-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في المشفى ،،،،

استقل أدهم سيارته بعد أن أخبر يارا بما حدث لابنة زوجة أبيهم الثانية ، فرحت يارا كثيراً حينما علمت بزواج عمها رأفت ، وخاصة أنها تبغض فريدة ، وترى أنها تستحق الأسوأ من هذا ..
توجه كلاهما إلى المشفى ، ودلفاً إلى الداخل ، ثم استفسرا عن مكـــان الفتاة الشابة كارما ، وبالفعل وصلا إلى الطابق الموجودة بــه ..

لمح عمـــر يارا وهي تأتي من بعيد بصحبة أخيه ادهم ، فركض ناحيتها ، وأسرع باحتضانها و...
-عمــر بنبرة فرحة : والله العظيم أنا ما مصدق عيني
-يارا مبتسمة : ازيك يا عموري ، واحشني والله
-عمــر بسعادة : إنتي أكتر .. يــــااااه ، ده أنا كنت مفتقدك أوي الأيام اللي فاتت ، بس الحمدلله انك جيتي عشان نرجع اللي فات
-يارا مازحة : وقول الزمــان ارجع يا زمـــان
-عمر وهو يصفق بيديه : الله عليك يا حبيب والديك
-أدهم بضيق : أنا شايف إني ماليش لازمة ، خف يا أخويا على المدام .. دي حامل

فغر عمـــر شفتيه في عدم تصديق ، ونظر إلى يارا بنظرات فرحة للغاية و...
-عمــر بنظرات مصدومة : ايه ده بجد ؟؟

أومـــأت يارا برأسها إيجابياً ، وابتسمت ابتسامة عذبة ، فاستمر عمــر في التحديق بها بنظرات سعيدة ، ثم نظــر إلى ادهم و...
-عمــر غامزاً : أيوه يا عم ، كانت والعة معاك ، مافتش عل جوازك أد كده ويارا حامل !
-أدهم بحنق وهو يشير بيده : ارحمنـــا .. بلاش انت ، عينك صافرة !
-عمـــر وهو يلوي فمه في تهكم : صافرة ، لأ ده أنا عيني مافيش زيها ، وبعدين أنا عاوز الواد يطلع لعمه
-أدهم وهو يمط شفتيه : أهوو أنا مش خايف غير من ان الواد يطلع زيك
-عمر بنبرة واثقة : ده انت ليك الشرف إنه يطلعلي

وضــع أدهم يده على وجه عمــر ثم دفعه بحدة للخلف و...
-أدهم بوجه ممتعض : امشي ياله !
-عمــر وهو يشير بيده : خليكي شاهدة يا يارا ، هو اللي بينكش فيا ، ويرجع يزعل من اللي بعمله فيه
-أدهم بضيق : استغفر الله العظيم ، أنت يا ابني ليك مزاج تهزر وتنكت وأبوك عامل مصيبة

تصنع عمـــر الحزن ، ثم مط شفتيه في ضيق و...
-عمــر وهو يلوي فمه : اه والله .. اييييه ، ده حتى مسافر مع طنط صفاء يومين يغير جــو ..
-يارا بنظرات سعيدة : حقه برضوه
-عمــر بنبرة هادئة : على رأيك ، ده برضوه عريس جديد ، يلحق يفرحلوا يومين قبل ما يقعد على دكة الاحتياطي للأبد
-أدهم بنبرة مغتاظة : اتلموا انتو الاتنين !!!
-يارا مبتسمة : في ايه بس يا أدهم ، ليه مكبر الموضوع ؟ ده جواز مش حاجة حرام يعني !

نظر ادهم إلى يارا بنظرات مغتاظة ، وزم شفتيه في انزعاج واضح و...
-أدهم بنظرات ضيقة : بقولك ايه ، أنا مش ناقص حرقة دم ، كفاية اللي حصل
-يارا وهي تشيح بوجهها : المهم طمني عليك يا عمر
-عمــر بصوت خافت : أنا أحوالي مش ولابد إن جيتي للحق ، محتاج دعمك
-يارا بنظرات متعجبة : ليه ؟
-عمر هامساً : هابقى اقولك بعدين
-يارا وهي تمط شفتيها باستغاب : مممم.. اوكي
-أدهم متسائلاً : اومـــال فين خالد
-عمر وهو يشير بيده : طلع يتكلم في الموبايل برا
-ادهم بنظرات حـــادة : طيب ..

......................

اتصـــل خالد بوالده هاتفياً لكي يخبره باختصار ما حدث مع كارما دون أن يتطرق إلى سوء حالتها ، وأيضاً بمعرفته بأمــر زيجته الثانية ، ابتعد رأفت عن زوجته السيدة صفاء لكي يجيب على الاتصـــال حينما علم أن هناك مشكلة ما بشأن ابنتها ، فبالتالي لن تتمكن من الاستماع إلى الحوار الهاتفي ، وتتوتر أعصابها في تلك الظروف و...
-رأفت بنبرة منزعجة : عملت فيها كده ليه ؟
-خالد بوجه ممتعض : مش انا ، ده هي اللي وقعت لوحدها وآآآ...
-رأفت مقاطعاً بحدة : يعني ايه وقعت لوحدها ؟؟ وبعدين أصلاً انت ازاي يجي في بالك إني اتجوز واحدة أدها ، مش للدرجـــادي يا خالد
-خالد بضيق : طب وتتجوز ليه يا بابا من أساسه ؟؟
-رأفت بنبرة صارمة : والله ده حقي ، وأكيد انت عارف كويس ليه ، وبعدين مش هتناقش معاك في التليفون ، لأنه خلاص الموضوع منتهي
-خالد بنبرة عالية : يعني تروح تتجوز يا بابا على ماما من غير ما حد فينا يعرف ، وأكلمك عنه تقولي الموضوع منتهي !
-رأفت بنبرة جـــادة : أيوه منتهي ، لأنه يخصني ، وأي كلام فيه مش هيودي ولا هايجيب ! صفاء بقت مراتي وبناتها زي بناتي
-خالد بتهكم : ده على أساس انك محروم من العيال يا بابا
-رأفت بصوت هـــادر : اتكلم عدل ، ماتنساش إني أبوك
-خالد بنبرة منزعجة : عارف ان حضرتك أبويا ، بس اللي عملته ده ماينفعش يا بابا ، وبعدين ماما ذنبه ايه انك تتجوز عليها ؟؟؟
-رأفت بنبرة ممتعضة تحمل نوعاً من التهكم : يعني مش عارف امك عملت ايه ؟؟؟؟؟ ولا انت أصلاً مش عايش معانا في الفيلا وشايف تصرفاتها مع كل من هب ودب
-خالد على مضض : ماشي يا بابا ، بس الفكرة إنك آآآ.....
-رأفت مقاطعاً بحدة : خـالد أنا خلاص اتجوزت ، وده موضوع مفروغ منه ، وكون إنك تيجي جمب بنات مراتي هيبقالي كلام تاني معاك
-خالد بنبرة متهكمة : ده على أساس ان حضرتك مش عارف بنتها أصلاً كانت شغالة مع مين
-رأفت باقتضاب ونبرة جدية : مايهمنيش أعرف ، وكفاية ان البنت زي أمها أخلاق
-خالد وهو يزفر في ضيق : اوووف ... حضرتك بتدور على أي مبرر والسلام عشان تقنعنا باللي عملته

أخـــذ رأفت نفساً عميقاً ، فقد ادرك أن الجدال مع خالد لن يؤتي ثماره حالياً ، لذا ..
-رأفت بنبرة شبه هادئة : بص يا خالد ، لما هارجع بالسلامة هاتكلم معاك وأشرحلك كل حاجة
-خالد متسائلاً بنبرة منزعجة : طب ولحد ما حضرتك ترجع ، ماما وضعها ايه ؟؟؟؟
-رأفت وهو يتنحنح في خشونة : احم .. آآآ.. يعني يفضل إنك ماتجبش سيرة لحد ما أنا أعرفها بنفسي
-خالد بضيق : إن شاء الله
-رأفت بنبرة محذرة تحمل التهديد : وتاخد بالك من البنات لحد ما أرجع ، قسما بالله يا خالد لو حصل لأي واحدة فيهم حاجة مش هعدي الموضوع على خير
-خالد على مضض : ربنا يسهل
-رأفت بجدية : أنا مضطر أقفل دلوقتي ، بس هاكلمك تاني عشان اطمن على البنات ، سلام !

أنهى خــــالد المكالمة مع والده وهو يزفر في ضيق واضح ، فهو لا يحب تأجيل الأمور ، وخاصة حينما تتعلق المســـألة بأمر زيجة والده وما يترتب عليها من عواقب وخيمة .. والآن قد كلفه والده بمسئولية الفتاتين ، وهو لا يطيق البقاء بقرب إحداهما ، فماذا عن الاهتمام بهما !!

ســـار خالد عائداً مرة أخرى إلى حيث يتواجد عمر ، وتفاجيء بوجود كلاً من أدهم ويارا ، فتوجه ناحيتهما ، وصافح يارا ، ثم احتضن أخيه و..
-خالد بوجه جامد الملامح : ازيكم
-أدهم وهو يمط شفتيه في انزعاج : زي ما انت شايف

وضع أدهم يده على كتف أخيه و...
-أدهم بصوت خافت : عاوزك شوية يا خالد
-خالد بنظرات جادة : طيب

انصرف أدهم مع خـــالد ووقفا على بعد يتحدثان سوياً حول كل ما دار خلال الفترة الماضية ، فبدأ خـــالد بسرد ما حدث ، وما عرفه ، وما توصل إليه ، وما استنتجه بإيجـــاز ... استمع إليه ادهم بانصـــات شديد ، وتبدلت ملامحه إلى التجهم والضيق ..

.................

كانت كنزي في تلك الأثناء جالسة على المقعد المجاور لفراش أختها كارما ، وممسكة بكف يدها تربت عليه في حنية شديدة ...
ظلت كنزي تتأمل اختها في صمت ، وتدعو الله أن يشفيها .. حاولت أكثر من مرة أن تسيطر على دموعها ولكنها عجزت عن فعل هذا ، فهي الآن بمفردها ، بدون أب أو أم ، وحتى أختها الوحيدة راقدة أمامها لا تتحرك .. هي تخشى من المجهول ، مما عليها أن تفعله بمفردها ..
-كنزي بنبرة باكية : قومي يا كوكا ، اوعي تسيبني لوحدك ، أنا .. أنا مش عارفة هاعمل ايه من غيرك ؟ انا .. أنا ماليش في الدنيا الوقتي إلا انتي ، اصحي يا كارما عشان خاطري ، اصحي وأنا مش هزعلك !!

أطرقت كنزي رأسها في حزن وظلت تبكي بكاءاً مريراً حزناً على أختها الوحيدة ...
...........................

جلس عمــر إلى جوار يارا ، وتجاذب معها الحديث حول كنزي وعلاقته بها و...
-عمــر بصوت خافت مليء بالحماسة : أنا كان نفسي أحكيلك من زمــان عنها ، والله وما ليكي عليا حلفان يا يارا هي بتفكرني بيكي
-يارا وهي تنظر إليه باستغراب : للدرجادي
-عمــر بنبرة حماسية : جدااااا ، انتي مش متخيلة
-يارا وهي تمط شفتيها في تعجب : انت شوقتني أكتر إني أشوفها
-عمر وهو يشير بيده بنظرات فرحة : ما هي موجودة هنا
-يارا وهي تعقد حاجبيها في استغراب : هنا !! بس فين أنا مش شايفاها
-عمــر على مضض: هي أعدة جوا مع أختها اللي اتكسحت على ايد خالد
-يارا بصدمة : يا ساتر يا رب ، هو عمــل عليها دور ابو الغضب
-عمر وهو يلوي فمه في ضيق : أيوه ن البُنية ضاقت شوية من المرار الطافح اللي كنتي بتدوقيه
-يارا بنظرات قلقة : انت هتقولي ، وهي عاملة ايه الوقتي ؟
-عمر متسائلاً : مين فيهم ؟
-يارا بنبرة هادئة : اخت صاحبتك
-عمر وهو يمط شفتيه في تهكم : يا ريت تبقى صاحبتي ، ده بعد اللي اخويا عمله فيها ، أقل واجبه هتعمله معايا إنها تديني بالجزمة ، وإلا تبقى كده هي مقصرة على الأخــر معايا

......................

امتعض وجـــه أدهم ، وزم شفتيه في انزعـــاج واضح ، وضع يده على رأسه ، وظل يحك فروة رأسه في توتر و....
-أدهم بنبرة منزعجة : أمك لو عرفت مش هتعديها على خير
-خالد بضيق : أومـــال أنا برغي في ايه من الصبح
-ادهم بنبرة ممتعضة : لازم نشوف حل بسرعة للموضوع ده
-خالد بنبرة حانقة : أبوك مش ناوي يطلق الولية اللي اتجوزها
-ادهم متسائلاً : هو قالك كده ؟
-خالد وهو يلوي فمه على مضض : مش محتاج يقول ، دي باينة زي الشمس
-أدهم بنظرات منزعجة ونبرة غاضبة : طب والعمل ايه
-خالد وهو يحك ذقنه : والله ما أنا عارف
-أدهم وهو يزفر في ضيق : اوووف .. !!!

...................................

في فيلا زيدان ،،،،

ارتدت شاهي فستاناً طويلاً ذو رقبة طويلة وبدون فتحة صــدر ، وعـــاري الكتفين من اللون ( البطيخي ) الفاتح ، كانت قماشته ناعمة للغاية ومن نوع الـ ( أورجانزا ) ، ومبطنة بقماش الشيفون من نفس لون القمــاش وتنسدل للأسفل .. أما منطقة الخصر فضيقة ، ويزينها حزاماً مرصعاً من المجوهرات اللامعة ، ويبرز تقاسيم جسدها وتناسق أجزائه معاً ..

تركت شاهي شعرها ينسدل خلف ظهرها ، ولكنها حينما تأملت هيئتها في المرآة ، وجدت أن سحاب فستانها مازال مفتوحاً ، لذا جمعت شعرها على كتفها الأيسر من اجل أن تتمكن من إغلاق السحاب الخاص بفستانها ..

في نفس التوقيت دلف زيدان خـــارج المرحـــاض واكمل ارتداء باقي حلته .. التفت زيدان برأسه و سلط بصره على شاهي التي كانت مندمجة في غلق سحاب فستانها .. فوضع سترته على الآريكة ، ثم ســـار ناحيتها بخطوات هادئة في حين لم تنتبه هي إليه ...
وقف زيدان خلفها ، ثم مد يديه في تردد ووضعها على كتفي شاهي التي انتفضت على الفور ، وحبست أنفاسها في قلق شديد ، فضغط على كتفها ضغطة خفيفة لكي لا تتحرك ..
نظرت شاهي إلى انعكاس صورة زيدان في المرآة بنظرات متوجسة ، وخشيت أن يفعل بها شيئاً ما .. ولكنها تفاجئت به يخفض جفنيه ،و ينظر إلى ظهرها وتحديداً إلى سحاب فستانها ، ثم مد يده وأمسك بالسحاب وسحبه ببطء للأعلى ، وأحكم إغلاق الفستان عليها ..

لم ينطق زيدان بكلمة ، وإنما سار مبتعداً عن شاهي فور أن انتهى مما فعل ، مما زاد من حيرتها ..
وقف زيدان للحظات في مكانه ، ومد يده وامسك بسترته ثم ارتدائها و..
-زيدان بصوت خشن : آآ.. خلصي لبس وحصليني على تحت !

نظرت إليه شاهي من زاوية عينيها ، ولم تجبه ، ولكنها لمحته وهو يدلف خـــارج الغرفة ، فتنفست الصعداء ..

.......................

في المشفى ،،،،

دلفت الممرضة إلى داخل غرفة كارما ، فوجدت أختها منحنية برأسها على كف يدها ، فاقتربت منها ببطء ، ثم ربتت على كتفها و...
-الممرضة بصوت هاديء : بعد اذنك يا آنسة

انتبهت كنزي لها ، ورفعت رأسها ، ثم نظرت إليها بعينيها اللامعتين و...
-كنزي بصوت متحشرج : آآ.. أيوه
-الممرضة بصوت خافت وهي تتصنع الابتسام : معلش لازم تسيبي المريضة ترتاح ، ماينفعش تفضلي معاها
-كنزي بنظرات حــادة : أنا مش هاسيب اختي
-الممرضة وهي تمط شفتيها في ضيق : يا آنسة ، دي العناية المركزة ، ماينفعش حضرتك تقعدي فيها ، وكويس أوي اننا سمحنا لحضرتك تفضلي كل ده معاها
-كنزي بنبرة غاضبة : أفندم ؟؟ يعني ايه تسمحيلي ! لأ معلش ، أنا مش خارجة من هنا ، وهافضل مع اختي
-الممرضة بنظرات منزعجة : يا أنسة ماينفعش اللي انتي بتعمليه ده ، احنا هنا في مستشفى
-كنزي بنبرة تحمل التهديد وهي تشير بيديها : طب أنا قاعدلكم هنا ، واللي عندك أعمليه

احتدم الجـــدال بين كنزي والممرضة ، وتعالت أصواتهما داخل الغرفة مما جعل عمــر ينتبه و...
-عمر بقلق : الله ، ده صوت كنزي !
-يارا باستغراب : واضح كده ان في خناقة جوا
-عمر وهو يمسك بيد جانا : طب تعالي نشوف في ايه

نهض كلاً من عمــر ويارا عن مقاعد الانتظار الموضوعة في الخـــارج وسارا مسرعين نحو غرفة كارما ، وبالفعل وجدا كنزي تتجادل مع الممرضة ..
دلف الاثنين إلى داخل الغرفة و..
-عمر وهو يعقد حاجبيه في تسائل : في ايه يا جماعة ؟

نظرت كنزي إليه بإزدراء ، ثم أشاحت بوجهها وسلطت بصرها على الممرضة ورمقتها بنظرات غاضبة و...
-كنزي بضيق : وأنا مش هايهمني حد
-الممرضة على مضض : والله أنا هاجيبلك المدير والآمن يتصرفوا معاكي
-كنزي بحدة : هاتي الجن الأزرق ، أنا مش ماشية من هنا !
-يارا بنظرات متعجبة : اهدي يا آآآ...
-عمر مقاطعاً : اسمها كنزي
-يارا وهي تشير بيدها : اهدي شوية يا كنزي
-كنزي بغضب : وانتي مين انتي كمـــان عشان تقوليلي أهدى
-عمر بتوتر : لأ حاسبي يا كنزي ، انتي كده هاتخبطي في الحلل ، دي يارا
-يارا بنظرات منزعجة : خلاص يا عمر ، أنا مش هارد عليها عشان مقدرة حالتها

............

لمح خـــالد عدداً من رجـــال الآمن الخاصين بالمشفى ومعهم ممرضة ما يتحركون في اتجاه غرفة كارما ، فلكز أدهم في كتفه و...
-خالد بنظرات قلقة : تعالى كده معايا يا ادهم نشوف اللي بيحصل
-أدهم بعدم فهم : في ايه ؟

ســـار الاثنين في اتجاه غرفة كارما ، وبالفعل وجد كلاهما اشتباكاً بين كنزي وأفراد الأمن ، فتدخل خالد على الفور و...
-خالد بصوت صارم : في ايه اللي بيحصل هنا ؟
-الممرضة بضيق وهي تشير بيدها : الآنسة مش عاجبها اني بقولها ماينفعش تفضل هنا ، وآآآ...
-كنزي بحدة : انتي مش هتحدديلي أقعد ولا لأ
-موظف الآمن وهو يشير بيده : اتفضلي معانا يا آنسة
-كنزي بنبرة قوية ونظرات غاضبة : مش هامشي من هنا !!! وده أخر ما عندي

اقترب أحد رجال الأمن من كنزي ، ووضع يده على ذراعها وأمسكها منه ، فأشاحت هي به و..
-كنزي بضيق بالغ : أوعى ايدك ما تلمسنيش
-عمر بانزعــاج : في ايه يا عم انت، بتحط ايدك عليها ليه
-خــالد بنبرة صارمة : ماتجيش جمبها لوسمحت ، مش في رجالة واقفين هنا
-الممرضة بنبرة راجية : يا حضرات مايصحش اللي بيحصل هنا ، في مريضة محتاجة راحة ورعاية ، واللي بيتعمل ده فيه خطر كبير على صحتها

وقفت يارا بالقرب من كنزي وحاولت أن تقنعها بالخروج و...
-يارا بصوت خافت : بصي يا كنزي وجودك هنا الوقتي مش هايفيد اختك ، بالعكس هيضره
-كنزي بنظرات جادة ونبرة قوية : أنا عاوزةأفضل معاها
-يارا وهي تعض على شفتيها : طب بصي ، تعالي اقفي برا ، وكده برضوه هاتكوني معاها

زفـــرت كنزي في ضيق واضح ، وأشاحت بوجهها الناحية الأخرى و..
-يارا مكملة : بليز عشان خاطر اختك ، تعالي نقف برا ، ومش هاتبعدي عنها

اضطرت كنزي أن تنصاع أخيراً لطلب الممرضة ، فتنفست يارا الصعداء حينما وجدت كنزي تدلف للخـــارج
اعتلت ابتسامة عريضة وجــه عمـــر و...
-عمر بصوت خافت : مايجيبها إلا يارا

تحرك موظفون الأمن خـــارج الغرفة ، ومن بعدهم الممرضة ، ثم دلفت يارا هي الأخرى للخـــارج ولحق بها أدهم وعمــر ، في حين ظل خالد باقياً في الغرفة ، ونظر إلى كارما بنظرات نادمة آسفة على ما فعل .. ثم ســـار هو الأخر ناحية الباب ودلف خارج الغرفة ...

أغلقت الممرضة باب الغرفة ، في حين وقفت كنزي أمام الحائط الزجاجي وظل تتابع اختها عبرها ...

وقف أدهم إلى جوار يارا و...
-أدهم هامساً وهو يشير بعينيه : هنعمل ايه في البت دي
-يارا وهي تهز كتفيها : معرفش ، بس الواضح انها عنيدة أوي

التفت أدهم برأسه إلى يارا ، ونظر إليها بتمعن و...
-أدهم وهو يجز على أسنانه : زي ناس كده
-يارا وهي ترفع أحد حاجبيها : تقصد ايه ؟
-أدهم وهو يلوي فمه : ولا حاجة ، بدل ما تيجي على دماغه !

.....................

في فيلا ناهد الرفاعي ،،،

ظلت ناهد تفكر في طريقة تمكنها من الوصول إلى ابنتها ، وهداها تفكيرها إلى أن تستعين بزوجة عدلي .. السيدة رحـــاب ، لقد عقدت ناهد العزم على أن تصارح رحاب بالحقيقة كاملة لعلها تتمكن من مساعدتها ...

ربما لن تحقق زيارة ناهد لها السبب الرئيسي ، ولكنها ستضمن أنها ستعلم أن شاهي هي ابنة عدلي زوجها ، فلعلها تبلغ زيدان ، فيرأف هوبحالها ولا يقتلها بقسوة ...
-ناهد بنظرات جادة : مقداميش إلا اني أعمل كده ! أنا عارفة إني هاخسر كل حاجة ، بس .. آآآ... بس كله إلا بنتي !

.........................

في سيارة زيدان ،،،،،

ركبت شاهي السيارة إلى جوار زيدان وهي ترتجف .. كانت تلك هي المرة الأولى التي تستقل فيها السيارة معه بمفردهما ...
شعرت شاهي بالبرودة تدب في اوصالها ، رغم أن الجو كان لطيفاً ، وحاولت قدر الامكان أن تبتعد بجسدها عنه وهي جالسة في مقعدها الأمامي

كان زيدان ينظر إليها بين الحين والأخــر يتأملها لثوانٍ قبل أن يعاود النظر امامه مجدداً للطريق ..
لن ينكر أن ذوقها في انتقاء الملابس قد لفت انتباهه حقاً .. هي نوعاً ما تجذبه إليها بطريقة لا يعرف كيف يصفها ، ولكنه لا يستطيع أن يقاوم رغبته في إبعاد نظره عنها ..

أدار زيدان السيارة بطريقة فجائية ، فارتد جسد شاهي في مقعدها ، وارتطمت بدون قصد منها في كتف زيدان الذي مد يده تلقائياً ليسندها ..
حدق زيدان في عيني شاهي ، بينما نظرت إليه هي بنظرات جامدة من مقلتي عينيها اللامعة و...
-زيدان بصوت رجولي عميق : انتي .. آآ.. كويسة

أومــأت شاهي برأسها ، ثم تراجعت للخلف بجسدها ، وأسندت ظهرها على المقعد الأمامي ، ثم أطرقت رأسها في توتر ونظرت إلى يديها وفركت فيهما في قلق ..

تابع زيدان شاهي من زاوية عينه ، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة عفوية .. وأكمل قيادته للسيارة ..
............................

في المشفى ،،،،،

أمـــال أدهم على خالد قليلاً و...
-أدهم بضيق : احنا هنفضل هنا كتير

نظر خـــالد في ساعته ، ووجد أن الوقت قد تأخر بالفعل ، و..
-خالد على مضض : بيتهيألي كفاية كده
-ادهم وهو يزفر في انزعاج : انا بقول كده برضوه
-خالد وهو يوميء برأسه : أهــــا
-أدهم متسائلاً وهو يشير بعينيه : هنعمل ايه في البت دي
-خالد وهو يلوي فمه : ممم.. مش عارف
-أدهم بضيق : يعني هنسيبها هنا ، ولا ايه النظام
-خالد وهو يزفر في ضيق : اوووف .. أنا مش عارف أي حاجة !!

وقف عمــر إلى جوار يارا ، و....
-عمــر بنبرة راجية : الله يكرمك يا يارا ، اقنعي كنزي تيجي تبات معانا في الفيلا
-يارا بنظرات حانقة : انت اتجننت يا عمر ، ايه اللي بتقوله ده !
-عمر بوجه مضطرب : والله يا يارا أنا خايف عليها ، هي مش هاينفع تفضل لوحدها

زمت يارا شفتيها ، ونظرت إلى كنزي بنظرات جــــادة و...
-يارا متسائلة على مضض : هي مالهاش قرايب ؟
-عمر بنبرة حزينة : ولا حبايب حتى .. غيري أنا طبعاً

لكزت يارا عمـــر في كتفه بحدة و...
-يارا بنبرة جادة : اتلم يا عمــر
-عمر متآلماً : آآآي ... حتى انتي يا يارا أخلاقك اتغيرت بعد الجواز ، اومــال لو مكوناش سمنة على عسل
-يارا بضيق : أه أخلاقي اتغيرت ، ومايصحش اللي بتقوله ده ، وبعدين افرض امك عرفت ان في واحدة جاية معاك الفيلا هاتقول ايه
-عمر بنظرات ثابتة ، ونبرة حماسية : لأ اطمني ماما أصلاً مش في الفيلا
-يارا بسعادة : أمك طفشت ؟
-عمر على مضض : لأ مش للدرجـــادي ، هي سافرت يومين ، وهترجع .. يعني الفيلا هاتكون فاضية
-يارا وهي تهز رأسها : أهــا .. قولتلي
-عمر غامزاً : يعني الدار أمـــان يا معلم !
-يارا بنظرات ضيقة : أيوه ، وأهوو الشيطان ياخد فرصته صح ؟
-عمــر مبتسماً وهو يوميء برأسه : حقه طبعاً !!
-يارا بنظرات صارمة : عمـــر !
-عمر بتنهيدة : آآآخ ... مش بقولك البت شبهك ، يا خراااابي !

اقترب أدهم من يارا ، وجلس إلى جوارها على المقعد و...
-أدهم بنبرة منزعجة : مش ناويين تمشوا ، ولا هتابتوا هنا
-عمر وهو يشير بيده : لو عاوز تقوم يا أدهم براحتك ، وأنا هافضل مع كنزي
-أدهم بحدة : بس ياله !
-عمر بتهكم : ياباي عليك ، هو أنا مافيش مرة أقول كلمة ومتهزأش فيها
-أدهم بجدية : انت اللي بتجيب لنفسك التهزيق !

لوى عمـــر فمه ، وأشاح بوجهه للناحية الأخـــرى ، في حين مـــال أدهم على يارا قليلاً وهمس في أذنها بـ ...
-أدهم بصوت هامس : هانعمل ايه
-يارا بصوت خافت : أكيد هانروح البيت
-أدهم وهو يشير بعينيه : طب والبت دي
-يارا وهي تمط شفتيها : معرفش
-أدهم على مضض : خالد بيقترح انها تيجي الفيلا تبات معاكي وآآآ...

نظرت يارا إلى ادهم بنظرات حـــادة ، وفغرت شفتيها في صدمة و...
-يارا باستغراب : أفندم ؟؟
-ادهم بنبرة مخنوقة : اللي سمعتيه
-يارا بنظرات منزعجة : والله أنا ماليش دعوة بالموضوع ده
-أدهم بحدة : يا بنتي عمك هو اللي طلب من خالد انه ياخد باله من البنات ، وطبعاً خالد غصب عنه مضطر يعمل كده ، وانتي لو كنتي مكانها مكوناش هانسيبك لوحد
-يارا وهي تزفر في ضيق : اوووف ، بس أنا مش عاوزة أرجع الفيلا وآآآ...
-أدهم مقاطعاً بضيق : ماهو مش هانسيب البت تبات لوحدها مع اخواتي
-عمر مبتسماً : أصيل يا بن أبويا
-أدهم بحدة : بس ياض ، اسكت مش ناقصك
-عمر وهو مطرق الرأس : حاضر

عقدت يارا ساعديها أمام صدرهــا ، ونظرت إلى أدهم بنظرات منزعجة و..
-يارا بوجه ممتعض : والمطلوب مني ايه ؟
-ادهم باقتضاب : تقوليلها تيجي معانا الفيلا

زفـــرت يارا في ضيق ، في حين أصــر أدهم على أن تنفذ يارا طلبه ، فلم تجد هي مفراً من التنصل منه ، وفي النهاية أرخت يارا ذراعيها ، واستندت بكفي يدها على ساقيها ، ثم نهضت عن مقعدها ، وســارت ناحية كنزي بخطوات متثاقلة ، في حين رفع عمر كلتا يديه وبصره إلى السماء و..
-عمــر بصوت خافت : يا رب اجعل في وشها القبول ، وكنزي توافق ، يــــــا رب

اقترب خالد من المقعد الجالس عليه أدهم ، ونظر إليه في تساؤل و...
-خالد بنبرة متجهة : عملتوا ايه
-أدهم باقتضاب : أهي يارا راحت تكلمها
-خالد على مضض : أل كنا ناقصين !
-ادهم بانزعاج : تحكمات أبوك
-عمر مكملاً دعائه : ياااا رب سلط عليهم بابا كمان وكمان ، وخصوصاً في الحاجات دي

نظر كلاً من ادهم وخـــــالد إلى عمر بنظرات قاتلة ، فانكمش على نفسه ، واطرق رأسه في توتر ..

وقفت يارا خلف كنزي ، ثم ربتت على ظهرها في حنية ، وبدأت في الحديث معها بهدوء .. حاولت يارا إقناع كنزي بالمجيء معها والمبيت في الفيلا الخاصة بعائلة الصياد ، ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً ...

تابع أدهم وخـــالد تعبيرات واشارات كلاً من يارا وكنزي ، و..
-خالد بنفاذ صبر : لأ مابدهاش بقى ، أنا تعبت ، ومافياش حيل للمناهدة
-أدهم وهو يمسك به من ذراعه : يا عم خالد اصبر

أزاح خــــالد يد أدهم عنه ، ونظر امامه بنظرات جادة و....
-خالد بضيق واضح وبلهجة أمرة : بلا صبر ، بلا بتاع ، انزل تحت دور العربية واستناني
-ادهم بنظات متوجسة : استر يا رب

ســـــار خالد بخطوات سريعة ناحية كنزي ويارا ، ثم وقف أمام كنزي ، ونظر إليها بنظرات صارمة ووجه محتقن ، بينما نظرت هي إليه باستغراب .. كانت كنزي على وشك الحديث ، ولكنها لم تستطع حيث باغتها خالد بضربها بمقدمة رأسه في جبينها بقوة ، ففقدت الوعي على إثرهــا ، فأسندها هو بأحد ذراعيه ، ثم انحنى بجذعه قليلاً عليها ، ووضع ذراعه الأخــر أسفل ركبتيها ثم حملها بين ذراعيه ...
فغرت يارا شفتيها في صدمة ، وحدقت في خالد بنظرات مشدوهة ، في حين انتفض عمــر فزعاً من مكانه ، وركض ناحيته ، ونظر إليه وهو مصدوم ...
-يارا متسائلة بنبرة مضطربة : ليه كده يا خالد ؟
-خالد بضيق : أنا مش هاستحمل تعب القلب على أخر اليوم
-عمر بصدمة : ليييييه يا خالد ، بتضرب المزة ليه
-خالد بحدة : ابعد عن سكتي

-عمر وهو يشير بيده وبنبرة قلقة : طب بالراحة على مرات أخوك المستقبلية اللي يكرمك ، مش ناقصين يجيلها تربنة ولا حاجة في مخها
-خالد بنظرات صارمة: ياض غور من وشي بدل ما أعملك عاهة مستديمة
-عمر وهو يميل برأسه : ترضهالي
-خالد بضيق : آآآآه .. امشي بقى !
-عمر بتهكم : ده انت مكسح كل ستات العيلة هيستعصى عليك رجالتها ، ارحمهم يرحمك ربنا .. !
-خالد وهو يزفر في انزعاج واضح : اووووف
-عمــر بصوت خافت : مكدبش اللي سمــاك أبو الغضب ................................................ !!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة