-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل الثالث والعشرون (الأخير)

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثالث والعشرون (الأخير) من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد ، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.

رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد - الفصل الثالث والعشرون (الأخير)

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية البجعة السوداء - نور خالد
رواية البجعة السوداء - نور خالد

رواية البجعة السوداء - نور خالد - الفصل الثالث والعشرون (الأخير)

أعـلـم بـأنـك تـسـتـرق نـظـراتـك نـحـو الأسـطـر النـهـائـيـه لـتـري كـيـف سـتـنـتـهـي تـلـك الأسـطـورة ، هـل بـنـهـايـه سـعـيـدة تـجـعـل هـرمـون السـعـادة يـغـزو قـلـبـك وعـقـلـك .. أم بـنـهـايـه حـزيـنـة تـجـعـلـك تـلـعـن لـحـظـة قـرارك بـقـرأتـها ، هـل تـعـلـم لمـا ؟ لأنـنـا مِـن هـذا النـوع ، نـعـشـق البـدايـات ونـتـحـمـس لـهـا ، نـكـره النـهـايـات الحـزيـنـة ، نـريـدهـا ألا تُـشـبـه واقـعـنـا وتـظـل أسـمـآ عـلـي مُـسـمـي { أســطــورة } ..
ودومـآ مـا تـنـتـهـي الأسـاطـيـر بـنـهـايـه سـعـيـدة ، أحـيـانـآ قـلـيـلآ يـضـطـر الكـاتـب بـإضـافـة لـحـن حـزيـن إلـي تُـحـفـتـه ولـكـن لا تـقـلـق ! فـ أنـا أُريـد بـالـنـهـايـه رؤيـة تـلـك البـسـمـه السـعـيـدة وتـلـك الـتـنـهـيـده الحـاره التـي تـخـرج مِـن فـمـك دليـلآ عـلـي راحـتـك وكـأنـك أطـمـئـنـيـت عـلـي حـيـاة أبـطـالـنـا ..

(لـن أُفـسِـد لـك مـفـهـوم كـلـمـة "أسـطـورة" وهـذا وعـد !)
أقترب منها وقد تلاشت ابتسامته الهادئه ، لتحل مكانها نظراته الغامضه والمهلكه ، عجزت عن فهمها ولكنها كفيله بجعل جسدها ينتفض .. ليس خوفآ ! ولأول مره لا تهابه !! .. فقط شعور جديد عليها .. شعور لطيف ولكنه مخيف ومحير بعض الشيء ..
اقترب منها اكثر حتي تراجعت هي ضعف خطواته ، وكأن الله قد سمع توسلاتها بداخلها ليرسل لها جدتها وهي تردف بنبره هادئه
اردفت فريال: انت مين يابني؟

اوقف سيره ليشيح نظره بعيدآ عن من سلبت عقله قبل قلبه !
اردف بصوته الرجولي الجأش: مالك فريد السيوفي .

انكمشت ملامح السيدة بعدم فهم لتقاطعهما لارا وهي تستغل تلك الفرصة ، اردفت بعقل مشوش وبنبره صوت مرتعشه : انا هخرج اشم شويه هوا يا نينا .

ثم سارت بخطواتها الواسعه التي تشبه الركض دون ان تنتظر ردآ ، وكأنها تهرب من شبح مخيف !

نظرت فريال بعينان متسعه الي طيف حفيدتها وهي تسير بخطواتها الراكضه مبتعده تحت انظارها ، فضيقت عيناها بشك وعاودت النظر الي مالك بتساؤل

ليستأذن مالك منها بابتسامته الرزينه الغامضه وخرج بخطواته القويه يتبعها ..

نظرت بسمه الي فريال بعينان متسعه بعدم فعم لتردف بشك وهي تضيق عيناها بطفوله: نينا ، هو مين ده؟

كانت فريال شارده نحو طيف هذا الشاب عريض المنكبين ذو العينان المحيطيه ، لتردف بصوت شارد وبابتسامه خبيثه: كل حاجه واضحه زي الشمس مش محتاجه شرح!!

نظرت بسمه نحو فريال بفضول لتسرع بالرد وهي تحترق من فضولها: اي هو ؟ اروح انادي لارا ؟

اسرعت فريال وهي تنظر الي صغيرتها بابتسامتها الخبيثة التي عجزت بسمه عن تفسيرها ، لتحتويها وهي تردف : لا سيبيهم ..

ثم عاودت النظر نحو الخارج بشرود وابتسامتها الجانبيه تزين ثغرها ، وقد تيقنت بأن هذا ما يسمي الحـب !
••••••••♪

كانت تركض بلا هواده حتي كادت تشعر بأختناق انفاسها ، لا تعرف الي اين تقودها قدماها ولكن كل ما تعرفه انها لا يجب ان تتوقف ، لا يجب ان تقف وتواجهه .. خائفة والغريب بأنها ليست خائفة منه ! بل خائفة من هذا الشعور الذي يغزو قلبها كلما يتواجد هو بقربها !
تركض ، وهي غارقة بأفكارها التي لا فرار منها ..
لتسمع صوته الرجولي القوي يصيح بأسمها بنبره جعلت كل انش بجسدها يهتز ، استدارت بتردد وهي لم تتوقف عن التراجع بخطوات واسعه ..

لتردف بصياح مرتعد ونبره تائهه وهي تثبت رماديتها نحو سماويه عيناه: عايز ايه تاني ؟ جاي هنا ليـ..

لم تكمل جملتها حتي دوت صرخه بالارجاء صادره منها عندما شعرت بقدماها تنزلق وتهوي ، فقد نست ان تتوقف عن التراجع ونست تمامآ الثلاث سلالم التي تفصل بين بيتها الصغير و الشاطئ

ليسرع مالك بالتقدم نحوها وهو يصيح بنبره خوف حقيقيه : حاااسبي

لا تعلم كيف ومتي حدث ذلك ولكن لم يتعدي الثانيه حتي شعرت بصدره الصلب ويداه القويه تلتف حولها بتملك واضح لينتهي بها الامر وهي مكبله بين احضانه ..
____________________________

كانت تقف امام مرآتها ، تنظر الي هيئتها ، قلبها يخفق بقوه وكأنه يتسابق مع انفاسها ..
وضعت لمساتها الاخيرة لتعاود النظر نحو المرآه ، بدت جميلة ورقيقة بفستانها السِماوي الطويل وهو يداعب ركبتها بدلال واضح وشعرها المنساب علي ظهرها بتمرد وهي تعقد بعض من خصلاتها بمشبك النجمه المفضل لها ..

زفرت بتوتر لتستدير تسحب هاتفها وتنظر نحو الساعه ، هتفت في نفسها بتوتر وارتباك واضح
منار: وبعدين بقي في الكائن ده ، اتصل بيه ! .. لا يا منار انتي عبيطة ده حتي مبينش هو عايزني ليه ! ، يا خوفي لو طلع موضوع تافهه وتحرجي نفسك في الاخر

ابتلعت ريقها بخوف وتوتر ينهش بقلبها ، لقد دعاها محبوبها الخفي للذهاب معه وتناول الطعام بالخارج ، برأيها هذا ما يسمي الموعد الاول للعشاق ولكن ! هو لم يقم بتوضيح اي شيء لها ، لذا هي خائفة ، خائفة من ان يكسر بخاطرها ويضرب بأحلامها عرض الحائط ، فقد مر سناتان وهي امامه صديقته المفضلة فقط ! اما هذا الاحمق بالنسبه لها هو حبها الاول والاخير .. من بث بداخلها الامل قليلآ بأنه ولا مره قال لها بأنها بمثابه شقيقه له ! دومآ يقول هكذا علي صديقتها لارا ولكن لم يحدث معها هذا ولا مره !..

تنهدت وقد ادمعت عيناها بخوف واضح ، خوفآ بشعورها بالمبالغه فهذا بالاخير مجرد تناول طعام ! ، لوهله فكرت بتغير ملابسها واستبدالها بأخري طبيعية ولكن قاطع قرارها صوت ارتفاع رنين هاتفها ، انتفضت من شرودها لتنظر الي هاتفها تقرأ الاسم .. سرعان ما ابتلعت ريقها وحمحمت بهدوء قبل ان تجيبه بنبره وضعت بها فكاهه مصطنعه
اردفت منار : جرا ايه يا استاذ هيثم ، كل ده تأخير !
اجابها بوضع بعضآ من مشاكسته المعهوده: شششششش ايه ده بلاعه اتفتحت ! ، انا تحت اتنيلي انزلي !

عضت علي شفتاها بغضب وكادت تصيح به ولكنه اغلق الهاتف بوجهها ! ، اتسعت عيناها وقد زاد خوفها ! فهذا ليس بموعد كما اعتقدت ! ليس هناك وقت لإستبدال ملابسها ، هي من وضعت نفسها بهذا الموقف المحرج وهي من يجب ان تتحمل نتيجه ذلك ..
حبست انفاسها وكذلك عبراتها لتقف برهه تهدء من روعها قبل ان تسير وتخرج تواجه هذا الشيء الذي سيحطم قلبها اربآ ...

دلفت خارج الڤيلا ، لا تجرؤ علي رفع انظارها نحوه ، فهي خائفة من نظرته الساخرة التي باتت تشعر بأنها تخترقها كالسهام ، ولكن فضولها جعلها تسترق بعض النظرات اليه لترفع رأسها بعينان متسعه ، فقد وجدته يرتدي حله سوداء اضافت بريقآ خاصآ له ! لا تعلم مالذي دفعها للابتسام بتلك الطريقة ولكنها وجدت نفسها تسير مسرعه اليه كالاطفال ، قد آثر قلبها في تلك اللحظة وهذه ليست المره الاول .. فقد سلب عقلها وقلبها منذ زمن بعيد ...

دلفت الي سيارته دون التفوه بكلمه ، حتي لم تستطع سماع مشاكسته ، فقد رأت تلك النظره المعجبه الواضحه التي صدرت منه أعجابآ بهيئتها ، وهذا ما جعلها تهرب وتدلف مسرعه الي السياره ..
هل رأيتم قط شخصآ يهرب من شخص ما بالدلوف الي عرينه !!

تنهدت وهي تحاول السيطره علي انفاسها التي تسارعت بوضوح وقلبها الذي يكاد ان يتوقف من شده خفقاته ،
وضعت يدها البارده بفعل الهواء البارد علي وجنتها لعل بروده يدها تهدء تلك النيران التي تفتك بوجنتها والتي جعلت وجهها كالطماطم..

ثوان ووجدته يدلف الي السياره لتتسلل اليها رائحة عطره الرجولية التي تجعلها وكأنها ثمله ! ، استعادت شتات نفسها بصعوبه بالغه لتنظر اليه بشيء من المشاكسه وهي تردف: ايه التاخير ده كله يا استاذ ، انت فاكرني هستناك طول العمر ولا ايه ؟

لم تشعر بتلك الجمله الاخيره التي خرجت منها بكل تلقائية ..

لتردف مسرعه وهي تحاول الا تلفت انتباهه لما تفوهت به : وايه المناسبة لخروجتنا دي هاه؟

اردف وهو يصوب انظاره الي عيناها بشيء من الخبث ليرفع يداه يقرص علي وجنتها بمشاكسة: عشان احنا صحاب هاخدك تتعرفي علي خطيبتي ، لازم تعرفي انك اول واحده هتشوفها !

وكأن دلو ماء بارد قد سكب علي رأسها لتتجمد الحروف بداخلها عاجزة عن اجابته ، عيناها التي اتسعت ولمعت بالعبرات جعلت منها شيء مثير للشفقه ، لتردف بصوتها الخافت وكأنها مغيبه عما تفوه به من قبل : خطيبتك؟

تجاهل تلك النبره تمامآ وهو متعمدآ ليردف باستفزاز : دي دموع الفرحه صح !

ابتلعت ريقها وهي تنظر امامها لتتظاهر بالفرحه وهي تضع يدها علي عيناها تكمم عبراتها لتردف بتظاهر : طبعا فرحتلك يا عم ، بس في حاجه دخلت في عيني !

نظر نحوها بخبث ليردف وهو يقرب وجهه من وجهها : وريني ؟

نظرت له بعيناها الواسعه التي بدت كالجمره ، تنظر صوب عيناه الحاده ، في تلك اللحظة وكأن كل ما تريد التفوهه به قد حدث بالفعل وقالته بصمتها ! ..

في تلك اللحظة لم يستطع تمالك نفسه اكثر ، ووجودها بقربة هكذا يفتت قلبه ويهلك عقله ويشتت افكاره ، ابتعد عنها بصعوبه يستنشق الهواء لعله يدخل بداخله ويهدئ من فيضان مشاعره في هذا الوقت ..

ادار مقود السياره لتنطلق تشق طريقها ، فرؤيتها هكذا وهي بتلك الحاله عبراتها تزين عيناها الواسعه يفتت قلبه ، ونظراتها المكسورة تلك يشعر بأنها كالسهام السامه التي انطلقت صوبه لتنال منه ! ..

تنهد وهو يردف بداخله "صبرآ ، اعلم بما يحدث بداخلك الان ولكن انت تستحقين ما سترينه ، سأجعله يومآ يصعب علينا نسيانه في المستقبل !!"
_________________

التقط خصرها الضئيل ليرفعها وكأنه يرفع ريشه وليست كائن حي يمتلك وزنآ !

صاحت بضيق وبارتباك واضح وهي تلهث من شده الركض: ابعد ، نزلني

انزلها وهو يمسك بمرفقها بتملك واضح يجبرها علي الوقوف امامه ومواجهته ..

لتردف لارا بعينان يشع منهما نظراتها القلقه الغريبة: ايه اللي جابك ؟ جيت ليه يا مالك ! عشان انتقامك ؟ مش خدته ؟ مش كفايه كده؟ انا خسرت ماما عارف يعني ايه؟ لسه بردو شايف اننا معوضن..

ابتلعت كلماتها بجوفها عندما وجدت شفتيه تطبق علي خاصتها وكأن بتلك الطريقة يشرح لها ما أتي بشأنه ..

ليبتعد بعد برهه وهو يلهث من قوه مشاعره التي تتخبط بداخله ، ليسرع وهو يردف : عشانك ..جيت عشانك انتي

كانت كالثمله بعيناها التي تنظر اليه بثقل ، اثر قبلته التي هلكت قلبها ، لتردف بحذر وبصوت خافت مبحوح: ليه؟

لم يصعب عليه فهم تلك الكلمه
ليجيبها وهو يقترب منها حتي تلاشت تلك المسافه التي بينهما ، اردف بصوته الخافت الذي اشبهه بالهمس : عشان بحبك ..

صوت الامواج ترتطم بقوه حتي ارتفع الموج واصبح يأتي ذهابآ وايابآ يداعب قدماهم ، وكأنه يضيف لمسته الخاصه والمختلفة ، يشهد مولد عشقآ جديدآ ، عشقآ اسطوريآ بين الماء والنار ، الابيض والاسود ، الشمس والقمر ، كل ما هو مختلف اصبح يكمل الاخر ..
كان من الصعب ان يجتمعا الماء والنار معآ ! و الاسود يقتحم الابيض ليضيفا الاثنان لونآ مميزآ ، والشمس تجتمع مع القمر .. كل هذا غير موجود سوي بالاساطير ، وها قد ظهرت اسطوره جديدة بعد معاناه استحقت بالتاكيد تلك اللحظة !..

نظرت اليه بمقلتيها الرماديه بإتساع ، تحاول استيعاب ما حدث للتو ..
لتستعيد ذاتها وهي تمصمص شفتاها ، وضعت كلتا من يدها الصغيره علي صدره الضخم تحاول ابعاده ، فقربه منها هكذا يشل افكارها ..

وكأنه قرأ ما يدور بعقلها ليسرع وهو يمسك بكلتا من يدها بقبضه يد واحده منه ، اردف وهو يثبت مقلتيه اللامعه صوب رماديتها: هتهربي تاني !

نظرت صوب عيناه لتجد مشاعر نابعه من اعماقه شعرت بصدقها ، لتتذكر كل ما حدث معها وما خسرته بالفعل ..
اجفلت وهي تخفض نظراتها للاسفل تحاول سحب يدها بقوه لتردف بصوت مختنق: سيب ايدي

وجدت منه اصرار غريب لتعاود رفع نظراتها نحوه ولكن هذه المره بغضب من محاصرتها بين افكارها التي تمزق عقلها وبينه !
انكمشت ملامحها بغضب لتردف: ده مش حب !

سحبت يدها بقوه من بين مرفقه القوي لتسير بخطوات سريعه تشبه الركض ، تهرب منه .. من مشاعرها .. من عيناه التي تفيض بكلام غير مباح
سمعت صوته يطرب مسامعها وهو يردف بإصرار وبنبره قويه غاضبه: هثبتلك يا لارا ، حتي لو هتفضلي تهربي العمر كله متستنيش مني اني ازهق وامشي ، انا هفضل قاعد هنا ، هفضل مستنيكي يا لارا ..

وضعت يدها تصم صوته من ان يخترق اذنها ويشتت افكارها ، اسرعت بالركض هاربه .. تهرب من هذا الواقع ، رافضه ان تخوض معركه جديدة وتجربة مختلفة ! ، ترفض هذا الصوت الصادر بداخلها وهو يصيح بها بأنها ايضآ تحبه وكثيرا !...
_______________

لم تشعر بالوقت وهو يمر ، كانت تتحاشي مواجهه نظراته ، حتي التصقت بباب السياره تراقب الماره بعينان شارده لامعه وملامح باهته مكسوره ..

لم تشعر بالسياره وهي تستكين ليردف هيثم يخرجها عن شتاتها بصوته الهادئ : منار .
فاقت من شرودها لتستدير براسها تنظر له ..
ابتسم ابتسامته الهادئه المصطنعه وهو يكاد ان يتراجع عن مخططه ولكنه حسم امره بصبر ،ليردف بصوته الهادئ: وصلنا !

نظرت الي الخارج حتي شعرت بإستكانه السياره ، لتنظر الي هذا المطعم الفاخر بعينان ذابله ، ترجلت من السياره دون التفوه بكلمه وكأنها اصبحت كالدميه المتحركه ..

زفر هيثم بضيق شديد من هيئتها تلك التي تمزقه الي اشلاء ، ليسرع بالترجل وهو يرسم ابتسامته المصطنعه ، اردف بنبره رزينه: ادخلي انتي انا جاي وراكي .

اومأت دون التفوه بكلمه لتسير بخطواتها الشارده تحت انظاره المترقبه بضيق .
اسرع بتناول هاتفه ليلعب بالارقام حتي اتاه الرد بعد برهه

محمد: هيثم باشا
اردف هيثم بنبره غاضبه متجاهلآ نبرته الترحيبيه: خلصت اللي اتفقنا عليه ولا لسه !
اردف محمد بصوت مبتهج: كله تمام يا باشا
تنهد هيثم بأريحه ليبتسم بهدوء وهو يردف: طب انا ربع ساعه بظبط وهكون هناك ، مش عايز غلطه فاهم !
اردف محمد بعمليه: انت تؤمر يا باشا
اغلق هيثم الهاتف وهو يزفر بأريحه ، ليسير بخطوات مسرعه وابتسامته المبتهجه تحتل ملامحه الوسيمه ..

دلف الي المطعم لتحتد نظراته وتختفي ابتسامته لتحل محلها نظرات مشتعله بغضب وغيره وهو يري محبوبته جالسه وبجانبها هذا الاحمق المدعو بـ رامز ، ليري ابتسامتها الرائعه بالرغم من بهتان معالم وجهها الا انها تبتسم له !

لم يشعر بقدماه وهما يقودانه نحوهما بخطوات سير واسعه ..

خبط بيده علي المنضده لتشهق منار بفزع بينما استدار رامز برأسه يواجه براكيين عيناه .
اردف هيثم بغضب وهو يثبت نظراته صوب رامز : ايه اللي جابك هنا !
ابتلع رامز ريقه بخوف ليردف بنبره مصطنعه وهو يقف منتصبآ ينقذ ما تبقي من كرامته : جيت اسال منار علي حاجـ

قاطعه هيثم وهو يقترب منه بهدوء مميت:انسه منار .. فاهم

اردف بكلمته الاخيره وهو يجز علي اسنانه بتحذير واضح
لتقف منار مقابلتهم وهي تردف بغضب واضح توجه حديثها الي من تسبب بإلام قلبها : متكلمهوش كده ، في ايه يا هيثم !
صاح هيثم بغضب حتي استدار جميع من بالمطعم يراقبون ما يحدث بعينان فضوليه
اردف هيثم: كان بيقولك ايه؟
صاحت هي الاخري مثله بصوتها القوي المتألم : وانت مالك !!
اردف رامز وهو يحاول تهدئه تلك النيران الذي تسبب في اشعالها: هيثم انا كنت بسألها علي مكان لارا وعرفت انها في اسكندرية ، كنت عايز اروح اعرض عليها الجواز ، فهمت؟
تجاهل هيثم ما قيل لينظر الي منار وهو يمسك بمرفقها بتملك يسحبها وهو يردف: يلا هنمشي
سحبت يدها بقوه من بين يديه لتقف بشموخ مصطنع وهي تردف بنبره قويه: انا مش هروح معاك ، انا عايزه اروح البيت ورامز هيروحني !

استدار هيثم ينظر الي رامز وهو يجز علي اسنانه ،
ليسرع رامز قائلآ بهدوء مصطنع: احم .. منار انا هسافر دلوقتي اسكندرية معلش
نظرت اليه منار بعينان مصدومه وهي تقبض علي تلك النظره الخائفة ، لتنظر اليه بتقزز وهي تستدير تلتقت حقيبتها وتسير بخطي قويه ، مردفه: انا هروح لوحدي

اومأ هيثم وهو يردف : كده انتي اللي جبتيه لنفسك
اسرع وهو يحملها تحت نظرات رامز الذاهله والمحرجه ، وهمهمات بعض الناس وهم يضحكون علي تذمرها الطفولي وبعضهم يتمنون ان يحظون برجل مثل هذا الصخر .. والكثير من التصفيقات الحاره المشجعه والتي جعلت منار تستكين بين احضانه بخجل واضح وهي تلعنه وتلعن قلبها الذي يخضع له !..

وضعها داخل السياره واغلق عليها ، ليستدير ويدلف الي السياره بابتسامته الخبيثة ..
فور دلوفه اردفت منار وهي تحاول الا تنظر صوب عيناه: بص لو فتحت بوئك علي اللي حصل انا هكسر الازاز ده وهنط من الشباك فاهم؟ سوق وانت ساكت خلينا نخلص من اليوم ده !

القت بحديثها بعينان تنظر بعشوائية تتحاشي النظر الي مقلتيه ، ووجنتان حمروتان كالطماطم

سمعت صوت ضحكته الرجولية القوية وهو يردف بمشاكسة: عيني حاضر
ليدير مقود السياره ، وتنطلق السياره متجهه الي المكان المنشود ..

بعد قليل ..

كانت جالسة تكتف ذراعيها وتصوب رأسها امامها بغضب وهي تسمع صوت ضحكته الساخره التي يحاول كبتها بداخله ..
اردف منار بضيق: هي خطيبتك دي مجتش المطعم ليه؟
اردف هيثم بخبث: هي مستنيانا في المكان اللي احنا رايحينه
ابتسمت منار بألم وسخرية وهي تردف: وانت ازاي تخليها تروح لوحدها !
اردف هيثم وهو يسترق نظراته اليها باستمتاع : هي بيتها قريب من هناك .. وبعدين مالك انتي متضايقه ولا ايه؟
اردف منار بنبره مبتهجه باصطناع: انا ! وهتضايق ليه !
ابتسم هيثم بخبث وهو يسرع من قيادته ..
________________
"الساعه ال7 مساءآ .."

"يا بسمه قومي يا بنتي شوفي المسكين اللي برا ده"
اردفت بها فريال وهي تبتسم بخبث .

لتسرع لارا وهي تغلق تلك الستاره بقوه لتردف بغضب وهي تقف منتصبه تمنع بسمه: استني .. وبعدين معاكي يا نينا
اردفت فريال ببراءه مصطنعه: يابنتي حرام علينا نسيبه في الجو ده
اردفت لارا وهي تعاود الجلوس امام النافذة ورفع الستارة تراقبه وهو يجلس علي الرمال يلقي بالحجاره صوب البحر وقد بدي علي ملامحه الغضب والاستياء ..
حسنآ لقد اكتشفت شيئآ جديدآ ، فهو يمتاز بصفه جديده وهي الاصرار والعند ! حسنآ وكما تلقبها والدتها هي عنيده ايضآ كالماعز ..
اردفت لارا بسخريه مصطنعه وهي تراقبه من زجاج نافذتها: خليه يتحول لرجل الجليد بردو مش هطلعله

اردفت فريال بنبره خبيثة وهي تقف وتلتقت من جانبها غطاء من الصوف: طلاما انتي قلبك قاسي كده انا هخرج بنفسي واديله اللحاف ده !
اقبلت عليها لارا بعينان متسعه وهي تدب بقدماها علي الارض لتردف وهي تاخذ منها الغطاء: يعني لو خرجت اديته ده هتسيبيني فحالي !
اردفت فريال ببراءه مصطنعه:طبعا .. اومال!

نظرت لها لارا بنفاذ صبر لتتنهد وهي تسير بخطوات متردده نحو الخارج ..
وقفت امام المنزل بتردد لتستدير بارتباك وهي تردف بتراجع: لا مش هرو..
وجدت جدتها تغلق الباب بوجهها تمنعها من الدلوف ، فنظرت بصدمه مما يحدث معها ..

لتستدير بقله حيله ، فوجدته منتبهآ لها ولصوت اغلاق الباب ، اقبضت علي تلك الابتسامه التي ارتسمت علي ملامحه الوسيمه والتي سحرتها وجعلتها تشعر بإنطلاق صراح تلك الفراشات اسفل معدتها ، وهم ينطلقون بحريه مسببين لها شعورآ غريبآ ولكنه جميل ..

قبضت بيدها علي الغطاء لتحسم الامر وهي تسير نحوه بخطي بطيئة متردده تحت نظراته التي تخترقها بخبث !..

اصبحت امامه ، ابتلعت ريقها وهي تمد يدها بالغطاء لتردف وهي تنظر للاسفل بكبرياء مصطنع: خد ده !
ابتسم بخبث وهو يردف بمشاكسه: ايه ده !
اردفت لارا بضيق وهي ترفع رأسها تنظر صوب عيناه: لحاف !
اردف مالك بنبره مشاكسه وهو يقترب منها: بس انا مش عايز لحاف ، انا عايز ..
ثم صمت واكمل اقترابه لتتراجع هي ضعف خطواته ، لترفع سبابتها بتحذير وهي تشعر بخفقات قلبها تعلوا وترتفع كالطبول ..
اردفت بنبره تهديديه مصطنعه: ابعد ! ، هتاخده ولا ارجعه!
اوقف مالك اقترابه ليردف بخبث وابتسامه ساخره باستمتاع: علي فكره انتي دماغك وحشه انا كنت هقول عايز اوضه من عندك جوا !
حمحمت لارا بانزعاج لتردف بارتباك تحاول اخفائه بقناع الضيق : والله لو مش عاجبك ممكن تمشي !
اردف مالك وقد تلاشت تلك الابتسامه لتحل محلها نظرات حاده وقويه وهو يردف بنبره جاشه وباصرار : انتي عارفه كويس اني مش همشي !
ابتلعت لارا ريقها وهي تري نظراته التي هلكتها ، اسرعت تضع الغطاء علي الرمال وهي تردف بنبره هادئه قبل ان تستدير مغادره: اللحاف اهو .
تجاوزته بخطواتها الهاربه مجددآ تحت نظراته القاتمه !..

كلما حاولت الاستسلام لمشاعرها ، كلما عادت تلك الذكريات المؤلمه تهاجمها وكانت هي الحاجز القوي في هذا الوقت !..
___________

"هي ساكنه هنا !"
اردفت بها منار وهي تقف بجانب هيثم تراقب هذا المكان بعينان ذاهله !
اردف هيثم مؤكدآ: اه هي مستنيانا جوا ..
ضحكت منار بسخرية وعدم تصديق وهي تردف: جوا ايه ياهيثم المكان مقطوع هنا انا شيفاك من كشاف العربية ، وبعدين ازاي تسمح لها انها تيجي هنا في الوقت ده لوحدها!

اردف هيثم وهو يمسك بمرفقها يسحبها: يلا وكفايه رغي
تسمرت وهي تضع يدها علي يده تمنعه من استكمال سيره لتردف بخوف حقيقي: هيثم انا مش عايزه ادخل ، متتصل بيها تيجي هنا حتي نتقابل في اي مطعم برا ، شايف مفيش حد هنا ..
ابتسم هيثم ليقترب منها بهدوء وهو يردف بصوت هادئ: متخافيش ، تعالي
صوته الهادئ ووجوده بجانبها جعلها تشعر بالامان حقآ ، تمسكت بيده لتسير معه بهدوء ، حتي شعرت بيده تغادر يدها فأردفت وهي تتمسك به بقوه: في ايه انت رايح فين؟
اردف هيثم بهدوء: اقفي هنا الدنيا ضلمه فعلا هروح اجيبها وجاي ..
اتسعت عيناها بصدمه لتردف منار بذهول وبنبره مختنقه: هتسيبني لوحدي!
اردف هيثم بصوت قوي: منار دي خطيبتي
جملته جعلتها تترك يده كمن لدغتها حيه ، اردفت بصوت مهزوز: معاك حق ، روح جيبها انا مستنياك .

غادر دون التفوه بكلمه ، تاركآ اياها تنظر حولها بخوف حقيقي والالم يعتصر قلبها ..

حتي فاتت دقيقتان وشعرت بإضاءه خفيفه باهته علي بعد مسافه قليله منها ، ركضت نحوها بإعتقادها بأنه هو من قادم لتصل اليها ثم وجدتها اختفت وظهرت بمكان اخر ، ضيقت عيناها بخوف وبتردد اتبعتها بخطي بطيئه خائفة ..
زفرت بخوف وهي تفتح حقيبتها ليتبين بأنها قد نست هاتفها بالسياره ، استكملت سيرها حتي وصلت الي تلك الاضاءه مجددآ ظلت تختفي وتظهر بمكان مختلف حتي وقفت منار بجسد مهتز بخوف حقيقي وهي تصيح بنبره خائفة: هيثم لو ده انت ف ده مش وقت هزار بالله عليك .

ظهرت تلك الاضاءه مجددآ ولكن هذه المره علي بعد مسافه كالخطوه الصغيره منها لتخطوا اليها وقد شعرت بشيء صلب يقف امامها ، تسللت رائحة عطره القويه الي انفها مما جعلها تبتسم بأريحه وهي تضع يدها بتلقائية علي صدره ، اردفت بابتسامه هادئه: ده انت !
وفجأه انتشر الضوء بالمكان ليتبين ملامح هذا الشيء الذي كان يحتويها

نظرت بعينان متسعه لما يحدث وعدم استيعاب ، تمرر عيناها بالارجاء ، تريد حفر تلك التفاصيل الصغيره بعقلها .. منذ قليل تكاد تقسم بان قلبها كان محطم الي اشلاء ، كيف قد جُبر بخاطرها هكذا !

نظرت حولها وجدت الورود الحمراء والبيضاء تزين الارض من اسفلها ، والاشجار حولها جميعها مزينه برقه بالغه بالأسلاك الضوئية الملونه ، وكرسيان يتوسطهم منضده مزينه ومليئة بالاطعمه ..

حفرت كل تلك التفاصيل بمخيلتها لتعيد نظراتها صوبه ، تنظر الي عيناه وهي لا تشعر بتلك الابتسامه البلهاء التي ارتسمت علي وجهها وعبراتها التي بدأت بالهطول ، لتسرع تحتضنه بحب حقيقي ، حتي شعرت بأنهي تهذي ، لتحاول الابتعاد بحرج ، ولكنه شدد علي احتوائها عندما رفع يديه القويه يثبتها امامه
اردف هيثم بصوت خافت يشبه الهمس بجانب اذنيها: خليكي كده شويه ..

ابتسمت بخجل ، لتجده يشدد من احتوائه لها ..
لتبتعد بعد قليل باندفاع وهي تثبت نظراتها صوبه بشك
اردفت وهي ترفع سبابتها بتهديد: المفاجأه دي مش عشان خطيبتك صح ولا انت بتوريني محضرلها ايه؟

ضحك هيثم بقوه وهو يردف بمشاكسه: لا مش عشان خطيبتي
تنهدت منار باريحه ..
ليكمل هيثم بخبث: عشان مراتي
رفعت رأسها تطالعه بنظراتها المصدومه ، ليسرع وهو يسحبها صوب المقعد ويجعلها تجلس بهدوء ..
ثم جثي علي ركبتيه وهو يمسك بإحدي الاطباق الموضوعه امامه يزيل الغطاء تحت نظراتها ، ليأخذ تلك العلبه البيضاء المخملية ومن ثم فتحها تحت نظرات عيناها الواسعه والتي لمعت بالعبرات
اردف بمشاكسه خبيثة: لا منا مش عارف المفروض اقول ايه ، قولي اه وخلاص بسرعه مش قادر اتنفس
لكزته منار بكتفه لتردف بضيق مصطنع: اففف اسكت متبوظش اللحظه ، ارغي يلا

اتسعت عيناه وهو يكمم رغبته بالضحك ليردف بصوت درامي ساخر : احم احم .. فالحقيقة انا كنت ناوي اطلب ايدك ، بس بعد ارغي دي قومي غوري فداهيه

ضحكت منار بقوه وهي تلتقط الخاتم لتردف: قال اغور قال .. بعينك انت اتدبست خلاص !

كادت تضع الخاتم حتي اوقفها صوته وهو يقف منتصبآ يلتقط منها الخاتم ليردف بعد ان ضحك ضحكته الرجوليه: لا لحظه ، دي بتاعتي انا ..
ثم وضع الخاتم بإصبعها برقه بالغه ، ليمسك بمرفقها يجعلها تقف امامه ..
وقفت ليحتضنها وهو يتنهد تنهيده مطوله ، ثم همس بهدوء : انا بحبك يا منار
اتسعت ابتسامتها وقد تلقت للتو اعترافآ واضحآ منه ، لتردف بخجل: وانا كمان ..
ابتعد وهو يردف بخبث: بس ده ميمنعش انك عايزه قطع لسانك الدبش ده !
لكزته منار بمرفقها وهي تردف : يووه يا هيثم ضيعت اللحظه الرومانسية يا اخي !..

_________________
دقت الساعه الثالثه فجرآ ..

لم تغفوا ولو لثانيه واحده ، فقد جالسه تراقبه من خلف نافذتها بنظراتها التي تحتويه ..

سمعت صوت خطوات خلفها ، لتستدير مسرعه ، وجدت جدتها تقترب منها بابتسامتها الهادئة الحانيه
اردفت فريال بنظرات ذات مغزي: مش عارفه تنامي صح؟
ابتلعت لارا ريقها بارتباك لتتنهد وهي تعاود النظر له مجددآ ، اردفت بعد تنهيده مطوله وبنبره هادئه حملت الكثير: لا ، مش عارفه انام

أومأت لها فريال لتقترب منها وتجلس بجانبها ، نظرت صوب النافذة لتردف بنبره هادئه: هو ده مالك اللي حكيتيلي عنه مش كده؟

استدارت لارا برأسها تواجه جدتها ، فأومأت بصمت لتنكس رأسها للاسفل

ابتسمت فريال لتضع ذراعيها تحتوي صغيرتها وهي تردف بنبره حانيه: انتي بتحبيه يا لارا ، وهو باين جدا انه بيحبك .. ايه المانع؟

انتفضت لارا كمن لدغتها عقربه لتنظر صوب جدتها وهي تردف بنبره خافته ولكنها حملت بعض القوه: انا خسرت ماما بسببه وخسرت كتير اوي ، وده ميمنعش انه كمان خسر حاجات كتير ومن ضمنهم يارا الله يرحمها .. احنا الاتنين مينفعش نكون مع بعض يا نينا ده مستحيل

اردفت فريال بنبره هادئه وكأنها تحفر كلماتها داخل عقل صغيرتها: انا فاهمه يا لارا ، بس فكري معايا كده ، اللي حصل ده كله خارج عن ارادته يعني مش ذمبه ، ونتي كمان كده .. اعتبري كل اللي حصلكوا ده اختبار من عند ربنا عشان يجمعكوا ببعض ، ليه متفكريش كده!

اردفت لارا بنبره صوت شارده: ازاي اكون معاه؟ ازاي وانا اللي خبطت يارا ، وهو السبب في غياب ماما وبعدها عني ..
نظرت صوب جدتها لتكمل بابتسامه تحمل الكثير من الالم: لا يا نينا ، ازاي بعد كل ده هنعرف نكون مع بعض ! هو خد حقه مني خلاص
اردفت فريال بعد ان تنهدت بقله حيله: ماشي يا لارا ، بس علي الاقل يابنتي خليه يدخل ينام في الاوضه اللي فوق مينفعش يفضل برا كده
تنهدت لارا لتومأ لها بصمت
ربطت فريال علي وجنتها بحنيه لتردف بهدوء وهي تقف: ربنا يريح قلبك ويجبر بخاطرك يابنتي ، تصبحي علي خير
اومأت لارا لتردف بنبره خافته هادئه: ونتي من اهل الخير يا نينا
صعدت فريال درج منزلهم البسيط ومن ثم ذهبت الي فراشها وتدثرت به وذهبت في نوم عميق ..

تنهدت لارا لتعاود النظر من النافذة بنظرات قاتمه لتجده واقفآ يسير بخطوات هادئه ..
حسمت امرها وهي تغمض عيناها ترتب شتات افكارها ، لتقف وتسير بخطوات هادئه نحو الخارج ..

سمع صوت قدمان خلفه ، فإستدار بمنكبيه العريضان وهو يواجهها بنظراته الرزينه

ابتلعت لارا ريقها بتردد قبل ان تحسم امرها وتردف بنبره هادئه: مش هينفع تفضل قاعد هنا ، في اوضه جوا لو عاي

قاطعها وهو يتجاوزها بخطواته القويه بمشاكسه ليردف بخبث: بس انا مش بحب انام جمب حد انتي هتنامي علي الكنبه بقي!
نظرت صوبه تراقب خطواته بعينان متسعه بصدمه وغيظ لتردف وهي تركض خلفه: انت مين قالك اني انا كمان بحب انام جمب حد وبعدين انا انام علي الكنبه ! مستحيل ..

اوقف سيره مما جعلها ترتطم بظهره القوي ، ابتلعت ريقها وهي تراه يستدير يوجهها بقامته الطويله التي تشعرها بمدي قصر قامتها ، قبضت علي تلك النظره الخبيثه وهو يقترب منها بهدوء خبيث قائلا بصوت يشبه الهمس: بس انا معنديش مانع علي فكره!
اتسعت عيناها لجرائته ، فدبت بقدماها علي الارض وهي تتجاوزه بخطواتها الواسعه وتلعنه بداخلها تحت ابتسامته التي تزداد بمشاكسه وخبث واضح ..

دلفت لارا داخل المنزل ، ليتبعها مالك ببنيته القويه يراقب اساس هذا المنزل البسيط وكم شعر بالراحه تغزو قلبه في هذا المنزل الدافئ

فاق من شروده علي صوت لارا الخافت وهي تقف علي الدرج تنظر له بترقب: يلا ؟
اومأ لها بابتسامه هادئه ، فعاودت صعود السلالم وهو يتبعها ..
حتي وقفت امام باب لغرفه ما لتردف وهي تفتحها وتدلف بداخلها ترتب الفراش جيدآ : دي حاجه مؤقتآ لغايه ما يطلع النهار وتمشي !

وجدت من يسحبها من خصرها الضئيل لترتطم بصدره القوي ، وضعت لارا يدها الاثنان علي صدره القوي بحركه تلقائية وهي تكمم شهقاتها الفزعه ، لتري تلك النظره مجددا ، نظره تجعل كل انش بجسدها يريد التراجع عما تفوهت به من قبل ..
اردف مالك بفحيح يشبه فحيح الافعي وهو يضغط علي خصرها وكأنه يثبت لها بأنها اصبحت ملكه: انا مش همشي من هنا من غيرك ، انا مش هسيبك تبعدي تاني ، مش هسمحلك ، فاهمه
كان يردف بحديثة بنبره هامسه وهو يضغط علي كل حرف يتفوه به وكأنه يحفر تلك الكلمات بعقلها

ابتعدت عنه بعد معاناه لتسرع بالسير هاربه من نظراته التي تكاد ان تحرقها ..
لتردف قبل ان تغلق الباب بنبره مرتبكه بدت واضحه: اا .. لو عوزت حاجه انا في الاوضه التانيه
اردفت بتلك الكلمات بتوتر وهي تحاول ان تتجنب نقطه عيناه لتغلق الباب مسرعه ، استندت علي الباب من الخارج تشعر بان قدماها لم تعد تحملها ، وضعت يدها نحو قلبها لعلها تهدئ من سرعه خفقاته .. اغمضت عيناها تحاول ان تسيطر علي تلك المشاعر التي باتت تغزو قلبها مجددآ ، لتسير بهدوء صوب غرفتها عازمه علي فعل شيء ما ..

دلفت الي غرفتها واغلقت الباب بإحكام ، ثم اخذت حقيبه يدها تفتحها لتجد مرادها ، اخذت مفتاح سيارتها وهاتفها الخلوي وكادت تدلف خارج الغرفه ولكنها تسمرت مكانها عندما سمعت صوت طرقات علي باب غرفتها بهدوء ، فوضعت مفتاح السياره علي الكوميدينو بجانب فراشها ، وبخطوات بطيئه سارت لتمسك بمقبض الباب وتفتحه بهدوء
وجدته يقف امامها يسند مرفقه علي باب غرفتها ويطالعها بنظرات خبيثة لا تبشر بالخير !

اقترب منها حتي تراجعت وهي تردف بنبره هادئه مصطنعه تحاول اخفاء ارتباكها الداخلي: نعم؟
ابتسم ابتسامته الغامضه المميته ولم يتوقف عن الاقتراب منها، حتي شعرت لارا بالدماء تزحف نحو وجنتها بخجل ممزوج بخوف واضح
اردفت وهي ترفع سبابتها بتحذير: لو قربت تاني والله مهيحصلك كويس فاهم !
ضحك ضحكته الرجولية التي عشقتها ولكنها نظرت خلفها بخوف عندما شعرت بصلب الحائط خلفها فأصبحت محاصره بين الحائط وبين احضانه !..

ابتلعت ريقها بتوتر لتردف بضيق: انت عايز ايه؟
اقترب مالك بوجهه منها حتي حبست هي انفاسها وانكمشت بخوف ليراقب معالم وجهها بضحكه خبيثة ثم ابتعد فجأه لتفتح لارا عيناها عندما شعرت بإبتعاده
لتجده يردف بخبث وهو يسحب مفتاح سيارتها : بضمن عدم هروبك مني تاني !
نظرت نحوه بصدمه لتجده يضحك تلك الضحكه الساخره الخبيثة التي زينت وجهه الوسيم
اسرعت تقبل عليه بخطواتها الراكضه وهي تحاول اخذ مفتاح سيارتها اردفت بضيق واضح: هات المفتاح
وضعه خلف ضهره ليقترب منها وهو يهز رأسه نافيآ ، ثم اردف بنبره صوته الجاشه والتي شعرت بأنها تحمل عتابآ واضحآ: كنتي عايزه تهربي تاني يا لارا !

ابتلعت ريقها وهي تنظر صوب عيناه الحاده السماويه لتخفض رأسها ، لا تريد الشعور بهذا الشيء ولكنها تشعر به علي اي حال عندما يتواجد هو بجانبها ، هي بحياتها لم تعرف الحب لا تعرف ما هو شعوره ..

ظلت صامته منتكسه الرأس كمن ينتظر العقاب من والديه ولكنها تفاجئت بيده القويه وهي ترفع وجهها بهدوء يجبرها علي النظر اليه ، وياليتها لم تنظر ! لما هو بتلك الوسامه؟ ينظر اليها بنظره لم تراها مسبقآ ولكنها شعرت بأن قلبها يكاد ان يتوقف من شده خفقاته وتسير رعشه مميزه بكامل جسدها تشعرها بالدغدغه ..

فعيناه بدت كعيون مثقله ثمله وهو يطالعها بنظراته الغريبه تلك ..
حمحمت بارتباك واضح لتردف لارا بصوت مبحوح اثر ارتطام مشاعرها المتخبطه بداخلها: انا ..
قاطعها وهو يقترب منها يطبع قبله هادئه علي جبينها برقه بالغه تحت عيناها المثقله ..
ليبتعد عنها وهو يردف بابتسامه وبصوت رجولي هادئ: بكره لازم نتكلم .. اديني فرصه واحده بس بكره وصدقيني لو لسه علي قرارك انا هخرج من حياتك خالص ، بس لازم بكره نتكلم

اومأت له لارا بهدوء متجاهله قبضه قلبها من تلك الجملة "لو لسه علي قرارك انا هخرج من حياتك خالص"

ابتعد مالك بخطوات سيره الرزينه ليردف قبل ان يغلق الباب : تصبحي علي خير
ابتسمت له بوهن لتردف بهدوء وبنبره خافته: وانت من اهل الخير ..
بادلها الابتسامه ثم اغلق الباب من خلفه وذهب نحو غرفته بنظرات غامضه وخطوات هادئه ..
كلآ منهما لم يذقا مذاق النوم ولكن علي اي حال النهار لا ينتظر احد ليشرق !..
_______________

يومآ جديدآ يحمل هواء صافي نقي ونسمات هواء بارده رقيقه ، الشمس تشرق وتغيب بين السحب بإستحياء .. صوت الامواج وهي ترتطم بالصخور جعلته يفتح عيناه بكسل ويرمش عده مرات يحاول الاعتياد علي نور الصباح الذي تخلل من النافذة ليداعب عيناه بهدوء ..

لقد ظل ليله امس يحارب افكاره حتي غفي وذهب في ثبات عميق لم يدم كثيرا ليفتح عيناه وينهض يجلس علي السرير نصف جلسه ..
تذكر حديثه معها الليله الماضيه
صوت ضجه كبيره تحدث بالخارج جعلته ينهض مسرعآ ويدلف الي المرحاض ثم خرج وهو يرتدي ملابسه علي عجله من امره ..
ليدلف خارج الغرفه ..

وجد تلك الفتاه الصغيره تقف علي الباب تراقب ما يحدث بالخارج بعينان متسعه وابتسامه بلهاء ترتسم علي وجهها الطفولي ..
اقترب منها مالك ليجدها لم تشعر به ، وضع يده علي ذراعها ليردف بشيء من المشاكسه: في اي برا؟ وسعي شويه خليني اشوف ..
اردفت بسمه بفضول وهي مازالت تصوب نظراتها الفضوليه نحو الخارج: أبيه رامز عرض الجواز علي لارا وبعدين الست دي جت ومعاها البنتين دول وبيتكلموا ، مش عارفه اسمع حاجه افف ..
ثم صمتت بحذر لتستدير تري مع من كانت تثرثر بحريه هكذا ، لتشهق شهقه قويه وهي تردف : انت ازاي دخلت هنا؟
لم يكن يسمعها عيناه اظلمت كظلام الليل الحالك ، اقبض علي يده حتي ظهرت عروقه البارزه من شده الغضب ..والغيره تنهش بقلبه !..

اردف بصوت مميت: وسعي
اخذت بسمه خطوه جانبآ بخوف من هيئته لتجده انطلق كالإعصار بخطواته الواسعه القويه تحت نظرات بسمه المتسعه بإستمتاع وكأنها تشاهد احدي افلام الانيميشن المتحركه !

•••••
اوقف سيره علي بعد ليس بكبير يراقب بنظراته المظلمه ما يحدث ..

كان الوسط مشتعل بالفعل ..
فكانت لارا محاصره بين رامز الذي كان يقبض علي مرفقها بقوه ولكنها لم تبدي اي رده فعل بالرغم بأنها تتألم من قبضته حقآ ..
صاحت الهام بقوه تهاتف رامز: يابني كفايه كده يلا بينا
صاح رامز بغضب يفتك به: ماما امشي انتي!
ثم استدار بوجهه ينظر الي لارا التي كانت تبتسم بهدوء ليردف وهو يجز علي اسنانه: يعني ايه مش موافقه؟
تنهدت لارا لتردف بهدوء مميت: سيب ايدي يا رامز
صاحت لارا بصوتها العالي: بقولك سيب ايدي !
ترك يدها علي مضض وهو مازال يقف امامها ينتظر اجابه لأسئلته ..
امسكت لارا بمرفقها تدلكه لعلها تخفف من اثر قبضته المؤلمه ..

لم تمر ثوان حتي وجدت شيء كالاعصار يهجم علي رامز يكيل له اللكمات بغضب جامح تحت انظارها الذاهله ، وصياح ايسل والهام وجدتها فريال

اقتربت الهام لتوقفها لارا بيدها ثم اقتربت هي مسرعه
اردفت بعينان متسعه بغضب: مالك

لم يكن يسمعها بل لم يكن يسمع او يري اي شيء سوي هذا اللعين الذي وضع يده القذرة يقبض علي شيء ليس له ..

ركضت لارا تقف بالمنتصف بقله حيله ..
ليصيح بها مالك بغضب يفتك به وبنبره صوت كالرعد: ابعدي
امسك بذراعها يحاول ابعادها ولكنها اسرعت برفع اناملها تلمس وجهه بالرغم من هيئته المخيفة في ذلك الوقت الا انها لم تشعر بالخوف
اردفت بصوت هادئ ونظره ترجي وهي تثبت وجهه امام وجهها : كفايه !
اجفله نظراتها المترجيه ليقترب منها وهو يشعر بالنيران تنهش بقلبه ، زمجر بصوت مميت: الحيوان ده عايز يتجوزك!
اسرعت تردف بتبرير: بس انا موافقتش !

ابتعد مالك يحاول ان يتمالك اعصابه ، ليري الهام وايسل يهرولون نحو رامز الذي كان يركض بالارض يحاول ان ينهض ووجهه مليء بالكدمات ..
صاحت ايسل تردف بصوتها الباكي المختنق: انت كويس؟
اومأ لها رامز ثم عاود ينظر الي لارا ومالك بضيق ، لتساعده الهام وايسل علي النهوض ..

وضعت لارا مرافقها علي ذراع مالك لتردف بهدوء: هقوله حاجه ، بعد اذنك
جز علي اسنانه بغضب يفتك به ليردف : هتقوليله ايه؟
تنهدت لارا، فهي فهمت بأن غيره هذا المالك ليست بهينه ، لتوضح له الامر بابتسامه هادئه: تعالي معايا وهتسمع؟
اومأ لها مالك ولم تخف معالم وجهه الممتعضه وهو يسير بجانبها ، ليمسك بيدها بقوه وكأنه يثبت للجميع بأنها ملكه هو فقط!..
ابتسمت لارا بهدوء ..
لتقف امام رامز ..
اردفت لارا بابتسامه هادئته ترتسم علي وجهها الملائكي: انا هحاول انسي اللي حصل النهارده ، بس لازم تعرف اني بحترم جدا صداقتنا واتاكد انها عمرها ماهتطور لحاجه اكبر من كده انا اسفه ..بس
صمتت لتمسك بمرفق ايسل تحت نظراتها الذاهله والمترقبه
اكملت لارا بهدوء: لازم تفتح عينك وتشوف كويس مين اللي يستحق حبك ده ..
نظر رامز بذهول صوب ايسل التي تحولت معالم وجهها من ذاهله لأخري متألمه ، لتبعد مرفقها وتركض بخطواتها المسرعه ..
كادت تلحق بها فريده حتي اوقفتها لارا بيدها وهي تردف بهدوء توجه حديثها الي رامز الذي كان يقف ينظر الي طيفها المغادر بذهول: استني يا فريده ، متهيألي انت فهمتني يا رامز ..
ابتسم رامز وكأنه قد تلقي صفعه للتو ..

((نحب من ليس لنا ، والبعض يعشقنا دون علمنا))

لم يشعر بنفسه سوي وهو يركض يتبعها بعدما شكر لارا بشده علي تلك الحقيقه التي ضربتها بوجهه..

اردفت فريال بعد ان تنهدت تنهيده مطوله: طيب يجماعه انا المفروض ادخل اخد دوا الضغط ، كل الاحداث اللي حصلت النهارده كانت عامله زي فيلم اكشن ، يلا ناخد فاصل ، اتفضلي يا الهام

ضحكت الهام بشده لتردف : عندك حق ، بس قبل ما ادخل انا حابه اعتذر للارا ..
اردفت الهام بكلمتها الاخيره وهي تقترب من لارا لتلتقط مرفقها ثم اردفت بإمتنان حقيقي: انا مقدره جدا جهدك اللي عملتيه طول السنين دي في الشركه ، وعايزه اعتذرلك عن كلامي مع هيثم ومنار ، وطالبه منك حاجه واحده بس ، ترجعي الشركه وهقدم اعتذار رسمي ليكي عن الاشاعات اللي طلعت باسم الشركه عنك ..

ابتسمت لارا وكادت تجيبها حتي سمعت صوت مألوف يأتيها بالرد

اردفت منار وهي تمسك بحذائها كي تستطع الركض علي الرمال : بجعتنا موافقه طبعا
استدارت الهام بابتسامه بشوشه لتجد منار تركض وهيثم يتبعها من الخلف ..
ابتسمت لارا وهي تسرع بإحتضان منار
لتردف منار بصياح طفولي وهي تلوح بيدها امام وجه لارا: انا عروسه!
اتسعت عين لارا لتصرخ وهي تحتضن صديقتها المفضله والتي كانت ولا تزال صديقه بنكهه اخت
صاحت بفرحه عارمه: مبروووك ياحبيبي ..

ثم ابتعدت بعد قليل لتردف بشك وهي تنظر نحو هيثم الذي كان يقف بجانب مالك بعيدآ عنهما

اردفت بعينان متسعه: هيثم!
اومأت منار عده مرات وقد بدت ملامحها مبتهجه
لتتسع عين لارا بفرحه عارمه وهي تردف بفخر مصطنع: كنت عارفه اصلا ..
ارتفعت صوت الضحكات بينهما ، والمباركات لتردف فريال بابتسامه بشوشه: لا يولاد انا هتجمد من البرد كده ، يلا ندخل جوا
اومأت منار وهي تسير بجانب فريده والهام تبتسم ببشاشه وهي تسير بجانب فريال

دلفا جميعهم الي الداخل حتي كادت لارا تدلف ولكن اسرع مالك يجذبها من مرفقها

اردفت لارا بعينان متسعه: في ايه؟
اجابها مالك بنبرته الغامضه وهو يسير مبتعدآ: المفروض نتكلم ..
ابتلعت لارا ريقها بخوف وقد حان الوقت للمواجهه ..

سارت بجانبه حتي وقفت بعيدآ وبجانب البحر لتردف بعينان شارده : بما اننا المفروض نتكلم ف انا عايزه اقـ..

قاطعها مالك وهو يرفع ذراعيه يجبرها ان تستدير وتنظر لوجهه ليردف بابتسامه هادئه وقد اصبحت لون عيناه بهذا الوقت كاللون البحر ، صافيه .. نقيه ، تحمل لمعه مميزه

اردف : لا هتسمعيني الاول ..
تنهد تنهيده مطوله وهو ينظر الي ارتطام الامواج بأقدامهما ، ابتسم بشرود ليردف وهو يرفع رأسه وينظر داخل رماديتها: ممكن نعتبر ان كل اللي حصل بيننا واللي مرينا بيه ، كانها موجه كبيره وعدت ؟
نظرت لارا صوب مقلتيه السماويه وكم كانت هيئته تلك مهلكه لقلبها ..
اردفت بابتسامه متألمه: بس سابت اثر جوانا معتقدش انه هيروح ..
اقترب منها مالك ليمسك بمرفقها بتملك واضح ثم اردف بصوته الخافت ولكنه بدي يحمل بعض من الجديه: كان لازم نمر بكل ده ، عشان نوصل للي احنا فيه دلوقتي ، اللحظه دي ، تستاهل فعلا كل اللي مرينا بيه ..

ادمعت لارا عيناها لتبتسم بألم وهي تردف: ويارا ، وماما !

اقترب اكثر منها حتي اصبح لا يفصلهما سوي بضع سنتيمترات...

ليردف بنبرته الشارده: يارا هي حبي الاول ..
ابتسمت لارا بألم وهي تخفض رأسها للاسفل
ليرفع يده يجبرها علي النظر له ، ابتسم وهو يردف بمشاعر صادقه: بس انتي حبي الاخير .. وده اللي عايزك تتأكدي منه !
ادمعت عيناها وهي تستشعر صدق كلماته ..

ليكمل مالك بابتسامته التي فرتكت قلبها: ليلي هانم .. اوعدك اني هكون المحامي للقضيه دي ، هترجعي تشوفيها تاني ، وعد .. هتطلع براءه لان ده دفاع عن النفس

ابتسمت لارا لتستدير تنظر بشرود الي البعيد لتردف بنبره متألمه: انا في حياتي مخدتش حاجه غير لما ادفع مقابلها بخساره حاجه تانيه ..

استدارت بهدوء تواجهه وفي تلك اللحظه نظرت صوبه بعينان خائفة ، خائفة من المستقبل لتكمل بنبره متألمه خائفة: حياتي كلها كانت عباره عن كده ، وانت ..
صمتت لتكمل بعينان تفيض بالحب والخوف بأن واحد: انت اخر حاجه حلوه في حياتي ، حلو جدا .. لدرجه اني خايفة من خسارتك ، عشان كده .. مش هعرف اكون جمبك ، انا خايفة تروح مني .. زي كل حاجه بحبها وبتعلق بيها بتروح .. بابا ، ماما .. وخايفه تكون انت الاسم اللي بعديهم !

كان يستمع لها بإهتمام ، يراقب معالم وجهها المتألمه والخائفة ..
اقترب منها بهدوء ليمسح علي شعرها برقه بالغه .. ابتسم وهو يمسك بمرفقها ليردف بنبرته الرجوليه: لارا .. انا كمان فقدت ناس بحبهم ، ماما ، وبابا .. ويارا ، كنت معاها من دقيقه لكن في لمح البصر راحت !..

شعرت بلألم يغزو قلبها من شعورها بالذمب لتجده يشدد علي مرفقها بحنيه بالغه ليكمل بعينان تفيض بالحب: انا مش بقولك عشان ألومك او عشان نفتكر الماضي ده ! .. بس احنا لسه فينا النفس وجمب بعض ! ليه منمسكش ايد بعض دلوقتي طلاما قدامنا الفرصه !

شعرت بصدق حديثه لتجد نفسها بلا شعور تقف علي اطراف اصابع قدماها لتصل لقامته ، وبحركه تلقائيه لفت ذراعيها تشدد من احتضانه ..
معه كل الحق بكل ما تفوه به !..
الوقت ليس طويل لديهم لذا لما تهرب من قلبها ؟ لما يضيعا عمرهم بالكره والانتقام ؟
ماحدث قد حدث وانتهي الامر ..
لكن لما لا تفكر بأن كل ماحدث كان تدبير القدر كي يصلا لتلك اللحظه !
الحب ليس خالدآ ، الحب ليس آبدي .. ولكننا نمتلك وقتآ لا نعرف متي سينتهي ، لذا لما نضييعه بالكره والحقد والانتقام ؟
_____________________

بعد مرور عام ..

تقف امام قبرها وعيناها لامعه بالعبرات وابتسامه هادئه تلوح علي شفتاها وهي تتحسس بطنها بأناملها الرقيقه .. تحمل قطعه منه بأحشائها ..

اردفت لارا وهي تخرج ظرفآ من حقيبتها لترفعه وهي تردف بابتسامه مبهجه: أعرفك بيها .. يارا مالك فريد السيوفي

ثم نظرت للاسفل صوب بطنها لتتحسس بطنها وهي تردف بدموع مبتهجه: و دي ماما يارا التانيه ..

رفعت انظارها عندما شعرت بقدمان تتقدم منها لتمسح عبراتها وتستدير برأسها ، لتجده يقف بحلته السوداء خلفها وعيناه متسعه بدهشه ، تقدم منها بخطي بطيئه مذهوله لينظر صوب بطنها ..
وقف امامها واخرج يده من بنطاله ليتحسس بطنها الصغيره بعينان لامعه بالعبرات تحت نظراتها المترقبه

اردف مالك بعدم استيعاب: انتي حامل ؟
اسرعت لارا تومأ له عده مرات وقد تركت لعبراتها العنان لتنطلق تشق طريقها معبره عن مدي سعادتها ..

وجدت نفسها بلمح البصر قدماها لم تعد تلامس الارض وهو يدور بها بفرحه عارمه ..
انزلها عندما طلبت منه ذلك ليردف بحذر: انا غبي ، ايه دوختي !
قهقهت لارا لتردف بعينان فرحه: لا بس انت مراعي احنا بنتكلم فين ؟
نظر حوله ليستوعب الموقف ، استقرت عيناه علي قبرها ليبتسم بحب حقيقي وهو يشيح نظره ليستقر علي جنيته من سلبت عقله

اردف مالك : اول حد يعرف هي يارا !
اومأت مؤكده وهي تنظر صوب قبرها لتردف : كانت لازم تتعرف علي يارا التانيه !
اتسعت عيناه وقد تلقي فرحه اخري ليردف بعدم استيعاب: بنت !
اومأت لارا لتردف بابتسامه هادئه: انا حامل في 3 شهور ..
ابتسم بفرحه عارمه ليحتضنها بحب جارف وهو يردف بعينان عاشقه: هتكون شبهك !..
ابتسمت بحب حقيقي لتردف بمشاكسه: ربنا يستر انا هحاول مقعدش قدام الواد آسر ابن منار عشان بنتي متطلعش قويه زي شخصيته كده !
ضحك مالك بقوه ليردف بصوته الرجولي: طب يلا عشان نعرفهم
سار بخطواته الهادئه وهو يحتويها بذراعيه وهي كالمعتاد بالفتره الاخيره اصبحت ثرثاره بشده
اردفت لارا بضيق : مالك انت معايا؟

ضحك مالك ليردف بمشاكسه: هو من اعراض الحمل الرغي؟
لكزته بمرفقها وهي تردف بضيق: طب حالا قولي كنت بقول ايه!
اردف مالك بمشاكسه: هو رغي كتير بس من ضمنه يعني البارتي اللي هنعملها عشان نعرف الكل بموضوع حملك !

اومأت لارا بابتسامه منتصره لتقرص علي وجنته وهي تردف بمشاكسه: براڤوا يا حبيبي ، ومن ضمن كلامي بردو هو اني عايزه اجيب منار وجوزها وابنها ، وايسل ورامز يجوا يقعدوا معانا في الڤيلا ، بالمره نكون أسره واحده وكدهون

تسمر مالك مكانه لتنكمش معالم وجهه وهو يقرص علي وجنتها بعقاب ليردف بغضب: بتقولي ايه !
اردفت لارا متراجعه عن مزاحها: بقولك ياحبيبي تفتكر يارا عنيها هتطلع رمادي ولا سماويه زيك هههه !
____________________

( مـا بـدي أبـديـآ ، أصـبـح مُـجـرد لـحـظـه ) 🖤

انتهت بحمدالله 🖤
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون (الأخير) من رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية البجعة السوداء بقلم نور خالد
تابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب إبراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية إغتيال بقلم وردة

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة