-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني والثمانون (الأخير)

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني والثمانون (الأخير)

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثمانون (الأخير)

يراقب صمته منذ قدومه و يراه يساعده في الوقوف و مازال عاقداً لحاجبيه، ليبتسم يلطف جوه/أدهم والله أني بخير ياخي.. مابغيتك تدري لين أخلص و الحمدلله هذا أنا بطلع و بخير يارب لك الحمد


أعطاه عكازه و تأكد من وقوفه/تبي كرسي متحرك؟، أنا اقول احسن لا تمشي علطول


أخذ العكاز منه و مشى خطوات ثم ألتفت إليه/شفت كيف؟ ما احتاج شي بس فك عقدة هالحاجب طلبتك يابو راكان


رفع ناظريه إليه ثم أشار للباب/مشينا..


دخل كسار بهذه اللحظات/السلام عليكم شباب


ردا السلام بهدوء، ليبتسم قاسي/هلا كاسر توني أدري انك دكتور هنا


هز رأسه/معليش ماعندي وقت، و الا مان جيتك، ووقت فراغي زارني الوالد، شلونك اليوم سلامتك


أشار لأدهم/بخير و هالرجال ماهو مصدق،


تحدث أدهم أخيراَ/كاسر لا تقطعنا، لازم تزورنا ترانا أهلك، ماهو بس لا جاء الوالد نشوفك مالك حق بالقطاعه


بإبتسامه/يصير خير، يلا سلام و ماتشوفون شر.. سلموا على عمي عبدالله


ودعاه و خرجا معا...
سكت بدوره حتى ركبا السياره والهدوء حتى رآه يخرج هاتفه الذي يرن و يرد عليه/هلا مدى... لا تنتظروني أطلعوا البر مع منيف، أنا طلعت مع أدهم..


انتظره حتى أغلق الخط/منت طالع البر خلك فالبيت


إتسعت إبتسامته/ودي أطاوعك بس أنا طلبتهم يطلعون البر و مثلك خابر عيالي هناك بعد..


هدأ و استغفر وهو يقود السياره بهدوء/تدري وش أكثر شيء اكرهه؟ اني أدري بأخبارك من غيرك..، قاسي لا تعيدها لا تعيدها وان عدتها ثاني مره بكسر رجلك الثانيه


ضحك وهو يراه يتوتر/عز الله بقولك، لا يرجال وحده و بتكسرها، استغفر ربك


إبتسم على مضض/لا جد يا قاسي لا تعيدها، أنا وانت اخوان كيف كذا ما تقولي و تقول للغريب!


بإبتسامته/منيف زوج اختي ماهو غريب، أساساَ مامنت باخده هو اللي كان موجود و قال بروح معك و ماكنت متوقع ان فيه عمليه، ومثلك شايف بسيطه الحمدلله..


إرتاح/لا تشد على عمرك، ترفق بنفسك.


ابتسم/إييه فكها يا رجال
.
.
.
.
.
.
.
.

في المجلس..،
تراه صامتاً لا يتحدث فقط يبدل فناجين القهوه، وذلك ليس بالعاده..!


قدمت له فنجاناً آخر وهي تتبسم/آدم وبعدين؟ مناديني علشان سالفه و بعدين ماتكلمت.. القهوه قربت تخلص


رفع ناظريه لها وهو يفكر بكل ما حدث و هاهي الآن أمامه تطلب رضاه فقط، تداري خاطره، تهتم به بلا منّه، فعلاً البنت وجودها في المنزل زينه و أنس و سعاده/خليك تفتحين نفسي للقهوه، أنا أول مره أشوف أمي مرتاحه بحياتها تصدقين؟


إلتمعت عينيها رغم إبتسامتها/حبيبتي أمي، مافي مثلها، أنا بعد ما أرتحت بحياتي لين رجعت لحضنها.. عسى ربي يحفظها لي و يحفظك لي بعد


ما زال الفضول يدفعه لمعرفة أين تربت و عاشت و بأي ظروف..، حتى سيف ما موقعه من ذلك كله.


رن هاتفها الذي بجانبها لتراه رقم أخيها ذاك، لتتأفف و تتركه يرن..، و لكنه إرتاب منه/ليه ما تردين؟


رفعت كتفها/هذا عبدالملك، يبي يحرق اعصابي وبس


رفع حاجبه، وهو يأمرها/افتحي السبيكر و ردي خليني اسمع وش عنده.


بتردد/آدم، هذا غبي بس يثرثر، اتركك منه


بإصرار/ماعليه بأدبه لك عشان ثاني مره معاد يتصل فيك، ردي عليه بسرعه


فتحت الخط وهي ترد بقلق، لا تدري ماذا سيقول الآن/نعم يا عبدالملك، وش عندك بعد


ضحك/لا ماعندي شيء بس شكلك للحين ما وصلك الخبر، يلا مو مشكله، خليني أول واحد يعزيك في حبيبك..


ارتجفت يديها و بان التأثر في صوتها المتعثر/عبدالملك وش تقول أنت!! وش سويت بسيف؟


لاحظ دموعها المتأهبه وهو يمنعها تغلق السبيكر و يثبت يدها المرتجفه من معصمها بقوه، فهي من قالت سيف لا هو..!


على الطرف الآخر/ابشرك الحبيب مات محروق في محطه نفس ما ضربني علشان يأخذك بسيارته بمحطه.. لا تظنين اني مشيتها لك يالـ.... **


هي ليست على ما يرام شعرت و كأن احدهم يغرس سكيناً ليست حاده في قلبها...،


لاحظ إرتخاء يدها و أخذ الجوال منها و تركها منهاره مكانها..ليقف وهو يرد غاضباً/اخس يا قليل المرجله.. اخسس.تكلم معي أنا

أغلق الجوال و تركه ليعود إلى أخته التي كانت تهم بالخروج و التهرب بدموعها و إنهيارها الواضح، ما جعله يحترق أكثر هو الآخر ليمسك بها قبل خروجها و يوقفها/لحظه مكانك.. بينا كلام ما انتهى


تفاجئ بدموعها التي تحاول مسحها بيديها بسرعه و صدودها عن النظر لعينيه بشكل جعل الشك يعبث به/أنتي وش بينك و بين سيف؟ ، هذا الكلب ماتكلم عليك إلا عارف حاجه عنك


بكت/مايعرف عني حاجه، أصلاً ماعمره شال همي، أنا محد اهتم بي طول عمري غير سيف، إي سيف كان بيني و بينه مشروع زواج ما تم. و الله والله ماعمره تعدى حدوده معي..


شد ذراعها بقوه و أتت والدتهما من خلفها/ليش ماتم الزواج؟ تكلمي


تذكرت ذلك بألم/ما كان مكتوب، رفضته لأني خايفه و وحيده مالي أحد و ماكنت افكر صح، سيف بغاني لكني غبيه غبيييه ما استاهله.


دفعها بقوه عنه لتمسك بها أمها التي كانت خلفها، وسمعت ما قالته سلاف/وش السالفه ليه اصواتكم طلعت فجأه


شعر أنه مشوش، مشوش تماماَ.. ترك المكان و خرج،... لتلحق به برجاء /آدم تكفى طلبتك اسمعني شوي..


توقف وهو غاضب/سلاف ابعدي عني هاللحظه قبل اذبحك


خافت أمه/ااادم يمه تعوذ من الشيطان.. وش سوت البنت


تجاهلت تهديداته، يجب أن تخبره.. أن تفعل أي شيء من أجل سيف/انا مستعده تذبحني، بس قبلها ابيك تفكر علشان ماتندم.. سيف ماله ذنب... و اسأل أدهم هو ذراعه اليمين، وكان خاطبني منه والله يا آدم والله سيف مايعرف الردى.


دفعها عنه مجدداَ وخرج بدون أن يرد عليها.. لتجلس منهاره تماماً.. و تندب حظها التعيس وقلبها المفجوع بحبيب لم تسعفها الأيام بلحظة وداعه..،


جلست أمامها بخوف وهي تربت على كتفها، لا تستطيع تخمين أي شيء، ولكن ما تعرفه أن إبنتها لا يجب أن تبكي هكذا، لا يجب أن تنزل دموعها وهي على قيد الحياة/يمه سلاف ردي علي، ارفعي راسك ياقلبي


شعرت بحنيّة العالم و صوتاً على شكل عناق، لترفع رأسها لها، أين هذه السيده العظيمه عنها منذ زمن ، لماذا لم تعرفها وهي طفله صغيره، هي حتى تفتقد إلى إبداء أي مبادرة إقتراب، عبث بها الشقاء و عنفّها الجفى..، لو أنها لم تطحنها الظروف لكانت قبلت بسيف منذ البدايه ولكنها معنفّه متوتره منذ الولاده.. منذ أن أُخذت من حضن هذه السيده الألطف على الإطلاق في حياتها كلها،..
تنهدت وهي تشعر بلسعات البرد في اطرافها و خدر شديد في قدميها و يديها/يمه بموت من البرد


خافت من جملتها لتقترب منها و تحاول أن تساعدها على الوقوف لتدخل بها للداخل و لكنها تفاجأت بها تسقط بعد وقوفها بثواني بلا أي حراك.. لتصرخ بدورها وهي تنادي مريم..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


حل المساء..في المخيم و هدأت أصوات الأطفال بعد يوم صاخب و مليء بالأحداث وصلوا أهل قاسي و كانوا الحدث الأبرز....،
نام الجميع ما عدا البنات يجلسن بعيداً هنالك تحت ضوء القمر بيد كل منهن علبة مشروب غازي..،
تلفتت مدى تسألهن/بنات وين اختفت الشموس؟


استرخت بجلوسها/راحت الكرافان، أدهم ناداها


شهد بممازحه/يممه ماحب الرجال اللصقه، حتى فالبر ما يعطيها راحتها، لازم تنومه النونو


ضحكت نيفادا/يا بنت اتركي الناس بحالهم و خليك ببطنك


خفتت ضحكتها و ظلت إبتسامتها و عينيها تسرق النظرات لذلك الكرافان الخاص بهما..، لله ما يخفيه القدر و ما يبعده النصيب..،
مازالت سهراتها معه عالقه بذهنها، مازالت تحتفظ بالذكريات الجميله كطوق نجاة و تسالي لباقي العمر... منيف ليس سيئاً و له كل الوفاء و له نصف الحب، من الصعب نكران الذات و ما يعشعش في قاع القلب..، و لكن السؤال الذي يزورها كلما تذكرته، هل يبتسم حينما يذكرها و السؤال الأهم هل يذكرها؟!


تحدثت شهد بشوق/ياليت هند معنا،


مدى/بنت زوج أمك صح؟ إلا شخبارها


شهد بإبتسامه/بخير،


رن جوال مدى لتراه قاسي/بعد عمري اخوي الظاهر رجله ما خلته ينام، هلا قاسي


على الطرف الآخر/هلابك، مدى شرايك تجين تمشين معي شوي ذبحني الأرق


ابتسمت/اوكي وينك أنت؟..


فزع قلبها وهي تراه يتصل بأخته و يتجاهلها، ذلك الرجل القاسي، راقبت إغلاقها السريع للجوال لتسألها بفضول/وش فيه قاسي؟


تفهم أن هنالك غيوم في سماءهما، و إن لم يفصحا عن شيء، ابتسمت/يبيك تروحين له تمشين شوي، يقول كل الشباب ناموا و هو ذبحه الأرق.. وجوالك خارج التغطيه!!


استغربت وهي ترفع جوالها، فهمت ما تريده مدى لتبتسم لها وهي تقف/طيب أنا رايحه، مم سلام..


صغّرت عينيها شهد وهي تراها تذهب بهذه السرعه/شوي شوي لا تكسرين، طالعي الخبله راحت بدون شال حتى!!!


ظلت مدى تضحك/ياربي منك يا شهد، قوومي خلينا ننام، ماصفى غيرنا و ما يصلح تطولين سهرانه و انتي حامل..


استغربت/ليه، خطر!!


وقفت وهي تساعدها للوقوف وهي مازالت تضحك/لا لا، بس اذا ولدتي بتندمين عالأيام اللي سهرتي فيها و مانمتي وشبعتي فيها نوم.. يلااا مشينا زاد البرد..

.
.
.
.

ذهبت تستعجل خطاها للمكان الذي أخبرتها به مدى لتراه يدير لها ظهره و يتكئ على عصاه الجديده.. و الهواء البارد يحرك شعره، اقتربت منه.. حتى إنتبه لخطواتها و إلتفت إليها متفاجئاً/أنتي؟


بإبتسامه خجول، فهو يبدو غاضباً بحاجبه الذي إرتفع برؤيتها/السلام عليكم


صد وهو يتحاشى النظر إليها/وعليكم السلام وين مدى؟


توقفت مبتسمه أمامه وهي تدس يديها في جيوب المعطف الخفيف الذي ترتديه/أنا جيت بدالها، سلامات، معافى إن شاء الله


هز رأسه/الله يسلمك.. يلا دامها ما جات سلا..


قاطعته/لحظه،..


توقف وهو يستدير إليها/نعم، وش تبين؟


بالكاد تثبت نفسها أمامه و هي تشعر بألمه وهو يقف هكذا بشكل شبه مائل على عكازه، كم يؤلمها وجعه و صبره على الألم، إقتربت منه بهدوء و عانقته وهي تشده إليها بقوه، كطفل كان تائها و للتو وجد والديه..،


يعرفها تبكي حينما تعجز عن التعبير و تكتفي بعناق طويل كهذا، هي أفضل من تشبع غروره و ترضيه و تسكب السعاده على قلبه، إبتسم وهو يحيطها بذراعه/أفاا تبكين؟مو تقولين وش أبي فيك؟


إبتعدت قليلاً عن صدره لترى عينيه بعينيها المبتله/ماتوقعت أنك حيل تعبان لهالدرجه، مادري ليه أنت زعلت علي فجأه و بديت تجرحني و تتهمني بأني طفله، و للآن ما أدري ليه إستحقيت هالكلام اللي أنت قلته بحقي، بس أنا مالي غنى عنك، فيه شيء مو مكتمل في غيابك، النقص أشوفه بكل شيء


رفع ناظريه ليرى سيارتها التي قدمها لها كحق من حقوقها، لم تغيرها بسيارات أهلها، هو من أساء التصرف/أنا شفت مفتاح سيارة اخوك بالتسريحه و انجنيت ظنيتك مصره تاخذينها


هزت رأسها بالنفي/هو اساساً معطيني المفتاح من زمان ترى.. من قبل تتكلم انت.. و كنت كل يوم برجعه و انسى.. عشان كذا أنت شفته عندي، وبس



شعر بالألم من إطالت وقوفه بلا حركه/انسي اللي راح، تجين نمشي شوي؟!


هزت رأسها بالموافقه وهي تكفكف دمعها بإبتسامه تتسع/يلا..


تذكر ماحدث وهما يسيران ببطئ/بالغت شوي هذاك اليوم صح؟


ضحكت/شوي!! ههه ما قصرت فيني بس ماعليه، الواحد لازم يتحمل الناس اللي يحبهم إذا كان فعلاً مايبي يخسرهم، هذا قدري وش اسوي.


كم هو غبي حينما ظن أنها كأي واحده/شكراً لأنك تحملتيني..


إلتفتت إليه وهو يسير ببطئ و ينظر للأمام و إلى خطواته أثناء الحديث/بس هذا اللي طلع معك؟!


توقف بعدما أبعدا مسافه وهو يحاول أن يريح رجله، ليلتفت و يقف أمامها مبتسماً يفهم ما تعنيه/وش المفروض أسويه يعني؟ ذكريني يمكن نسيت شيء


توقفت وهي تتخصر بيديها و تنظر إليه/لا سلامتك حبيبي، مانسيت شيء


شعر بآلم بسيط ليجلس و يمدد رجله و يشير للمكان بجانبه/خلينا نرتاح هنا شوي قبل نرجع..


جلست بعد تردد/تأخر الوقت اخاف يصحون عيالي و انا بعيده


ترك عكازه ليمسك بيدها أخيراً/العيال عندهم مربيه و عمتهم موجوده و جدتهم بعد. اسكتي و ارتاحي ..


إبتسمت و هي تراه يكتفي بيدها في حضن يده.. لتقترب منه و تسند جذعها عليه و رأسها يميل على كتفه بلحظة هدوء، و حاجه ماسّه للسلام الذي يُمطر قلبها طمأنينه حينما تكون بجانبه..
.
.
.
.
.
.
.
.
راقب تحركاتها الثقيله وهي تحاول أن تجد وضعيه مناسبه لنومها، و بنهاية المطاف إعتدلت جالسه وهي تتكئ على يديها الثنتين، و عينيها نصف مغلقه... توتر من كثرة تحركاتها و لكنه لم يُشعرها بذلك حتى رآها تقف بصعوبه وهي تترك السرير و تسير ذهاباً و إياباً ثم تقف أمام المرآة و كأنها متفاجئه بوجهها الشاحب وهي تضع يدها على بطنها و تتمتم بأدعيه بصوت لا يكاد يسمعه/الشموس فيك شيء؟


أشارت بالنفي وهي تتبسم بشكل مصطنع/ء.. لا حركه عاديه يعني، احب أمشي قبل النوم، تعرف الشهور الأخيره كذا


استغرب وهو يعتدل جالساً و يرفع عنه الغطاء/بس باااقي عالولاده، ارتاحي


ابتلعت ريقها بصعوبه و تركت الوقوف أمام المرآة التي لم تعد تحب النظر إليها/معليه، المشي مفيد لي، ارتاح انت، إذا أقلقت نومك عادي بطلع، اساساً شهد و مدى و نيفو سهرانات برا بالخيم


رفع حاجبه مستنكراَ/منتي طالعه، تعالي مكانك،


مشت قليلاً ثم جلست وهي تتبسم له/خلاص نام أنت لا تقعد تراقبني كذا ماحب


ضحك/ما تحبين وش؟


ليست في مزاجه الآن/أدهم صد وراك و نام..


إقترب منها مبتسماَ بخبث/ليه أصد وراي هاه، وش ناويه تسوين يعني؟


هي حقاً ليست في مزاجه و الأمور ليست بخير في بطنها و ظهرها مدت يدها تبعده عنها/أدهم لو سمحت مو وقتك أبد والله


إقترب وهو يتأمل ملامحها التي تتحدث عن كل شيء تمر به،مرر أنامله على خديها و أبعد خصلات شعرها التي تغطي بعضه، ظل يمارس هوايته بتأملها و كأنها لوحه يعشق تفاصيلها، صدت عنه و لكنه أعادها ليقبل عينيها الذابله/محلوه عن قبل،


إبتسمت بسخريه، تعرف أنه يكذب/حديث مواساة!


نزل بأنامله يداعب شفتيها/منتي واثقه منك؟


أبعدت أنامله عن شفتيها بإبتسامه لعوب، مازالت تكابر على ألمها مادام أنه محتملاً/الثقه مالها دخل بالموضوع.. و أساساً ما طلبت رأيك بشكلي، يلا أبعد و نام


عاد ليثبت وجهها بيده/رجعنا لحركات اللعب هاه.. اتوقع تجاوزناها معاد ينفع معي هالأسلوب.


ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تبتسم/يعني ما أتعب نفسي و أتهرب؟!


إقترب منها ببطىء وهو يشدها إليه برقّه حتى لا يرهقها، ثم دس أنفه لخلف أذنها يغمره شعرها الذي يفوح بعطرها الذي امتزج بجسدها و شكّل ميزة خاصه بها فقط و بشعرها، هذا الليل السرمدي الذي يعشق أن يغوص به كل يوم حتى يفقد عقله في خصلاته/تعبانه؟


تؤذيها يديه العابثه على جسدها الآن و لكن هذه اللحظه التي تحميها دائماً من الإنهيار، و إن كانت هذه الليله ليست بخير و لكن ما دامت رغبته فله جزاء صبره، همست/حيل


إبتسم لعينيها بعد طريقة نطقها للكلمه ليرفع يدها التي تضعها على بطنها بشكل عفوي ليقبّل باطن كفها و هو يداعب أناملها الليّنه جداً، بشكل يكاد يجزم فيه أنها بلا عظام كالتي عند الجميع،..
حقول من الورد يشتم شذاها وهو يطيل الإلتصاق بها كطفل يلوذ بحضن أمه ليلاً هرباً من العتمه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كأي يوم عادي جداً.. بدأت صباحها بتحضير فطورهما على تلك الطاوله التي صار يلفها الجليد..،ما يحدث لعلاقتها به أبشع شيء قد رأته في حياتها حتى الآن، الجحيم في قلبها فقط هو من يسكنه الجليد.. حسناً كان زواجاً تقليدياًَ و لكنه أخذ مكانته في قلبها إستحوذ على إهتمامها كما إستحوذت على حياته هي، ليس بالساهل أبداً أن تتخيل ولو للحظه أنه سيفكر بأنثى غيرها بينما هو جسدياً معها..

رتبت السفره و جلست تنتظره وهي ترتشف قهوتها بصمت يعاكس الضجيج الذي يسكن داخلها... سمعت خطواته قادماً ليجلس بعد السلام وهو يطلب قهوته كالعاده، ثم سكبتها له بصمت...،


رفع عينيه لها وهو يراها ترتدي الأصفر الباهت و تجمع شعرها للأعلى بشكل فوضوي جميل/يسعدلي هالروقان عالصبح


ابتسمت على مضض وهي تراه يستعجل/وش عندك؟ طالع بدري كذا


إلتقط حبة زيتونه و دسها بفمه/عندي شغل و موعد مهم..


هزت رأسها وهي تشك كل الشك في نواياه الإجراميه، حد أنها نسيت أن تفكر بنفسها، أشغلها تماماً، وهذا أمر مزعج لا تستطيع الخلاص منه في ظل إلتصاقه بها، تبدل السلام إلى حرب داخليه لم يعد هذا المكان قابلاً للعيش بالنسبة لها..


رن هاتفه واستغرب الرقم ليرد برسميه/الوه أيوه أعرفه أنا خاله ... وشو أي مستشفى؟!


فزعت وهي تراه يقف و يفتح أزرة ثوبه من أعلى/شالسالفه؟


بإلحاح/طيب علمني هو بخير؟!


أغلق الهاتف وهو يأمرها/قوومي ألبسي عباتك



خافت/عبدالرحمن وش فيييه؟


نطق بتوتر/محمد بالمستشفى و مدري وش وضعه، ما طمنوني، ألبسي بوديك لريما تقعدين عندها


حركت يدها بالنفي/لا روح أنت بسرعه و طمنا على محمد و أنا بتصل بسايق أهلي يجي يوديني لريما.. ماعليك


لم يعلق، هي محقه يريد الإسراع له/طيب يلا استودعتك الله، طمني ريما..


رأته يخرج لتدعي الله أن ينقذ محمداً هو شاب صالح كما أخبرها عبدالرحمن ذات يوم، و لكن لا تظن أن ريما ستتأثر، رغم ذلك ستقوم بالواجب مهما كان...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استيقظت متأخره وهي بالكاد تتنفس، لم يكن نوماَ كان كالإغماءه ، الطلق الخفيف لا ينقطع حتى جعلها تعتاد على هجماته و لا تستنكرها، و البرد يكاد يجمّد أطرافها عن الحركه و تشعر ببروده تتخللها حرارة تحتها، رفعت اللحاف لتتأكد مما تشك به، و صدمها ما رأت، اللون الأحمر ينتشر بشكل جعلها ترغب في إفراغ ما في جوفها..،
مازال الوقت مبكراً على الولاده، حاولت النزول من السرير وهي تسمع صوت الحياة تدب خارج الكرافان..، حمدت الله أن أدهم لم يراها بهذا الموقف..
وقفت و إزداد النزف بشكل أرعبها لتعود و تجلس مجدداً، تحاول الثبات، لن تبكي هي متوقعه لكل شيء و تعرف عواقب ما تفعله، إخذت جوالها القريب منها و إتصلت مباشرة بأم رواد هي من ستعرف كيف ستتصرف.. الوضع يزداد سوءاً كلما تحركت إزداد النزيف..


لحظات فقط لتدخل مستعجله و هي ترى المنظر الذي لم تحب رؤيته، وهي تستغرب أنها مازالت تجلس و بوعيها/بسم الله عليك، الشموس ليش كذا وش صاير لك؟


تحدثت من بين أسنانها/مادري صحيت كذا، الألم يزيد من امس، مثل الطلق يام رواد


خافت/مثل الطلق!! اجل ولاده مبكره ما فيها كلام قومي اساعدك.. خلي قاسي يوصلك، أدهم و نايف راحوا الرياض من بدري علشان سيف اثنين من رفاقته صايرلهم حادث مدري وش


خافت/الله يستر عساهم بخير


رحمتها و هي تمثل القوه/والله ما أدري، يا بنت خليك باللي أنتي فيه و قومي خليني اساعدك و بكلم نيفادا تخلي قاسي يقرب السياره.. ياليت لولوه عمتك ما راحت للدمام اليوم


دخلت نيفادا بعد دقائق.. وهي خائفه/وش صااير!!!


ام رواد وهي تستعجلها/ماهو وقتك انتي وين سيارة زوجك


بحزن/راحت مدى تقوله و هي بتروح معكم


حاولت أن تقف/انتبهي لراكان يا نيفو تكفين، امانتكم راكان.


اقتربت منها تساعدها/وش هالكلام اكيد ركون بعيوني.


دخلت مدى مرتبكه في هذه اللحظات مستعجله/يلا السياره قريبه..


اغمضت عينيها وهي تعض على شفتها السفليه في محاوله يائسه لكتم صرخاتها.. لتقف بمساعدة نيفادا و مدى للخارج حتى السياره..،


مدى بحزن/انتي متأكده انه الشهر السابع


همست لها/توني مكملته


امسكت بيدها وهي تهمس لها/كلما جاتك طلقه شديها زي ماتبين، أنا والد ثلاث مرات و عارفه كيف الوضع


ركبت ام رواد ثم قاسي السياره وهو مرتبك تماما...
.
.
.
.
.
.
.

وقف بقلق ينتظر ماذا حدث للرجلين المقربين جداً منه ، استغرقوا وقتاً..احدهم أخبره أن محمد حضر هنا وهو فاقدٌ للوعي..، و سيف لا أخبار عنه..
لم يستطيع الجلوس/تأخروا يا نايف تأخروا


نايف بهدوء/الله يشفيهم، مادري كيف حروقهم، انا شفت صور للحريق تخوف والله


مسح على وجهه بتوتر فالمكان يعج بالناس من أهالي المصابين...


لحظات ليخرج الممرضين بسرير و من خلفه سرير آخر يدفعانهما من باب الطوارئ...!!

توقف مكانه بجمود و كأنه متوقع هذه اللحظه!!!!
.
.
.
.
.
.
منذ عشر دقائق تجلس وهي تحاول أن تنقل الخبر لها، هي محتاره، ممن تجلس أمامها و تقدم لها القهوه و كأنها فتاه أخرى غير تلك التي تعرفها، يبدو أن محمد عرف كيف يحكمها و يكسر شوكتها أفضل من تربيتها ووالديها، بالتأكيد لن تتأثر..،


ابتسمت لها/هند من زماان ما زرتيني و يوم تجين كذا ساكته.. مالك حق، سوولفي عطيني علومك


ابتسمت وسرعان ما اختفت ابتسامتها/معليه ماجيتك ابارك لك، ظروف، والله مستحيه منك


هزت رأسها مبتسمه/ادري مو منك، من خالي، انتي وحده تعرفين الأصول ماراح ألومك دام زوجك مايبي يجيبك.. خالي تغير حييل علي مو مشكله الله يسامحه، تقهوي


استغربت من هدوء حديثها و تسامحها مع الوضع، ليس من حق عبدالرحمن ان يغضب وهو يعرفها، هو كمن يبرر لنفسه شيء لا يبرر.. /تمنيت الظروف اللي زرتك فيها أحسن من هذي... لأني مستعجله مررره



لم تفهم ماتقصده/أي ظروف؟


بهدوء/زوجك اصيب بحادث حريق بمحطة بنزين اليوم.. وهو حالياً بالمستشفى و للأمانه مادري عن حالته أو وضعه أي شيء.


لم تصدق للحظه، ودعها اليوم بشكل جميل قبل جبينها مرتين، طلب منها بيقين الإجابه أن تدعو له، للمرة الأولى تشعر بالذنب تجاه أحدهم وأنها مدينه له بطلب العفو، لماذا يذهب بسرعه هكذا قبل أن يمنحها الغفران لصدودها عنه و لعدم إخلاص قلبها له لتفكيرها المريض بغيره ، للمرة الأولى تشعر بالخفقان المفاجىء لخبر كهذا..، شعرت أنها فقدت السمع لثواني!!!



هزتها وهي تستنطقها/ريما، ررريماا وين وصلتي!


إلتمعت عينيها وهي تقف بشكل متوتر و شعور مرتبك/تاخذيني له؟ خلينا نروح، اتصلي بخالي تكفين ماراح يرد علي


هدأتها وهي تمسك معصميها/يا بنت ركززي معي، أنا جايه أخذك أساساً، يلا روحي ألبسي عباتك السواق ينتظر.


هزت رأسها وراحت مستعجله.. لتقف هي مكانها مستغربه، تعرف ريما جيداً كانت تجزم أنها بدم انجليزي بحت لشدة برودها..!!
°
°
°
°
°
°
°
.
.

.

مرت الساعات ثقيله جداً.. وقف آسفاَ وهو يرى محمد غائباً عن الوعي تماماً، تشبعت رئتيه من غاز أول اكسيد الكربون، من الجيد أنه مازال على قيد الحياة، امسك بيمينه البارده مبتسماً/سلامته


عبدالرحمن/الله يسلمك ياأدهم.. مشكور لوجودك


رفع رأسه له مبتسماً/محمد ماكان موظف عندي وبس، كان طالب درسته فالجامعه.. و من الناس المنضبطين فالعمل و محبوب بين زملائه، الحمدلله انها جات على كذا


عبدالرحمن بسعاده وهو يسمع ذلك/الحمدلله، وشلون خويه سيف؟


أعاد ترتيب شماغه يخفي تأثره/بالعمليات، في حروق برجله و كتفه، هو كان بالمحل اللي جنب الورشه، لو كانوا بالورشه كان راحوا مع اللي راحوا فيها.


مازال يفكر كيف ذلك/ماعرفوا اسباب الحريق؟


قرر ان يهم بالخروج/للآن يحققون و بيراجعون كاميرات المحطه و بيعرفون اذا كان جريمه او لا... يلا أنا بطلع اشوف سيف و ان شاء الله ارجع ازور محمد وهو طيب



دخلت في هذه اللحظات وهي لا ترى أمامها سواه ملقى على السرير متصلاَ جسده العاري من اعلى بأسلاك و انابيب/محمد!!


غضب عبدالرحمن من تصرفها لينبهها/الرجال موجود يا بنت!!

انتبهت لخالها ثم إلى أدهم الذي هم بالذهاب..،


لم يصدق أن يراها الآن/يلا عن اذنكم


تذكرت حديث الشموس، تطمني بتسمعين عنه لأن زوجك مدير مكتبه...، تجاهلت ما حدث وقلبها مع هذا الغائب عن الوعي أمامها لترفع رأسها مجدداً لخالها/دحوم شلونه، ليه نايم كذا


عبدالرحمن بغضب/بخير، كان يموت مختنق بأول اكسيد الكربون، نجا بصعوبه، لكن انتي ما تعلميني ليه ماتغطين؟


تجاهلته بتوتر وهي ترى هند تأخذه لخارج الغرفه. لتمسك بيد محمد وهي تدعو له سراً ان يتجاوز ما يمر فيه الآن و ان يعود كما كان بخير.. حينما تركها المقربون و رفضوا الغفران، و تخلصوا منها، تلقاها محمد بصدر رحب و ان عبر عن غضبه بشكل كبير في البدايه ، على الأقل غفر و لم يستمر استبداده مثلهم جميعاً..،
.
.
.

خارج الغرفه وقفت أمامه تحدق به مستنكرةً عليه حديثه لريما قبل قليل...!!


توتر من نظراتها/شفيك معصبه بعد أنتي؟


تسائلت بحيره، مازال يفاجئها مؤخراً/كنت تعرف عن ريما كل شيء و البنت كتاب مفتوح ماتخبي شي عنكم كلكم و انتم عارفين، لكن سبحان الله فجأه توك تنتبه أنها ماتتغطى وان اللي جالسه تسويه خطأ تناقضون أنفسكم انتم!!!!


تأفف وهو يصد /مهو وقتك انتي


اشارت للغرفه/و مو وقتك أنت تسألها اسئله أنت تعرف اجوبتها وهي توها مفجوعه بزوجها


ابتسم بسخريه/يبنت الحلال تطمني "ريما" حياة زوجها آخر اهتماماتها.. تلقينها متفاجئه و فرحانه باللي صار له


صدمها بحديثه/يالطيف! بعد هالحق استكثرته عليها!!! عبدالرحمن ليش أنت كذا؟!! صاير واحد ثاني ماعرفه ابد!


تجاهل حديثها وهو يأمرها/المهم ارجعي للبيت، و انا برجع هالبنت معي عشان تقعد عندنا اول ماتخلص الزياره.


اقتربت منه قليلاً وهي تخفض صوتها/حلفتك بالله ماتقول لها من كلامك السم هذا، اتركها بحالها لو هالفتره... عن اذنك



ذهبت ليجلس على كراسي الإنتظار بتملل، ..
.
.
.


أخذ هاتفه و أرسل لها رساله ليطمئنها، لم يستطيع الإتصال..
جلس بعدما قرر أن يكون مرافقاً لسيف الذي خرج للتو من غرفة العمليات..
وقف نايف/انا رايح اجيب لنا قهوه


هز رأسه و راقب خروجه ليرى احدهم يدخل بعده، يعرفه سبق و أن قابله مره...!


وقف عند الباب متفاجئاً بحالته/السلام عليكم


وقف أدهم للسلام عليه مستغرباَ حضوره/وعليكم السلام.


شعر أن الأمر حقيقياَ و أن ذلك المتصل فعلها حقاً و انتقم/سلمات ان شاء الله ما يشوف شر


بمسايره فهو مستغرب حضوره/الله يسلمك آدم.. كيف دريت، ما قلنا لأحد!!


قرر الحديث مباشرةً/هذا اللي جيت علشانه...


شعر أن الأمر مهم و إن لم تعجبه نظراته لسيف/!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد مجهود و تعب ساعات هاهي طفلتها بين يدي الطبيبه و ثلاث أطباء آخرين، غرسوا في جسدها الضعيف إبراً و ظلوا عاجزين عن فعل أي شيء وهي تراقب بقلبٍ مفطور و صوت خدّره الألم/هاتوا بنتي بحضني


هز رأسه الطبيب بيأس/للأسف البنت تحتضر.. مافي أمل


بهدوء وسط دمعها المنسكب/قلت هات بنتي، لا تفسرلي شيء عارفته


أخذتها الطبيبه و قدمتها إليهت في حضنها وهي متأثره/المرافقه راح تدخل اللحين..


أخذت طفلتها في حضنها وهي تضمها على صدرها بحنان و ترد اللحاف الصغير عليها خوفاً عليها من البرد، قبّلت يديها ولامست بها عينيها و اغرقتها بالقُبل وهي تشتم رائحتها و ظلّت تتأملها، بدت و كأنها مكتملة الشهور، عينيها واسعه و تنظر إليها بأنين يجعلها تشعر و كأن قلبها يُجر على أرض مليئة بالأشواك..، قلبها ينبض بسرعه و تنفسها يضيق تدريجياً.. كل مؤشرات الحياة فيها مضطربه،..


دخلت مدى في هذه الأثناء بعينين دامعتين بعدما عرفت كل شيء من الطبيبه، و لكن منظر الشموس وهي تتبسم لإبنتها كان الأمر الأصعب عليها رؤيته/الحمدلله على السلامه..


رفعت عينيها المتورمتين بإبتسامه ذابله و شعور بالدوار/الله يسلمك، تعالي شوفي ساره.. حلوه صح؟


حاولت أن تكون أقوى لتمد يديها/تجنن يالشموس هاتيها شوي


أشارت بالنفي رغم ضيق تنفسها/لا.. خليها ترتاح بحضني، كفايه عذبوها الدكاتره قبل شوي


شهقت الصغيره و توقفت حركتها، لم تصدق ما يحدث، ظلت تحرك يدي طفلتها و مداعبة خديها، يستحيل أن تفقدها.. انقبض قلبها من شدة خوفها وشعرت ببرودة أطرافها و تنمل في باقي جسدها، لم تعد قادره على حتى الرؤيه، كل شيء يتداعى داخلها الآن..


تقدمت إليها مدى وهي تلاحظ إنهيارها واخذت الطفله منها بعدما رآت رقبة الشَموس تميل جانباَ لتصرخ/دكتوررره نيررسس


اخذوا الطفله من مدى و أخرجوها من الغرفه و أجتمعوا حول الشموس..
ظلت هي تبكي خلف الباب، كان هذا اليوم أبشع يوم تمر به بعد فاجعة وفاة والدها... ظلت متمسكه في حقيبة الشموس التي معها و تحاول ان تتماسك، لم تتمنى ان تكون هنا لتشهد فقدان أم لطفلها، رفعت رأسها للأعلى بعينين مغمضتين وهي تدعو الله أن يحفظ عليها أطفالها..

رن هاتفها وسط بكائها لتتفقده و لكن إتضح أنه هاتف الشموس و المتصل "أدهم"..!
قررت الرد بعدما أطال الإتصال/ألوه


استغرب الصوت بنبرة البكاء/الشموس! وش فيك


تعثرت نبرتها لتجيبه باكيه/أنا مدى يا أدهم.. حالياً مع الشموس بالمستشفى و..


إستنطقها/وين الشموس تكلمي؟ليه رايحين المستشفى؟


اخذت نفساً وهي تجيبه/قامت من النوم وهي تنزف وديناها انا و قاسي، ولدت خلاص بس


سيجن من صمتها المفاجئ/هي بخير؟ تكلمي


بكت/مادري..


أغلق الهاتف بوجهها و جلست تبكي وهي تدعي لمن تركتها فاقده للوعي خلف هذا الباب، اكتمال المولوده بشكل غريب و جميل شعرها الكثيف و عينيها المفتوحه و نظراتها، كانت مكتمله تماماً كمن ولدت بتسعة شهور! ، كان الله بعون الشموس كل شيءٍ يهون أمام مصيبة الفقد.. كل شيء.


حضر قاسي بعدما أغلق الهاتف من أدهم ليسألها بفضول وخوف فهي غارقه بدموعها التي بللت نقابها تحت عينيها و يدها على اعلى صدرها/ليه ماقلتي انها ولدت؟!


إلتفتت إليه وهي تحاول تنظبم تنفسها بعد البكاء/انشغلت معها شوي و نسيت،


اقترب وهو خائف/وش قلتي لأدهم انتي، الرجال على اعصابه خايف يصير له شيء وهو جاي بالطريق


هزت رأسها/ام راكان ولدت بنت، بس ماطولت ربع نص ساعه و فاضت روحها بين يدين أمها.. قلبي يعورني يا قاسي المره تحول لونها ازرق مثل بنتها فجأه و سكتت معاد ردت.. مانطقت بكلمه زياده


لم يجد ما يقوله غير الحوقله وهو يحمل هم أدهم...، كان الله في عونه!
°
°
°

بعد ساعات..،
وصل الخبر للجميع و حضروا اخوتها جميعهم إليها في المستشفى..،
بالجوار تجلس أم رواد وليال هنالك تبكي بجوار نيفادا و شهد و هند عمتهم منذ عرفت بالخبر عند وصولها ،.. الجميع عرف الآن بما كانت تحمله ولم تخبرهم... كان من يعرف هي نيفادا فقط..،


دخل نايف يحمل راكان وهو يلف طرف شماغه للجهة الأخرى و بلا عقال/ما صحت؟


هند وهي تمسك بيد الشموس بجانبها/للحين، شايله هم إذا صحصحت و تيقنت باللي صار


ام رواد فرحت بقدوم راكان/زين اللي جبته لازم تشوفه اول ماتقوم


ليال وقفت و اخذت منه راكان لتضمه لصدرها و تبكي مجدداً، شعور قاسي و كأن من فقدته طفلها ليس طفل أختها/حبيبي انت


إبتسم لها بشوق و بادلها العناق، للمرة الأولى يراها بعدما سافرت و عادت..


نيفادا/وين أدهم يا نايف؟


تنهد وهو يجلس بضيق/أخذ بنته و راح، و راح معه قاسي رفض اجي معه و قدامهم راح عمي عبدالله و العم ابو عبدالكريم، يقول أدهم بيدفنها بالخرج، الرجال كان متماسك لكن أول ما استلم بنته بين يديه ضمها و إنهار أول مره اشوف أدهم يبكي جهرا.. عسى الله يصبره و يصبر اختي.


هند نزلت دموعها بحزن يتجدد، وهل يُنسى جرح فقد الولد..، لله ما أعطى و لله ما أخذ و إنّا إليه راجعون



تمتمت وهي تنادي بصوت مبحوح، لكنها مازالت تغمض عينيها غير واعيه/راكان..


اقبلت ليال به عليها/هذا هو ياقلبي فتحي عيونك


اخذته منها هند وهي تقربه منها و تضعه بالقرب من صدرها، لم يصدق خبراً ليضم أمه/خلوه قريب منها كذا افضل، هذا علاجها.


ابتسمت له ليال وهي تراه ينام بجانب أمه و يقبل يدها ويغمض عينيه وهو يصطنع النوم/يستغل الوضع، هالولد أكل قلبي.


ام رواد/عسى ربي يفرج هم أمه
.
.
.

في طريقه إلى المقبره بعدما وصلوا للخرج.. يراه بجانبه يظلل بشماغه على طفلته من أشعة الشمس الحارقه و كأنه نسي أنها جثه هامده.. لا يلومه أبداً، يتذكر ألم فقد خالد الآن فجرح فقده مازال مفتوحاً و يتنفس داخله و يلتهب عليه كلما هبت عليه رياح الفقد و الحزن..

وصلوا الجامع ليصلوا عليها ثم تم الدفن..
حل الظلام وهو يقف خلف أسوار المقبره يودع قلباَ كان ينتظر نبضه يداوي بعض فقده في أمه..
إحساس ذلك الطفل ذو التسع سنوات مازال يمر به.. وهو يقف هنا ويبكي.

نزل من السياره متجهاً إلى طفله الذي بحجم رجل و يبكي مغطياً وجهه بشماغه، ليربت على كتفه/أدهم يبوك


مسح وجهه بطرف شماغه قبل أن يلتفت إليه/سم يبه.. سم


اقترب منه و ضمه لصدره/عظم الله أجرك و الله يخلف عليك بالخلف الصالح.. البنت راحت شفيعه لك و لأمها لا تجزع يا ولدي


ابتسم وهو يهز رأسه/ما جزعت يبه أنا أكثر واحد مؤمن بالفقد ، أنا بس كنت أوصي بنتي على أمي الله يرحمها..


صد قاسي للسياره وهو يلف شماغه على وجهه،.. يعرف ماقد عصف بهذا الرجل منذ طفولته و حتى الآن... و هاهو الآن...


هز رأسه ابو أدهم وهو يشد يد إبنه بقوه و يأخذه معه و يسير بجانبه للسياره و يتحدث معه عن أهمية الصبر و الإحتساب..،
.
.
.

.

.
.
.
.
ليلاً...،
الساعه 10:30
كانت صامته منذ أن إستعادت وعيها...،
ذهب الجميع و بقيت عمتها هند بجانبها.. و راكان نائم على السرير المجاور.. لا شيء في قلبها الآن هو فارغ، فارغ تماماً... فقط بقيت تلك الحرقه تلسع كبدها وهي تنظر ليديها التي حملت بها مولودتها..


لاحظتها تنظر ليديها بتأمل فقط لا تتحدث و لا تبكي و لا تبدي أية ردة فعل سوا الشرود و الصمت، لتقدم لها كوباً/اخذي اشربي هاليانسون خليه يدفي بطنك.


أخذته بصمت و ظلت تتأمله،.. حتى سمعوا صوت باب الغرفه يُفتح و يدخل منه أدهم بوجه خالٍ من أية تعابير.. ألقى التحيه و هو يقترب من سريرها، سمعت منهم أنه أخذ الطفله...،


حاول أن يبتسم بفشل/الحمدلله على سلامتك يام راكان


سألته بفضول و بنبرتها بحه/دفنتها؟!


إلتمعت عينيه/الله يشفع لنا بها..


نظرت ليديه وهي تبتلع غصتها/بيديك هذي حطيتها بالقبر و دفنتها؟!


شعرت هند بالغصه، سينفجر صدرها إن لم تبكي، قد حاولت التجلد و لكن ذلك كثير كثير.. تركتهما و خرجت من الغرفه/عن اذنكم شوي


امسك بيدها بعدما أخذ الكوب الساخن منها ووضعه على الطاوله الجانبيه/العوض عند الكريم يا بنت، انتي قويه...


هزت رأسها بحسره وهي تصد و دموعها تتمرد على أهدابها، لم تعد قوية بعد هذه الخساره المفجعه، و لم يعد هنالك ما يدعوها لحبس دموعها عنه الآن، لم يعد هنالك ما يجعلها تفكر بشيء سوا مرارة الفقد..

.
.
.

ثلاثة أيام تمر...،
إزداد خوفها من طول مدة غيبوبته!
أخبرها الطبيب أنه سيفيق و لكنه مازال يحرك أنامله فقط و بشكل عشوائي، للمرة الأولى تشعر أنها تغرق بالوحده و الحزن ...؛
إقتربت من وجهه وهي تلامسه بيديها و تضمه وهي تهمس له/محمد رد علي... محمد!

انتظرت قليلاً لتعيد همسها له/محمد قووم.. أماانه لا تطوول نايم كذا خوفتني قسم بالله. مرره طولت


صفعته بخفيف وهي تداعب لحيته التي تكثفت، لتنزل دموعها وتسقط عليه/محمد ما ألومك إذا معاد تبيني تدري ليش؟! ، امس كلمت ابوي وقلتله عنك و خاف انك تتركني و تروح، دعالك تتعافى يقول معاد يبي يشوف وجهي، تخيل معاد يبيني و انا بنته، و الله معاد صرت ألوم أحد إذا كرهني


مازال لا يحرك ساكناً..، تركته و ذهبت لتجلس بعيداً وهي تشعر أن روحها تنحني و تسقط على ركبها الآن و تستسلم للهزيمه.. كان كل شيء في حياتها على ما يرام حينما كان والدها راضٍ عنها و لكنه نسفها الآن و نُسفت حياتها و انقلبت رأساً على عقب حتى رحمها محمد و غيّر معاملته لها و استسلم لقرارها بالانفصال... تسائلت بحزن يمزقها لماذا لم يجاهد ليجعلها تبقى بجانبه إلى الأبد، لماذا قرر هو أيضاً أن يؤلمها بإختيار زوجته و الإشراف على زواجه...!

مضت نصف ساعه وهي تجلس هنالك قبالته، و تتكئ بيدها بإستسلام لكل ما سيحدث...،



همس بشكل غير مفهوم وهو يراها تبكي هناك بصمت تتخلله اصوات الأجهزه حوله، لم يفهم ما يحدث حوله بعد...،


فرحت وهي تلتفت إليه بعد سماع همهماته و تتجه إليه مسرعه/ محمد!! الحمدلله على سلامتك


لم يستوعب شيئاً بعد.. شعر و كأن النور مسلطاً على عينيه، كان آخر شيء يتذكره هو صرخة سيف "محمد ارجع ورااااك" /سيف!



ضغطت زر السرير لترفع رأسه قليلاً /سيف بخير يا محمد لا تشيل هم و الله بخير..
... نيررسس نادي الدكتور
.
.
.

في المطبخ..،
تجلس على أعصابها و يدها على جوالها، بتردد دائم تقسم أنه لولا الحياء يمنعها و الدين يردعها لإتصلت به و اطمأنت عليه بنفسها، و لكن لا لكل شيء حدودو ما كان بالأمس جائزاً للضروره بات اليوم محرماً.. و ما أقسى ذلك على النفس، الوعد كل الوعد مربوط بحلم النسيان..


انتهت مريم من إعداد الشاي و ترتيب كاساته بصحن ثم سكبت لها كاسة شاي و قدمتها لها/اللي خذا عقلك يتهنى به


لم تستطيع الرد أخذت الكاسه لترتشف منها ثم احرقتها/اح والله حااار


ضحكت/اسفه حبيبتي الغلط مني سويته على النار..


ابتسمت/يا روقاانك


جلست بكرسيها بعدما سكبت لنفسها/والله شنسوي لازم مانحملها اكثر مماهي يعني..إلا ما قلتي لي آدم ما كلمك مره ثانيه عن سيف؟


هزت رأسها بنفي/لا، و ياليته يكلمني أصلاً، احسه اخذ موقف مني، مدري ليه؟!، الله حسيب عبدالملك النذل، هو اللي خربها بيني و بين اخوي.


تعاطفت معها/الله يحنن قلبه عليك، آدم شخص مو بهذاك السوء، صدقيني قريب بيصالحك.. هي بس صدمه و مرحلة غضب لازم تاخذ حقها شوي.. و بعدها تتصافى النفوس


تنهدت/طال هالغضب والله..


دخلت في هذه الأثناء وهي محتاره مما سمعته من إبنها قبل قليل و جلست/الشاهي بوقته


وقفت مريم بإبتسامتها/تفضلي يام حاتم


اخذته منها/مشكوره يا بنتي،


سألتها بفضول/يمه وش كان يبي فيك آدم


هزت رأسه بعدما ارتشفت من كاستها/قال يبي اخطب له عريب بنت جيرانا.. كذااا من الباب للطاقه!


اختفت ابتسامتها وهي ترتشف الشاي و تستمع بصمت، هي تعلم علم اليقين أنه لن يفكر بها زوجه و لكنها حلمت فقط.. الحلم مباح و لكنه محزن حينما ينهار أمام العين.


استغربت وهي تضحك/يمه وش كانت الطقوس اللي لازم تكون قبل يعني


اعتدلت جالسه/لااازم يمه يشااور يخليني اسأل عن البنت، صحيح اعرف عريب و بنت هابة ريح بس عاد هالامور ماتنوخذ كذا. اجل يقول عجلي.. وش عجلي عليه.. قلت له مافيه زواج لين يرجع اخوك و مرته من الخارج.. عاد بالمحايل حلف انه اذا وافقت يسوي ملكه و الزواج لين يرجع حاتم ان شاء الله


بإبتسامه/حلو بصير اخت العريس


ابتسمت لها/ازين أخت عريس


ضحكت مريم/افرحي يا سلاف.. جالك من يعزز لك


ضحكت ام حاتم/والله يا بنتي حلوه ماعليها كلام.. تشبه أمي بالتمام بالعيون محد بالعايله اخذ لون عيون أمي غير آدم و سلاف.. بس سلاف اخذت كل الملامح و حتى رقة القلب


ابتسمت للمعان دمعتها وهي تنظر إليها بهكذا حب، هي حقاً تعيش حلماً،و تقسم أنها لم تفكر يوماً بأنها ستحظى بكل هذا الحب أو تستحوذ على إهتمام أحدهم بهذا الشكل اللطيف.، كأن ينظر إليك أحدهم بفخر و كأنك أعظم إنجازاته.

.
.
.

اليوم لم يزوره أحد.. يراقب ساقه الطويله ممدده و ملفوفه بعد العمليه التجميليه العاجله، حروق جسده طفيفه ماعدا ساقه و لكن الأمر لم يكن كارثياً جداً.. ما جعله سعيداً هو زيارة الشباب اليوميه له.. حتى أدهم رغم مصابه زاره يومياَ رغم أنه تأخر اليوم..،


دخل في هذه الأثناء، عاقداً لحاجبيه بعدما طرق الباب مرتين/السلام عليكم


اعتدل جالساً وهو يراه يمد يده يصافحه/وعليكم السلام، هلا


تردد وهو يراه بهذه الحاله جسده مليئ بالخدوش و الحروق الصغيره و لكن وجهه سليم/الحمدلله على السلام، طلعت منها بحياه ثانيه


ابتسم له وهو متوتر من نظراته و بريق عينيه ذات اللون الذي تحمله أخته/الله يسلمك، قدر و لطف..


صمت وهو يتأمل المكان و يمرر ناظريه على رجله الملفوفه و مرفوعه هكذا/شكلها حروق قويه هاه، يبي لها وقت تبرأ صح


هز رأسه/يعني على حسب..


حد نظراته/يعني شهرين تكفيك؟


استغرب سؤاله/تقريباً


نطق بجديه وهو يتذكر بحرقه حال أخته و انهيارها بعد سماعهت بخبره و بعد تزكية مهند له/بسألك سؤال واحد و أبيك تجاوبه بصراحه


خاف، الرجل يبدو غاضباً جداً، و لا يدري مالذي يفكر به/ وشو السؤال؟!



تشجع و فكر كثيراً قبل أن يأتي إليه/غريبه..اللي هي سلاف..سمعت انك سبق و خطبتها.. و صارت علوم


للحظه شعر بالبروده في وجهه و من ثم حرارة مفاجأه لا يعلم مالذي وصل إليه/لا والله ماصارت علوم ألا زينه، انا خطبتها من أدهم و البنت رفضتني و يشهد الله ابعدت عن هالموضوع نهائي.



هز رأسه ثم وقف بتلك النظره الهادئه لبتسم بثقل وهو يقف و يهم بالرحيل/عموماَ.. الله يكتب لك الشفاء العاجل... ان شاء الله امر عليك بوقت ثاني.. تامرني على شيء


اعتدل بجلوسه/سلامتك.. مشكور عالزياره آدم


بإبتسامه/لا حق وواجب يا سيف، انت ماقصرت بعد... وحبيت ابشرك اللي تسبب عليك فالسجن و الكاميرات أدانته...


فرح بتفاعله/اي دريت من أدهم.. انت اللي بلغت


رفع طرف شماغه/يلا انا ماشي. سلام


راقب خروجه الهادي، قد كان يظن شيئاً و حدث شيء آخر..!!!
استرخى بجلوسه وهو يضع يده تحت رأسه بإبتسامه...

.
.
.
.  في جناحها الخاص بالمستشفى:

خرجت من دورة المياه وهي بالكاد تمشي حتى وصلت سريرها، حاولت ليال ان تساعدها و لكنها رفضت وهي تشير بيدها بصمت..،


ظلت واقفه تراقبها ترتاح بجلوسها/وبعدين معك؟ و الله ما يصلح لك غير عمتي لولوه.


تنفست بعمق/متى بيطلعوني؟!


رفعت حاجبها وهي تتجه لآلة القهوه و تضع كوباً نضيفاًو كبسولة إسبريسو كانت على "الإستاند الخاص به/ع اساس هامك الموضوع، لو مهتمه بأكلك كان طلعوك.. أدهم كان هنا و ما قلتي له غير وعليكم السلام! يا بنتي تكلمي و طمنيه على صحتك عالأقل


رن هاتفها برساله لترفعه و تقرأها وتضعه جانباً/جوزاءو سلطانه زوجة فيصل جايين بالطريق..


ابتسمت/الحمدلله سمعت صوتك.. يعني الدعوه شخصيه، ماتكلميني أنا!


بالكاد إبتسمت/ليال ان ما سكتي اتصلت بوليد يجي ياخذك..


اتسعت إبتسامتها/على أساس بتعاقبيني يعني؟ ههه أحب ما على قلبي ياخذني


تذكرت ما كانت تريد الحديث معها عنه/ما امدانا نتكلم عاللي صار بألمانيا.. كيف ضبطت الأمور


فرحت بسؤالها لعلها تسلى عن همها/صارت علوم، بس راح نحكي بكل شيء بالليل حالياً نرتب وضعنا، الناس جايين..


إلتفتت لمكان طفلها النائم و ارتعبت كان هناك/ليااال وين راكان؟


اتجهت لسريره مسرعه/كان ناايم هنا، ورحت انادي المنظفه للغرفه..


ستنهار ليست بخير آصلاً/اطلعي دوريه برا يمكن فالممر بسرعه.. توه امس كان مع الممرضات بالريسبشن، الولد هذا بيموتني خوف يوم من الأيام..


هزت رأسهل/اكيد يعرفونه ومب مخلينه يبتعد... بروح اجيبه..


خرجت مسرعه بعدما اخذت عبائتها و لفت حجابها، لتهرول بين الممرات بحثت بكل الغرف الموجوده هنا و لم تجده نزلت وهي تتصل بوليد ليأتي حالاً لن تتصل بأدهم/وليد وينك؟..


على الطرف الآخر/اشتقتيلي يا قلبي؟ انا جايك بالطريق


لمحت اطفالاَ هناك خلف النافذه بحديقة المستشفى، بالتأكيد ستجده معهم.. اتجهت للباب الرئيسي و لمحها احدهم كان يترقب الماره... ليقف و يلحق بها..


عند باب المستشفى الخارجي مر بسيارته ليحاول التحرش بها و مضايقها بسيارته لم تلتفت حتى صرخ بأسمها، لا تتخيل ان رجلاً ناضجاَ كهذا الغبي يتصرف بصبيانيه و سفاقه بهذا الجهل،


تحدث وهو ينزل زجاج نافذة السياره/تحسبين اني بنسى يا ليال قسم بالله ما يفرح بك وانا طراد.


تجاهلته بعدم الرد لتقرر العوده للمستشفى لن تغامر بالخروج حتى يأتي وليد و لكنه استغل خلو المكان ليتراجع بقوه و يصدمها بسيارته... هكذا سيرتاح..
لم تتوقع انه سيفعل ذلك أبداً صرخت وهي تقع.....،



حدث ذلك أمام جوزاء و سلطانه و فيصل الذي عرف انها هي.. و مع صراخ جوزاء تأكد أنه لا يتوهم.. نزل مسرعاً ليرمي بشماغه وهو يصرخ و ينادي رجال الأمن بملاحقة الهارب..

وصل إليها وهو يراها ببركة دم ليرفعها و يسندها على صدره، تمنت أي احد لكن ليس فيصل أغمي عليها بحضنه.. ..


وصل في هذه اللحظه ليرى مايحدث في ممر سيارات المستشفى قسم التنويم!!!
هذه زوجته، ليس واهماَ، من هذا؟ فيصل أيضاً..! اتجه يركض مرتدياً معطفه الطبي، و لكن فيصل حملها و سبقه بها للداخل.. ليلحق بهم.. بقسم الطوارئ رآى فيصل يقف ويديه على رأسه يراقب المسعفين/استعجلوا شوي تكفون.


الطبيب/اسمها و معلوماتها


تحدث باستعجال/ليال راكان المناع


لم يحتمل ظناَ منه انه المتسبب، بالأخص وهو يذكر أسمها ؛شده بياقته وهو ينفضه بقوه/انت وش سويت فيها هاااه


استنكره فيصل وكان مرتبكاً/وش دخلك انت شوف شغلك بس، اتكل على الله


هز رأسه/اتكل على الله انت، خلاص اسعفتها مع السلامه


رفع حاجبه/انا ساكت احتراماَ للمكان بس، و علشان هالبنت اعرفها و الا قسم بالله مايفكك مني احد يلا ابعد و الا استدعيت ادارة المستشفى و سحبت رخصة ممارسة المهنه منك


سيجن مما قاله للتو/كيف تعرف زوجتي؟! تكلم


رفع يديه مصدوماً، لم يتوقع أن يواجه موقفاً غبياً كهذا/معليش فيه سوء تفاهم اخوي، أنا قصدي اعرف عايلتها ماهو زوجتك الله يستر عليها


تركه من يده وهو ينتبه لليال التي تنادي، و خرج فوراَ ذلك فوراً ليرى زوجته تقف هنالك تنتظره بشماغه و عقاله/انتي ليه لاحقتني هنا؟


قدمت له شماغه وهي تسأله/شلونها ليال؟


اخذ شماغه و مشى/بخير ماعليها،وين جوزاء


امسكت بيده/جوزاءراحت تزور ام راكان، قلت لها تعتذر لها عني.. يلا خلنا نرجع البيت، غير ملابس كلها دم


اكمل طريقه صامتاً حتى وصلا السياره و انطلق بها وهي تراقب صمته منذ الحادثه، مازال قلبه مع تلك رغم كل ذلك الوقت الذي مضى بينهما..

أخرج هاتفه ليتصل برفيق مقرب له في الشرطه/ألوه السلام عليكم معاذ.. بخير الحمدلله أنا ابي أبلغ عن مجرم بس ياليت تتصرف بسرعه لأنه ناوي على قتل... اخذ رقم السياره.. أسمه طراد و لا اعرف الباقي...


انتظرته حتى انتهي من المكالمه وهي تصد بوجهها و تلقي بعينيها على الشوارع و الأرصفه و المباني... على أي شيء يشغلها عن الجحيم الذي يشتعل داخلها الآن..

.
.
.
.
.
.
.
نظرت لساعتها مستغربه/يا ربي وين راحت ليال، لها نص ساعه رجع راكان مع الممرضه وهي ما رجعت



ترددت جوزاء ولكن لن تخبرها/بتجي اللحين لا تخافين هي كبيره و فاهمه.


لحظات لتصل أم رواد و معها اميره و من ثم هوازن و طفلها الذي ركض لراكان، ...،
.
.
.
.
.
.
.
.
منذ دقائق تعقم و تضمد حروق يده البسيطه ثم لفتها و انتهت منها وهو يراقب حديثها/خلاص انتهت لعبتك؟ اشوف انبسطتي على دور الممرضه


كتمت ضحكتها بإبتسامه شقيه/جداً حموود ماتعرف طعم التشفي و التشمت فيك له لذّه، جالسه ابعثر جرحك علشان يحرقك بس حسافه قرب يلتئم و يطيب


ابتسم رغماً عنه وهي تتصرف بعفوية انثويه تقتله/طيب ماقلتي لي لقيتي عروس؟


اعتدلت بجلستها وهي تتذكر ذلك/شوف امس كلمتني وحده وقالت موافقه لأنها حابه تنقل هنا للرياض و مو لاقيه رجال


استغرب/شلون يعني


ابتسمت بخبث/تبي تتزوج من هنا، لأنها معلمه و مالقت نقل لمنطقتها يعني مثلك يعني انت هنا


هز رأسه/اها وش اسمها؟ حلوه؟


تربعت على الاريكه وهي تلتفت إليه بحماس/اسمها نوره طولها 163 سمراء اخلاق و متربيه حلوه فاتنه احلى مني،


ابتسم وهو يشيح بعينيه/نوره! يازين أسمها فخم


رفعت حاجبها بإستنكار/هييه ترى أسمي أحلى


ترك مكانه وهو يقف/زوجتي اسمها احلى.، المهم ابي رقم ابوها بروح لهم هالسبوع ماقدر انتظر اكثر


استغربت/بهالسرعه!! وش ماتقدر تنتظر، طيب يمكن البنت ماتعجبك!


بإبتسامه/انتي تقولين أخلاق خلاص هذي اهم صفه..ارسلي لي رقم ابوها عالواتساب و عموما بروح اشوفها و يا رب يصير النصيب..


لاحظته يتركها و يهم بالخروج/محمد وين رايح؟


التفت إليها وهو عند الباب/بروح ازور سيف.. تعشي لحالك، يمكن اتأخر


جلست محبطه، مازال يتهرب منها..!!
.
.
.
.
.

.

.
خرجت بصحبته من الطوارىء وهو مازال يفكر بما حدث ولهفة فيصل و معرفته بأسمها تثير حفيظته، فتح باب السياره و ركبت وهي تلاحظ هدوءه الغريب، حتى انطلق بالسياره/وليد شفيك، عدت سلامات يا قلبي خلاص، طراد المريض الله ياخذه ماراح يجيبها البر، بلغت عنه؟


بإبتسامه صفراء/ما قصر فيصل قام بالواجب و زياده. لقيته مبلغ و مسوي اتصالاته..


إلتزمت صمتها وهي تتذكر ذلك الموقف، لم تكن تريد حدوث ذلك، لا سامح الله طراد..،


تحدث بقهر/نفسي اعرف كيف عرف اسمك. لا و معطيهم اسمك الكاامل بعد! من هذا


بهدوء/كان خاطبني


توقف وهو يلتفت إليها/هذا فيصل ماغيره!!


ابتسمت/يا حلو اللي حافظ اسم خطيبي السابق


صغّر عينيه وهو يرى إبتسامتها الماكره/لا والله!!


تصنعت الخوف/كاااان بيكون بس الحقيقه هو انه انت اللي بهذلت بنت ال مناع، وخليتها تتزوج طبيب جراح بدال ما تتزوج بزنز مان من طبقتها.. اااه بس


يعرفها حينما تحاول إغاظته، هو سعيد على كل حال بنجاتها، مازال يتذكر مكالمة المحامي من ألمانيا/ما بغيتك تطلعين البر علشان طراد و هذا هو لحقك لين باب المستشفى هذا انهبل رسمي


استغربت/يعني انت كنت عارف انه طلع من السجن؟


هز راسه/ايه و ماقلتلك مابي اخوفك، قلت بمنعها تطلع و كفايه لكن سالفة ولادة اختك ام راكان و هاللي صار.. يلا يمكن خيره علشان يورط نفسه و ينمسك هالواطي


شعرت ببعض الألم من جرح ساقها و لكن معه يجب ان تكون الأيام جميله، امسكت بيده المتوتره/لا تشيل هم خلاص اتوقع بعد كل اللي صار المفروض ما يضعفنا شيء وانت قلتها ورط نفسه بنفسه.. كويس ان فيصل بلغ عنه لأنه شهد الحادثه يعني.


إستعاذ بالله من وساوس ابليس اللعين و عاد ليكمل طريقهم للبيت.
.
.
.
.
.
.
.
.
دخلت الغرفه وهي تحمل طفلتها الصغيره ترى قاسي ينام مكانه و بجانبه سلمان يغط في نوم عميق و لعبته بجانبه، ابتسمت على منظرهما.. لتنزل غنى في كرسيها و تذهب لأخذ سلمان لسريره بهدوء...

عادت لترى هدوء غنى و رغبتها بالنوم.. ابتسمت/احلى فقره يا بنتي.. اخيراً دختي


حملتها لسريرها هي الأخرى لسريرها ثم عادت لسريرها بدورها بعد تعب ملاحقتهم طوال اليوم و تعب الدراسه، اشياء حملتها نفسها، تارة تبكيها و تارة تحمد الله على هذه النعمه العظيمه...


شعر بها وهي تضع رأسها على الوساده بتعب و تتنهد/اتعبوك


إلتفتت إليه/اسفه صحيتك


اعتدل جالساَ بإبتسامه/عادي، انتي صاحيه طول اليوم الله يعينك


ابتسمت/اول كنت استغرب، كيف خالتي ام رواد تكون مركزه معنا و تقوم الصباح و تنام بعدنا و توقف مع الكل و ماتتعب و ما تتذمر... طلعت غلطانه، هي تتعب بس هي حاسه انه هذا واجبها و محد بيقوم فيه غيرها.. لذلك دايم مبتسمه و ماتتذمر.


ظل يتأمل حديثها حتى انتهت منه/يعني لو اقولك ابي قهوه بتقومين تسوينها لي؟


ضحكت بسخريه و هي تدير ظهرها له/مع نفسك من واحد من عيالي.. بعدين القهوه بتسهرك، يلا بابا ارجع نام وتعوذ من ابليس


راقبها وهي تدير ظهرها له بإبتسامة خبث ليحاول نزع اللحاف عنها/مافيه نوم ابي قهوه


استعادت اللحاف بهدوء/قااسي ارتحت من عيالك بس مارتحت منك، كويرو دورمير بلييز قاسي


اتسعت ابتسامته/اخيراً نطقت الاسبانيه


تجاهلته وهي تدير ظهرها مجدداً/استوبيدو


هز رأسه بعد هذه الكلمه وهو يهجم عليها/لا عاااد هذي اعرف معناها، ماستوبيدو غيرك انتي فاهمه


انفجرت ضاحكه من تصرفاته/يالله بنااام


ثبتها بقوه وهو يبتسم بخبث/كان ودي والله بس شسوي لو ما سبيتيني كنت بتركك


ابتسمت بمكر /احلف؟ طيب وش العقاب هالمره، بسرعه بنام


هز رأسه وهو يرى إبتسامتها الماكره التي تثير أقاصي قلبه و تشعله به كلمت ابتسمت، ليقترب من شفتيها و يلثمها بنهم...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.

رأته يعود للمنزل متأخراً على غير العاده، هكذا يبدو متعكر المزاج ليس، لم يحدث هذا سوا بعد رؤيته لها، تعرف زوجها تمام المعرفه و لن تعبث بمزاجه سوا تلك الليال..
وقفت له مبتسمه/الحمدلله عالسلامه تأخرت الليله


رآها تأخذ منه شماغه و تذهب لتعلقها و راح يجلس على الصوفا براحه/كنت بالاستراحه مع العيال، ليه مانمتي للحين


جلست بجانبه وهي تنظر لعينيه التي تتجاهلها/انت عارف أني ما أنام لين ترجع... قولي وش مضيق صدرك كذا


مسح على وجهه وهو يسترخي بظهره على الاريكه/ابد مافيه ضيقه.


ابتسمت بحسره/ماظنيت،


مازال مسترخياً/ابد يعني احس ودي اسافر


تقسم أن تلك من فعلت به هكذا، هزت رأسها/الحب يوجع القلب ما تنلام


إلتفت إليها متفاجئ مما قالته/وشو


رفعت عينيها إليه بإبتسامة تغلفها الحسره/من يوم سالفة ليال و انت بهالحاله..شارد و منت معنا


رفع حاجبه وهو يسمع ما تقوله هكذا بهدوء رغم ارتعاشة اناملها وهي تبعد خصلات شعرها خلف أذنها بشكل يوحي بتوترها الذي تكبته/ايوه.. و انتي حللتي الوضع من راسك يعني و خلصتي


ابتلعت ريق الغيره بصعوبه/فيصل أنا عارفه انك سبق و كنت تبيها و خطبتها بعد و ماصار نصيب.


عاد ليسترخي وهو يتأملها بعد الذي قالته زاد توترها و لم ترتاح حتى أنها وكأنها تذكرت ان ما ترتديه قصيراَ و بدأت بتغطية فخذها بطرف الروب و في كل مره كانت تتكشف حتى قررت ترك الأريكه له و الذهاب.. ليمسكه و يسحبها بقوه إليه حتى إلتصقت بصدره وهو يأمرها/ناظري عيني، ليه تفكرين فيني بهالشكل؟


خافت لم يفعل هكذا معها من قبل، ازداد توترها و ألتمعت عينيها بقلق/أخاف من شعور الندم داخلك، ابي شعور الأمان يا فيصل


زم شفتيه بغضب/برأيك وش هو شعور الأمان اللي تبينه مني علشان ترتاحين حضرتك


نزلت دموعها/انت أدرى، مو أنا اللي أعلمك


هز رأسه بإبتسامه أخيراَ وهو يرخي قبضته عليها/طيب قولك متى بتحملين و بتجيبين لنا نونو..؟! الناس قامت تتكلم علي يا سلطانه


هنا ابتسمت و سقطت على صدره تبكي من جديد و لكن من سعادتها به، لطالما كان حبيباً و ان لم تكن حبيبته في الحقيقه، يكفيها منه الوفاء و الإحترام.. و الحياه الهادئه بقربه أشياء أعظم من شعور الحب بملايين المرات..

.
.
.

مضت الأيام و الأسابيع...

الشموس استعادت عافيتها و لكن فقدت نفسها القديمه... هي الآن هادئه و صامته معظم الوقت... تعمل معظم الوقت بعدما عادت لعملها..،

شهد رزقت بتركي... و رفضت قطعياَ العوده لنايف... الذي رضي أخيراً بذلك.. و تركها للزمن..


ليال ووليد... عاد كل منهما لعمله و استقامت الحياة..،


آدم تمت ملكته على عريب ابنة الجيران اخيراَ..

سيف بعد سلامته تقدم من جديد لسلاف ََ... و تمت الموافقه وتحدد الزواج..
و مريم لا جديد سوى الصبر..

..


محمد تمت خطبته على نوره و بدأ بتجهيز نفسه... و ريم تنتظر الفرج بعد كل هذه الشهور التي كان من المفترض ان تكون اسابيع لولا الظروف...،


استيقظت صباحاَ وهي تتأفف بملل الساعه الحاديه عشر..، سمعت صوت شيء سقط على الأرض لتخرج ترى ماهو ، تفاجأت به يدخل تلك الغرفه و معه اكياس من محل اثاث معروف، لحقت به وهي ترفع شعرها بمشبك للأعلى.. و تفاجأت بالغرفه الجديده/يالله صباح خير... َهذي متى زينتها؟


بإبتسامه/تو العمال طالعين، شرايك بالله؟ حلوه؟


تخصرت وهي تلتفت إليه/للعروس هااه؟


بحماس/ايه،. قلت اجهز لأن البنت تبي تجي نهاية الأسبوع بدون عرس، كنسلناه بعد ما توفي خالها..


بدا الموضوع جدياً، ما يحدث صار مزعجاً صغرت عينيها بإبتسامه جانبيه/على حماسك هذا يقول ماعمره تزوج!!


ضحك/قولي انك غرتي و ريحي نفسك


رفعت حاجبها/بالله عليك!!


اتجه للسرير وهو يقف محتار/ما عندي ذوق بالمفارش و الا كان شريت، اعملي حسابك بننزل السوق نشتريها.. و بالمره تكملين ديكورها على مزاجك.. نوره مايليق فيها الا الزين


خافت، بدا الموضوع جدياَ/حلوه؟


اقترب منها وهو ينوي الخروج/احلى منك وهذا يكفيني


امسكت بيده وهو يمر بجانبها وهي تشده لها/شلون تقول مثل هالكلام لزوجتك!! ياخي حتى لو صدق احلى مني لا تصرح بها كذا بوجهي


مازال يبتسم/لا لا مالك حق والله هذيك زوجتي لباقي العمر... انتي اخرك هالسبوع و مع السلامه


رفعت حاجبها وهي تشده مجدداً/حتى لو مابقى من زواجنا إلا خمس دقايق احترمني لين آخر ثانيه..


تأمل غضبها لثواني وهو يشعر بارتجافة يديها التي تشده/لا تغطين غيرتك بسالفة الإحترام


صدت بعينيها عنه لتتركه و تذهب/دور لك احد يشتري لك مفرش.. أنا ماني اختك و لا امك اقعد اخطب لك و اشتغل بزواجك..


لحق بها وهو يمسكها/لا ماتفقنا على كذا، تجهزي يا قلبي بتروحين معي نتغدا و بعدها ننزل السوق نشتري المفرش و نواقص البيت نابي تجي زوجتي حبيبتي إلا كل شي جاهز و مرتب قدامها.. و بعدد لا انسى فستان علشان تحضرين بكرا زواج سيف معي الناس عزموني انا وعائلتي الكريمه


زمت شفتيها بغضب وهي تسحب نفسها من يدها/مستفززز مستفززز


ضحك وهو يحررها من يديها و تذهب
...
.
.

.
.
.
.
.
.
عاد لجناحه مرهق بعد عمل يوم صيفي طويل،استغرب عدم ردها على إتصالاته.. دخل غرفته و لم يجدها!!!
نزع ملابسه و دخل الحمام لينتعش ثم خرج و مازالت لم تعود...
انتهى من لباسه و راح يستلقي براحه، لربما سينام قليلاَ...

سمعها تدخل المكتب بعد لحظات وهي تتأفف من كل شيء،و كأنها تتحدث مع اختها في مكالمه هاتفيه/لا يا ليال ماقدر اليوم اطلع لمحل توني جايه من المستشفى تعبانه و قرفانه من نفسي، اي ركبته خللص...


اغلقت الخط وهي تهم بدخول الغرفه لتراه امامها ابتسمت/السلام عليكم، اسفه و الله توني فتحت جوالي وشفت مكالماتك


بحاجب معقود/رحتي المستشفى و سويتي اللي براسك! ارتحتي؟!


فهمت أنه عرف بالموضوع من مكالمتها/أدهم انت ماتدري عن شيء، ماراح اقدر استخدم الحبوب طول عمري يا قلبي


بغضب /من قال طوول عمرك بتاخذينها؟ كل شي تقررينه لحالك أنا صفر على الشمال صح؟؟ ابي اعررف دوري وشو بهالعلاقه؟؟ إذا مالي حق بأي شيء يخصك، فمعناته أنتي ماتخصيني بعد..


تنهدت/أدهم لا تفهمها كذاا


تجاوزها و قرر الخروج/انا بريحك مني بالمره و بطلع من هالجناح، و انام جنب ابوي هناك ازين لك.. لا تنسين تطلعين اغراضي من هالغرفه


لحقت به تناديه/أدهم الحوار مايصير بهالطريقه


توقف و استدار غاضباً/انتي أصلاً ما استنيتي حوار.. انتي قررتي و نفذتي.. سلااام


تأففت وهي تراه يخرج بهذه الطريقه.. ليس هنالك جهد لتتبعه الآن تركته ليهدأ سيفهم بعد ذلك...،


.
.

.

رآه يعود إليه بعدما قال قبل قليل أنه سيذهب للقيلوله.. ابتسم وهو يراه يلتقط فنجاناَ/سم يبه

اخذ الفنجان بإبتسامه/سم الله عدوك... وش مطلعك من غرفتك بالقميص


لاحظ انه بثوب النوم ولكن لم يعد مهماً/ابي اتقهوى معك،


أطل نايف برأسه مبتسماَ/مجتمعين بعد الغدا على غير العاده


اشار له بالدله/الله جابك تعال صب لنا الدله نبيك بسالفه..


دخل بفضوله/العلم كايد دامه بعز القايله!!!


تحدث أدهم و كأن هنالك أمر مهم/اسمعوا نبي نطلع البر بعد عرس سيف شقلتوا؟


نايف بحماس/قدااام، شرايك عمي عبدالله؟


استرخى بجلسته متكئاَ/معكم ان شاء الله...


ارتاح وهو يرتشف فنجانه/كفووو
.
.
.
.
...
.
دخلت الغرفه بيدها كوب قهوتها لتجده يجمع بعض ملابسه في حقيبته لتقف وهي تتذكر تلك المكالمه/ما شاء الله مسافر هاه! طيب قوولي عطني خبر. اسمي زوجتك


ابتسم/حبيبتي بسافر بكرا مو اللحين..


هزت رأسها/اهاااه بكرااا، كثر خيرك قلتلي قبل بيوم... ماقصرررت طيب وين رايح


تجاوز عن سخريتها/فرنسا مع واحد من الشباب كم يوم و راجعين


اقتربت منه لتطل في حقيبته بفضول و غيره جنونيه/ايوه و هذا اللي واحد من الشباب متزوج و الا باقي للآن


توقف و التفت إليها/هند بلا حركاتك، يلا جهزي اغراضك اوديك بيت ابوك لين ارجع


سكبت قهوتها ببرود داخل الحقيبه المفتوحه/اووبس كيف تسافر بدون اغراضك اللحين؟


كاد يمد يده و لكنه توقف باللحظه الأخيره ليصرخ بوجهها/انتي مريضه انتهيتي، خلاص معاد فيك طب يا هند.. انجنيتي و الحياه معك صارت جحيم.. معاد صرت اعرفك، و لا عاد ابي اعرفك خلاص


وقفت متفاجأه من سيل كلماته الجارحه لم تحتمل شعرت أن اقدامها لا تحملها لتسقط أمام عينيه... و يتلقفها قبل وصولها للأرض.. كانت كالخيوط بين يديه...،اسعفها فوراً و اخذها للمستشفى...،



بعد ربع ساعه من اخذ الفحوصات اللازمه و الكشف، جلس عندها وهو يمسك بيدها بحزن على ماوصل بينهما الحال، هند كانت مرحه جميلة المعشر و خفيفة الروح.. هذه انثى لا يعرفها.... مالذي غيرها هل حقيقة أنها عاقر تعبث بنفسيتها لهذه الدرجه؟!!


كانت جالسه وصامته طوال الوقت وكلماته القاسيه تتردد في أذنيها... لم تتخيل أنه سيرفع يده عليها يوماً ما... ستترك حياته، لم يعد هنالك ما يجعلها تجلس معه.. يجب ان تريحها منه


دخلت الممرضه لتناديهم لغرفة الطبيبه لأن التحاليل قد ظهرت نتائجها، ساعدها بالنهوض و ذهبا هناك...


ابتسمت الطبيبه فهي تعرف هند قد جاءت إليها كثيراً/الحمدلله امورك تمام يا هند


سألها بفضول/دكتوره متأكده؟ هي حتى شهيتها صفر ماتاكل و بس قهوه و مع ذلك تشكي من الحرقان


استغربت أن يلاحظ هذا كله، إذن لماذا يفعل ذلك بها!!!


الدكتوره تعرف مدى رغبة هند لذلك الخبر/طبيعي غير هند و تفقد شهيتها احياناً أي وحده حامل تنقلب نفسيتها عادي.. مبروك


لم تصدق، كادت تسقط مجدداً و لكنه اسندها و اجلسها و جلس امامها مبتسماَ/هند سمي بالله، هند!!!


ظلت تبكي من شدة فرحتها و هو نزل يسجد شكراَ لله.. كانت لحظه لا يمكن وصفها..
َ.
.
.
.

.
.



يوم زفافها المنتظر..،
انتهت من زينتها وهي تشعر أن الدم يتجمد في ركبها من شدة إرتباكها/احس ببرووده يا مريم


انتهت مريم من تزيينها/مو وقت خوفك يا سلاف اللحين زفتك و الامور طيبه


وضعت يدها على صدرها مع اقتراب زفتها/مع هالبرد بديت احس بخفقان والله


تأففت من دلالها/يا كثر دلعك انا بنزل المطبخ و اسويلك شاي بابونج و الا نعناع كود تدفين
و تهدين شوي


دخلت ام حاتم وزوجة حاتم الذين عادوا مؤخراً...،
.
.
.
دخلت المطبخ و هي تطلب من الخادمه ان تغلي ماءاً و هي اخذت كوباَ و بدأت بتجهيز النعناع لتنهني منه و تعود إليها مستعجله


كانت تجلس تحت مع النساء و عينيها تبحث عن مريم فقط، لم تجدها قررت البحث عنها تنتبه لذلك الممر الداخلي رأتها تخرج من المطبخ و تتجه للأعلى و قررت العوده ولكنها انتبهت للحاقه بها...ولحقت بهما...
.
.
.
اتجه لغرفته مستعجلاً و لكنه رآها هنالك تنفض يديها وهي على الأرض، من الواضح أنها سقطت!!
إتجه إليها بقلق/مريم سلامات طايحه!!!


سيغمى عليها بالتأكيد ليست بحاله الآن و يدها تحترق من المشروب الساخن..للمرة الأولى يتجرأ، و لكنها انتبهت لتلك الواقف من بعيد/آدم معليش..


استغرب تركها له و ذهابها، لينزل و يلتقط الزجاج المنكسر.. كان ساخناً جداَ... لن يتركه في الممر هكذا...،

دخلت على سلاف وهي مرعوبه لم تتحدث فقط ظلت معها حتى زفتها و من ثم ذهابها...،


مر الوقت صعباً عليها تحت نظرات خطيبة آدم، تريد الإنتهاء من هذا كله و الهرب، الهرب لأي مكان... نظرات تلك تصفها بأبشع الصفات...

اقتربت منها وهي تتبسم فهي بجانب ام آدم/أنا شفت بحياتي ناس ثقيلين دم بحياتي، لكن ثقيلين دم و مايستحون وفوقها مشردين هذي كثيره تجتمع بإنسان واحد بس ماشاء الله مستحوذه عليها كلها انتي..


ابتسمت لها/الله يسامحك عريب


ابتسمت وهي تراها بإستحقار/الله يسامح قلب خطيبي الطيب اللي قبل يلمك من الشارع علشان خاطر اخته


مازالت تبتسم رغم اختناقها بعبرة سدة مجرى تنفسها/صادقه هو طيب، ومحتاج وحده طيبه.. الله يرزقه على قد نيته و يرزقك على قد نيتك..


زمت شفتيها بغضب و تركتها...،

حاولت ان تجامل اكثر و لكنها لم تعد تستطيع، عريب محقه، هي هنا تبدو كمتشرده... اتجهت للحمام اغلقت على نفسها، هنا ستبكي بدون تطفل.. للمرة الأولى تشعر بضعفها وهوانها.. تلك اتهمتها بشرفها ببساطه...
اتصلت بتطبيق إحدى شركات التاكسي و طلبت حضور سياره حالاً ستعود لمنزلها.. إلى هنا يكفي...


طرقت الباب عليها وهب تناديها/مريم


ابتسمت وحاولت ان ترتب نفسها و فتحت الباب/الشموس!


خافت عليها/متضايقه؟ صح


هزت رأسها بالنفي وهي توشك ان تبكي مجدداً/لا


الشموس بإصرار/مريم انتي ماشفتي وجهك وهذيك البنت تتكلم معك... و انتي فوراَ رحتي خفت عليك.. أمانه مريم انتي بخير


عانقتها بحزن على حالها، فقط بكاء بدون أي كلمه أخرى...

شعرت بحزنها وهي تربت على ظهرها و تواسيها، لعن الله الوحده.. و الحاجة للناس، فكرت كثيراَ بقرارها عدم الإنجاب مجدداً.. من جانب آخر راكان سيكون وحيداً حينما يكبر و يحتاج لأحدهم.. لن تتحمل مجرد الخيال أنها تسببت في أن يكون بلا سند..
أدهم تحدث عن معاناته ولكنها اليوم فهمت معنى ان تكون وحيداً.. حينما تضيق بك الدنيا و تريد ان تبكي فلا تجد كتفاً تبكي عليها...
.
.
.
.
.
.
.
.

أغلق الباب خلفه وهو يدخل بهدوء... لم يكن يريد الدخول بها هنا و لكن هذا شرط الزواج الوحيد، ان تسكن مع والدتها.. سيقبل أي شيء فقط يريد الحصول عليها و الزواج بها... جمع الهواء برئتيه محاولاً ان يكون عادياً على الأقل،، تذكر حديث أدهم و محمد و تعليقاتهما عليه...

إلتفت بعدما أغلق الباب يبحث عنها ليجدها تجلس هنالك على الأريكه قد تأنقت اليوم له و فعلت كما طلب منها تركت شعرها منساباً كما حلم أن يراها.. و رفعته من الطرفين بشكل ناعم.. اقترب منها بعدما رمى البشت الذي كان بيده.. و رفع طرفي الشماغ ثم مد يده ليدها وأوقفها أمامه...شعر ببرودة يديها ليضمهما بكفيه ثم رفعها ليقبلها ثم سحبها قليلاً وهو يأمرها وهو يترك يديها و يخفض يديه لمخيط خصرها/وريني عيونك أشتقتلها


رفعت عينيها له وهي تتأمل وجهه عن قرب، ورفع يدها لتلامس جرح وجهه الذي تسبب به هي و تداعبه بأناملها ثم تجرأت قبلته عليه وهي تهمس/الحمدلله اللي سلمك لي..


حلّق يديه حول خصرها وهو يضمها بقوه حتى ارتد نفسه بكامل رئتيه، هو عاجز عن قول أي شيء الآن/عندي كلام واجد بس ضاع.. والله


اتسعت إبتسامتها/اوكي.. وش الخطه اللحين؟


أشار للنافذه/ننحاش من غرفتك

ضحكت فهو فاجأها بالجواب/خلاص هذي صارت غرفتك


أدار ناظريه بالغرفه و من ثم عاد إلى عينيها/حاس أني أسرق و امك تراقبنا و اخوك موجود، كذا ضغط نفسي والله


امسكت بيديه وهي تشعر بالراحه بعد الضحك، لتمازحه/تعال بسم الله عليك... لا تخاف انا موجوده محد بيقرب منك


فهمها وهو يقترب منها و يداعب خديها/هذا اللي مريحني أنك جنبي... تعالي نجلس لأن تعبت من الوقفه،


ظلت واقفه والخوف يعاودها مجدداً بعدما طلب الجلوس و نزع شماغه بأريحيه هكذا/خلنا واقفين احسن


إبتسم بخبث ليقترب وهو يرى ارتباكها واضحاً، لن ينتهي هذا حتى يقترب منها.. رآها تتراجع قليلاً ولكنه أمسك بها وهو يهمس بأذنها /ما يحتاح أذكرك أننا ببيت أهلك، حاولي محد يسمع شيء


كادت تتكلم و لكنه أغلق شفتيها بقبله..وهو يحملها..،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عاد إلى المنزل غاضباَ فهي رفضت ان ترافقه للزواج بحجة أنها مريضه.. يعرف أنها فقط تتهرب، جلس أمام التلفزيون وهو ينزع شماغه و يلقيها على طرف الأريكه.. بات كل شيء مستفز.. هذا الأسبوع الأخير سيمر وستذهب بلا رجعه... فلتذهب إلى الجحيم..

ترك مكانه وهو يصعد لغرفته سينام لا فائده من كثرة التفكير..،

توجه للغرفه ليجدها مضاءه و بارده و رائحتها تعج بالعطور و قد وضعت له المفرش الجديد. اقترب من الورد ليلتقطه بإبتسامه ويتفاجئ ببطاقه كتبت له عليها[شوف وراك]


إلتفت مباشرةً ليراها تقف مبتسمه متأنقه بماكياج ناعم و قد تركت شعرها ينسدل بتموجاته خلفها و ترتدي روب لؤلؤي قصير تربطه لتخفي ماتحته، شراه خصيصاً لزوجته كما كان يدعي، حاول ان لا يبتسم/ريما ليش تلعبين بأغراض بنت الناس!!


اقتربت منه وهي تحاول ان لا تغضب من بروده الذي صدمها لتقف أمامه متخصره بيمينها/مافيه بنت ناس بهالبيت غيري.. ما عمرك بتشوف وحده غيري و الا بفقع هالعيون


تأفف وهو يسمع هاتفه يرن ليخرجه من جيبه/هذي نوره تتصل لا تطلعين صوت


اقتربت و امسكت يده/قداامي عاادي يعني، طيب اكذب قل أي واحد


ابعد يدها عن يده و رفع جواله يريد الرد و لكنها فاجأته بالذي لم يتوقعه أبداً، ضمته بقوه و تعلقت برقبته بشكل لم تفعله سابقاً ابداً، و الذي صدمه أناهيدها التي تحسسها بصدره وهي تلتصق به،.. صمت للحظه وهو يحاول أن يستوعب ملاحقتها له و بكاءها/ريما و بعدين..!!


شدت على موقفها/ماراح اتركك لين تحلف..


استغرب/أحلف على وشو


بإصرار/إنك ماتتزوج غيري..


صمت... لم يعلق.. لتبتعد قليلاً تريد رؤية عينيه/محمد شفيك سكت!!


بتردد/يعني سالفة الحلف و الزواج، انتي عارفه...


قاطعته بقبله و همست له نزلت دموعها /منت متزوج غيري أنا علمتك..


فرح وهو يرى هذا الإصرار منها عليه/يعني؟؟


بدأت في فتح أزرة ثوبه العلويه واحداً تلو الآخر وهي تلهيه بإبتسامتها/راح نتكلم اللحين و أشرح لك بس ساعدني ننزل هالثوب


ظل مبتسماً يراقب تفجر مشاعرها بشكل جميل و فاتن.. ما أجمل غيرتها التي أخرجتها من طورها الليله أخيراً... لا تعلم بأنها بتصرفها هذا أنقذته، انقذته من جنون وشيك.
.
.
.


صباحاً...،
خرجت من غرفتها وهي تفكر جدياً بقرارها، لم تنام البارحه جيداَ.. حتى أن بكاء مريم كان مريراً على قلبها... لم تعهد ذلك كله من نفسها و لكنها لم تعد حقاً تمتلك مشاعرها كالسابق..
راحت لغرفة عمها الذي يجلسون فيها دائماً وجدتهما يرتشفان القهوه و يتحدثان/السلام عليكم


ردو السلام بخفوت لتجلس/شلونك عمي


بإبتسامه/بخير يبوك.. تقهوي


إلتفتت إلى أدهم/الظاهر أدهم ما وده يقهويني


سكب لها فنجاناً و قدمه لها ثم التفت إلى والده/والله يبه انا اقولك انا بنصحه لا يتزوج و يورط عمره


رفعت حاجبها/ليه يا قلبي وش ورطتك فيه أنا هاااه تكلم


ضحك بعرف انه يغيظ زوجته/يا بنتي نشب لكاسر، كلما جاب طاري العرس كسر مجاديفه، امحق فزاع


هدأت نبرتها فالموضوع جدي/كاسر ولد ابو عبدالكريم للحين ماتزوج؟!!


أدهم بإبتسامه/إيه و باذن الله بكون وراه و امنعه من الزواج،


فكرت بجديه و مازحته/أدهم حبيبي مو علشانك فاشل بزواجك بتخرب على الناس، مايصير اتركهم يفشلون بدون ضغوط


ابو أدهم وقف و هو ينوي الخروج/لا بالله انتوا يهالثنين انهبلتوا، بروح اتجدد لصلاة المغرب ازين لي


نظر إليها وهو يرى شرودها /هاه شفيك جايه و متحمسه.. قلت لك لعاد تدوريني عند ابوي و الا بعد تبيني انحاش من البيت!


تركت مكانها لتقف و تقترب منه/أدهم الموضوع مهم.. والله بتكسب أجر


استغرب من تصرفها/وش الموضوع اللي عندك تكلمي


قررت أن تتجرأ و تخبره/أنا لقيت عروس لكاسر.. و على ضمانتي بعد...مريم هااه وش قلت..


لم يصدق أنه سيأتي يوم تتحدث معه الشموس عن زواج احدهم، هي حتي لم تتحدث عن زواجات اخوتها معه..!!!


تحدثت بحماس/البنت لحالها و بتكسب أجرها.. قول لكاسر و شوف وش يرد عليك


فكر قليلاً ثم قرر/هو موافق، بس عاد لازم نظره شرعيه و كذا


فرحت/اذا بناسبه بكرا، اهلاً وسهلاَ بكلمها و اذا موافقه برسل السايق يجيبها و فرصه تشوفه مريم و تاخذ فرصتها تفكر.. بعد مو علشان وحدانيه نضغط عليها...


رفع حاجبه وهو يسألها/طيب وزوجك المسكين و ش حابه تقولين له؟! تذكرين كان زعلان و كذا.. بعدين طلع من الغرفه... اشوف مالحقتيه و فكرتي فيه


عادت لتصمت، مرتابه جداً و خائفه...،


استنطقها/هاااه، اشوف تبخرت الحلول..


عادت بعينيها إليه و بجديه/أدهم انا بالأيام اللي راحت فكرت كثير و خاصه البارح يعلم الله مانمت من التفكير.. بالنهايه ماني حابه يقعد ركون لحاله.. لكن


غضب مجدداً/لحووول من لكن هذي، و ش تبين توصلين له


بهدوء/بعدين ماراح يصير حمل إلا متفقين و عاملين حسابنا و متكلين على رب العالمين..


استغرب/مافهمت


بهدوء، فهي لا تعرف ردة فعله كيف ستكون/أدهم اللي صار لبنتي تشوه بالجينات الوراثيه، ماراح انبسط اذا كررتها... لذلك قررت بعدين لو بنقرر الحمل راح يكون بالتلقيح المجهري..


تفاجىء من اقتراحها وهو يقف ويلتقط شماغه/مافيك طب.. عنيده و الله يعيني عليك...


تأففت وهي ترى تعنته، لكنها عند رأيها و لن تغير قرارها أبداً...
.
.
.
.  بعد مده من الزمن... إختفت الغيوم بعدما أمطرت إثنان و ثمانون فصلاً...،

ليعود الزمن للمكان السابق..،
صباحاً في ساحة أحد بيوت مدينة الخرج..
كسر لعبتها المفضله و ألقى بها فوق شجرة الليمون العتيقه. و عاد يعبث بشعرها الطويل بالنسبة لعمرها/يلا روحي داااخل يا روبنزل

تحركت شفتيها ببكاء/والله لاقول لبابا والله


تجاهلها و راح يلعب بالكره لتطل عليه من نافذة المطبخ وهي توبخه بعدما فقدت صوت صغيرتها/راكاااان مو قلتلك لا تضرب اختك وينهاا؟


اشار بلا مبالاة/راااحت لبابا تشكي


عادت لتكمل ترتيب سفرة الفطور.. و القهوه.. كبر راكان و لكن مازال يغار من اخته..،
.
.


منذ خمس دقائق تستلقي بجانب والدها متوسدة ذراعه رغماً عنه و تقص عليه ماحدث و مالم يحدث من خيالها الخصب و بكل مره تبعد غرّتها عن عينيها و تكمل حديثها... اغمض عينيه ليستفزها/بابااا لا تنااام، يلا نضلب لاكان و نلمي ثيكله


فتح عينيه بكسل/ساره قلبي بنام، بعدين اضرب راكان


دخلت وهي تتكئ على الباب و تراقب تكتم ضحكتها/هذي هي البنت اللي تبغاها.. مافي رااحه. ابداً.. الحمدلله نصرني ربي.


ابتسم وهو يسمع شماتتها ليحملها و ينزل من السرير/على قلبي زي العسل... انتي اللي ذابحتك الغيره..


ضحكت/يلا الفطور تحت..

رن هاتفها لتذهب ترد وهو نزل وهو يحمل طفلته ذات الأعوام الخمسه... مدللته و حبيبته، جلس وهو يرى راكان قادماً بإبتسامة شقيه/ركون ليه تضرب ساره؟ تبي ازعل عليك؟


جلس بلا خوف/هي البكايه


همس له/البنات بكايات، لا تقرب منهم طيب بابا


ابتسم له وهو يهمس بنفس همسه/طيب

عادا وهي تبتسم بسعاده اليوم فقط اكتملت فرحتها/ليال جابت ولد الحمدلله


ابتسم وهو يعرف الخبر و يحمد الله/الله يتمم فرحتهم و يجعله من الصالحين، من اللي متصل


بدأت بسكب الحليب لأطفالها/نايف تو ولدت من ربع ساعه.. يعني الليل نرجع الرياض


تذكر أمراً/طبعاَ بنرجع سيف مسوي تمايم بنته نهاية الاسبوع و لازم احضر.. إلا نايف شلونه مع مرته، عقلوا و الا للحين

.
ارتشفت من فنجانها وهي تشعر بشيء غريب رائحه لم تحبذها/والله للحين... الله يهديهم...


رفع ناظريه لها وهي تتلفت/شفيك


تركت السفره و ذهبت للحمام، ليقفز و يلحق بها وهو يحمل ساره بين يديه و راكان معهم/الشموس وش فيك؟!!! ساره خايفه عليك



لترد من خلف الباب بصوت تهديد تغيرت فيه نبرتها/انقلع برا انت و بنتك


انفجر ضاحكاً لتضحك ساره معه وهي لا تعلم مالسبب....،

اليوم فقط... شعر أن كلما مر به من غيوم كانت عابره و محمله بالخير.. ما أن امطرت حتى تبخرت و تفرقت من سماء حياته.. و ذلك الطفل الحزين الموجود في أقاصي صدره ابتسم أخيراً و غفى على دعوة مُلحّه أن لا يوقظه صوت بكاء في يوم من الأيام...
*********************
النهايــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
*********************
إلي هنا ننتهي من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة