-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل التاسع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل التاسع عشر من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد ، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.

رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد - الفصل التاسع عشر

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية البجعة السوداء - نور خالد
رواية البجعة السوداء - نور خالد

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل التاسع عشر

(لا أحـد يـتـعـلـم دون أن يـرتـكـب الأخـطـاء)
فـي ڤيـلا البـجـعـه ..

كانوا يلتفون جميعهم حول مائدة الطعام الكبيرة ، ولكل منهم يلتقط نظراته الخاطفة للآخر بصمت ..

لتقطع ليلي حاجز الصمت وهي تترك ملعقة الطعام وتشبك اصابعها علي المائدة ، لتنظر الي لارا وتردف بخبث ممزوجآ بالمشاكسه: ايه يا لارا يا حبيبتي ، انتي مبتاكليش ليه !
أردفت لارا ببرود متصنعه اللامبالاه: مش جعانه ..
ارتفع صوت ما ، ليلتفون جميعهم صوب لارا ومزيج بين النظرات المشاكسه والخبيثة ، والاخره تكمم رغبتها بالضحك ....
فأخفضت لارا عيناها الي معدتها الصغيرة ، الصوت صادر منها دليل انها تتضور جوعآ مطالبة بالطعام ، وكسر تعويذه عندها !..

رفعت نظرها بشموخ مصطنع وهي تحمحم لتردف بارتباك تحاول ان تخفية بقناع العند: احم .. ااا ... هاكل حبه صغيرين عشان كلت ف المستشفي ..
اردفت منار مسرعه وهي تردف بتلقائية: كدابه ، الممرضين اشتكوا انك بترفضي الاكل اللي بيدخلك ..
نظرت لها لارا نظره ناريه وهي تتوعد لها ..
قهقهت ليلي وهي تردف : خلاص يا بنات .. يلا كلوا
اردفت لارا ببرود وهي تمسك ملعقتها: هاكل طبعا ده بيتي مش هاخد الاذن منك ..
دهس هيثم علي قدماها اسفل المائدة لتتأوه وهي تنظر له فجز ع اسنانه بغضب ..
في حين ابتسمت الهام وبداخلها لا يعلمه احد سواها لتردف باصطناع وهي تاخذ ملعقتها: طبعا ..
تنهدت لارا وبداخلها شيء يؤنبها ويمزق تفكيرها ، ولكنها تجاهلت كل هذا ومدت يدها تاخذ ملعقة من الحساء ثم تناولته تحت انظار ليلي الخبيثة والمترقبة !..

سرعان ما شهقت وهي تاخذ منديلآ وتقذف ما بجوفها !..
نظرت منار الي ليلي فوجدتها تراقبها وقد احمرت وجنتاها وهي تكمم رغبتها بالضحك بقوه! ، ضحكت منار ع هيئتها وهي تردف بخفوت موجهه حديثها اليها: حطيتي ايه؟
اردفت ليلي بخبث: شطه مع سكر !
اتسعت عين منار بذهول ثم نظرت صوب لارا وقد انتشرت الحمره بوجنتاها وادمعت عيناها اثر المذاق الحار مع السكر !! ..
دقيقه وانتهت وهي تتنهد لتاخذ كوب ماء ثم ارتشفت منه قليلآ ..
نظرت الي ليلي بضيق فأسرعت ليلي تردف ببراءه مصطنعه وهي ترفع مرفقاها باستسلام: انتي عارفه انها اول مره ادخل فيها المطبخ ، بس يكفي اني حاولت عشانك !
جزت لارا علي اسنانها بغضب وهي تقف منتصبه لتردف: كنتي هتموتيني !
وقفت ليلي بدورها لتكمل بنفس النبرة المصطنعه: بس مموتيش ولا حاجه !
دبت لارا بقدم علي الارض وهي تكظم غيظها وكادت تسير حتي اوقفتها ليلي تردف بنبره مترجيه مصطنعه: اكيد ده حصل غصب عني ، انتي جعانه... كملي اي حاجه تانيه .. اقعدي عشان خاطري

جلست باستسلام وراس مرفوع بكبرياء مصطنع ، فابتسمت ليلي وهي تجلس بدورها ...

ارتفع رنين الهاتف فأستأذن هيثم ثم اجاب عليه ، وبعدما اغلق وقف وهو يردف بابتسامه رزينه: تسلمي ع السفره يا ليلي هانم واتشرفت بمعرفتك ، بس انا لازم امشي دلوقتي
ابتسمت ليلي وهي تمد يدها تصافحه لتردف بابتسامه بشوشه هادئه: العفو يا حبيبي ..
ابتسم هيثم بهدوء ثم نظر الي منار ليردف : ايه مش يلا ..
قاطعته ليلي وهي تضع مرفقها علي يد منار بجانبها لتردف بابتسامه هادئه: لا سيبها هتبات معانا انهارده ..
نظرت لها منار ف أومأت لها ليلي .. لتبتسم وهي تردف بعينان لامعه: اشطا انا اصلا مش عايزه امشي !!..

اومأ لها هيثم وهو يردف بجديه: تمام انا همشي دلوقتي بس هاجي اخدك بكره عشان عرض أيسل لازم نكون هناك ..
ثم صمت عندما تلقي نظره من منار وهي تردف بهمس: الله يخربيتك..
ف حولو جميعهم انظارهم الي تلك البجعة ف اصطنعت عدم الاهتمام وهي ترتشف من كوب المياه ..
فأردفت ليلي بتساؤل وهي تنظر الي معالم وجه لارا ثم حولت نظرها الي منار : مين ايسل !
اجابتها منار بارتباك وهي تاخذ ملعقتها وتلتقط نظرات خاطفه الي تعابير وجه صديقتها: عارضة عاديه .. اصلا كانت هتكون بجعتنا طبعا هي بطلة العرض .. بس الهام هانم عشان عرفت ان لارا تعبانه ف اختارت ايسل وإلا معروف مين كانت هتكون العارضه !..
وضعت لارا الكوب ع المائدة وهي تبتسم بغموض لتردف: مالكوا يجماعه ! انا مش متضايقه ابدا ! ايسل عارضة ولازم تاخد فرصتها ، بالعكس انا كنت عايزه العرض ده يكون ليها ..
اردفت بحديثها بصدق نابع من اعماقها وابتسامه هادئه ترتسم علي ثغرها ببشاشه ...

فتنهد هيثم وهو ياخذ محتواياته من علي المائدة ثم اردف: طب بالعافيه ليكم يجماعه
اومأت لارا بابتسامه هادئه ، بينما ابتسمت له كلا من منار وليلي ببشاشه .. فسار بخطواته الرزينه الهادئه الي الخارج...
تنهدت ليلي وهي تعاود للطعام ..
فغرزت لارا شوكتها بـ اصابع اللحم ((الكفته)) واخذت جزء صغير منها تقتضمه بهدوء
نظرت منار الي ليلي وهي تردف بخبث: دي فيها حاجه؟
سرعان ما جاءتها الاجابه عندما صرخت لارا بذهول وتقزز وهي تمسك بيدها اصبع اللحم وتقسمه ليتبين لها بأنها قد لففت اللحم علي قلمآ !
وهنا قد نفذ صبرها فوقفت وهي تردف بضيق: انتي قاصده !
اردفت ليلي ببراءه مصطنعه: لا !
فنظرت لارا الي منار التي تضع يدها علي فمها تكمم صوت ضحكتها !..
فتأففت وهي تلقي بالمنشفه ع الطاوله وتسير ..
أوقفتها ليلي وهي تردف بنبره خبيثة ممزوجه بالعند والمشاكسه: اه لارا ، صح انا استقريت في اوضتك عشان عجبني الديزاين بتاعها اوي ، ونقلتلك حاجتك كلها ف الاوضه اللي جمبها ..
استدارت لارا وهي تردف بعبث وصياح: كفايه ! انتي ايه اللي جابك هنا اصلا ! انا قولتلك ابعدي عني واطلعي من حياتي بقي !!
نظرت منار الي لارا بقوه وهي تردف مهدئه: اهدي يا لارا دي مامتك مهما حصل !
صاحت لارا بقوه قبل ان تستدير مغادره: دي مش امي !
القت جملتها التي كانت بمثابه السهم السام الذي اخترق قلبها دون رحمه ..
فوقفت منار وكادت تلحق بها ، لكن اوقف سيرها ذراع ليلي الممتده تمنعها لتردف ليلي بابتسامه تحمل الكثير من الالم: لا ، سيبيها تهدي شويه مع نفسها يا منار ، الوضع لسه هي مخدتش عليه وهي عنيده مش هتتقبله بسهوله ..
اومأت منار بهدوء وبداخلها حزن عما يحدث مع صديقتها المقربة ..
_______________________
بعد مرور ساعه ..

كانت تقف في الشرفه تشبك ذراعيها ببعضهما وهي مغمضه العينان مستمتعه بهذا الشعور الدافئ ، ونسمات الهواء البارده تداعب وجهها بخفه ويتطاير شعرها الأسود بحرية

شعور رائع ، تشعر بأنها حُره كطفل صغير يركض في حديقة مليئة بالمناظر البديعة وهو يضحك ببراءه مستمتعآ بالهواء الذي يداعب وجهه وشعره ..

لتفيق من احلامها الوردية الجميلة علي صوت اقدام خلفها
فأستدارت لارا ودلفت خارج الشرفه بترقب ..
لتجدها تقف وهي تجفف شعرها الاحمر وتلف حول جسدها منشفه ..
عبثت بضيق وهي تغلق الشرفه بقوه
فأستدارت ليلي فزعة وهي تردف : ايه ده انتي بتعملي ايه هنا !
ابتسمت بسخرية وهي تردف: المفروض انا اللي اسالك السؤال ده ! بتعملي ايه في اوضتي !
تنهدت ليلي وهي تستدير وتكمل ما تفعله من تجفيف شعرها لتردف بلا مبالاه متعمده: انا قولتلك يا حبيبتي اني هنام هنا ..
جزت لارا علي اسنانها بغضب وهي تقترب منها لتردف بضيق ممزوجآ بالحده: بس انا موافقتش ..
ابتسمت ليلي بحنيه نابعه من اعماقها وهي تستدير وتمسك بمرفق لارا بحركه تلقائية حتي اتسعت عين لارا بترقب ، لتردف ليلي بابتسامه هادئه: خلاص نامي جمبي .. زي زمان
ادمعت عين لارا وهي تسحب يدها لتردف بقوه ونبره متحشرجه: انا مش فاكره زمان اللي بتقولي عليه ده ! لاني كنت صغيره يا ليلي هانم !

اردفت بتلك الكلمات وهي تتجاوزها بخطوات سير مرتعشه ، متجهه الي الخارج ، لتوقفها ليلي بعدما استجمعت نبرتها المصطنعه : طب منار نامت في الاوضه اللي جمبنا .. اكيد مش هتنامي جمبها وتزعجيها يعني ! والأوض التانيه محتاجه توضيب .. هتنامي فين؟

تنهدت لارا وهي تنظر عاليآ لعل العبرات تهبط بداخلها ولا تتساقط ! لتردف بعِند قبل ان تدلف الي الخارج: هنام تحت ..
قالتها ثم امسكت بمقبض الغرفة ودلفت الي الخارج ..

فور دلوفها الي الخارج حتي خارت قوي ليلي وهي تجلس بوهن علي الفراش وتلتقط الصوره التي وضعتها بجانب الفراش والتي كانت تجمع بين أسره سعيدة مكونه من 4 افراد .. أب يحتوي الأم بذراعيه وهو يحمل طفل رضيع صغير ، والام تمسك بمرفق طفلة صغيرة لم تتجاوز ال 6 سنوات .. كانت الصوره تحمل سعادة لن نجدها بالحقيقة ..
كانت تتأمل الصوره وهي تتحسس بأصابعها علي وجنه صغيرتها العنيدة ..
لم تكن تشعر بتلك الابتسامه وهي تتسع بهدوء وحنيه لمجرد الشعور بأنها تلامس صغيرتها ، لكنها لا تستطيع الان ان ترفع مرفقها وتتلمسها كهذا الوقت ، فالواقع مرير حقآ..
ولكنها وقفت وهي تستجمع شملها ، وضعت الصوره بجانب الفراش ..
وبدأت بإرتداء منامتها عازمه علي المحاوله مجددآ مع تلك البجعة العنيده !..
_________________

بعد مرور ساعه أخري ..

كانت لارا تجلس امام التلفاز تقضم اظافرها بارتباك وضيق ، نظرت حولها وعندما تأكدت من السكون المحيط بها وبأن الجميع نيام ..
امسكت بهاتفها وطلبت طعام جاهز من الخارج ..
اغلقت هاتفها وابتسمت بهدوء ، ثم وضعت يدها تسند رأسها وتشاهد التلفاز بأريحه ، ولكن لم تدم راحتها كثيرآ ، فقد سمعت صوت اقدام خلفها تعلن عن افساد راحتها ، بسرعه التفتت بوجهها بترقب وضيق لتجد ليلي تنزل الدرج وهي ترفع رأسها بشموخ مصطنع ولا مبالاه متعمده ..
سارت بخطواتها الرشيقه لتجلس علي الاريكه بجانب لارا وتحت انظارها الذاهله ...
وعندما استجمعت نفسها ، جزت لارا ع اسنانها بغضب وهي تردف بضيق واضح: انتي منمتيش ليه ، عايزه ايه تاني؟
مازالت ليلي تنظر امامها بلامبالاه متعمده ، لتجيبها ببرود وهي تسحب ال(ريموت) من يد لارا : مش جيلي نوم دلوقتي ..
جزت لارا ع اسنانها وهي تكبت رغبتها بالصراخ في وجهها ..
.
.
.
مرت بضع دقائق ..
كانت الاجواء مشتعله ، يعلوا صوت انفاس لارا الغاضب وهي تكتف ذراعيها ببعضهما ، تشاهد هذا الفيلم القديم والذي هي مجبره عليه ، اخذت نظره خاطفه تراقب هيئتها فوجدتها تحتسي مشروبها وهي مندمجه مع الفيلم تمامآ ..
تنهدت لارا بضيق ..
وقد كسر حاجز الصمت صوت يصدر من معدة لارا ، فاتسعت عيناها بحرج وهي تأخذ نظرتها الخاطفه ع ليلي لتتاكد بأنها لم تسمع شيء ولكن قد خاب أملها عندما وجدتها تضع مشروبها علي المائده امامها وهي تزم شفتاها وتكبت رغبتها بالضحك ..
هتفت ليلي بهدوء: في اكل جوه ، متخافيش مش انا اللي عملاه ، اقوم احضرلك؟
نظرت لارا صوبها مباشرة بعند وهي تردف بلامبالاه مصطنعه ممزوجه بالكبرياء: انا مش جعانه ، لو جعانه مش هستأذنك اكيد اني ادخل اكل في بيتي !!
اومأت ليلي بابتسامه مشاكسه وهي تاخذ مشروبها تحتسيه ، لتردف بعند مماثل: اوكي براحتك ..
عضت لارا ع شفتيها بارتباك ، ف ماذا ان أتي طلب الطعام الذي طلبته منذ قليل بعدما اردفت بكبريائها المزيف بأنها ليست جائعه !!
دقائق حتي حدث ما تخشاه ، لتأتي الخادمه وهي تمسك بالطعام الجاهز وهي تمده بيدها الي لارا وتردف بعمليه: لارا هانم ، الاكل وصل ..
نظرت ليلي نحو الخادمه بتشفي في نفس الوقت التي اغمضت فيه لارا عيناها بحرج وهي تعض ع شفتاها ، اخذت الطعام وهي تردف بهدوء نقيض مايحدث بداخلها: تمام ، شكرا يا حياه !..
وضعته امامها ، فنظرت ليلي الي لارا بابتسامه تكبتها بداخلها ولكنها بدت واضحه الي لارا ، فحمحمت لارا وهي تستجمع شملها لتردف موضحه بارتباك: ااا .. ده اا اكيد منار طلبته قبل متنام ، ونسيت ونامت ..
لتردف ليلي مؤكدة بسخرية: اه طبعا طبعا
استطاعت ان تميز لارا تلك النبره الساخرة ف غضبت بشده .. لذا نهضت مبتعده لتسير بخطوات غاضبه الي الغرفه ، ولكنها وقفت ع صوت ليلي المشاكس
ليلي: لارا استني
استدارت لارا بنفاذ صبر لتردف : نعم؟!
اشارت ليلي باصبعها نحو الطعام لتردف بمشاكسة: خديه وحطيه جمب منار تبقي تفطر بيه لما تصحي
جزت لارا ع اسنانها بحرج ممزوجآ بالغضب وهي تأخذة لتستدير وتركض الي الاعلي ..
قهقهت ليلي بشده وها قد بدأ مخططها بالنجاح ، ستكسر هذا الحاجز الذي يمنعها من الوصول الي ابنتها عاجلآ !..
______________
انتهي الظلام وحل محله شروق الشمس مع بعض الغيوم !...

في ڤيلا جمال !..

كان يحتسي قهوته وقد استطاع النهوض باكرآ لكي يلحق بأجتماعه ..
وضع الفنجان امامه وامسك بهاتفه ، وبسرعه عندما لمح صوره زوجته "ليلي" تذكرها ، وارتفعت دقات قلبه .. فهو كان معارض تمامآ ذهابها الي لارا والبيات معها عده ايام بعيدآ عن انظاره ، ليس حبآ بالطبع ! ف من مثل جمال لا يعرفون شيئآ يسمي الحب ، خُلقـوا لكي يحققوا اهدافهم واطماعهم لصالح انفسهم والتفكير بأنفسهم فقط ليس بالاخريين ، وتحقيق شهواته ، وكان من ضمن مخططاطته للوصول الي اهدافه ، كانت ليلي ! فهي كانت زوجه رجل اعمال منافس شديد له وكان من مصلحته بالطبع ان يسلب منه كل شيء يمتلكه ... ف بدأ بتدمير تلك الأسره السعيده عندما اخذ اول فرد منها وهي ليلي ، استطاع ان يدمرها بالكامل .. ولكن ظهرت لارا بمخيلته فجأه ، فأصر علي الوصول لها شائت ام ابت ، ولن يهدأ حتي يحقق ما يريد ..

(تعتقدون ان الشياطين هم المخلوقات الشريرة في العالم فقط ، لكن للاسف الحياه اوضحت بأن هناك أنس بنفس صفات الشياطين ، بل هم اشد خطرآ منهم ، فنحن نعلم بأن هذا شيطان ويجب ان نتجنبه ، اما الانسان يرتدي قناعه البريء ويخفي حقيقته ويكبت سُمه بداخله ، حتي ننخدع به ونظنه مثلنا ، لتأتي اللحظه المُراده ونُطعن بها بمن هم من نسلنا ! ، انسان مثلنا ولكنه لم يمتلك يومآ ضميرآ مثلنا ، لا يخشي ربه ، يسير خلف شهواته واطماعه كالكلب الجائع ، مستعد ان يتخلي عن ضميرة في سبيل تحقيق متاعه فقط ! هكذا هم شياطين الإنس ، ولا تعلم يا عزيزي بأنهم اشد لعنه من الشياطين الحقيقين !)

القي بهاتفه امامه بغضب وهو يتحسس ذقنه الناميه بتفكير ، يجب ان يجد حلآ سريعآ ، فماذا إن اقنعتها لارا بشيء ما يجعل كل ما خطط له ينهار امامه ويعود الي نقطه الصفر مجددا !..
________________
في ڤيلا البجعه ، تحديدآ في غرفتها !..

كانت نسمات الهواء البارده تداعب وجهها والشمس تصوب اشعتها الذهبيه علي وجهها ، فأبتسمت لهذا الشعور وهي تتململ بكسل ، لتشعر بتلك اليد الرقيقه التي تتحسس وجنتها برقه بالغه ..
فتحت عيناها بترقب لتنظر بجانبها ، لتجدها !
ليلي تبتسم لها بحنيه لم تري مثلها من قبل وهي تتحسس وجنتها بهدوء بالغ وتتأمل هيئتها كمن يريد حفر تلك الملامح بمخيلته للابد ..
نهضت لارا وجلست نصف جلسه لتتسائل بهدوء عابس : انتي نمتي هنا ؟
اومأت ليلي بنعم ، ومازالت علي تلك الابتسامه الهادئه ..
مسحت لارا علي وجهها وشعرها تحاول ان تفيق ولكنها مستيقظه بالفعل ! لأول مره تشعر بهذا السكون بداخلها ، لاول مره تنام بأريحه كهذا اليوم !..
وقفت دون التفوه بكلمه لتسير متجهه الي المرحاض تحت انظار ليلي المتأمله !..

دقائق وعادت وهي ترتدي منامتها وتلف منشفه حول شعرها المبتل .. فوقفت في مقدمه الغرفه وهي تراها مازالت جالسه علي وضعيتها ،
اردفت بضيق: انتي لسه هنا ليه ؟
اردفت ليلي بحنيه امويه وقد ترقرقت العبرات بعيناها: عايزه افضل ابصلك دايما يا لارا ..

اهتز جسد لارا اثر نبرتها التي تسمعها ولأول مره ، ورغمآ عنها وجدت عبراتها تهطل علي وجنتاها ، شعور بالتوهان يمزقها ، مشتته ما بين ان تسامحها وترتمي بأحضانها تختبئ من العالم وبين بأنها السبب في دمار سعادتهم فكيف لها ان تسامحها ! وهي قد دمرت حياتها بالفعل ، فهي تشعر وكأنها اسيره في هذه اللعبه ، لعبه الانتقام ! وياليتها فعلت شيء بارادتها ! بل كل ما حدث حدث دون ارادتها ، كانت هي كالدميه المتحركه والمتحكم بها كان هذا الثعبان جمال ! وما الذي اعطي له تلك القوه ، والدتها ! ..

اقتربت بخطوات هادئه ، تائهه ، مشتته ..
حتي وقفت امام ليلي تنظر لها بعيونها اللامعه اثر العبرات ، نظرات توحي بأنها حقآ تشعر بأنها مُقيده
وقفت ليلي عندما شعرت بأنها تستجيب اخيرا لها ، وقفت ورفعت يدها تتحسس وجنتها ، وعيناها تفيض منها نظرات الحنيه والحب النابع من اعماقها ، ممزوجآ بالعبرات ..
لم تمانع لارا ، ظلت واقفه كالصنم ..
حتي كسر هذا الصمت ، صوت ليلي وهي تردف بصوت باكي: سامحيني يا لارا ، انا مش عايزه ابعد عنك تاني يا بنتي ، خليني افضل جمبك العمر اللي باقيلي ، متبعدنيش عنك يابنتي ..
ثم احتضنتها وهي تبكي ! حقآ تبكي ..
حاولت لارا ان ترفع يدها وتبادلها هذا العناق ، فهي في اشد الحاجه الي هذا العناق ، ولكنها وجدت نفسها تبعدها بهدوء ..
فنظرت ليلي صوب عيناها باتساع وترقب ..
اردفت لارا بعينان شارده تمطر منها العبرات: انتي عارفه انك السبب في دمار حياتي ؟

(كانت حياة تذهب بعمليه لتخبر لارا بأن منار قد استيقظت بالفعل وتاخذ منها امرا بتحضير مائده الافطار ، ولكنها تسمرت مكانها ومنعت قدماها من الدلوف عندما سمعت الحديث الجاد بينها وبين ليلي ، لتخرج هاتفها بسرعه وتبدأ تسجيل صوتي !..)

بالداخل ..
نظرت لها ليلي بتساؤل ، لتجيبها لارا دون ان تنتظر منها اجابه ..
اكملت بصوت مختنق وهي تشعر بأن هناك صخره تقف في حلقها تشعرها بالاختناق : عايزه تعرفي السبب ، هقولك ..
ثم اكملت وهي تبتعد خطوتان عنها تستعد ان تُفشي لها كل ما حدث معها ،

تحدثت باختناق وبصوت باكي : بسبب انك عمرك مصدقتيني ! فاكره !؟ لما كنت باجيلك ونا بعيط وبحكيلك عن قذاره جوزك ، لكن كنتي دايما بتكدبيني ، مفكرتيش ولو لمره واحده حتي انك تتاكدي من كلامي ، مفكرتيش فيا .. بس تعرفي انا فاهمه انتي ليه ولا مره فكرتي انك تتاكدي ، عشان خايفة ، خايفة انك تطلعي غلط واطلع انا صح وساعتها تتاكدي ان جوزك المصون كداب وبيخونك ومش بيحبك بالعكس انتي بسذاجتك مصدقه كلمتين حلوين من ورا قلبه بيقولهوملك ، فضلتي متصدقنيش لغايه م دمرتي حياتي ، من ساعه اخر مره جيتلك فيها وحكيتلك وعيطتلك ، كمان اترجيتك تبعديه عني بس انتي عملتي ايه ؟ طردتيني ! ..
تعرفي انا كان عندي امل اننا نرجع زي الاول لغايه ما جه اليوم ده ، اليوم اللي حسيت ان فعلا ماليش ام ! ومن ساعتها بطلت اجيلك ، مش معناه انه سابني ف حالي لا ده اتجنن وزاد وجه اليوم اللي حصل فيه ..

لم تكمل حديثها بسبب تلك الصخره التي تشعر بها بحلقها تتسع كلما تذكرت الحادث ..

اقتربت ليلي منها بوجهها الاحمر اثر البكاء لتتسع عيناها بخوف من حديثها القادم والذي يأتي بمثابه السهام السامه التي تطعن في قلبها بدون رحمه ، واي رحمه تجدها وهي لم ترحم !
اردفت ليلي بصوت مهزوز : كملي ..
مسحت لارا عبراتها بقوه وهي تكمل باختناق: يوم الحادثه..
اردفت ليلي بعينان متسعه : حادثه ايه؟
ابتسمت لارا بسخرية وهي تردف: طبعا متعرفيش ، هتعرفي منين ؟!
كنت رايحه الاحتفال بنجاح عرض البجعه ، كان هيكون يوم حلو يتبني فيه ذكري جديده في دماغي منسهاش ، بس بقي كابوس بنسبالي .. جمال ، جوزك خد كلابه وراقبوني وفضلوا يمشوا ورايا .

كانت تقُص عليها بعينان شارده وكأنها تعيش ذلك اليوم مجددا

اكملت: لغايه م لاحظت ان في عربية بتراقبني وفجأه ظهروا 4 عربيات وحاصروني في مكان مفهوش حد ، نزلت من العربية ، لاقيته واقف ، طبعا مش محتاجه اعرف هو جاي ليه ، قولتله اني هقولك كل اللي بيحصل ، بكل سذاجه هدته بحاجه مستحيله .. تعرفي قالي ايه ؟

اكملت بسخرية دون ان تنتظر الرد: ونتي قولتلها كام مره ؟ وياتري بقي صدقتك؟ ، بعدين ضحك ..
كان عنده حق انه يضحك طبعا ! بعدين قالي اتجوزيني يا لارا قولي موافقه ونا هعيشك في جنه مش هتخسري حاجه ..
لما موافقتش ، جاب مخدر حاولت اهرب ، ب بس معرفتش ، جابوني وفالاخر ادوني المخدر .. بس قدرت اني اهرب في اخر لحظه قبل ما يركبوني عربية الملعون ده وخدت العربيه وبعدت ، بعدين

كان جسدها يرتعد وهي تردف بارتباك وهي تري امامها تلك الذكري تلوح بمخيلتها ، فجأه لم تستطع لتجهش في البكاء الهستيري وهي تجلس علي الارض ، لم تعد قدماها تحملها ، فجلست وهي تصيح ببكاء: مكنش قصدي ، كنت متخدره ..
كنت بجبر عيني بالعافيه اني افتحها ، اتصلت بهيثم، بس كان هيعمل ايه ؟ العربية مكنتش راضيه تقف .. بعدين ، ظ ظ.. ظهرت قدامي .. مقدرتش اوقف العربية ، معرفتش اوقفها ..

وضعت يدها علي اذناها وهي تسمع صوت صراخها قبل ان ترتطم بالسياره وكأن هذا المشهد يحدث امامها من جديد ، لتصرخ لارا بقوه

هلعت ليلي من هيئتها فركضت الي لارا ودموعها تنهمر علي وجنتها ، جلست بجانبها ع الارض وهي تحتويها وتردف مهدئه بصوتها الباكي: اهدي اهدي يا لارا ، كل ده عدي انا جمبك ، اهدي ، بصيلي بصيلي
لم تستطع لارا ان تنظر لها ، فأرتمت بأحضانها تختبئ من المجهول ، وهي تردف بهلع وبكاء هستيري: خبطتها ، انا موتها ، بس مكنتش اقصد والله ، كنت اقدر انقذها واطلب الاسعاف ب.. ب.. بس اغم عليا ، بسبب المخدر.. انا موتها يا امي انا اللي قتلتها ، هو .. ه هو عنده حق انه ينتقم ، مش ق قادره ابص ف عينه وادافع عن نفسي ، انا حرمته منها !

لم يكن عليها ان تشرد في هذا الشخص الذي تتحدث عنه بارتجاف هكذا ، علمت بانه هذا المدعو مالك ! ، لا تعرف هل تفرح بأنها ولأول مره تسمع صوت ابنتها وهي تردف بتلك الكلمه "امي" ام تبكي لما اوصلته لها ..
كانت تنهمر عبراتها بصمت ع حال صغيرتها ، وصوت نحيب لارا يعلوا وجسدها ينتفض بهلع ..

لتردف بأخر شيء جعل ليلي تجزع بداخلها وتتسع عيناها بدهشه وغضب
اردفت لارا بصوت مبحوح: كان املي الوحيد ، اني اجيب نتيجه التحليل ، هيثم خدني وعملي نتيجة تحاليل ، عشان يظهر فيها اني كنت متخدرة ، ودي كانت الحاجه الوحيده اللي تقدر تبرئني قدام مالك ، هو شايفني وحشه اوي يا ماما ، لما بحط نفسي مكانه ، بلاقي نفسي قليله اوي في نظره ! ..
تعرفي الظرف مع مين ؟ مع جمال ، جوزك ..

ربطت ليلي علي ذراعيها بصمت وعيناها متسعه أثر تلك الصفعه التي تلقتها الان ، عبراتها تنهمر بصمت علي وجنتها .. وقد ادركت للتو بأنها كانت سذجه حد اللعنه !..
•••••••••
أغلقت حياه التسجيل وهي تكمم عبراتها ، لقد تأثرت حقآ بما سمعته ، ما ذمب تلك الفتاه ، بالتحديد ما ذمب جميع من في تلك الحكايه ! بالتاكيد هناك شيء جيد سيحدث ويعوضهم عن كل ما حدث ، ف رحمه ربنا واسعه ، وكل شيء له تدبيرآ

{وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون💛🙏}
_________________________

في المساء ..

دلفت منار الي غرفه لارا لتراها واقفه امام المرآه ترتدي ثوبآ أنيقآ وكالمعتاد من اللون الاسود ، ولكنه بدي انيقآ عليها وكأن الاسود لا يليق الا بها .. كان تصميمه رائع وبسيط ، كان الفستان قصير من الامام وطويل من الخلف ويحكم وسطها الضئيل بحزام من القماش يلتف بتملك حول خصرها الضئيل ..
وقد اطلقت لشعرها الاسود الطويل العنان ، وشبكت مشبك البجعه بخصلات شعرها من الخلف بتسريحه رائعه فبدت في غايه الجمال ..

تأملتها منار بإعجاب واضح لتردف بتأمل: حلو اوي
ابتسمت لارا ببشاشه وهي تتأمل فستان منار الأزرق القصير ، فبدت جميلة هي ايضا ،
اردفت بإعجاب: ونتي زي القمر
ابتسمت منار بهدوء ، وسرعان ما اشاحت تلك الابتسامه لتردف بجدية : لارا انتي متاكده انك عايزه تيجي ؟ الهام هانم طلبت كل العارضات فعلا يكونوا ضيوف في عرض ايسل ، لكن انتي مش مجبره علي ده لو حاسه انك مش هتقدري عرفيني ونا هكلم الهـ..

قاطعتها لارا وهي تقترب منها لتردف بابتسامه غريبه: لا يا منار ، في ايه ، عرض زي اي عرض .. وصدقيني انا مش متضايقه ابدا ، بالعكس انا كنت عايزه ده يحصل وانا قولتلك كده صح ..

اومأت منار بصمت ..
لتردف لارا بتلقائية : هي ماما فين ؟
اتسعت عين منار بدهشه وارتسمت علي شفتاها ابتسامه بلهاء اثر ما سمعته للتو ، فاردفت وهي تكظم فرحتها بداخلها ولكنها لم تستطع: في اوضتي ، بتلبس عشان قررت تيجي معانا ، عايزه تشوف مكان شغلك ..

ابتسمت لارا بهدوء وهي تسير متجهه اليها ! ..
تحت انظار منار الذاهله وعلي وجهها ابتسامه بلهاء ، لتقفز بفرحه فور خروج لارا من الغرفة .. واخيرا قد كُسر الحاجز ..
___________________
"قولتلك مش هاجي ، مترغيش كتير ، احنا كان بيننا اتفاق وبس متخليش خيالك يصورلك اكتر من كده !"
اردف بها مالك بصوت اشبه بفحيح كفحيح الافعي !..
لتردف ايسل بخبث عبر الهاتف :
"لارا جايه ، كنت عايزه متفوتكش المتعه اللي هتحصل انهارده ، بس تمام انت حر ، تشاو"

وهذه المره اغلقت هي الهاتف ..
فألقي بهاتفه علي مكتبه بإهمال وهو يستند علي الكرسي الكبير بتفكير ، ماذا ستفعل بها ! ما هي المتعه التي ستحدث اليوم ، بالتاكيد تلك الافعي تريد بث سمها مجددا..
ما شأنه ، لما يفكر هكذا ، لتفعل ما تريده !
كان هذا ما يدور بعقله ، لتاتي رساله ما ، فأخذ هاتفه بملل ولكن اتسعت عيناه وهو يقرأ الرساله الصادره من حياه وكانت محتواها !..
"مالك بيه ، انا عايزه اوريك حاجه مهمه ، بس قبل م ابعتها ، دي اخر حاجه هوريهالك وبعدين انا مش موجوده في اللعبه دي ، شكرا انك عالجت اخويا .. بس انا مش هقدر اكمل اكتر من كده ، انا هبعتلك تسجيل صوت بالحقيقه اللي عايز تعرفها عن لارا ، البجعه .. ونصيحتي ليك ، طبعا انا مين عشان انصح مالك بيه مش كده ! بس لازم اقولك انك اتسرعت جامد جدا ، مشيت ورا شياطين عقلك .. اتحمل نتايج تأنيب ضميرك وانا متاكده انك مش هتكمل في طريق الانتقام اللي رسمته للبجعه بعد م هتسمع التسجيل "

وضع الهاتف علي المكتب بملامح غامضة ، وهو ينتظر هذا التسجيل الذي سيُرسل له ويحدد مصيره !..
وقف يسير نحو الشرفه ، وبداخله مشاعر كثيره ترتطم بداخله بعنف ودون رحمه ، عقله مشتت تمامآ .. خائف ! .. ولثاني مره يهاجمه هذا الشعور البشع بعدما هاجمه من فقدان محبوبته "يارا" ، هذا الشعور عاد يهاجمه مره ثانيه .. انه شعور بشع ، يعلم بأنه عندما يأتي ، يأخذ معه شيء غالي ويرحل مسببآ الكثير من الخسائر له !..

صدر صوت الرساله .. فاستدار بوجهه ينظر الي هاتفه المضيء ، سيسمعه بالتاكيد ، ولكن ماذا سيحدث بعدها ؟
التفت واستدار يسير بخطواته القويه الرزينه ، يلتقط هاتفه وبتردد ضغط علي زر التشغيل ، لتبدأ اول كلمه ، اول حرف يسمعه ..

ليبدأ الجليد بالذوبان اخيرآ ، والليل بالزوال ، والغيمه قد ذهبت وانكشف اسفلها لون السماء الصافي .. انهمر الجدار الذي كان يغلف قلبه ، ليتحرر قلبه ويبدأ بإعلان حربآ جديدة ..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع عشر من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب إبراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية إغتيال بقلم وردة

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة