-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في النادي ،،،،

صدمت فريدة حينما رأت تسجيلاً مصوراً لها على هاتف زيدان ، وهي تتفق معه على تفاصيل الايقاع بأختها ، والترتيب لزواجه من ابنتها في مقابل الانتقام منها وتلقي أموالاً نظير هذا ...

لم تتخيل فريدة أن تجد نفسها واقعة في ذلك المأزق الخطير ..
نظرت إليه بأعين زائغة مترقبة وحانقة في نفس الوقت ، لا تعرف ما الذي ينبغي عليها أن تفعله ، وما الذي يريده منها لكي تنجو بفعلتها ..
-فريدة بنظرات مترقبة وهي تلوي فمها على مضض : انت .. طلباتك ايه ؟
أسند زيدان ظهره للخلف بأريحية شديدة ، ثم نظر إليها بنظرات متكبرة ، ومد يده إلى داخل جيب سترته الداخلي وأخرج منه سيجاره الكوبي ، ثم أشعلها بتمهل بولاعته الذهبية .. وبدأ يدخن السيجارة في هدوء قاتل لفريدة ..
-زيدان وهو ينفث دخــان سيجارته : كده تعجبيني
-فريدة بترقب شديد : عاوز ايه خلصني ؟
-زيدان وقد مــال بجسده قليلاً ناحيتها : أي ملفات أطلبها تجيبهالي
-فريدة بعدم فهم : ملفات ايه ؟
-زيدان بنبرة باردة : مشاريع ، صفقات ، حاجات محددة
-فريدة بقلق : اجيبهملك ازاي وأنا أصلاً مش بروح الشركة

ابتسم زيدان ابتسامة خبيثة من بين أسنانه ، ثم نظــر إليها بنظرات واثقة ومميتة و...
-زيدان بنظرات مميتة : من خزنة جوزك اللي موجودة في الفيلا
-فريدة فاغرة شفتيها : ايييييييييييه ؟؟؟؟
-زيدان بابتسامة شيطانية : اللي سمعتيه ..

صمت زيدان للحظـــات ، ثم رمق فريدة بنظرات جارحة تمتع فيها بتعذيب فريدة وتلذذ في رؤيتها تتخبط حولها ثم أكمــل بـ ...
-زيدان ببرود شديد وعنجهية مفرطة : لو مش عاوزة تنفذي أوامـــري براحتك ، بس متلوميش إلا نفسك .. وفكري بقى هاتقولي ايه لجوزك ولا للبهوات ولادك لما يشوفوا الفيديو ده

شعرت فريدة أنها قد وقعت في شـــر أعمالها ، شحب لون بشرتها ، واعتلى وجهها الرعب القاتل ..
حاولت فريدة أن تجد مهرباً لها ، ولكن للأسف لا جدوى ..
-فريدة وهي تبتلع ريقها : ده .. ده صعب أوي
-زيدان مبتسماً بثقة : مافيش حاجة صعبة عليكي يا .. يا هانم
-فريدة بتردد: بس آآآ..
-زيدان مقاطعاً بنفس الثقة العارمة : من غير بس ، وقت ما طلب ألاقي !

فكـــرت فريدة ألا تخسر كل شيء ، أو على الأقـــل تربح مقابل خدماتها له .. فهي لا تأمن شره ، لذا ...
-فريدة بنبرة خائفة : وأنا .. وأنا هساعدك من غير مقابل

زم زيدان شفتيه في اعجـــــاب شديد بها و..
-زيدان بنبرة متعجبة : الصراحة كل مدى بتفاجئني يا فريدة هانم ، وبتفوقي كل توقعاتي ..
-فريدة بتوتر : ماهو أنا .. انا مش هاضيع نفسي من غير ما آئمن مستقبلي ، افرض .. افرض انت غدرت بيا
-زيدان وهو يشير بإصبعه : انتي بتفكري صح ..

ســــاد الصمت مجدداً بين كلٍ منهما ، وظلت فريدة تنظر إليه بتوجس محاولة سبر أغوار عقله ، وفي النهاية فتح زيدان فهمه وتكلم وعلى وجهه علامات الجدية و..
-زيدان بنبرة جـــادة : اتفقنا يا فريدة هانم ، هتاخدي مقابل لكل حاجة هتعمليهالي
-فريدة بنبرة حــادة : بس أنا عاوزة الفيديو اللي على موبايلك ده
-زيدان وهو يغمز بعينه : لأ .. ده هتاخديه بعض ما أطمن انك عملتي اللي أنا عاوزه ، وزيادة
زفـــرت فريدة في ضيق ، فهي قد صـــارت الآن في موقف لا تحسد عليه ، ولكنها تسعى لكي تخرج منه بأقل الخسائر .. وربح قليل لن يضيرها في شيء ....

..................................

في شركة الصياد ،،،،
في مكتب خالد ،،،،،

جمعت كارما متعلقاتها الشخصية ، وتوجهت إلى مكتب السكرتارية الملحق بمكتب المهندس خالد نجل المهندس رأفت ، وحملت في يدها ورقة بيضاء ..
دلفت كارما إلى داخل المكتب ، وسلمت الورقة إلى إحدى السكرتيرات الجالسة على أقرب مكتب لها ..

فتحت السكرتيرة الورقة المطوية ، وقرأتها على عجــالة ، ثم أشـــارت لكارما بالجلوس على الأريكة ريثما تدخل إلى مكتب المهندس خــالد ..

وبالفعل توجهت السكرتيرة إلى مكتب خــالد ، ومكثت فيه للحظــات ، ثم خرجت منه واستندت بجسدها على الباب وأشــارت لكارما بعينيها لكي تدلف إلى الداخل ..

ابتسمت كارما للسكرتيرة ابتسامة عذبة وهي تنهض من على الأريكة ، ثم توجهت نحو باب المكتب ..
أطرقت كارما رأسها في خجل وهي تدلف إلى داخل المكتب ، وســارت بخطوات مرتبكة وهي تتقدم من مكتبه ، في حين تابعها خـــالد منذ لحظة دلوفها إلى الداخل بنظرات متفحصة ممتعضة وهو يمط شفتيه في انزعـــاج كامل منها ...
رمقها خالد بنظرات متأففة ، وظل يطرق على سطح مكتبه بقلمه الحبر بعصبية ولم يبعد ناظريه عنها ..
تأمل خـــالد هيئتها الكلاسيكية الراقية والغير متكلفة في نفس الوقت بنظرات ثابتة ، وراقب حركاتها باهتمام شديد ، ورغم أنه يمقتها منقبل أن يراها ، إلا أنه وجدها فتاة مثيرة للاهتمــــام حقاً ..

كانت كارمــا ترتدي تنورة قصيرة تصل إلى ما بعد الركبة بقليل من اللون الرصاصي، ومعها قميص حريري من اللون الكحلي ينتهي عند العنق بـ أشرطة معقودة كالفيونكة ، ومن فوقه ارتدت سترة قصيرة من نفس لون التنورة ... في حين جعلت شعرها ينسدل خلف ظهرها بطريقة منمقة إلا من بعض الخصلات المتمردة على جانبي أذنيها ..

رفعت كارما رأسها تدريجياً في توتر ملحوظ لكي ترى رب عملها الجديد والذي كلفت بالعمل لديه بدون سابق إنذار ..

لمحت كارما في وجه خالد نظرات غي مفهومة بالنسبة لها .. ورغم أنها معتادة على العمل الجـــاد ، إلا أنها لوهلة شعرت أنها ترى فيه ملامح زيدان الباشا ، مديرهــا السابق ، وقبل أن تفتح فمها بالحديث باغتها خالد بـ ..
-خالد بنبرة جــافة : انتي بقى كارما ؟

أومـــأت كارما برأسها دون أن تنطق .. فأكمــل هو بـ...
-خالد بصوت رجولي قوي وهو يتفحصها بتمهل شديد : لأ فعلاً واضح من شكلك انك بتعرفي توقعي الرجــالة ازاي فيكي

رفعت كارما بصرها ونظرت فيه عينيه مباشرة ، بلى لقد نظرت إليه بنظرات مصدومة ، متفاجئة ، مشدوهة .. لم تعرف بماذا تجيبه ، لقد تجمدت الكلمات في حلقها ، هي لم تتخيل أنها ستسمع تلك العبارات الجارحة من ابن زوج والدتها ..
ظلت كارما متسمرة في مكانها للحظـــات ، عجــزت عن الرد رغم أنها كانت تستطيع أن تفعل هذا ، ولكنها لم تعرف ما الذي ألجم لسانها ، هل ضعفها وشعورها بالقهر ، أم اعتيادها على مثل تلك الظنون السيئة ...

لم يترك خالد المجـــال كثيراً لكارما لكي تستنتج وتخمن إجابة ما لظنه هذا ، فقد اعتدل في جلسته ، وأسند ظهره للخلف ، وأكمــــل باقي حديثه بـ ...
-خالد بنبرة جـــافة : طبعاً انتي مستغربة انا ليه بقول كده ، بس كون اني عرفت حقيقة واحدة زيك يخليني اقول أد الكلام ده مليون مرة ...

ظلت علامات الدهشة جلية على وجه كــارما ، حاولت أن تبريء نفسها من ظنونه و..
-كارما بنظرات مصدومة وصوت ضعيف: انت آآآ... بـ.. بتقول آآ....

ضــرب خالد بقبضة يده بكل قوة على سطح مكتبه وهو ينهض عن مقعده لتنتفض كارما رعباً في مكانها ، و...
-خالد مقاطعاً بحدة وبنظرات مشتعلة من الغضب : انتي تخرسي خالص ، أنا عارف كويس انتي مين ، وجاية هنا ليه

دار خـــالد حول مكتبه وهو مسلط بصره عليها ، في حين ظلت كارما تنظر إليه بعدم فهم و...
-خالد مكملاً بنبرة قاسية ومتهكمة: كارما هاشم ، قريبة رحــاب هانم مرات عدلي الباشا ، اللي كانت شغالة عند عدلي الباشا لحد وقت قريب جدا ، لأ وفي منصب مهم كمان .. مديرة مكتبه ، وفجــأة جت واشتغلت هنا عندنا في شركة الصياد بدون سابق انذار ، واللي صادف برضوه انها عارفة بمسألة عداوة عيلة الصياد مع عدلي

أصغت كارما لكل ما قاله خـــالد وعلى وجهها علامات الصدمة .. هي لم تكن تعرف بشــأن وجود عداوة ما بين عدلي وعائلة الصياد ..
ظلت صامتة .. ولم تعقب ، فالمفاجـــأة أكبر من قدرتها على الاستيعاب .. ولكن بدأت عينيها في اللمعان .. لقد عرفت الدموع طريقها إليها ، ولكنها حاولت جاهدة أن تتغلب عليهم ، وقاومت بشدة أن تذرف أمامه دموعها ..

تحــرك خالد بخطوات عصبية إلى أن وقف في مواجهة كارما ، وأكمل حديثه وهو ينظر إليها بأعين تبرق من الغضب و...

خالد وهو يجز على أسنانه في حنق : لأ والبجاحة انها بتحاول تعمل علاقة ، ده أن مكنتش عملتها أصلاً ، مع مدير الشركة

لم تتحمــــل كارما أن يتم إهانتها بتلك الطريقة الشنيعة ، فلم تجد نفسها إلا وقد رفعت ذراعها عالياً في الهواء ، لتصفع به خالد وبحدة على وجهه ..
تسمر خالد في مكانه ، ونظر إليها بأعين مشتعلة ، غاضبة .. وكأن مقلتي عينيه قد تحولتا فجــأة إلى جمرتين من الجحيم ..

لم تعرف كارما من أين جاءتها تلك الشجاعة لكي تتجرأ عليه وتصفعه ، ولكن لا شيء قد يمنعه من الاستمرار في إسلوبه المهين معها إلا تلك الطريقة

لم يضع خـــالد يده على وجنته لكي يتحسس أثر الصفعة المدوية على وجهه .. لم ترمش له عين .. بل ظل ثابتاً صلباً راسخاً في مكانه .. لدرجة أن كارما شعرت أنه على وشك الانفجــار بها بين لحظة وأخـــرى ...
-كارما بنظرات خائفة : أنا .. أنا آ.. آسفة

أدركت كارما أنها تسرعت حينما فعلت فعلتها تلك معه ، وأنها قد أشعلت مشاعر الرهبة لديها بدرجة لا تحسد عليها .. فهي تصرفت برعونة ، لذا عليها أن تتحمل العواقب ..
ظلت كارما تحرك أصابع يديها في توتر شديد .. في حين ظل خــالد كالصنم الذي لا حياة فيه ، فقط أعينه تزداد احمراراً واشتعالاً ..
في النهاية رفع خالد يده ، فتراجعت كارما لا إرادياً للخلف ، فقد ظنت أنه سيرد لها الصفعة ، ولكنه ....
-خالد بنبرة حانقة للغاية : انا هادفعك تمن القلم ده غالي أوي ..!

إبتلعت كارما ريقها بصعوبة بالغة ، شعرت أن حلقها قد جف تماماً .. خفق صدرها بقوة .. في حين توجه خالد عائداً إلى مكتبه والعصبية قد تملكته ، ثم رفع سماعة الهاتف الموضوعة عليه و..
-خالدة بنبرة جادة تحمل في طياتها الإهانة : هاتيلي عقد اللي اسمها كارما هاشم ده حالاَ ...

أيقنت كارما أنها خسرت عملها الجديد بالفعل من قبل أن يبدأ حتى .. ولم يعد لها مكان هنا .. فأسلم شيء لها الآن هو أن ترحل على الفور ..

كانت على وشك الخروج من المكتب حينما استدار خالد فجــــأة بجسده ، وبصوت رجولي مهيب تحدث بــ...
-خالد بلهجة آمرة : استني عندك

تسمرت كارما في مكانها ، ولم تقوْ على التحرك خطوة اخــرى للأمــام
-كارما بتوتر بالغ : هــه

ثم استدارت هي الأخــرى بجسدها لتواجهه ، ولكنها أطرقت رأسها في قلق وتوتر شديدين ..

بكل ما يجيش به صدره من غـــل ، نفخ خالد في الهواء بحنق مبرر ، ثم تحدث بنبرة حــادة و...
-خالد بحدة : انا أذنتلك تخرجي

هزت كارما رأسها في رعب ، ولم تقوْ على رفع بصرها لتواجهه .. في حين أكمل خالد بـ ...
-خالد بنبرة قوية : انتي مش هاتمشي من هنا غير لما آآآ....
-كارما مقاطعة وبنبرة مرتعدة : أنا .. أنا مـ.. مستقيلة ، مافيش داعي انك .. آآآ... انك تطردني
-خالد بصوت أجش : ومين قالك اني هاطردك

عقدت كارما حاجبيها في دهشة ، ثم رفعت بصرها تدريجياً لتختلس النظرات إلى وجه خالد الغاضب و...
-كارما بصدمة : اومـال ؟
-خـــالد بثقة ممتزجة بالغضب : مش قبل ماتشوفي العقد بتاعك الأول
-كارما باستغراب : عقد ايه ؟
-خالد بنبرة قاسية : هتعرفي حالاً

مرت الثواني على كارما وكأنها دهــر .. ظلت واقفة على مقربة من الباب ، تخشى أن ترفع بصرها أكثر لتتلاقى بأعين خالد الحانقة ..
هي أخطأت في صفعه ولكنها ليست على استعداد لتحمل المزيد من الإهانات ..

................................

في مديرية الأمن ،،،،،

فكـــرت ناهد الرفاعي في أن تستعين بابنها جاسر لمساعدتها في تخليص ابنتها شاهي من براثن زيدان ، خاصة وأنها عجزت عن رؤيتها ، وكلما اقتربت من فيلته المدججة بالحرس الخاص ، يتم طردها على الفور .. حتى يئست من أن تراها ..
هي ألقت بها في الجحيم ، وعليها أن تستعيدها مجدداً ..
ظلت ناهد تتصل بجاسر هاتفياً مرات عديدة ، ولكن للأسف دون جدوى ، فهاتفه مغلق دومــاً .. لذا قررت أن تذهب وتلتقي به في مكــان عمله بمديرية الأمن ..

دلفت ناهد إلى داخل المديرية وهي تترقب الناس من حولها ، ثم توجهت ناحية الاستعلامات ، وسألت عن مكتب ابنها جاسر ، ولكن كانت الصدمة حينما علمت أنه قد انتقل تواً من المديرية إلى مكان أخــر ...
حاولت ناهد أن تعرف إلى أين ذهب ولكنها فشلت ، فقد شدد جاسر على الجميع بعدم إطلاع أي أحد مهما كان على مكان عمله وخاصة ( ناهد الرفاعي ) رغم علمهم بكونها والدته ..

خـــاب ظن ناهد كثيراً ، فقد كانت تعول على مساعدة جاسر لها ، ولكن ما بيدها حيلة الآن .. فهي من تسببت في إزاحته عن طريق سعادة ابنتها المزيف
-ناهد بنبرة يائسة : طب انا هاعمل ايه الوقتي ؟؟؟ هاتصرف ازاي ؟؟ جاسر ومش عارفة مكانه ، وبنتي هتموت في ايد اللي مابيرحمش ده ، يا ربي !!!!

وقفت ناهد تفكر مع نفسها قليلاً ، ثم ركزت بصرها في نقطة ما بالفراغ و...
-ناهد بنظرات جاحظة وبنبرة متوعدة : مافيش إلا الزفتة فريدة ، زي ما هي ورطتني في المصيبة دي ، وباعتني بالرخيص للشيطان ده ، ترجعلي بنتي ، أيوه ، وإلا .. وإلا هاتشوف مني وش عمرها مكانت تتخيله في حياتها .....!!!!!!!!!!!

.............................

في فيلا زيدان ،،،،

أزاحت شاهي منامتها الحريرية الحمــراء قليلاً عن عنقها ليظهر كتفها ذو البشرة البيضاء ، والذي صار ملوناً باللون الأزرق من آثر اعتداءات زيدان عليها ... ثم التفتت قليلاً بجسدها ، ووقفت تتأمل جسدها المتورم من اللكمات في المرآة ، ظلت تتحسس مواضع الآلم وهي تتحسر على حالها ، هي لم تفعل أي شيء لكي تتلقى هذه النهاية الكارثية ، خطئها الوحيد أنها سارت خلف والدتها ، ورفضت أن تستمع إلى أخيها .. ظنت أنها تفعل الصواب ، ولكنها ألقت بنفسها و بلا تفكير منها في الجحيم ...

أمسكت شاهي بالمرهم المسكن ، وظلت تدعك به جسدها المتآلم وهي تتآوه تآوهــات مكتومة من الآلم .. هي تسكن آلم جسدها ، ولكن كيف ستسكن آلم روحها ..

وما إن انتهت حتى أعـــــادت شاهي وضع المنامة من جديد على كتفها ، وسقطت من عينيها عبرات الآلم .. مسحتها بأطراف أناملها ، ثم أخذت نفساً عميقاً وحاولت التفكير في طريقة ما تمكنها من الهروب من هذا المكان للأبد .. فهي لن تظل سجينته ، ولن تتحمل البقاء معه مرة أخــرى .. كم تتقزز من نفسها حينما تتذكر لمساته القاسية على جسدها .. كم باتت تخشى أن يأخذ روحها منها .. هي ميتة معه لا محــالة ..

اقتربت شاهي من الدولاب وفتحت دلفته بيدٍ مرتعشة ، وعبثت بين ثيابها الموضوعة وانتقت شيئاً أخراً لترتديه ..
وتعمدت شاهي أن تختار ثياب طويلة محتشمة لا تظهر مفاتنها التي كانت تتباهى بها بدون قلق أو خــوف ، فهي باتت ترتعد من نظرات زيدان لها ، ويكاد قلبها يموت رعباً من ملامسته لها .. وكم تمنت أن تموت حينما اغتصبها بلا شفقة أو رحمــة .. فهو فقط قد تعمد فعل هذا التصرف الحيواني معها ليكسرها ويطفيء روحها للأبد ...

.............................

في شركة الصياد ،،،،
في مكتب خـــالد ،،،،

ظل الوضع مشحوناً بين خالد وكارما رغم الصمت التام الذي طغى على الأجواء ..
جلس خالد على مكتبه وهو مشتعل من الغضب .. أسند ذقنه على كفي يده وظل مسلطاً بصره على كارمــا التي أطرقت رأسها في خوف وترقب ..
طرقت السكرتيرة الباب ، فالتفتت كارما تلقائياً برأسها للخلف .. في حين صاح خالد بـ ..
-خالد بنبرة صارمة : اتفضلي ...!

دلفت السكرتيرة وهي تحمل في يدها عقدٍ ما .. ثم صــارت بخطوات ثابتة نحو مكتبه ، ووضع العقد أمامه ، فأشار لها خالد بعينيه الحمراوتين لكي تنصرف دون أن يتكلم ، وبالفعل امتثلت السكرتيرة إلى أوامره ، ولم تغفل عن رمق كارما بنظرات جانبية مليئة بالاستعلاء ...

أمسك خالد بالعقد بعدم اكتراث بأطراف أصابعه ، ثم ألقــاه بعنف على الأرض و...
-خالد بلهجة قاسية : اقري العقد بتاعك

نظرت إليه كارما بأعين خائفة .. وخفضت بصرها إلى عقد عملها الملقى على الأرض و....
-كارما بصوت مرتعد وبتردد واضح : ما .. ما أنا قريته قبل .. آآ.. قبل ما أمضي عليه

لم يحرك خالد ناظريه عنها ، بل ظل يرمقها بأعينه القاتمة و...
-خالد بنبرة صــارمة : اقريه تاني !

اقتربت كارما بخطوات مرتعشة من مكتبه ، ثم انحنت قليلاً بجسدها ، ومدت يدها لتمسك بالعقد الملقى على الأرض وبدأت تقرأه من جديد ..

اعتلت الصدمة العارمة وجه كارما ، وفغرت شفتيها حينما قرأت بنود العقد الذي قامت بالتوقيع عليه
كانت البنود في مجملها كالأتي :
- أن تعمل الموقعة أدناه في شركة الصياد في الوظيفة الملائمة لقدرتها وعلى حسب ما يترأى لصاحب العمل
- أن تكون مدة عملها شهر واحد فقط لا غير ، وتكون مدة تدريبية لا تتقاضى عليها أي أجـــر
- أن تكون مدة العمل من السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءاً ، ويمكن أن تمتد في حالة طارئة
- لا يجوز للموقعة أدناه أن تترك العمل تحت أي ظرف
- يجوز استدعاء الموقعة أدناه في أي وقت
- في حالة قرار الموقعة أدناه بترك العمل قبل انتهاء الشهر عليها رد قيمة ( الشيك ) الذي تقاضت قيمته بالكامل نقداً قبل مباشرتها بالعمل

إنها بنود مجحفة بحق .. وهي لم تقرأ تلك البنود أو توقع عليها بالمرة و..
-كارما بصدمة وهي ترفع حاجبيها في دهشة : أنا .. أنا مامضتش على العقد ده

ابتسم خـــالد رغم شعوره الجــارف بالحنق ابتسامة لئيمة ، و...
-خالد بنبرة جـــافة : لأ مضيتي وبرضاكي

هزت كارما رأسها بالنفي ، وعلى الرغم من البرودة التي سرت في جسدها إلا أنها استجمعت شجاعتها لتواجهه و...
-كارما بحدة رغم خوفها : محصلش
-خالد بتهكم ونبرة تحمل الإهانة : لأ بصي كويس على امضتك يا ... يا آنسة !
-كارما بقلق : أه دي امضتي ، بس مش ده العقد اللي أنا وقعت عليه

أرجع خــــالد ظهره للخلف ليستند على مقعده الوثير ، ثم نظر إلى كارما بنظرات قاتمة و...
-خالد بثقة مبالغة فيها : لأ هــو ..!
-كارما بنظرات أكثر ثقة : لأ .. مش ممكن

نهض خــــالد عن مقعده ، ثم اتجه إلى الخزينة الموضوعة على مقربة من مكتبه ، وضغط على بعض الأرقـــــام وفتحها ، ثم أخــرج منها شيكاً وأدار جسده قليلاً ناحية كارما دون أن يتحرك ، ثم ألقاه في وجــهها بعنف وهو يلوي فمه في تأفف منها ...

شدهت كارما من طريقة خالد الفظة والوقحة معها ، رغم أنها لم تحاول استثارة أعصابه ، ولكنه هو من بدأ معها واتهمها في عرضها .. ورغم هذا هي مازالت صامدة أمامه ..
-خالد وهو يرمقها بنظرات متعالية : شوفي الشيك ده يا هانم

ظل خالد واقفاً في مكانه كالجبل الشامخ ، في حين تحركت كارما نحوه بخطوات بطيئة متوجسة ، وانحنت مجدداً بجسدها لتمسك بالشيك الملقى على وجهه على السجادة ..

قرأت كارما قيمة المبلغ المكتوب في الشيك ، وفغرت شفتيها في صدمة أكبر .. رفعت بصرها تلقائياً لتنظر في عيني خالد مباشرة رغم خوفها المبرر منه و..
-شاهي بنظرات مصدومة : خـ.. آآ... خمسة مليون جنية ! ده .. ده محصلش
-خالد بنظرات غاضبة مليئة بالتحدي: لأ حصل ، واثبتي العكس لو تقدري
-شاهي بعدم تصديق : ازاي ؟؟ ازاي ؟؟ مش ممكن !!!

ســـرد لها خالد ما تعمد فعله معها - وبمساعدة مدبرة ومحكمة من مدير مكتب شئون العاملين ومحامي الشركة - بنبرة تحمل من المكـــر والدهـــاء ما جعلها ترتعد بحق .. وحذرها من عواقب تركها للعمل ، والتي لن يتهاون في تنفيذها على الفور والتي تتضمن الحبس والسجن ..
كما أشـــار إلى عدم وجود سلطان لوالده عليها من الآن .. فهو رئيسها الوحيد والمباشر ، لذا لن يتمكن أحد من مساعدتها ..
طوال حديثه معها حاولت أن تخمن السبب الذي دفعه لفعل هذا ، وحينما يئست ...
-كارما وعلى وجهها علامات الاستنكار : طب ليه كل ده ؟؟ ليييه ؟؟
-خالد بوجه ممتعض : يعني مش عارفة ليه ؟

أخفضت كارما رأسها ، وحاولت أن تبرر موقفها وتوضح له الحقيقة و..
-كارما بتردد وهي مطرقة الرأس : أنا .. أنا منكرش اني اشتغلت عند عدلي بيه وكنت .. وكنت فعلا مديرة مكتبه و.. آآ.. و جيت اشتغلت هنا بس ده كان عشان المهندس رأفت آآ...
-خالد مقاطعاً بنبرة متهكمة وهو يلوي فمه : عشان راجل طيب فقولتي صيدة سهلة توقعيه وتلفي عليه وأهو بالمرة تطلعي بقرشين من اللي مشغلك ومنه هو شخصياً

رفعت كارما رأسها مجدداً لتنظر إليه بعينيها لعله يرى صدق نواياه ، وكذب ادعائه و...
-كارما وهي تشير بيدها : أبداً والله

تقدم خالد خطوة للأمـــام وهو يشير بيده في وجهها بضيق واضح و..
-خالد مقاطعاً بحدة : ماتحلفيش بالله يا بنت الـ .... ، ولو مفكرة أن البشمهندس رأفت هايحميكي مني تبقي بتحلمي ، بابا مسافر ومش هيرجع دلوقتي .. وانتي هاتشوفي الوش اللي تستاهليه !!

ابتلعت كارما اهانتها هذه المــرة ولم تنطق .. فهي الآن مهددة بالسجن والفضيحة بدون أي ذنب

صمت خالد وحاول أن يتحكم في أعصابه .. في حين ظلت كارما تعيد ترتيب حسابتها ..
وفي النهاية اضطرت كارما لأن ...
-كارما بصوت خافت وخائف : والمطلوب مني ايه الوقتي ؟

سلط خـــــالد بصره على كارما ونظر إليها بنظرات جارحة ، ثم وضع يديه في جيبه ، وســار بخطوات بطيئة وواثقة نحوها إلى أن وقف تماماً على بعد خطوتين منها و..
-خالد بنبرة صارمة : تروحي تشوفي شغلك الجديد
-كارما وهي تمط شفتيها بامتعاض : طيب

مـــال خالد برأسه قليلاً ، ونظر إلى كارما شزراً و...
-خالد بنبرة جـــادة : بس انتي لسه مسألتنيش شغلك ايه هنا
-كارما بعفوية : أكيد في مكتب السكرتارية
-خالد بصوت رجولي ووجه عابس : لأ

رفعت كارما أحد حاجبيها في دهشة بعد أن رفعت بصرها لتنظر إلى خالد مباشرة في عينيه و...
-كارما بأعين متسائلة : أومال فين ؟
-خالد بنظرات حـــادة كالصقر : عند الحمـــــام
-كارما فاغرة شفتيها : ايه ؟
-خالد بنظرات ثابتة وأعين لا ترمش : ماسمعتيش ، ده المكان الطبيعي للحثالة اللي زيك .. مكتبك عن الحمام ، وطبيعة وظيفتك هتلاقي في ورقة حقيرة مكتوب فيها بالظبط ايه اللي هاتعمليه ..
-كارما بوجه مصدوم : آآآ...
-خالد مكملاً بتهكم ونبرة مهينة : وأنا عاوزك بقى تركزي وتبلغي اللي مشغلك بكل اللي تشميه .. قصدي تشوفيه ..

ارتجفت شفتي كارما ، وحاولت أن ترفض ذلك العمل المهين ، ولكن باغتها خالد بـ ...
-خالد وهو يشير بيده ، وبصوت صــارم وكلمات هـــادرة ورنانة : اتفضلي على شغلك .. يالا ...!!!!!

ارتعدت كارما في أوصـــالها على آثر صوت القوي .. وكادت أن تتعثر في خطواتها وهي تركض ناحية باب مكتبه ..

وبالفعل أمسكت بالمقبض ويدها ترتعش بشدة ، ثم أدارته بخوف وفتحت الباب وركضت للخـــارج ..

............

انتشر خبر ما حدث مع الموظفة الجديدة كارما في الشركة كما تنتشر النار في الهشيم ، فقد علم الجميع ، وخاصة من الجنس الناعم ، بحقيقتها – كما زعمت سكرتيرة مكتب المهندس رأفت - وبأنها الجاسوسة المرسلة من قِبل أعداء عائلة الصياد للايقاع بالشركة والتجسس على المهندس رأفت وجره رغماً عنه إلى طريق الرزيلة ..
استنكر الجميع وجودها معهم ، ولكن أعجبوا بما فعله معها المهندس خـــالد ، وتمنى البعض منهم أن يكون الرد أكثر صرامة من هذا لأنها لا تستحق إلا الرجم لأنها خائنة ولعوب ...

....................

وقفت كارما في الطرقة لا تعرف كيف تتصرف ، خانتها عبراتها وانهمرت رغماً عنها حزنا وأسفاً على ما صــار بها ..
لاحظت كارما أن الجميع يرمقها بنظرات ما بين احتقارية ، أو ممتعضة ، وأحيانا شماتة ، ونظرات متشفية ..
لم تعلم كارما ما الذي حدث لكي ينظر إليها كل من يمــر بها بتلك الطريقة رغم أنها تبكي لظلمها البيّن ...

ثم سمعت كارما صوتاً صارماً وقوياً يأتي من على بعد ، فأدارت رأسها في اتجاه الصوت و...
-خالد بأعين غاضبة وصوت جهوري يحمل في طياته التهديد والوعيد : روحي شوفي شغلك يا آنسة ، وده أحسنلك

ظلت كارما تنظر إلى خالد بأعينها الباكية ، تحاول فهم الذنب الذي اقترفته ليهينها بتلك الطريقة الفجة ..
-خالد مكملاً بصلابة أكثر وهو يشير بيده : وريها مكانها الجديد يا ناصف....!

اقترب أحد السعاة من كارما – والذي يدعى ناصف – ثم أشــار لها بيده و..
-ناصف بنبرة خافتة وهادئة : تعالي معايا يا استاذة على الحمام ، قصدي على مكتبك اللي جمبه ...!

أشاحت كارما بوجهها بعيداً عن خــالد ، ونظرت إلى ذلك الساعي والذي يبدو من ملامحه أنه لن يرفق بها هو الأخــر ..
تحرك الساعي ناصف أولاً ، ثم تبعته كارما وهي تسير بخطوات مخزية ومذلولة إلى حيث مكــــان عملها الجديد ... بجوار المرحـــــــــاض ......................................... !!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة