-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس عشر

 ونشعر أن القلب ما بات يشعر فيما بعد الصدمة...ثمة غصة بالقلب تُنهك دقاته وتؤلم الحياة به..حتى لم يعد حياة بالقلب سوى دقات تخفق حتى آخر الأنفاس !!

ويمكن العقل أن يغفو ولكن القلب لا ينام عن الآلام..

حاولت..وحاولت..وتأملت الغفوة..ولكن ما تشعر به خارج محطة النسيان والأهمال الفكري..ابتلعت ريقها بصعوبة..صعوبة كمثل رؤيته. مع تلك الشقراء..أتراه يهمس لها بكلماته العذبة؟! أيكن يخبرها بالموعد الآت بينهما؟!

امتدت رأس للي للأعلى قليلًا وأبصرته وتلك الشقراء تميل رأسها على أحد كتفيه..بالتأكيد يستنشق عطر خصلاتها القريبة لأنفاسه..ماذا يجول برأس هذا الرجل الآن؟! اكان يقابلها قبلاً؟!

وإذا كان الظاهر للجميع ذلك المشهد الشاعري فكيف وهما بمفردهما؟! يا اللهي! يكاد رأسها ينفجر من التفكير فيمن يجلس وتفصلها عنه عدة خطوات..حقاً أن المسافة ليست هي سبيل البُعد بينما القلوب هي المقياس..

أخذت تنهيدة حارة من صدرها..فكم سيمر من الوقت حتى تنسى هذا الرجل؟! وإذا تقابلا مصادفةٍ ماذا سيكن ردة فعلها؟!

للحظة شعرت بحنين مجنون اليه..وإنها تريد أن ترتمي بين ذراعيه وتقل لــه أنه الأقرب وسيكن دائمـًا الأقرب..ورغم ذلك في الحقيقة يستحيل حدوث هذا..حتى أن كان لا زال معها..فالرجل لا يستميل قلبـه الا لذات الدقة المتعالية عن أرادته..صعبة المنال..

أغمضت عيناها واحكمت دموع توسلت لتتحرر..قالت :-

_ من ضمن الوجع..من ضمن حاجات كتير حلوة راحت مني..كنت أنت اجمل وجع وياريته دام جانبي..اتمنى أني ما اشوفكش تاني وأتمنى أشوفك كل ثانية !!

*****

عيناه مرتبكة..قلب يخفق بجنون..لتلك المسافة البسيطة التي تفصله عن عشق قلبه..نعم...لا سبيل للأنكار...احبها منذ أن وقعت عيناه عليــها..كأنها خرجت من أفكاره لتتجسد روح وجسد متفجر الأنوثة أمامـه..همست الشقراء التي كانت شقيقه صديقه اللبناني "چان" وقالت بلهجتها اللبنانية :-

_ وهلا وجيه ، بعد ما بنرجع على مصر ، راح تكون بالقصر ولا بترچع الشركة؟ بعتقد أنه الاحسن ترتاح ببيتك بعد السفر..

خرج وجيه من شروده وأجابها بعدما التقط جملتها الأخيرة :-

_ هوصلك الفندق وبعد كده هرجع القصر ، كلها كام ساعة ونوصل مطار القاهرة..

قالت يارا بابتسامة بعدما رفعت رأسها اليه:-

_ بدي منك تزورني بالمشفى ، خي چان هيوصل مصر يوم العملية بالضبط..راح اكون لوحدي طول اسبوعين..مسكينة أنا !!

قالت ذلك بتذمر طفولي فقال وجيه ليخفف عن تلك الفتاة الذي كانت بمثابة شقيقته الصغرى منذ أن تعرف على شقيقها جان:-

_ أنا قلتلك أني مش هسيبك لحد ما جان يرجع ، أن شاء الله تقومي بالسلامة ونطمن عليكي..

تطلعت يارا اليه بتعجب..شعرت بحسها الأنثوي أن هناك ظل إمرأة يكمن خلف تيهة عين هذا الرجل فقالت:-

_ عينيك شاردين!! ليش مابقيت عم تحكي معي متل الأول ؟! دايمًا كنت تخبرني أني متل أختك وتحكي معي لكن هلا ماعم بدري شو بيصير معك وجيه ؟! حاسي أن اللي مخبايا ورا هالشرود أحداهنّ! احكي..احكي..هترتاح بالحكي..حاسي أنه راح يطق راسك من التفكير !!

ابتسم وجيه ابتسامة لم تصل لعيناه...كانت مجاملة ليس أكثر..فماذا يجيب؟! هل يخبرها أن من سرقت الغفوة من عيناه تجلس بأحد المقاعد الخلفية للطائرة..ربما لولا وجود يارا لكان دفعه الشوق اليها حتى لو بدافع التعنيف..أجاب بجدية:- لا أبداً..بفكر في الشغل مش أكتر..

التوى فم يارا بسخرية فقالت:- عم تُكذب!! خلص ،متل مابدك..تعبني راسي وانا بترچاك تحكي..وهلا وقت النووووم ، good Night Baby

تمتمت يارا ببضع كلمات قبل أن تغمض عيناها وتتيه بغفوة على كتفه ، طريقتها مضحكة وهي تتمتم ، لطالما كان يضحك منها ويسخر من طفوليتها ، أما الآن فكأنه فقد الشيء المتبقي بداخله يناشد صخب الحياة..

******

دقت الساعة السابعة صباحاً..

تسلل ضوء النهار لنافذة الغرفة رويدًا رويدًا ، ولا زال الفتيات مستغرقين بالنوم ، ارتفع صوت هاتف جميلة بصوت سريع ينبيء عن استقبال رسالـة..لم ينتبه أحدًا ببادئ الأمر حتى مر لحظات وعاد الصوت من جديد يشير باستقبال رسالـة أخرى...

تململت جميلة بفراشها حتى نظرت للمنضدة القديمة التي تفصل سريرها عن السرير الآخر..رمقت الهاتف بنظرة كسولة وعقلها يغيب بالنعاس ثم يعود..قالت سما بضحكة كسولة مغلفة بركود النوم:-

_ أقري باعتلك ايه يابت وسمعيني..

تنفست جميلة بسخرية ولم تظن ابدًا أنه جاسر!! قالت بسخرية:- ما اديتلوش رقم تليفوني

تثاءبت سما ثم ضحكت وقالت وهي تفرد ذراعيها بكسل:- هتلاقيه خده من وراكي ،هو هيغلب؟!

مدت جميلة ذراعا لتأخذ الهاتف ولا زالت عيناها مغمضة ثم فتحت عيناها بالكاد وهي تنظر لشاشته المضيئة بإنزعاج من ضوئها ، مرت ثوانِ حتى اعتادت عيناها الضوء لتعتدل بنفضة وقد اتسعت عيناها وهي تقرأ رسالة وكان محتواها...

( صباح الخير يا حبي..بما أن النهاردة قراية فاتحتنا وكده فأحب أقولك...وحشتي قلب خطيبك..)

اطرفت عين جميلة عدة مرات حتى استوعبت ما تراه..انتقلت للرسالة الأخرى وقرأتها..

( هسمحلك بشهرين خطوبة..اكتر من كده هخطفك..ماتختبريش صبري لأني مش صبور...فاهمة يابنت عضلات قلبي ؟)

ابتسمت جميلة للجملة الأخيرة ثم نظرت بتحدي للهاتف وبدأت تكتب رسالة هي الأخرى...

( بقولك ايه..احنا الاتنين عارفين الخطوبة دي لأيه ما تستغفلنيش!! وبعد الشهرين دول كل شيء هينتهي..فاهم يا موتر نبض مرارتي؟ )

كان جاسر ممدد على الاريكة بصالة المنزل ، يبتسم بمرح وهو يبعث الرسائل حتى تلقى رسالةٍ من رقمها..قرأها بنظرة حادة ثم أجرى اتصال على هاتفها ببعض العصبية..


رمقت جميلة الاتصال بتوتر ، لم تحسب أنه سيتصل ايضاً !! قالت سما بضحكة:- عقباااالي يااارب عقبااالي

رفعت جميلة الهاتف وأجابت بعد تردد ولم تترك له الفرصة حتى يتحدث:- جبت رقمي منين ؟! ومين اللي سمحلك تكلمني وتبعتلي رسايل؟!

تنهد جاسر وقال بصوت تعمد أن يبدو هامس:- قلبي اللي سمحلي ، ورقمك خدته من ملفك مش صعبة يعني ! وبعدين في واحدة تكلم جوزها نن عيون قلبها بالطريقة دي؟!

كتم ابتسامته لعلمه أنه اغاظها فصدق حدسه وهتفت منفعلة:- جوز مين يا اخ؟! أنت صدقت؟! هو انا حتى اتخطبتلك عشان تبقى جوزي كمان؟! ده أنت خيالك واااسع بشكل !!

تنهد جاسر مرة أخرى وهو ينهض من الاريكة...اتجه للنافذة العريضة بالصالة وفتحها قائلا عبر الهاتف:- ما تبصيلي من الشباك يا كوكو ؟

عايز اتصبح بخلقتك..بضحكتك

صحح سريعاً ولكنها انتبهت لما قاله ، اشتعلت عصبيتها وقالت :- وأنا مش عايزة أشوف وشك ، الله يكون في عون اللي امها داعية عليها في ليلة ما يعلم بيها الا ربنا وهتكون من نصيبك..

ضحك بثقة ثم همس بمكر :- هتنبسط أوي أوي أوي ، تقصدي أمها دعيالها أنها هتكون من نصيبي ، وأنتي يا كوكو اللي هتكوني من نصيبي وحبيبي...افرحي وبلي الشربات

ارتفعت صوت ضحكته مرة أخرى لإثارة غضبها مما جعلها تغلق الاتصال...دفعت جميلة الهاتف بعصبية فتساءلت سما بحيرة:-

_ مجهزناش هتلبسي ايه النهاردة ؟!

اوعي تقولي هتلبسي النضارة الحلل دي النهاردة؟! وربنا اتف في وشك ؟! واجيب سقراط يكمل تف

زمت جميلة شفتيها وبدأ الارتباك جليًا على وجهها فأجابت :- هلبسها ، هخلي منظري زي الزفت النهاردة ، ده افتكر اننا هنتخطب بجد؟!

سما بغيظ :- اتفوووو التليفزيون سايبينه شغال ليه؟!

*******

حطت الطائرة بمطار القاهرة عند الساعة الثامنة صباحاً..

استعد الركاب للخروج من الطائرة ،بينما ترقبت للي وقد شعرت بجسدها وكأنه تخشب من طول الوقت التي جلست به أثناء الطيران..ترقبت وقوفه...تمنت أن لا ينظر للخلف ويراها ، لا تريده يربح انتصارا آخر وهو يتباهى بتلك الشقراء الفاتنة..أي رجل كان سيتباهى بها فهي رائعة الجمال بشكل ملفت..

اكان كاذباً وهو أن الشعر الأسود يفتنه ؟! أم تراه يساير من تقع بين يداه ويمدح المميز بها؟!

اسدلت رأسها بتخفي ، كأنها تعاين رباط حذائها حتى تكسب آخر ما تبقى لها من كبرياء وماء الوجه...ظلت هكذا لبضع دقائق حتى استقامت وهي تتمنى أن يكن خرج من باب الطائرة...ارتجفت بعض الشيء وهي ترفع رأسها حتى استعادت بعض هدوئها عندما لمحت مقعده خالي..تنفست الصعداء ونهضت من مقعدها..

بعد مرور بعض الوقت وحمدت ذلك الازدحام الذي جعل رؤيتها تبدو صعبة بين هذا الحشد من البشر..

خرجت للي من المطار وهي تجر حقائبها حتى استطاعت أن توقف سيارة أجرة بالخارج...

يبدو أن القدر يأبى هروبها ، فلم تلبث أن وضع السائق حقائبها بالسيارة وكادت أن تدخل السيارة من بابها حتى تجمدت لتلك العينان التي يقف صاحبهما على بعد امتار في الجهة المقابلة ،يقف نفس وقفتها وبيده باب سيارة يبدو أنها كانت بإنتظاره..

نظر اليها وجيه بنظرة معتمة من الغضب والعتاب والعنف والعشق حتى ابتلعت ريقها وهي تشاركه النظرة بحزن والم..استطاعت أن تؤجل دموعها للحظات ، لم يريد ذلك ولكن قدماه ساقته اليه ولم يستمع لحديث مقاومته...

تزلزل ثباتها ، انتفضت دقات قلبها من خطواته المقتربة ، بأي شيء يريد التحدث بعدما فعله؟! انتظرت حتى اقتربت وأرادت أن تكتب النهاية وهي رابحة ، حتى لو ربح بسيط ولكن افضل أن تكن الخسارة كليًا...دخلت السيارة الأجرة وأمرت السائق بحدة أن يسرع بالطريق..حرك السائق سيارته وانطلق ينهب الطريق سيراً ...وقف وجيه قبل أن يصل بخطوات ، اغمض عيناه لبرهة معنفا نفسه بشراسة ، أي حمق جعله يذل قلبه اليها من جديد؟!

لا يصدق أنه فعل بكرامته وكبريائه هذا؟! لماذا اقترب؟! وما الذي كان سيقوله؟! كان سيعاتبها...أراد رد الغدر بعتاب عاشق وليته ربح!

*****

رمق السائق بتعجب الذي تبكي خلفه ، فتركت للي لدموعها الحرية كي تذبح روحها ، ايغدر قلبه وتعاتب عيناه؟ أي جبروت يحمله هذا الرجل؟! ولكن حمدت برأفة الصدف ، فهي رغم كل شيء..تحبه وافتقدت نظرته كثيراً...

وقف السائق عند العنوان المطلوب فخرجت من السيارة بحقائبها ثم استعانت ببواب المبنى حتى يعاونها في حملهم..

******

انتهت صلاة الجمعة...وبدأ الفتيات في تجهيز العروس..

اجتمع الشباب في صالة المنزل البسيط الخاص بوالد حميدة وبدأ الحديث والاتفاق على كل شيء...

......بغرفة حميدة....

هتفت جميلة بعناد:- هلبس النضارة يعني هلبس النضارة ، هاتولي أي عباية سودة منيلة بستين نيلة للمقابلة الزفت دي..

قالت حميدة بغيظ:- مابلاش نضارة النهاردة يا جميلة ماتبقيش جافة أوي كده !!

شاركتها سما بسخريتها:- عايزة تطلعه بالمنظر المعفن ده ؟! ده لو كان بيعرف واحدة هيعرف عشرة ، ده هيبوس رجلك عشان تسبيه !!

نظرت رضوى لجميلة وقالت بحيرة:- ليه الموقف ده يابنتي الواد شاري؟! وبعدين بجد بقى شكلك معفن!

وقفت جميلة بتصميم وهي تتمسك بنظارتها وقالت:- مش مهم ، المهم ابعد عن تفكيره أي حاجة كده ولا كده ، ده انا اخاف لو قلتله ازيك اغريه!!

ضحكت سما ضحكة عالية وقالت:- حوشي الانوثة اللي بتقع منك يابت ! ، ده واحد زهق من الجبنة اللي بالقشطة وقرر ياكل مش ، يقوم المش يكتر دوده ههههههههههه وانا اللي كنت جيبالك سر الشياكة يا جزمة

تساءلت رضوى باهتمام:- ايه هو يابت يا سمكة؟!

أقتربت سما من درج الخزانة ببسمة فخورة ثم أخرجت شيء منه واشارت به للفتيات وقالت:- برفان لولوا

هتفت جميلة مرة أخرى بتصميم :- هاتولي عباية سودا ،مش خارجة غير بالعباية السودا والشبشب البلاستيك الأحمر بتاع الحمام

تطلعت سما فيها بصمت فقالت جميلة بتساؤل :- بتبصيلي كده ليه؟!

اجابت سما بصدق:- بحتقرك

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة