-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الخامس و العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الخامس و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت  قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين  اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الخامس و العشرون

عندما قال يحيى انه سيتداوى ،سينسي كل ما مر به ،سيفعل المستحيل من اجلي لم يكذب ،دائما كان علي عهده ووعده وفعل الكثير ليثبت هذا ،فبعد حديثه مع جدته رحل مسرعا الي من سيتغاضى عن كل الظلم الذي تعرض له على يده ،من اجلي و من اجل مساعدتي .
كان فؤاد الباشا يجلس علي اريكة تتوسط الحديقة المليئة بالأزهار والأشجار المختلفة والمصممة على احدث طراز لتتماشى مع فخامة القصر الذي يطل عليها ،والمليئة برجال الحرس المزروعة في كل مكان كما زرعت تلك الورود ،كان فؤاد ينفث سيجاره القابع بين انامله بغضب محدثا سحابة بيضاء من الدخان،ففؤاد الباشا دائم الشرود هناك ثقل ما بداخل قلبه الم كبير لا يستطيع التحدث عنه ،لكنها العدالة الالهية كما حرم يحي من والدته حرم هو من كل ما يتمناه ،هذا ما يقوله لي يحي دوما.
عبر يحيى بوابة القصر الضخمة بعربته فهب كل من يجلس من حرس ورجال امن واقفين وتوجهوا نحوه ركضا ، ترجل منها وعندما اقتربوا منه لوح اليهم بيده كي يعودوا الي اماكنهم، ولما لا وهذا منزل والده المفترض ان يكون به لكن شاء القدر ان تتشتت عائلته ويأتي الي هذا المنزل كزائر فقط.
اقترب من والده ثم وقف خلفه لبرهة يراقبه ويراقب افعاله ويتحسر علي الصورة التي كان يتصوره بها ،والتي قتلت بعد اكتشافه لحقيقته المريرة ،كان والده بالدهاء الكافي ليلحظ انه هناك من يقف خلفه ويراقبه بصمت ،قال ومازال ينفث بسيجاره :
_"واقف ليه يا يحيى ما تيجي تقعد"
تحرك يحيى ليقف امامه ويرمقه بنظرات غاضبة متفحصة بملامح وجهه، قال لي ذات مرة انه كان ينظر له ويبكي بداخله قهرا انه رزق بوالدين علي هذه الحالة ،ام تخلت عنه و سكتت عن الظلم الذي تعرضت له و اب ظالم لم يأبى يوم لحال ابنه ، ولما وصل اليه جعله يعيش معتقدا ان امه تخلت عنه،زفر بضيق وقال وهو يجلس علي مقعد قريب من الاريكة واضعا كل ما بجيب سرواله علي الطاولة من هاتف وميدالية مفاتيح، فنظر اليهم والده وابتسم اعتقد لعدم رؤيته لعلبة السجائر التي كان لا يتركها يحي لحظة واحدة ،انه قلب الاب مهما كان يخطئ لا يتمني ابدا ان يشبهه ابنه:
_"هاجي اقعد طبعا،بس ايه الثقة دي كلها ،ديجا وصلتلك كل الي حصل ،ولا اهتميت ولا دافعت عن نفسك ولا وضحت موقفك ايه انا ميت بالنسبة ليك اوي كده ،اولع يعني! "
اعتدل ابيه في جلسته وقال بثقة:
_"وهدافع عن نفسي ليه انا عملت الصح في نظري ...تتقبله انته حر ترفضه انته الخسران اتحمل بقى"
_"لا هرفضكم ولا هقبلكم ،انتم الاتنين خسرتوني عمري كله وانا بقي هخسركم اغلي ما ليكم ،صحيح حاولت اعمل ده قبل كده بس اخترت طريقة غلط لكن دلوقت ان الاوان افكر صح"
هب والده واقفا وقد اختلج قلبه من حديث يحيى فقد شعر من حديثه انه ينوي علي اذية ذاته بطريقة ما فقال :
_"يحيى بطل جنان ،كل مشكلة بينا تهرب وتأذي نفسك...يابني روحك دي مش لعبة ،علشان تهددنا بيها"
_"ومين جاب سيرة روحي بس "
قلص بينهم المسافة وقال:
_"مش بتقول اغلي ما عندنا انته اغلي ما عندي ابني ووحيدي ووريث كل ده ...نفسي تكبر بقي وتفهم المسؤلية الي مستنياك ...وانا بعمل كل ده لمين ماهو ليك انته"
_"ممم انا اغلي ماعندك علشان كده حرمتني من حضن امي...وشوهت سمعتها وجيت عليها"!
_"بص يا يحي امك سكتت السنين دي كلها علشان عارفة انك كرهتها فمحبتش انك تكرهني وتبقي خسرتنا احنا الاتنين... بس نقول ايه علي غبائها جات بعد ده كله خلتك تكرهني ...وانا بقي هطلع احسن منها هي محكتش ليك الصورة كاملة الجزئية الي هتخليك تسامحني هي خبتها عليك... وانا كمان هخبيها عارف ليه علشان ابقي اديتك فرصة تسامحها وتحبها ...روح يا يحي روح لرحاب ...بس اوعي تفكر ان حد حبك في يوم ادي"
اتسعت حدقتي يحيى من ما تفوه به ابيه فهذه المرة ضرب والده بكل ما علم به سابقا بعرض الحائط وكرر نفس ما قام به سابقا هو ووالدته ...ففي كل مرة يلقي كل منهم بالخطأ علي الاخر فقال بصوت مرتفع:
_"يعني ايه هي لعبة ولا ايه! كل مرة واحد فيكم يقول التاني الي غلطان ما تفهموني بقي حرام عليكم ضيعتو مستقبلي"
_"ولا ضاع ولا حاجة رحاب عندك روحلها وانا هنا انته عارف مكاني... وقت ما تحتجني هتلاقيني... بالمناسبة عرفت انك نويت علي الجامعة السنادي ...خلص دراستك ومكانك في الادارة محجوز يا ابن الباشا"
ضرب يحيى كف بكف وقال:
_"شوف انا بتكلم في ايه وهو بيتكلم في ايه ...فلوس ايه وشركة ايه ما تفهمني هي خبت عليا ايه"
_"افهم بقي علشان تبقي قوي ولا محتاجني ولا محتاج امك انته محتاج مالك وسلطتك ...وانا هديهملك في طبق من دهب استغلهم بقي"
نظر الي داخل عينه وكان حديثه القادم بمثابة درس جديد ليحيى لأول مرة يستذكره :
_"يا ابني عاوز تاخد حقك لازم تبقي قوي...عايز الناس تهابك لازم تبقي قاسي...عاوز متبقاش ضعيف ومظلوم لازم يكون مالك تحت رجليك"
حدق به يحيى وكأنه بدأ يزن هذا الكلام بعقله، كأنه بدأ يفكر ان والده سيكون الدرع الحامي في معركته مع خالد فقرر دفن ألمه منه داخل قلبه ،والتغاضي عن كل شيء في سبيل مساعدة والده ،لنافقال وهو يغلغل اصابعه بين خصلات شعره:
_"ماشي همشي معاك علي الخط هقتل العيل الي جوايا .. بس عاوزك تساعدني في موضوع كده"
ابتسم والده وتخيل انه استطاع و اخيرا تغيير نظرة يحيى تجاه بعض المفاهيم فقال بكل ثقة:
_"اطلب طلباتك اوامر... شاور بس و انا اخلي اسكندرية كلها في خدمتك"
_"لا مش اسكندرية كلها هما اتنين عاوز اعرف عنهم كل حاجة... عاوز اعرف خباياهم ولو عاوز ادمرهم اعمل ايه"
شعر ابيه بالقلق حياله فقال:
_" هو في حد زعلك قولي مين داسلك علي طرف وانا انسفه من علي وش الدنيا "
رفع يحيى كف يده وقال:
_"لا مش انا ده واحد صاحبي ...الاتنين دول اذوه جامد اوي ...وانا عاوز اساعده ايه هتقف معانا"
_ "طبعا قولي الاسماء والصبح يكونوا تحت رجلك"
_"خالد محمود النجار وحسن فايد"
***
رحل يحي متوجها الي منزله بعد ان اقسم لذاته انه لن ينسي جرحه من والدته ، وقرر انه سيعيش فقط لي، لي انا وكفي.
علي مدار اليومان كنت اقضي كل وقتي بالغرفة ولم اغادرها البتة ،بيرهان ود.عالية قاموا بمساندتي ، صحيح بيرهان لم تتحدث معي حول ما علموا به مؤخرا ، لكن نظرات الشفقة واضحة بعينيها ،فقط تعمدت ان تقضي معي معظم وقت فراغها، وهذا الغبي حاول كثيرا ان يتحدث معي عن طريق هاتفها لكن رفضت محادثته ،حتى اني رأيته البارحة يقف بالقرب من المصحة بسيارته كالعادة ،لكني تواريت جيدا وراقبته بصمت الي ان رحل في وقت متأخر،اما د.عالية تحدثت معي كثيرا وحكيت لها تفاصيل كل ما حدث سابقا ،بكيت كثيرا بسبب قتلي لصغيري لكن رأيها كان مغاير عن ما توقعته ،حيث كان رأيها انه لا يعتبر جنين و ايضا انه طفل غير شرعي ماذا كان يفعل بهذه الحياة البائسة ،حتى انها اخبرتني اني صنعت معروفا بذاتي حين تحدثت بهذا الامر حيث بات علاجي منتهي من الان ،فقط تبقي ايام اعتاد بها علي الوضع الجديد ،و ايضا لكي استطيع مواجهة الحياة دون مضادات اكتئاب ونوبات هلع ،و اخبرتني انها تعجبت من عدم مروري بنوبة حين تواجهت مع يحيى، ورجحت هذا لشفائي التام من مرضي اللعين ،الا وهو الرهاب من البشر جميعا والرجال خاصة ،وهي محقة في هذا لم اعد اخشي احد ولا قرب الرجال لم تعد نظراتهم تقلقني ، حتى لمسات يحيى اصبحت تعني لي الكثير الان.

كنت اقف امام المرآه امشط شعري و اتفقد ملامح وجهي التي اصبحت اكثر نقاء هذه الاونة ،هالة السواد حول عيني تلاشت ،اهتمامي بثيابي اصبح ملحوظ فقط ينقصني عدة اشياء لكن لا املك المال لأحضرها ،لذلك سأكتفي بما لدي ،التفكير بخروجي يؤرق نومي هناك فكرة ما بعقلي لكن لا استطيع تحمل نتائجها حيث ستكون اكثر جنونا لذلك سأكتفي بالتفكير كيف سأنفذها، كيف ستصدق د.عالية كوني لست جاهزة للخروج بعد،كيف سأتحايل عليهم و اوضح لهم اني لم اتعافي بعد علي الرغم من تعافي الكامل .
كنت اسير متوجهة الي فراشي ،نظرت الي سوار يحي وتحسست بأناملي احرف اسمه المحفورة عليه؛ فابتسمت هناك قشعريرة دبت بداخلي، شعرت بالضيق حقا اشتقت اليه اليومان الماضيان ، لا رأيته ولا سمعت صوته ،لكن ليكن حتى يتعلم ان لا يخبئ شيء عني ويستغل ضعفي مرة اخرى،ما بك ايها المجنونة انظري منذ ان فعل تحسنت حالتك ، وتخطيت الكثير ،لكنه يستغل ضعفي تجاهه لأغراضه هو ،ليكن يكفي انه صادق معك الم تشعري معه بالأمان الم تري بعينه الحنان الذي تفتقديه، لما المكابرة الان! تري ماذا يفعل لما لم يأتي او يتصل اليوم ،الم تقومي برفض حديثه الم يأتي ويقف امامك هنا بالساعات ؟غبية انتي يا امل اي حماقة لديك لترفضي قرب هذا الحنون! صحت بصوت مرتفع"اوووف اسكتي بقي ووقفي الحرب الي دايرة جواكي دي".
جلست علي السرير لأسمع طرقات علي الباب فتعجبت من الزائر بهذا الوقت قمت لأفتح وكانت بيرهان تضع يديها خلف ظهرها والأخرى تمد لي الهاتف بها وقالت:
_" ابوس ايدك ارحميني وكلميه ضهري اتقطم من طلوع السلم كل شوية "
ابتسمت وشعرت بالسعادة بداخلي قوة تحملي و انا بعيدة عنه تلاشت، كان لابد ان اسمع صوته حتى استطيع ان اغفو،لابد ان اطفئ النيران المتأججة بداخلي، ومدت يدي بالهاتف فأشارت بيدها نحو النافذة لأفهم انه بالخارج ؛توجهت مسرعة و انا اكاد اسمع نبضات خافقي بأذني ، وضعت يدي علي صدري لأسيطر علي انفاسي ،وباليد الاخرى وضعت الهاتف علي اذني لأسمع صوته يقول "لا ده فيديو كول ياقلبي "
ابعدت الهاتف عن اذني و انا احدق بشاشته ؛لأراه ينظر لي مبتسما ابتسامته الساحرة ،ماذا قلبي؟ اقال اني قلبه أأنا كذلك حقا! يا الهي ساعدني لأتحمل جنون هذا المتهور ،نظر لي وتبدلت ملامحه الي الحزن وقال "انا اسف والله غصب عني كان قصدنا نساعدك اوعدك دي اخر مرة اخبي عنك حاجة "
فوجئت بيريهان تمد لي باقة ورد حمراء اللون فنظرت اليها مشدوهة، لأعاود النظر الي يحيى بشاشة الهاتف، واري الكثير من الشموع من خلفه، نظرة اليه ونظر الي باقة الورد بأيدي بيرهان ، ما هذا لقد اصبت بالجنون على الاغلب ! ابتسمت بيرهان وقالت"خدي يا ستي وانا تحت قبل ما امشي حاجي اخد فوني"
التقط الباقة منها و انا انظر اليها بذهول ونظرت الي الهاتف مرة اخرى لأراه يبتسم لي ويقول "امل بصي من الشباك"رفعت وجهي لأنظر علي ذات الرقعة التي يعتاد الوقوف بها في كل مرة ،فوجئت بقلب كبير مرسوم بالشموع ويبدو ان يحي يتوسطه فقلت"ايه ده يا يحيى " اجابني بعد ان داعبت نسمات الهواء خصلات شعره المتطايرة "ده قلبي ملكك وبين ايديكي ،يا تحييني يا تموتيني"
"بعد الشر عليك متقولش كده"
"خايفة اموت "
وكالعادة كل القيود اتحرر منها بوجودك يا جاري العزيز فقلت"مليش حد غيرك... مش هخاف عليك ازاي اوعي تموت وتسيبني لوحدي يا يحي"
ابتسم و شعرت ان روحه ردت اليه، عينيه دائمة الدموع خلقها ربي هكذا بها لمعة ساحرة ،تزداد جمالا عندما ينظر لي بحب، رفع الهاتف الي الاعلى قليلا وقال بصوت بات مرتفع بعض الشيء"بحبااااااااااك ، اخرجي بقي كفاية كده في كتير هنعيشه مش هنقضي عمرنا بعيد كده"
نظرت الي الاسفل خجلة من ما تفوه به، لم يكف يوما عن اعلان حبه لي،ان كان بالنظرات او بالأفعال او بالتصريح المباشر كما يفعل مؤخرا اما انا اجيد الصمت فقط فقال:
"هفضل اقولها وانتي تسكتي"
"اسكت ولا اقفل في وشك"
تصنع الغضب وقال:
"اقفل في وشك يا ساتر عليكي! براحتك يا رابونزل معاكي للأخر ،عجبك الورد؟"
"ممممم"
"سامحتيني"
"ممممم"
"طيب بتحبيني"
"ممممم"
ماهذا اللعنة سقطت في فخة بذلة لساني اكتشفت حيلته فصحت به"لألأ "
قهقه عاليا وقال :
"لا خلاص معدش ينفع وقعتي والي كان كان،بقولك ايه يا رابونزل ما تنزليلي شعرك من الشباك علشان امسك فيه واطلعلك"
ابتسمت رغما عني ليس بسبب مزاحه فقط و انما لأني لاحظت انه سعيد وفرح جدا الليلة فقلت:
" ده بيحصل في الافلام والحكايات بس يا يحيى"
"وايه يعني ما احنا عايشين حكاية جميلة اهو وفيلم نهايته سعيدة ان شاء الله"
تحولت نبرة صوتي الي الجدية والقلق وقلت:
"تفتكر يا يحيى"
ابتسم ليبث الي ثقة تامة بحديثه وقال"
"افتكر يا قلب يحيى "
خجلت جدا من حديثه وجرأته التي تزداد مع الوقت فأردت ردعه قليلا فقلت:
"بطل بقي كلامك ده هزعل منك بجد "
"لا وعلي ايه انا هسكت احسن ...المهم اننا اتصالحنا... هسيبك بقي علشان الحق انام عندي ميعاد مهم بكرة"
" مع مين؟ "
" مع بنت جميلة اوي"
شعرت بنار الغيرة تتأجج بقلبي فقلت بغضب:
" بنت مين؟ "
"بنت كده شعرها طويل مجنني.... وعنيها جميلةاوي ... هي قصيرة حبتين وشبه علبة الكبريت بس عجباني"
فهمت هذا الغبي يقصدني بالحديث فابتسمت رغم غضبي علي نعته لي بعلبة الكبريت وقلت:
"انا علبة كبريت يا يحي"
"وانا جبت سيرتك "
زاد غيظي منه فقلت:
"امشي يالا "
"تمام همشي بس هرجع الصبح تصبحي علي يوم جميل زي عنيكي يا رابونزل"
اغلق الخط ورحل بعد ان اطفئ الشموع التي كانت حوله ، و انا ضممت الهاتف وباقة الورد الي صدري وتنهدت بسعادة وحمدت ربي علي دخوله حياتي،و اخيرا عشت ما سمعت عنه دوما من لقاءات رومانسية وهمسات ليلة وشموع وهدايا من الحبيب ،شعرت بكل ما كنت اسمع رفيقاتي بالجامعة يتحدثن عنه ،من خفقان قلب اثناء حديثه لي توتر من قربه ،القلق حول مظهري امامه،كل تلك الاشياء لم اتخيل اني سأعيشها يوما .
مرت الايام علي هذا المنوال محادثات ليلية ،زيارات في الاوقات المسموحة، ووقت جلسات متابعته التي انتهت منذ اسبوعان ،اشعر بتحسن رهيب حاولت التظاهر بالعكس لكن كشفت د.عالية حيلتي، كنت سابقا اخشي الخروج لكن الان الامر مختلف ،سأخرج سأكمل ما توقفت عنه ،خصوصا بعد ان علمت ان والد يحي لقن ابي درس لن ينساه بحياته حيث احدث اليه خسارة فادحة بعمله وبدأ بحرب ضده ،وفعل ذات الشيء مع خالد حيث دبر له مكيدة بعمله بإحدى الدول العربية وهو الان بالسجن لتلقيه رشوة من احد العملاء،لقد تبقي علي بداية العام الدراسي ايام وقد قررت د.عالية في هذه الاونة اني سأنهي فترة علاجي قبل هذا الموعد ،طلبت من خالي محمود الحضور و اخبرته بكل هذه التفاصيل ،ورفضي الذهاب الي منزله ،الذي لم يتقبله بتاتا ،فأخبرته بما فعلته زوجته في الحديقة منذ فترة،و انها ستستقبلني للعيش معها بمنزلها الي ان اتحسن قليلا، وهو وافق علي شرط ان يكون علي علم بكل شيء وقامت بإعطائه العنوان و ارقام الهواتف ،كان سيسدد مصاريف اقامتي لكنها رفضت متحججة ان ما اعطاه لها اخر مرة يكفي.
رحل من مكتبها بعد ان وقع علي اوراق خروجي ،وهو الان ينتظرني في الاسفل كي يقوم بتوديعي ،كنت اجمع كل ما بغرفتي من اشياء عائدة لي ،علي مدار ثماني اشهر اتخذت تلك الغرفة سكننا لي وهذا الشباك متنفسا ، عانيت الكثير علي هذا الفراش لكن بالأخير ابتسمت بسعادة وانا استلقي عليه و استرجع ذكرياتي مع يحيى والجميع،افتقدت حنان الام فوجدته بد.عالية، كنت افتقر للصديقة والشقيقة فوجدت هذا ببريهان ،لم يتسنى لي يوما التقرب من الرجال او عيش مغامرات العشق او الاحساس بشيء ما اكنه للجنس الاخر فعشت كل هذا مع يحيى ،كنت اتمني ابادة جماعية للرجال لكن انا الان اخشي عليه من نسمات الهواء ان تؤذيه، عشقت الشمس والبحر غرفتي لم تعد سجن لي نافذتي هي متنفسي عشت بها الكثير من اللقاءات الليلة معه ،هذا البندول لم يعد يوترني كالسابق فقط اتعمد سماع صوت دقاته عندما اكون بانتظار موعد او اتصال من يحي ،لم اعد اعانق ذاتي بذراعي ببساطة لأنهم جميعا حولي متي احتجتهم سألقي بجسدي بين ذراعيهم ،لم اعد اشعر بالبرد ليلا، يدفئني يحي بحديثه وحبه وحنانه الغير مشروط الذي يغدقني به دوما ،لم اعد ابكي بل دائما ابتسم عندما اتذكر مزاحه المستمر معي ،والحياة الوردية التي وعدني بها ،لا اشعر بالضيق او الاختناق نوبات الهلع باتت معدومة،ملامحي تغيرت كثيرا ،اعادني عشق يحيى الى الحياة مرة اخري ،وجهي ازداد اشراقا لمعة عيني اصبحت بسبب السعادة وليس الدموع، تخليت عن وشاحي الذي كنت اخفي الندبة به فقط اسدل شعري الاسود الحريري علي ظهري فيزداد يحيى جنونا .
التفت حولي و انا انظر الي كل ركن بالغرفة بسعادة ،صحيح سأشتاق اليها لكن امامي حياة جديدة تنتظرني ،حمدت ربي الي ما وصل اليه حالي لقد تخطيت جميع الصعاب ،وانا الان مقبلة علي حياة جديدة خالية تماما من اي مشاكل او امراض ،وكل هذا بفضل ايماني بربي وعشقي ليحي واحتواء د.عالية لي.
التي دلفت الي الغرفة وابتسامة عريضة تزين وجهها وقالت:
"جاهزة "
اومأت برأسي فقالت :
"طيب تمام يلا ننزل وهبعت حد ياخد الشنط"
مدت يدها لي فتحركت نحوها الي ان وصلنا الي باب الغرفة فالتفت مرة اخري لابتسم و اقول لها:
"لو حد دخل هنا بعدي... قوليله مهما بكيت هتضحك في الاخر....و علي قد وجعك هتلاقي الي يداوي جرحك ....لو حاسس انك وحيد متخافش في الف ايد هتتمد ليك ....بس لازم قبل كل ده تتخلي عن حزنك وخوفك "
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الخامس و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد


تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة