-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السادس والأربعون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السادس والأربعون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

لطالما واجهت قسوة هذه الحياة وحدي، فلا تظنين أنني عاجزٌ عن مواجهة هجرك و جفاك ..

،
.


الليل هادىء..اضاءات خافته موزعه بإتقان في أرجاء هذه الشقة الصغيره، كعادتها حين تمل وتشتاق لوالدتها وحيده تستمع وتستكن لإحدى مقطوعات "إينو موريكوني" موسيقار والدتها المفضّل، مسترخيه في سريرها تتذكر ذلك الماضي الذي ليس ببعيد..كم كانت تلك الصفحات بيضاء في نظرها..بيضاء نقيه حتى لطختها والدتها بنفسها، مازالت تشعر بمرارة ذلك اليوم الذي عرفت فيه أن والدتها إتخذتها كسلعه إبتزاز لوالدها لكسب المال فقط!!...
مع ذلك كلّه الشوق يدق أجراسه لها تماماً كأجراس الكاتدرائيه التي كانت تزورها في أيام الآحاد، الكاتدرائيه التي تم تعميدها فيها كمسيحيه حين ولدت، تشتاق لحضنها كطفله بذاكره بيضاء نقيه و حياة ورديه و إن لم تعد تريد رؤيتها مجدداً !...يالهذا القلب الموجوع! ،
مالذي جلب الذكريات و الشجون هذه الليله؟! مالذي دفع باب الذاكره التعيسه لتتسرب إلى هذه الليله؟! ..
لم تشعر بغرق الحنين حتى بلل الملح خديها...!

سمعت خطوات دخوله إلى الشقّه..
اعتدلت في جلستها وهي ترى ظِله الطويل يقتحم باب الغرفه قبل دخوله إليها،..
تعمدت ان تعود و تدير ظهرها للباب و تتصنع النوم فوراً ..لا تريد الإحتكاك به والحديث معه وهي تحمل في قلبها مثقال ذره من غضب عليه!..هكذا افضل فالأحاديث البارده بعد دفء العلاقه موجعه!

دخل وهو ينزع شماغه ويبحث عنها بنظرات عينيه ليبتسم وهو يراها تنام براحه،إتجه للموسيقى واخفض صوتها قليلاً..و رفع مستوى الإضاءه قليلاً بجانب السرير ليراها بوضوح وهو يقترب ويهمس لها/نيفو

لم ترد،ولم يعتد منها أن تتجاهله،إذن هي غاضبه بطريقتها، إستلقى بجانبها و هو يحتار كيف يعتذر كيف يبرر ما ليس يبرر، ولكن غضبه كان تنفيس فهو رجل مضغوط تماماً..ولم ينفس بعد عن ضغوطه،
إلتفت إلى ظهرها و هو يرى رسمة الفراشه على كتفها بسلام،إبتسم و يقترب ليقبل موضع الفراشه و من ثم يعانقها بعدما شعر بارتعاشتها بعد لمسته ليلصق ظهرها بصدره و يمسح على بطنها بلطف وهو يهمس لها/تضيق بي الدنيا و تقلب الأيام شهب ولياليها سرمديه، وان جيتك و ضميتك حسيت ان الدنيا بخير و الناس وافين..

إزداد إنهمار دموعها وهي تشعر بصدق نبرته،لم يخذل إيمانها بأحقيته لها، ولم يهين ولائها له،حركت يدها لتضعها على يده التي تلامس بطنها، في لحظة صمت تضج بالمشاعر....


إزداد بريق إبتسامته بتفاعلها الصامت معه،ليهمس مجدداً/اعتذر عن تركي لك البارح،كنت حاس بضغوط و ازداد الضغط وانا اتصل فيك وماتردين وقلقت عليك وتوترت صدقيني اموت وما اضرك يا نيفو.


أدارت نفسها ناحيته وهي عابسه لتنهاه/لا تجيب سيرة الموت..انا بخير و انت بخير و مازعلت اصلاً ليش تقول هالكلام.. << إرتعشت شفتيها عند آخر كلمه وسقطت دمعتها

مسح دموعها وهو يبتسم/ما استقبلتيني عند الباب كالعاده وعرفت ان الصدر ضايق علي، مشكلتك دلعتيني وخليتيني استنكر واشك في أي حركة جفى...انتي ما تخليني ابد و لا تصدين عني إلا زعلانه وهذا نادراً بعد.

ابتسمت وهي تمد أناملها لشعر لحيته المهمله و من ثم تقترب من خدّه لتطبع قبلتها و تعانقه بهدوء/البارح تعبت شوي... حسيت بضيق، قلت هو تركني وراح ببرود،ماعودتني تتركني حتى وقت ماكنا بعيدين عن بعض!، الضيق تحول لبروده باطرافي ومعاد حسيت بشيء...بس زوجة خالك ما قصرت معي.

تذكر مواقف ام ريم وكيف كانت تقف بجانبه وتفهمه وتحاول ان تُصلح ابنتها و ماكان بينهما،. هي سيده فاضله، ومن الغريب انه ابنتها لم تكن مثلها/يلا استأذن يا قلبي

رفعت حاجبها مستنكره وهي تبتعد عن صدره قليلاً لتواجه عينيه/نعم حبيبي؟!!

قرص خدها بنعومه/مابي انام بثوبي،ممكن ابدل؟!


هنا ابتسمت/اي علبالي بعد!

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

صباح اليوم التالي...،
خرج من غرفة والد هوازن وهو يتحدث بالهاتف إلى تركي باهتمام/هاه سويت كل اللي قلته البارح؟!

على الطرف الآخر/ايه ابشرك كل شيء انجزته..بعد هالشغله اسبوعيه وماتاخذ مني وقت

ابتسم لنشاطه وتفاعله/ممتاز،طيب اليوم بحول لك مبلغ واخذه كامل و وده لبيت ام سلطان اللي تتذكر

على الطرف الآخر/ايه اذكرها اللي ساكنه بالنسيم

اكمل حديثه/ايه و قل لها هذا من سلطان ولدك.. انتبه لا تنسى

تركي/لا ماني ناسي..طيب تامرني بشيء؟!

براحه/سلامتك يا تركي بس اذا انتهيت من مشوار ام سلطان عطني خبر..

اغلق الهاتف وهو يبتسم كم كان غاضباً مساء البارحه، ولكن اليوم هو مرتاح..كمية رضا لا حدود لها، تبقى شيء واحد عليه ان يعرفه.. ما سر تلك التهديدات التي ترافق الشموس؟!! عليه ان يزور سلطان مجدداً و يتحدث إليه..سلطان يعرف كل شيء هو متأكد من ذلك..!

عاد إلى غرفة التنويم وهو مبتسماً لرؤية وقار ذلك الرجل الكبير/صباح الخير يا عم كيفك اليوم

بابتسامة رضا/بخير نحمد الله.

ربت على كتفه بعدما قبّل رأسه/لا اليوم حتى وجهك منور، شرايك نطلع نفطر في حديقة المستشفى؟ في هالجو الزين، برا غيم و كود ينزل مطر

بنفس ابتسامات الرضا/ودي يا ولدي عز الله ودي

فكر بأمر ما/بس ترى هاه بدون كرسي متحرك، الدكتور يقول المساج والعلاج ماينفع بدون تحريك الاقدام وانت بعدك شباب طال عمرك

ضحك قليلاً فهو لا يذكر متى ضحك اخر مره/الله كريم..اما الشباب معاد به شباب

امسك بيده/يلا هات يدك بفطر معك وبطلع عملي و بعود لك ان شاء الله نتقهوى ونعين خير و امسي عندك بعد

شعر بالفرحه تغمره و تُغرقه لدرجة نزلت دمعاته وما اقسى دمعات كبار السن/روح يا ولدي عسى الله يزين حظك و يحفظ لك ولدك يبر فيك مثلما تبر في واحد ماتعرفه


تأثر بنبرته و لامست دعوته شغاف قلبه، ليبتسم/من قال ما اعرفك؟! كم لنا نعرف بعض يابو هوازن؟ ماقلت اعتبرني ولدك؟!! كذا تبيني ازعل منك

شدد على يد أدهم و عينه تراعي عينيه بشغف/ونعم الولد يا أدهم ونعم الولد..

.
،
.

دخلت مبنى الوقف وهي تتفقد مرافقه جيداً بصحبة احداهن لا تعرفها ولكنها من مؤسسة الشموس.. كانت تشرح لها كل شيء و كل مكان..ولكن قلبها مشغول بمن يلاحقها و موجوع بمن فارقته..توقعت ان سفرها عنه سيُنسيها ولكن هيهات..

تحدثت الموظفه/استاذه ليال حنا انتهينا من كل شي حتى مقابلات التوظيف تمت عن طريق مؤسستنا بأمر استاذه الشموس بحكم غيابك.. و ان شاء الله يكون حفل التدشين بعد اسبوعين من بداية العمل ..واستقبال الطلاب..بكرا راح يداومون الموظفات و تلتقين فيهم، ماحددتي من بيحضر الإفتتاح؟

إلتفتت إليها وهي تشعر بصداع و عدم تركيز/معليه اختي انا ...ما قلتي وش اسمك؟


استغربت فلقد تعرفت عليها في البدايه/اسمي عايشه تعرفنا اول ما وصلتي!!

بلا مبالاة/معليش عايشه انا ماراح اداوم بكرا و لا بعده..ما دري متى بس ..سلام


خرجت تحت أنظار عايشه المستغربه..!!
.
،
،
.

كعادتها كل يوم..
تجلس على طاولة المطبخ تراقب تحركات مدى وهي تجهز القهوه و الأكل لوالدتها، لتتساءل بفضول/من بيوديك لعمتي اليوم اذا قاسي للحين مانزل


فهمت مقصدها ولكنها تتجاهل نبرة الغيره،لا تلام فذلك خارج عن إرادتها/لا تخافين بينزل بعد العصر و بنروح


عادت لتصمت ولكنها تسائلت بفضول لم تحتمله/دايم انتم كذا..يقعد فوق ما ينزل لكم؟!

غضبت من بجاحتها/ريمووه مصختيها ترى ، اكيد بيقعد فوق عند زوجته دام البيت فيه حريم اجناب عنه ، ان شاءالله تبينه يتكي عندك تحت؟!

صمتت وهي تلوم نفسها على فلتان اسئلتها..

لحظات لتدخل ام ريم سعيده/يلا يا ريم قومي جهزي نفسك بنروح


استغربت وخافت/وين يمه؟!

بسعاده/اخوانك جو بنرجع للدلم وهم بيقعدون يبارون ابوك


ارتاحت اخيراً ، فمنذ قدومهم لم تجتمع مع اخيها وزوجته معاً كالسابق، وجود ريم يوتر نيفادا وان لم تُفصح عن ذلك، كل شيء واضح..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

وقفت أمام المرآه مستغربه شحوب وجهها،لم تعتاد على ذلك،..مازال الوقت مبكراً لتتعب هكذا..!

وقف بجانبها وهو يرتب شماغه على رأسه/هاه خلصتي يا قلبي،نمشي؟!

ترددت/اي خلصت بس ..قاسي ماني حابه اسوي سونار!

استغرب/ليه؟! اللي تراجعين عندها ماطلبت ولا مره سونار

بقلق/طلبت بس كنت ارفض..سويت بس صوتيه يعني فحص نبض فقط..

بابتسامه/حظي حلو يعني بنشوفه كلنا اول مره

بتردد/خايفه

امسك بطرف انامل يدها/مافيه شيء يخوف..يلا مشينا مدى تحت لحالها من نص ساعه

../ليه وين مرت خالك و بنتها

براحه/اخذوهم عيالها.. يلا نزلنا؟

لحقت به براحه هي الأخرى..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

مرت أيامِ ثلاثه...كالرصاصه لا يردعها شيء،
نفّذ ما توقعته..هرب منها كما يفعل عند حدوث اي نقاشٍ حاد بينهما..
انتهت من لباسها وهي تتجه لمرآتها ترى اناقتها قبل ان تخرج.. نظرت لبرهه لملامحها العابسه ونظرتها الناقمه..
ألهذه الدرجه الحياة معي صعبه،والنقاش معي لا يُحتمل؟!!
"ألهذه الدرجه أنا صعبة المراس و كئيبه؟!!"

رن هاتفها ليُخرجها من معمعة أحاديث نفسها..لمحت إسم ليال يلوح على الشاشه لتتجاهل الإتصال، منذ تلك الليله وهي ترفض الحديث معها،ماتفعله ليال خرج عن النص تماماً و خيّب أملها كثيراً بها..ما اصعب ان تُصدم بمن كنت تعتقد أنه أفضل منك بمراحل!..

وصلت للطاوله الضخمه التي في منتصف الصاله وقد وُضع عليها قهوه عربيه و صنفين من التمر كالعاده..اخذت فنجاناً وهي تنتظر قدوم أم رواد من المطبخ لتخبرها أنها ستخرج الآن لتتفاجىء بخروج ليال من باب المصعد، لتصد عنها بتجاهل..!


اتجهت إليها بكامل غضبها وتوترها لتقف وهي تستفسر بقهر/ليه تسكرين التليفون بوجهي؟!

سكبت لها فنجاناً آخر ثم نظرت لساعة معصمها بتجاهل واضح..

صرخت وهي تدير وجهها لها/لين متى يعني؟! ليه انتي لئيمه كذا ، من متى تتجاهلين أختك ليال؟!

ابعدتها عنها، لترد بغضب/اختي ليال ضايعه و لا تدري كيف تتصرف، ادعي الله ترجع لي ليال اللي اعرفها..لأن عمل الوقف تعطل بسبب تغيبها، واذا تأخرت اكثر مضطره أعيّن غيرها.. سلام


ضلت واقفه مكانها باكيه لتصرخ عليها بعدما أجابتها ببرود/اكلمك عني و تتكلمين عن العمل بسس!!! الشمووس انا ماغلطت علشان كل هذا!! لين متى بتحقريني؟! عندي موضوع مهم بقوله لك.


تجاهلتها وهي تخرج بعدما لبست عبائتها...

تركت المكان هي الأخرى وعادت أدراجها..كيف تطلب منها ان تعود للعمل مجدداً وهي بهذا الحال المزري!!
وصلت غرفتها وهي تشعر بأنها تختنق..
مالذي عليها فعله لتتحدث إليها من جديد؟!
تقسم انها مرهقه وتفيض بالكثير من الفضفضه التي لا تجد من يُنصت لها...لم تظن يوماً ان الشموس بكل هذا التعنت!!


وصلت أم رواد بعد ارتفاع الأصوات لترى ذهاب ليال و هي غاضبه..وفنجان قد شُرب منه!
"كيف تخرج الشموس قبل ان توصيني بـ راكان!!"


.
،
.

في محادثه هاتفيه تبدو مهمه جداً..
وقف وهو يلح على موظفه/ابيك تصدر لي اذن زياره مهم جداً..ما ادري تصرف.. وعطني خبر

دخل في هذه اللحظات وهو مبتسماً/السلام عليكم

وقف مستغرباً وهو يغلق هاتفه/وعليكم السلام اهلاً فيصل راشد..

صافحه/هلابك استاذ صالح،كيف الحال؟!

ابتسم وهو يشير الى مكان جلوسه/يسرّك الحال..تفضل بالجلسه هناك انت ضيف عزيز

ذهب و جلس وهو يحاول ان يجمع اطراف الموضوع الذي يريد الحديث عنه/ادري بتستغرب دخولي كذا يابو هند..اعذرني انا قلت للسكرتير ودخلني بحكم معرفتي بك


بهيبة إبتسامته، وقف و سكب له فنجان قهوه ليقدمه له /لا تعذر يا فيصل، انا اصلاً مقصر معك، ماشفتك من مرض الوالد الله يرحمه

إرتشف من فنجانه قليلاً/الله يرحمه..في الحقيقه انا جايك بموضوع و يمكن تعتبره استشاره قانونيه..لكنه ماهي بـ رسميه، والله عجزت احط لها أسم

ضحك قليلاً/يا رجل قول اللي عندك و لا تشيل هم

إرتاح قليلاً و قرر الحديث عن طرق إسترجاع أسهم شركاتهم التي تمتلكها مجموعة ال مناع..ولكن رن هاتف مكتب صالح...ويقطع حبل افكاره..!

وقف صالح بإهتمام/لحظه يابو فهد والله انتظر مكالمه مهمه تخص عملي، بس شوي

بابتسامته/خذ راحتك ماني معطلك.

تركه و اتجه لطاولة مكتبه و يلتقط سماعة الهاتف/الو ..ليال ال مناع؟!!...كم مره اقولك هذي حولها سيده لمكتبي يا عمر... ... وعليكم السلام..تطمني، انا سويت كل الإجراءات ...ماعليك روحي عملك و لا تشيلين هم هالنقطه..
.



إلتقطت أذناه إسمها..حل بجسده شيء غريب غشي جلده حرارةٍ إصطدمت بببروده ، فتصدّع منها ضلعُ صدره و تسلل نورٌ إلى قلبه المهجور..!!
تسائل بفضول مُحب ماذا تريد من المحامي إن كان عملها فقط يقتصر على الخدمه الإجتماعيه في إحدى الدور؟!!! كيف تتحدث بنفسها مع المحامي؟! ألم تتزوج كما سمع؟!!
بدأت الأسئله تتقافز في رأسه...لتخبره بأن قلبه ما زال في ظلاله القديم...!

حاول السيطره على ردة فعله كعادته، قد عزم على الزواج من زوجة أخيه و العنايه بعائلته..فليس من الصح ان يفكر بأخرى متزوجه.. تُرى من ذلك المحظوظ الذي فاز بها ؟!
يريد رؤيته فقط، كيف قبلت به؟! ماذا يعمل؟!!
تباً كلما عزم على نسيانها..نسي!


أنهى مكالمته و عاد لمقعده/معليش يابو فهد أخرتك

اعتدل جالساً وهو يحاول ان يزيحها عن تفكيره/والله المفروض انا اللي اعتذر جيت من غير موعد واشغلتك..

ابتسم/يا رجل ماعليك ..

استجمع نفسه ليتحدث بموضوع الاسهم/هذي ليال المناع؟!!... اسف على التدخل والله بس سمعت انها تزوجت و اخوها نايف برا يتعالج..كيف اخوها انا انشغلت بالوالد ونسيت حتى ازورهم؟! <<شعر بالحرج ،لم يستطيع تمالك نفسه!!

تفاجىء من تساؤله عن ليال و لكنه تفاجىء اكثر حينما تحول السؤال عن نايف، لا يعرف لماذا يرى نفسه أمامه، خصوصاً ذلك التوتر و حركة فتح الشماغ وترتيبها بشكل متوتر بعد السؤال!/ابشرك نايف بخير وكلها شهر شهرين و راجع.. وليال ماتزوجت للحين...


شعر و كأن رئتيه تستقبل الأكسجين النقي للمرة الأولى بعد غبار السنين، حاول جاهداً ان لا تظهر إبتسامته على سطح شفتيه، ليرد بإتزان/ما شاء الله تقولي تحسن نايف؟! الله يتم عليه صحته..


لاحظ ارتباكه و لكنه فهم كل شيء بعد إبتسامته الأخيره وهو يتحدث عن نايف ليخفي أمراً آخر ...ولكن لا يخفى ذلك الأمر على رجل مر بمثل تجربته..الملامح فاضحه..كان الله في عونك يا فيصل...!
.
،
،
*في مديرية السجون العامه ..،
متفاجئ من كمية الخبث المتناهي ممن كانوا يوهمون نايف بأنهم أصدقاءه!! و الخبث يجري بعروقهم مجرى الدم..!
اتفق مع ضابط التحقيق و طلب رؤية سلطان على إنفراد وانتظر رؤيته لعله يفهم شيئاً منه،.
هل من المعقول ان يكون هدفه فقط أذية نايف فقط بدواعي الغيره او احدٌ ما دفع له مقابل ان يقتل نايف!!
هو شاب محدود الإمكانات..

لحظات ليدخل سلطان وهو عابساً بصحبة جندي تركه و خرج/خير ياخي جيت بعد وش تبي!

رفع حاجبه وهو يغزوه بنظرته الحاده/ماجيتك ابي شوفتك مير ارتاح هنا وخلنا نتكلم

تكتف باحتجاج/ماني بجالس ولاني متكلم معك بأي شيء استريح، كل اللي قلته قلته، ماعندي غيره.

ابتسم بخبث/يمكن تغير رايك اذا دريت بأن فيصل الثابت اتهمك بالتخطيط لتوريط نايف بالإدمان وبعدها مقتله..

غضب وهو يفند ما سمعه/مستحيل هالكلام، انت كذاب ابو ثابت مايسويها

بنفس إبتسامته الخبيثه/خلك بدفاعك عنه وانت مسجون وهو برا يسرح ويمرح بالفلوس اللي تعبت انت فيها.. انت مجرد فأر تجارب ومصيده فقط..مابك أي اهميه والدليل محد منهم زارك.. ويوهمونك انهم يعتنون بأمك واخوك لكن للأسف محد درا عنهم غير عمك اللي هجرته من سنين!


سكت مصدوماً مما سمعه، هو لم يصدق عمه حينما زاره ذات مره واخبره ان عليه ان يتقي الله في والدته..توقع ان كل شيء بخير فوالدته لم تشتكي..!!!


اكمل حديثه/فيصل الثابت حالياً فاتح مشروعه الخاص مع شركاءه و حياته مستقره وانت هنا بتاكلها 13سنه لحالك..
انا مابي منك شيء و نايف ابن عمي بخير و عافيه و قرر ينسى كل شيء...لكن رحمتك ماني مستوعب انك المذنب الوحيد في كل هالقضيه و فيصل اكيد مو الوحيد اللي استغل قربك من نايف،


تحدث غاضباً/انت ماتقولي وش تبي مني بعد كل هذا؟! انا مسجون انتهت القضيه..ليه تجي تشوفني؟!!

ابتسم/دامك سألت هالسؤال فأنت ذكي بس مستغرب كيف استغلوك؟!!..سلطان انا حاس انك ضحيه اكثر من انك متهم و كنت حاب اساعدك لا اكثر لأني محامي ومستعد اساعدك قانونياً، و منها تكفر عن ذنبك باللي سويته بنايف ..لكن واضح انك مستمتع بالسجن..براحتك
سلام


فكر كثيراً بما بعثره أدهم في تفكيره، "مالذي يفعله هذا الرجل برأسي، مالمقابل المجزي الذي سيتلقاه من مكوثه في السجن 13سنه؟!!
و فيصل الثابت يلعب بالأموال خارجاً..لم استفيد من صحبتي لنايف و لا من خيانتي له؟! أدهم للأسف معه كل الحق فيما قاله أنا مجرد ضحيه وكبش فداء لفيصل ومنهم خلفه!!"

لمح أدهم عند الباب يهم بالخروج ولكنه ناداه/أدهم وقف

ابتسم قبل ان يلتفت فهو يعرف ان غسيله لدماغه سيجدي نفعاً، اخفى ابتسامته ليلتفت إليه/نعم يا سلطان؟!

تحدث براحه فليس لديه ما يخسره فهو أولاً واخيراً في السجن، و سيجرهم كلهم هنا/ماكنت الوحيد ..

هو كان متأكداً من ذلك ترك الباب واقترب منه/هذي شيء مفروغ منه..

تحدث وهو يشعر بالنيران تتقد في داخله، ولا يدري كيف اشتعلت فجأه/ما كنت اعرف غير فيصل، و بعدما نجحت في تسببي لحادث نايف اخذني له في لندن، صحيح كان ناقم لعدم موت نايف لكنه كان ملزوم يوفي بوعده لي..
وهناك عرفت ان له معاونين في الشركه الأم هنا بالرياض وهم اثنين طردتهم الشموس بعد اول اجتماع لها مع الموظفين.. من حديثهم عنها فهمت انهم يتمنون ينتقمون

هنا شده الموضوع أكثر/ومن هم هالثنين؟!

تنهد ونطق/واحد اسمه حسام العبدالله و الثاني احمد لكن ماذكر احمد وشو...وكان فيه ولد المقهوي اسمه حامد بس اظن مات،عاد هذا كان ناقم على كل شيء وسهل لي حاجات كثيره داخل المجموعه لأن ابو نايف كان يعامله مثل ولده..كنا نستخدم سيارات الشركه وللحين محد يدري.


صغّر عينيه وهو يتذكر اول يوم عمل له..تقدم اثنين ممن فصلوا احدهما اسمه حسام واخبره صالح في وقتها عن سبب فصل الشموس لهما/هذا كل شيء؟! ما اعتقد!


رفع ناظريه الى أدهم وهو يشعر بالذل/ماهو بس هالشيء..فيه اشياء حتى كانوا يخبونها عني... حسام كان يلتقي كثير بفيصل الثابت وهم مثل الصحبه يعني .


رفع حاجبه متسائلاً/انت مستعد تقول هالكلام للمحقق؟!

بشعور غريب ومريح بعد الفضفضه/مستعد اقول كل شيء وابصم عليه بعد.

إبتسم بإنتصار/حلو..انت كذا وفرت على نفسك سنوات من الألم النفسي والوحده..و تأكد اني راح اظل ادعم امك واخوك..اكيد بيخفف القاضي عليك العقوبه بما انك اعترفت وساعدت العداله ..راح احط لك محامي يتابع لك قضيتك.


لم يصدق ما سمعه، إبتسم بسعاده فلم يقف احد بجانبه حتى رفاقه تخلوا عنه/انت من جدك يا أدهم.. وولد عمك كنت بدهوره

بنصف ابتسامه/اعتقد سنوات السجن كفيله انها تاخذ حقه منك..و لا تخاف نايف مايحقد لكنه تعلّم من درسك الكثير..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

وصل المنزل منذ ربع ساعه يجلس في مجلس الرجال وهو ينظر للفراغ..
عادت صورتها التي خزنتها ذاكرته لتشعله من جديد،
فتح زري ثوبه من أعلى واسترخى في جلسته..
رن هاتفه ليرد بعد رؤية اسم اخته/انا بالمجلس يا جوزاء..

اغلق الهاتف و وضعه على الطاوله أمامه بإهمال..

لحظات لتدخل جوزاء مستغربه عودته باكراً من العمل، لم يعد لها كبير تستند عليه سوى فيصل وتخاف فقدانه اكثر من أي وقت مضى/فيصل حبيبي شفيك؟! يوجعك شيء؟!

رد بإرهاق/مافي شيء لا تخافين..

تذكرت ماتود قوله عن سلطانه، لا تعرف كيف تستطيع إخباره/وش بغيت اقول لك..

لم يرد فهو بالأصل لم ينتبه لها..

أردفت وهي تنتظر ردة فعله/سلطانه حست اننا نلمح بزواجك منها و رفضت هالشيء بصراحه! وحتى زعلت تقول فيصل اخ و عم لعيالي لكن جلوس بهالعايله معاد تبي..و بالنسبه لبنتنا فما عندها مانع نقرر مصيرها هي مأمنتك عليها و ماعندها مشكله تجاه أي قرار تقرره انت..
شقلت؟!

مازال ملتزماً لصمته رغم سماعه ما قالته..!

إستنطقته/فيصل!! وش فيك؟!!


نطق بلا شعور/ليال ماتزوجت يا جوزاء مثلما تقولين..


إستغربت حتى أسلوبه و نبرته/ليال من؟!

إلتفت إليها بعينين مشعتين/ليال المناع..اليوم دريت انها ماتزوجت..

و كأنه سَكب عليها ماءاً بارداً، نبرته تفضح مشاعر لهفه لم تتوقعها،بعد صمت هذه السنوات الطويله نطق بشوق فاضح/من هذاك اليوم تفكر بوحده ماتعرفك حتى!!


تذكر حديثها عنها و رؤيته لها عياناً و هي تتحدث في هاتفها في المشفى/لو ماعرفتني قلبي يعرفها.. ما ضوى في ليال القلب غير ليال.. و ان مابغتني ليال مابغيت غيرها.


رفعت حاجبها/افهم انك بتخطب بنت راكان ال مناع؟!

دخلت والدته مستغربه و متشائمه/بعد وحده من ال مناع..يا عيالي بتذبحوني انتم

اعتدل جالساً وهو يرى دخول والدته ويسمع حديثها/هذاك شيء و هذا شيء والامور ماهي مثل بعضها ..انا فيصل يمه


بضيق/يعني مافيه غير بنت راكان المناع؟! طب وتخير والله ان كل عايله ودها انه تناسبك.

وقف وهو ثابت على موقفه/عمري اربعين سنه يمه..وان ما تزوجت ليال، اعرفي اني ماني متزوج غيرها دام سلطانه ماتبيني..انا بس انتظر رجوع اخوها من علاجه و اروح اخطبها..و يمكن مانتظره بعد.

خرج تحت أنظارها لتجلس و يدها على رأسها بعدم تصديق/ياليلي الاسود من هالليال..عز الله لحق اخوه!!

نطقت بضيق/يايمه استغفري ربك..ترى فيصل غير عن باقي اخواني، لا تظلمين بخته..


سكتت وهي تخبىء جرح فقد فلذة كبدها..و زوجها في آن معاً..
.
،
.

توقف أمام المبنى الذي يحوي مكتب المحاماه الخاص بصالح..نزل من سيارته وهو على عجله من أمره ، ليصادف صالح هو الآخر خارجاً من المبنى، ليبتسم/هه زين اللي لحقت عليك قبل تطلع..

صافحه/الله حي ابو راكان، وش عندك اليوم منور العماره!!

بتفكير سريع/الموضوع يبي له جلسه وقهوه، وين تحب؟!

بابتسامه/مافيه اطيب من قهوة عمتك..شرايك تقلط؟!


بدون تردد/قدام...
.
،
.

صمت يعم غرفة الكشف ..كلاهما عينيه تراقب شاشة السونار ..
لم تفهم ما تراه.. ولكن إتضح لها هيكلاً بشرياً صغيراً في الشاشه لم تصدق ما تراه/دكتوره وش ذا

ابتسمت وهي تشرح لهم/هذا الجنين كامل العظام ما شاء الله..الرأس و فقرات الظهر والذراعين و الساقين

تحمس وهو يشير للشاشه/يتحرك صح؟!

ردت بقلب يكاد يطير فرحاً/اي تحرك باين ملقوف، حركته ثقيله وتوجع والله

صمتت الدكتوره وهي ترى جسماً غريباً ، حركت الجهاز على بطنها بشكل قوي، لتصرخ/دكتوره لا !!

استغرب تغير ملامح الطبيبه ليسألها/في مشكله؟!

ردت وهي تشير للشاشه/واضح انه مو واحد..انا بس حبيت اتأكد ..

لم تستوعب وهو ايضاً/وش قصدك؟

عادت لتبتسم/جايكم اثنين واحد عرفنا انه ولد بس الثاني مو واضح لي جنسه واصغر حجم من اخوه..!

لم يستطيع الابتسامه رغم سعادته ابتلع الخوف على هذه الصغيره كيف ستتحمل!!

استوعبت اخيراً لتبتسم/يا رب الثاني بنت..

ابتسمت لهم/الف مبروك الله يتمم لك حملك على خير وتشوفينهم بحضنك بصحه

اخذت المنديل لتمسح بطنها و تعتدل جالسه/امين..

ذهب ليجلس وهو يفكر باللحظه التي ستلد فيها، تمنى ان يمر كل شيء على ما يرام، و ان يرزقه الله رؤية أولاده ..سيسافر غداً ليعود لصفوف الجيش ولا يدري هل سيعود ام لا..
خفق قلبه بشده، و كأنه يخبره بشيء ..استعاذ من تفكيره بالمستقبل ليعيش لحظته..
،
.
،

عادت بصحبته الى المنزل ..
مازال يدهشها بكل لحظه معه، مرح و طيب معشر..مالم تتوقعه يوماً وجدته فيه..!

فتح الباب الخارجي ليدخلان معاً وهو ممسكاً بيدها/نورتي بيتك يالغاليه.

مضت بجانبه صامته..لاحظته يضغط على يدها لتلتفت إليه مستغربه/!!

مد يده ليشير لنقابها/شيليه معاد له داعي، انتي ببيتك

نزعته و رفعت شالها لتضعه على ذراعها و تحرر شعرها منه وتجمعه على كتفها وهي تبتسم له/هاه ارتحت؟!

إلتفت يميناً و شمالاً على عجاله لم يرى احداً، ليقترب منها ويخطف قبلةً على خدها/يلا مشينا داخل بس هاا، اي حد يحاول ينبش و يسألك عن عايلتك، قولي بنت عم أدهم و خلاص..ماهو لازم تسترسلين بهالموضوع..اوكي قلبي


اختفت ابتسامتها فلا تعرف ماذا سيحدث لو علموا عي خائفه ان يتكرر ما حدث في زواجها الأول/مهند، واذا عرفوا بتتخلى عني؟!

اختفت ابتسامته ويرفع حاجبه/تزوجتك على بيّنه و راضي بك وانتي راضيه بي..لا تهتمين بالناس دامنا مع بعض..

بضيق/بس حنا عايشين بين الناس ماحنا بجزيره لحالنا يا مهند

شد على يدها وهو يؤكد بجديه/ماعلي من احد ومحد بيعرف أصلاً ..و يلا افردي وجهك و ابتسمي وخلينا ندخل، نسلم على اهلي و نسرف فنجال قهوه ثم اوريك شقتنا..

تمسكت بيده وهي تذهب معه، هو امان لها بعد الله، يعرف عنها كل شيء و يريدها كما هي، لم يخطر بأحلامها رجل كهذا ؟!

.
،
.


بعد السلام و تداول اطراف الاحاديث، التفت الى هند/هاه يام تركي اليوم تقولين بسوي لك لقيمات ماشوفها

تذكرتها لتقف/ززين ذكرتني هاللحين اجيبها فديتكم

أدهم وهو يهز فنجانه/بس يا تركي اكرم

جلس تركي بعدما وضع الدلّه الصفراء جانباً..

اردف أدهم وهو يلتفت لصالح/اسلم يا بوهند وش عندك تقول عندك لي علم

تحدث بجديه اكثر/فالحقيقه انا خلصت القضيه تقريباً بس عاد لازم وجودك..مانستغني

استغرب/اي قضيه؟!

وقف تركي وهو يحاول ان يأخذان راحتهما ولكن أدهم منعه/يا رجال اقعد انت بعد..انت ذراعي اليمين ان ماعرفت وش بالعايله من بيعرف؟

جلس تركي بعد ارتفاع صوت أدهم عليه/ابشر

تحدث صالح اخيراً/بخصوص ليال، طلبت مني مشوره بشخص يهددها ويبتزها بالرسايل و حتى لاحقها بألمانيا و ماخذ لها صور بالشوارع يقالك ببتز ..و بالاخير طلب مليون ريال كمبدأ يعني مو طلب اخير... ليال عطته أمل بالسكوت وبنفس الوقت لجأت لي و انا سويت الواجب الأمن قبضوا عليه خلال 24 ساعه فقط..

مازال في طور الصدمه وهو يسمع منه شيء يخص بيته ولا يعرفه ،

أردف صالح/هالرجال ثاره مع الشموس لذلك ماظنيت انه كان يبي فقط المليون، ..يعني كان حاب يستفيد من هنا ومن هنا..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

ألمانيا..*

خرجت من المطبخ وهي تحمل بيديها صحن وثلاث فناجين قهوه/يا اهلين وسهلين وليد اخيراً شفنااك!!

ابتسم وهو يأخذ فنجانه/وش اسوي ابي اخلي لكم الجو

قدمت لزوجها فنجانه و من ثم جلست بجانبه/شايف حبيبي مل مننا و صار يتعذر

ضحك/اي عاد صحيح نمل منك بس والله نحبك يا دكتور مكانتك هوايه كبيره عندنا شدعوه لا يكون زعلان منه والا شيء

ابتسم/والله يا وليد انا إذا بزعل بزعل من رشا لأنها ناشبه بحلقي

ضحكت وهي تفهمه/اييه اهرب من مراقبتي لك، خلني أولد على خير بس بروح للوالده فالسعوديه واعلمها بعلومك..ياللي تتعذر بي.

ابتسم بخبث/إي اتعذر بك علشان الكردي اللي طلعتي عيوني عند اهلي علشانه...

خجلت وهو يتحدث بهذه الطريقه أمام زوجها/وليييد !!

ضحك كلاهما وهما يرون هروبها من الصاله/بروح اجيب السينابون

تحدث وليد/اي يا وليد وش ناوي تسوي؟! واضح منت مرتاح

تنهد وهو يسترخي بجلوسه/والله مادري شقولك، افكر جدياً ارجع للسعوديه.. الجلسه بهالديره تخنقني كل يوم

استغرب/بس باقي لك سنه ونص هنا لا تخرب عليك هيج فرصه ماتنتعوض يا بو خالد!

نطق بضيق/ربك يعين انا للحين ماقررت، انت ما قلت لي صحيح بتنقلون من هامبورغ؟!

تنهد/اي بس مو هاللحين بس تولد رشا بنسافر لأربيل شهر و بعدها بنرجع ونستقر ببرلين..


تسائل بفضول/كيف اربيل و الاوضاع هناك؟!

ابتسم بحنين/الاوضاع تمام هناك..شرايك تجي ويانه احسن..

ضحك وهو يلتقط فنجانه/لا يا حبيبي بروح معكم و بتقعد مع ربعك تكلمون كردي وانا مثل الاطرش بالزفه..المشكله حتى رشا فجأه تقلب كرديه معك شسويت فيها؟!


انفجر ضاحكاً مع دخول رشا التي عادت للتو/شفيكم يا مجانين!!
مالت بس!
.
.
،


*الرياض..،

نظرت لساعتها بتملل وهي ترتشف فنجانها في حديقة المنزل بالقرب من باب المكتب..نام الجميع ماعداها،
ستسهر خارج الغرفه حتى يغلبها النعاس لن تنتظر النوم في الغرفه وحيده...
فكرت جيداً بما عليها فعله تجاه ليال، يجب ان تنصت لها، يكفيها شعور الندم..
تذكرت دموعها اليوم، كانت موجعه، ليال لا تبكي بسهوله أمام أحد....

نزلت حبات مطر خفيفه على ذراعها، ابتسمت وهي ترفع رأسها للسماء..ليس هنالك اجمل من امطار الصيف تلطف لهيبه..

لحظات لتسمع صوت خطوات قادمه، خافت لم تتوقعه ولكنه خالف توقعها الليله و حضر، اختفت ابتسامتها وهي تراه قادماً و تلاهت بفنجان قهوتها البارد ..

وقف قليلاً قبالة الطاوله يغزوها بنظراته/السلام

رفعت ناظريها له/وعليكم السلام، غريبه جيت الليله! ،ماطولت فالهروب بس ثلاث ايام!

اقترب وهو يبتسم/قولي ثلاث دهور،

ابتلعت خجلها من نظراته و اقترابه هاهنا في الحديقه/اي طيب..

مد يده لأناملها المستريحه على الطاوله ليشدها بقوه/تعالي معي

استغربت و تألمت من اسلوبه/أدهم يدي !!

إلتفت إليها بابتسامة خبث/معليه تحمليني الليله، مشتاق لك.

دخلا الغرفه ليغلقها خلفه ومن ثم يعود ليمسك بها بكلتا يديه ويضغط على عضديها بعنف وهو يقربها له، حتى نطقت بألم/أدهم والله العظيم اوجعتني صدق


اغلق شفتيها بقبله انتقاميه مطوله حتى كاد يخطف انفاسها، ليتركها تلتقط أنفاسها برعب/انخنقي صح؟! هذا انتي معي دايما خانقتني، مجننتني كل يوم

نزلت دموعها وهي تكح حتى استعادت توازنها وهي تتراجع للخلف، لم يفعل بها ذلك قبل الآن، استغربت اسلوبه!، لتحاول ان تبتعد عنه في هذه اللحظ ولكنه لحق بها و أمسك بها مجدداً ليلصقها به وهو يتأمل بريق عينيها الدامعه والسرير خلفها/،تبكين يا عمري؟!وين لسانك؟!


خافت ان تتحدث لتحاول معرفة اسبابه فيثور اكثر لتصمت وهي تحاول الصدود عنه/أدهم الوقت تأخر بنام.


نفضها بقوه لم تعهدها ثم دفعها لتسقط في منتصف سريرها ليصعد السرير و ليلحق بها ويمسكها قبل ان تعتدل جالسه/شفيك يالحلوه خايفه؟!

توتر تنفسها من اقترابه وقوته المبالغ فيها/أدهم !!


عاد ليبتسم بخبث وهو يقترب لشفتيها وهو يسرق منها قبلات رغماً عنها ويهمس/تظنين هالليله جايك مشتاق صح؟! يجوز البارح مانمت من الشوق لكن بعد اللي عرفته اليوم..

خافت و هي ترى نفسها تحته و بين يديه انفاسها تأخذها منه/وش اللي عرفت اليوم يعني!


حاول ان يخفف غضبه قدر المستطاع ولكن برودها يقتله ويثيره في نفس الوقت، هذا الحاجب المرفوع حتى في احلك الأوقات، يثير جنونه، حاول عصر شفتيها وهو يغلقها/انتي شلون تتجاهلين وجودي انتي واختك و تروحون تتصلون بصالح من وراي يقدم بلاغ و يحل المشكله؟! شلون اختك تتعرض للابتزاز و ماتقولين لي أنا؟! لهالدرجه ماتشوفيني رجال؟! لهالدرجه مستحقرتني يالشموس، ليه خليتيني ادري من الناس؟! ليه تتعمدين تسوين الشيء اللي يضايقني؟!!

حاولت تبعد يده وهي تبكي حتى نجحت فهو يؤلمها بما يفعله/انا ماكلمت احد ومن ثلاث ايام ما تكلمت مع اختي بسبب خلاف بيننا،كنت منتظرتك تجي علشان اقولك المشكله ونحلها سوى ولكن اكيد استعجلت و كلمت صالح..

خفف ضغطه عنها قليلاً وهو يتسائل/يعني تبين تقنعيني انك ماتدرين باللي سوته ليال؟!

بكت من ضغط يده التي تثبت يدها بقوه، ل تحتمل/اقسم بالله ما أدري يا أدهم فك يدي الله يخليك عورتني!!

لأول مره يراها تبكي هكذا بتألم حاولت ان تجلس و تمسك بيدها، للمرة الأولى تبدو مسالمه وتختفي نظرات القوه التي تدّعيها..
اوقفها قبل ان تنزل من السرير لتلتفت إليه بخوف و نبره باكيه/شتبي بعد؟!

اقترب وامسك بيدها التي تؤلمها قبل ان تنزل ليدلكها/توجعك بالحيل؟!

لم ترد إكتفت بالصمت وهي تحاول سحب يدها ولكنها تفاجأت به وهو يحاول يضغط على موضع الألم مجدداً لتمنعه/أدهم لا!!

ابتسم بخبث وهو يسحبها و يقرّبها منه اكثر/لا تخافين انا آخر وحده ممكن يفكر يأذيك..بس لا تحديني على اقصاي

كاد ان يقتلها الليله و يقول أنه لا يريد ان يؤذيها/واضح!!

رفع وجهها بإصبعه من اسفل ذقنها لتسقط عينيه في ليل عينيها/ناظري عيوني زين، تمعّني فيها، وش تشوفين؟!

طلب منها الصعب بعينه،لا تقوى على الإبحار في عينيه بكل هذا القرب واختلاط الأنفاس/احس بكتمه أبي نفس!

يعرف بضعفها أمامه ابتسم وهو يبعد وجهه قليلاً عن وجهها/كذا أحسن؟!

حركت رأسها بالنفي وهي تقترب بنفسها لشفتيه لتلتقطها بقُبلةٍ مطوله، لتمد يدها لأزرار ثوبه تفتحها و لكنها تفاجأت بيده تمنعها..!
استغربت تصرفه وهي تفتح عينيها وتبتعد عن شفتيه بصوت اقرب للبحه/شفيك؟!

وقف وهو يلتقط شماغه/بروح انام فالمستشفى عند ابو هنادي

وقفت متفاجئه وتكاد تجن من بروده الذي صدمها/هالوقت؟! بيسمحون لك تدخل؟!

إنتهى من لبس شماغه وهو يتجاهل صوت الرغبه في داخله ويخرج/سلام..

جلست مصدومه من تصرفه الغريب والأول، كيف يتجاهلها بعدما أبدت رغبتها؟!!
حاولت ان تتجاوز هذه الخيبه ولم تستطيع، كرهت نفسها وهي تتخيل موت رغبته تجاهها، ماتعرفه جيداً هو أنه لا يصمد أمام لمسه منها فكيف بقبلة؟!!

تركت سريرها و ذهبت لدورة المياه لتتجاوز هذا الموقف القاتل...!

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون

*اليوم التالي..،
لم تصدق ماسمعته من صالح, كل شيء حدث، كل تلك المؤامرات من موظفين كانوا في الشركه!!/يا ربي رحمتك الحمدلله اللي الله كشفهم

ارتشف من فنجانه/اي الحمدلله بس أدهم للحين عنده شك وماهو مرتاح..

استغربت/غريبه الشموس ماقالت لي شيء و لا حتى ليال

وقف وهو ينوي الخروج/الساعه حدعش، بطلع للجامع وين تركي؟!خلنا نلحق الجمعه انا طالع السياره انتظره

ببال مشغول/بروح استعجله دوبه صحى الله يصلحه

قاطعتهم بحضورها/يمه ..عمي..

استغرب وهو يلتفت إليها/سمي يبه وش بغيتي؟!

هند/يا بنتي وش تبين بيروح يصلي

تحدثت بحزم/انا قررت اسافر لنايف..هو طلبني و فكرت و شفت انه من الافضل اروح له


كلاهما تفاجىء من جرأتها لتعبس لها/شهوود!! كذا ببجاحه، نسيتي اتفاقنا وكلامنا؟!!

إحمرت وجنتيها وهي تنظر لأي شيء غيرهما/لو ماني حاسه انه بحاجتي ما رحت بس كلكم عارفين انه رايح يتعالج ومحتاج وقفه..اسمحوا لي اروح ومعي تركي..


ابتسم اخيراً وهو يتفهم موقفها ويرى خجلها/بارك الله فيك يا بنتي..كفو مثل أمك..خلاص ابشري خليني اشوف لك تأشيره و حجز و مايصير خاطرك الا طيب
.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والأربعون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة