-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السادس والستون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل السادس والستون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والستون

ياقاسمَ الليلِ بين الساهرين , أنا
أزدادُ كيلَ حزينٍ فوق ما سهِروا

‏أحتاجُ قلبي كاملا
كي أعبرَ الذكرى الغزيرةْ
حاولتُ لكنْ دائمًا
أنهارُ عند الخطوةِ الأخيرةْ
..........................ساري.



انتهت من تحضير القهوه العربيه بوضع الهيل و القرنفل.. لتلحقها بقية الإفطار في المجلس العربي الذي زينته لعمها كما يحب..
لترى أدهم في طرف السفره يتبادل الأحاديث مع والده ..
جلست بصمتها و بدأت بسكب القهوه لهما و بقيت صامته لم تعلّق على ما يتحدثان عنه..
امور كثيره و تتعلق معظمها بالزراعه و امور النخيل و كيفية تسويق منتجاتها..،
تفاجأت بأن أدهم ذو خبره كبيره في هذا المجال، لا شك فقد رأت بعينيها مزرعته و انتاجيتها..

لحظات ليرن هاتف عمها ويقف مستنداً على يديه بعدما رد عليه ثم رتب شماغه على رأسه/يلا عن أذنكم يا عيالي بروح

استغربت/عمي وين رايح هالوقت؟!

بإبتسامه/طلبني ابو عبدالكريم على طلعة زينه عند ابله بنمسي عندها كم ليل..و انا ماقدر ارفض لابو عبدالكريم طلب. انتم متى ما قضيتوا ارجعوا للرياض.


بإبتسامة أشبه بإبتسامة إنتصار/بحفظ الله يبه .


رأته يخرج و يتركها في ورطتها مع أدهم المبتسم أمامها/شفيك تناظرني كذا؟!


بنفس إبتسامته/محسستني باكلك!! وش نظرات الخوف اللي بعيونك تراني أدهم


لا تعلم لماذا فرحت عندما قال أدهم و لم يقل زوجك،هذا يعطيها شعور بأنه لن يؤذيها، عادت لترتشف من فنجانها بهدوء/ماني خايفه منك


ظل يتأملها بحب حتى شعر أنه أربكها من حركة يديها و هروب نظراتها منه/ابوي قال لي انه صاحب هالفكره ، تقعدين هنا كم يوم و ترجعين لكن اعجبتك القعده هنا لحالك.


رفعت ناظريها له وهي ترى شعره مبعثر و فوضوي على غير عادته وهو يتحدث براحه/محد يحب يقعد لحاله.


استغرب وهو يمد فنجانه لها/طيب وش سر تمسكك بالهجر و الانعزال؟!


إلتمعت عينيها وهو يبعثر شجونها منه، سكبت له قهوه و أعادت له فنجانه بيد مرتجفه/اشرب قهوتك و خلنا نرجع الرياض احسن.

اخذ الفنجان وهو يلاحظ يدها/ليه دايماً تتهربين مني ؟! أنا قدامك و لحالنا تكلمي قولي لي اللي بخاطرك، ما راح نطلع من هالبيت إلا و انتي قايله كل شيء..مستعد اسمعك سواءاً عتاب شكوى شتيمه انا وانتي لازم ننهي هالتدمير المتبادل بيننا.


رفعت عينيها إليه مجدداً و بنبره اقل من سابقتها، طلبها ان تزيح عمّا على قلبها و ما يثقل صدرها و كيف له/تخيل تشكي لموجعك عن وجعه اللي سببه؟! تتوقع بينصفك منه؟!


فهم ما تعنيه و اوجعته تلك النبره/ان كان اوجعتك بلا وعي ابشري بالإنصاف لو على قطع رقبتي


كم تكره ان تبكي، حاولت التماسك قليلاً و اخذت نفساً عميقاً وهي تجحد الدموع و البكاء، لتتحدث/بس انا ما راح انبسط إذا انت تأذيت ..مهما صار أنا ما اكره لهذي الدرجه.


تاه في ليل عينيها اللامعه بشكل يوحي بالكثير من البوح و الكثير من الألم/اجل وش يرضيك علميني وش اللي تبينه؟! والله ان بعدك تعب و هجرك صعب، و ان الحياه بينهم مثل الاحتضار لا مت مع الميتين و ارتحت و لا حييت مع الأحياء.


اهتز صوتها قليلاً و هي تجيبه بعدما تركت العبث في فنجانها، هو يلّح في طلب بوحها و هذا ربع الحل/ما كنت ابي شيء كبير او صعب ، مابي غير يبقى قلبي على مشاعره الأوله..ابي قلبي يرجع للحظه اللي كان مغرور فيك لدرجة يحب بلا شعور و يسامح و يتغاضى عن هفواتك اللي كنت اشوفها و احس بها بس اطنشها،.. هذي هي طلباتي، صعبه؟


لم يسمع منها هذه النبره الدافئه منذ مده ليبتسم بحنين، هل تعترف بلا شعور أنها احبته،"هكذا اعتراف يزيده تعلقاً"/بالبدايه ماعرفتك زين لكن حبيتك بخوف، كنت اقاوم قوة شخصيتك اللي ظنيتها تشوف نفسها علي، و كنت فقط احاول عسف الشموس و بعدين..


رفعت ناظريها لناظريه المتعلقه بها لتستعجله اكمال الحديث/وبعدين؟!


بنفس تلك الإبتسامه/عرفت ان النساء مقامات و ان القويه فيهم هي اللي ما تخضع لإهانة مشاعرها، احترامك لذاتك بحد ذاته يغريني اكثر ، ما اكذب عليك رغم صعوبتك و تعبي إلا اني للحين متمسك فيك و مابي لك بديل..


ابتسمت بسخريه/رجل و يقول مابي بديل..اعتقد هذي أكذب جمله مرت على البشريه.


نطق بصدق نيه/تتوقعين لو أبي بديل و بوضعي هذا بنتطر رأيك؟! ..اكيد بحطك بالأمر الواقع و اجيبها بنفس البيت بعد.. لكن أنا ماحب حياة الخفاء، و الأهم اني مازلت انتظر لحظة صفاء تجمعني بك مره ثانيه، و بصبر لين استعيدك، انا و الصبر انخلقنا سوا و رضاك انتي بالذات يستحق الإنتظار.


وترها حديثه عن الاخريات لتنطق بتعب لم تعد تطيقه/مادري ليه نتكلم هاللحين؟! وش الفايده؟


نظر لظفيرة شعرها التي ترتاح على كتفها/نتكلم لأننا محتاجين للفضفضه و البوح ..اعتقد أننا وصلنا لمرحله لو فيها اي اثنين غيرنا قد انتهوا و انفصلوا من زمان ، لكن دامنا للحين ما انفصلنا فأكيد فيه شيء صح بالموضوع و انا مؤمن به.


استغربت/شيء صح؟؟؟


نظر لعينيها المتفاجئه/راكان.. و لا تعتبريني أستخدمه كورقة ضغط.. ماني من الرجال قليلين الحيله.


بدأت بلملمة السفره بشكل سريع و يوضح توترها/انجاب الاطفال ماهو شيء خارق للعاده.و راكان كان بيكون من غيرك لو تغير الوضع..


امسك بيدها التي تأخذ الصحن ليثبتها حتى رفعت عينيها لعينيه المتقده/بس غيري ما راح يصبر عليك مثل صبري.


ابتسمت بتعب/اشوف ما طولت بحديثك الذرب بسرعه قلبت!


بادلها الإبتسامه وهو مازال يمسك يدها/محد يصبر وعنده وحده حلوه مثلك..لكن لجل الحب و لجل عيونك بصبر لين ينطحن هالحب اللي براسك


سحبت يدها بدموع وهي تقف لم تعد تستطيع السيطره عليها لتتحدث بصوت عالي ويدين مرتجفتين/متى بتفهم؟!! ان ساس المشكله انت من البدايه مو أنا،. انا ما في راسي حب يبي طحن يا أدهم، انا كل اللي محتاجته اني استعيد ثقتي فيك فقط..

لم يستطيع الرد وهو يرى دموعها تنهار بشكل عذب، ترسم على ملامحها اجمل الإطلالات الساحره، للمرة الأولى يعشق رؤية احدهم يبكي!!


إلتقطت انفاسها وهي تحاول ان تهدأ من دموعها قليلاً لتردف بتعب روح/لا تظن ان هالبعثره اللي بحياتنا عاجبتني, لااا انا انسانه تقليديه عاديه جداً وتحب الإستقرار و كل شيء يمشي حسب الأصول ، ليه انت تصعّب الامور..و تحسسني اني ماده كيميائيه صعبة التركيب؟!!


صحى من سكرة دموعها متفاجئاً من إنفجارها العظيم هذا،
ليقف مذهولاً من تصريحها و يتقدم متجاوزاً السفره، حاول لمس يدها و لكنها ابتعدت خطوتين حتى امسك بذراعيها المرتجفه و ثبتها امامه متأملاً تهرّب عينيها منه، لم يكن يعرف انها كانت تعاني مثلما يعاني/ان ما وقفت دموعك ورجفتك فلا اسمي أدهم و لاني ولد عبدالله المناع..و وقتها معك حق تطلبين الطلاق ..والله ما اقول لا ، هذا عهد مني لك يالشموس..وش تبين ضمانه بعد انا جاهز


رفعت عينيها له و هي تراه جاداً و جامداً لا يتقدم اكثر من ذلك، تعرف أنه يخاف من ان تفهمه خطأً و ليكن يا أدهم، دعه يفهمها خطأً..تراجعت في اللحظات الأخيره عن إقترابه المثير لتتحدث بتعب/نرجع للرياض؟!


ضغط على يدها/شرط نكون في جناحنا.. و ماعندي مانع انام بالمكتب بس خليك بالغرفه مع ركون، وجودكم قريب مني يريحني، وش قلتي؟!


استغربت تغيّره المفاجىء، لقد فاض التعب و لا تلومه حينما تنازل و تحدث، من الجيد انه تنازل، فلماذا لا تتنازل هي الأخرى فالهدف واحد/خايفه


فهم رغبتها و ترددها/أدري منتي واثقه للحين, و ما ألومك.


بخوف لا تعرف مصدره في قلبها/وجع الصدمه الثانيه دايماً اثقل من الأولى و اخاف تطالبني بشيء مقدر عليه..


نطق بدون تردد وهو يريد ثقتها فقط و الباقي سيأتي تباعاً/إذا هالشيء موترك ، و الله ما أطالبك بشيء ماتبينه.. كل اللي ابيه ..ابتسامتك و ثقتك و اوعدك ما اخيبها لك، و الأيام بتثبت لك كلامي.وش قلتي؟!



بعد لحظات صمت كانت تراقب فيها بريق عينيه و تقرأ اللهفه على شفتيه،ابتلعت ريق الصمت لتنطق ببحه/راكان متعلق فيك بشكل يحزني لمن يسأل عليك، ما توقعت ان طفل بهالعمر يشتاق كذا وما ينسى! و اصدقك القول ماني حابه أعيّش ولدنا بحيره بيننا، ان اجتمعنا محبه و الا اجتمعنا احترام لعيالنا.



إتسعت إبتسامته لهذه البدايه التي لم يكن يتوقع حدوثها ليقبّلها بين عينيها/اجل دام كذا، خليني اروح اصحّي راكان و نرجع للرياض فوراً..


جمعت كفيّها الباردتين بعد ذهابه لتتكتف تلتمس الدفء بعد برد ذهابه عن محيطها،
حدث شيء عظيم منذ قليل، الإستسلام المتبادل شيء لم تتوقع حدوثه على المدى القريب على الأقل..
فاجأها بإصراره عليها ، لا تخفي انها كانت تريد مبادرةً منه فقط..تعترف بينها و بين نفسها انها لم تعد تحتمل لسعات برد ليالي الوحده..مسحت على بطنها بنوع من القلق..تعرف انها يجب ان تخبره بحملها ولكن ليس الآن..لكل شيء وقته الخاص.. تعرف تماماً ان معاملته تلك الليله تغيرت بسبب اعترافها الغبي له بحملها...ولكن من الجيد انها نفت ذلك قبل ان ينتشر الخبر، و هذه من صفات أدهم التي تعجبها ليس رجلاً ثرثاراً بما يحدث بينهما..

.
،
.
،

ألمانيا..،
رن هاتفه ليستيقظ متعباً و مرهقاً، ليرد على إتصال "ريتا" التي إعتاد إتصالها في كل صباح و على أي وقت,هي لا تدعه يحتاج لأحدهم رفقتها تكفيه عن هذا العالم.. ليقف بعدما استعاد نفسه..،
اليوم لديه اعمال كثيره، سيدرس امكانية تقليل فترات عمله..وذلك يحق له بحكم انه استشاري و العقد المبرم مع المشفى يعطيه اولويه ..

بالكاد انتهى من لباسه ليلتقط معطفه الثقيل قبل الخروج فنهايات الخريف هنا لا ترحم..،

امور كثيره تشغل باله ولكن الصفه التي اكتسبها مؤخراً هي الصمت و مراقبة الناس في طريقه للمشفى حيث يعمل..

وقبل ذلك جلوسه على طاولة مقهى مفتوح يحتسي فيه كوب قهوته الساده و يتناول معها قطعة كرواسون صغيره لتسد صراخ جوعه فقط .

يتخلل ذلك الصمت الخارجي ضجيج داخلي بعد رؤيته لرسائلها التي تضغط عليه..الأمور تبدلت و لم تعد كما يراها سابقاً..!
حتى لمح احداهن تجلس هنالك مع رفيق لها و شعرها الأسود يغطي معظم ظهرها ..عجيب كيف تمتلك نفس شعرها!!
تلك السمراء بعثرت كل الذي كان يحاول طيّه منذ فتره.. انتهى الأمر و إلتقى بنصيبه ولم يعد يريد إتمام هذا الزواج معها فلماذا تطارده خيالاتها؟!!

اطلق تنهيدته و حرك يده وهو يقف معترضاً على طارىء الذكريات اللئيم لتنسكب قهوته و يتدحرج فنجانه البارد من على الطاوله و يسقط أرضاً محدثاً ضجيجاً جعل من حوله يلتفت إليه مستغرباً..

وقف للحظات عاجزاً عن فعل شيء حتى هرعت إليه نادلة مبتسمه وهي تخبره ان لا مشكله وقامت بتنظيف المكان..

ترك المكان و هو يخرج عجلاً بعدما اعطاها مبلغاً من المال كحساب..


استغربت النادله كل هذا المبلغ و لكنها لم تستغرب هو زبون ودود و يسكن بالجوار، و لكن هذا اكثر من البقشيش المعتاد بكثير، و من الواضح انه اخطأ في محاسبتها..
حاولت اللحاق به و لكنه كان اسرع!

وقف احدهم من مكانه و اتجه للنادله/سألحق به .

كانت سترد بأن لا داعي سيعود في الغد و ربما المساء و لكنه ذهب هو الآخر..،

.
،
.


توقف عند رصيف الشارع العام، تذكر انه نسي سيارته اليوم كما فعل البارحه..
كم يكره نفسه التي فاجأته بضعفها..لم يكن عليه ان يستعجل بعقد قرانه..هي كانت محقه في ذلك التأخير...
قرر انتظار سيارة اجره و لكن توقفت عنده سياره بيضاء صغيره و تبدو كلاسيكيه قديمه نوعاً ما، ليشير اليه سائقها بأن يركب متحدثاً بلهجته/يا رجال اركب ترانا عيال ديره وحده.

لم يكن مُركزاً و لم يؤكد انه عربي و ابن عم لولا ان فضحته اللهجه النجديه/سعودي؟!

ضحك وهو يمد جذعه و يفتح له الباب/الله الله ..اركب ترى بنتأخر على دواماتنا

ركب معه بهدوء لا بأس ان كان ابن عم/السلام عليكم


بابتسامته/وعليكم السلام..اررحب


انطلق بسيارته وهو يتحدث بأريحيه وكأنه للمرة الأولى يلتقي بأحدهم/انا هنا من كم سنه و ماتعرفت على سعوديين، بالبدايه قلت احسن علشان اتقن الألمانيه زين بس مع مرور الايام مليت و الله ابي احد من ربعنا ..معك آدم.

هنا إلتفت إليه/سعودي؟!

اتسعت ابتسامته فليس السعودي الأول الذي يستنكر اسمه/الله الله آدم حمد العبدالله ومن حي الملز بعد جاي اكمل ماستر ودراسات عليا في علم النفس و اكتسب لغه و قريب تخرجي..وانت؟!


لاحظ ملامحه عربيه و عينيه ملونه بشكل مغاير/وليد العمرو..طبيب استشاري أول جراحة مخ و اعصاب و باحث في قسم الاورام بالمستشفى,تقدر تقول إقامه شبه دايمه هنا.


نطق بانبهار/ما شاء الله.كل هذا و ماقلت الدكتور قبل اسمك..انا لو مكانك انقشه نقش على صدري

ابتسم لحديثه العفوي الذي اعتبره ممازحه/انجازاتنا احياناً ما توازي تعبنا اللي نبذله. .


لم يفهمه/وش قصدك؟!


إلتفت إليه/افاا هذا وانت اخصائي بعلم النفس؟!!

ضحك/يا رجل خلنا ندردش شوي عالاقل مو تحجير من بدايتها الله يهداك دكيت الجبهه دك.

ضحك اخيراً حتى تنهد تنفسه بعمق .،


لاحظ تغير مزاجه بعد الذي حدث في المقهى قبل قليل،..كاد يسأله و لكنه سكت بعدما سمع التنهيده الاخيره، هل بلغ الهم في هذا الرجل ان يتنهد تنفسه...!

.
،
.
،.
،الريــــــــــــــــــــــــــاض:

خرجت من دورة المياه وهي مرعوبه من صوت ضرب الباب بقوه و الكلمات النابيه التي تسمعها لترى رفيقتها تقف هنالك تبكي و تتشبث بشالها/غريبه وش فيك؟! من هذول؟


بدموعها التي تبلل وجهها/ابوي و اخواني بيذبحوني يا مريم بيذبحوني


خافت مريم وهي تعقد حاجبيها/ماهو بكيفهم هالهمج، شيين وقوي عين يعني ماعجبهم انك تطالبين بحقك!


بخوف/مريم شلون اتصرف بيكسرون الباب والله


بدون تردد اتجهت للهاتف القديم الذي اقتنته مؤخراً لتتصل بالمحامي كما طلب منها في اي طارىء...،

لم تستطيع الوصول للهاتف، اقتحموا المنزل بما فيه..،

وقف اخيها سليط اللسان/اخيراً لقينا مكانك يالمنفلته! والله ان تشوفين مني ليلٍ اسود قبل تموتين


خرست وهي ترى نفسها محاصره بهم و قد امسك اخوها بشعرها...لم تستطيع الرد هي بين المطرقه و السندان تعرف ان لا احد يحبها منهم..،


صرخت مريم من الجهه الاخرى وهي تتشبث بجلال صلاة اخذته فوراً/اتركوها يالهمج و الله ان اوديكم بستين داهيه
انا وياها معنا حكم قضائي بابعادكم فترة التقاضي، لا تظنون اننا اغبياء


إلتفت إليها بابتسامة خبث/اجل انتي ابليس اللي وسوستي لها تهرب من الدار هاه


ردت هي بسخريه لاذعه/وانت الرخمه اللي قاط اختك بالدار وماتدري عنها من خمس سنين ماشافت منكم احد وجايين هاللحين بتكملون جوركم عليها يا ظلمه


كاد يتهجم عليها و لكن ردعه ابوه اخيراً ونطق/اتركها عنك ، لقينا البنت و بناخذها خلاص، امش


قال البنت و لم يقل "بنتي"..كان قاسياً معها حتى بالألفاظ العفويه، ظلمه لها ليس له حدود!!، كانت تسمع بكاء مريم فقط وهي تخرج معهما كالمتهمه بالقتل ، حتى وعيد والدها و أخيها لم يعد يؤثر بها، بالأساس لم ترى يوماً جميلاً في السابق معهما، هي تعرف جيداً ما ينتظرها في المنزل هذا إن لم يقتادوها لمكان آخر يقتلونها فيه و يرتاحون..هي هم عليهم و لا تعلم لماذا كل هذا الكدر؟!
ما يفعله والدها ينفي تماماً ما كانت تسمعه من قصص مريم بأن "الدم يحن"..!
.
،
.


في طريقهما إلى الرياض لا صوت يعلوا فوق صوت راكان الذي يغني مع والده،
شعرت بدوار وهي تضع يديها على اذنيها/أدهم واللي يرحم والديك بسك ازعاج انت وولدك، بعدين رجعه للكرسي وراء كذا خطر عليه


ضحك وهو يشير لأبنه ليصمت/ماما زعلت يا ركون،

إلتفت إليها ببراءه ليقبّلها لم تقاوم قبلته المفاجئه/حبييب ماااماا يلا ارجع كرسيك حبيبي.


مد شفتيه باعتراض ولكن مع نظرتها الجديّه عاد لمكانه ..


اكتفى بمراقبة تصرفها مع طفلها و كيف انصاع لطلباتها بدون بكاء و صراخ/توقعت بيطلع الولد دلوع معك بس ما شاء الله


إلتفتت إليه وهي ترفع حاجبها مستنكره حديثه/افهم من كلامك ان المره بنظرك ماتعرف تربي الولد؟!


اتسعت ابتسامته وهو يمسك بيدها/العفوو طال عمرك، لا تفهميني غلط مره ثانيه بعد.


صدت وهي تنظر للأمام حيث الطريق تطوى امامهم/أصلاً مابعد انتهينا من الأولى, بعدين أنا ما فهمتك غلط بالأولى أنا بنيت موقفي على أشياء ملموسه وشفتها بعيني فلا تخلط بالأحداث.

لم يرد كانت محقه هو صمت ولم يبررأي شيء منذ البدايه, وتركها فريسة ظنونها.

غرقوا في صمتهما ماعدا صوت لعب راكان الذي نام اخيراً مكانه..
ليرن هاتف أدهم و يُخرجه وينظر لأسم المتصل مستعيذاً بالله/الوه.. لا راجع للرياض خير وش صاير جديد؟!... شلون اقتحموا الشقه واخذوا البنت صااحي انت؟!!....
اسسمعني تسوي بلاغ فالشرطه و انت تعرف المسوغات و القانون ما يحتاج افهمك شغلك،.. طيب و البنت الثانيه كيفها؟!... خلاص انا جاي و بتابع قضيتهم بنفسي هالشيء اسمه قلة حياء و قلة مرؤه، حتى لو هي بنتهم سبق و رموها .. ايه سو مثلما قلتلك و هالمره انا اللي بوقف لهم.


تابعت غضبه اثناء المكالمه ويده التي تشد على مقود السياره بشكل يوحي بانفجار قادم، وحديثه عن بنات و شقه انتظرت حتى اغلق الخط لتسأل/فيه مشكله؟!


تنهد وهو يحاول كبت غضبه الآن فقد تم الاعتداء على من استجرن به/فيه مشاكل يالشموس،مشاكل الله لا يبلانا بس,من شاف مصايب غيره هانت عليه مصايبه.


استغربت صيغته/اقدر اعرف هالمشاكل هذي؟

نطق اخيراً/طبعاً لازم تعرفينها,أنا ما استغني عن مشورتك..

عرفت ان الأمر معقد/طيب؟

أردف بإهتمام/فيه بنتين جوني للشركه من مده و استجاروا بي و رفضت كنت وقتها متشتت و ما ركزت، ماهي من عادتي ارفض اساعد احد ، و لمن شفت اصرارهم ومذلتهم بالشارع ماقدرت اصد عنهم، لكن ما تعاملت معهم بشكل مباشر كلفت موظف عندي يقوم بتوفير سكنهم ومعيشتهم و محامي يتابع قضيتهم، طلعوا بنات هربانات من الدار وكل وحده لها قصه مختلفه.


تفاجئت/وش معنى جوك انت بالذات؟! وليه كانوا مصرات عليك؟!


فهم مقصد سؤالها/الشموس اقسم بالله ماعرفهم، ولا ادري ليه نصوني انا بالذات، ادري الشك يدور حولي و لا انتي مصدقتني ولكن هذا الصدق..انا والله ما اعرفهم..


أحبت طريقة تبرئته لنفسه يبدو جاداً في بدء صفحه جديده و طي صفحة الغموض الكئيبه تلك/اوكي كمّل وش قصتهم


اكمل مايعرفه عن قضيتهما وهي تستمع إليه بإهتمام..

.
،
.
،
.
،
سمع ضحكها وهو يدخل من باب الشقه، اليوم أفضل أيامه فقد سمع صوت ضحكتها بعد انقطاع طويل,خصوصاً بعد صدمتها الثانيه بأمها التي ساهمت في خطف أطفالها كانت صامته طوال الوقت و حزينه بشكل مضاعف..،
تسلل وهو يدخل و يرى ان صوتها قادم من غرفة أطفالهما...
وقف عند الباب يراقب ما يضحكها، حتى هي اليوم ترتدي فستاناً ابيضاً ناصعاً و تسدل شعرها الذي يصل الى نصف ظهرها تبدو انثى فاتنه وهي تلاعب طفلها و رائحة عطرها تعانق انفه منذ دخوله..

توقف ضحكها وهي تراه يغفو و ينام بعدما لعب قليلاً..يبدو فاتناً لتتنهد/لو تدري شكثر احبك!!

شهقت بعدما شعرت به يحملها ويستدير بها لخارج الغرفه و يتركها خارجها ليحاصرها بنظرات شوقه المتقد، صمت رهيب وهو يلتهم تفاصيل ملامحها و دلالها الذي فاق الحد بعدما اصبحت أماً..

رفعت حاجبها بإستفزاز أنثوي تتقنه/راحت ساقك لكن اشوفك مازلت قوي، فكرت انه خلاص معاد..>>>صمتت

استعجلها بالحديث وهو يحد نظرته/ معاد إيش..؟!


اكملت وهي تتصنع البراءه/معاد تبيني بعدما جو هالصغار؟!


كاد ينفجر من اسلوبها، لترتخي عصبيته قليلاً حتى هدأ/انا بس انتظر متى الحلو يفضى لي؟!


نطقت بتحدي وهي تبتسم بغنج/لو انت مشتاق لي صدق مانتظرت افضي لك..كنت بادرت ... بعدين ما يصير اقولك المفروض تفهم.

هز رأسه وهو يغزو عينيها الخدره/المفروض أفهم..هاه!

أرمشت بدلع و بإصرار/هذي الأصول.

لم يستطيع الإنتظار حتى باغتها بقبله تخرسها و يديه تعبث في فستانها من الخلف حتى نزع جزء منه و حملها بكل خفّه...،

.
،


تجلس مع وسام و أميره اللذان يرسمان أمامها ويزينا بعض اللوحات مع بعضهما في هدوء تام..تماماً كما يعشق وسام..
ولكن عينيها بين المرة و الأخرى على هاتفها الذي هجره صوته منذ فتره,
لا تدري لماذا و لا تستطيع السؤال عنه وهي تراه يفتح رسائلها و لا يرد عليها...!!
عليها الصبر لم يتبقى سوى بضعة أسابيع ليعود..و ستراه بالتأكيد لن ينجو منها هذه المره...
تركت الأطفال في الغرفه لتنزل و هي مشتته لا شيء جديد سوى الإنتظار..خاصةً بعد ذهاب نيفادا و أطفالها..
لمحت أم رواد تجلس تراجع سوراً من القرآن.. و أمامها إبريق شاي و قطع كرواسون صغيره..لم تتحدث معها فقط جلست وسكبت لنفسها كاسة شاي.. وجلست تنتظر بصمت كما تفعل مؤخراً...,

لحظات ليدخل نايف بهدوءه المعتاد ليجلس/السلام عليكم..

كلاهما/ وعليكم السلام..

أغلقت مصحفها وهي تبتسم له/شلونك اليوم؟عسى ماتعبت

بادلها الإبتسامه/بخير عساك بخير انتي.. ما شاء الله مهما كثرة أشغالك يا خاله ما تهجرين القرآن عسى الله يكتب اجرك

وقفت لتقرّب له صحن الفطائر مبتسمه/والله إننا مقصرين عسى الله يعفو عنا.

وقفت هي تسكب لأخيها الشاي/الله لنا محد ينسأل عن احواله إلا نايف..ترى كلنا نطلع أشغالنا ونرجع محد سأل عنا..شدعووه يخاله


ضحكت/أنتي عندي طول اليوم لكن نايف بعد قلبي شايل كل شيء على راسه ,يطلع من صبح و لا ينشاف الا المغرب و يطلع بعدها بعد..

نايف/لبى قلبك يا خاله..علميها الذرابه..زين انك موجوده تنشدين عني و الا من لي؟و الشموس غايبه.


رفعت حاجبها/لا تتمسكن ترى عندك زوجه كانت مسويه بك يا دهينه لا تنكتين لكن دبلت كبدها و ما تحملتك, انحااشت منك.

إلتزم صمته عند ذكراها, لم يراها منذ عزاء أخيها.مازال يلوم نفسه على ذلك الكف اللئيم الذي لم يكن موفقاّ وأخاها للتو توفي..

خافت أن تكون مست مشاعره,لم يعجبها صمته المنكسر, خصوصاً بعد نظرات لوم أم رواد لها قبل ذهابها..وقفت و إتجهت لتجلس بجانبه وهي تربت على كتفه/نايف حبيبي والله ما قصدت أكدر خاطرك وانت واضح مرهق ومنت رايق لي..

إبتسم بخفوت وهو يلتفت إليها,الجميع لطيف معه و يخشى ان يعكر مزاجه أخواته و زوجة والده, لم يكن يعرف انه محظوظ لهذه الدرجه/بس أنتي ما غلطتي, كلامك كله صح, شهد هربت مني

بمدارات ومجامله أخويه خالصه/هي الخسرانه صدقني, ومصيرها ترجع لك,

حرك رأسه بالنفي/ما ظنتي..شهد راحت من يدي,
كادت تتحدث و لكنه قاطعها بسؤال/لو انقتلت و شكيتي لو اثنين فالميه ان وليد قتلني..بتقعدين معه؟

رفعت حاجبها بإعتراض/لا طبعاً, هذا إذا ما اخذت حقي منه و قتلته بيدي... بس شدخل يا نايف

حرك رأسه/هذا هو...شهد محملتني ذنب قتل اخوها لأن القاتله هي أولينا... لذلك أنا عاذرها و ما أقدر أطلبها فوق طاقتها..

بخوف/بتطلقها؟

بضيق/ماقدر أطلقها و لا لي حق أرجعها غصب..أنا في دوامه مالها نهايه.

رحمته وهو يفضفض أخيراً عن ضيقه ووجعه, لتقترب و تعانقه بصمت,...

لحظات ليدخل ذلك الصغير وهو يوزع إبتساماته البريئه ثم يقف وهو يراهما جالسان,حتى صرخت ليال سعيده برؤيته و تتسابق باللحاق به هي و نايف الذي ينسى نفسه برؤية هذا الطفل الذي ينشر البهجه بإبتساماته التي لا تختفي من وجهه الصغير,,
.
.
.
دخلا المكتب من باب الحديقه وهو خلفها يحمل الحقائب عنها..ويراها لا تنزع عبائتها و تكتفي بنزع شالها الذي يقع على كتفها/نزلي عباتك..نورتي بيتك

حركت شعرها وهي تغلغل أناملها فيه لتهويته وتلتفت إليه/بنزلها فوق..

إقترب خطوتين حتى منعته بعينيها/و اتفاقنا؟

بإبتسامه مريبه/ما صار فيه شيء..بروح فوق و أرتب وضعي ثم ازين غرفتي هنا بمفارشي و أغراضي أنا..

إرتاح وهو يبادلها الإبتسامه ثم تنهد فأمامه إختبار صعب و يلزمه من الصبر أمامها مالله به عليم/الله يعين

رفعت حاجبها بنفس تلك الإبتسامه وهي تعرف مدى تأثيرها عليه و على رغبته التي يحاول أن يجاهدها الآن/اللي يبي رضاي لازم يتعنّى له...

رآها تتركه في وسط الجناح تحت تأثيرها..نعم عجز عن عناد حاجته لها.عجز عن الصدود..عجز حتى عن أن يفكر بأنثى غيرها..هي العافيه التي ينشدها..يكفيه أنه منذ صباح اليوم وهو بشعور مختلف و إنتشاء لذيذ بعد إستسلامهما المتبادل و إنهاء كل ذلك الفراق و إن كان جزئيا وبسيطاً.إلا أنه جيد جداً بالنسبة لما حدث سابقاّ..
وجدتهما يحاصران راكان و يتحدثان إليه وكأنهما في عمره..كلاهما يبدوان مضحكان/اتركوا ولدي شفيكم عليه؟

إلتفت إليها بإبتسامه تتسع/هلا وغلا بأختي الكبيره و أمي

تعرف أنه فقط يستدر عطفها لتنسى وتصفح/هلابك,شلونك نايف؟

اقترب منها ليقبل رأسها ثم عانقها ليهمس/والله ان البيت و أنا مانسوى بدونك


رفعت عينيها له بجمود/رجعت زوجتك؟

إستضاق من هذا السؤال الذي بات يزعجه و لكن هو لا يريد إزعاجها مره أخرى/أنتظرها تروق ثم اروح لها ان شاء الله

شعرت بإحباط/تنتظرها تروق!! مر شهر يا نايف, لو انت رجل تبيها من جد ماخليتها طول هالشهر بدون زياره وحده تخليها تحس أنك فعلاً ندمان و شاري قربها,شلون تروق لك وانت هاجرها...!


تأفف وهو يحاول ان يلتزم أعصابه/الشموس نتكلم بعدين عن هالموضوع تكفين ماني ناقص نكد

نطقت بضيق/حتى أنا ماني ناقصه ضيق..ولا عاد بتكلم معك عن رجوع زوجتك من عدمه.. أنا تعبت من التفكير بأحوالك وماعاد فيني صبر على طيشك..

أخذ نفسه وخرج صامتاً و غاضباً من كل شيء..

امسكتها ليال لتهدئتها/الشموس ماله داعي تكلمينه بهالموضوع خلاص

ردت بغضب/يا ليال اللي سواه اخوك مع زوجته ما يرضي الله,شوفت عينك كمل عليها و ضربها كف بعزاء أخوها..وبعدها شهر كاامل ما راح يعتذر, وش ينتظر حضرته؟ علباله الناس كلها مثل خواته بيسامحون,إذا أنا اخته مليت من لا مبالاته.

ليال بضيق/بس..

قاطعتها بألم/أنتي لو يوجعك زوجك مثلما قاعد اخوك يسوي بزوجته,بتصبرين عليه؟؟والله ما تصبرين

خافت فهو لم يرد عليها منذ فتره, والقلق عليه يحيط بقلبها...,

تحدث عنها بإصرار/والله يا ليال عقب هالهوى كلّه لو ذلّك ماراح تسكتين فلا تبررين أفعال اخوك الرديه و تستنكرين ردة فعل شهد.

نطقت بصوت يحفه الخوف/مابي لهم الفراق.. ماراح احد يحب نايف كثر شهد, وانا والله أحبها وجودها هنا كان فارق.

تشك كثيراً بعودة شهد ولا تحمّلها أي ذنب/لا تلومين شهد وكلنا شاهدين على تصرفات اخوك معها بالبيت..إلا يا صبرها عليه صبراه..عن اذنك رايحه ارتب اغراضي وارتاح..ارسلي لي ريحانا

جلست بعد ذهاب أختها وهي تشعر بوخز في قلبها من ناحية وليد..ليست مطمئنه لإنقطاع تواصله معها..هنالك رياح تدفعه بعيداً عنها شيئاً فشيئاً,ذلك الغموض يحمل معه خوفاً يطوق قلبها و لا تعلم لماذا..!
.
,
بعد مرور يومين على الأحداث السابقه...,

تجلس في غرفتها قبالة جهاز اللابتوب وتبحث عما كانت تبحث عنه منذ عدة أيام "أنسب طرق الإجهاض وافضل الأطباء و الحلول".. رغم رعشة أناملها وهي تضغط مفاتيح الجهاز و عينيها اللامعه إلا إنها مصممه على ذلك..هذا الكائن البغيض لن يبقى داخلها حتى يكبر و تتكشف أمام والدتها..,

سمعت صوت طرقات باب ثم فُتح لتغلق الجهاز بسرعه بعدما رأت والدتها تدخل/أمي؟

إستغربت أسلوب إغلاق جهازها فجأه حينما رأتها ولكن تجاوزت ذلك/شهود وش مقعدك لحالك ومخليتني لحالي؟!

وقفت بإرتباك/شفت عمي صالح عندك وقلت اخليكم براحتكم

ابتسمت لها/عمك طلع بعدما افطر عنده شغل بدري..تعالي عندي مليت لحالي يا بنتي.

بادلتها بإبتسامها مرتبكه وهي تترك جهازها و تلحق بها/مشينا يا قلبي..

أصبحت تستغرب تصرفاتها مؤخراً, حتى غرفتها فقدت رونقها و روائحها العطريه التي كانت تعشقها..باتت جامده بلا حياه..مفرش سريرها لم تغيره منذ أسابيع وهذا ليس من عادة إبنتها..تعرف شغفها بالترتيب و الأناقه في غرفتها وفي نفسها..
خرجت معها وهي تفكر بأن مقتل أخيها هو من جعلها أنثى بلا روح..و لكن إلى متى؟,,عليها أن تتجاوز فالقاتله في قبضة العداله وسوف يتم القصاص منها...,
حزنت على حالها فهي تمتلك ملامحها و تحمل جينات حزنها..لعلها ترث القدر المرير الذي جربته سابقاً خاصة بعد صفعة نايف في عزاء تركي...ذلك مالا تريده, ولن تحتمل أن ترى إبنتها تجربه..
.
,
.

في غرفة قصيّه داخل اسوار المنزل..تم وضعها فيها منذ أيام ..حتى والدتها لم تطل عليها لتراها..تعلم أن والدتها ووالدها منفصلين ولكن ولو..هي إبنتها..!
تذكرت حديث مريم ذات يوم"أنتي بنت معجونه من الندم و الكراهيه , صدقيني لو في أمك ذرة إحساس بالأمومه ما هجرتك..و كانت سوت المستحيل علشان تشوفك لو من بعيد..هذي مستحيل تكون أم مستحيييل"
شعرت أنها تتنهد تنفسها..البرد ينهش جسدها الغض في هذه الغرفه البارده بدون ستائر و في بدايات الشتاء..جفاف العاطفه لا يبقي ولا يذر..
سمعت صوت همس خلف النافذه لتمسح دموعها البائسه بظهر كفها كطفله ولدت يتيمه مُلقاه على قارعة الطريق تنهشهشا الوحده ولم ينتبه لها أحدٌ من الماره..,

تجدد الهمس لتقف متردده ثم شدت خطواتها المرعوبه بعدما سمعت رجاء خلف النافذه, شعرت أنه صوت جديد عليها لا تعرفه, بصوت مرتعب/من؟

شعرت بقربها من النافذه من صوت اناهيد أنفاسها فنادتها مجدداً/غريبه أنا عارفه انك جنب الطاقه طلّي علي بسرعه..والله بقولك شيء مهم يخصك ,غريبه أنا ماني مثلهم اقسم بالله

بطبيعتها الطيبه صدقتها و اطلت عليها بصمت حتى تبيّن وجهها لها..

صمتت للحظه بعد رؤية وجهها ملائكي الطلّه,أكبرتها وهي تذكر الله جهاراً, لم يدور بداخلها أن تكون غريبه بهذا الجمال الخالي من أية رتوش, حتى أثار الضرب و البكاء لم تزيدها إلا فتنه!!
تداركت نفسها لتتحدث/غريبه, يمكن ما تعرفيني..أنا طيف زوجة اخوك عبدالملك..لسى متزوجين من سنه ونص و ما عرفت عنك إلا من فتره

إلتمعت عينيها, أتزوج أخوها,آه سارت الحياه بأهلها و عاشوا أيامهم بدونها, وهي التي كانت تفكر بهم في كل لحظه هل مازالوا بخير هل يذكرونها هل ستراهم مجدداً/احسن لك يا طيف تروحين قبل لا تصيرين مطلقه..

حركت رأسها بالنفي/ماني رايحه قبل اقولك اللي عندي..غريبه أنا ماعرفك, لكن تصرفات اهلك معك خلت عقلي بكفي..ماني مصدقه ان فيه أهل يجورون على ضناهم كذا..

ابتسمت وسط دموعها لحديثها الذي يبدو غريباً,الكثير مثلها يتعرضن للظلم من ذويهم و دار الرعايه مليئه بالقصص التي جعلتها تظن ان حب الأهل ماهو إلا قصص مسلسلات/الجور ماهو ظاهره كونيه..

قاطعتها بحزن/ولا هي ظاهره طبيعيه يا غريبه..أنتي شفتي السوء بعينه هنا ..ما راح انتظر منك كلام منطقي أو متفائل, أدري أن ظلم القرابه أشد من ظلم غيرهم.

استغربت حضورها/طيف انتي تضيعين وقتك ويمكن مستقبل زواجك مع وحده ما تعرفينها, روحي احسن لك ترى نهايتي معروفه

هزت رأسها بالنفي/طزز بزواجي..أصلاً بعد اللي عرفته مستحيل أكمل هالزواج ,الظلم متغلغل بنحور اخوانك وابوك...غريبه أنا جايه اقولك شيء مهم..سمعت من عبدالملك تخطيط ابوك يمكن ناويين يودونك لديرتكم..و اظن بيزوجونك واحد اسمه دسمان أو شيء زي كذا أسمه صعب

لم تصدق ماتسمعه لتتكتف خائفه,كانت تنتظر الموت بكل ترحيب أما أن يزوجوها ذلك الرجل الذي ينبذونه عشيرته وهجروه!!!

أردفت طيف بخوف وهي تتلفت/غريبه أنا جيت أحذرك و امشي..دعواتي لك ربي ينجيك منهم..واخذي هذي معك يمكن تنفعك, سلام

بعد تردد اخذت الشيء الأسود الصغير الذي قدمته لها و رأتها تذهب مسرعه,,!!!
نظرت ليدها لتنتبه أن ما اعطتها إياها هو سكين ذكيه صغيره جداً تضغط زر فتخرج من غمدها بشكل خاطف...!!
استغربت تصرفها الشجاع ولكنها ذكرتها بأدهم..هنالك أناس ليس بمقدورهم إلا أن يكونوا طيبون...
ولكن ماذا عساها ان تفعل بهذه السكين؟ لن ترفعها على اخوتها و لا والدها حتى وان همّوا بقتلها..!!

.
,
.
في الطرف الآخر من نفس المنزل..في الملحق شابين أحدهما في الثلاثين و الآخر في العشرين بجانب والدهما,
ليتحدث عبدالملك/يبه وش السوات..البنت طاحت بكبودنا

والدهم/الليله جاينا واحدن من الديره عنده بالرياض مواعيد و معاملات..اسكتوا و لا احد يدري..

إستنكرعبدالمجيد /ياليييل ما يجون إلا في آخر الشهر والناس طفرانه!!

رد عبدالملك/المصيبه لا يكون اهله معه..و هذيك ما بعد وديناها المزرعه, مادري وش أخرنا لهاللحين؟!!

فكر الوالد بفكره لم تخطر على بال احدهم/إن كان ولابد فالبنت مثلما قلتلكم تروح للديره استر لنا..و نزوجها دسمان..و تقعد هناك و المهر والعرس علي بعد...

ابتسم عبدالمجيد/عز الله انها فكره..مافيه غيره

سمعوا ضرب الباب ولم يفكر احدهما بفتحه حتى أمرهم والدهم/روحوا افتحوا الباب كسروه علي

ذهب احدهما ليفتحه بتذمر ....,
.
.
توقف أدهم بصحبة سيف أمام منزل أهلها المنشود مع دورية للشرطه ترافقه, لم يجد أدنى شك أنهم ليسوا رجالاً كما تدّعي مظاهرهم الكاذبه..
أضواء المنزل مطفئه و ابوابه مغلقه رغم تواجد سياراتهم..عكس ما رآه في بقية الحي ..!

نزل الشرطي بعدما أمر العسكريين لأن يسبقاه و يطرقا الباب أولاً..

وقف سيف بصحبة أدهم بجانب الرقيب ينتظران, لم يحتمل ما يحدث/يا بو راكان,هذوول ماهم عرب..أو انهم عصابه..البيت ظلام واصوات البزارين واصله للشارع!!

نطق وهو يداعب سبحته بين سبابته و إبهامه/لكل قوم حثاله يا سيف.

نطق بقهر/بس البنت ليه تنحاش منهم؟مشكله

رد وهو يعقد حاجبه/يا سيف هذي سالفتها سالفه بقولك إياها بعدين, لكن اللي موجعني هاللحين أخذتهم لها وهي بحمايتي..و الله ان يندمون دامني مسكت قضيتها بنفسي

رد بإعجاب/كفو يابو راكان..تقول و تطول..

أخيراً تم فتح الباب ليخرج لهم احدهم/نعم خير ان شاء الله؟!!!

العسكري برسميه/معنا امر من المحكمه بأخذ المواطنه غريبه....

رفع حاجبه مستنكراً/الظاهر انك غلطان ماعندنا وحده بهالأسم يالطيب

اقترب الرقيب غاضباً/أقول طلعوا المطلوبه بهدوء,ترى فيه شهود انكم انتم من خطفها

كاد يتحدث ولكن قاطعه أدهم/علم ياصلك ويتعداك انت و من معك,ان حصل للبنت شيء تراني غريمكم , وقدام الحكومه اعلنها..إن كان فيكم رجال يدق الصدر وقتها يدافع عن نفسه

زم شفتيه بغضب وهو يسمع من أدهم هذا التهديد الصريح ليحاول الهجوم/انت وش دخلك اصلاً؟!

ابتسم بسخريه/طبيعي ما تعرفني يالزلابه، لكن موعدي معكم المحكمه بكرا بالكثير إن ما جيتوا و البنت معكم والله ان أثمن حلفي ووقفتي هذي


صرخ بوجهه/اعلى ما بخيلك اركبه البنت ماهي عندنا


اشار أدهم بيده وهو يستدير و قد عزم على أمره/جاك العلم..

خاف سيف من تهديد أدهم، فهو يعرف تماماً انه لم ينثني يوماً عن وعد قطعه ترك المكان و لحق بأدهم بعدما تحدث مع رجال الشرطه .


إنطلقا و الصمت يعم الحو لثواني لينطق سيف/وش ناوي عليه طال عمرك؟! هذول واضح ماعندهم ذمه


انشغل بالنظر لهاتفه الذي تصله رسائل مهمه/ملاحظ انك تفخم الوضع بيننا يا سيف ترى ماله داعي كل شوي طال عمرك وطال عمرك

تذكر الماضي ليلتفت إليه بجديه/أدهم انا خايف عليك، روحك ماهي لعبه كان تركت الشرطه تتولى المهمه


اغلق الهاتف ليلتفت إليه بهدوءه المعروف عنه/لا تخاف اللي مثلهم جبناء، عمرك لا تخاف من واحد يستقوي على مره.

رن هاتفه/هذا المحامي يتصل وصلني المكتب و روح بعد انت مكتبك.. و نلتقي بالمحكمه ترى انت اللي بتجيب البنت الثانيه.. انا ما أأمن احد غيرك


تأفف سيف فهذا العمل ليس من شأنهما، و لكن عليه ان يقف بجانب أدهم، ما زال لا يؤمن لأهل غريبه،و يراها تكبد أدهم المشاكل..
،
.
.

في تجمع للموظفات بمناسبة عودة إحداهن من اجازة وضعها، تبدو غرفة الاجتماعات مبهجه بألوان البالونات والباقات الورد وطاوله مليئه بالهدايا،..
تجلس هي توزع إبتسامات المجامله و تستمع لأحاديثهن و ضحكاتهن،
مضى شهرين على موعد عودته و لكنه لم يعد حتى الآن!!
و منذ ذلك اللحين وهو يقاطع الإتصال بها و يتجاهلها!!
ليست غبيه فهي تعلم ان الجميع في المنزل يتسائل عن غيابه من تلميحاتهم،
غيابه بات مزعجا..
لم تلاحظ ان المكان قد بات خالياً بعدما رحل الجميع حتى ربتت عزه على كتفها وهي تجلس بجانبها/وين وصلتي؟

عادت للواقع وهي تلتفت إليها بصمت لثواني ثم نطقت/راحوا البنات!

ضحكت/لااا واااضح انك كنتي بعيد و يمكن برا السعوديه كلها بعد

لم تستطيع الصبر اكثر لتسألها/يتصل فيكم وليد؟


استغربت حتى طريقة سؤالها/يومياً يكلم أمي و انا كل اسبوع تقريباً، ليه؟


صدمها الجواب/يعني هو بخير؟ الحمدلله


زاد استغرابها لتبتسم وهي تغمز ممازحه/يعني بتفهميني انكم ماتكلمون بعض يومياً؟!! كثري منها


تركت الكأس الذي بيدها وهي تترك الطاوله، يغمرها شعور لعين بالضعف و الحنين و الخوف/من اكثر من شهرين ما اتصل.. و حبيت استفسر عنه فقط لأن موعد رجعته راح و هو للحين ما رجع و لااتصل، بس دامه بخير فهذا يكفيني

شعرت بنبرتها مرتجفه و ليست كما العاده، صدمها تبلد وليد وهو الذي كان ثائرا و سعيدا جداً حينما تمكن من الزواج بها وعقد قرانه معها!!!


جلست على كرسيها خلف مكتبها في الجهه الاخرى من الغرفه، لترى الدهشه ترتسم على محياها/شفيك عزه؟.. روحي نادي عاملات النظافه يرتبون طاولة الاجتماعات و جهزي لي ملفات الطلاب ابي اشوف مستوى تقدمهم و تقييم معلماتهم و، لأن بكرا بيجينا وفد من الخدمه الاجتماعيه و التعليم الخاص.


استغربت تجاوزها الموضوع من شخصي الى العمل، هنالك سر لاتعرفه، ليال ليست كثيرة ثرثره و لا احاديث، سؤالها اليوم عن وليد كشف شيئاً مخفيا... /ان شاء الله عن اذنك


تنهدت وهي تلقي القلم من يدها المرتجفه بعد خروج عزه، لتلوم نفسها لأنها لم تسيطر على نفسها الملهوفه عليه أمام اخته، هو بخير و يتصل بهم باستمرار!!
إذن لماذا يتجاهلها بهذا الشكل الموجع؟!!
تمنت على الله ان لا يكسر لها قلباً..


،
،
.

أوقفت السائق أمام العماره المطلوبه و هي ترى موقعها و حجمها، أدهم ليس بتلك السذاجه ليضعهن في اماكن مكتظه بالسكان، يحسب له انه ايضاً جعلهن على مقربه من مقر عمله،..
رن هاتفها لترى أسمه يزين الشاشه لتجيبه/هلا أدهم

على الطرف الآخر/وصلتي المكان يا قلبي؟!

نزلت وهي تتحدث إليه/ايوه وصلت..

على الطرف الآخر بنبره قلقه/متأكده انك ماتبين احد معك

بضحكه صغيره/شدعوه أدهم، انت مو تقول البنت لحالها ليه اخذ احد معي؟! إلا ان كنت مستقل بقدراتي هذا شيء ثاني!


هدأت نبرته/اشك بنفسي و لا أشك فيك..


ضحكت مجدداً بعدما دخلت المصعد و اغلقته/قد مره قلتلك ان اسلوب غزلك قديم و معاد احد يستخدمه؟!


بنفس نبرته الهادئه/لا ما قد قلتيها بس ما عليه انتي موجوده علميني!


ابتسمت وهي تراه يتحين الفرص/بس الغزل مثل الحب و الوفاء محد يتعلمه من احد..


تنهد حتى سمعته ليتحدث/إذا قلت انك صعبه لا تلوميني.. يلا اشوفك بالبيت

اغلقت الهاتف وهي تقف امام الشقه المنشوده، وتحاول نسيان التفكير به، عليها ان تتعلم القوه اكثر من ذلك عليه ان يعرف أن رجوعها إليه ليس يعني رجوع المياه لمجاريها الطبيعيه..،
طرقت الباب لتنتظر لحظات حتى فتحت الباب، استغربت انها لم تسأل عمن يطرق الباب/السلام عليكم


ابتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى حضور الشموس شخصياً إليها، ما سيجعل الأمر يزداد تعقيداً ان تذكرتها/وعليكم السلام هلابك ام راكان تفضلي


دخلت وهي تلتزم صمتها و تنظر لأرجاء الشقه بنظرتها المتعاليه، لتدخل قبل ان تنتظرها...


لحقت بها والرعب يدب في كل ذرات جسدها، تمنت ان لا تعرفها الآن حتى لا ترميها لكلاب الشوارع مجدداً، الشموس قادره على ذلك و ما غيرة مها المجنونه الا دليلٌ دامغ على ذلك، مها التي لم تهزمها إمرأه كما فعلت بها الشموس!!

لم يفوتها إرتباكها و صدمتها من حضورها لتتحدث/شفيك يا مريم ليه لونك مخطوف كذا؟!


لم تستطيع السكوت اكثر من ذلك لتتحدث بنبرة مرتجفه باكيه/الشموس و رب الكعبه كنت ناويه اقول لأدهم عن كل شيء سويته و عن لعبة مها القذره معك لكن خفت يتخلى عن مساعدتي انا صفقتني الدنيا يالشموس، انا تبهذلت بهذلت عمري وفكرت في من راح يساعدني بدون يذلني و يستغلني من اللي عرفتهم و ما لقيت إلا أدهم. و اذا اعترافي له بيريحني من عقابك فأنا مستعده اعترف اني انا اللي ساعدت مها في تخريب حياته


وضعت ساقا على الأخرى وهي تنظر إليها بتأمل لثواني بصمت، لا تعرف كيف ذهبت كل صرخات الغضب و الويل و الثبور التي كانت تستلج داخلها، الشكر كله لعمها الذي أعطاها فرصة الإختلاء بالنفس و الراحه من كل ضغوطها/لا مابيك تفضحين نفسك كفايه الذل اللي انتي عايشته لكن جاوبيني..


شعرت بالحزن على نفسها فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف المخزي/اسألي بجاوبك بكل شيء


سألتها بتحقيق/اختفيتي فجأه وين رحتي فيه حتى امك مالقيناك عندها!


جلست منهاره وهي تتذكر مافعلته بها مها من رعب وسجن و حرمان و اخيرا رؤية عملية قتل أمام عينيها/خطفتني مها و سجنتني ببيت اهلها القديم، لو تذكرين مره اتصلت بك وقلت تعالي لمستوصف كنت ناويه اقولك كل شيء لكنها كانت عامله حسابها لكل شيء و كشفتني و حبستني.. كانت مجنونه بأدهم و زاد جنانها بعدما قرر يرفض الانصياع لطلباتها وخافت مني افضحها لأني عارفه كل شيء سوته، عرفت كيف تستغل حاجتي و ضعفي.


ظلت الشموس تستمع إليها بصدمه، ما فعلته مها من إجرام و حقاره يفوق اي تخيل لإنسان سوي الفطره!!

،
.
،
.
اغلق الهاتف وهو يترك مكانه و يعود لمكتبه حيث المحامي ينتظره، ليجلس وهو يبتسم له..،


استغرب المحامي وهو يرى ابتسامته في هكذا ظروف/سمعنا الاخبار الطيبه


اجابه وهو يضع هاتفه امامه على سطح المكتب/الاخبار الطيبه ابيها منك،الجلسه الجايه ابيك تشكك في نسب غريبه لأهلها و تطالب بتحليل الـdna



اتسعت حدقة عينه/ليه طيب؟ شايف شي ماني شايفه؟


بهدوء جاد/انا رحت قبل شوي لبيت اهلها يا رجل محد منهم عينه ملونه!! حتى البزارين طلوا علينا من وراء الباب و ما فيه منهم اللي عينه ملونه او فاتحه عكس البنت المستوره ماشفنا غير عيونها وكانت فاتحه بشكل يثير الريبه!!
هالشيء خلاني استشك و هالشك بيقطعه التحليل.


قلق المحامي/اخاف هالتحليل يفتح لك ابواب انت بغنى عنها!

ارتاح بجلسته/انا جاهز لكل شيء و لا يهمك.. شوف شغلك بس، ابي اخلص من هالقضيه بأسرع وقت..


هز المحامي رأسه وهو يقف/مثلما تبي، انا ماشي سلام


راقبه يخرح/سلام

.
،
.
دخلت منزل اهلها يسبقها أطفالها المبتهجين بإبتساماتهم/ندى انتبهي لاخوانك

ضحك وهو يراهم يركضون للداخل بدون ان يلتفتوا خلفهم/شفيهم تركونا وكأنهم كانوا محبوسين

بابتسامه/كله لعيون التوأم، متشوقيين يشوفونهم


نزع نظارته وهو يغزوها بنظراته/دام كذا يبي لك تجيبين لنا توأم.

رفعت حاحبها بإبتسامه كيد نسائيه تتقنها/على يدك، شد حيلك حبيبي


عاد ليرتدي نظارته وهو مازال مبتسماً/على خير، يلا انا طالع تامرين شيء؟

قبلت جبينه وهي تودعه/سلامتك يابو ندى

تنهد وهو يلتفت للمنزل/شكل قاسي ماهو موجود نادي خالتي بسلم عليها قبل امشي


هزت رأسها/ابشر

تركته وهو يراقب خطواتها المبتعده عنه حتى إلتفاتتها الأخيره مقترنه بإبتسامتها، يالله كيف الحال يتبدل من جليد لنيران تشتعل؟!
كيف يبدل الفراق و الشقاء كل الأحوال رأساً على عقب!
هذه هي اللهفه التي حلم بها في عينيها، و الإحترام الذي لم يتبدل بها منذ عرفها قد كانت الصفه التي تجعلها مفضله لديه مهما كان برودها، تحترم وجوده وغيابه تحترم كل ما يخصه من والدين و اهل و حتى اشياءه الخاصه...، لم يجد في نفسه سوى الحب لها..
لا يعلم لماذا يتذكر كل ذلك الآن، و بهذه اللحظه التي ودعها بها لأيام معدودات ستمضيها بعيده عنه..

قطع تفكيره بها صوت خالته التي رحبت به و هي قادمه من بعيد...،

.
.
.

في الداخل كانت تجلس و بجانبها طفليها كل في عربته، وحولها اطفال مدى الذين يعبرون ببرائتهم،
ضحكت وهي ترى القلق على ملامح نيفادا/لا تخافين أدهم يحبهم و ماهو مأذيهم

ابتسمت وهي تقف لتسلم عليها/حي الله ام ندى

إلتفتت اليهم بعدما سلمت عليها/ما شاء الله تغيروا

بإبتسامتها/اكيد خلاص كبروا

إلتفتت إليها بعدما حملت احدهما/وين قاسي؟!

هزت كتفيها/طالع مقناص مع رفيقه، تعرفين من زمان ما مسك سلاح و ما اطلق رصاص ويده بدأت تحكه.

ضحكت لتسأل بفضول/بشري كيف نتيجة اختباراتك؟!

بسعاده/ابشرك نجحت، صحيح مو المأمول لكن ماني مصدقه بزحمة حياتي الجديده، الاهم نسبة الثانويه


ضحكت/كان أجلتي هالسنه ليه مستعجله


حركت يديها/انتي عارفه اخوك، معند مايبي شيء يمنعني من دراستي وما قصر معي و الله، وخالتي بعد ماقصرت شالت هم الصغار اغلب الليالي لحالها


تذكرت تغير والدتها الجذري/بس ماتخيلين سعادة أمي اذا اتصلت فيها، ماهي فاضيه لشيء كل سوالفها عن الصغار و ترسل صورهم بقروبنا، مع كبر سن أمي ترقق قلبها مثل طفل مع عيال قاسي، خصوصاً بعد كل اللي مرت فيه من انكسرت


ضحكت وهي تتذكر رجائها/اسكتي صارت تخلق لي مليون عذر علشان ينام واحد من الصغار عندها، اخر شيء بعدما طلعت نتايجي قالت سافروا استانسوا انتم ما سافرتوا شهر عسل و اتركوهم عندي

تكاد لا تصدق ماتسمعه منها، لتسألها/تقدرين تروحين و تخلينهم عندها

هدأت وهي تتذكر الماضي الذي يؤلم قلبها/أي أم حافظفت على عيالها و حبتهم اكيد بتحافظ على احفادها منهم.. اكيد بأمنهم عند خالتي حصه وهي احرص مني عليهم ، بس كل اللي اخاف منه اني اتعبها



سمعتها وهي قادمه، خفق قلبها وهي تسمع للمرة الأولى أحداً يطريها هكذا، لم تعرف ان السمعه ليست مكلفه فقط خلق طيب و حسن معامله، مسحت دمعتها وهي تدخل/أبداً مافيه تعب و لا شيء انتي بس اصملي

ضحكت مدى/الوالده ماعندها وقت يا نيفو، لا تدورين اعذار و سافري تراه عرض مغري، ليت احد يقولي بمسك عيالك بس روحي دلعي عمرك


ضحكت نيفادا/قل اعوذ برب الناس!! خالتي اسكتي لين تروح هالحسود


مضت ليلتهن بأجواء عائليه حميمه صارت سمة لهذا المنزل، الذي تغير قدره و سكانه منذ دخلت نيفادا إليه...!

"
.
.
.
.
في طريقهما ناحية شمال شرق نجد حيث الصحاري و بدايات الشتاء و موسم الطيور المهاجره..، بمقعد الراكب يلف شماغه الكشميري على رأسه بطريقه يتقنها و مشغولاً بحشو حزامه بالرصاص و تنظيف مسدسه،..

ابتسم صاحبه وهو يراه منهمك بسلاحه/يا بوسلمان ترى اشغلتني انت و سلاحك ليه ماجهزت فالبيت


ابتسم وهو يتذكرها/مابغيت اروع المره، اخذته ومشيت، أساساً طلعت وهي زعلانه ماهي راضيه بطلعتي تقول خايفه


انفجر ضاحكاً /ما شاء الله عليك قدرت تعصاها

رفع حاجبه وهو يمازحه/اجل تبيني اقعد جنبها دايم!! سووق بس و لا تنسى توقف عند اقرب محطه و عب التانكي بنزين، مانبي ننسى شيء


هز رأسه وهو مازال يضحك/ابشر يالحمش


تأفف وهو يكتم ضحكته هو الآخر/مسلط و لقى له سالفه وش بيسكته!!


بعد لحظات تجاوزتهما سيارة من نوع "جيب" مسرعه بشكل مفاجئ و جنوني لتتبعها سيارة أخرى كادت تصطدم بهما، يعرف تماماً هذه السياره و لكن ظن انه فقط يتوهم ليصمت لذكرى تركي التي مرت به في هذه اللحظه التي تمسه بشكل خاص.
.
.
عاد بعدما تأخر الوقت كثيراً، نزع شماغه وهو يدخل المكتب ليراها تجلس هنالك امام المدفئه كتابها بيدها و كوبها على الأرض أمامها..! هل تنتظره؟! لا يصدق/مساء الخير

إلتفتت اليه/قصدك صباح الخير.. الساعه وحده ونص!

ابتسم وهو يقترب/يعني افهم انك كنتي تنتظريني؟!


راقبته حتى جلس/يعني انت كل اللي تبيه من رجوعي للجناح اني انتظرك؟!

ظل يرمقها للحظات، ترتدي قميصا اسودا يبدو قصيرا و يتضح له كاملل ساقيها و تضع فوقه الشال الذي لاحظ أنها باتت تحب لبسه مؤخراً وترفع شعرها بمشبك و بشكل مهمل تدلى منه خصلات كثيره تجعلها اكثر فتنه مع وجهها الخالي من أي رتوش/انتي زايد حلاك و الا الجفى زينك؟!


رفعت حاجبها و هي تبتسم/هروب تكتيكي حلو!

ضحك وهو يفتح زرين من ثوبه، حتى ارتاح و إلتفت إليها مجدداً ليراها تتابع الشرب من كوبها/وش صار على مشوارك اليوم؟! عرفتي شيء مهم.


ارتشفت من كوبها لتجيبه/أمم داربيننا حديث عادي.. حكينا شوي و عرفت ان مالها احد حالياً إلا خاله وحده كبيره متزوجه كويتي بس منقطعه الاتصالات بينهم من بعد اللي صار لها ولاهي قادره تتصل فيها ضيعت ارقامها، رحمتها يا شين الوحده.


بهدوءه/هذي سهله، خالتها نقدر نوصلها بالكويت و نتواصل معها بعد، بس اهم شيء تكون صادقه


ابتسمت بخفوت/انت ساعدتها قبل تثق بحالتها و صدقت قضيتها.. كيف تشكك هاللحين؟!


تنهد وهو يقف ليجلس بالقرب منها أمام المدفئه/انا كان دافعي مرؤه لكن الأيام علمتني ما اثق بكل صاحب حاجه يلجأ لي، مايصير كل من هب ودب يستغل شهامتك،وانا انقرصت سابقاً وكان الثمن باهض لذلك الحذر واجب.



سكتت قليلاً لتطرح سؤالاً داهمها/ندمت على خير سويته؟!


اقترب حتى اخذ كوبها من يدها/ذوقيني


ضحكت وهي ترى ردة فعله بعد تذوق كاسها/زهورات


أعاد لها كوبها وهو عابس/شفيك من فتره ماتشربين الا زهورات، وين قهاويك الحلوه؟


بإبتسامتها الضاحكه/و الله مزاجي، مادريت انك بتتلقف وبتاخذ كوبي


عاد ليجلس مكانه بجانبها/من اليوم وطالع قوليلي وش بكوبك قبل اذوقه و اتورط، وترى مافيها شيء لو سويتي لي معك كوب قهوه زي قبل


هدأت إبتسامتها وهي تراه يمثل الغضب بشكل مضحك/اوكي طال عمرك، أوامر ثانيه قبل أدخل أنام؟!


فتح عينيه على اتساعهما وهو يلتفت ليمسك بيدها/بدري! اجلسي اسهري معي شوي


بإبتسامتها وهي تقف ذاهبه/ماتفقنا على كذا،اوكي رجعت بغرفتنا لكن كل شيء زمان تغير و قلتلك مافيك تطالبني بشيء ما أقدره.


تغيرت ملامحه وبان ضيقه/لهالدرجه الجلسه معي ثقيله؟! حتى عشاء ما تعشيت!


كادت تدخل الغرفه و لكنها توقفت ثم إستدارت وهي تنظر إليه بإبتسامه وهو يتذمر كطفل/اوكي كنسلت النوم..



بسعاده/احلى قرار سمعته اليوم


تعلم انه يسخر/شووف انا راح اقعد بس علشان اعشيك، لأنك كسرت خاطري...يلا قوم تشطف و غير ملابسك هذي علبال ما اخلص تجهيز عشاك


إرتسمت الإبتسامه مجدداً على وجهه وهو يراها ذاهبه، مهما كان عذر بقائها معه هو سعيد بها...،
،
.
،

على جال طريق الدهناء الصحراوي،..
نزل احدهم ملتثما وهو يشير لعامل المحطه بأن يعبي سيارته الجيب..
لينزل صاحبه و هو يصطحب احداهن من معصمها و كأنه يجرها، حتى وقف عند باب دورات المياه ليتحدث من بين أسنانه وهو مقطبا حاجبيه/اسمعيني زين، تخلصين و تطلعين لي حالا واقسم بالله ان سويتي حركه مالها داعي لأوريك نجوم الظهر وغطي عيونك عساها الفقع


أشارت برأسها وهي تدخل دورة المياه، ظلت واقفه للحظات تلتقط أنفاسها وهي تتفقد عنقها التي حاولوا خنقه مراراً قبل ان يركبوا السياره و يجلبوها هنا، الاحمرار يطوق عنقها و بياض وجهها تحول لزرقه مخيفه..
حاولت غسل وجهها مراراً في و تكرارا حتى تستعيد بشرتها الأكسجين الذي فقدته.. شيئاً فشيئاً عاد بعض لونها وهي تفكر جدياً بالسكين التي معها، هل تقتلهما وتهرب بنفسها؟ لم تتوقع ان تذوق العذاب قبل زواجها المحتوم من ذلك الرجل، لماذا يضربونها بهذا الغل؟!
تسائلت كثيراً وهي تحاول ان تجد عذراً لقسوتهم عليها..!!

.


توقف صاحبه عند المحطه ليملئ خزان الوقود/قاسي انا رايح البقاله تبي شيء

باهتمام/بطاريات الكشاف لا تنساها و كثر منها.

أومى برأسه وهو ذاهب.. لينزل قاسي يتفقد السياره و الأمتعه، تحدث مع العامل ليحاسبه ليراه منشغلا بالنظر للجهة الأخرى!
ناداه مجدداً /يالطيب!

انتبه له العامل ليشير للجهة الأخرى/سير هذا واجد مشكل!!


إلتفت لمن يقصدهم العامل ليرى احدهم يضرب باب الحمام و من ثم يقتحمه ليخرج بإحداهن و يجرها بإذلال!!
عقد حاجبيه و حاول ان لا يتدخل ليحاسب عامل المحطه و لكن صوت سقوطها و صرختها جننته ليتحرك ناحيتهم بكل غضب...


توقفت سياره أمامها حينما سقطت لينتبه اخوها للرجل الملتثم الذي نزل وهو يأمره بترك يدها/هذي نهاية اللي يثق باشباه الرجال، تجر البنت جر الحمار يا كلب!!


تحدث اخوها بغضب/اقول توكل على الله و ابلع العافيه


لم يجعله يكمل حديثه حتى لكمه احدهم من جانب وجهه و سقط أرضاً لتناديه ببكاء/عبدالملك!!


لم يعد يسمع سوى غليان دمه في عروقه، ليكمل ضربه، ما فعله هذا اللئيم بإمرأه ضعيفه امام الناس يدعو للإشمئزاز..،

ابتسم سيف وهو يرى الصدفه الجميله تجمعه بقاسي، حتى وان لم يتعرف عليه، فتح باب سيارته ليمسك بيد"غريبه" و يدخلها للسياره رغماً عنها، صرخت وقدم اخيها الآخر و لكن بعدما اغلق عليها سيف سيارته ليلفت إليه سيف و يضربه و يثبته أرضاً /ان كنت رجال بلغ الشرطه.. وو رط نفسك بنفسك

لم يعرف سيف و كاد يموت غيضا/اترك اختي يالحيوان زواجها بكرا و...

قاطعه بضربه على فمه و تركه بعدما بصق عليه/الله ياخذ اشكالكم اشباه رجال..

ترك قاسي يضرب ذاك و ركب سيارته و انطلق مسرعاً... لينتبه قاسي أخيراً ان الرجل قد انتهى من ضربه..

حضر مسلط بعدما رأى الجمهره البسيطه فالمحطه قليلة الرواد ومعظمهم عمال فيها/قاااسي شبلاك كسرت الرجال؟!!



تحدث غاضباً وهو يشير للبنت و لكنه لم يراها/قهرني الله يقهر يضرب هالضعيفه قدام العالم.. ماتحملت


استغرب مسلط/اي ضعيفه؟!


إلتفت للمكان ولم يراها/كانت هنا وين راحت


تحدث أحد العمال/فيه سياره صغير اخذت بنت وروح من هنا..


رفع حاجبه معتزيا بأخته/اخو ساااره النت اخذت!!!


اخذه مسلط لسيارتهم وهو يحاول تهدئته/يا رجال ماتدري يمكن ربعها اللي خذوها..

ضرب بيده على السياره/اخاف اني تسببت على البنت و بس

حزن من ردة فعله، الشهامه تسري بعروقه/انت نويت الفزعه و الله لا يخيب رجاك.


كان سيعود للرجال الذين ضربهم و لكن رآهم يتركون المكان و يذهبون، هم نفسهم اصحاب الجيب الذي تجاوزهم قبل قليل!! وهاهم يعكسون الاتجاه ويعودون، بات يشك ان تلك البنت ليست لهما أصلاً و أن هنالك خلاف كبير حولها...!!! .
.
.
.

ضمت نفسها برعب لم تعيشه من قبل، يالله هل هذه الحياة التي هربت من الدار من أجلها؟
الظلام يحيط بالطريق و السياره وذلك الرجل الذي يقود السياره ملتزما صمته و ملتثم بشماغه..لا ينبس بكلمه..
حتى اخرج هاتفه من جيبه و اتصل بأدهم فوراً ليخبره بما حدث فأدهم ليس لديه خبر بالذي فعله.. لكنه لم يرد عليه..،
تجرأ أخيراً ثم تحدث إليها/كنا بناخذك بشكل محترم اليوم لكن اخوانك مافيهم خير،

تحدثت بنبره باكيه/وش تبون بي؟! ليه كل هذا


رد بلا مبالاة/اسمعيني انا متهميني بشيء و الود ودي احذفك بهالصحراء،


انهارت باكيه وهي تشعر انها تسير للمجهول، ما جام ان هذا الرجل لا يهمه أمرها فلماذا يختطفها من اخوتها بهذا الشكل، و كيف صار حال اخوتها بعد ضرب ذلك الرجل لهم، رأت بعينيها الدماء تلطخ ثوب أخيها فتألمت، لم يكن عليها ان تفعل ذلك كله..،
أخرجت سكينتها تريد الإنتقام الآن فلعله مجرد غادر سيأخذ ما يريد منها ثم سيتركها تواجه مصيرها!



خرج من الطريق للحظات ليبتعد و يتوقف وهو ينزل بصمت.. يثق انها لن تنزل في هذا الظلام...،


خمنت أنه فقط يريد قضاء حاجته، انتابها رعب فوق رعبها هل سيغدر بها هنا؟!!



بعد دقائق عاد ليركب السياره ولكنه فقد انفاسها ليلتفت للخلف ولم يراها بحث جيداً في السياره و لكن دون فائده ليلتقط الكاشف الضوئي و ينزل مسرعاً يبحث عنها وهو ينادي/يا بنت!!.. يا بنت وينك؟!

ركض في كل الاتجاهات ليعود ادراجه وهو يلهث تنفسه/بنت!!!
.. شعر بحركه قريبه منه ليلتفت و يتفاجئ بضربه خاطفه بسكينتها على وجهه جعلته يصرخ...

.
،
.
،

وضعت صحن العشاء و انتظرته.. ليخرج إليها بمنشفته يجفف بها شعره و بقميص نوم مقلم ويبحث عن هاتفه/سمعت جوالي رن وينه؟!

رفعت حاجبها وهي تلتقط هاتفه و تغلقه/بعد الساعه 2 مافيه مكالمات يا بعدي، و اللي عنده عمل ينتظر للصباح ثم يتصل فيك.


رفع حاجبه بعدم رضا/الشموس ترى زودتيها بشروطك


لم تعلق على رده لتقف وهي تأخذ هاتفه وتقدمه له/اسفه.. افتحه و اتصل براحتك، العشاء عندك متى ما خلصت اتركه و باخذه بكرا.. تصبح على خير


ثبت يدها التي تمد الجوال وهو يغمض عينيه للحظه ثم يفتحها محاولا كبت غضبه/لحظه،


توقفت الشموس وهي تنظر لعينيه الغاضبه تعرف أنه يحاول ان يكون لبقا، لتبتسم له/اي خدمه؟!


بهدوء غاضب/لا تستفزيني.


حركت رأسها بالإيجاب/اوكي.. تصبح على خير.


زم شفتيه بغضب وهو يرمي هاتفه على الأريكه/اجلسي معي.


ابتعدت عنه لتذهب و تجلس بصمت في مكانها قبل قليل/تأمر أمر ولوو


كم تتعبه و ترهقه ليلتفت إليها و يذهب ليجلس مكانه/صبي لي شاهي.

لاحظت عدم نظره لها لتبتسم على تصرفه الطفولي الجميل كيف يكبت غضبه و هو يغلي منها/جبتلك عصير برتقال و جزر أحسن لك، ما جبت شاهي علشان تنام مرتاح و بدون قلق.. سم بالله


ارتفع ناظره لها/تسلم يديك بس ماحب الجزر مع البرتقال

بنفس إبتسامتها/بتحبه يا ماما هو مفيد اكثر من الشاهي و القهوه يلا اكل بسرعه قبل يبرد الاكل

ابتسم أخيراً وهو يمد يد و يأكل/شاركيني طيب

مدت يدها معه/شكرا عالدعوه..كنت خايفه ما تعزمني تصدق


ضحك وهو يراها تسايره فقط/تدرين لو ماني جوعان كان وريتك الطقطقه كيف بس يلا نمشيها الليله، احمدي ربك بس


كتمت ضحكتها/الحمدلك يا ربي.
،
.
،
. وقف يتفقد وجهه مكان جرحهه ليراه طويل نوعاً ما،شعر بحرقه وهو يراها ترمي السكين عند قدميه بخوف وتنكمش على نفسه بخوف كقطة مرعوبه، ليلتفت إليها بعينين تقدح غضب، اخذ كشاف الضوء ليتجه إليها وهو يشدها بقوه و يسلط الضوء على عينيها ولكنها تغمض عينيها من شدة الضوء كاد يصرخ بها و لكنه تفاجئ بالوجه الأنثوي الذي يراه، خصوصا انه يعيش وحيداً منذ زواج اخته الكبرى و وفاة والدته، تشجع ليواجهها فهما وحيدان و الشيطان موجود ليصرخ بها رغم كل شيء/هاللحين مسويه خايفه و قبل شوي شقيتي وجهي افتحي عيونك يلا.. هاللحين تنظفين جرحي بنفسك

فتحت عينيها المحمرتان من البكاء/ططيب اتركني الله يخليك..


تركها فوراً بعد رؤية عينيها مع ملامح وجهها ليأمرها بصوت عالي/بسم الله الرحمن الرحيم، اعوذ بالله من الشيطان.. ارجعي للسياره يا بنت، بسررعه ارجعي لها.و غطي وجهك.

ابتعدت مسرعه للسياره وهي تلملم بقايا شالها و عبائتها، حينما صد عنها فور رؤية وجهها جعلها تستغرب للمرة الأولى يصد احدهم عند رؤية عينيها، هذا الرجل جعلها تشعر انها قبيحه من حيث لا يعلم و لكنها سعيده جداً بردة فعله هكذا ضمنت انهت سترتاح منه،..


فتح باب السائق و اخذ ماء و جعل يغسل جرحه الغائر، بالتأكيد سيترك أثراً لن يمحى، انتهى من ذلك وعاد ليركب السياره وهو يحاولت ترتيب تنفسه/اسمعي يا بنت انا سيف خوي أدهم، صحيح هو ما كلفني اراقب اخوانك لكن خفت عليه من غدرهم لانه هددهم حرفياً لو ما جابوك المحكمه بيعتبر القضيه تخصه هو و بيصير خصمهم و انا اعرف خويي ان وعد ما اخلف.. لذلك قدخت من راسي و راقبت اخوانك و عرفت انهم بيودونك لكن مادري وين... افهمي زين اني مابي لك الشينه يا بنت الناس، بس ساعديني لين نوصل الرياض على خير..

تنفست براحه أخيراً ما دام انه من طرف أدهم و يعرف بامور القضيه...،


تذكر أمرا مهماً ليسألها/عندك بطاقة هويه؟!


ردت بصوت بح من بكائها/بطاقتي مع إدارة الدار


تأفف/لا حول و لاقوة إلا بالله.. ان وقفونا تفتيش بتروح سمعتك فيها. و انا بتمرمط


تنهدت فالأمر سيان الآن، اهلها أذلوها تماماً ومن يحميها هو الغريب، ما أبشع شعورها الآن و ما أقبح الحياة في عينيها..،

تفهم صمتها و أناهيدها فقرر حزم أمره و اكمال طريقه بتوكل على الله وحده..،

.
.
.
.
استيقظت متأخره على غير العاده لم تستطيع رفع رأسها حتى سقطت عينيها على ساعة المنبه أمامها تشير للتاسعه!!

اعتدلت جالسه وهي ترتب خصلات شعرها ثم سحبت روبها و لبسته وهي تنزل بكسل من السرير، هل ذهب للعمل بدون ان يوقظها لتعد له الفطور!!..
نزلت لتتفاجىء به جالساً يحتسي كوب قهوته و بجانبه حقيبته يرتدي قميصا ابيض مفتوح من اعلى و بنطلون اسود رسمي بحزام رفيع، يبدو انيقا جداً.. /عبدالرحمن! انت مسافر؟!

ابتسم لها وهو ينظر لساعته/اي يا قلبي، سفرة عمل صغيره و راجع


استغربت/كذا فجأه! لدرجة ما امداك تقول لي!!


إرتشف من فنجانه بسرعه ووقف وهو يلتقط معطفه الأسود/ماعليه يا قلبي ما امداني..


تحدثت بغضب فهو يتحدث ببرود/انا و انت سهرانين البارح و نمت بحضني كيف ما امداك تقول شيء!!!..طيب عالاقل كان قومتني بدري علشان توصلني بيت اهلي، و الا ناوي تخليني هنا لحالي و انت مسافر!!!


ضرب جبينه وهو يتذكرها/تصدقين عاد نسيتك، طيب يمديك تتصلين بالوالد يجي ياخذك يا قلبي انا معاد معي وقت الطياره بعد ساعه... سلام


رأته يخرج بكل برود العالم ويتركها واقفه في منتصف المنزل، شعرت بغليان دمها مما يفعله بها، عبدالرحمن لم يتغير.. و سفره المفاجئ يثير غيرتها من أقصاها لأقصاها..
تركت مكانها وصعدت للأعلى بسرعه... ستريه ما ستفعل به...، لن يمر ذلك مرور الكرام..
أخذت هاتفها لتفتح السناب باحثه عن سنابات لريما فعندها الخبر الأكيد... .
،
.
،
.
توقف أمام باب الفيلا بسيارته وهو ينتظر خروج أدهم فهذا وقته.. قد اتصل به قبل قليل...،

،
.
.
.

رأته يلبس شماغه مستعجلا و ينظر لساعته.. استغربت/اسفه ما صحيتك بدري بس ترى انت غلطان سهرتنا البارح


إلتفت إليها وهو يشير لهاتفه خلفها على الطاوله/البارح صارت مشكله تخص البنت الثانيه وسيف ماقصر اتصل بي يبي مساعده لكن بركاتك قفلتي الجوال بوجهه.


لامت نفسها/عسى ما كانت السالفه ضروريه؟!


اخذ ساعته ليلبسها وتوتر فالمشكله تخصه و سيف ضحى بنفسه ليحميه من وعده/اهل البنت حاولوا يهربونها لمكان الله اعلم وينه والله اعلم وش بيسوون فيها.. انا ما حميتها صح الحق علي انا


رأته يعجز عن لبس ساعة معصمه ككل مره يتوتر فيها،يتورط مثل طفل صغير و لا يعرف كيف يلبسها، تقدمت إليه لترحم محاولاته و قلقه امسكت بالساعه و ألبسته إياها بسهوله/لا تقلق، دام البنت قدر سيف يستردها فالامور بخير.. إهدأ ما يسوى عليك كل هالزعل.


نطق بضيق/بس أنا دقيت صدري وعدتها مع رفيقتها و ما وفيت بوعدي، انا اللي عرضتها لهذا كله


شدت على يده/أدهم لا تلوم نفسك انت سويت كل شيء تقدر عليه، انا رحت للشقه اللي حطيتهم فيها وموقعها و حجمها، انت حطيت لهم محامي و اشرفت على قضيتهم، انت ما قصرت معهم لكن ابتليت بغريم غادر و قليل مرجله.. مريم حكت لي اللي صار يوم اقتحموا الشقه، لذلك لا تلوم نفسك..


إرتاح نوعاً ما من حديثها، و كأن لكلماتها مفعول الطبطبه و الحضن، شعر للحظه برغبه في ان تبادره بعناق يمنحه بدايه رائعه ليومه و لكن قرر ان يلتزم بوعده و يصد/انا طالع لسيف البنت معه بالسياره.. بشوف بنحطها فيه هالمره هالمسكينه...


رأته يخرج لتتحدث بدون تفكير/خلها تقعد عندنا.


استغرب طلبها فهي كانت تغلي من وجود الغرباء فالمنزل/بس هذي غريبه و ما..


قاطعته بإصرار وهي تتذكر حديث مريم عن قصتها الموجعه/البنت مكسورة جناح.. يكفي فعايل أهلها يا أدهم... خلها عندي و انا بدبر الامور



أشار بالإيجاب وهو يخرج...

للحظه ندمت انا طلبت ذلك الطلب.. و لكنها لن تتراجع الآن لتبدو غبيه أمام أدهم....،عموما القضيه لن تطول كما اخبرها أدهم..

.
.
.
.

على طاولة الطعام كالعاده تجلس هي و في المقابل أم رواد.. و بجانبها راكان الذي استيقظ قبل والديه و خرج لهم..مازالت في دوامة تفكير لا نهاية لها.. كيف يتصل بأهله و يتجاهل إتصالاتها!! تكاد تجن من تصرفه معها.


لاحظت سرحانها الطويل في الطبق الذي أمامها ولم تأكل/ليال فيك شيء؟!


رفعت عينيها لها بفتور/هاه!


ابتسمت لردة فعلها/الدعوه وصلت لهاه!!.. انتي من فتره منتي عاجبتني.. وش مقلق قلبك و مشغلك يا بنت؟


تنهدت وهي تحاول ان تبعده عن تفكيرها و لكن دون جدوى!/ولا شيء،. يمكن لأني صايره اسهر


هزت رأسها بمسايره وهي ترفض تصديقها، تعرف ليال حين تضيق بشيء داخلها... لترى قدوم الشموس التي تبتسم لرؤيتهم/لا بالله اشرقت شمسنا اليوم


ضحكت وهي تجلس و تأخذ فنجان قهوه/صباح الخير كيفكم حبايبي


غمزت بإبتسامتها/بخير.. اشوفكم تأخرتوا اليوم شالسالفه؟!


اتسعت ابتسامتها/ام رواد هالسوالف ماهي لك.. هذي نبرة عمتي لولوه و عبير


ضحكت بدورها/عسى الله يسعدكم.. و يجمعكم على طاعته


لاحظت سكوت ليال و شرودها/ليال للحين ماصحصحت.. اسمعوا ترى بتجينا ضيفه عندنا كم يوم،


تسائلت ام رواد/مرحبا بالضيوف، من هي؟!


رن هاتفها لترفعه وترد/هلا أدهم... اوكي برسل لها الشغاله تفتح الباب..

اغلقت الهاتف وهي تنادي الخادمه/ريحانا.. تعالي افتحي الباب..

نطقت ليال أخيراً بأستغراب/الضيفه لك و الا لزوجك؟!


بإبتسامتها/ضيفتنا كلنا.

سمعوا صوت الخادمه قادمه وهي ترشد من معها على الطريق ليلتفتوا جميعاً للقادمه..،
اختفت إبتسامة الشموس للحظات بعد رؤيتها لتتدارك نفسها و تعيد رسم ابتسامتها مجدداً وهي تقف لها مرحبه فهي من دعتها/أهلاً..


نطقت بخجل و حزن/السلام عليكم

الجميع/وعليكم السلام..

مدت يدها لتصافحها/انا الشموس زوجة أدهم.


نظرت إليها عن قرب وهي تتذكر حديث مريم عنها, فعلاً تبدو غير تقليديه، إمرأه غير التي اعتادت أن تراهن، المكان جداً راقي وغير متوقع بالنسبة لها، كل شيء غريب في هذا المكان/انا ماحبيت اثقل عليكم لكن أدهم أصر و قال ان هذا بطلب منك علشان كذا نزلت...كثر خيرك يالشموس

ابتسمت لها وحزنت من نبرة صوتها المنكسره/ماعلينا من هالكلام.. تعالي معي اوريك غرفتك، تشطفي و ارتاحي و بيجيك فطورك لين مكانك مبين ليلتك البارح كانت طويله وصعبه..


إلتمعت عينيها وهي ترى من يعزها غريب و من يذلها قريب يالقبح ما تعيشه..

ام رواد/يلا يابنتي روحي مع الشموس و لا تشيلين هم اي شيء دامك ببيتنا


ذهبت معها للمصعد ليبتعدا.. وتتحدث ليال/يا ناس حد يقنعني ان هذي الشموس!!


ضحكت/ليه شفيها بسم الله عليها


نطقت بتعجب/يام رواد البنت قد هربت من البيت و من زوجها و هجرتنا كلنا و هاليومين ما كأن شيء صار..لا و رجعت تنام بجناحهم و هاللحين تستقبل ضيفة زوجها!!


ابتسمت بخفوت/الشموس ماهربت هي راحت تختلي بنفسها شوي وترتب افكارها المشوشه، لأن لو انها ماتبي الرجعه و الله ما ترجع حتى لو توطى أدهم على رقبتها،.. ترى اللي مرت فيه ماهو سهل على وحده مثلها..


شعرت بالتعب اكثر وهي تسمع حديث ام رواد عن الاختلاء بالنفس/ليتني بعد انا اقدر اختفي لو شهر


ضحكت/تبين وليد يجي يدورك ما يلقاك!! ثم نبتلش فيه


لم تستطيع حتى الإبتسامه/هو خليه يدورني بالرسايل و المكالمات بعدين يصير خير.. يام رواد شوفت عينك المفروض يجي قبل شهر علشان الزواج ولكنه مارجع ولا اتصل يقول أي شيء، هالرجال بيذبحني


رأتها تقف و تذهب بعدما قالت ما كان يختنق به صدرها.. لماذا يفعل بها وليد ذلك؟!!!
عقدت حاجبيها بغضب وهي ترى الانكسار الذي لم تعتاده في عيني و نبرة ليال "حسافه طلعتك معه لانصاص الليالي"

.
.
.
وصلت غرفتها وهي تشعر ان ذرات الاكسجين تغادر صدرها الضيق غضباً..
لتلتقط هاتفها و ترسل له رسالة صوتيه لم تتردد في إرسالها/مساء الخير وليد.. ماني حابه اطول عليك واخذ من وقتك الثمين، هي كلمتين بقولهم لك..يا أنا يا ألمانيا.. أما انك تركني على رف انتظارك اسفه حبيبي، سلام"


اغلقت المحادثه وهي تذهب لتجهز نفسها للذهاب للعمل..،في محاولة لعدم التفكير به و بردة فعله التي تعرف تماماً أنها ستزعجها و لكنها سترضيها فيما بعد فهو يحبها كما كانت تعلم...،
.
.
.


بعد صمت لربع ساعه تحدث إليه غاضباً /ثاني مره لا تسويلي فيها راعي فزعات، رايح لحالك و انت عارف انهم كثار و ماتدري وين مودين البنت


بإبتسامه وهو يضع الضماده على خده/ما صار إلا كل خير

بقلق/ وقاسي وشلونه؟!


بنفس تلك الإبتسامه/لا تنشد عنه انشد عن اللي ضربه، فزع للبنت وهو مايدري شالسالفه يعني نفعني من حيث لا يعلم.


تملل من هاتفه وهو يتصل لكن بلا فائده/جالس اتصل فيه و جواله مقفل!


حاول تجاوز ألم جرحه/طالع المقناص اكيد بعيد و ما حوله تغطية شبكه


استغرب مسكه لخده/انت وش جرحك بوجهك؟! ورني اشوف


تردد في إخباره/هاه.. ابد من الهوشه البارح بس مافضيت اروح المستشفى


ابتسم وهو يكذّب روايته/نروح اول شيء للمستشفى وبعدها اوديك البيت ترتاح و لا تشوفك عيني الا لين ترتاح, اليوم لا تداوم.وبعدين اشوفلك صرفه.
.
.
.
دخلت عليها في المطبخ لتراها منهمكه بعمل ما,..انتظرت قليلا لتناديها/شهود يمه وش قاعده تسوين؟

شعرت بالورطه وهي تغطي القدر الذي أمامها قبل أن تلتفت إليها بإبتسامه/هلا يمه..أنا شوي أخلص العصير و اجيك

بإبتسامه/عصير بقدر يمه!!..تعالي يبنت الحلال روحي لعزوز اقعدي عنده شوي أنا ابي اتشطف..

ترددت وهي تترك ما تهم بعمله/طيب..هاللحين رايحه

بإصرار/روحي هاللحين مابي اخليه لحاله..

تركتها وهي تخرج تحت أنظارها..لتتجه لغرفة إستقبال أخيها..لكنها صدمت وهي تراه أمامها/أنت!!

بإبتسامه/السلام لله..

عرفت أنه فخ من والدتها/أطلع برا..

حاول الهدوء وهويقترب منها/شهد اسمعيني

تراجعت قليلاً/ابعد عني..و اطلع براااا مابي أسمع لك صوت

زم شفتيه بغضب/هذا ماهو كلام ناس عاقلين..أهدي خلينا نتكلم بهدوء

حركت يدها بتوتر وهي تبعد خصلات شعرها المتمرده للخلف/جاي بعد كل شيء سواه يبي الهدوء والعقل!!..يا أدمي أنا ماطيقك..ما اتحملك

كاد يتكلم ولكنها قاطعته بصوتها المبحوح/يا رجال أنا قاعده أختنق..أنا كرهت نفسي بسببك..كلما أتذكر أني ......>>>سكتت وهي تشعر بالغثيان لتهدأ قليلاً..

إقترب منها اكثر ليحاول لمسها من الواضح انها مريضه/شهد!!

إبتعدت عنه وهي تعاود الحديث ببكاء/لا تقررب , أنا ما اشوف إلا عدو يستاهل القتل..

ارتفع حاجبه مستنكراً/شهد أنا بعد كنت ضحيه مثلك!

بإبتسامه مخضبه بالدموع/أنت كنت تدخلها غرفتك بعز نهار رمضان ..أنت تركتني يوم صباحيتي علشانها..أنت سفلت بي قدام أهلك و أنا ساكته مراعاة لظروفك..لكنك تماديت حيل معها و بالنهايه هاللي جبتها تحرّ قلبي كملت حرتها و قتلت أخوي..أنت منت ضحيه أنت شخص أناني و غير مبالي..

صمت وهو يشعر بكل كلمه قالتها..هي محقه..و قد ذهب حقه فيها منذ ذلك اليوم الذي قتلها فيه بإدخال انثى غيرها بحضرتها...!!
.
,
.

دخلت غرفة مكتبها بعد يوم شاق و زياره رسميه من اللجنه الإجتماعيه بالوزاره..
جلست مسترخيه وهي تغمض عينيها ..ثم فتحتها لتأخذ سماعة المكتب تطلب قهوه..لترى الرسائل منه تضيء شاشة هاتفها بعد مكالمتين فائتتين..
حاولت الإتصال به و لكنه لم يرد لتعود وتفتح رسائله في الواتساب..
لتتفاجىء بصوته الغاضب في التسجيل (ماله داعي تتكلمين مع اختي عن اللي بيننا, اقلقتيني بإتصالاتك بكل وقت..افهمي دامني ما رديت معناته مابي أرد..ترى زودتيها.)

لم تصدق ما سمعته للتو..أغلقت هاتفها وهي تستند على كرسيها كالنار التي سُكب عليها ماءاً باردا للتو...!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والستون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة