-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السابع والخمسون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السابع والخمسون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

في احد سجون هونج كونغ..
وقف مع ذلك المحامي الصيني و حمد يناقش معه آخر مفاتيح كسب القضيه التي رفعها عليه احدى شركات التكونولوجيا المتخصصه في الصين..
كل ما أراده حمد هو اتفاقية لإستيراد بعض منتجاتهم ولكنه تفاجىء بقضيه لم تخطر على باله وتهم بالرشوه لموظفين جمارك بمبالغ كبيره.. كان السبب وراء ذلك مفاجئاً له حينما عرفه!!

انتهى من الحديث مع المحامي ليلتفت إلى حمد عاقداً لحاجبه/ليه ماقلت ان جراح ابن عمك شريك لك في هالصفقه؟!!

إلتفت إليه بعينين أذبلها السهر و الهم لينكر/من قال انه شريكي..جراح ولد عمي ماله دخل

وضع يده على الطاوله وهو يحاول ان لا يرفع صوته/لا تغطي عليه،انا عرفت كل شيء و معي أدله تثبت تورطه ، لي قريب الشهر احوس هنا ادور على نقطه تطلع من هنا يااخي ليه ساااكت

تنهد وهو يفرك جبينه لم يود أن يؤذي جراح/جراح عنده عيال يا مهند، اتركه عنك

ضرب بيده/هذا مايشفع له يورطك بجريمه

بهدوء قاتل/صار اللي صار، اترك الرجال عند عياله يربيهم و ربك بيحاسبه

نطق غاضباً/و انت ولدك من بيربيه؟!

ابتسم بسخريه/الوضع مايحتمل مزح يا مهند

بنفس غضبه/ما أمزح زوجتك حامل لها اربع شهور و نص...

اختفت إبتسامته بذهول ليبتلع ريقه الذي كاد يجف..منذ سنوات ينتظر مثل هذا الخبر، و يأتيه الآن في سجن الغربه!!

استغرب صمته ليستنطقه/إذا ودك تشوف ولدك و تحضر وقت ولادته اذكر أسم جراح النكبه هذا..و قول اللي بيقوله لك المحامي هذا حرفياً..هو أدرى بأنظمة البلد

مازال مستغرباً/انت من جدك كادي صدق حامل؟!

عاد ليجلس ويفهمه/يا مسلم ليه امزح عليك هاللحين؟'كادي حامل..بس ما سألت نفسك ليه يؤذيك ابن عمك ؟! ما قعدت مع نفسك تلومه افعاله الرديه معك؟!

مازال مشوشاً/انا مضروب على راسي منه ابي اعرف ليه انا بالتحديد يخليني اسافر و هو اللي لمّع لي الفكره على اساس رحله تنتهي بكوريا و ارجع لكن تورطت بهونج كونج

انخفض صوته قليلاً وهو يتذكر الماضي/جاء لنا لحاله مره و خطبها من ابوي وهي رفضته من ساعتها و زعل علينا كلنا، راح وخطب بنت خاله و تزوجها بنفس الشهر...

رفع حاجبه مستنكراً/يعني وقت ما كنت بالاردن ادرس ماستر!..

حرك رأسه بالإيجاب/الله الله..حتى ابطى ما سلم على ابوي اخذ ظني ثلاث سنين مقاطعه ثم شافه بعزاء جدي..قبل يموت ابوي بكم شهر

جمع اصابع يده في قبضته وهو يكتم غيضه ، لن يرحم جراح ما دام ان الأمر يخص محبوبته..التي سعى مع العائله بتطليقها غيابياً بالتوكيل الذي معهم..!
جميعهم سيندمون على أذيتها جميعهم..


لاحظ شحوب لونه مع صمته/اشوفك ساكت


رق قلبه وهو يتذكر الخبر الألطف منذ سنوات/بالله قلت لي اربع شهور يا مهند؟!!

عاد ليبتسم وهو يرى بريق عينيه/مالك عندنا ولد... ناسي الطلاق؟!

نطق بجديه وهو يتذكرها.
،
.
.
مضت الأيام...و هاهو أسبوع من الغياب..
هاهي عائده من عملها مرهقه، كانت اليوم في زياره لعدة مشاريع قد تبنتها مؤسستها.. تلقت رساله ظنت انه راسلها بالخطأ لتتفاجىء بعد قراءتها أنها من "هدى" و دعوه للسحور..
ابتسمت منذ فتره لم تلتقي بهدى، كم هي محتاجه للقاء تلك الرفيقه.
وصلت المنزل لتنزل و ترى عمها في مكانه الدائم و حوله عمتها هند و عمتها لولوه، نزعت عبائتها جانباً و اتجهت إليهم و ألقت تحيتها و جلست بعدما قبلت رأس عمها وعماتها/كيفكم اليوم؟

نظر لساعته مستغرباً/يا بنتي من امس تطولين في العمل أرفقي على عمرك

ابتسمت/شغل مهم وطارىء يا عمي

لولوه/ما كلمك أدهم اليوم،ما قال متى بيرجع؟!

ببرود/لا ماتصل

تحدثت هند/البارح قال لي يمكن يقعدون بلندن كم يوم بعد لكن كلمني اليوم و قال انه بيرجعون باريس علشان الفندق فيه شوية مشاكل باوراق البلديه و مادري مافهمت عليه، يعني يمكن يرجعون على نهاية الأسبوع ان شاء الله

ابو أدهم/هذا ما قاله

لم تهتم، لتقف/طيب يا جماعه بروح غرفتي اريح شوي و بنزل،عمتي خلي المربيه ترسل لي ركون

رفعت حاجبها وهي تتأكد كل يوم ان العلاقه بينهما ميته/الولد مع عمته هوازن اليوم..ارتاحي بس


ابتسمت لتلك الجميله/الله يقر عينها بولدها

لولوه/قريب ان شاء الله بيجي أدهم ويعدل اللي ما تعدل

لم تعجبها جملة عمتها تلك لا تعرف لماذا شعرت انها موجهه إليها، تجاوزت حديثها وذهبت على مضض..،

لاحظ عمها ملامح وجهها و ابتسامتها التي اختفت، ليقف و كأنه لم ينتبه لشيء/انا بروح اتجدد لصلاة العصر.


همست لها هند بعد ذهاب اخيها/لولوه وش قصدك بهالكلام؟! الشموس واضح شكلها زعلت

بغضب مكبوت/ما قلت شيء يزعل، لكن واضح فيه مشكله كبيره صايره و ماندري عنها

مازالت مستغربه/أي مشكله؟ ماشوف الشموس اشتكت!

لولوه بعد عدة تحليلات/و من متى الشموس تشكي من شيء جارحها؟! لو تموت ماشتكت..مادري هي وش ناويه عليه ،لكن في شيء صاير بينها و بين أدهم هو يتصل باستمرار علينا و هي لا.. كل ما نشدتها عنه ماعرفت تجاوب شوفت عينك

رحمتها هند/اي صادقه..الشموس تظلم نفسها بس ما تحب تشوف احد يشفق عليها لو بتموت..اعرفها


تحدثت بضيق/اللي مستغربته وش الشيء اللي يزعل بأدهم؟ و هو ينحط على الجرح و يبرأ..!

تنهدت/ترى علاقة الرجال بزوجته تختلف عن علاقته بأمه و اخته وعماته..لا تقارنين

بإصرار/ولو ، ماراح تقنعيني ان أدهم مخطي، هي عنيده و كلنا نعرف عنادها وش يسوي..

لم تقتنع بعد/مادري بس ان كانت هي وأدهم متزاعلين و ما حبت تنشر الموضوع برافو عليها اكيد عارفه كيف تتصرف و ماتبيها تكبر

تمنت ان يكون الموضوع عابراً/والله ياليت، ما أبيلهم إلا الزين.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

دخلت غرفتها وهي ترمي حقيبتها جانباً و تتجه لدورة المياه وهي تنزع ماتلبسه قطعه بعد أخرى،..لتفتح المياه البارده و تنهمر على رأسها وجسدها..،
كل يوم يمر أثقل من الذي قبله، تذكرت ما حدث منذ كانت تعرف بعلاقة مها ،كانت حكيمه جداً ولم تستعجل في إتهام أدهم لثقتها بنفسها أولاً و ثقةً به ثانياً...كانت تواجه كل شيء وتتصدى لكل ذرة شك
ولم تسأله يوماً و لم تغضب و لم تعاقبه رغم معرفتها..
كم كانت حليمه وصبوره ، وعاشقه!!

لكنها استحملت كثيرا. وانفرط عقد صبرها وهي تراه يتحدث عنها بإستنقاص أمام إمرأةٍ أخرى، و يتمادى ليلمس يدها و يداعب أناملها و يسمح لها بالتقرب منه.. وماخفي كان اعظم من ذلك!!
هنا لن تحتمل أي واحده رؤية زوجها هكذا .. غضبت و لكنها لم تعطي غضبها حقه..
ثم غفرت وتناست و باتت هي من تطلب الغفران فلم يمنحها سوى الهجر و التهميش و التقليل منها وحرمانها حقوقها..
حتى وصل به العبث بها أن يمارس حقوقه عليها كلما أراد ثم يركنها على الرف بلا كلمه بحجة حقوقه الشرعيه!!
حسناً طفح الكيل..ما فعله و قاله آخر ليله نزع كل شيء، لن تحتمل ان يعاملها كجاريه أو كفتاة ليل..للفراش فقط !!
بكت وهي تشعر بالإهانه تتجدد داخلها.. كيف حولها لمذنبه تستجدي الغفران من شكها الوحيد و قد كان معها كل الحق لأن تشك به منذ البدايه و لكنها لم ترد عليه بما يجب في حينها،. كيف سمحت له ان يفعل بها كل ذلك؟!!!

خرجت من حمامها وهي تلتف بروبها، أنهت عنايتها بنفسها و دلالها لتنام مرهقه من حروبها الداخليه..
رن هاتفها لتفيق منزعجه وتلتقطه لتراه هو، ابتسمت بسخريه تذكرها في طريق العوده!!
ضغطت الأحمر لمكالمته.. ومن ثم وضعت هاتفها على وضع الصامت.. لتغمض عينيها براحه وتنام..
،

زم شفتيه بغضب وهي تغلق في وجهه المكالمه الوحيده التي تجرأ اخيراً و أجراها..!
ثم تتجاهل بقية إتصالاته التاليه..!
هذا يؤكد طلبها للطلاق، و لكنها لن تناله وعليها ان تستوعب ذلك..
خرج من غرفة المكتب العلويه وهو يبحث في اروقة هذا المنزل الكبير ليستكشفه، اليوم بكامله إستراحه قبل ذهابهم لمحطتهم الأخيره باريس،

الغرف كثيره في هذا المنزل، عرف من نايف انه سكن هنا مع الشموس اثناء دراستهما في لندن، وان تلك الغرفه التي بآخر الممر كانت غرفة الشموس بعدما طلب منه نايف ان يسكنها و لكنه رفض و اختار غرفة الضيوف..
دفعه الفضول لأن يذهب و يفتحها لعلها مازالت تحتفظ بأثارها بعد.
استقبله الظلام الذي يتلصص من ستائرها الكثيره، ليتجه لإحدى النوافذ و يفتحها على مصراعيها ليدخل النور كما يجب و يضيئها، إطلاله ساحره و هنالك شرفه على الطرف الآخر عند الجيران.. وضع فيها تلسكوب صغير!!
تجاهل ما رآه و عاد يمرر ناظريه على أثاثها الكلاسيكي المطعم بشيء من العصري، شده مكتبها الصغير هنالك ليذهب و يجلس مسترخياً على كرسيها قليلاً و ينتبه لمذكرات كُتبت باللغتين العربيه و بعضها بالإنجليزيه بأوراق ملونه مُلصقه على رف فوق سطح المكتب قرأها..معظمها تذكير بمواعيد و محاضرات.. و هنا شده شيء "تذاكر فيصل الراشد"!!!
نزع الورقه وهو يقرأها مجدداً، عن أي تذاكر، و ماذا تقصد؟!!
تذكر حديثها عن فيصل و أمنيتها القديمه في الزواج منه، سيجن جنون غيرته..
سمع صوت خطوات تلك الخادمه الخمسينيه تخبره ان احدهم عند الباب ليخرج ويغلق غرفتها عازماً على العوده..

نزل للأسفل متجهاً للباب وهو عاقداً لحاجبيه، لم يستطيع تجاوز تلك الورقه وذلك الإسم، لولا أن يعرف رجولة فيصل وثقا وزنه لما إنتابته الغيره ولكن فيصل رجل بمعنى الكلمه فقد حاز على إعجابه و ذلك نادراً..
وصل الباب ليتفاجىء بمن يقف ينتظر خارجاً/فيصل !!

إبتسم بمجرد رؤيته/السلام عليكم يا جار

حاول ان يبتسم دون جدوى/وعليكم السلام حي الله بو فهد اقلط تفضل

بنفس إبتسامته الودوده/الله يحييك يبو راكان انا بس جيت أسلم لي اسبوعين هنا بس مانتبهت لجيتكم المعذره منكم!

مازال متحكماً بهدوءه/ماعليك ، لنا تقريباً اسبوع بس مشغولين علشان كذا مانتبهت لنا.. ماشاء الله وين ساكن

أشار لذلك المنزل ذو الشرفه المطله على نافذة الشموس/هذاك بيتي،و الوالده معي قلت اعزمكم انتم و الاهل عالفطور اليوم

حاول ان لا تأخذه الظنون/ودنا بس والله محد معنا من الاهل ، ماهنا غيري انا ونايف و المحامي صالح و بعدمسافرين بكرا

مد يده يصافحه/اجل الله يحفظكم..وما تشوفون شر

شد على مصافحته/اعذرني ماحضرت ملكتك..مبروك يا فيصل ومنك المال ومنها العيال.

ابتسم بسعاده وهو يتذكر/الله يبارك فيك،معذور الوقت كان ضيق أصلاً، يلا سلام

تتبعه قليلاً بناظريه ثم عاد ليدخل، عليه ان يضبط أعصابه التي باتت تنفلت مؤخراً..
كان هادئاً وودوداً طوال حياته و لكن هذه الفتره تجاوز كثيراً..

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

بعد منتصف الليل..،
تمدد ساقيها على كرسي الاسترخاء امام حوض الماء و تتصفح كتاب بين يديها..
في كراسي الجلسه خلفها تجلس ام رواد تحمل راكان و تداعبه بجانبها شهد وهند تتحدث مع لولوه و ليال..
لمحت اميره تحاول النزول للمسبح لتمنعها ليال/اميرره ابعدي عن ترى برجعك غرفتك

مددت شفايها بتملل/يالله ززهقت مافي بنت ألعب معها!! بس اولاد اولاد..

التفتت للشموس/قولي لاختك تجيب بنت ماعندنا غيرها هنا وهذي شغلتها

لم تلتفت إليها/شغلتي اكسر راسك، هذا انتي بتتزوجين بعد العيد جيبي لها بنات

ضحكت وهي مستمتعه بجدالها/حبيبتي اذا جبت بنات بيكون بيست زوجي ابوهم مو هنا ببيتكم يال مناع

إلتفتت إليها الشموس/عسانا نصبر

ضحكت لولوه/ماعليك يا اموره بيرزقك ربي

نطقت الشموس وهي تلتفت اليهم/صحيح عمتي هند كم لك حامل؟ نسيت اسألك

بإبتسامه/اتوقع شهر

ليال/يا عمرري الله يثبته و يفرحك فيه انتي وصالح..بالله وش سوى كيف كانت ردة فعله بعدما قلتي له


إحمرت خجلاً/شبلاكم تناظروني كلكم كذا ،

ضحكت ليال/لا يا عمه كل هذا خجل!! ربي يعينك يا صالح، هذا وهو مو موجود بالجلسه مستحيه

شهد بإبتسامه/فديت أمي

الشموس/اي والله مو هاللي مابعد تزوجت و لسانها انفلت

ام رواد/عاد ليال هي اللي ما عمرها فتحت فمها بهالسوالف و لا حتى تحبهم مادري شفيها تغيرت البنت

إلتقطت كاسة الشاي من على طاولتها وهي تبتسم لحديثهن عن جرأتها/شفيكم يا جماعه ابي احرك جوكم شوي و بعدين يام رواد قبل ماكان فيه حبيب هاللحين فيه

لولوه بإبتسامه ماكره/لو دارين انك هواويه كذا كان زوجناك من زمان بدون مانرد لك الرأي.

ارتشفت من كاستها ثم وضعتها في صحنها/قلبي على كفوفي لكن ما كل من قال أحبك بعطيه له..

ابتسمت لها الشموس/ماقالك قيس متى بيجي يا مجنونته؟!

تنهدت لتستفزهن فقط/العيد بيكون هنا و رشا بتكون هنا ثالث العيد ان شاء الله و بتقعد لين تحضر الزواج.

تفقدتها/نيفو للحين نايمه!!

شهد/كنت عندها قبل شوي نشوف فيلم بالصاله ومعنا اولينا كانت متضايقه من الجلسه فقررت تروح ترتاح وتنام بغرفتهاو انا جيت هنا

لوت شفتيها/هالصفراء لحالها هناك

شهد/اي

قررت ان تصارحهم/يا جماعه انا ماني مرتاحه لهذيك المره.. عندكم نفس احساسي والا انا بس أبالغ؟!

لولوه بتأييد/صدقتي والله انها فاقعه كبدي بس ساكته لعيون نايف بس مابيه ياخذ بخاطره

تضايقت شهد من حديثها لتنطق بتوتر حاولت ان تخفيه/و ليه لعيون نايف؟!! تتكلمين و كأنها زوجته وتخافون على مشاعره فيها بعد!!!! عن اذنكم تصبحون على خير


الكل أصيب بذهول للحظه!! و أولهم ليال..
لم يتوقعوا منها هذا التصريح .
وضعت يدها على قلبها/تغاار ياقلبي نعنبو لايمها..هالشقراء هذي سووسه

ابتسمت بخفوت وهي ترى طفلتها تصرح بغيرتها هكذا وبدون ان تشعر،كبرت تلك الصغيره حقاً..


شعرت بنبرة شهد الغيوره تصفعها وهي تتذكر بالوقت نفسه حديث أخيها لها حينما اخبرها أنه يريد الزواج بأولينا واحضرها إلى هنا تمهيداً لذلك.. لا تدري لماذا ينتابها شعور دنيء بالخيانه فأخيها يريد ان يتزوج بمساعدتها..!
وقفت بسرعه لتلحق بها/عن اذنكم
.
،
.
،
دخلت غرفة والدتها قبل ان تتزوج صالح..
متوتره، شعورها بعدم الراحه يضايقها، البقاء مع تلك الشقراء في مكان واحد يحبس انفاسها كلما تتذكر إلتصاقها به و حديثه عن الزواج بها,
لماذا يستفزها هكذا؟! مالذي فعلته حتى يبعدها بهذا الشكل الموجع؟!
تعرف انه حالته صعبه كما قال الطبيب و لكن ما يفعله من تصرفات تجعلها تكاد تنفجر!! و كذلك اخر مره أخبرها ان الشموس لديها علم بنيته الزواج من أولينا،
من الغريب ان الشموس لم تصدر منها أي ردة فعل و كأنها موافقه!!

اخذت جهاز التحكم في التكييف لتخفض حرارته اكثر وترفع مستوى البروده..
حاولت كثيراً ان لا تيأس معه..،و لكنه يوجعها من حيث يعلم، نزلت دمعاتها اليائسه والغيوره..ماذا بيدها ان تفعله إن كان لا يريدها؟!
سمعت صوت باب الغرفة يُفتح لتمسح دموعها بسرعه لتتفاجىء بدخول الشموس/ام راكان!

ابتسمت وهي تدخل/يازين مرت اخوي الذربه وهي تناديني بأم راكان..حبيت الكنيه

ابتسمت بخفوت/الشموس!!

جلست بمحاذاتها وهي تتأمل وجهها الذي يصد، لم تتفاجىء بدموعها فهي حساسه و اي انثى مكانها ستغار/والله يا شهد ان هالشهباء على قولة عمتي لولوه ما تسوى ظفر منك، فلا ترهقين قلبك و دموعك على شيءما يسوى يا قلبي

ابتسمت بخيبه/بس تعجب اخوك و انتي تدرين

رفعت حاجبها بإستنكار/من قال؟!

اختفت ابتسامتها/قال لي هالكلام.. و اصلاً شفتها معه ببيته في ألمانيا و وقتها ماصدقت انه ممكن يجيبها معه..

تفاجئت حقاً بما سمعته/كانت ساكنه معه؟!

حركت رأسها بالإيجاب وهي تجحد دموعها/اي..صحيح تزوجني بظروفي الصعبه يعني صعب اني ألاقي عنده حب او غيره لكن توقعته بيوفي معي و بيوقف دموعي و خوفي و بيوقف معي للاخير ثم يطلقني بدون ما يجرحني و يوجعني.. ماهي غلطته هي غلطتي أنا لأني بالغت بالتفاؤل

رحمتها وهي تشعر بوجعها/صحيح قال لي ، لكن رفضت هالشيء، وماراح اسمح له بعد لا تخافين يا قلبي

بلمعة عين صادقه/الحب ما يجي بالغصب يا الشموس.

أكملت عنها/الحب يجي بالعشره يا شهد، نظره وحده و موقف واحد ما يصنعون حب قابل للحياة ..مصيره يعرفك صح بعد الزواج و يندم على ازعاجه لك صدقيني، اعرفك يا شهد واعرف كيف تربيتي و واثقه كل الثقه انه بيتعلق فيك و بيحبك، هذا إذا ما حبك وانتهى الموضوع فيه احد يشوف هالوجه و مايحبه؟!

ابتسمت اخيراً/الشموس ماني بزر

فرحت بإبتسامتها لتشد على يدها/إي يا قلبي خليك كذا مبتسمه، انا وانتي ضد اللي شايفه نفسه حتى لو اخوي معليش انا بصف حواء


تعرف جيداً سبب جفوله الموجع و لكن لا يحق له أن يوجعها اكثر كان بمقدوره ان يتزوجها و يخبرها انه لن يتم الزفاف كاملاً و يسرد لها أي عذر ولكن ليس هكذا بجلب إمرأه أخرى في منزله أمام الملأ و الإهتمام بها بهذا الشكل الذي يفعله، تسائلت مع نفسها هل تخبر الشموس بما عرفته من طبيب نايف أم لا.. لا يجوز فذلك سر لا يجب ان يعرفه أحد غيرها/الله لا يحرمني إياك.. تدرين ما تعودت أفضفض لأحد بس انتي اصريتي تلاحقيني و تستنطقيني الكلام.. ماحسيت على نفسي و الغيره فضحتني


تنهدت/ما فيه شيء يحط العقل على الكف مثل الغيره..
.
،
.
.

جلس في صالة المنزل يدخن وهو عابساً ما حدث له كارثه بكل معنى الكلمه..لن يستطيع دفع الغرامات سيسجن بالتأكيد
صُعق من صوت طفله الذي يزداد صراخه مع الخادمه/يا حليمه الزززفت روحي شوفي الولد مع الخدامه وسكتيه

خرجت من غرفتها وهي تلوي فمها/معليش ماهو ولدي وش الله كالفني به؟!!

شفت من سيجارته سماً لينفث دخانه بغضب وهو يحاول ان لا يمد يده عليها/قلت شووفي لا يكون تعبان مو معقوله هالصياح ترى صدددعت

اقتربت لتجلس بلا مبالاة/بالطقااق فيك وش خلاك تحضنه كان رميته على امه تربيه مهو بالنهايه ماراح ينادي أحد ابوي غيرك و مرده لك

لم يتمالك حديثها تركها وهو يتجه للطفل غاضب ليراه مع الخادمه تحمله وتحاول ان يهدأ ولكن لا فائده! /هاتيه اشوف

قدمت له الطفل وهي خائفه منه، له سوابق في ضربه/بابا لا يسوي مشكل، هو بس مغص تعبان شوي

صمت وهو يحمله وصار يتنهد من شدة بكائه/خلاص انطم

عاود بكاءه مجدداً ليعيده لسريره ويحاول غلق فمه، وكأن بكاءه يضغط عليه فلا يستطيع اخذ راحته بالتفكير، اخرج السيجاره من بين شفتيه ليطفئها على طهر كف طفله بلا رحمه وهو يصرخ به/اسسسكتتت خلااص

تعلق الخادمه بيده وهي تحاول إبعاده عنه وهي تبكي بإنهيار/نو سير نوو

تركه ازرقاً من شدة بكاءه و خرج مغلقاً باب الغرفه عليه

اخرجته من سريره وهي تبكي و تربت على ظهره.. بكى حتى استفرغ مافي جوفه..
.
.
.
،

أنهت صلاة الفجر منذ ساعه ولكنها مازالت ملازمه لسجادتها و امامها حامل المصحف، تقرأ منذ البارحه بصعوبه فهي مقبوضة الصدر ،محبوسة الأنفاس وكأن صخرةً ما تجثو على قفصها الصدري وتمنعها سهرلة التنفس!!
بكت بقلق لم تشعر ببكاءها إلا بقطرات الدمع الحار تبلل ورقة المصحف أمامها وتحجب عنها الرؤيه، هي مازالت تسمع بكاءه،هو يفتقدها هو يحتاجها من يعتني به بصدق الرعايه غيري؟!
وضعت يدها على يسار صدرها وهي تشكو بثها و حزنها إلى ربها "اللهم سخّر له من خلقك و حبب فيه خلقك و أحفظه بحفظك و قر عيني برؤيته سالماً معافا"

رن هاتفها بجانبها لترى إسمه يزين شاشة هاتفها، إلتقطته وهي تفتحه/ألوه

على الطرف الآخر خاف/هوازن فيك شيء يا قلبي؟

غصت حنجرتها بعبرة فوق عبراتها، ليس فيها شيء بل أكوام من الحزن الذي يثخن على قلبها بكت مجدداً و كأن سؤاله ينثر الملح على جراحها..طفلها الجرح، قد نزعت الروح ثلاث مرات، مرةً حين ولدته اخذ قطعة من القلب و حب الروح للروح و مرةً حين إنتزعه أبوه منها بكل ظلم و مرةً حينما رأته بعد شهور في مول يبكي بلا اهتمام احد ثم تعرضت لأسوء إهانة مصوره بالفيديو من طليقها..تركت طفلها و معه روحها و قلبها ..

نادها مجدداً/هوازن طلبتك لا تسكتين ليه تبكين؟

نطقت اخيراً وبصوتٍ قد بُحّت نبرته/اشتقتلك، تعال

تغيرت نبرته للجديّه و القلق فهي تبكي/ليه تبكين طيب، الشوق مايبكي يا هوازن وش فيك؟!

نطقت وهي تتجرع عبرتها/عز الله انه بكّاني يا مهند

على الطرف الآخر/قبل العيد بكون عندك يا عمري ، يلا طلبتك تسكتين


تنهدت وهي تخبره/ابوي رجعت له ذاكرته يا مهند و عرف من هم اهله واهلي..

خاف من المجهول لا يعلم لماذا فهو سيعرف بعد ذلك اصول هوازن الحقيقيه/من هم اهلك؟!

ابتلعت خوفها وهي تتذكر أدهم و ما قاله/اذا علمتك بتستمر بزواجك مني والا بتهجرني؟! خايفه

استغرب و خاف بدوره لا يخشى من احد فهي حبيبته من دون اهل/تزوجتك وانا ما اعرف اصولك..ماراح تفرق معي من هم اهلك..انتي زوجتي و بس

اخفضت الهاتف لتضعه على صدرها وهي ترفع رأسها للسماء شاكره و ممتنه لكونه زوجها،، وكأن إجابته هذه رتقت قلباً تمزق بما يكفي، كيف لبعض الأشخاص ان يكون لهم مفعول الدواء الذي يُستطاب به..؟!

.
،
.
،

بعد يومين آخرين...،

وضعت فنجان قهوتها على طاولتها وهي تراجع اوراق نتائج شهرين بين يديها بصمت،..

لحظات لتدخل عزه وهي تتبسم/طلع انتي اللي ماخذه القهوه؟!! يالمدمنه

ضحكت وهي تريح اوراقها على سطح المكتب/والله معليش عزّه قهوة ام زوجي محد يشربها غيري اغااار

ضحكت بدورها/اي مسحي جوخ من هاللحين، ترى نبي نذوق قهوتك ترى

بابتسامة خبث/وش تبين بقهوتي؟مااافيه احلى من قهوة خالتي هيله،

ضحكت/ليااال فكك من كيد الحموات

استرخت بجلستها/انا اقشر زوجة أخ، الله يعينكم بس

بابتسامتها/طيب يا زوجة اخوي تفطرين معي عند أمي اليوم؟! وليد و مسافر مالك عذر.

بنفس إبتسامتها/ماقدر اجي للأسف، لو وليد موجود كان جيت.

وضعت كفها على جبينها/يا ناااس كذابه

رفعت حاجبها تمثل الغضب/اها، احترمي مديرتك

رفعت حاجبها هي الأخرى/و انا انا اخت زوجك، كلمه منا والا منا افسّدلك عنده وعند أمه

بإبتسامه/لا صدق صعبه اجيكم، العشر الاواخر ماحب اطلع زيارات ..عسى الله يتقبل منا طاعاتنا يا رب

عزه/امين يا رب..هاه اشوفك منشغله بهالاوراق من صبح تبين مساعده؟!

عادت لتقلبها من جديد/لا مضطره اخلصها بنفسي علشان اعرف كيف اقدمها للشموس.. يعني كلها حسابات و كذا


عزه/من اسبوعين ما جانا طلاب جدد


بابتسامه/الحمدلله عسى الله لا يحوج خلقه لأحد.. بس التوعيه واجب علينا، تقريباً ثقافة المجتمع عن مرض التوحد 10% بس، كيف تسير امور الحمله التوعويه؟!

عزه/كل شيء يمشي تماما، بس ننتظر تشوفين وتطلعين عليها

اغلقت ملفها الذي تراجعه/هذي خليها بعد العيد نبي نجهز ليوم التوحد العالمي صوتنا لازم يوصل و الاعلام لازم يتفاعل معنا

عزه بواقعيه/بيكلفنا مبلغ وقدره

بهدوءها/ماعندي مشكله بالماده اهم شيء نوّصل رسالتنا ،هدفنا يستاهل

ابتسمت لها، وهي تتذكر حماس وليد لعمله/فعلاً ما جمّع إلا وفّق.. انتي ووليد في العمل لا تخاذل

ابتسمت لذكراه، كم تحب ذلك الرجل الذي صار يخصّها وحدها من بين كل الرجال/عمره طويل ان شاء الله..

،
.
.
في مكتب احدى المؤسسات ..
نطق برجاء/يا رجل ليه ماتبون تمددون العقد و تصبرون على دفع المستحقات شوي؟! كنا متفاهمين من فتره و امورنا طيبه، وش تغير ؟


نطق بهدوء/والله ياخوي مشاري مانقدر نصبر اكثر .. السوق ناازل و السيوله قليله


رد بغضب/دام السوق نازل لييه تبي تفسخ هالاتفاق ؟! عالاقل كمل هالشهر ياخي كذا بينخرب بيتي


بنفس هدوءه المصطنع/كان بودي بس صعب

زم شفتيه بغضب/قول الصدق يا محمد لاقي اطيب مني؟! انت ما رفعت يدك إلا ماليها زززين و ماسك لك شيء اكبر والا كيف بتجازف؟!

قرر عدم اخباره/الوقت انتهى انا رجال مشغول يا مشاري تفضل معليش

وقف غاضباً وهو يهدده بنظراته ليخرج حتى وصل للمصعد ليتذكر انه نسي هاتفه على مكتب محمد عاد إليه ليسمع مكالمته مع احدهم وقف مهتماً..

محمد بإبتسامه/اكيد ألغيت طلبيته انت ابدى منه ولو طال عمرك مانقدر نرفض طلب لعميل مميز مثلك

على الطرف الآخر بصوته الصارم/تذكر ان مالك منّه ولا تقدر ترفض طلب أطلبه..كل شيء بثمنه و بإمكاني انهيك و ارفع غيرك ..لذلك انتبه لكلامك معي يا محمد

ابتلع ريق الخوف/اكيد طال عمرك اكيد..

اغلق الهاتف وهو يتنفس براحه، ليرى دخول مشاري مجدداً/مشاري؟! وش رجعك انا قلت


قاطعه/من هالرجال اللي تبي تنهيني علشانه يا محمد؟!

خشي على نفسه مهما كان هذا مصدر رزقه و عمله/شوف يا مشاري، انا مالي قدره على مواجهة أدهم المناع و مجموعة ال مناع معروفه ما يحتاج اشرحها لك.. لذلك اعذرني لو خذلتك.


استغرب فمالذي بينه وبين أدهم المناع حتى ينتقم منه بهذه الطريقه؟! ، تركه وخرج بعدما اخذ هاتفه..،، اخذته الظنون و ظل يفكر مالرابط؟ لابد وان أدهم مخطىء فهو لا يعرفه ولم يسبق و ان إحتك به، هنالك فروقات كبيره بينهما هو صاحب مؤسسه ناشئه صغيره بينما ال مناع تُجار اشهر من نار على علم..!
بالتأكيد هنالك لبسٌ ما..!

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

الليله ليلة من ليال العتق من النار..و اول ليالي التهجد ..
منذ خرجت والدتها وكادي للصلاة في المسجد المجاور اخذت في ترتيب عملها الذي اعتادت عليه مجبره، حتى يتسنى لها الذهاب للسوق غداً كما طلبت من والدتها..
انتهت من نظافة المنزل ببخور وضعته امامها علو الطاوله وجلست بتملل وهي تغير قنوات التلفزيون بتملل واضح وهي تفكر بأخيها!
هل من المعقول انه لم يعرف بما حدث خلف ظهره هنا؟! لماذا هو مهتم كل ذلك الاهتمام بإعادة زوج كادي لها؟!
ابتسمت بخبث وهي تُخرج هاتفها من جيب بنطلونها الضيق و ترى الفيديو مجدداً ، هنالك متعه بصريه تجدها فيه!!
(بيروح عمرك يا فاتن و ماشفتي كذا هوشه من النوع الثقيل، حتى اللي مصور متعمد يطلع هوازن منهاره، لولا اني اعرف الشموس ماراح اصدق انها تدافع كذا عن هاللي مالها اصل هذي زي مازقال طليقها، كيف تنازلت لها؟! متأكده ان فيه سر كبير بس مادري وشو)


سمع صوتها يستقبله من هذا الهدوء ليدخل و يرى تلك جالسه و تدير ظهرها للباب،الصوت صادر من الجهاز الذي بسن يديها/فااتن!!

شهقت وهي تقف مرتبكه و تحاول ان تغلق الجهاز بدون جدوى/هلا مهند الحمدلله عالسلامه

اقترب منها وهو يرى غرابة تصرفها لينتزع الهاتف منه وسط خوفها/وش ذا؟!

تصنعت التردد/يووه الله يساامحك ماحبيتك تشوف

إحمرت عيناه و شعر بالغليان و عروق رأسه تكاد تنفجر فيه/من متى هالشيء صاير؟!

حركت يديها بفقدان أمل/اوول ما انت سافرت ..ترى الفيديو جايني من حريم الجماعه يعني هاللحين كلن درا بالسالفه


صمت مصدوماً ..كيف تمر كل تلك الفتره ولم تخبره؟! لماذا كانت تستغبيه؟! كيف تهوّن أمر غيابه و تستغله بغيابها عن منزله كل تلك الفتره ..!!
تجاهل ماسمعه للتو فخلفه رجل في المجلس/جهزي قهوه و شاهي انا وحمد بالمجلس و لاتنسين جهزي لنا السحور ..


استغربت ردة فعله البارده كان من المفترض ان يثور و ان يقيم الدنيا ولا يقعدها، لا ان يجلس ويضيف من؟!!/رجع حمد!!


بهدوءه المصطنع/ايه..اخلصي بالقهوه و اتصلي اجي اخذها

رأته يعود أدراجه وهو يتدثر الهدوء الغريب!!!/وش هالبروود؟!!


خرجت من المطبخ وهي تحمل بيدها فنجان قهوتها التي أعدتها بنفسها لتسمع ضحكات ليال وهوازن و الثالثه ضحكت طفلها التي تملأ الدنيا سعاده حولها، وهنالك اميره و وسام الذين ينشغلان في لعبه بينهما..،
جلست وهي تستمتع بإرتشاف قهوته لتفتقد تلك الصغيره/بنات بسكم ضحكتوا الولد واجد كثير..

ليال بلا مبالاه/رجاءاً ماهو ولد اختك فلا تدخلين

هوازن بتأييد/من جد والله مو ولد اختك و لا ولد اخوك شدخلك؟

اتسعت ابتسامتها/طيب آسفه، وين نيفو؟!

ليال/و انتي نايمه طلعت مع شهد و عمتي هند وداهم تركي للسوق

لم تعجبها الفكره/يالله وش وداها مع تركي هالبنت! وبعدين مررره تأخر الوقت

ليال/يا شيخه البنت يدووبك تمشي و حالتها النفسيه صفر، وأصلاً عمتك هي اللي ألحت عليها علشان تمشي شوي و تغير جو

حزنت عليها/تكسر خاطري هالبنت، تمر بتعب ماهو هين و صابره

هوازن/من جد تعب ماهو هين، انا متعجبه من صبرها، كنت اظن بتولد خلاص بس اسمعكم تقولون باقي شهرين

الشموس بتنهيده/اي باقي شهرين،حاولت دكتورتها و حاولنا معها تولد و ترتاح لأن جسمها مو متحمل توأم للشهر التاسع بس رافضه

هوازن بحزن/ترى مو سهل قرار الولاده المبكره، يعني انتي بالذات يالشموس لازم تعذرينها، الطفل له ياخذ نص قلب أمه قبل ينولد و ياخذه كله بعدما ينولد.

ابتسمت لها الشموس وهي تشعر بوجعها/الله يربط على قلبك ويفرحك برجوعه لحضنك

ابتسمت بحزن/امين يا رب

وقفت ليال وهي تحاول ان لا تتعمق في تلك المشاعر/بروح المطبخ، احد يبي اجيب له شيء؟!

فهمت تهربها الشموس/انا ما أبي..هوازن تبين؟

حركت رأسها بالنفي/لا

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

لم تصدق حديث أخيها وهو يخبرها بوجود حمد تحت وطلبه لها، وقفت متفاجئه/مهند لبى روحك انت تقوله صادق؟! يعني حمد رجع؟!!

بابتسامه/ايه يا بنت اجل امزح؟! يلا تجهزي تنزلين معي وتستقبلينه

استغربت طلبه/بس الطلاق و

قاطعها وهو يرفع حاجبه/أنا اخوك وانا اطلبك تطلعين له..يعني بذمتك بطلعك له عالفاضي؟!

عانقته بحب و بدموع/عسى الله يحفظك لي يا ذخري وسندي بهالدنيا

مسح على رأسها بعدما قبل جبينها/غيري بيجامتك هذي واطلعي سلمي عليه يلا يبي يروح لاهله

خافت هذا يعني انها لن تذهب معه/هاه!!

ابتسم وهو يرفع حاجبه/بيجون كلهم يعتذرون لك و يطلبون عفوك قبل ياخذك هذا اقل شيء بعد، غير كذا منتي طالعه من بيت ابوك

ازداد خوفها، ماذا لو رفضوا اهل حمد الاعتراف بالذنب/طيب مهند شوي ونازله

لاحظ ارتباكها/انا بروح لغرفتي ارتاح وانتي انزلي لزوجك سلمي عليه ، وودعيه اذا جاء يطلع..لا تتأخرين عليه ترى كلنا جايين من سفره طويله بس هو مُصر يشوفك.

شعرت بالإرتباك وهي ترى اخيها يخرج .. حمد هنا!!
لا تصدق ذلك اتجهت لغرفتها لترتيب نفسها قبل الذهاب إليه،
أضاءت غرفتها و بدأت بسرعه تجهيز نفسها يشكل بسيط لم تضع سوى ماسكار فقط .. و رشة عطر رتبت قميصها الابيض الواسع على بنطلونها الأصفر ..
رفعت يدها للمشبكين الذين يجمعان خصلات شعرها للأعلى لتحرر شعرها منهاو ينسكب على ظهرها و كتفيها.. جمعته على كتفها و ظفرته بشكل مرتب ..
انتهت من زينتها السريعه وهي تبتسم لنفسها و يدها على بطنها البارز بشكل يغمرها سعاده، هذا ماحلمت به هي وحمد طويلاً و لطالما حوربت من اهله بسبب عدم إنجابها لسنوات..
اخذت نفساً عميقاً لتخرج بعد ذلك و تتفاجىء بوقوف فاتن أمامها/بسم الله من طلعتي لي انتي

مررت عينيها من اعلى للاسفل/ريحة العطر جابتني ، و الدربكه وين طالعه. لا وبعد حاطه برموشك ماسكار!!

ابتسمت وهي تتعداها/مهند يقول زوجي تحت ينتظرني عن اذنك..بعدين اجي ارد عليك سلام

وقفت غير مصدقه ما يحدث، أتعود له في الوقت الذي اصبحت انا فيه مطلقه؟!!
بهذا السرعه؟! حتى انه لم يذهب لأهله بحسب حديث مهند لوالدتها قبل قليل!!
مالذي عندك يا كادي ليجعلك زوجك دائماً على رأس هرم أولوياته؟! انا اجمل و مع ذلك زوجي لم يفعل بي كمل فعل مجنون بني عامر بك!!"
،
يقف منذ دقائق ينتظرها على أحر من الجمر، لن يرتاح حتى يطمئن على شريكة العمر التي ساندته كثيراً و صبرت كثيراً على احاديث اهله و استقبلت لمز والدته بصدر رحب ، سنوات من العلاج اثمرت اخيراً..ما اكرمك يالله!

سمع خطواتها ليرفع ناظريه ناحية الباب الذي ستدخل منه، ليرى اطلالتها التي تأسره في كل مره كشعور اللقاء الأول و النظرة الأولى، هي حقاً حامل وهذا بطنها بارز بشكل جعلها اجمل/يالله حي ام البدر

ابتسمت لتسميتها الجديده وهي تتقدم إليه بصمت..

اختصر المسافه عليها ليتقدم ثلاث خطوات، حتى وصلها..،
.
،
.


على كرسي خشبي في احد الحدائق العامه تجلس بجانب إبنها و تراقب نيفادا و شهد من بعيد، منذ الصباح لم ترتاح لحال نيفادا، هي تعرف ما تمر به و تشك بوضعها..،

نظر لساعته بتملل و إرهاق/يمه مشينا الله يرضا عليك تاخرنا واجد و ابي انام لو ساعه قبل الفجر

اشارت للبنات/دام نيفادا ما طلبت نرجع مو متحركين.. والله ياولدي بالمحاايل طلعت معي ، ناظرها شوي تمشي و شوي تجلس ترتاح باين ارتاحت...

رفع ناظريه ليراها من بعيد بصمت، لا يستطيع إنكار قلبه و جحود مشاعره، لطالما كانت قريبه من القلب تلك المشاغبه، حتى الحمل لم يزدها إلا انوثه وجمالاً بنظره و ان كان يكره كونه من رجل آخر..!
.
،
.
كانت تحاول ان تكتم ألمها قدر المستطاع و تكمل مشيها ولكن تتسرب منها بعض الأهآت غير المقصوده غصباً..

شهد بحزن/نيفو خليني انادي أمي

اشارت بالنفي وهي تجلس/لا،مو هاللحين ابي امشي شوي بعد

جلست بجانبها وهي ترى تعرق وجهها/انتي تحسين بوجع بااين عليك لا تنكرين

شعرت انها لم تعد كتم الألم اكثر فبكت بضيق/من ثلاث ايام يا شهد مارتاح من الم ظهري و رجليني بس هاللحين

اخرجت منديلاً لتمسح وجهها و دموعها/ايوه وش فيه

شعرت بانقباضاتها تزداد وبعض الماء الساخن على فخذيها/بمووت ،معاد فيني حتى خلاص مشي تعبت منه

شدت على يدها/قومي نرجع يلا، خلينا نروح المستشفى، ناظري حولك معاد فيه احد غيرنا

حاولت ان تقف معها ولكن هذه المره لم تستطيع لتصرخ من شدة انقباضتها، لتنزع لثامها عن وجهها من جور الألم/ناديهم بسرعه خلاص

رفعت يديها لأمها التي تراقبها من بعيد لترى اخيها يقفز من مكانه و يعدو بسرعه ناحيتهم و خلفه أمها/الحقووني نيفو تبكي من الوجع

نزل لها عند قدميها بلا تردد وهو يمد يده يمسح دموعها/نيفو وش فيك؟!

رفعت يمينها و شدت ذراعه التي تمسح خدها لتترك اثار اظافرها عليه وهي تبكي/اششش


وصلت هند اخيراً لترى حالتها وتتأكد شكوكها/يلا يا بنتي هذي ولاده عسى الله يعين

بكت وهي تلتفت إليها بحزن فمازالت باكره.، ارادت الحديث و لكن التقلصات تزداد..،

امرتها/يلا يا بنتي مشينا خليني اساعدك

منعتها شهد/يمه ناسيه انك حامل اقعدي بس ، انا و تركي بنتصرف روحي للسياره انتي اسبقينا


حاول تركي مساعدتها لتقف دون جدوى فهي عاجزه عن خطوتين.اقترب ليحملها و لكنها ابعدته عنها، لا تريد اي خدمه له، اي اقتراب من أي نوع/لاا تركي لاا..ابعددد

استغرب وهو غاضب من تصرفها/ماتبيني اشيلك يلا امشي زي الناس و لا تبكين

شهد بكت معها وهي ترى تركي يذهب و يتركهما/نيفو تكفين ساعديني على نفسك اذا ماتبين تركي يشيلك

وقفت وهي تشد يد شهد بقوه و تجلس عل الأرض بإنهيار مايحدث في بطنها خارج عن سيطرتها..

حاول ان يغلق أذنيه عن أنينها و لكن لم يستطيع عاد فوراً ليحملها رغماً عنها وتصرخ مفزوعه و ترى شهد تحاول إيقاظها/بسم الله بسم الله

رحمت دموعها و بكاءها/يختي شفيك من رجعنا من الممشى ونومك كوابيس؟!

نزلت من السرير وهي تستعيذ من ذلك الحلم الذي ذاقت فيه الألم الذي كانت تفكر به قبل نومها و رأت فيه تركي بمنظور مختلف لم تحبذه أبداً..عليها ان تتحاشاه و ان تحتك به،
منذ عادت من الممشى مع عمتها و شهد وهي مجهده اكثر.. لكن لن تستمع للطبيبه في الولاده المبكره..
إلتفتت إلى شهد وهي تقف امام باب الحمام/أذن الفجر؟!

ابتسمت لها/إيه أذن..فيك شيء؟!

حاولت ان تبتسم/مم لا..

راقبتها شهد حتى دخلت دورة المياه لتقرر الذهاب لغرفة والدتها و طمأنتها..
لترى والدتها هنالك تقف وتسلم على احدهم إتضح أنه نايف، حاولت ان تتهرب فهي بقميص نوم قطني قصير

لمح تهرب احداهن ليسأل/من هذي؟!

إلتفتت لترى ابنتها تتسلل هاربه بشكل مضحك/شهد..يلا يا ولدي روح نم و ارتاح بغرفتك ترى بصحيك لصلاة الظهر مافيه نووم اكثر الليله برجع لبيتي و ابي اجلش معك انت وأدهم واخوي ونسولف كلنا سوى

قبل جبينها/ابشري يا عمه، يلا سلام

غادر لغرفته وهو يتبسم لتهرّبها عنه،تبدو ناعمه و جميله بدون اي تكلف، جلس مسترخياً على أريكته وهو يحاول ان يفكر بشيء اخر سواها، يالله سيحل العيد قريباً و سيكون اقترابها موجع، رفع وجهه للأعلى وهو يغمض عينيه و يردد/يا رب.
،
بالكاد انتهى من السلام على والده و عمته ليخرج للصاله ويصادفها مبتسماً/اهلاً

ابتسمت بدمعه وهي تبادله السلام/هلابك انت، سلامة الأسفار

ظل ممسكاً بيدها/الله يسلمك من النار، شلونك هوازن بشريني عنك


حاولت ان تبتسم/بخير ولله الحمد..كيف كانت سفرتك؟، عسى توفقتوا و تسهلت اموركم

بابتسامه/ابشرك كل شيء تمام و عال العاال..صاحيه هالوقت؟!

التمعت عينيها/كنت انتظرك بالصاله و دخلت اقيس ضغط ابوي وسكره ورجعت الجهاز لغرفتي وطلعت و هذاني الحمدلله شفتك قدامي.

فرح من كل قلبه، أكانت تنتظره؟ قبل جبينها/الله لا يحرمني هالوجه..يلا روحي نامي وارتاحي بعد كل هالسهر

قاطعته وهي تعانقه للحظه ثم تركته/اشوفك بعدين..سلام

راقب ذهابها للمصعد ليترك المكان و يتجه لجناحه، وجد المكان بارداً جداً فدخل للغرفه خاف فهي بارده جداً..لم يراها ولكن من الواضح انها في الحمام..
اتجه لسرير طفله وهو يبتسم بعدما رأ بيجامته الثقيله و ابتسامته وهو نائم كالملاك، تغيّر عليه صار كبيراً لم يلاحظ انه تجاوز الثمانية شهور..


خرجت من الحمام لتراه يقف عند سرير الطفل، لا تعلم لماذا كرهت رؤيته الآن، ما اقبح شعور اللحظه..تجاهلته وهي تذهب للتسريحه تأخذ مرطب يدين بعدما غسلتها،

إلتفت إليها مبتسماً وهو يرى تجاهلها، صريحه في مشاعرها لا تستطيع إخفاء غضبها او شوقها/السلام عليكم

بدون نفس و بصوت بالكاد سمعه/وعليكم.

رفع حاجبه ومازال مبتسماً/شايفتني يهودي؟!

لم ترد عليه اكملت ماتفعله بصمت و هدوء ثم اتجهت لطفلها تريد أخذه من سريره.. و لكنه امسك بذراعها بهدوء لتلتفت إليه/مادريت انك جاي الليله و إلا كان طلعت لغرفتي بدري انا و ولدي

ابعدها قليلاً عن سرير الطفل وهو يشد يدها الأخرى بهدوء/افا ليه بس يا حبيبتي؟!

ستُجن من بروده لتسحب يديها من قبضة يديه/كذاب ماني حبيبتك، الحياة ماهي على كيفك يا أدهم، تنفرني متى ما بغيت و تجيني متى ما شتهيت!

تفاجىء من ردها و قد كانت ستذوب بين احضانه آخر مرة هنا..توقع انها ستكون مشتاقه بعد غياب الإسبوعين،وستنسى موضوع الطلاق..

اكملت وهي تحاول ان لا تهينها دمعتها بالنزول/ماتقدر تتلاعب بمشاعري على كيفك و تظن مني اني أسكت، انت استهنت فيّ بما فيه الكفايه، حتى انك عاملتني آخر مره برخص بعدما خليتني مجرد أداة تفريغ لرغباتك و بس.


مازال متفاجئاً من حديثها و لكنه رد/اذا للحين تفكرين بالطلاق أنسي.


ردت بقوتها المعهوده والتي سبق وتجاهلتها كثيراً مع حبه/و انت بعد انسى تقرب مني مره ثانيه انسى يا أدهم.


رفع حاجبه/تذكري يالشموس ان هاللي تطلبينه حرام و أنا مازلت ابيك.

زمت شفتيها بغضب من رده البارد/ماعمري شفت اوقح من كذا..!! سبق و طلبت الطلاق و انتهيت منك، إذا براسك موال سمعه لغيري اما انا طابت نفسي منك.


توقف مكانه كالجماد يراها وهي تحمل طفلها و تخرج بدون أي كلمة إضافية!!
نظراتها الحاده عادت من جديد، و كأن الشموس انبعثت من جديد، كأول مرةٍ عرفها شرسه..!
إتجه للسرير وهو يفتح أزرة قميصه الابيض بهدوء و اخذ نفسٍ عميق ليحاول أن يستوعب ماحدث!!!
كم كان مرهقاً من السفر و زادت إرهاقه، الأمور معها لا تسير كما يجب و هو مازال يحمل تجاهها اثقالاً في قلبه لكنها هي وحدها السبب في كل شيء...
.

وصلت غرفتها وهي تحمد الله ان عمتها ذهبت لغرفة الضيوف و تركت غرفتها لها، دخلتها براحه لتودع طفلها النائم في سريره من ثم تذهب لسريرها لاذت به و حاولت إغلاق عينيها و لكن دون جدوى وهي تتذكر ماحدث، تتذكر بروده القاتل لكل شيء جميل، لم تعتاد اللامبالاة من أي احد و هذا يتفنن في ذلك..
حسناً لن تبقى حبيسة مزاجيته مدى الحياة ..لديها اشياء مهمه تفوق اهمية ذلك المغرور..
.
أوقف سيارته في مواقف المجموعه لينزل مستعجلاً.. بعدما عرف من صالح عودتهم ليلة البارحه، لن يرتاح حتى يعرف ما دار خلف ظهره!
استخدم المصعد ليلتقي بنايف الذي كان يحمل ملفاً/نايف!

صافحه بإبتسامه/اهلاً بالنسيب متى رجعت من هونج كونج؟!

استغرب مناداته له بالنسيب!/من كم يوم بس

عاد ليستغرب هو بدوره فزوجته عندهم/افاا من كم يوم وما درينا !!

اعاد ترتيب شماغه بطريقه ليخفي توتره/مريت بظروف عائليه شوي اشغلتني

وصلوا سويةً لمكتب أدهم ليفتح له نايف الباب بعدما طرقه/تفضل شكلك جاي معي لأدهم

ابتسم مجاملةً وهو يرى وقوف أدهم/السلام عليكم

تقدم إليه وهو يصافحه/وعليكم السلام هلا مهند تفضل

جلس وهو عاجز عن فتح الموضوع،مازال يجهل ما حدث، و هوازن قالت بأن والدها إستعاد ذاكرته وان اهلها ربما لن يعجبوه، هو في حيره خصوصاً بعد ذلك الفيديو الذي احرق دمه ، كل شيء جعله يبتعد هذه الأيام و لا يقابلها.. خشيةً ان يحدث مالا يريده..

لاخظ سرحانه وهو يوقع ورقةً مع نايف/اسلم يا مهند وش هالزياره الصباحيه ان شاء الله خير

تردد في الحديث ونايف موجود/مادري وش اقول يا أدهم محتار

بابتسامه/قول و لا تحتار كلمه تستحي منها بدها

رفع ناظريه لهما فزوجته في منزلهم/الموضوع يخص زوجتي و.. << سكت ينتظر خروج نايف

نايف جلس هو الآخر/الموضوع اللي يخص زوجتك، يخصنا كلنا وش العلم يا مهند

وقف مهند غاضب من رده/نااايف!!!

ترك أدهم قلمه ليطلب منه الهدوء/مهند اجلس..نايف ماغلط علشان ترفع صوتك عليه

فتح زر ثوبه من اعلى وهو بقمة غضبه/انا سمحت لها تزور ابوها عندكم شكلياً عند اهلي انتم اهلها، غير كذا ما اسمح لكم


رفع حاجبه/اجل ليه انت هنا من كم يوم وما جيت تاخذها؟!! تكلم

مهند بغضب/ماهو بشغلك فاااهم

زم نايف شفتيه فلم يعد يحتمل/شغلي ونص..اللي يدوس على طرف هوازن كأنه داس علي أنا

لم يحتمل حديثه اكثر ليتوجه إليه ويشده من ياقته/لا تجيب سيرتها قدامي فااهم

وقف أدهم وهو يتجه لنايف الغاضب و يبعد عنه مهند و يقف بينهم وهو يوجه الحديث لنايف/يا نايف الرجال للحين ما يدري بشيء..اعذره

نطق مهند غاضباً..سيجن من هذا الغموض/وش اللي ما أعرفه انطق انت وياه، زوجتي قالت ان ابوها استرجع ذاكرته لكن ما قالت لي من اهلها، واضح انكم عرفتوهم ، من هم ؟!

ابتسم وهو يطلبه الهدوء/ارتاح يا رجال الأمور ما تحتاج كل هالعصبيه

ازداد غضبه وعيناه تحمران/كيف ماتحتاج عصبيه و انا واصلني فيديو لزوجتي تنهان في مول من طليقها الزفت علشان ولدها و ينعتها قدام خلق الله بـ قليلة الأصل.. فهمني كيف ارتاح و فيديو اهانة زوجتي بكل جوال بالرياض اذا مو بالسعوديه كلها


لم يصدق ما يسمعه ليشده بدوره/الكلام اللي تقوله صحيح يا مهند!!

ابعده عنه بقوته/وش يهمك انت هاه؟!! اترك زوجتي عندك وتنهااان؟!


شده بقوه وهو يزأر بوجهه/اختي ما تنهاااان يا مهند وهي بحماي

بسخريه/والله انهانت و تصورت اهانتها بعد و انت تقول بحمايتي؟!!

غضب نايف ليحاول يهجم عليه ولكن منعه أدهم اخيراً/أدهم فكني عليه بس

راح يجلس وهو يضم رإسه بكلتا يديه ثم مسح وجهه، قد حفر مشاري قبره بيده، و لن يمهله حتى يأتي لمقبرته بنفسه..،

إستغرب ردة فعله العميقه/ما قلتوا لي من اهلها؟!

رن هاتف المكتب ليذهب نايف و يرد/الوه نعم!! من يبيه؟! مشاري!

ذهب أدهم إليه وهو يشير إليه، فهو كان ينتظر مكالمته بعدما ضيق الخناق عليه..

فهمه نايف/لحظه يا مشاري..انتظر

أدهم بقهر مكبوت/كنت انتظر مكالمته علشان أأدبه لكن هاللحين الحساب زاد وهو مصور اختي منبسط بإهانتها..

مازال لا يفهم ما يحدث/اختك!!

نايف بغضب/اييه اخته اللي قدامك هذا اخوها و انا ولد عمها..

لم ينتظر أدهم حتى إلتقط سماعة الهاتف الثابت و يرد عليع بصوته الفخم/نعم !

على الطرف الآخر بصوت يوضح توتره/السلام عليكم استاذ أدهم أ..


قاطعه بجديه/دكتور أدهم..و انجز انا مشغول

اكمل ذلك بعدما زاد توتره/ان شاء الله طلل عمرك، انا حبيت اتكلم معك بموضوع يـ..

قاطعه مجدداً/انا ماحب اطول على التليفون ووقتي مايسمح، إذا عندك شيء مهم اخذ موعد من السكرتاريه..اذا مو مهم ياليت توفر علي و على نفسك

برجاء/لا دكتور أدهم الموضوع مهم بالنسبه لي و اظن انك ماراح تظلمني ياليت اخذ الموعد منك

رد بغرور/اخذت وقت اكثر من اللازم..مضطر اسكر ،سلام

ابتسم نايف وهو يعجبه تصرفه/كفوه تسكر الخط بوجهه، واضح انه غثيث، من هو؟!


أدهم/هذا طليق هوازن

زم شفتيه بحقد/وش العلم؟!

ابتسم له أدهم، يجب ان يعرف مهند بكل ما حدث الآن/قالك نايف قبل شوي

لم يصدق/يعني صدق انت اخوها!!

هز رأسه/و بتوطى ببطنك لو مضايقها بشيء، هوازن عبدالله المناع ماهي لحالها يا مهند

جلس من هول المفاجئه، هذه اجمل مفاجئه قد حدثت له منذ زمن بل هي الأجمل على الإطلاق..

ظل يخبره بكل ماحدث..بنفس الوقت تفاجىء نايف بما يخطط له أدهم و كيف يخطط!!

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون

خرجت من ساحة المنزل وهي خائفه متوتره مما سمعته من فاتن، بالتأكيد لن تتصل فاتن لتطمئن بل لغرض في نفسها، أمعقول أنه هنا منذ أيام و لم يأتي و لم يخبرها بقدومه!!
هل حقاً ما قالته فاتن بشأن غضبه!!

دخلت في هذه اللحظات ليال وهي تراها صافنه تنظر للفراغ بحزن واضح، نزعت عبائتها ووضعتها جانباً/السلام عليكم

رفعت ناظريها لها لترد بخفوت/وعليكم السلام

ابتسمت و هي تجلس/اليوم محد حولك وين عمي و عمتي لولو

تنهدت/ابوي نايم و عمتي لولوه جاء ولدها غيث وراحت معه، بتجي فالعيد

ابتسمت/تلقين ابو غيث اشتاق لها يا حبت عيني

ضحكت قليلاً ثم صمتت..صدود مهند عنها غريب ، تعرفه جيداً يحبها فكيف لا يأتي لزيارتها على الأقل او يتصل!!

شكت في وضعها/هوازن وش فيك بس سرحانه!!

وقفت وهي تحاول ان تتجاوز مكالمة فاتن/ولا شيء، بس مصدعه شوي عن اذنك بروح ارتاح بغرفتي

رن هاتفها لترى إسمه يلتمع في شاشة هاتفها، إختلط خوفها بشوقها هل ترد أم لا.. لا تعرف بما يفكر به ..

استغربت توقفها و نظرتها للجوال بيدها/هوازن من اللي يتصل؟!


إلتفتت إليها ثم قررت الذهاب/هذا مهند

زاد إستغرابها و لكن شكت ان هنالك مايحدث بينهما/طيب ليه ما تردين؟! فيه مشكله؟!

تنهدت وهي تنوي الفضفضه ولكن سمعت صوت أدهم يناديها، لتبتسم لذلك الصوت الذي لطالما إنتشاها من قاع الخوف والحيره و شتات النفس/بروح لأدهم

إلتقطت عبائتها وهي مازالت في حيره من وضع هوازن، لتترك المكان وتصعد لغرفتها..تنوي رؤية نيفادا قبل نومها..

فُتح باب المصعد لتخرج و هي ترى تلك الشقراء تأتي من جهة جناح نايف/هيي انتي من وين جايه؟!!

ابتسمت بسخريه/كنت اتمشى ، بااي

تجاوزتها و دخلت المصعد !!!

تجزم ان هذه المخلوقه ليست نقيه ولم تستسيغها منذ البدايه
.

دار الحديث بينه و بين اخيها و عينيها معلّقه في يديه التي تداعب سُبحته كانت قلقه مما تخبئه لمعة عينيه لها.

وقف أدهم/يلا مثلما اتفقنا يا مهند طيب؟!

وقف معه/ان شاء الله بس عاد ابي اكون موجود بكل لحظه

ابتسم بخبث/اكيد ما يبي لها...سلام

رقبه حتى خرج ليلتفت إليها و يراها تداعب اظافرها، اقترب وجلس بجانبها و يفصل بينهما حاجز الاريكه،صمت قليلاً ثم نطق/كل هذا صار وما فكرتي تقولين لي؟!

ابتلعت الخوف/منعني أدهم خاف انك ماتفهم غيابي ، كان مشغول بمشاري من فتره

إلتفتت إليها بهدوءه ليرفع رأسها من ذقنها/أدهم ما يعرفني زين علشان كذا خاف ما افهمه لكن انتي تعرفيني صح وتدرين اني مستحيل ما افهمك


إلتمعت عينيها/الفتره اللي راحت انشغلت و رحت مع ابوي للخرج لبيته اللي كان يسكنه، كنت خايفه على أدهم لو ينصدم إذا ابوي ما استعاد ذاكرته، كنت اسمع كلام أدهم و انفذه بدون ما اناقشه علشان ما اشغله بنفسي كفايه انشغاله بأبوي

ابتسم لها/كم مره اتصلت فيك و سولفنا ، يعني مافكرتي لو مره تقولين؟!!

ابتسمت/بكل مكالمه كنت اقول خلاص قولي له بس اعجز

مد يده ليلامس يدها للحظات ثم نطق/والله اشتقتلك يا بنت..

إحمرت خجلاً وهي تسحب يدها/تفطر عندنا اليوم؟!

وقف وهو ينوي الخروج/عزمني أدهم قبلك ورفضت..ماقدر اخلي الوالده

وقفت معه/سلم عليها وعلى كادي

استغرب عدم ذكرها لأشكوى منهم/منتي زعلانه عاللي صار

حركت رأسها بالنفي/كل الزعل يروح دامك راضي و معي

اقترب ليقبل جبينها/الله يرضا عليك..
،

مرت الأيام ..كانت الامور تسير بهدوء على الجميع..تباعد صامت بيت الشموس و أدهم حتى ان انه بات الجميع يشك في علاقتهما البارده..هذا لا يمنع الاحاديث عن العمل واجتماعهم البارد في جلسات العائله..،
والد أدهم كان يلاحظ تغير أدهم و صمته الدائم و اغلب الليالي ينام عنده!!و صدود الشموس و عدم حتى النظر لأدهم حين يتحدث..!!

ليال تركت التجهيز لنفسها و انشغلت هي وهوازن بمراقبة نيفادا التي تطلق كل يوم صفارات إنذار كاذبه..

مشاري ازداد الوضع عنده سوءاً وهو ينتظر لقاء أدهم المناع ليعرف منه لماذا يحاصره من جميع الجهات؟!!

وليد يجهز للعوده ليلة العيد..

شهد و هند كلهما قد اكتمل جهازها وتنتظر بقلق زواجهما المعلن في العيد..

وهاهو العيد..!



صباح العيد ،
تعالت التكبيرات حتى صلاة العيد لتتلوها و اصوات المفرقعات والالعاب الناريه

انتهت من لبسها بوضع عطرها الفواح لتقف وهي تحرك شعرها و تبتسم لاناقتها البسيطه بفستان قصير زهري فاتح مزموم من الصدر و واسع إلى الركبه..
هذا اليوم جميل ينقصه فقط ينقصه إتصالاً منه ليكتمل عيدها..

سمعت فرقعات الالعاب الناريه و تعالي صرخات وضحكات رواد واميره و وسام
تحمست وخرجت لن يبدو عيداً بدون فرقعة الألعاب الناريه..

نزلت تحت لتسلم على الشموس التي جلس و بحضنها راكان يرتدي ثوباً تقليدياً ابيض و حذاء اسودء لم تستطيع تمالك نفسها/يا جماااال العيد يا ناااس كل عام وانت بخير يا روووح خالتك انت

ضحكت الشموس/وانا صفر يعني مالي خانه!!

سلمت عليها/عاد انتي الخير كله..هاتيه تكفين

فتحت هاتفها لتصوير السيلفي/سيلفي العيد بالله

لاحظتها تخرج به لتعترض طريقها ليال/نيفوو انا ماعايدت عليه هااتيه

تأففت وهي تسلمه لها/انا طالعه العب طرطعان

ضحكت الشموس/يا بنتي اعقلي بطنك فيه اثنين..طيب انتبهي على نفسك لا تطيحين

لم تسمعها خرجت لتضحك ليال/مسكينه تبي تلحق تلعب قبل تولد..المشكله ليلياً مطفشتنا انا وهوازن نلتقي عند بابها و بعدين تقول مافيه شيء روحوا

عادت الشموس تجلس و هي تسكب لنفسها فنجان قهوه/ربي يسهل ، وين هوازن؟!

جلست ليال هي الاخرى/راحت تصلي العيد مع عمي و أدهم و نايف.

خرجت ام رواد من غرفتها وهي تلتف بشالها/هااه سبقتوني اليوم صباح الخير

ابتسمت لها ليال/صباحك عيد يا مرت الغالي

ضحكت الشموس/مستحيل تتركين حركات العجايز يا ليال

.
،
.
دخل بسيارته المنزل لتنزل والدته و هند كان سيدخل ولكنه سمع ضحكاتها تخالط ضحكات الصغار والمفرقعات، هذا الجو يجذبه و يذكره بالماضي الجميل، اتجه لناحية الصوت من الساحه الخلفيه للمنزل ليقف يراها تلك الطفله البريئه التي يعرفها جيداً يعرف صفاء سريرتها و طفولتها مهما إدعت انها كبرت حتى الزواج والحمل لم يخطفان تلك اللطافه و البراءه منها ، شعرها البني يتهادى حتى اسفل كتفيها و فستانها الوردي القصير يجعلها كزهره وسط هذه الحديقه التي تلعب بالمفرقعات فيها..و خلفها نافوره اندلسيه متوسطة الحجم
طارت مفرقعات رواد على اميره لتصرخ و تقفز حتى اصطدمت بنيفادا التي لم تتوازن مع ثقلها لتسقط خلفها في النافوره

صرخت اميره وهي ترى مافعلته بأختها/نيفوو!!

نزع شماغه من رأسه و امسك طرف ثوبه من اسفل و ركض ناحية النافوره التي سقطت عليها نيفادا، وصل ليخرجها وهو يحاول يعرف ما إذا كانت في وعيها/نيفاداا !!

اغمضت عينيها وهي تسترخي بين يديه، بدون أي ردة فعل..!!

انتبه لرواد وهو يصرخ/البركه فيها دم..!!

لم ينتظر ثانيه اخرى حملها وهو دموعه تسابقه هذا يكاد يكون اصعب موقف يمر به..

حضرت ليال بعد تعالي الأصوات لترى وقوف اميره المذهوله ببكائها و رواد الذي عاد للتو من اللحاق بتركي
ثم انتبهت للنافوره واختفاء نيفادا/وش فيه؟! وين نيفادا؟!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والخمسون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة