دقة أنفها الذي بين وجنتيها الناعمتين وليل شعرها المنسكب على كتفيها. ..و اخيراً جمرتي ثغرها المتقده رغم البلل!!
قبّلها بلهفه وهو يحاول ان يكون رقيقاً معها..ولكن جنونه بها يدفعه للاعنف، لاحظ تألمها من قوته ليهمس لها ببحه/تحمليني شوي..بتعبك معي.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون


بعد منتصف الليل..
دخل بعد خروج تلك السيده بلحظه وهو يخالفها بسرعه لغرفة النقاهه..
اغلق الباب خلفه وهو يراها ممدده و برأس ملفوف !! ..
عرف من الممرضات انها لم تستفيق بعد...لم يستطيع النوم وهو لم يراها ..
عليها ان تعرف انه يريدها..عليها ان تفكر به بأي طريقه..
.

اقترب منها وهو يتأملها بحب عن كثب..صغيرته باتت سيده ناضجه! و مكتملة الانوثه..
لن تكون لغيره وعليها ان تعي ذلك جيداً، عرف انها كانت ترفضه بسبب مرضها فقط، كم هي منغلقه على نفسها وكتومه ،،،
ارهقته وهي تحاول ان تركله بعيداً عن حياتها و لو انها فهمته و سمحت له ووافقت على الزواج منه لوقف بجانبها مهما كانت حالتها هو لا يبالي..

اخرج خاتمه من جيبه قبّله و هو يمسك بيدها البارده ليلبسه لها في مكان الدبله.. ابتسم و هو يتمتم داخله
"كم من مرّه دعيت انك تكونين لي ،،، يارب اكون اعظم امانيك"

دخلت في هذه اللحظات وهي تستغرب وجود هذا الرجل الغريب/عفوا من انت؟!

حمد الله انها ليست من العائله/انا خطيبها دكتوره..متى بتصحى من البنج؟

لم ترتاح رويدا فهو يبدو مرتبك/المفروض ان مفعول البنج انتهى من ساعات ، هي حالياً بغيبوبه طبيعيه وان شاء الله ماتطول..

استغرب/كيف يعني غيبوبه طبيعيه؟!!

اقتربت للجهاز وهي تراقب ضغط ليال بنفسها/العمليه كانت صعبه وما نعرف متى بتصحي..الحاله جديده بالنسبه للجراحه

رتب شماغه وهو يهم بالخروج/اوكي..مشكوره ..سلام

استغربت ذلك الرجل، خطيب ليال؟!!..رن هاتفها لترد/ايوه يا عصوم... لا خلاص رحت اتطمن على ليال قبل ما اطلع
ايوه جاهزه تعال..

اغلقت هاتفها وهي تبتسم لليال/متى بتصحين يا بت؟!!يا ريت ماتطولي علينا!!

قبّلت رأسها ثم خرجت بعدما رآت قدوم مرافقتها/يلا سلام يا خاله انا رايحه

لولوه/طمنيني على حالتها ؟!

رويدا بابتسامه/عاال العااال الحمدلله فاضل لها تصحى بأي وقت اذا استمر الوضع كدا..

استبشرت خيراً وهي تجلس/الله يبشرك بالخير

فرحت بدعوتها/امين يا خاله..يلا اشوفك بخير

ابتسمت لولوه وهي تودعها..لتسترخي بكرسيها ....
،
.
،

صباحاً..
انتهت من افطارها و كفت يديها وهي تشعر بغثيان خفيف.. لتقف

رآها تبتعد/مافطرتي

اغلقت ثغرها بأناملها/الحمدلله شبعت...يلا أدهم مشينا والله تأخرنا

وقف هو يلتقط شماغه/ماعليك يا قلبي هاللحين ماشين

استغربت تركه للسفره/وهذي من بياخذها

امسك بيدها/هاللحين بيجون عمال المزرعه وبياخذونه..البسي عباتك ومشينا فيه مكان لازم نمره قبل نرجع الرياض

تسألت بعينيها/مهم يعني؟!

شدد على انامل يدها/حيييل مهم..

سحبت اناملها لترتدي عبائتها لتنحني تريد ان تلتقط حقيبتها ولكنه سبقها و اخذها منها وامسك بيدها وهما يخرجان معاً من المزرعه .

تسائلت بداخلها طوال الطريق عن نظراته لها وكأنه للتو يعرفها..تُرى ما سر لحظات الصمت الطويله بينهما؟!
لماذا يظل ممسكاً بيدها وهما حتى في السياره..
تراودها الكثير من الأسئله..
احبت اقترابه المفاجئ واهتمامه الزائد..تُرى هل مازال يمثل عليها؟!

استغربت توقفه امام باب مقبره، والتفتت إليه متسائله/هذا المكان اللي تقصده؟!

حرك رأسه بإبتسامه يشوبها حزن/هنا أمي وخالي ..ويمكن ابوي..دقايق وراجع لك..

تفهمت رجفة صوته ونزوله المفاجئ، وهي ترى تلك القبور خلف باب المقبره المُشرّع، يالله وكأنها ممتلئه لا فراغ يتسع لقبرٍ آخر، .. هنا المآل المحتوم مهما اعتلى أي انسان، هنا النهايه العادله لكل البشر ، هنا تقف الاحاديث وهنا مختصر الحياه..
..تنهدت وهي تتذكر الراحلين والدها ووالدتها/السلام عليكم دار قومٍ مؤمنون..انتم السابقون ونحن ان شاء الله اللاحقون..

،

داخل المقبره ..وبجانب ذلك القبر القديم يقف وهو يدعو لها من اعماق روحه المشتاقه لرؤية محياها..لذلك الوجه الذي دثرته اغطية التراب..
جلس و الوحشه تخالج روحه ليدس يده في تربة قبرها كطفل يدفعه الشوق لأمه الراحله، "هل يا ترى لو ازحت هذا التراب..سأراكِ كما وضعتكِ..و كما ودعتك آخر وداع..هل لي بلحظة عناق واحده فقط؟!.. ..هل يا أمي؟! "

اخرج يده وهو يرتب ماتبعثر من فوقه ويبتسم بدموع/يمه سامحيني على طول الغياب.. لا تزعلين علي يالغاليه.. ماغبت الا تعب.. وما ابتعدت الا علشان ما يقال ولد ساره رخمه..انا مثلما حبيتي تشوفيني " رجّال ينغزى به"
وينحط على اليمنى مايخون الصاحب و يحافظ على اهله.

جلس بعدما ارهقه بكاءه الصامت ليمسح دمعته/يمه نسيت اقولك..تزوجت و هذا انا انتظر اول عيالي،.. تسمعين يمه؟!

صمت وهو يرفع عينيه الممتلئه بماء حزنه..وهو يرى ان المقبره باتت اكبر من ذي قبل..تُرى كم ابتلعت من الاحباب مع مرور السنين؟!..مع ذلك هاهو يعود إلى قبر أمه بقلب ذلك الطفل ذو التسع سنوات..الذي أودعها قبرها و ارهق خاله وهو يخرجه من جانب اللحد..مازالت تلك اللحظه المؤلمه عالقه في ذهنه..مازالت تلك الحرقه في قلبه.

تذكر انه ليس لوحده نزل لتربة القبر ..قّبله وابتعد وهو يلتفت ..وكأنه سيراها!!

حاول جاهداً ان يكون طبيعياً قبل ان يعود للسياره، لبس نظارته السوداء..و ركب السياره وهو صامت ويلتثم بطرف شماغه، حاول ان يبتلع غصته ليتحدث و كأنه يبتلع شوكه/اسف تأخرت

لاحظت الغصّه في تعثر نبرته، مدت يدها ليده وهي تشد عليها بصمت ، نعم كلاهما فاقد ..ولكنه تيتم منذ الصغر وذاق لوعة الحرمان باكراً..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون

الرياض..

خرجت مستغربه وهي ترى عاملاً احضره قاسي يغسل سيارة أدهم بعدما اصلحها..
مضت كم ليلة هنا وأدهم لم يأخذها؟!!
وكأن ذلك الرجل حوله حرس من كل سوء يحمونه!!
لن تتركه حتى ينحني لابنتها مجدداً.. من يظن نفسه إبن ساره؟!!!

عادت للداخل وهي تسمع مدى تتحدث في هاتفها وتمسح دمعاتها بالتأكيد اطفالها..
تركتها و ذهبت لاعمالها..
،
.

وقفت و دخلت للداخل وهي تهمس لابنتها بعد تردد/ندوش حبيبتي وين بابا؟!

عبر الهاتف/بابا عطاني الجوال وقال كلمي ماما و راح غرفته..

تنهدت و دموعها تزداد، ما يحدث في حياتها كئيب ولا يُحتمل، لماذا منيف بهذه القسوه، لا يجدر به ان يؤذيها بإبعاد اطفالها/طيب ماما ، الخدامه راحت من صار يطبخ لكم ومن يرتب البيت ومن يغسل ملابسكم

تحدثت تلك ببراءه/بابا..مايطلع من البيت يطبخ غدانا ويودينا المدرسه والملاهي والبحر

أمعقول منيف يفعل كل ذلك؟!!لا تصدق!! هو متعاون لكن لن يتفرغ لهذا كله يستحيل ذلك!!/يزوركم احد؟!

اخبرتها ببراءه/لا ..بس جده تقول لي مامتكم يع.. و بابا بيجيب لنا ماما ثانيه ..وانا مابي غيرك كلميها وقولي لها لا..صح انتي بترجعين؟!

غضبت من تصرف ام زوجها وضغطها النفسي على ابنتها، لكن هي الملامه، هي من تركتهم بغباء و زيف تتبعته في لحظة ضعف غبيه، كانت ستجيبها لولا ان سمعت صوته وهو يحاول ان يكون جافاً معها/طولتي مع بنتي وصرتي تسألين عن خصوصيات اظن مالك فيها دخل!!

ابتلعت الغصّه وهي تسمع نبرة جفاه، تحدثت بهدوءها المعهود هي لا تحب رفع الصوت ابداً/بنتك بنتي يا منيف..و اي شيء يتعلق فيها بيخصني وطبيعي بسأل عنه

اهتز صوته قليلاً وهو يرد/و من بين هالخصوصيات أنا! علشان تنشدينها عني؟ وتحققين !!

نزلت دمعتها الحارقه وهي تتذكر كيف كان يداريها حين تغضب ، كيف يحاول جاهداً ان يفعل ما تريد، و لكم غضب من برودها ولكم حاول تحريك مشاعرها ولكنها تتجاهل كل محاولاته بقلبٍ غافل/منت واحد عابر والسلام يا منيف ، يوم من الايام كنت اهم شخص بحياتي.. وللآن لانك ابو عيالي، ما انكر عشرتك و ما اشيل لك بقلبي الا الاحترام حتى لو حرمتني عيالي

صمت ...

خافت من صمته، و لكن يجب ان تغلق الخط الآن/منيف مضطره اقفل..بس تكفى اذا صحى بسوم من نومه خله يكلـ ..

اغلق الخط قبل ان تنتهي من جملتها ..!
معه كل الحق ..اصلاً استغربت استماعه لها بعدما حدث!،، ""لم يدفعه لسماعي الا الحب أعرفه جيداً ذلك الرجل.. وليتني عرفت رجلاً اقسى منه ..انا لا استحق حُبه..ابداً !""

.
،
.

كعادته..يدخل يراقب حالتها و لا يطيل البقاء بسبب وجود مرافقتها .. الامور مستقره...لكن لا يعرف لماذا لم تستفيق بعد!!
ولكن هذه المره لفته شيء غريب في يدها..ولم تكن ترتديه!!... من ألبسها هذا الخاتم..من زارها في غفلةٍ منه؟!!..لم يستطيع سؤال عمتها..لربما هي من ألبستها ذلك...ولكن لماذا في ذلك الاصبع..؟!
لم يرتااح ابداً ..
حتى انه خرج بدون ان يتحدث مع عمتها..

اتجه للاستقبال ليسأل عن الممرضه المناوبه ليلة البارحهً ولكن لم يجدها،اخذت إجازه و ربما ستأتي بعد يومين او ثلاثه..ياللحظ!!


.

مضت يومين..


نادتها الخادمه من مكتبها..وهي تبتسم/مداام

رفعت رأسها من كتاب بيدها تقرأه/نعم جوري!

ابتسمت تلك وهي تتحدث/مدام ماما رواد تبي انتي في المطبخ..

استغربت ان تناديها هناك، تركت كتابها وذهبت معها بفضول/وش عندها

وصلت المطبخ وهي تقف مبهوره مما رأته الكثير من صناديق التين الشوكي و الرمان وهنالك ام رواد على طرف الطاوله تقشر لها صحناً/واااااو

ام رواد بابتسامه/الله يخليلك هالرجال.. فتح محل خضره في البيت لعيونك..تعالي اكليه كله

رفعت غرّتها الطويله عن وجهها وهي تتجه إليها بابتسامه تتسع/مجنووون و ربي..قال بجيب شاحنة تين شوكي بس ماصدقت هههه

ام رواد بسعاده/عسى يديه ماتمسها النار.. منعك من الدوام غير يومين بالاسبوع و بيجبرك تاكلين غصب..وينه من زمان عنا.

اخذت قطعة تين شوكي و دستها في فمها بتلذء/يجنن طعمه..

وضعت الطبق المملوء امامها وهي تأمرها/خلصي هذا كلّه..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون


المؤسسه...
في مكتبه كعادته يمارس عمله ويتحدث مع موظفيه.. غاب يومين عن المؤسسه و أجل كل شيء!!

قلّب اوراق ملف عرض شراء لمجموعة منتجعات سياحيه في الهاواي..يجب ان يكون العرض مستوفي كل شيء وان يناسب عمله هو بالاساس..
يجب ان ينهي كل شيء قبل ان يرتب اوراق اعلان ارباح الربع الرابع من العام..

سمع صوت الباب لينادي/ادخل

دخل السكرتير/دكتور أدهم..كل المعلومات اللي طلبتها ادخلتها بالكمبيوتر وتقدر تشوفها بنفسك الآن

أدهم/ممتاز..طيب قلت لمدراء الفروع عن الاجتماع؟!

السكرتير/ارسلت لهم كلهم دعوات برسائل نصيه و وصلتني تأكيداتهم

رفع رأسه برفعة حاجب/على اساس في مجال ما يحضرون؟! ..المهم ارسل لي دلة قهوه مهيله..واذا وصل مهند خله يدخل

خرج السكرتير وغرق هو في عمله واتصالاته..حتى وصله اتصالها المقيت، ليرد برسميه/هلا مها..

بميوعه/هلا حبيبي..وين الغيبه، لا لا ماتفقنا على كذا، اسبوع مره وحده!!

حاول امساك اعصابه/يا مها ماني حي الله موظف انا مشغول لين راسي..ماني رايق لدلعك..هالفتره اتركيني

استنكرت وتغير صوتها/ان كنت ناسي اذكرك...للحين عند كلامي

كسر القلم بين يديه وهو غاضب/مها تعرفين ماحب الحرام و الطرق الملتويه..ماراح ازورك الا والشيخ معي...بس اصبري علي يا عمرري مو وقته ابد

بدلع/كل يوم مو وقته؟! انت تصرفني؟!!

تحدث من بين اسنانه وهو يحاول ان يضبط نفسه/ظروف البيت والمجموعه ماتسمح اغيب ..والزواج يبي له واحد متفرغ..اذا مافهمتيني يا مها من بتفهمني هااه؟!

تنهدت وهي تقتنع اخيرا/اوكي حبيبي ابي اشوفك، كيييف؟! شرايك نلتقي بالويكند بكوفي انا احدده

مسح على وجهه وهو يستجيب لها، لعلها تكفيه و يرتاح/ماهي مشكله، نتقابل بالويكند...يلا سلام

بالكاد اغلقت الخط ليسترخي بهدوء والمزعج في الأمر انها لا تمل

رن هاتفه مجدداً ولكن برساله نصيّه انها منها هي "الحبيبه" ، ليفتحها ويقرأها بابتسامه[مشكوور ياقلبي عالتين والرمان مررره طيبيين، و آسفه ظنيتك نسيتهم]

اغلق هاتفه وهو مازال يبتسم.."لله درّها ما اقربها لقلبي وما أنقاها.."
،

تسابقت نبضاتي مع خطواتي..!
أيهما كان اسرع؟
كل منهما كان يجزع ويفزع.

تساقطت مني كل امنياتي
وبقيت واحده..فقط!
ان أرآها ثانيه.

تجاوز كل الممرات فجراً وهو بأشد حالات قلقه بعد اتصال غدير التي طلبت حضوره فوراً قبل ان تُسلّم مناوبتها ..تحدثت عن امور تخص ليال فهو لا يشرف حالياً سوى على ليال فقط..
يالله أُلطف بي...

وصل لغرفتها وهو يقف امام الباب بوجل وترقب..رباه هذه اللحظه الأهم في تاريخي..ما أتمناه ان لا يؤثر انقطاع التنفس عليها..هذا كل كا اتمناه الآن..


فتحت الباب لتتفاجئ به واقفاً كالصنم/دكتور وليد!! وينك تأخرت حييل

خاف من نبرتها، لابد وان مكروهاً حدث لمريضته الحبيبه/انتكست؟! دكتوره غدير انطقي

حركت رأسها بأسف وهي تفتح الباب له/ادخل وشوف شصار لها بنفسك

دخل بتوتر وهو يجهز نفسه للصدمه،وجد المرافقه امامه تجلس منتقبه في كرسيها الجلدي ليبتسم لها/صباح الخير يا خاله كيف الاحوال اليوم؟!

لولوه بوقارها/صبحت بالنور يمه..

حان الوقت ليلتفت إلى السرير ولكنه عاجز، ليسمع اخيراً صوتها المبحوح/ليه لابس معطفك مقلوب؟!

ابتسم وهو يلتفت إليها بسعاده، هي واعيه به وترى/لا لا، الحمدلله على سلامتك

غدير بسعاده/نجاح بااهر يا دكتور الف مبروك

إلتفت إليها وهو يرمقها ممازحاً/انتي حسابك بعدين يا دكتوره، وش هالمقلب مع هالصبح؟! روعتيني

غدير بابتسامه/حبينا نحرك الجو شوي، يلا انا طالعه بس لا تنسين يا ليال اللي قلتلك انتي وخاله لولوه مالكم عذر

ردت بابتسامتها/اذا الله أراد بحضر اكيد، ومبروك سلفاً

غدير/الله يبارك فيك...يلا سلام

وليد بابتسامه لها/هاه بشري عن راسك،

لولوه/اسألني انا يا دكتور..اول ماصحت طلبت تستفرغ وارهقت نفسها..وبس تهلوس بوسام ..وهاتوا نايف

خجلت ليال وهي تسمع ما فعلته بدون وعي وتترقب ردة فعله،و تلاحظه ارتفاع اهدابه الخجوله..
كم يربكها وجوده و صوته، الارتباك اللذيذ الذي يجعلها مُحاطه بهاله من التوهج..ولكنها متردده تريد الخروج من محيطٍ يتواجد به..،ليست غبيه حتى لا تفهم تلميحاته ولكنها تكره التلميح..!


فرح بما سمعه من لولوه/حلو..كل شيء طبيعي..اصلاً احياناً الشخص من شدة الصداع يستفرغ..والعمليه كانت بالراس ..طبيعي تحس بغثيان

تحدثت بابتسامه مرهقه و نبره متعبه وهي مازالت تسند رأسها/نسيت اشكرك دكتور وليد..

قاطعها وهو يعجز عن النظر اليها..هي تراه الآن بات يخجل حتى من نظراته السابقه/اشكريني اذا طلعتي بكامل عافيتك مو هاللحين ..يلا يا جماعه انا طالع هاللحين عندي اشغال..


فهمته هو يتهرب، هل نسي انه سبق واخبرها انها سبب وجوده هنا ، وأكدت ذلك غدير! فلماذا يتعذر للهرب بكذبه ، لعل السبب هو وجود عمتها معها، ماكر يا وليد..!
مازالت تلتفت بعينيها للمكان حولها..وتحمدالله على نعمة البصر كما كانت غارقه في نعيم الله ولم تكن تشعر، لربما بعض المحن تأتي لتخبرنا كم كنا سعيدين ولكننا لم نكن نشعر حينها..كم نحن غافلون/عمتي

رفعت نقابها وهي تتجه إليها/سّمي؟

برجاء يدفعه حُب وشوق عظيم/اتصلي بالبيت خليهم يجيبون وسام، اشتقتله وهو بعد هاللحين تعبان حبيبي يبيني

لولوه بابتسامه/انتي ماقصرتي معه خليتيه يتأقلم مع اللي حوله ، الولد صح سأل عنك لكنه مبسوط مع اخوانك وام رواد ماقصرت سدت مكانك ،، والحمدلله هذا انتي ارتاح راسك من هالورم الله لا يعيده..ارتاحي شوي قبل زحمة الزوار
كلها اربع ساعات وتجي الشموس وعبير بعد بتوصل بالليل

ليال بفضول/بعد قلبي الشموس تكون تعبت

لولوه/ماعليها بخير ومع أدهم ..كلمتني قبل شوي ..محد تعب غيرك انتي ارتاحي بس، اللي صار لك امس ماكان عادي..حتى اني للحين ماني مصدقه انك قدامي و مرتاحه.

تذكرت ماحدث، وهي تخوض المغامره مع الدكتور وليد..كانت تضحيه كبيره منها لو ماتت..و لكنها عاشت واصبح نجاحاً باهراً لوليد الذي سمعت اخباره من غدير قبل قليل..وليد يستحق كل خير.
انتبهت للخاتم الذي يزيّن يدها..ممن؟!
غضبت وهي تظنه من وليد!! بفعلته هذه قد تجاوز كل الحدود ويجب ان يكون لها موقف صارم..
نزعت الخاتم وهي تضعه في الدرج الذي بجانبها.
،

وصل عيادته وهو يجلس يتسائل بحيره، هل تتذكر الحديث الذي دار بينهما قبل العمليه؟!
هل نبض قلبها له كما بثت الحياه فيه؟!
،
 تنهد وهو يتهكم على نفسه بنفسه بعد رؤية خاتم الألماس الذي يزين يدها..؛

آه منك يا رجل تُفكر بهلاكك فقط..!
من أنت لتفكر بمثلها؟!! ستخسر لا محاله!

"يالله حتى أنا لا أُنصفني"
وليس الاخرين فقط..!!

قل لي بربك يا أنا؛
اي ذنب يجعل من مجرد الحُلم بها خطيئه؟!
و أي دين يمنعك منها؟؟
أليس من الظلم ان لا تكون لك؟!..

اااه يا وليد تتحدث عن الظلم وكأنك موقن بالفوارق الكبيره بينك وبينها!!
و تتحدث عن الخطيئه وكأنك تعرف ان ماتفعله خلسه ليس صواباً..
ثم تتحدث عن حقك بها وكأنك تراهم يرفضونك ويزفونها لغيرك؟!

"سأصبر وادع الأمور تسير ...مازال في الوقت متسع لي ولها.
هي مريضتي أنا....وانا دوائها."
،
رن هاتفه ليرفعه ويرد بعد تنهيده/نعم...ايوه..جريدة ايش؟!
انا بقسم المخ والاعصاب..ما راح اقابل احد عنده في الاداره..سلام

اغلق الهاتف وهو يرد على المحمول/هلا معتصم...

على الطرف الاخر/اهلا بالطبيب المشهور منور التلفزيون يا باشا

ضحك/اي تلفزيون من شهر اظن مافتحته طبعاً انت ماخذ اجازه ومتفرغ اليوم مع المدام

المعتصم بسعاده/يا زوول افتح التلفزيون وشوف العالم يتكلم عنك وعن تقنية النانو اللي استخدمتها في الجراحات المستعصيه وانتا ولا على باالك خااالص


وقف وهو يخرج من عيادته لاستقبال القسم حيث شاشة البلازما العريضه هناك وسط تجمع بعض الممرضين و الدكاتره و المراجعين، وهنالك رجلين احدهما بكاميرا وعدة عاد ليرد على المعتصم/معتصم بعدين اكلمك سلام

توقف المذيع امامه بابتسامه/دكتور وليد؟!!

باستغراب/نعم انا

المذيع/الف مبروك على نجاح عمليتك النادره و حابين نسوي معك لقاء اذا ماعندك مانع!

اشار لعيادته/تفضلوا..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة