-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى - الفصل السادس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة نهال مصطفي علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من  رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى وهي تعتبر الجزء الثاني من رواية أباطرة العشق.

رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى - الفصل السادس عشر

اقرأ أيضا: رواية عشقها المستحيل بقلم زينب مصطفي
رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى
رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى

رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى - الفصل السادس عشر

اللون الاخضر بات لقلبى شبحًا بعد ما كان مصدرا لبهجته .. اللون الاخضر على صورتك الشخصيه والاشارة التى تدل انك " متصل الان " تحرقنى وتحول ما بى من سنبلات الامل الخضر ليابسات .. وسمان شوق قلبى ياكلهن عجاف الغياب ..

انت الان تجلس امام شاشة هاتفك فترى هى عيناك وتشاهد ابتسامتك وتشهد على تبدل ملامحك التى اعشقها فى كل حالاتها .. تعرف ما يسعدك وما تفكر به ومع من تتحدث ومن تراقب .. ان يداك الان تحتضنها وتلتمس منها الدفء اما انا قلبى عارى مرتجف بارد يتمنى لمسه دفء منك ..

وانا ايضا جالسه خلف شاشة هاتفى ولكن فى الحقيقه انا اجلس امامك انت وامام صورك وحالتك ونشاطك .. ماذا لو كنت انت هكذا ايضا وتجلس امامى لتتابع آخر أخبارى ..ماذا لو كنت انا وانت نفكر فى ذات الشيء الذى يملأنا وهو " نحن "

شاشتك الوحيده التى تعرف الرد ... اما انا تائهه فى دروب الوهم انتظرك ... شاشتك تعلم ما فشل فى لمسه قلبى ..

ياالله اصبحت اغار من جماد ؟ ا من حق الجماد ان يتلذذ بقرب من يتلهفه القلب ولو لدقيقه .. هاتفك محظوظا بك كثيرا لأنك دائما ماتحتضنه ويعلم عنك ما ابحث انا جاهده لمعرفته .....
***

استند سليم الذي فقد اتزانه على كتف ماجده وهو يهذي بكلمات غير مفهومه .. الا ان وصل الي مخدعها فبسطته فوقه بلطف وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ثم انتصب عودها لتقول بحزن

- سليم .. انت لازم تكون ليا انا كمان .. انا كل يوم بنام خايفه مش بلاقى حد يطمنى .. انا اقولتلك انى مش بحبك بس انا مكمتلش .. انا عشقاك يابن عمى ..

ثم تحركت ببطء نحو الجهه الاخرى من الفراش لتجثو على ركبتيها بهدوء فارده ذراعه لتميل برأسها ببطء فوق صدره .. سندت ماجده راسها فوق صدر سليم فتسلل بجوفها شعور الامان والاطمئنان .. مدت كفها ببطء لتحاصر خصره قائله بحزن

- انا مش عاوزه اوصفلك كنت خايفه ومرعوبه ازاى ودلوقت اطمنت .. اسمحلى بالليله الوحيده اللي انام فيها مطمنه بيك ياسليم .. اسمحلى اطلع انانيه المره دى ..

ثم رفعت رأسها قليلا وتتأمل ملامحه بشغف وهى تتحسسها بانبهار كالاعمى الذي رد اليه بصره ويري الورد للمرة الاولى .. لم تستطيع منع نفسها من تقبيله بشوق فاض بصاحبه .. اما عن سليم فغاص فى سبات نومه مغيبا عن العالم باكمله ماعدا قلبه الذي لا يغفو ولا يخدر عن عشق وجدانته .. تعالت ضربات قلبه حتى استحستها ماجده كأنها تأبى اقترابها .. حتى جسده الذي تعشقه كثيرا يرفضها .. لم تكف ماجده عن قبلاتها المختلطه بدموع الوجع حتى توقفت ببطء لتعود لراحة رأسها وهو صدره تحديدا .. غمضت عيناها بتنهيده قويه قائله

- سامحنى مقدرتش اقف قصاد قلبي فى حاجه زي دى .. سليم انا بتقطع من جوايا كل دقيقه انت مش معايا فيها ..

ثم مسكت كفه عنوة عنه لتضعه فوق بنطنها قائله بحزن شديد
- هو انا مش هيكونلى حتى طفل منك يعوضنى عن غيابك ياسليم ؟!

ثم اعتدلت فى جلستها بحزن يتقاسم معالم وجهها قائله بوجع مكبوت
- يمكن مقدرتش اسرق قلبك وده حقك .. وحقى كمان ان يكونلى ابن منك ومقداميش غير كده سليم انا مش هينفع اعيش غير على حبك ومكتوبه باسمك .. متخلقش راجل تانى بعدك ممكن احبه .. عاوزاك تسامحنى فاللى هعمله ..................

***

تسلل ياسر داخل الشقه بحرص شديدٍ كى يكمل مخططه الدنئ .. حتى وصل الي غرفتها يتأملها بلهفه جنونيه وهى تخضع تحت تأثير شاشه الحاسوب فوق مخدعها .. اذا بيد لعينه تتسلل لخصرها فجعلتها تفزع صارخه باسمه

- مجدى !!!!!!!!!!!!!!

تقف فوق الفراش ترتعد تلهث .. يجن جنونها برؤيته صارخه بوجهه
- انت اتجننت صح !! انت دخلت هنا ازاى وبتعمل ايييه هنا ... دانت بجح ياخى !!

صعد اليها فوق فراشها قائلا
- نتكلم .. 5 سنين رافضه تسمعى مكنش قدامى غير كده ..

ركلته بقوة محاوله الابتعاد عنه فى اثناء تشبثه بها بقوة صرخت بالم
- انت حيوان .. هتودي نفسك فى داهيه ..

استطاع ياسر ان يكبل يدها يأسرها بقربه هامسا بنيره جعلتها تختنق
- لا ... انت لسه بتحبينى محبتيش غيري .. انا ياسر ياصفوة .. مش هسيبك انا بحبك وانت كمان بتحبيى ومش هخرج من هنا الا وانت معايا ..

كل ما بجسدها يرتجف .. يرتعد .. يتنمناه بقربها الوحيد الذي يطمئن قلبها به .. اعتلت انفاسها حد الاختناق وهى تقاومه بكل مااوتيت من كره له .. فى لمح البصر اثناء حديثه ولمساته التى نفرتها روحها .. انحنت بوجهها لتعضه بقوة مما جعلته يرخى قبضه عليها .. ركضت سريعا من امامه متجهه نحو النافذه لتستغيث .. فسرعان ماانقض عليها ليأسرها فى ركن جحيمها الذي سبق وان طبع مجدى عليه ذكريات حزنها ..

تحولت حاله صفوة من الخوف والفزع الي الجنون الهستيري .. تشعر بألم يتراكض بجوفها فهى لم تتحمل رؤيته ولا قربه .. سرقتها ذاكرتها لذلك اليوم المشئوم وكل جيوش مشاعرها تركض صوب عيناي مجدى بسعاده عارمه ماعدا كبريائها لم يخضع له ابدا .. تمنت ان يعيد فعله بفيديو سنيمائى ابشع ولكن معه فقط ولست مع مخلوق كــ ياسر .. ركلته صفو بكل قوتها وهى تصرخ باختناق .. فكبل ياسر ذراعها الذي تقاوم به بالحائط وهو يتنفس بصعوبه قائلا

- مافيش مفر ياصفوة .. لازم تفمهى انى حبيتك ومخنكيش وصحبتك دي هى اللي جات انا ماروحتش لحد ..

- انت اقذر انسان انا شووفته .. ابعد عنى وانسانى بقي يااخى ..

- لا ياصفوة انا مش هبعد .. انا ماينفعش اسيبك تانى .. انت الحاجه الوحيده اللي قالتلى لا .. ومش انا اللي حد يرفضنى انت فاهمه .. انت هتخرجى معايا عشان انا عاوز كده ومافيش قوة هتمنعنى من اللي عاوزه .. انت ليا ياصفوة فاهمه يعني ايه ..

سالت دموع عينيها بألم وهى تحاول التخلص منه صارخه
- مريـــض .. انسان مريض !!! بكرهك وكرهت الحب وكل الرجاله بسببك ...

ثم دفعته برجلها بقوة فتراجع للخلف متألما
- انت عاوزه اي ؟! انا بحبك وعشانك عملت كل ده .. صفوة تعالى معايا نمشي ونعيش حياتنا اللي رسمناها زمان ؟!

- انا بكرهك وبكره اليوم اللي عرفتك فيه وقلبي دقلك .. انت مابتحبش غير نفسك ونجاحك ومستقبلك .. اما انا كنت كماله من ضمن الكماليات بتاعتك .. انت طماع وانانى كلب بتجرى ورا كل واحده ترميلك عضمة .. شخص عنده نقص عاوز يكمله .. بس مش انا يا ياسر واخرج من هنا احسن هقتلك وانت عارف صفوة ما بتخافش ..

وضع ياسر يده بجيبه بشرٍ يتناثر من عيناها ليخرج حقنه مخدره قائلا
- كنت متاكد انك هتعاندى ... ياسر مش هسيبك لحظه ياصفوة ..

ركضت صفوة نحو المطبخ وهى تأكل خطاوى الارض رعبا .. فطرقت بجسد مرتجف على شباك المطبخ مستغيثه
- يااعمماااااد .. عممممماااااااااااااد الحقنى ..

هجم ياسر عليها بوحشيه كالضال المغيب عقله .. فتحت صفوة الدرج وهى تتخلص من قبضته لتتشبث بالسكينه قائله بصراخ وصوت متقطع
- هقتلك ... والله هقتلك لو قربت خطوه كمان .. ارمى اللى في ايدك دي قولت ..

تراجع ياسر ببطء وبدا الخوف يتراكض على ملامحه
- صفوة خلاص .. اهو اهوو هسيبها .. بس انت مش عاوزه تفهمينى ليييه .. ممكن نتفاهم بالعقل طيب

اجابته صارخه وهى تلتقط انفاسها بصعوبه : انت مابتفهمش انا بكرهك وبكره العالم المقرف اللي انت جااااااي منه .......

وعلى حدا وصل مجدى الى اعتاب شقته بتردد ممسكا بالمفتاح ليحدث نفسه بلوم
- انا مش عارف اي اللي جايبنى هنا .. وليه وصلت للباب القصر ورجعت .. انت عملت لى سحر يابت الهوارى ولا اييه ..

وماهى الا بضعة لحظات وصل مجدى الي شقته واستدار ليقفل الباب فالتفت لصوت صراخها
- بقولك امشي من هنا ياحيوااان ..

ركض مجدى الستند على عكازه نحو مصدر صوتها حتى اقترب من المطبخ فتعمد الا يحدث ضجيجا فهدئت خطواته وهدأت ضربات قلبها انذاك .. فهجم عليه وهى يمسك عكازه بالعرض ويطوق به رقبه ياسر قائلا
- والله وجيت لقضاك ياابن ال*****

انفجرت صفوة صارخه باسمه : مجدى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ضغط مجدى اكثر على عنق ياسر الذي اوشك على فقد نفسه متشبثا بالعكاز ليبعده عن عنقه قائلا بصوت متقطع

- مكنتش متوقع انك ترجع تانى .. انت ليه مش فاهم انها حبيبتى ومحبتش غيري ..

صرخت صفوة بلهفه : كداب يامجدى متصدقهوش .. لا .....

استند مجدى على ساق واحده وتراجع للخلف وهو يجري ياسر بقسوه حتى خرج من المطبخ قائلا
- البنى ادم الغبي هو اللي بيجى لمكان موته برجليك .. انت عاوز منها ايه ..

تابعت صفوه خطاهم بهلع وجسد مرتجف وهى ترمق مجدي بنظرات من الشوق والخوف فى آن واحد .. فى لحظه استجمع فيها ياسر قوته ليركل مجدي على غفله فى ساقه المكسورة .. فجعلت توازنه يختل .. فصرخت صفوة باسمه راكضه نحو النافذه لتستغيث .. فتشبث ياسر بشعرها بعنف
- انت مش هتخرجى من هنا غير معايا ياصفوة ..

فى لمح البصر ضربه مجدى بقوه بطرف عكازه فى منطقه الحظر مما جلعته يتلوى الما .. ركضت صفوة للخارج مناديا على عماد
- عمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد .. ياعمااد الحق مجدى ..

فلم تكبح مشاعر خوفها فصعدت لاعلى راكضة لاهث وكل ما بجوفها يرتجف لتطرق على شقة عماد بعنف ولكن دون جدوى ..

" فى حمام شقة عماد "
مع اندفاع صوت المياه وضحكات نورا العاليه فى حوض الاستحمام.. فاردف عماد قائلا بمزاح
- الضحكه دى بتزلزل قلبي على فكره ...

فتحركت نورا بدلال لتستند على كتفه قائله
- وانت لما بتكون رايق بتخطف قلبى ..

قطب عماد حاجبيه متسائلا : ولما اتعصب ..

- احمم .. بحبك اكتر والله .. وبعدين من هنا ورايح هيكون للبيت ده شويه قواعد .. اولهم مافيش خروج بعد الساعه 8 ..
- وتانى حاجه بقى ؟!
- ممممم تفضل سهران معايا لحد الفجر .. عماد انا عمرى ما مليت من انتظارك ولا عمري هشبع من قربك .. كنت شيفاك الاول كل حاجه قلبى محتاجها ودلوقت انت قلبي اللى انا ماينفعش اعيش من غيره ..بتحبنى ياعماد ؟!

اعتدل فى نومته داخل الحوض ليعلوها قائلا
- تؤ .. الحب كلمه قليله على وصف كل دقيقه معاك وبسمع فيها صوت ضحكتك .. يكفى انى حسيت معاكى بحاجه مفتقدها من زمان ..

- احم .. ينفع اطلب طلب ؟!
هز رأسه نفيا ليردف بحب : مش عاوز كلام حب تانى .. عاوز ارد على الحب ده بطريقتى .... ممكن .

***
عادت صفوة الي شقتها بعدما لم تجد فائده من النجاه .. فوجدت مجدى يتحمل على ساق واحد ويطوقه ياسر بساعده متأوها .. صرخت صفوة متوسله
- ياياسر سيبوه .. ارجوووووك ..

لهث ياسر مردفا : هتمشي معايا ياصفوة انت ليا لوووحدى !!
لكزه مجدى بكوعه فى بطنه قائلا : ده نجوم السما اقربلك ياحيلتها ..

ثم صوب لكمه اخرى قويه اسفل عينه قائلا بنبره قويه
- نادى على الغفر ياصفوة ..

فزعت صفوة فأثر الصدمه على قلبها اكبر من ان تتحمله .. فتحركت وهى تلوم نفسها بدندنه
- غبيه غبيه ياصفوة .. اتحركى واقفه تتفرجى ليهه !!

فجأة اخرج ياسر سلاحه وهو يركل مجدي بقوى على ساقه الموجوعه قاصدا ان يهزم قوته لاعبا على اوتار وجعه .. فانخلع قلب صفوه من مكانه اثر صرخه مجدي القويه التى جذبت اذان احد الخفر المارين تحت البيت .. فوقفت لبرهه تراقب فوهه السلاح المصوبه نحو مجدى وهو يقاوم وجعه بصعوبه .. فسقطت عيناها على الحقنه المخدره الملقاه ارضا .. ونظره اخرى ارسلت لكلماته ياسر التهديديه ..

فانحنت بلهفه وهى تقترب من ياسر الذى اوشك على الضغظ فوق زناد المسدس .. وبمهاره مهنيه غرزت صفوة الابره بعنقه فى نفس اللحظه التى حركت ذراعه الاخر بذراعه الذي يكسوه الجبس لاعلى لتصيب رصاصته شاشه التلفاز .. فسقط ياسر ارضا فى الحال اثر الابرة المخدرة ..

ركضت صفوه نحو مجدى لتطمئن عليه بلهفه وقلق
- انت كويس مش كده .. رجلك بتوجعك طيب ... انت مابتردش ليه .. يامجدى طمنى عليك والنبى .. طيب ورينى رجلك فيها حاجه

ذاب مجدى فى سحر شعرها المنسدل على كتفه كخيوط الحرير .. واصلت صفوة عملها كحبيبه قبل ان تكون طبيبه فى تلك اللحظه وهى تفحص ساقه بعنايه .. بينما عنه تخدرت كل اوجاعه المؤلمه بعطر قربها ..

***
صوت طرق على باب غرفة ماجده

- ياماجده افتحى .. انت بتعملى ايه جوه ؟!

اردفت يسر جملتها الاخيره بعدة طرقها عدة مرات على الباب وهى تقف خلف باب غرفة ماجده .. فقتلها الفضول منذ اللحظه التى رأت بها سليم يدلف لغرفتها .. فهى تخشي ان تقوم اختها بعمل شيطانى يفسد علاقته بزوجته ويخسرها ذاتها .. تجاهلت ماجده نداء اختها اما يسر لاحظت حركه القصر المريبه .. فركضت نحو عفاف التى خرجت من غرفتها مرتعده

- فى ايه ياعمتى .. اي ضرب النار ده ؟!

عفاف وهى تركض على الدرج بخوف : سترك يارب .. سترك

يسر برعب وهى تبحث عن هاتفها : محمد !!!!!!!!!!!!

بعد دقائق معدوده احتشدت الشقه بالخفر والشرطه التى اتت نتيجه اصرار صفوة على تبليغها .. لتأخذ كل من ياسر ومجدى .. اخيرا التفت عماد الجالس بغرفته الي صوت سيارة الشرطه وحركه البيت المربكه بالخارج .. فركضت نورا بجواره بنظره استكشافيه

- هو في ايه والشرطه دي بتعمل ايه هنا ياعماد ...

ارتدى عماد جلبابه سريعا مردفا : هنزل اشوف في اي يانورا ...
نورا بقلق وعيون خائفه : اووووف استر يارب ...

***

ركضت وجد نحو النافذة اثر الضجه القويه بالخارج .. فارتعد قلبها على سليم فعادت لتتصل به ولكنها فوجئت بصوت هاتفه بجوارها .. فانقبض قلبها اكثر
- ياتري انت فين ياسليم !!!

ارتدت عبائتها سريعا لتخرج من المنزل متجهه نحو اجتماع الخفر .. فالتفت الى عماد الخارج من بوابه العماره فسألته
- سليم فين ؟؟!

عماد بجهل وهو ينادى على احد الخفر : فى ايه يابنى والبوكس ده خد مين ؟!

الخفير : ده حرامى فى شقة مجدي بيه والحكومه جات وخدتهم ؟؟

نظره استغراب رمقت بها وجد عماد الذي بادلها نفس النظره مردفا
- حرامى ازاى !! وانتوا قاعدين هنا تعملو ايه ... ومجدي فينه ..

الخفير : ما البوكس خد سي مجدى والحرامى ياعماد بيه

وجد بلهفه : وسليم فينه ..

حك الخفير براسه قائلا
- ماخابرش بس يستهيألى راح ورا مجدي بيه ..

وجد بقلق : اووووف ياسليم .. - ثم التفت الي عماد - هتروحلهم مش كده !!

عماد بدون تفكير : اااه لازم هروح .. خشي انت ياوجد وانا هخلى سليم يطمنك ..

زفرت وجد باختناق وهى تعود لمنزلها وتتمشي بتمهل فى الحديقه مردفه بضيق
- اى المصايب دى بس ياربي !!!

***

صوت تلكسات السياره احدث ربكه غير عاديه فى قلوب الغرفه .. فركض بعضهما نحو البوابه مهللين
- ياحيدر بيه .. نورت والله نورت ..

زمجرت رياح غضبه قائلا: ساعه يابهايم عشان تفتحوه
- معلش معلش ياحيدر بيه اللي ما يعرفك يجهلك ؟؟!

دلفت سيارة حيدر داخل القصر مصدرة ضجيجا عاليا .. اثر اخرج ادهم راسه من النافذه ليتفاجئ بوجود فلعن ذلك الحظ
- اووووف وده مش خايف ولا ايه ؟!

خرج ادهم بعجل ليكتشف ما الامر متظاهرا بالفرحه
- والله نورت يااعمى ... البيت من غيرك ملهوش حس !!

اردف حيدر بغضب وهو يجلس على المقعد المجاور للباب
- ايه ياادهم .. مكنتش متوقع انى اجى ولا ايه !! فاكر انك هتستفرد بممتلكات العتامنه لوحدك !!

حك ادهم ذقنه بتعجب فاردف بتمويه
- لا كيف !! بس مستغرب من الشجاعه دي .. انت مش خايف من الحكومه ياعمى !!

التوى ثغر حيدر بتعجب : لا ماهو ولد الهوارى اتنازل خلاص .. لسه واحد من معارفى قايلين لى ..

اقتطبت ملامح ادهم باستغراب : ايييييه !!! سليم اتنازل !!! وده ليييه يعنى ؟!
حيدر بمكر : ماخابرش .. بس شكله ناوى على حوار اكبر ... ادهم خلصلى الشغل وبعدها هنروقوا لعيال الهوارى ؟

- ووجد ياعمى ؟!

- هقتلها .. ورحمه ابويا هقتلها على عملتها الهباب دي !!

***
" صباحا "

استيقظ سليم من سباته اخيرا بتكاسل شديد .. ليتقلب فى فراشه ببطء ويفتح عيناه بتثاقل اى ان سقطت انظاره على تواجده بغرفه ماجده .. فزع سليم من موضعه ممسكا برأسه بتعب محاولا تذكر ليله امس .. ولكنه دون جدوى , نهض من فراشه كالمجنون باحثا عن ماجده التى لم يجد اثرا فى القصر .. فوقف فى منتصف القصر وركل المقعد الخشبي بقوة كشيء يفرغ به جيوش غضبه قائلا
- ياويلك ياماجده لو اللي فى بالى صح ؟!

لمح سليم وجد تسير بفردها فالجنينه .. فخرج سريعا ليذهب اليها فاستقبلته بلهفه كلهفه رد الروح
- سلـــيم كنت هتجنن عليك !! كده تمشي من غير مااعرف !!

عانقته وجد بشوق اما عنه فتغيب عن كل واقع وخيال التفت فقط لجيوش الالم التى تتراكض براسه .. فواصلت وجد حديثها
- مجدي عمل ايه طمنى .. ؟

نظر لها سليم باستغراب : ماله مجدي !!

احتلت الدهشه معالم وجهها قائله
- سليم انت مش كنت معاه فى القسم ؟؟! الخفير قال لى كده .. انت مالك مش مظبوط ليه ؟!

مسك سليم راسه بقوة قائلا : دماغى هتتفرتك من الصداع ياوجد ..
لمست جبهته بلطف مردفه : ده اكيد عشان منمتش طول الليل .. بص روح نام وارتاح ومجدى معاه ربنا ..

زادت مشاعر الدهشه والاستغراب والفضول والقلق فـ آن واحد بجوفه .. فهو يجهل تماما ما حدث ليلة امس ومجدي ما الامر الذي القى به الي القسم !! فالتفت اليها
- وجد هاتيلى محمولى من جوه بسرعه ..

- سليم انت هتروح فين !! انت مش صالب طولك ..

بنبره قويه اردف سليم : خشي ياوجد .. واسمعى الكلام ...

***
" فى شقة صفوة "

- يابتى ماتريحى قلبى وقوليلى الزفت دا كان بيعمل ايه هنا ؟!

اردفت عفاف متوسله لصفوة ان تجيبها .. ولكنها التزمت الصمت ايضا ولم ترد على احد .. اقتربت نورا منها راجيه

- ياصفوة انت من امبارح على الحال ده .. فهمينى طيب ؟!

صرخت صفوة بهم بنفاذ صبر : اطلعوا كلكم بره مش عاوزه اتكلم مع حد .. مش عاوزه اسمع اي كلام .. حرام عليكمم !!!

ثريا بغضب : ماتتعدلى يابت مش ناقصاك انت كمان .. وتردى وتفهمينا ..

وثبت صفوة قائمه الا ان انخفض ضغطتها فجاة وشعرت بدوران فارتمت على الاريكه بتعب
- الحقينى يانورا دايخه اوى ..

هتفت نورا بلهفه : يسر هات ميه بسكر بسرعه ..

ركضت ماجده ويسر نحو المطبخ لتعد ما طلبته منها نورا فاطرقت ماجده باختناق
- يسر .. انت مش بتكلمينى ليه ؟

زفرت يسر باختناق وهى تتحدث بصوت منخفض
- انت مش مكفيكى اللي عملتيه فيا وقتلتى ابنى وكمان عاوزه ترتكبى جريمه اكبر وتاخدى حاجه من سليم مش من حقك ؟؟! ليه ياماجده الغل ده ليه ؟؟! ليه واقفه فى طريق سعاده سليم ... احمدى ربنا انى لحقتك وقتها والا كان سليم هيكرهك طول عمره ومش هتلاقي حد تسندى عليه .. متحاوليش تخسري سليم حتى كأخ ليك .. واعقلى .. هما كلمتين واقفين فى زورى وبعدين مش عاوزه اعرفك تانى .. وسعى من وشي ..

اجهشت ماجده فى البكاء بصوت مكتوب وهى تتشبث بقلبها الذي شعرت بألم به كانسكاب الزيت الساخن فوقه .. ظلت تنوح بالبكاء بالم وهى تجثو على ركبتيها ارضا لتناد
- يارب خدنى بقي .. انت تعبت ...

***

لمح سليم عماد ومحمد من بعيد فركض نحوهم بتساؤل
- حصل ايه ياعماد ؟؟!

محمد بغضب : انت كنت فين من امبارح .. طبعا نايم ولا على بالك ..
ضغط سليم على فكيه قائلا باختناق : والله ما كنت اعرف .. ماله مجدي ..

عماد بحيره : بس انت كنت فين دي حتى وجد كانت بتسال عليك امبارح ..
شعر سليم بالاختناق فاردف بنفاذ صبر
- ياعماد خلصنى وقول لى حصل ايه مش فاهم حاجه ..

روى عماد ما حدث بليلة امس على اذان سليم التى تبدلت ملامحه ملتهما بها نيران الغضب .. فاردف سليم بحذر وصوت منخفض
- عماد وجد لو سألت انا كنت معاكم فاهمنى !!
محمد بنرفزه وغضب يتأكل من ملامحه : وده ليه اومال انت كنت فين ؟؟!

سليم بضيق : انا صحيت لقيتنى فى اوضة ماجده معرفش ازاي .. ده اللي عاوز افهمه .. عموما زي ما قولتلكم ..

قطم محمد شفته السفليه بغضبه وعيون يجحظ منها تيارات الكره : الزفته دي تانى .. دي شيطانه عايشه معانا فى البيت ؟؟!

تجاهل سليم اتهامات محمد فاردف قائلا : ومجدي فينه دلوقتى ؟!

عماد باسف : ودناه المستشفى .. البيه فضل مقضي الليله فى الحبس امبارح ومستحمل الوجع لحد ما رجله التهبت وربنا يستر وما تقلبش بغرغرينه !!

سليم بتساؤل : نعم .. ومجدي يبات ليه فى الحجز اصلا ؟!
محمد بنفاذ صبر : عشان بلاغ ست صفوة اللي هتلبسه فى 3 سنين سجن ...

ابتسم عماد بمزاح وهو يلكزه بمزاح : ماتعرفش فى فالقانون تبقى تسكت يابتاع الادويه انت ؟!
محمد باقتطاب : اومال اي اللي هيحصل فى اخوك يافالح ؟!
تنحنح عماد بثقه فاردف :
- منا مش قاعد ارش كنافه فى حقوق 4 سنين يادكتور .. بص طبقا لنص الماده504 " ان القانون بيعاقب بالاشغال الشاقه من جامع شخصا غير زوجه " وكمان الماده 503 " ان اكره غير زوجه بالعنف او بالتهديد على الجماع عوقب بالاشغال الشاقه المؤقته وهى من 5 ل 7 سنين " ... يعنى بالمختصر ولاسف الصريح ان القانون موضعش نص يجرم الاغتصاب الزوجى ... فااخوك خلع منها .. ممكن بس يلبس فى 3 شهور بتهمة الضرب البسيط ودى سهله وليها حل ... كل حاجه عند عماد الهوارى ليها حل ....

نظر سليم لمحمد بذهول .. فاردف محمد قائلا
- وانا اقول حال البلد دي مش ناوي يتصلح ليه .. طول ما القانون اللي بيحكمنا طرى عمرنا ماهنتعدل ..

اقتحمت وجد اجتماعهم قائله بهدوء : تليفونك ياسليم ؟!

تناوله سليم منها قائلا بامتنان : متشكر ياوجد .. روحى ارتاحى انت وانا هطمن على مجدي ومش هتأخر ...

***

دخل عماد ومحمد شقة مجدى حيث مكان اجتماعهما .. فنهضت صفوة بلهفه
- مجدى عمل ايه ... عماد انت ساكت ليه والنبى طمنى ؟!

تبدلت ملامح عماد متظاهرة بالغضب والحزن مردفا بسخريه
- يهمك قوي يعني .. عموما انا هقولك بسببك مجدى امبارح بات فى الحجز عشان يتعرض على النيابه الصبح .. وفضل مستحمل الوجع فى رجله لحد ماحالته اتدهورت وفى المستشفى حاليا ... حقك رجعلك كده يادكتورة ؟!

دمعه فرت من طرف عينيها باحباط ثم دارت الي محمد بتوسل
- محمد .. قوول لى ان كلامه ده مش صح ؟!

رمقها محمد بنظره جافه ونظره اخرى سقطت على عماد الذي يقف خلفها يغمز لمحمد بمكر فكتم ضحكته قائلا
- رجل مجدي ممكن تتبتر فى ايه وقت .. افرحى يابت عمر حقك رجع ..

ثم رفع نبرة صوته مناديه على زوجته
- يلا يايسر .. يلا من هنا !! ناقص نولع فى بعض !!!!

ثم تظاهر عماد بالجديه قائلا بصوت كظيم
- واحنا كمان يا نورا يلا بينا !! سيبى النار تحرق صحابها !!

ظلت صفوة تراقب كلماتهم ونظراتهم التى اشعلت نيرانها اكثر فوقفت مكانها متجمد غير قادره على التحدث .. بات الندم يقطم بجوفها بقسوة .. تسللوا جميعهم واحد تلو الاخر الا انها فاقت على صوت عفاف راجيه
- خدنى عند اخووك ياعماد والنبى .....

***

- فتحلى راسك ياادهم .. البضاعه كلها كام يوم وتوصل .. عاوزك تستلمها بنفسك .
اردف حيدر جملته بحرص بعدما تأكد من قفل باب المكتب .. وجلس بقرب ادهم مواصلا حديثه

- هتروح اسوا تستلم البضاعه وتحطها فى مخزن قديم هديك عنوانه .. وهنوزعها احنا بطريقتنا بعد كده ؟؟!

ادهم بتساؤل : مش فاهم ياعمى .. انت عارفه بتتكلم فى كام طن ؟! وبعدين انا محتاجه رجاله كتير وازاي هفرز الكميه دي لحالى ؟؟!!

ابتسم حيدر بمكر وهو يمد له عينه بسيطه من الصنف
- شوف .. صنف مدخله زيه ولا هيجى بعده !!

شم ادهم بانتشاء رهيب ثم رفع حاجبه باعجاب مردفا
- دى حاجه فاخره قوي .. عموما معاك .. طالما كل حاجه متأمنه ؟!

ظل حيدر يرمقه بمكر قائلا لنفسه
- لعبتك اتكشفت ياولد اخوى وهتقع فى شبكه حيدر قريب !!!!

تقف ورد خلف النافذه بالجنينه تستمع لهم باهتمام .. ثم اخرجت هاتفها لتخبر يوسف عن كل شيء استمعت له .. وبعد ما انهت مكالمتها وهى تتمشي بالجنينه ظهرت لها ساميه المختبئه خلف الشجره لتقبض على شعرها بشده قائله

- والله ووقعتى ومحدش سمى عليكى يابت ساميه !!!

ثم نادت بصوت عال
- ياحيدر .. يااادهم تعالو الحقوا نصيببببه !!!! يااادهمممممم الحقق !!!!!

ركض كل من ادهم وحيدر للخارج نحو صوت ساميه المرتعد .. ومن ناحيه اخري دلف زين الصغير اخو وجد لغرفه المكتب فوجد سلاحا جذبه فضوله اليه .. فاقترب منه ليلعب به قائلا
- انا لازم يكون معاى سلاح حقيقي زي اللي فى اللعبه ..

ثم لفت انتباه كيس صغير باللون الابيض .. فوقف امامه قليلا فأخذ بدون وعى ليشمه عده مرات مردفا باستغراب
- اي ده ؟؟!

لم يكف زين عن ذلك بل اكمل سيره وراء فضوله ليذوقه حتى تجرع كميه كبيره اطاحت بحياته على الفور فسقط طريحا كالطير الذبيح الذي يسبح فى دماء روحه يلهث انفاسه بصعوبه بالغه ..

تصرخ ورد محاوله التخلص من قبضه ساميه القويه
- بقولك سبينى فى حالى .. عاوزه منى ايه ؟!

وقف حيدر متسائلا
- هببت ايه البت دي ياساميه .. ؟!
اردفت ساميه بشر : الهانم شغاله مخبر للحكومه .. وبتبلغهم كل خطواتكم .. مكفهاش عار اختها لا وكمان عاوز تسجنكم !!

نظر لها ادهم نظرات غاضبه وهو يقبض على ساعدها ويرجها بعنف
- الكلام ده حصل ؟؟!

صرخت ورد متألمه : محصلش !! وسيب يدى

اردفت ساميه مستنكره : افتح تلفونها ياولدى وانت هتعرف ..

شد ادهم الهاتف من يدها ثم عاود الاتصال بأخر رقم فظلت ترمقه بتوسل وصوت يصرخ من جوفها بالا يفعل ذلك .. رد يوسف على اتصالها قائلا
- هاا ياورد .. جد جديد ؟!

صرخت ورد لتستغيث به : ياايوووووسف الحقنى !!

فزع يوسف من مكانه بينما اسرع ادهم فى انهاء المكالمه قائلا بغضب
- دانت وقعتى تحت يد اللي ماعيرحمش ؟؟!

اردف حيدر بملامحه يشتعل منها نيران الغضب
- البت دي تتحبس فى المخزن تحت لحد مانروقلها ؟؟!

التوى ثغر ادهم بمكر وهو يجرها بقوة على لحن صراخها وتوسلها ونداءها على امها قائلا فى باله
- كده احلويت ولقيت الطعم اللي ست وجد هتقع بيه فى المصيده .....

***

"فى المستشفى "

تجلس عفاف بجوار ابنها وهى تنوح الما قائله بعتب
- كان مستخبيلك فين كل ده بس ياولدى ... عينى عليك وعلى بختك ؟؟

اردف مجدي مازحا : جرى اي ياعفاف مانا زي القرد اهو قدامك واتسترت !!

- لا ياولدى قلبى واجعنى عليك .. مجدي طمنى عليك فى حاجه بتوجعك !! يعنى حاسس بحاجه ؟!

هز مجدى رأسه نفيا وهو يضحك قائلا
- اقوم اتنطط قدامك طااب ياعفاف عشان تصدقى انى زين ؟!! منا قدامك حى اهو .. اومال لو واخدلى طلقتين ؟؟!

اردف سليم بمزاح : تصدق ياض يا مجدى انت انقذتنى من ورطه كبيره لدرجه انى عاوز ابوسك دلوقت ؟؟!

رد مجدي ضاحكا : لا ياعم وفر بوسك لصحابه .. اما احنا غلابه بنخدم من غير مقابل ..

دلف عماد عليهم قاائلا بحماس وهو يلقى حقيبته على طرف السرير
- هااا ياوحش ازى الصحه؟؟!

- عااال ياعماد .. طمنى الواد الزفت ده حصله ايه ؟؟

اردف عماد باسف
- للاسف محاميه طلب انه يتعرض على دكتور نفسانى .. شكله عنده حاجه فى عقله ..

مجدي بحنقه : ده اكيد .. وهو فى حد عاقل يستجري يقرب من مراة مجدي الهواري .. ده كان اتنسف ؟؟!!

التفت عفاف اليه بدهشه وذهوله وهى تشده برفق من ملابسه
- انت بتقول ايه !! انتوا مش اطلقتوا ؟؟!

اردف مجدي : اااه حصل بـــ

قطع حديثه صوت خبط صفوة على الباب فدخلت بتثاقل وهى تنظر لهم بخوف .. فاردفت بخجل
- انت عامل ايه دلوقتى ؟؟!

جهرت عفاف غاضبه : وانت كمان ليك عين تيجى لحد هنا مش كفايه انك السبب فى كل ده !! بقا ولدى انا يبات ليله فى الحجز بسببك .. روحى يابت ثريا مش مسامحاكى ؟؟!

لكزها مجدى برفق قائلا بعتب
- خبر ايه اومال ياعفاف ماتستهدى بالله ...

ثم نظر الي صفوة قائلا باتسامه واسعه
- انا احسن الحمد لله .. ودراعك اخباره اي ..

صمتت قليلا ثم اطرقت بهدوء
- اه الحمد لله .. على فكره انا متشكره على كل اللي حصل وكمان انا اتنازلت عن القضيه فتقدر تطمن وتعيش حياتك عادى ..

اتسعت ابتسامه عماد وهو يرمق سليم بمكر لنجاح مخططه مردفا فى سره
- والله ياواد ياعمده عليك دماغ المااااااظ ..

اعتدل مجدى فى جلسته ليردف برجاء
- طيب ممكن تسيبونى معاها شويه ...

احمر وجهها خجلت فاردفت سريعا
- لا لا انا همشي وبعدين نتكلم تكون خفيت ..

اوقفتها نبرة مجدي القويه قائلا
- صفوووة .. قولت عاوز اتكلم معاكى ...... عماد خد امك وامشوا يلا ..

عفاف بحنقه : مش هسيبك معاها ياولدى !!
اطرقت صفوة بخجل وهى تستمع لحديث عفاف .. فاقترب منها عماد قائلا
- يلا يااما تعالى ..

خرجت عفاف وهى ترمقها بنظرات شرانيه ارعبتها .. فاردف مجدي قائلا
- تعالى اقعدى .. هتفضلى واقف !!

دنت صفوة منه لتجلس على طرف السرير بخفه قائله
- عاوز تقول ايه اتفضل ..

ابتسم مجدى بهدوء : وحشتينى ..
التفت صفوه كى تهرب من حصار عيناه ولكنه قبض على كفها سريعا ليقربها منه اكثر
- بلاش دى .... حبيت لهفتك عليا اوى ؟؟!

تنحنحت صفوة بخفوت لترد
- خوفت على رجلك .. وكده وبعدين الحقير ده متخيلتش انه يوصل بيه الجنان يعمل كده ..

وضع مجدي كفه على راسها من الخلف ليداعبه بلطف
- ايوه .. انا عاوز اعرف حكاية الواد ده ؟؟

نظرت لذراعه الممتد على راسها باستغراب فاردف بتوتر
- هاا !! لما تخف وتبقي كويس هابقي احكيلك ..

ابتسم مجدي ابتسامه تراقصت عليها ضربات قلبها قائلا
- طيب اتنازلتى ليه .. انا كنت مستعد اتحبس عشانك على فكره ..

اطرقت بخجل : احمم حبيت اقولك شكرا بطريقتى .... وكمان شكرا للامان اللي بحسه فى وجودك ..مافيش مره اتمنيت وجودك الا ولقيتك .. ممـــممم مش فاهمه فى ايه .. فجاه لقيتنى فى المحكمه وبتنازل .. وجيت اطمن عليك ...

رجفة شفتيها وحركه عيناها القاصده الهرب عن اسهم نظراته حركت كل ما هو ساكن بجوفه .. فلم يكبح رغبته فى التهام رجفتها وقلقها وتوترها البالغ .. فدنى منها ببطء فتجمدت صفوة فى مكانها عاجزه عن الحركه حيث تحولت يدها الدافئه لمثلجه .. لاول مره تستنشق انفاسه بلهفه وحب .. لاول مره تثور اشواقها اليه فلم تمنعه تلك المره .. اكتفت بتقفل عيناها ببطء مستقبله لمساته بانتشاء مكبوت .. حظى مجدى من شهد قربها بعدة قبلات اسرته عشقا ليضمها من خصرها بشوق ولهفة اليها .. ففزعت صفوة من موضعها كالملدوغه

- مجدى كده ماينفعش ... لو سمحت

- ماينفعش ليه ياصفوة ..

- احنا اطلقنا لو مش واخد بالك ..

ابتسم بثقه قائلا
- بس انا رديتك امبارح ؟؟!

جملته الاخيره كانت ككرباج اندلى على قلبها خصيصا .. فاتسعت عيناها بذهول مع تبدل معالم وجهها من الحب للكره ومن المرح للغضب لتثور قائله
- دانت ايامك معاايا سوده ومهببه .. انت بأى حق تعمل كده ... !! دانا هوديك فى داهيه ...

***
فتحت وجد باب منزلها ففوجئت بالطارق .. فظلت ترمقه طويلا حتى ارتسمت ابتسامه مزيفه
- ماجده !! اتفضلى ؟َ! انت عاوزه حاجه ؟؟!

ماجده بحزن : وجد .. محتاجه اتكلم معاكى ..........................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية عشق من نار بقلم نهال مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة