-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل العشرون من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد ، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.

رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد - الفصل العشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية البجعة السوداء - نور خالد
رواية البجعة السوداء - نور خالد

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل العشرون

"بـعـض المـواقـف التـي تـحـدث لنـا ، نـشـعـر وكـأن الـوقـت قـد تـوقـف عـلـيـها ، لنـري كـل الـتـفـاصـيـل بوضوح كـالـشـمـس ، وكـأن فـي هـذا الـوقـت تـنـحـفـر كـل الـتـفـاصـيـل داخـل عـقـلـنـا فـتـصـبـح ذكـري جـديـدة يـصـعـب عـلـيـنـا نـسـيـانـها "

كان يحتل مقود السيارة ، ملامحه متجهمه .. غاضبه ، السيارة تسير بسرعة رهيبه حتي كاد يرتكب عده حوادث ولكنه يتفاداها بمهاره .. لا يستطيع سماع صوت ابواق السيارات الاخري وتذمر البعض عن طريقه قيادته ، كل ما يلوح بمخيلته واذنه تلك الحروف التي كانت تتسرب من التسجيل الصوتي ، وقد حدث ما يخشاه ! كانت لوالدته الحق في كل ما قالته ، الآن هو غاضب ولا يعلم لما غاضب ، هل من نفسه ام من تلك البجعه .. ام من الحرب الجديدة التي بدأت للتو وهو يعلم بأنه خاسر امامها لا محاله !..

أمسك بهاتفه بغضب جامح يحتل كل انش بجسده ، ليلعب بالازرار وهو يصف سيارته جنبآ ..
ليأتيه الرد ..
اردفت حياه بنبره هادئه: خير يا مالك بيه
اردف مالك بنبره صوته الأمره القوية: هترجعي الڤيلا
بضع ثوان وجاءه ردها الحاد بالرغم من هدوء وثبات نبرتها: اسفه يا مالك بيه ، الاتفاق بيننا خلص ، عايز تكمل في طريق الانتقام اللي رسمته ، بس اتاكد انك خلاص خسرت .. انا مش هرجع الڤيلا وشكرا انك عالجت اخويا .. انا دلوقتي ناقص بظبط 3 دقايق والطياره تيجي ومش هتشوفني تاني ، الاتفاق بيننا انتهي

كان يسمع حديثها وانفاسه الساخنه تعلوا بغضب ، حتي صاح وكأنه طفل تائهه بين موجات الحياه: اشتريتك بكام عشان تعملوا التمثلية دي ؟

استطاع ان يميز نبرتها الساخره وهي تردف بهدوء: انت هتفوق امتي ؟ مش قادر تتقبل ليه حقيقة انها وقعت ضحية زيها زيك و زي يارا هانم الله يرحمها ، فوق يا مالك بيه عشان متندمش لما تفوق متاخر، الحقيقة واضحه قدامك زي الشمس

جزء كبير بداخله يرفض كل ما تتفوه به ، ليغلق الخط بوجهها ويقذف الهاتف بجانبه ، اسند رأسه للخلف وهو يشعر بالنيران تنهش قلبه وعقله.. ليحسم الامر وهو يمسك بهاتفه ليرسل رساله قصيرة الي ايسل وكان محتواها
"وقفي اي حاجه بتعمليها واستنيني تحت انا جايلك ، ضروري !"
ثم القي بهاتفه مجددا ، وادار المقود لتتحرك السياره تشق طريقها بين العابريين !..
____________________
تلقت للتو رسالته لتقف مذهوله من اختصاره بالكلِمات وكأنه يأمرها ، نظرت للساعه فوجدت بأن موعد عرضها قد اقترب ، لذا شعرت بالتوتر الشديد وهي تسير ذهابآ وايابآ ..

دلفت فريدة بفستانها الجملي القاتم لتردف بجدية وابتسامه هادئه: يلا يا ايسل جهزي نفسك الهام هانم بتقول العرض هيبدأ بعد 5 دقايق

نظرت لها ايسل بعينان متسعه بارتباك ، لتردف بتوتر: لا لا مينفعش بعد 5 دقايق

تأملتها فريدة بشك لتقترب منها وهي تردف بهدوء: جرالك ايه ، مش ده العرض اللي كنتي عايزاه ، في ايه ؟

اردفت ايسل بنبره قلقة: مالك جاي ، مينفعش ادخل العرض ويجي بعدي ، ده مجنون ممكن يسحبني من وسط الناس

اتسعت عين فريدة وهي تردف بذهول: وهو عايز منك ايه تاني

اردفت ايسل وهي تجلس علي الاريكه: معرفش !
ارتفع رنين هاتفها برسالته المختصرة "إنزلي"
لتتنهد بتوتر وهي تقف منتصبه ، لتردف بتوتر: وصل

اردفت فريدة: طب روحيلة بسرعه قبل ما العرض يبتدي ونا هحاول اقول لألهام هانم اي حاجه لغايه م تيجي

اومأت لها ايسل وسارت بخطوات تشبه الركض للاسفل ..
_________________
صفت لارا سيارتها وهي تردف بأبتسامه هادئه توجهها الي والدتها التي تجلس بجانبها : انا مبسوطة جدا انك جيتي معايا يا ماما
ابتسمت ليلي بحب وحنان واضح وهي ترفع اناملها تتحسس وجه صغيرتها بعينان لامعه ، لتردف بهدوء ولكن بدت نبرتها مختنقه: انا مش هسيبك تاني يا لارا ، انا اسفه يا بنتي
ابتسمت لارا وقد لمعت عيناها بالعبرات لتردف بهدوء: اللي حصل حصل مش هنقدر نغيره ، دلوقتي مجبريين نعيش مع الواقع
فهمت ليلي مغزي جملتها الاخيرة ، فهي تقصد بهذا الواقع المرير ، هذا المالك .. ولكنها اقسمت بداخلها ان تنهي هذا الكابوس من حياة صغيرتها ، حتي اذا كان الامر علي حسابها هي ، فهي من بدأت هذا الامر .. وهي من ستنهيه ، يكفي ما جعلت صغيرتها تعانيه في هذا العمر الباكر !..

اردفت لارا وهي تلوح بيدها امام وجه ليلي : ماما انتي معايا؟!!
انتبهت لها ليلي لتردف : معاكي يا حبيبتي ، معلش سرحت شويه
اردفت لارا بمشاكسة: مفيش وقت تسرحي يلا عشان العرض هيبدأ..
اومأو ليلي بابتسامه هادئه لتترجل خارج السيارة وتسير بضع خطوات شارده ، استدارت بتعجب وهي تميل للاسفل لتردف بتساؤل: ايه مش هتنزلي؟
اردفت لارا: هركن العربية وجايه وراكي
هزت ليلي راسها نافيه لتردف: طيب اركنيها وندخل سوا ..
اومأت لارا بابتسامه هادئه ..
_____________
نزلت ايسل مهروله علي الدرج ، لتلمحه يقف بنهايه الممر بهيئته الطاغية والمهابه علي الجميع ، يبتسم ابتسامته الساخره والتي تجعلها تشعر بأنها كالحشرة امامه !

وقفت امامه وهي تردف بقوه مزيفه: خير يا مالك بيه
اردف مالك بنبرته الحاده القوية: انتي كلمتيني قبل كده عن ظرف ، موجود عند جمال جوز ليلي ، وان هيثم ومنار حاولوا يدخلوا وياخدوا الظرف ده
اومأت ايسل بإيجاب لتردف: ايوه
أكمل مالك ومازال علي نفس نبرته الحادة: انا عايز الظرف ده يكون معايا في اقرب وقت
اردفت ايسل بذهول: اجيبه ازاي وانت خليتني امشي الخدامه اللي هناك !
اتسعت عين مالك وقد تذكر هذا الامر ليردف بضيق: يعني مشيت؟!!
اومأت ايسل بنعم
ليستدير بغضب يمسح علي خصلات شعره السوداء بضيق ، ثم استدار يواجهها وقد لاح شيء ما بعقله ، ليردف بنبره جاشه: خلاص انسي الموضوع ، انا مش عايزك تعملي اي حاجه انهارده لـ لارا ، فاهمه ؟
اردف بكلمته الاخيرة بشيء من الحدة
لتردف بضيق وغيظ: انا مستنيه اليوم ده من بدري
كرر مالك جملته بنبرته الحاده: فاهمه!!
اومأت ايسل وهي تحاول ان تتجنب اعصار غضبه !
لتردف بضيق: حاجه تاني ؟
ابتسم بسخريه ليردف: لا
اومأت ايسل وهي تستدير وتصعد الدرج بغيظ وغضب جامح ..

أما هو كان يراقبها وهي تهرول علي الدرج كمن لدغتها عقربه ، فابتسم ابتسامته الغامضة ، واستدار ينوي الرحيل ، ليتسمر مكانه وهو يراها تدلف امامه بهيئتها المهلكه !..
ها قد تمرد مجددآ وارتفعت دقاته ليبدأ بالشعور بالغضب من نفسه مجددآ ..

لم يكن الوحيد من تسمر بمكانه فهي عندما رأته ارتفعت دقات قلبها وكانها تتسابق مع الزمن ، شعرت بأن كل شيء قد تلاشي من حولها ، ولكن لحظه ! لم تري تلك النظره بعيناه ، نظره الكره او البغض ؟ بل هي تري نظره غريبة ولكنها تروقها ، جعلتها تشعر بالدغدغه اسفل معدتها وانفاسها تعلوا بخجل، شعور غريب عليها ، مخيف ولكنه جميل ايضا !..

لتفيق من شرودها علي صوت ليلي وهي تاتي من خلفها لتردف بابتسامه وتلقائيه : ايه يا لارا وقفتي ليه؟
ثم صمتت عندما نظرت الي محل انظار ابنتها ، لتبتلع الكلام بجوفها وقد تلقت اجابتها للتو ، اذن هذا هو ..
رفعت ليلي رأسها بشموخ وهي ترمقه بنظره هادئه قويه مصطنعه ..

كادت تسير وتسحب ابنتها ولكنها وقفت مثلها عندمأ رأته يقترب منهما بخطواته القويه الصارمه وع وجهه ابتسامه لا تبشر بالخير ..

عندما وجدته يقترب ، سحبت والدتها وسارت خطوتان وكأنها لم تراه لتردف بهدوء: يلا يا ماما
لتجد قبضته تعتصر مرفقها بقوه يجبرها علي الثبات امامه ومواجهته ..
اردف مالك بصوته الحاد الساخر: علي فين
ثم صمت ليسحب قبضته ويردف بسخرية موجهآ حديثة الي لارا ، تلك التي ترتعد خوفآ امامه: علي حسب ما عرفت انك علي خلاف مع ماما ، امتي بقيتوا حلوين كده ، ايد متشبكه في الايد !
قال جملته الاخيرة وهو ينظر بسخرية الي يداهما المتشبكه ببعضهما
اردفت ليلي بنبره قويه مصطنعه: انت عايز ايه !
نظر مالك صوبها وهو يشيح نظره بصعوبه عن تلك البجعه !
ليستجمع نفسه وهو يردف بكره : الظرف !
رفعت لارا رأسها تواجه زرقه عيناه بعيناها المتسعه اثر صدمتها ، لتردف بحذر: ظرف ايه؟
حول نظره اليها وهو يردف بصوته الحاد كالرعد: متحاوليش ، انا سمعت كل التمثلية اللي عملتوها مع بعض .. ها قوليلي اشتريتوا حياة بكام عشان تعمل كده ؟

صدمه تلو الاخري تتلقاها بصمت وكانها كالصفعات القوية ، لم تستطع ربط الغازه ببعضهما لتفهم ما يريده ولكنها نظرت الي والدتها لعلها قد فهمت شيء !
وما تعجبت له تلك الملامح الهادئه التي ترتسم علي وجه والدتها ، قد فهمت !!!
اردفت ليلي بقوه : يعني انت زرعت جواسيسك في بيت بنتي !

صفق مالك بيده بقوه وهو يردف موجهآ حديثه الي لارا: لا تعجبني ماما اوي ، فهمتني علي طول اهي

نظرت له لارا بكره وهي تردف بنبره مقززه: يعني انت فعلا حطيت حد يتجسس عليا !

لم يهتم بنبرتها ، فقط نظرتها الكارهه له جعلت شيء بداخله يريد التراجع ، ولكن بالرغم من ذلك الشعور ،
وضع قناع الكره واكمل في تمثليته ليردف بقوه وبنبره حاده يوجه حديثه لهما: الظرف يكون عندي بكره الصبح ..
اومأت ليلي بإطاعه لتردف : وهتبعد عن بنتي؟

بداخله صوت اجفله ليردف بغموض وهو ينظر الي لارا ، في هذا الوقت نظرت هي اليه لتغرق في زرقه عيناه .. نظرته لها جعلت قلبها يقرع كالطبول وتوردت وجنتاها بشيء من الخجل ..
ليردف بنبره غريبة وهو يشيح نظره بعيدآ عنها: يمكن

نظرت له ليلي تحاول ان تكتشفه اكثر ، وسرعان ما ابتسمت ابتسامه خبيثة وقد فهمت ما يجول بداخله ! ، علمت بانه مشتت ، ومعه كل الحق في ذلك ، فهو قد فقد انسانه غاليه علي قلبه !
اردفت ليلي متجاهله كلمته المختصره: انا هجيبلك الظرف
نظرت لها لارا وهي متسعه العينان لتردف بصوت مختنق: لا ! ازاي هتروحيلة تاني
تجاهلتها ليلي لتردف موجهه حديثها الي مالك: الظرف هيكون معاك بكره ، بس تبعد عن بنتي
ابتسم ابتسامته الغامضه وهو يتجاوزهما بخطوات سيرة القوية ..

لتلتفت ليلي الي لارا تواجهها
لتصيح لارا بصوت عال: انا مستحيل اسيبك تروحيله تاني ، انتي عارفه ده لو عرف انك سمعتيلي هيعمل ايه ؟
كانت تتحدث وجسدها يرتعش خوفآ ، فهي تخشي وبشده فقدانها ..

ابتسمت ليلي وهي تضع كلتا من يدها علي وجنتي صغيرتها بتفهم لتردف بصوت هادئ وحنون: اهدي يا لارا ، متخافيش تاني من اي حاجه ، احنا عايزين ننهي الكابوس ده ونعيش حياه طبيعية يا بنتي ، متخافيش مش هيحصل اي حاجه ..

لمعت عين لارا بالعبرات وهي تردف بصوت مختنق اثر رغبتها بالبكاء: يعني انتي مصممه؟
اومأت ليلي لتردف بهدوء: ده لازم يحصل يا حبيبتي ، متخافيش

اومأت لارا بقله حيلة ، لتخفض ليلي مرفقها وهي تردف بهدوء: دلوقتي انا هروحله ، هبات انهارده هناك ، مش هحسسه بحاجه متقلقيش ، هاخد الظرف وهرجعلك ..
اردفت لارا بعينان متسعه : هتروحي دلوقتي
اومأت ليلي بنعم ، لتحتضنها لارا بحركه تلقائية وهي تلثم رائحتها بداخلها ، تريد حفر تلك الرائحة بداخلها لتردف بصوت باكي وهي تحتضنها: ارجعيلي
نبرتها جعلت ليلي تبادلها العناق وهي تكتم رغبتها بالبكاء فأومأت بصمت ..

بعد مرور دقائق ..
كانت تقف وهي تودع والدتها الجالسه بسيارتها ، وبداخلها خوف يفتك بكامل جسدها..
لتتحرك السياره تحت انظار لارا الخائفة ، حتي اختفت السياره امامها لتستدير وهي تتنهد بقله حيلة ..
امسكت هاتفها بيدها المرتعشه لتلعب بالازرار ثم انتظرت برهه ليأتيها الرد..
منار بصوت عال: الو ، لارا انتي سمعاني ، انا مش سمعاكي من الدوشة .. العرض ابتدي انتي فين؟

اغلقت لارا الهاتف عندما فشلت في محاولتها لسماع صوتها لترسل لها رساله مختصرة
"انا هروح ، مش قادره اطلع"
ارسلتها وكادت تتحرك حتي جاءها الرد سريعا فوقفت وهي تقرأ محتوي الرساله
"انتي كويسه"
تنهدت لارا لترسل لها باختصار
"ايوه"
وكانها شعرت بها لترسل لها
"لا استنيني انا نازله هروح معاكي"
ابتسمت لارا بحب
لتنتظرها ، دقيقتان ووجدتها تهرول علي الدرج بسرعه حتي سارت واقتربت منها لتردف منار وهي تتنهد: مالك في ايه؟
ابتسمت لارا باختناق لتردف: هبقي احكيلك ، خلينا نمشي من هنا بس
اومأت منار بتفهم وهي تتفحص وجه صديقتها بشك ، ثم سارا نحو سيارتها لتدلف كلآ منهما .. ثم تحركت السياره تشق طريقها بين العابرين ..
__________
صف مالك سيارته امام ڤيلته ، ليترجل منها ويسير بخطواته الصارمه..
دلف الي الڤيلا بعقل مشوش ..
ليصعد علي الدرج متجهآ الي غرفته ،ولكن اوقف سيره صوت مريم الهادئ وهي تسير مقتربة منه لتردف بهدوء: ايه يا مالك كنت فين كل ده؟
ابتسم ابتسامه مزيفه وهو يقبل عليها يقبل جبينها ليردف بهدوء: شغل يا ماما
نظرت له مريم نظره ذات مغزي ، ليسبقها مالك وهو يردف بترجي: ماما من فضلك لو عندك اي حاجه عايزه تقوليها ممكن نأجلها لبكره؟
اومأت مريم بتفهم لتردف بابتسامه: حاضر يا حبيبي ، انا بس كنت عايزه اشكرك علي الملجأ اللي خلتني افتحه ، انت مليت فراغي يا مالك ، ربنا يرضي عنك يابني
ابتسم مالك بهدوء ليمسك بمرفقها يقبل يدها بإطاعه وهو يردف: انا مش عايز منك غير الدعوه الحلوه دي .
ابتسمت مريم وهي تمسح علي شعره بحنيه بالغه لتردف: طب انا عايزاك تيجي الملجأ بكره ، الاولاد عايزين يتعرفوا عليك يا مالك
امتعض وجهه ليردف : انا اسف يا ماما بس انا مش فاضي والله
اردفت مريم بترجي: عشان خاطري يا مالك انت كل يوم بتقولي كده
اردف مالك بقله حيله: حاضر يا ماما
ثم تجاوزها بخطوات سيره القويه ليدلف الي غرفته متمنيآ لها ليله هنيئه ..
••••••••
فور اغلاقه باب غرفته بإحكام حتي سقط قناعه ليتجهم وجهه وهو يعيد التفكير بكل احداث الليله ، يحجب هذا الشعور ان يغزو عقله وهو يقنع نفسه بأن هذا ما كان يجب ان يحدث ، علي حسب ما سمعه بالتسجيل الصوتي بأن علاقتها مع والدتها سيئه ، فكيف الان يسيرون وهم يدآ بيد .. وهذا ما اقنعه بأن كل ما تم تسجيلة فقط مجرد تمثلية ، بداخله حرب قوية وما اصعب الحرب التي تكون بين القلب والعقل فقلبه يصيح به بأنه مخطئ وبأن الحقيقة واضحه امامه ، وعقله يرفض تمامآ تلك الفكره ليستمر بالسير في هذا الدرب المظلم والذي قد وضحت نهايته .

تنهد من افكاره المظلمه التي باتت تغزو عقله بلا رحمه، ليدلف الي المرحاض لعل الماء الدافئ ينسيه احداث تلك الليله وما تحمله من عواقب !..
_______________
وقفت امام الڤيلا قليلآ لتنظر لها نظره تحمل الكثير من الألم ، ثم سارت بخطوات متردده الي الداخل ، اصبح هذا المكان ثقيل علي انفاسها .. يخنقها ، ولكنها مجبره ان تفعل هذا حتي وان كان ثقيل علي قلبها فهي الان تتحمل عواقب افعالها ..

حبست انفاسها ودلفت داخل الڤيلا متجاهله شعورها بالرهبه وكأنها تدلف الي هذا المكان لأول مره ..
لتقابلها احدي الخادمات وهي تردف بابتسامه عمليه: اهلا وسهلا يا ليلي هانم ، اتفضلي
دلفت بخطواتها البطيئة وهي تبادل الخادمه ابتسامتها باخري مزيفه ..
لتكمل الخادمه بنبره عملية: جمال بيه في المكتب ، تحبي اعرفه انك وصلتي؟
اردفت ليلي بصوت مبحوح خافت: مفيش داعي ، انا هدخله .
اومأت الخادمه لتستدير بعمليه وتسير من حيث جاءت

لتنظر ليلي الي باب المكتب بتردد و سريعآ حسمت امرها وهي تردد بداخلها بان كل ما ستفعله من اجل ابنتها ..
لتدلف الي المكتب بعدما طرقت عليه .. لتجده يجلس بهيبته علي المكتب ينجز بعض الاعمال بإنهماك ..
سمعته يردف بنبره لامبالاه: حطي القهوه واخرجي
ثوان وعندما لم يجد ردآ ، رفع انظاره بقوه ليجدها تقف امامه تمسك بحقيبتها وهي تشدد من قبضتها عليها لعلها تخفف خوفها ، فهي الان امام هذا الذي دمر حياتها وحياه اسرتها الصغيره ، تقف امام من خدعها بالحب للوصول الي هدفه .. لم تعد تراه كالسابق ، فهي الان تلعن غباؤها ، كيف يعقل انها لم تكن تري هذا الوجه الشيطاني ..

ابتسمت ابتسامه مزيفه وهي تخفي ارتباكها..
ليقف جمال منتصبآ يرسم علي ملامحه ابتسامه استطاعت الان ان تري تزييفها ..
اقترب منها وهو يردف بحب مزيف: ليلي !
ابتسمت ابتسامه صفرا وهي تراه يقبل عليها ينوي احتضانها ، تريد الصراخ والفرار من بين يديه القذرة ، ولكن ما باليد حيلة ، هي من تسببت في كل ما حدث ومازال يحدث

احتضنها وهو يتنهد براحه ، فقد عادت وهذا يعني بأنها لم تقتنع بحديث لارا ، ولكن .. بها شيء مختلف
ابتعد عنها عندما وجدها لم تبادله العناق !! ، ليبدأ الشك يغزو عقله ولكنه يخفي هذا بمهاره ليردف بقلق مزيف: خير يا حبيبتي انتي كويسه
نظرت له تستجمع نفسها وترتب كلماتها لتردف بصوت خافت: معلش يجمال انا تعبانه شويه ، هطلع استريح.
اردف جمال بشك ولكنه يخفيه بمهاره: في حاجه حصلت ؟
نظرت له وهي تبتسم ابتسامه مزيفه تلائمه لتردف بحب مزيف: لا يا حبيبي ، انا بس الفتره اللي كنت بعيده فيها عنك مكنتش بنام ، ف واضح اني مرهقه شويه ، هطلع استريح شويه
اومأ لها بصمت ، لتطبع قبله ع وجنته بتقزز وتستدير تسير تحت انظاره الشاكه !..

صعدت الدرج ثم دلفت الي غرفتها واغلقت عليها باحكام ، لتلقي بحقيبتها وهي تستند علي باب غرفتها ، تبكي .. نعم تبكي ، كيف لم تري ابتسامته المزيفه تلك وكلمات الحب والغزل المزيفه التي كان يلقيها عليها دومآ ، كم كانت ساذجه !
تذكرت ارتباكه عندما سألته عن هذا الظرف ، كيف اقتنعت بحديثه ولم تري وجهه الخبيث هذا !.. كم تشعر بالاهانه الان !
تنهدت وهي تمسح عبراتها لتسير الي الفراش ، جلست عليه بإنهماك وهي تدعو ان تمر تلك الليله علي خير دون ان ينكشف امرها ..
___________________
دلفت لارا الي الڤيلا بإنهماك .
لتسرع منار وهي تردف بتساؤل: ها احكيلي حصل ايه ؟!
جلست لارا علي الاريكه بصمت لتجلس بجانبها منار ، ثم استجمعت نفسها وبدأت تقُص عليها كل ماحدث معها ..

لتردف منار بذهول: وراحت؟
اومأت لارا وهي تضع كلتا يدها علي وجهها بقله حيله لتردف: والله اعلم هي عامله ايه دلوقتي..

اقتربت منها منار لتحتويها بحزن وهي تردف : لازم ده يحصل يا لارا ، انشاء الله خير متقلقيش

اردفت لارا بقلق: انا خايفه عليها يا منار ، جمال لو شك فيها مش هيسيبها ..

اومات منار بتفهم لتردف: ادعيلها وانشاء الله خير

اردفت لارا بكره وبنبره مختنقه: هو السبب !

فهمت منار مقصدها لتسرع وهي تردف بشك وبابتسامه خبيثة: صح ، قولتيلي ان ليلي هانم بتقوله" هتبعد عن بنتي" ، وهو رد عليها ب" يمكن"!

اومأت لارا وهي لا تفهم مقصد حديثها ، ولكنها تأملت ملامحها لتجد ابتسامتها الخبيثة تتسع ، فأتسعت عين لارا عندما فهمت ما يجول بعقل صديقتها لتقف منتصبه وهي تصيح: انتي غبيه ؟ اللي فدماغك ده مستحيل يحصل ، ده مفيش حاجه في دماغه غير الانتقام وبس !

وقفت منار بدورها وهي تردف بهدوء: ويمكن انتي اللي شايفه كده بس فالحقيقة لو عايزه وجهه نظري .. هو مش بينتقم يا لارا ، هو بيحاول يوصل للحقيقة ، خطيبته ماتت طبيعي يعمل كل ده

شددت لارا علي شعر رأسها وهي تصيح بقوه وكأنها ترفض تلك الحقيقة: انتي معايا ولا معاه !! انا فاهمه كويس ان من حقه يوصل للحقيقة ، واهو الحقيقة بين ايديه ومش عارف يصدقها ..

صمتت برهه ، لياتيها حديث منار كالصفعة ..

منار بصوت خافت ولكنه يحمل بعض من المشاكسة: مفكرتيش ليه مش عارف يصدقها؟

اتسعت عين لارا بغضب ممزوجآ بالذهول ، لتسير بخطوات تشبه الركض نحو الدرج لتردف وهي تسرع من سيرها وكأنها تهرب من شبح ما : انتي مش عارفه انتي بتقولي ايه ، اللي فدماغك ده مستحيل يحصل ، هو بيكرهني ..
____________________
اختفي الليل ، ليأتي الصباح مغيمآ يحمل معه رائحة المطر ، الشمس تشرق بتردد وتغيب بين السُحب المليئة بالغيوم

منذ امس ولم تذق عيناها النوم ، كانت طوال الليل تمثل بجانبه بأنها غائبه بلذه النوم ، ولكن بالحقيقة هي لم تنم منذ امس ، وكيف ستاتيها الراحه بجانبه بعدما علمت بحقيقته ..

جلست نصف جلسه ، لتراقبه بحذر ، وجدته نائمآ فتسحبت بهدوء وقلبها يرتعد خوفآ .. حتي نجحت بالنهوض من جانبه .. لتسير علي اطراف اصابعها وهي تأخذ حقيبتها بهدوء وتدلف خارج الغرفه

فتح عيناه بترقب وشك يغزو عقله الشيطاني ، ليقف منتصبآ يسير خلفها بهدوء ليراقبها ، فهو اقسم بأن هناك شيء لا يعلمه وهي تخفيه عنه ، لذا قرر ان يكتشفه بنفسه!
••••••••
نزلت الدرج مسرعه وانفاسها تعلوا بخوف ، تدعوا الله ان ينجح امرها ، لتقف امام مكتبه وبدون تردد امسكت بمقبض الباب وفتحته ثم هرولت الي الداخل واغلقت الباب خلفها بهدوء ..
_____________
بمنزل البجعه ..

اخذت حقيبتها وهي تهرول علي الدرج ، لتوقفها منار وهي تركض خلفها ، لتردف بصياح: يابنتي استني
صاحت لارا وهي تردف : بقولك مش مطمنه ، انا لازم اروحلها ، خليكي انتي هنا
اردفت منار وهي تركض خلفها: طب استني ، استني اغير هدومي وجايه معاكي متروحيش لوحدك
اردفت لارا وهي تسرع الي الخارج : لا خليكي ..
ثم اغلقت خلفها باب الڤيلا تاركه منار خلفها تلهث من شده ركضها خلفها !..
___________________

ظلت تفتش بأدراج مكتبه الكبير وعلامات وجهها يأسه ، فهي لم تجد مرادها ، انتصبت بوقفتها وهي تتصبب عرقآ وانفاسها تعلوا وتنخفض ، لتجول بعيناها الغرفة ثم استقرت انظارها نحو خزنته ، لتبتسم بأمل وهي تركض مسرعه اليها وبدون تردد رفعت يدها تحاول فتحها ، ولكن فشلت وعباره مكتوبه باللغه الانجليزيه بمعني ..
"يجب ادخال كلمه السر او بصمه الأصبع"

تنهدت بيأس وهي تفكر في الرقم السري ، ظلت تجرب عده اشياء ولم تفلح لتلوح لها فكره بمخيلتها ، فأسرعت تكتب بيد مرتعشه تاريخ ميلاد صغيرتها ، ثوان حتي رأت الخزنه تفتح تحت انظارها الغاضبه ، لتنعته بداخلها ثم بدأت بتفتيش محتوايات الخزنه ، حتي رأت الظرف فأخذته بفرحه عارمه وهي تتنهد بأريحه ..

لم تدم راحتها كثيرا حتي سمعت صوت اقدام من خلفها لتجزع بخوف وهي تخبئ الظرف خلف ظهرها ، ثم استدارت تواجه المجهول !..
وجدته يقف امامها ، ملامحه بارده .. هادئه ، وهذا ما اخافها اكثر !
اقترب منها بهدوء مايسبق العاصفه وهو يردف بنبره تشبه فحيح الافاعي: بتعملي ايه هنا؟
ارتبكت وهي تردف: ااا .. اناا ..
قاطعها بنبرته الامره الحاده: وريني ايه اللي ورا ضهرك
بللت شفتاها وقلبها يكاد ان يتوقف من فرط خفقانه ..

سحب يدها بقوه حتي شعرت بأناملها تتكسر تحت يديه القويه ..
نظر اليها بابتسامه ساخره وهو يردف: اي ده؟
استجمعت شجاعتها وهي تردف برأس مرفوع: حاجه لازم ترجع لناسها
قهقه بخبث وهو يردف: والله !
ابتسمت بألم وهي تردف بتقزز: مكنتش اعرف قد ايه انت حقير ، انا كنت مغفله بجد؟
اردف مسرعآ: واديكي عرفتي
لم ينتظر كثيرا حتي شعرت بالترنح اثر صفعته القويه ، ودمائها تسقط من فمها ..
ابتسمت بوجع ،فما الذي تنتظره منه! كانت ساذجه حد اللعنه ، هذا هو الوجه الحقيقي لهذا الشيطان ..

اردف بصياح غاضب وهو يجذبها من خصلات شعرها: قالتلك ايه؟
ابتسمت بتقزز وهي تردف: حكيتلي كل حاجه ، قالتلي انك قد ايه راجل قذر وشيطان و..

لم تكمل حديثها اثر صفعاته المتتاليه علي وجهها ، ليردف بقوه وهو يكمل صفعاته لها حتي سقطت علي الارض مترنحه: انتي بتتحديني !
اوقف ما يفعله عندما سمع صوت مألوف ، كان صياح لارا وهي تنادي علي ليلي بنبره قلقه ..!

نظر جمال بابتسامه خبيثة صوب ليلي التي يكاد ان يخشي عليها من شده ترنحها ليردف بخبث: جت السينيوره

ثم انتصب واقفآ وهو يسير بخطوات تشبه الركض
استندت ليلي بترنح حتي استطاعت النهوض بصعوبه وبداخلها تقسم انها ستحميها حتي اخر نفس لها .. اخذت الظرف وتمسكت به بقوه ، وكادت تدلف الي الخارج حتي سمعت صوت صراخ صغيرتها وهي تستنجد بها ، فحسمت امرها وتراجعت وهي تبحث عن شيء ما حتي وجدته داخل الخزنه ، كان مسدس خاص بجمال ..
اخذته بيد مرتعشه وركضت الي الخارج لتجد زوجها اللعين يسحب صغيرتها ويبدو انه صفعها !
بلعت ريقها بصعوبه وهي تصوب المسدس نحو رأسه ، لم تستطع تحمل هيئه ابنتها ، أمسكت بالمسدس وضغطت علي الزناد ، لتنطلق الرصاصه تخترق جسده ، ليقع غارقآ بدمائه تحت انظار لارا التي كانت تنظر اليه بصدمه وجسدها يرتعد بشده

لم تستطع الصمود فجلست علي الارض ووقع المسدس من يدها ، فلم تعد تشعر بأي شيء سوي انها رأت لارا تركض اليها بهلع ، وتجمع الخادمات حولها منهم من ركض ليطلب النجده ، ومنهم من تسمر بمكانه من هول ما رأوه ، ومنهم من ابتسم بأريحه لرحيل الشيطان جمال ، ولكن من ستدفع هذا التمن ! هي .. هي من بدأت في هذا الطريق وهي من نهته ..

وضعت لارا يدها علي وجه والدتها وهي تبكي بشده لتردف بصوتها الباكي المرتعد: ليه .. ليه يا ماما ، ده ميستاهلش تضيعي نفسك .. ليه

كان جسد كلآ منهما يهتز بشده وكلآ منهما متشبثآ بالاخر يخشي فقدانه ..
لتردف ليلي من بين عبراتها: انا اسفه يا بنتي ، دلوقتي كابوسك انتهي .. خـ..خدي الظرف واديه لمالك ، وبعدين سافري عند ماما .. هي عايشه في المنصوره ، روحي هناك يا لارا

كانت لارا تستمع لها وعبراتها تنهمر علي وجنتاها وهي تحتضنها لتردف ببكاء: لا ، بالله عليكي انتي مش هتسيبيني !..

بعد مرور نصف ساعه ..
امتلئ المكان بالظباط وانتهي الامر بتكبيل ليلي التي كانت كمن سُلب منها الروح ، وانهيار لارا ، بجانبها منار تبكي بصمت وهيثم بجانب الظابط يتحدث معه بجديه ..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب إبراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية إغتيال بقلم وردة

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة