-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والعشرون

**بموقع العمل**

وقفت جميلة وهي تتطلع بجاسر الذي يقف بجانبها ويتحدث مع بعض العمال...مندمج في العمل كليًا وهو يشير بعدة اتجاهات هنا وهناك...تسللت ابتسامة إلى شفتيها....كيف استطاعت أن تروض هذا الدنجوان الوسيم حتى يسير على خطاها هي ؟!

بدا مسيطرا وهو يتحدث...وبدا وسيمًا بوسامة شرقية بحته رغم عيناه الزرقاء بزرقة قاتمة بعض الشيء...اخفضت بصرها سريعا بحياء وغضت عنه....ولكن فكرها لم يحيد...إلى أين شعورها سيقودها ؟!

انتبهت فجأة أن ما من أحد غيرهما بالمكان وقد رحل العمال بغمرة شرودها...رفعت نظرها اليه لتجد نظرة المكر بعيناه وانتشر المكر بابتسامته أيضا...قالت بتلعثم وحرج وقد وجهت نظرتها لجهة أخر بارتباك:-

_ بتبصلي كده ليه ؟!

صاحب ابتسامته بعض الدفء وقال بتصريح :-

_ اصل حاسس أنك زي العطشان اللي مكسوف يقول عايز أشرب ، مكسوفة تبيني أنك معجبة بيا ، حتى بداري نظراتك ليا ، احنا اتفقنا نتكلم بصراحة..

تنهدت جميلة تنهيدة طويلة ثم اجابت بعين نظرتها يشوبها بعض التيه:-

_ أنا قلتلك أني عارفة حدودي...نظرتي ليك مش زي ما أنت فاهمها

تساءل جاسر وهو يضع أحد يداه بجيوب بنطاله الجينز الأسود :- فهميني طيب

نظرت له واجابت بتوتر سرى بعينيها :-

_ اجابتي هتكون سؤال ليك...ليه أنا ؟! انا بنت عادية واكيد مش اجمل واحدة عرفتها لأني متأكدة أن بيهمك الجمال...ليه اخترتني أنا ؟!

نظر لها بنظرة شاردة وكأنه عاد للماضي سنوات....قال بألم نضج بعينيه:-

_ أنا واثق فيكي عشان كده هتكلم بصراحة....أبويا كان بيعرف ستات كتير ، كنت بشوفه معاهم....ما تستغربيش أن كل الستات اللي شوفتهم معاه كانوا أقل من أمي في الجمال ، أمي ما شوفتش حد اجمل منها ، الجمال مش كل حاجة....

الجمال بيغري في الراجل كل حاجة الا قلبه....بس مافيش واحد عايز يفضل كده ، أي انسان من جواه بيبقى نفسه يحب ويثق ويحس بالآمان...احنا بنحتاج نحس بالآمان اكتر منكم والله...

أضاف عندما رأى التردد بعينيها وقال :-

_ هي دي الحقيقة ، يمكن عرفت بنات كتير ، بس عمري ما كنت هختار واحدة منهم...

عبست ملامحها بضيق وغيرة متخفية فقالت :- ليه ؟!

ابتسم وقال بصدق :- لأن اللي بيدخل القلب بيبقى مقامه كبير في عنينا...نظرتنا ليه بتبقى مختلفة....وهتلاحظي أن الناس القريبة للقلب هما اللي بيخرجوا احلى ما فينا...زيك كده

امتزج مع ابتسامتها بعض الشك والقلق فقالت :-

_ عايزة اسألك سؤال بس...

قطعت حديثها بحرج فنظر اليها مضيقا عيناه وقد فهم سير فكرها...تابعت جميلة بتلعثم :- هو البنات اللي عرفتهم ، معرفتك بيهم وصلت لفين ؟

حمد نظرتها الخجولة التي جعلتها تتهرب لجهة أخرى ولم ترى توتره وبدا غاضبا متوترا من السؤال...كيف يجيب ؟! ايقل لها أنه لطالما كان يرافق العاهرات ؟!

هل يخبرها الحقيقة ؟! وهل اذا أخبرها ستبقى أم ستتركه ؟!

ازدرد ريقه بتلعثم وأجاب كاذبا :- مجرد معرفة وكانت بتخلص بسرعة ، مش زي ما أنتي فاهمة...

نظرت الآن له بدقة ، لعينيه بالتحديد ، عيناه بها رجفة محيرة لم تستطع تفسيرها !! اهذا غضب من السؤال أم كذب مستتر ؟!

تابع كي يبعد ظنها :- ما وصلتش للدرجة اللي جت في عقلك ، وبعدين أنا في جميع الأحوال مكمل معاكي أنتي....

نظرت له بحيرة وقالت :- اصلها تفرق كتير ، العلاقات السطحية شيء وال...

انعقد حاجبيها بضيق ولم تجد كلمة مناسبة للتوضيح فتابعت :- وأنك تغلط شيء تاني ، تصرفاتك اوحتلي بكده

ابتسم بمرح رغم أن التوتر بداخله هائل وقال :- لأ انا منحرف في كلامي ونظراتي ودي طبيعة فيا ، وبحاول اكون محترم معاكي على ما الخطوبة ما تخلص...الخطوبة طولت أوي !!

ابتسمت وقالت :- خطوبة ايه اللي طولت احنا لسه مخطوبين من يومين ؟!

لم يستطح انكار الخبث بنظرته وقال بنبرة هامسة :- مستنيها تخلص بفارغ الصبر....

قالت جميلة بجدية :- تعالى نشوف بقية الادوار شكلك حبيت الكلام وهتنسى الشغل ...

ضيق جاسر عيناه بغيظ وتمتم بخفوت :- هو احنا هنفضل في قبلين كتير مش هنشوف بعدين بقى ولا ايه ؟!!! الله يمسيكي بالخير يا توتو أنتي وكيرا

كتم ضحكته وهو يسير بجانب جميلة فتساءلت بتعجب :-

_ بتضحك على ايه ؟!

اجاب بابتسامة:- بعدين هقولك

انفجر ضحكا وهو يرى نظرتها الغاضبة وقال :- هتمنعيني من التفكير كمان ؟!

مطت شفتيها بضيق فيبدو أنه سيظل يفكر هكذا لوقت طويل !!

**بأحد الطوابق العلوية **

تطلعت جميلة جيدا حولها فرأت موضع "الشكائر "التي رأتها من قبل يبدو واضحا اليوم وكأنها نقلت من وقت قريب...توجهت الى المكان وتركت جاسر يفحص التشطيبات بعناية....

دققت النظر حةلها جيدا لترى دوائر الأتربة التي تركتها الشكائر علامة لموضعها على الأرض...حتى رأت اعقاب كثيرة من السيجار ملقى بأحد الزوايا ومن بينهم " سيجارة " ذات شكل غريب وكأنها ملفوفة على انامل اليد!! جثت جميلة وأخذتها بنظرة متمعنة...انتبه جاسر لما تنظر اليه بين أصابعها وذهب اليها بتعجب...خطف منها السيجارة وقال بضحكة :-

_ شكلك صاحبة مزاج

قالت بحدة:- هنهزر؟! البتاعة دي شكلها غريب ومش شبه السجاير اللي بتتباع !! اكيد دي بتاعت حد من العمال

نظر جاسر حوله بنظرة ماكرة وابتسامة خبيثة على شفتيه وغمغم :-

_ اكيد بيجيبو حريم هنا ، الكلاب ما قالوليش

قالت جميلة مستفسرة:- بتقول ايه؟

اجاب جاسر ببساطة وابتسامة:- دي سيجارة حشيش يا روحي ، آه وربنا

اتسعت عين جميلة ذهول ثم هتفت بعنف :-

_ مش معقول ده يحصل هنا ؟! انا لازم اكلم رئيس العمال اللي هنا واهزقه

الق جاسر السيجارة من يده على الأرض وقال بحدة:- وانتي مالك ؟!

احنا هنا لينا شغلنا وبس مالناش دعوة بيشربوا ايه !! وبعدين انا هقول لرئيس العمال بطريقتي ما تتكلميش انتي خاااالص

ضربت جميلة الارض بقدميها وقالت :- بس الموقع ده مسؤول مننا !!

اجاب جاسر وبدأ ينفذ صبره من عنادها :- مسؤولين عن الشغل ، اما العمال نفسهم مش مسؤولين مننا ده شيء خاص برئيس الشغل ، اقل اجابة هيقولهالك أنتي ليكي عندي الشغل اللي طلباه وبس اما العمال انا المسؤول عنهم....العصبية مش ذكاء على فكرة

قالت بسخرية:- وأنت هتعمل ايه يا شمشون ؟!

قال جاسر بحدة:- هعمل اللي هعمله بس خليكي انتي بعيد ومالكيش دعوة بحاجة غير الشغل ولو شوفتك بتتكلمي انتي حرة...خلينا نخلص بقى يوسف مكلمني من ساعتها والمفروض كنت رجعت المكتب

************

**بالمكتب**

حدج الشباب في يوسف بذهول ليقل رعد بابتسامة تدرجت لشفتيه :-

_ عمي هيتجوز ؟! انت سمعت منه الكلام ده كويس ولا مافهمتش كعادتك ؟!!

اكد يوسف الأمر وهو يستند على حافة المكتب بظهره وقال :-

_ متأكد وابصم بالعشرة كمان ، لو عايزني اتصلك بيه دلوقتي اسمعك هتصل...

آسر بتعجب :- يا ترى ايه اللي يخليه يغير رأيه بعد ما كان رافض يتجوز تمامًا ؟!

قال يوسف بابتسامة :- اكيد حب ، أول مرة أشوف عنيه بتلمع كده وهو بيتكلم ، كان بيقولي الخبر وكأنه بيقولي أهم خبر في العالم...وفي نفس الوقت حسيت أنه بيداري فرحته !!!

رمق رعد آسر بنظرة مغتاظة وهتف :- بطل عقدك دي يا آسر وبعدين عمي وجيه مش كبير ومن حقه يفرح ، الناس كلها كانت مستغربة هو رافض الجواز ليه بس أنا كنت عارف

يوسف بتعجب :- عارف ايه ؟!

نهض رعد من مقعده ونظر اليهم بمرح قائلا بثقة :- كل واحد فيكم أنا عارف بيفكر أزاي بالضبط ، جاسر بيحب جميلة بس مش عايز يعترف لنفسه كبرياء بقى وكده والمصيبة انه عايز يقنع نفسه أنه بيضحك عليها ، وانت يا يوسف كنت دايما بتحب حميدة بس كنت خايف تقولها ولا حتى تبينلها أي حاجة وكنت بلاحظ نظراتك ليها وهي بتشتغل....اما آسر بقى

نهض آسر من مقعده وهتف بعصبية :- مالي بقى أن شاء الله ؟!

قال رعد بمكر :- لسه تايه ومتوها معاك ، خف على البت دي مش حملك وهتندم ندم عمرك لو خليتها تكرهك بغبائك ده

هتف آسر بغضب :- ايه الهبل اللي بتقوله ده ؟!

رعد بسخرية :- ماشي هبل بس اعتبرها نصيحة وفكر فيها ، عمي وجيه مكنش رافض الجواز يا اغبيا ، هو رافض يتجوز من غير حب ، انا متأكد أنه حب بدليل كلام يوسف عن فرحته وسعادته اللي بيحاول يداريهم....

يوسف بخبث:- طب وأنت بقى يا معلم ؟!

ابتسم رعد وهو يضيق عيناه متذكرا حبيبته وقال باعتراف :-

_ آه بحب رضوى مش كارثة يعني ، بس مش هقولها غير لما احس أنها بتفكر فيا وهتوافق ، هفضل وراها لحد ما تحبني

آسر بسخرية:- هو الحب بالعافية ؟!

رعد بثقة :- أنا مش غبي زيك يا آسر اضيع سعادتي بإيدي ، يمكن البنات دول مش احلى بنات قابلناهم ، يمكن كمان اقل بنات شوفناهم من حيث الشكل ، بس انا عن نفسي حابب وراضي ومرتاح ومصمم انها تكون شريكة حياتي ، الجمال انا شوفته قدامي مليون مرة بس عمري ما حبيت وجود واحدة في حياتي اد رضوى...ساعات بحس أنها من دمي !!

يوسف بابتسامة :- انت صح يا رعد ، انا فعلا بحب حميدة من زمان ، بس كنت خايف من حاجات كتير....لكن جاسر ماينفعش نسيبه كده !

رفض رعد وقال :- لأ ، هو اللي يختار ويقرر انه يعترف لنفسه قبل أي حد ، لو واجهته هينكر زي ما بيعمل على طول ، سيبه لحد ما يوصل لبر الآمان وساعتها هتشوف جاسر تاني خالص...

انفعلت نظرات آسر بغضب وقرر الذهاب قائلا :-

_ أنا ماشي ، انتوا شكلكم فاضيين وما وراكوش شغل ؟!!

قال رعد بقوة :- فكر في اللي قولتهولك يا آسر وما تخليش العند ياخدك لطريق مسدود....

وقف آسر بنظرة مقتضبة ثم فتح باب المكتب وخرج مغلقاً الباب خلفه...

*******


**بمكتب آسر**

دلف المكتب على ملامحه العابسة...حيرة تمتزج بمؤق العين...والم يطوف بالنظرات لا يبتعد عن حدقتيه...رمقته سما بنظرة سيريعة ولم تتعجب فهو يبدو هكذا في اغلب الأحيان.....

جلس على مقعده امام المكتب وقد سار اليه ببطء حتى جلس...تطلع اليها بغموض ونظرة عميقة...تساءل في نفسه....الى أي مدى يبدو ظاهراً عليه العشق ؟! ايكن بنظراته ؟ تصرفاته ؟ أم أن غضبه الزائد معها تحديدا أصبح مشكوك به ولفت الأنظار ؟!

ابتلعت سما ريقها بارتباك وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها ، كأن الحديث كان يدور حولها !! اظهرت انشغالا زائد وهي تعمل على الحاسوب أمامها....

انتبهوا سويًا لقرع الباب حتى لم تنتهي دقيقة ودخل فريق العمل المكون من ندى واسعد وكريم....نظر آسر لسما عندما توجه اليها أسعد بابتسامته هذه الذي يكرهها آسر بشدة...نهضت سما من مقعدها واستأذنت بالأنصراف حتى اوقفها اسعد وقال بتهذيب ورقة :-

_ رايحة فين خليكي معانا ؟!!

توقفت سما صامته للحظات واختلست نظرة جانبية سريعة لوجه آسر الذي وكأنه أصبح موقد النيران...ابتسمت لنفسها سرا حتى كرر اسعد جملته :-

_ خليكي معانا يا سما

صر آسر على أسنانه بعنف لتقل سما بجدية :- آنسة سما بعد اذنك ، ورايا شغل تاني هروح اعمله...بعد اذنكم

أجفل اسعد من جديتها الزائدة وامتقع وجه وهو يقف مكانه بلا حركة...

همت سما بالخروج وقبل أن تغلق الباب تقابلت نظرتها بالصدفة مع نظرة آسر الذي تبدلت واصبحت دافئة بابتسامة طافت على ثغره وهو يرمقها من مقعده.....

اغلقت الباب ببطء وعيناها بحرب عشقية مع عيناه البندقية الماكرة....

ابتسمت عندما اغلقت الباب حتى استندت على الحائط بالخارج وهي تتنهد....ثواني وكانت حميدة تقف امامها بضحكة واشارت لها :-

_ هااااااا ، مالك يابت يا سمكة ؟!

تمخطرت سما في خطواتها وقالت بمرح :- اطلبيلي اي حاجة ترطب نار قلبي يا حميدة....هاتيلي نوعناع

قالت حميدة بسخرية:- وايه تاني يا مصيبتنا ؟

حلست سما ووضعت قدما على قدم وقالت بتنهيدة:- بيغير عليا يالهوي ، القشطة على فراولة اللي جوه ده بغير عليا ، مكنش يوم قلبك يا سمكة

ضحكت حميدة وهي تجلس على مكتبها وتساءلت :- طب احكيلي حصل ايه يا مصيبة ؟

قالت سما بضحكة خافته وطفولية :- كل ما يشوف باشمهندس اسعد بيكلمني وشه يقلب زي الرغيف المتحمص بعد ما كان فينو طازة هههههه ،لما بيبقى رايق ما اقولكيش بقى.....شكله كان بيغيظني لما زعقلي...

قالت حميدة بقلق وعتاب :- بقى هو ده اللي اتفقنا عليه ؟! مش قلنا نتقل وما تعتبريهوش موجود وتعاملك معاه شغل وبس ؟!

قالت سما بتذمر :- ما هو اللي بيبتسم وبيخليني ابتسم ، بلاش ابتسم يعني ؟! اكشر في وش الراجل ؟! ده احلى مني هههههههههه

كتمت حميدة ضحكتها بالكاد ثم قالت بصدق :-

_ لا مش احلى منك يا عبيطة بالعكس ، بس لازم تغيري الدلقة بتاعتك دي ، شوفتي لما تقلتي عليه شوية بقى أزاي ؟! وكمان خدي بالك من حاجة يا سمكة....لو حصل نصيب بينكوا مش عايزاه يجي في مرة ويقولك اصلك كنتي تتمني اكلمك ومدلوقة عليا ، خلي بالك واعملي حساب لبكرة...

نظرت لها سما بصمت وقد اخرجتها حميدة من احلامها السعيدة...

**********

كان جاسر بسيارته وفي طريقه للمكتب وجميلة تجلس بجواره...دندن مقطوعة وهو يصفر بفمه ببعض الأحين :-

_ قولي ايوة قولي ايوة ايوة قووول ، منك أنت تبقى حلوة قولي قووول...

نظرت جميلة للطريق واخفت ابتسامته فتابع جاسر بمكر :- فيها ايه لو قولتهالي ، كلمة واحدة تطفي ناري

نظرت له بسخرية وقالت :- عندي صداع على فكرة

قال وهو يرمقها بخبث :- يعني صوتي وحش ؟! مخدتيش بالك من الكلام طيب ؟! مافيش أي اشارة وصلت للرادار المصدي اللي جوه قلبك ده يا روحي ؟!

أجابت :- لأ....

تنهد جاسر بغيظ ورفع سرعة السيارة لتحملق جميلة بدهشة وهي ترتجف من الخوف....

بعد مرور بعض الوقت.....وقفت السيارة أمام المبنى...خرج من السيارة وتقدم لوجهتها حتى يفتح الباب لها ولمن جميلة خرجت بسهولة فقال بضيق :- يلا ياختي

توجهت معه للداخل وهي تخفي ضحكتها بالكاد حتى دخلوا المصعد وضغط جاسر على اسنانه بضيق وقال :-

_ أول مرة اتثبت مع واحدة التثبيته المنيلة دي ، دي لو توتو مكانها كانت قفلت الاسانسير بنفسها علينا...

قالت جميلة بلطف :- ما تفك التكشيرة دي بقى !!

نظر لها بضيق وقال :- انا بقيت بخاف اتكلم حتى ، ده مش اسلوب على فكرة ، طالما ما قربتلكيش خلاص لكن ايه المشكلة لما اخد راحتي في الكلام معاكي ؟!

فتح باب المصعد ولكنها اجابت :- مافيش مانع نتكلم طبعا بس الكلام في حدود ،انا لو سيبتك تتكلم براحتك يبقى كده هترجع زي الأول ، صدقني أنا مش عايزة اضايقك بالعكس ، بس كمان مش عايزة اتعدى حدودي

ضيق عيناه وقال :-

_ يابنتي انا هموت وتتعدي حدودك اصلا ، بس عموما كلها كام يوم ونتجوز

هتفت جميلة بصدمة :- نعم ؟! كااام يوم ؟!!!

اطرق جاسر بحدة على الحائط وقال بعصبية :- كام شهر ارتاحتي كده ؟! لازم تفكريني يعني ده ايه الغلاسة دي ؟!

لم تستطع تمالك نفسها من الضحك فنظر اليها بغيظ ثم تسللت ابتسامة الى شفتيه وقال :- انتي جبتيلي اعاقة في مشاعري ، ببقى نفسي اضربك كف خماسي وخطوة خماسية تقريبية اليكي

قالت بتحذير :- وبعدين ؟!!

قال ببسمة ماكرة :- ايوة ايوة ماهو ده هيحصل في بعدين ، احنا لسه في قبلين

ضحك بمرح فتركته ودلفت للمكتب بابتسامة تخفيها...

******

وقف جاسر بمكتبه متأملا يوسف بدهشة انتابته ببادئ الأمر ثم ابتسم وقال بسعادة :- مش مصدق !! عمي وجيه هيتجوز ؟!

اكد يوسف على ذلك فقال جاسر ببسمة ماكرة :- اقطع دراعي لو ماكنش الموضوع فيه قصة حب ، بس انا فرحان والله...انا كنت صدقت أنه خلاص نسي الموضوع ده.....بس هي مين اللي خلت القيصر يغير رأيه ؟

اجاب يوسف :- مقالش ، بس هنعرفها قريب في كتب الكتاب ، اكيد كلنا هنحضر

اكد جاسر :- اكيد طبعا ، مش هنسيبه في يوم زي ده ، مهما كان اللي بينا بس احنا دم واحد ، وعندي فضول قاتل أشوف عروسته

ضحك رعد بمرح وقال :- كلنا عندنا ذات الفضول ، والخبر الكويس كمان أنه وافق يدينا ورثنا ووافق على جوازكم كمان

جاسر بضحكة :- لا دي شكل العروسة واكلة الجو من اولها....

يوسف بجدية :- كتب كتابه يوم الجمعة الجاية والنهاردة الاتنين !! وخلي بالكم أن فرح سمر بعديه بكام يوم...وكده هخلي خطوبتي مابين كتب كتاب عمي وجوازه وبين فرح سمر ....

قال جاسر بتفهم :- هتتحل ما تقلقش ،المهم دلوقتي اننا لازم نحتفل بالمناسبة السعيدة دي ، ايه رأيكم نخرج نتفسح مع البنات ؟

يوسف بحيرة :- ما اعتقدش أن ابو حميدة هيوافق وبينا بس قراية فاتحة ، خليها بعد الخطوبة احسن ونخرج كلنا مع بعض

*********

انتظرت جميلة بخارج المكتب عندما علمت باجتماع بين اولاد العم حتى اخبرتها حميدة بالخبر السعيد ،اتسعت ابتسامة جميلة بدهشة وقالت :-

_ معقول ؟! الموضوع اتحل بين يوم وليلة كده ؟!

قالت حميدة بارتياح :- الحمد لله ، انا ماكنش هاممني حاجة بس كنت حاسة أن يوسف زعلان وشايل الهم ، انا مستعدة أعيش معاه تحت أي ظروف..

وافقتها جميلة :- وجاسر برضو كان مضايق ومش مصدق أن عمه يعمل كده ، خبر كويس وممكن يصلح مابينهم كتير

كادت سما أن تجيب حتى انتبهت لخروج فريق المهندسين من مكتب آسر فنهضت قائلة للفتيات :-

_ خرجوا ، هروح انا بقى للمكتب تاني

كادت ان تلتفت حتى صدمت بأسعد ، ابتسم لها بنظرة غامضة وقال :-

_ طب والله افتقدتك النهاردة والاجتماع من غيرك حسيت ناقصه حاجة

ابتعدت سما بضيق من نظراته فنظرت حميدة له ببعض الضيق وقالت :-

_ في حاجة يا باشمهندس ؟!

أجاب اسعد وهو ينظر لسما :- لا ابدا بس استغربت أن آنسة سما ما حضرتش الاجتماع زي كل مرة

ظهر آسر بمدخل مكتبه ووجهه مكفهر من العصبية وهتف :- آنسة سمااا

نظرت سما اليه بتوتر فتابع بنظرة تتطاير غضب على اسعد :-

_ ورانا شغل مش فاضيين لوقفة مالهاش لازمة

نظر اسعد بقوة الى آسر وظهر بينهما تحدي وعصبية حتى قالت ندى لتهدأ الأجواء :- يلا يا اسعد لسه ورانا شغل تاني

جذبه كريم للخارج ولا زالت نظرة آسر معبأة بالغضب اتجاهه...

توجهت سما للمكتب ومرت من جانب آسر الذي انتظر دخولها واغلق الباب بغضب واضح....

نظرت حميدة لجميلة وقالت :- ده بيغير بجد ؟!

ظل ثواني حتى انفجر كلاهما بالضحك لتقل جميلة :- والله وعملتها سمكة...

قالت حميدة وقد اخفى مرحها بعض الشيء :- بس خايفة عليها منه ، ده شكله طبعه صعب وعصبي وهي فرفوشة وهبلة

جميلة بابتسامة :- بيكملوا بعض يعني ، المهم انها تثبت شوية عن كده...

************

بالمساء.....بغرفة السطوح...

تنهدت جميلة بارتياح وهي ممددة على الفراش....هتفت سما وهي تأتي بالطعام المرتب على صينية وتجلس على الأرض بإرياحية:-

_ تعالي كلي يا جميلة ، كبدة هوهو انما اااايه عسل

لكمتها حميدة بغيظ :- بلاش تقرفيني عالمسا جاتك القرف

قالت سما بتذمر :- وهو انتي عارفة مصدرها ايه مش يمكن كبدة تعلب ولا كبدة حمار !!

نهضت حميدة بانفعال وركلتها بقدميها :- بتعملي كده عشان تاكلي لوحدك يا مفجوعة ، اطفحي

تمسكت سما بقدم حميدة وهي تضحك بصوتٍ عالي وتقل :- لأ تعالي انا بهزر معاكي ، تعالي بس ما تاكليش كتير. ههههههه

ابتسمت حميدة رغما عنها وجلست مجددا ، وضعت سما قطعة خبز بفمها وقالت :- اااااه ،الواحد مش جايله نفس للأكل يا عيال ، الحب بيقفل المعدة

رضوى بخبث :- انا سامعة طراطيش كلام عليكي من حميدة ،الا هو قالك ايه بعد ما دخلتي المكتب بعد الاجتماع

قالت سما بحدة :- بس يا ام لدغة

قالت حميدة بضحكة :- لا بجد قالك ايه يا سمكة ، عايزة أعرف يا سوسة

ابتسمت سمكة لهنّ بمكر...تركت الطعام ووضعت يدها على وجهها وكأنها تختبئ واجابت :-

_ حلفلي ستين يمين لو شافني واقفة معاه تاني ليطرده وقبلها هيضربه ، القاسي اللذي احبني ههههههههه

قهقه الفتيات من الضحك ثم ظلوا هكذا للحظات لينتبهوا لصوت للي بالخارج.....

نهضت جميلة لتفتح الباب حتى تنحنح سقراط فارتدى الفتيات حجابهنّ عدا حميدة....فتحت جميلة الباب لتجد للي وبجانبها سقراط الذي وكأنه فقد اعز ما لديه.....قالت بقلق :-

_ حصل ايه ؟ اتفضلي يا للي

نظرت للي لسقراط بابتسامة وقالت :- اصله زعلان أني هتجوز وهمشي من الحارة مش كده يا سقراط ؟

نظر لها سقراط بغيظ وقال :- اسكت واهدى وارضى يا قلبي بمر الكاس ،ماهي هتفضل تسرق منا اعز النااااس.......التوكتوك من النهاردة هيبقى عالم احزاني

هتفت حميدة من الداخل :- مالك يا طائر الليل الحزين أنت ؟! تعالي يا للي وقوليلي في ايه

اتسعت ابتسامة جميلة وهتفت بمباركة:- الف مبروك يا للي ، الف الف مبروووك

اجابتها للي بهدوء ثم قالت لسقراط :- هتفضل زعلان كده ؟ مش قلت أنك اخويا الصغير اللي هيبقى جانبي في فرحي ولا هتسيبني ؟!

هز سقراط رأسه رافضا وقال بضيق :- لا طبعا هقف جانبك ، اومال مين يعني اللي هيقف عريسك مثلا ؟!

ضحكت للي على تصرفات سقراط الطفولية بمراهقة صبيانية....قالت حميدة :- سيبنا دلوقتي ياض ، خلينا نقعد براحتنا

رمقها سقراط بغيظ وقال :- همشي يا مكنسة يارب الكبدة تقف في زورك...

ذهب وتركهنّ..جلست للي مع الفتيات بالغرفة واعلنت جميلة الخبر ليصيح الفتيات بقفزات سعيدة وهما للتهنئة والمصافحة....

قالت للي ببعض القلق من اخبارهنّ:- بس لازم تعرفوا الحكاية من الأول...

نظر الفتيات لها بفضول حتى روت للي الأمر منذ البداية.....بداية اللقاء الأول....

حملق الفتيات بها بينما سما ابتسمت بهيام كعادتها وقالت :-

_ حلوة حلوة القصة ، ده بيعشقك على فكرة ، وقف جواز ولاد اخواته مخصوصا عشان يضغط عليكي توافقي

جميلة بتعجب :- طب أنتي ليه ما قولتيلوش الحقيقة لما روحتيله ؟!

اجابت للي بضيق :-

_ ماسابليش فرصة ، وكلامه بيقول أنه مكانش هيصدقني ، ومش هعرف اثبت بسهولة لأن ده كله حصل في فرنسا وعشان يعرف حقيقة الموضوع ده من حد تاني هيبقى صعب ، وبصراحة لما عرض عليا الجواز مخي وقف عن التفكير مابقتش عارفة اتكلم اصلا....

رضوى :- هنخلي ولاد اخواته يساعدوكي ، هما اقرب حد ليه وبيصدقهم

رفضت للي الأمر تمامًا وقالت :- لأ ، الموضوع ماينفعش يتقال قدامهم اصلا ، ده هيسبب لوجيه احراج وانا مش عايزة احطه في الموقف ده ، انا حاسة أنه بريء وفي حاجات كتير بتأكد احساسي بس مافيش دليل

حميدة بصدق :- هو عنده حق يا للي ما تزعليش مني ، المقلب بتاعك من الأول هو اللي خلاه يفقد الثقة فيكي ، لما جه يثق فيكي تاني حصل اللي حصل ، بس هل ممكن يكدب ويقول أنه هو كمان عمل مقلب ؟!

ردت جميلة بتأكيد :- ممكن جدًا ، لو أنا مكانه هعمل كده ، اظن هو مكانش مرتب أنه هيقابل للي في فرنسا اصلا من البداية ، ده يدل أنه مكانش مرتب مقالب اصلا زي ما قال ، واللي يخلي طليقك يخطف بنت صاحبتك ويعمل ده كله ممكن كمان يكون ورا اللي بيحصل ده...

للي بتنهيدة:-

_ فكرت كده ، اغلب الظن أن وجيه مكانش بيكدب عليا بس مش عايز يعترف ومش عارفة اثبتله ، حتى لو سها كلمته بنفسها هيكدبها لأنها قالت عليا أني بمثل...

حميدة بعبوس :- هتتعبي يا للي على ما تخليه يصدقك ، انا أعرف أنه انسان محترم جدا واتعاملت معاه كتير في الشغل ، مش بتاع مقالب ولا الكلام ده ابدًا ،ده الكل بيشهد بأخلاقه ونزاهته ، لما طرد ولاد اخواته انا اتصدمت فيه بس لما يوسف حكالي الوضع كله بعد كده حسيت أن كان عنده حق....

ادمعت عين للي بألم وقالت :-

_ واحدة زيي عمرها ما شافت طعم الفرحة ولا الآمان في حياتها ، مالهاش حد يحميها ولا حد تجري عليه وهي خايفة ، هو الوحيد اللي حسيت معاه بكده ولسه حاسة بكده ، أنا راضية اتعب شوية بس متأكدة أني هكسبه في الأخر ، انا هتعب اوي من غيره ، هتعب لأني بحبه وعمري ما حبيته حد غيره ، وهتعب لأن طليقي اكيد هيرجع ومش هيسيبني في حالي ، ده مصمم يتجوزني غصب عني ، لو ده حصل عمري ما هعرف اطلق منه مهما حاولت ولو قدرت واطلقت ممكن يقتلني زي ما كان هيعمل قبل كده....

ربتت سما على يد للي بحنان وقالت بقوة :-

_ وافقي يا للي ، هيجي الوقت ويصدقك ما تتنازليش عن فرحتك وراحتك

اكدت رضوى :- سما عندها حق ، وافقي عليه هو هيقدر يحميكي

قالت حميدة بابتسامة حنونة:- هقولك وافقي بس مش عشان ده شرط موافقته علينا ، هقولك وافقي عشانك انتي ، أنا اعرفه كويس ، ويوسف حكالي عنه كتير ، كل حاجة بتأكد ظنك ، هو مكنش بيكدب عليكي

تسللت ابتسامة خفيفة لثغر للي وقالت للفتيات :-

_ وجودي معاكم كان رحمة من ربنا اتبعتتلي ، بتوصلني لطريق افتكرت أنه بعد بس لقيته بيقرب أكتر....أنا موافقة...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة