-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثلاثون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت  قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين  اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد

حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الثلاثون

رحل يحيى برفقة امه وشقيقته ليقوم بإيصالهم الى منزلهم ، بينما جلس "علي "كعادته يتحدث مع ديجا وكانت بيان محور الحديث، اما انا قبل ذهاب بيان طلبت منها ان تساعدني لكي أذهب الى غرفتي وفعلت، استلقيت على فراشي لأفكر ان يحيى تخطى جميع مشاكله فهو الان قد سامح امه ،و اموره مع ابيه على ما يرام، ودعونا لا ننسى عناقه المؤثر لشقيقته، ابتسمت وتنهدت بسعادة لما وصل اليه حاله ، فما فعلته اليوم من لقائه بوالدته هو رد جزء ولو بسيط من كل ما فعله لأجلي ،دعوت ربي ان يتمم جميع امورنا على خير وقررت ان اغفو لبعض الوقت .
وصل يحيى بعربته الى منزل والدته اوقف محرك السيارة ونظر الى امه بتوجس وقال:
_"عمري ما تخيلت اني هوصلكم يوم للمكان ده"!
رفعت كف يدها لتمرره على وجنته بحنو وقالت:
_"ربنا يفرح قلبها امل زي ما فرحت قلوبنا كلنا"
ابتسم يحيى ناظرا الى انعكاس صورة شقيقته بالمرآه وقال:
_"اجمل دعوة دي... امل فعلا فرحت قلوبنا كلنا... بالذات قلب الجميلة الي بتعيط من فرحتها "
ابتسمت بيان وهي تكفكف دموعها بيدها وقالت:
_"ده اسعد يوم في حياتي... يوم ما امل ردت اخويا ليا"
وكأن كل ما يشغل يحيى الان هو لم شمل عائلته مرى اخرى فقال:
_"هي مريم فوق "؟
قالت امه والسعادة جلية على ملامحها:
_" ايوة فوق يلا نطلع تسلم عليها هتفرح اوي بيك"
نظرت بيان الى امها بتوتر فقال يحيى :
_" لأ خليها وقت تاني هبقى اتكلم معاها"
وضعت امه يدها على يده وربتت عليها بحنو وقالت:
_"لأ تعالى نطلع شوية ..امنية حياتي كانت اقعد معاكم انتم التلاتة"
و اخيرا امتثل يحيى الى طلبها ووافق فغادر الجميع السيارة متوجهين الى المنزل،دلفت امه قبلهم بينما تعلقت بيان بذراع اخيها وهي تنظر له بسعادة فقالت الاولى:
_" نورت الدنيا يا نور عيني "
ابتسم لها بعد ان مر الى الداخل بحذر ،فطلبت منه الجلوس وذهبت هي لتدعوا مريم للقاء اخيها بينما استمرت بيان بالنظر مبتسمة الىه فقال :
_" هتفضلي تبصيلي وتضحكي كده على طول"
_"انا حاسة ان الدنيا كلها بتضحك النهاردة"
ظهرت مريم وهي تسير خلف امها باردة الملامح غير مبالية تماما بوجود يحيى بالمكان ،على عكس شقيقتها ،نهض يحيى واقفا وقال وهو يمد يده ليلقي عليها التحية:
_"ازيك يا مريم "
تعلقت يد يحيى في الهواء بعد ان قالت مريم دون ان تضع يدها بيده:
_" الحمد لله ...سوري مش متعودة اسلم على الاغراب"
تبدلت ملامح يحيى في حين قالت بيان وهي تتأبط ذراعه:
_" وهو يحيى غريب ده اخونا الكبير... ده انا روحي ردت ليا النهاردة"
سحب يحيى يده بأسى وخذلان وقال مبتسما وموجها حديثه الى بيان:
_"انا الي روحي ردت ليا بعد ما خدتك في حضني"
نظرت اليهم مريم بغضب مشابه لغضب الاطفال... وقالت بينما تراقبهم والدتهم بحذر:
_" قوام نسيتي انه كان سبب حزن ماما كل السنين دي يا بيان"!
قالت امها قاصدة معاتبتها بشدة:
_" لأ يا مريم انا وانتم كنا سبب حزنه كل عمره.... لو عندك كلمة حلوة قوليها معندكيش اتفضلي على اوضتك"
قال يحيى :
_" لأ خليها انا الي همشي"
نظرت مريم الى شقيقتها بحنق وقالت:
_" لأ انا الي همشي عشان تاخد الست بيان في حضنك براحتكوا"
اعتلت ثغر يحيى ابتسامة بسيطة حاول اخفائها وقال:
"اعملك ايه مانتي حتي السلام مردتيش تسلمي عليا ..انما بيان مكلبشة في دراعي من الصبح"
مد يحيى ذراعيه وابتسم اليها فتابع قائلا:
_"تعالي يا مريم لا انا ولا انتم لينا ذنب في كل الي حصل ده"
نظرت مريم الى امها ومن ثم الى شقيقتها فربتت امها على ظهرها وقالت:
_"روحي يا مريم ده اخوكم سندكم في الدنيا "
توجهت مريم مسرعة نحو يحيى لتلقي بجسدها لأول مرة بين ذراعيه،عانقها يحيى عناق اخوي حنون ،ثم اقتربت منهم بيان ليعانقها ايضا بجانب مريم ،انهمرت الدموع على وجنتي امهم من فرط السعادة وقالت"الحمد لله اني شفت اليوم ده"
وهكذا انتهت خلافات يحيى مع امه وشقيقاته دون ادنى خسائر على عكسي انا، فأنا كانت خسارتي لليوم فادحة للغاية .
بعد يومان جاءت مريم رفقة بيان لزيارتي والتعرف علي ،بيان بها شيء يجعل المرء يشعر بالراحة بينما مريم تنظر للجميع بتعالي لكنها سألت عن يحيى مرارا؛ فأخبرتها انه لا يقيم معنا بالمنزل،حاولت التطرق لسبب بقائي في منزله لكني تهربت منها .
وبعد رحيلهم جاء يحيى تناولنا وجبة الغداء كالعادة وجلس معنا قليلا ثم رحل بعدها .
هكذا استمر الحال الى ان جاءت الليلة التي تسبق يوم موعد عقد القران ،كنت استلقي على سريري و انا انظر نحو البحر و افكر هل ما اقوم به صحيح ،هل استخدامي لنفوذ يحيى لتحقيق مرادي صحيح ،اليس انانية مني ان استغله، ان ازج به في زواج ليس معلوم للآن مدى نجاحه ،حقا كنت اشعر بالأسى تجاهه، لكني كنت ابرر هذا لذاتي واقول"ان حدث كل شيء كما ارتب له سأتحسن وان تحسنت سصبح كل شيء على ما يرام"كل هذا كنت افكر به قبل ان يقطع شرودي اتصال يحيى بي،وضعت اصابعي على شاشة الهاتف لأمررها ببطيء و اجبته قائلة:
_"الو "
_"ممكن اكلم مدام يحيى الباشا من فضلك"
ابتسمت رغما عني قلت قاصدة مضايقته:
_" لأ اسفة النمرة غلط .. معندناش حد بالاسم ده"
_"لا والله.. امال عندكم مين ان شاء الله"
_"عندنا رابونزل تنفع"
_"اجمل رابونزل في الدنيا"
نهرته قائلة:
_"بس بقى اسكت "
_"خلاص هسكت منمتيش ليه"
_"مش جايلي نوم"
شعرت به يتنهد ثم قال:
_" ولا انا بكرة كل حاجة هتتغير يا امل"
_"خايفة تندم على الي هتعمله"
_"انا عمري ماهندم على اي حاجة حصلت معاكي ..لكن خايف انتي الي تندمي اخدتي قرارات صعب الرجوع فيها وعواقبها قاسية اوي على الكل "
_"مش صعبة ...هو دبحي انا كان سهل... لكن رجوع حقي صعب"!
اغرورقت عيني بالدموع واختنق صوتي فغالبا لاحظ هو ذلك فقال:
_"خلاص خلاص مش وقته الكلام ده....انتي فظيعة بجد حتى ليلة كتب كتابنا بتعيطي "
_"هو مش كتب كتاب عادي عشان تستغرب عياطي فيه انته نسيت شروطي"
_"لأهو كتب كتاب وجواز عادي جدا، وان كان على الشروط عادي يا ستي هنفذلك كل حاجة زي ما وعدتك.... ولما هشوف نار ألمك وجرحك بردت كده انا حققت حلمي"
_"وانا عمري ما هنسى مساعدتك ليا ووقوفك جمبي يا يحي"
سكت وطال صمته فشعرت انه يريد قول شيء لكن يقلق من رد فعلي فسكت انا الاخرى ليكسر هذا الصمت القاتل "نباح كوبر"
فقلت:
_"شكله مضايق انك سايبه وبتكلمني"
_"فعلا عمال يلف ويدور حواليا وخايف" علي" يصحي انا مش عارف هو هيقبل وجودك معايا ازاي بعد كده"
فهمت ما يقصده او ما يلمح اليه فأردت وضع النقاط على الحروف قبل كل شيء فقلت:
_"عادي مفيش اي حاجة هتتغير ...هيفضل طول اليوم معاك واصلا هو متعود على وجودي في البيت ..ووقت النوم في هتبقوا اوضتك انا مش شايفة اي تغيير"
_" طيب وانتي يا امل"؟
_"انا زي ماانا في اوضتي هو مش ده كان اتفاقنا "
_"تمام انا وعدتك ومش هخلف وعدي"
وهكذا انتهى حديثنا بتفهم شديد من يحى لوضعي، وكسر منى انا لقلبه لكن الان لا يوجد اي شيء اقدمه له ،انا اعيش من اجل شيء واحد فقط ان حدث استطيع النهوض مرة اخرى ومقابلة الحياة بابتسامة عريضة وصدر رحب.
في الصباح
لم اغفو جيدا او لم اغمض عيني بالأساس لكن استرخيت على الفراش لبعض الوقت الى ان وصلت الساعة للعاشرة فسمعت عدة طرقات على الباب و اذنت للطارق بالدخول تخيلت الطارق "ديجا" لكن فوجئت بوقوف د.عالية امامي، شهقت متعجبة من وجودها بهذا الوقت هنا فقلت:
_"وحشني اسمع خبط الباب ولما اقول اتفضل تدخلي انتي"
ابتسمت لي بسعادة وقالت:
_"كان ده بيحصل لما كنتي ضعيفة محتاجة مساعدة، لكن ماشاء الله عليكي القوة واضحة اوي في عنيكي وكمان حاسة انك واقفة على رجلك بجد"
اشرت اليها لتأتي وتجلس بجانبي وقلت:
_" لا انا مش واقفة على رجلي ولا حاجة ،صحيح شلت الجبس بس لسه مش بقدر امشي لكن سانده على يحى واقفة على رجلي بوجوده"
_" عانقتني ثم قبلتني عدة قبلات وجلست مقابلتي وقالت:
_"اجمل كلام ممكن اسمعه منك النهاردة...قوليلي بأه اخبارك ايه وحاسة بأيه..خايفة ولا متوترة ولا مبسوطة"؟
قهقهت قائلة:
_" كل دول طيب سؤال سؤال"
_"يلا بأه قولي"
تنهدت بتوتر بينما تعالت انفاسي فأنا الان سأفرج عن كل ما يؤرق نومي ويقلقني وكل ما اشعر بالذنب حياله و أخفيه بداخلي:
_"اول حاجة انا مش حاسة بأي حاجة مشاعري متلخبطة جدا... مقدرش احكم انا خايفة ولا متوترة ولا مخضوضة ولا مبسوطة او مكسوفة ..معرفش بالظبط ...الي متأكدة منه اني حاسة بالذنب تجاه يحى"
اتسعت حدقتيها وقالت:
_"ليه يعني"؟
_"هو يستاهل بنت افضل مني ظروفها احسن مني... مش خريجة مصحة نفسية هموم الدنيا فوق كتافها ...ومشاكلها كتير والاهم من كل ده يكون اول راجل في حياتها"
_"هو يستاهلك انتي ...كل الي قلتيه ده ولا يفرق معاه في حاجة ...وعلى فكرة هو اول راجل في حياتك بجد.. اول حد مش بيكون اول حد قرب مننا لا اول راجل في حياتنا بيكون اول حد قلبنا دق ليه ...ويحى هو اول حد في حياتك بطلي تقللي من نفسك بأه"
فهمت الان سبب زيارتها الصباحية المفاجأة جاءت لتتحدث معي فقلت:
_"انتي حاسة اني محتاجالك عشان كده جيتي "؟
_"لأ انا عارفة انك مش محتاجاني كدكتورة عالية لكن محتاجاني كأم... عشان كده جيت طبيعي اي ام بتتكلم مع بنتها في يوم زي ده"
وكأنها ضغطت على جرحي الذي لم ولن يندمل ابدا ،جرحي المؤلم حقا، جرح فراق وعدم وجود امي ،ترقرقت عيني بالدموع وقلت:
_"انا كنت محتاجة ماما اوي النهاردة... كنت محتاجاها تكون معايا في يوم زي ده"
مدت ذراعيها لي وقالت بعد ان انهمرت الدموع على وجنتيها وانا كذلك:
_"وانا جيتلك اهو.. هكون معاكي النهاردة ومش هسيبك الا لما اوصلك لأيد يحى"
عانقتها وبكيت كثيرا على صدرها وربتت هي كثيرا على ظهري بحنو فقلت:
_"انتي اجمل حاجة حصلت في حياتي"
ابتعدت عني ومسحت دموعها وقالت وهي تبتسم لي:
_"بس يا بكاشة بأه انا برده اجمل حاجة حصلتلك"
_"كل حاجة حصلت من وقت ما اتعرفت عليكي هي اجمل حاجة في حياتي"
استأذنت ديجا بالدخول وقالت بعد ان اكتسى وجهها بالغضب:
_"ممنوع العياط ده فال وحش مرات ابني متعيطش ابدا"
خجلت مما قالته ونظرت الى الاسفل فتابعت:
_"الفطار جاهز تقدري تخرجي تفطري معانا بره يا امل"؟
ابتسمت وقلت" انا كويسة الحمد لله اقدر"
تناولنا افطارنا بسعادة واضحة ،لكن لاحظت اختفاء يحى لم يتصل بي، ولم يأتي كعادته لتناول الافطار معنا ،شعرت بالضيق لكن بررت هذا انه لابد ان يكون لديه اعمال ينهيها.
دق جرس الباب ففتحت الخادمة سمعنا قهقهات عديدة فقالت د.عالية:
_ مين دول "
جاء صوت بيرهان من الخلف وهي تقول:
"احنا"
التفتت لأجد بيرهان ومريم تعجبت من وجودهم معا فقلت"
_"بتعملوا ايه مع بعض"؟
قالت مريم وهي تنظر لي بملامحها الجامدة:
_"اتقابلنا على السلم"
القوا التحية على الجميع كان سلام مريم لي بارد كالعادة، بينما عانقتني بيرهان بحب وقالت هامسة في اذني:
_" مبسوطة عشانك اوي"
فقلت "وانا كمان مبسوطة"
جلسنا وتبادلن اطراف الحديث ففوجئت بأحدهم يعانقني من الخلف اثناء جلوسي ويحيط اكتافي بذراعيه، اختلج قلبي وفزعت فسمعت بيان تقول:
_"اخبار مرات اخويا ايه النهاردة "؟
التفت اليها وقولت "انتي جيتي منين"؟
قهقهت ليفعل الجميع مثلها:
_"جيت من الفانوس السحري"
سألتها كثيرا ولم تجيبني فقالت د.عالية :
_"امل مقولتليش هتلبسي ايه النهاردة"؟
احزنني كثيرا سؤالها فانا اعلم جيدا ان يحى كان يستحق ان تزف اليه عروسه بالفستان الابيض ، لكن كيف افعل و انا اكتسيت بالسواد ،خجلت حقا من شقيقتيه وجدته ؛فقلت و أنا انظر الى موضع قدمي:
_"هلبس اي حاجة من دولابي"
حدقت بي وقالت:
_"ازاي يعني"!
_"والله قولتلها كتير.. انا ممكن اطلبلك اغلي واجمل فستان في الدنيا كلها ...بس انتي تأمري لكن رفضت"
هذا ماقالته ديجا فقلت:
_"هو كتب كتاب بسيط مش مستاهلة"
لاحظت سكوت الفتيات وعدم مشاركتهم الحديث معنا، و اردت سؤالهم عن الامر لكن رن هاتفي وكان المتصل يحى، كنت اريد النهوض لأجيبه براحة اكثر بعيدا عنهم لكن الم قدمي لم يسمح لي فأجبته بوجودهم وسمعته يقول:
_" اجمل صباح في الدنيا على عروستي"
شعرت ان وجنتي ستحترق من خجلي وكأن قلبي سيخرج من مكانه ،نظرت اليهم بعد ان شعرت انهم سمعوا ما يقوله سكت ولم اجيبه فقال"طبعا وشك احمر وهتموتي من كسوفك دلوقت"
_"صباح الخير يا يحي"
_"بيان واقفة قدامك مدالك ايديها اسندي عليها يلا"
رفعت وجهي لأجد بيان تقف امامي ويدها ممدودة لي وتبتسم فحدقت بها وقلت:
_" مش فاهمة "
_"يلا اسمعي الكلام"
وضعت يدي بيدها وسط ذهول الجميع، لأنهض معها ونسير نحو النافذة استندت بيدي على زجاجها فقامت هي بفتحها لي ورحلت بعدها فقلت :
_"يحي مش فاهمة"
_"هتفهمي دلوقت "
فوجئت ببالون باللون الاسود وتلتصق به ورقة صغيرة يتطاير بالهواء شهقت غير مصدقة ما اراه فقال:
_" خديها يلا"
وضعت الهاتف على منضدة صغيرة كانت بالقرب مني ،بعد ان قمت بفتح مكبر الصوت والتقطت بيدي الورقة و اطلقت العنان للبالون ليطير بالسماء ،وفتحت الورقة المطوية لأقرأ ما مكتوب بها فكان"اول مرة شوفتك كنتي لابسة اسود وشعرك طويل واسود برده...كنتي حاضنة نفسك بس اتمنيت اخدك في حضني وقتها.. كانت حياتي قبلك نفس لون البالون سودة جدا"
لم استطع فهم ما يحدث كنت سأوجه حديثي اليه لكن سمعته يقول:
_" متزعليهاش دي واقفة مستنياكي"
رفعت عيني لأجد بالون باالون الرمادي التقطت الورقة التي بها لأجد"واحدة واحدة لون حياتي اتغير بوجودك"
بعدها كان بالون باللون الاحمر،والتقطت الورقة ايضا لأجدها "بدون سابق انذار وقعت في حبك الي كل يوم بيزيد في قلبي "
يليه بالون باللون الوردي وكان به ورقة مكتوب عليها"ده لون حياتي بعد ما نورتيها بحبك وجمال عيونك "
كنت ابكي بصمت فقط التقط الاوراق و اطلق البالونات لتطير بالهواء،و اخيرا وجدت بالون باللون الابيض ،شعرت بشيء غريب بداخلي جعلني اتمسك بالبالون مع الورقة التقط الورقة وشبكت البالون بمقبض النافذة وقرأت محتوي الورقة وكان"الابيض لون قلبك الصافي.. اللون الي اي بنت بتستني تلبسه.. اللون الى اي راجل بيتمني حبيبته تتزف ليه بيه ...الابيض الي رافضة تلبسيه... لكن مش هتنازل اني اشوفك النهاردة بالأبيض "
انهرت باكية بصوت مرتفع من شدة تأثري به فسمع صوت بكائي وقال:
_"انتي كده وصلتي للبالون الابيض صح"
لم اجيبه فتابع"متوجعيش قلبي بدموعك البنات واقفين وراكي ... يلا امشي معاهم ومتنسيش تاخدي الفون في ايدك"
التفتت لأجدهم خلفي حقا صدمت لكم استسلمت لما يحدث ،وسرت معهم بصمت متوجهين الى غرفتي الموضوع لافتة علي بابها محاطة بباقة ورد مكتوب عليها "ادخلي لوحدك"فامتثلت لطلبه ودلفت الى الداخل بمفردي،و اغلقت الباب من خلفي لاتفاجئ بفستان زفاف رقيق جدا وجميل معلق على الخزانة ، وكأن عاصفة اجتاحت جسدي وروحي ،تعالت انفاسي وتسارعت نبضات خافقي فقلت بصوت مرتجف "ايه ده يا يحي "
_"عجبك"؟
قوة تحملي تلاشت وتأثري بكل ما يحدث زاد كثيرا ،فانا فتاة بعمر العشرون اتزوج و اتمني بداخلي انا ارتدي فستان زفاف، لكن براءتي سلبت مني، لذلك لست نظيفة للدرجة التي ارتدي بها الابيض، وهناك من يتمني رؤيتي بداخله ساعدني ياربي ماذا افعل؟
سمعته يقول"نفسي اشوفك بيه هتحققي امنيتي"؟
سكت لبعض الوقت وقلت:
_"انا نفسي اشوف نفسي لابساه"
تحدث بارتياح قائلا:"
_" يبقي اسيبك تجهزي ..الابيض هيكون عليكي يجنن"
انهى المكالمة فوضعت الهاتف على الفراش ببطء وحدقت بالفستان ونظرت الى كل تفصيلة به بسعادة ،وكان عبارة عن فستان بسيط باللون الابيض بأكمام طويلة عبارة عن روود مصطافة بجانب بعضها البعض ليس به اي تطريز ،يتحلى بالبساطة والرقي،و ينتهي بذيل مزخرف بأناقة شعرت انه صمم خصيصا من اجلي ،شردت به قليلا لأسمع طرقات على الباب، امرت للطارق بالدخول فكانوا الفتيات ،فور رؤيتهم للفستان هنئوني، وبكينا قليلا من السعادة ثم ساعدوني لأتجهز.
حل المساء ووصل كل من سامر ويحى ووالدته، و ابيه وزوجته التي حدث بسببها توتر بالغ للغاية بالأرجاء لكن تداركته "ديجا" بعقلانيتها وتفهمها ،جاءت الي والدة يحى وهنأتني وطلبت مني ان اقول لها من اليوم امي فوافقت، و اخبرتني ان كل شيء اصبح جاهزا فقط ننتظر وصول المأذون، و ابي الذي لم اعرف لليوم كيف واقف على هذه الزيجة، جاءت الي د.عالية بالغرفة وقالت ان يحى يطلب مني ان لا اخرج و انهم فقط سيأخذون موافقتي حتى لا اتقابل مع ابي، لكني رفضت و أقسمت ان التقي به، وحدث وبعد وقت قليل كنت اخرج من غرفتي متوجهة الى الخارج رفقة الفتيات ود.عالية، اول من سقطت انظاري عليه كان يحى يقف ينتظرني بطلته الكلاسيكية كأي عريس يوم زفافه،و ابتسامه ساحرة تعلو وجهه و دموع تملأ عينيه كالعادة ،ويد ممدودة لي، هذه كانت حالة يحى جاء الي قبل يدي ثم جبيني ثم همس لي"كنت عارف انك هتبقي جميلة لكن متصورتش انك هتبقي بالجمال ده"خجلت منه وتأبطت ذراعه وتوجهنا الى المكان المخصص لعقد القران، كان ابي يجلس وينظر لي بحقد بالغ رأيت الكره والغضب بعينيه ،فتساءلت اذن لما وافق على زواجي همس لي يحى"متوتريش نفسك بمجرد ما هيمضي هيمشي"
تم عقد القران وسط سعادة عارمة من قبل الجميع وتوتر بالغ من قبلي انا ويحى ،اما ابي كان كمن غصب على فعل هذا ،كان من وقت لأخر ينظر الى والد يحى فيحدق به الاخير ، كنت اتابع كل هذا وانا اشعر ان الامر ليس كما اخبرني يحى،انتهى عقد القران هنئنا الجميع بسعادة ثم مال يحى نحوي وقال"محستش بجمال اسمي غير لما اتكتب اسمك جمبيه"
همست اليه بصوت خفيض مرتجف من شدة خجلي"وانا سمي مكنش ليه معني غير لما بقي اسم مرات يحى الباشا"
عانق يدي وقبلها بحنو، ثم لاحظت نهوض ابي مقررا الرحيل فاستجمعت قوتي مستغلية انشغال الجميع ،ونهضت بمساعدة يحى ،ووقفت قبالة ابي مرفوعة الرأس انظر اليه بكل ثقة وتباهي وقت بنبرة قوية :
_"هتمشي من قبل ما تباركلي"
تهرب بنظراته بعيدا عني وقال:
_"مبروك يا بنت تقى"
تألمت لذكره لاسم امي فأردت معاقبته فقلت:
_"الحمد لله انك مقلتش يابنتي ..اصلها كانت هتبقي بايخة اوي لو قلتها قصاد الي هينضف قذارتك انته والكلب التاني.. ولا نسيت اه اكيد نسيت ماهو مفيش اب يعمل الي عملته"
رفع يده الى الاعلى قاصدا صفعي،فقبض والد يحى على يده وقال:
_"متخلقش لسه الي هيمد ايده على مرات ابني ...قدامي او في بيتها كمان"
حاوط يحى جسدي بذراعه فتحليت بالثقة وقلت بنبرة متشفية:
_"خلاص امل الي بتخاف ماتت ..دلوقت فيه الي يحميها منكم وفيه برده الي هينتقم منكم خافوا مني"
شدد يحى من قبضة يده وهمس لي"اهدي يا مجنونة هتبوظي كل حاجة متفقناش على كده"
احتد الحديث فطلب يحى من والده ان يرافق ابي للخارج وفعل، توترت للغاية ولاحظ الجميع هذا جاءت بيان الي وقالت "والله كان بودنا نرقص ونولع الليلة بس رجلك مش سامحة "
لم اجيبها من غضبي بسبب ما حدث مع ابي فقال يحى"بصي مش لازم نرقص ممكن تشغلي حاجة هي بتحب تسمعها رفعت وجههي لأقول انا وهو في ذات اللحظة" في جوة قلبي حاجة مستخبية"
قهقهت هي وقالت "يا عيني على توارد الافكار "
ساعدني لنذهب ونقف بالقرب من النافذة لنستمتع بليل الاسكندرية الساحر على انغام اغنيتنا المفضلة وهو يقف بجانبي واضع رأسي على صدره متناسية تماما ما حدث قبل قليل.
بعد وقت رحل الجميع وبقيت انا ويحى و"ديجا" استأذنت هي لتذهب لغرفتها معللة تركها لنا انها مرهقة من تجهيزات اليوم، تمنت لنا ليلة سعيدة وذهبت الى غرفتها، جلسنا بجانب بعضنا البعض فقال
_"و اخيرا"
شعرت ان الحديث سيتطرق الى نقطة لا اريدها فبدلت مجرى الحديث قائلة:
_"هو على كان ماله النهاردة عاقل اوي وساكت مش عوايده يعني... تحسه مكنش مركز معاا "
جلس براحة اكثر علي الاريكة واسند ظهره وقال:
_"واخد بالي وفي حاجة لاحظتها لو كانت صح هقطع رقبته "
نظرت اليه لأقرأ ما يدور بعقله وقلت"بيان"!
_"بيان ما انتي ملاحظة اهو"
_"هتقف ضد الحب يا يحى"؟
التفت الى ثم عانق كفي يدي بيده وقال:
_" عمري الي جرب الحب مستحيل يحرم غيره منه بس كله بالأصول"
رأيت الحب والسعادة واضحة بعينيه فتذكرت انا للان لم اصارح يحى بحبي وشعرت ان هذه هي اللحظة المناسبة فاستجمعت قوتي ونظرت الى داخل عينيه قائلة"بحبك "
اغرورقت عينيه بالدموع و انا ايضا ،وتنهد ثم قال"ياه لو تعرفي استنيت الكلمة دي قد ايه"
شعرت انه بدأ يقلص المسافة بيننا فخجلت منه ونظرت الى الاسفل ،وكعادته وضع يده اسفل ذقني ليرفع وجهي وقال"بحبك يابنت قلبي"
قال هذا ثم مال بوجهه نحوي فشعرت ان قلبي سيتوقف من فرط الخجل ،كنت اريد الابتعاد لكن شيء ما جذبني اليه ولما لا وهو اصبح زوجي .
نظرت الى عينيه فرأيت الحب بداخلهم وحمدت ربي على وجوده بجانبي، ابتسمت له وقطع لحظتنا الجميلة تلك صوت دق جرس الباب بعنف نهض قائلا:
_"ده مين البارد ده"
ابتسمت رغما عني على حالته تلك فقلت:
_"شوف مين بس اوعى تتهور"
ابتسم وقال ده انا هولع في الي بره"
اتجه نحو الباب وبعد وقت سمعت جلبة وصوت مرتفع وصراخ يحى ،فاتجهت الى الخارج رفقة ديجا التي جاءت الي مفزوعة وعند وصولي فوجئت برجال الشرطة رفقة خالد,قال يحى بصوت جهور "اخطف مين انتم اتجننتم دي مراتي"
تلاقت نظراتي مع نظرات خالد الغاضبة المشتعلة من كثرة الحقد ،حقا شعرت بالخوف لكن اقتربت من يحى لأتشبث بذراعه فاستمديت القوة منه ،ونظرت الي خا بابتسامة حاقدة متشفية من حالة جنونه تلك فقال:
_" كذب طبعا متجوزهاش"
كان يحى سيتحدث لكن اوقفته قائلة"لا اتجوزنا يا حضرة الظابط لسه المأذون ماشي من شوية وبموافقة بابا...و انا عاوزة اقدم بلاغ بعدم التعرض للاخ ده، دي مش اول مرة ييجى هنا ويهددني ،كمان اتعدي عليا بالضرب واشتكيته بس عشان القرابة الي بينا اتنازلت"
التفت اليه الشرطي وقال "ده حقيقي"
طأطأ خالد رأسه للأسفل وقال"محصلش"
قال يحى"لا حصل المحضر موجود عندكم اتأكدوا"
قال الشرطي"يبقى هتفضل معانا تمضي على محضر عدم التعرض"
كان خالد سيرحل رفقتهم لكن طلبت ان ينتظروا للحظة ،وتوجهت نحوه بمساعدة يحى اقتربت كثيرا منه فاستنشقت رائحته القذرة التي مازلت اتذكرها للآن، لكن تعجبت اني لم اعد اشعر بالخوف منه وقلت هامسه بأذنه" المحضر ده اول الطريق... صحيح انته قتلت امل القديمة لكن في اوموت اتولدت على ايدك مهمتها في الحياة تنهيك بالبطيء انته والست الوالدة اتحمل بقي... وبلاش تجري تعيطلها مفيش حاجة هتنجدك مني الا الموت وهيكون على ايدي برده"
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثلاثون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد


تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة