-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السادس والثلاثون

لم تستطع لجم ضحكاتها وشعور المرحهتف بعنف وتحولت عيناه لكتل كالجمر المشتعل :-

_ ايه المبرر اللي يخليكي تظهري بالمنظر ده ؟! لو كنتي متعودة انك تلبسي القرف ده فمش هينفع معايا ، ولو وافقت انك تلبسيه لأنه كان مداري لكن بمجرد وصولك هنا عملتي اللي انتي عايزاه وخلتيني مغفل !!

للي بذهول :- وجيه ماتفكرش كده !! اسمعني الأول لو سمحت وأعرف اللي حصل...

جاهد كي لا يصفعها على وجهها من حدة غضبه حتى قاد السيارة بسرعة عالية جعلتها ترتجف وانكمشت بداخل سترته السوداء....

لاحظت جانب وجهه القاسي الملامح وهو يقبض على المقود وكأنه سيقتلعه من موضعه !

ساد الصمت بينهما بينما كانت تختطف النظرات المتذمرة والخائفة بآنٍ واحد إليـه...يغار ولم يستطع كتمان ما شعر به وتعرف ذلك...له الحق في الانفعال ولها الحق في شرح ما حدث...

ابتلعت ريقها قبل ان تتحدث :-

_ أنا ما قصدتش أضايقك على فكرة ، سما فستانها وقع عليه العصير فساعدتها واديتلها الفورير بتاعي بس مش قصدي___

قاطعها وقوف السيارة بشكل نفاجئ...نظرت له بدهشة حتى التفت لها بعصبية هاتفا :-

_ يعني مكانش في أي طريقة تساعديها بيها غير أنك تطلعي كده ؟! انتي ماخدتيش بالك الشباب كانت بتبصلك أزاي ؟!

انكمش حاجبيها في ضيق وقالت :-

_ ده لبسي يا وجيه من قبل ما اتجوزك وبعدين انا مش عريانة !!

من دقيقتين بس كنت عذراك في عصبيتك لكن انت ماهديتش حتى بعد ما فهمتك اللي حصل!!

نظر إليها ولاحظ فتحة الرداء التي اظهرت حيز من عنقها وهذا ما جعل الدماء تغلي بعروقه أكثر وقال :-

_ قبل جوازنا ماليش علاقة بيه ، ولما اتجوزنا جبتلك فساتين على ذوقي استنيت تفهمي أني مش راضي عن لبسك ومش حابب أنك تلبسي كده وجبتلك اللي على الأقل اقدر اتقبل أنك تخرجي بيه وماحبتش احرجك واضايقك بكلمة ، راعيت مشاعرك لأقصى حد ، حتى النهاردة لما اخترتي فستان من اللي انتي جبتيه معترضتش لأنك لبستي الفورير عليه لكن المنظر ده عمري ما هقبله ولا هسمحلك تكرريها تاني...

ادمعت عينيها وهي تنظر له وقالت :- أنت مش واثق فيا ؟!

جعلته جملتها يتقد غضبا أكثر....مابها أصبحت غبية لهذه الدرجة !! ما علاقة هذا بذاك !!

أجاب بعصبية وهو يقود السيارة مجدداً :-

_ طب افرضي انك خرجتي ولقتيني برقص مع اي واحدة من الموجودين في الحفلة كمجاملة ، او حتى بتكلم معاها على انفراد وكلامنا عادي في الشغل ماكنتيش هتغيري ؟! هل ده معناه أنك مش واثقة فيا ؟! انا بحترمك وبراعي مشاعرك في ادق التفاصيل لكن أنتي اتصرفتي من غير ماتفكري فيا ومفكرتيش لحظة واحدة أني ممكن اضايق !!

هل لأني مش عايز حاجة من جسمك تبان ابقى مش واثق فيكي ؟! انا فكرت كتير اكلمك عن الحجاب لكن اجلت الموضوع شوية عشان محسسكيش انك مجبورة على حاجة ، للأسف يا للي رغم أننا قدرنا نكون مع بعض وعدينا صعوبات كتير بس أنتي لسه مش فهماني ولا عارفة اللي بيضايقني...


اختنقت الكلمات بحلقها...ليس لشعورها بالظلم فيبدو أنه محق فيما قاله ولكن لوغزة الالم التي الحقت بقلبها من اتهامه الآخير...عاد الصمت مثقل مرة أخرى بينهما وهو يقود السيارة بنظرات صامته منفعلة...

******


وقفت الكلمات بحلقه !! أين هو ؟! اهذا حلم أم أنه يتوهم لبضع ثوان ؟! هل القلب أصبح ينشب احلام يقظة أمام عينيه ويغمر واقعه لها ليقع بهذا البرزخ ؟!

ام هذا حقيقة واضحة بين ذراعيه ؟! لم يدرك أنها شبه فاقدة الوعي فابتلع ريقه ودقات قلبه تسرع بجنون...تلعثم حتى تمتمت سما اسمه بخفوت وهي تتشبث بياقة سترته حتى لا تسقط فاقدة الوعي تماما...كأنها الغريق التي يتشبث بالقشة...

ظنها سقطت برغبتها على قلبه ، تفاجئ من فعلتها ، ابتسم قلبه بسعادة للقرب ، اخفض رأسه لينظر لرأسها على صدره ويدها المتشبثة بسترته ، عينيها المغمضة وشفتيها التي تردد اسمه ، ارتبك من رغبة جامحة لأول مرة يشعر بها نحو إمرأة !

ارتبك من لهفة القلب لعناقها !

ارتبك لأن رأسها لامس موضع سكونها في قلبه الذي يصرخ معترفا بالعشق...

تمتمت اسمه مجددا وهي تائهة بعالم آخر من التيهة واللاوعي بينما هذا جعله يبتسم ببطء ، فهذا سكنها ، وهو من ستكن له ، قال دون إرادة منه :-

_ سما...خليكي معايا ، اوعي تبعدي عني انا مجنون بيكي

سقطت من بين ذراعيه فاقدة الوعي تماماً....

تجمد للحظات محاولا استيعاب ما تراه عينيه ، جسدها ملقى على الأرض دون حركة !!

انتفض قلبه وانحنى محاولا افاقتها بنظرات خائفة :-

_ فوقي يا سما ، سماااااا

وقف يلتفت حوله وشعر بعجز تام في ميل فكره ، ماذا يفعل ؟! كأن طفل يختبر كتابة الأحرف الأولى!!

انتبه لكوب من الماء على طاولة قريبة فأخذه سريعا وبدأ ينقط بضع قطرات منه على وجهها ، كانت تحرك جفنيها بشكل منزعج ، لا يبدو أنها اغماءة ولكن حالتها تدعو للقلق... حملها على ذراعيه ووضعها على الأريكة...ثم اقترب من الباب ليأت بقريبته "الدكتورة عايدة " ولكن توقف ، فأن خرج من الباب ربما يلاحظ أحد ، خرج سريعا من الشرفة مثلما أتى حتى يخبرها وتأت لتسعف تلك الفاقدة للوعي....

******

دلفت شاهندة لغرفة بالطابق الثاني للفيلا وهي تتسلل حتى لا يراها احد ، فتحت باب الغرفة لتلتقي بوجه "كاريمان " المبتسم...

اغلقت شاهندة الباب بعدما دخلت الغرفة ثم استدارت لكاريمان قائلة :-

_ هجيبهولك لحد هنا وتعملي اللي اتفقنا عليه ، وماتنسيش أنك انتي اللي جيتيلي عشان نلعب اللعبة دي على جاسر يعني أي غدر المعبد هيتهد على دماغك أنتي مش أنا

اتسعت ابتسامة كاريمان بمكر وقالت :-

_ خالد اللي وصلني ليكي ، المهم دلوقتي تبعتيلي جاسر ومالكيش دعوة بحاجة ، أنا هاخد منه اللي عايزاه...

اومأت شاهندة رأسها مع نظرات متفحصة لكاريمان وقالت بتحذير :-

_ بس ما تاخديش راحتك أوي اظن أنتي فهماني ، أنا بس عايزة اعترافه بعلاقته بيكي صوت وصورة ، عشان ميقدرش يتكلم ساعتها....

كاريمان بسخرية :- البت اللي خطبها يظهر مسيطرة ، ده مش بيرد حتى على تليفوناتي بعد آخر مرة شوفته فيها !! على العموم أنا هنفذ مهمتي وهمشي ، الفيديو بقى هسيبهولك هنا...

شاهندة :- اوك

خرجت شاهندة من الغرفة سريعا هبوطا للطابق الأسفل...

*******

همست حميدة لجميلة وهما يقفون في جمع وقالت :-

_ بت يا جميلة ، سمكة راحت فين ؟! احنا تهنا في الزحمة لما العروسة جت وبعدها ما شوفتهاش تاني !!

التفتتت جميلة حولها بحثا وقالت بقلق :-

_ انا فعلا لاحظت ده ودورت عليها مالقيتهاش !! هروح اشوفها برا في العربية ولا لأ يمكن استنيتنا برا !!

قالت جميلة لجاسر شيء سريعا ثم خرجت من الفيلا بحثا عن سما....

أتت احدى الخادمات حتى مكان جاسر وقالت له :-

_ دكتور وفيق مستني حضرتك في مكتبه فوق

تعجب جاسر من ذلك !! فأي شيء يريد قريب العائلة "الدكتور وفيق" التحدث معه الآن ومن المفترض ان اليوم عرس ابنته !!

اومأ جاسر رأسه بالموافقة وذهب لمقابلته بالطابق الثاني في مكتبه الخاص....

راقبت شاهندة هذا من بعيد وغمزت للخادمة بتمام الأمر ثم لاحظت خروج جميلة من الفيلا..ذهبت خلفها سريعا واغتنمت هذه الفرصة التي أتت على طبق من ذهب ، فإذا حدث ما خططت له ستضرب عصفورين بحجر واحد!!

*****

جذب آسر يد السيدة الخمسينية من يدها لتقل عايدة بدهشة :-

_ في ايه بس قولي يا آسر ؟!

وقف آسر عند باب الشرفة الذي خرج منها وقال بقلق يعتصر بمقلتيه:-

_ في بنت اغمى عليها ولازم تشوفيها حالا

اقتربت عايدة من الاريكة لترى الفتاة الممدة عليها ويبدو وكأنها نائمة....تساءلت بدهشة :- مين دي ؟! اول مرة اشوفها ؟!

شعر آسر ببعض الغيظ واجابها حيث علمت عايدة هوية الفتاة ومدى قربها من عائلة الزيان ، تذكرت فجأة افصاح ابنتها عن مخطط فادركت أن خلف ما يحدث ربما تكن ابنتها "شاهندة" قالت بغموض :- طب ابعتلي شاهندة لو سمحت على ما أشوف البنت فيها ايه !

هز آسر رأسه وخرج من الشرفة بحثا عن شاهندة....مر بالحديقة حتى ترآى له بوابة الفيلا الاساسية ولكنه تفاجئ بظهور شاهندة وهى تتسلل بحذر وكأنها تراقب أحدهم....اقترب لها سريعا ولم يركز على تصرفها المريب لتصطدم شاهندة وتشهق فزعة عند رؤيته...قالت وقد شحب وجهها :- يخربيتك خضتني !!

قال آسر سريعا دون جدال :-

_ ولدتك عايزاكي فورا في الاوضة اللي على البسين ، روحيلها دلوقتي حالا...

اغتاظت شاهندة وقالت :- طيب ماشي هروحلها ، ارجع انت الحفلة بقى...

وقف آسر حائرا فهتفت به شاهندة بغيظ :- واقف كده ليه ؟!!

نظرت له بضيق حتى ابتعدت عنه متوجهة للغرفة المطلة على الحديقة وهي تتلفظ الشتائم بخفوت....

تنهد آسر بحيرة وقلق ، يبدو أن لهفته واضحة وظاهرة حد الشك...ماذا يفعل ؟!

******

اطرق جاسر باب المكتب حتى اتاه صوت لم يستطع الانتباه له الا عندما فتحت كاريمان باب المكتب من الداخل ثم وعلى حين غرة جذبته للداخل واغلقت الباب بالمفتاح....

اتسعت عينيه بصدمة فهذا حدث بأقل من دقيقة ولم يستطع الاستيعاب أن تلك العاهرة توجد هنا !!

استدارت كاريمان له بنظرات مثيرة ومتطلبة بردائها الفاضح القصير الخاص بالسهرات بالملاهي الليلية....

قال بذهول :- أنتي هنا بتعملي ايه ؟! وأزاي وصلتي لهنا اصلا ومين دخلك ؟!

اقتربت له بلهفة ورفعت يديها لعنقها بلمسات تعرف أنها تثير أي رجل وقالت بصوت هامس :-

_ عشان تعرف أني لما بحب اقدر اوصل للي بحبه لو حتى في آخر الدنيا ، ينفع كده يا قاسي ماتردش على مكالماتي خالص ؟! استنيت تجيلي أو تتصل حتى لكن وكأنك نسيتني !!

ضيق جاسر عينيه بعنف فوضعت كاريمان اصبعها على فمه بحركة مثيرة وقالت بنظرة حذرة :-

_ خليك فاكر اللي قولتهولك آخر مرة ماتحاولش تزعلني منك !

تذكر جاسر تهديد بفضح امره للجميع ، ويعرف انها تستطيع ذلك دون أن يرف لها جفن !

تحكم بغضبه وقال بثبات :- جيتي هنا ليه يا كاريمان ؟! كنا هنتقابل قريب ليه استعجلتي ؟!

لفت يديها كالثعبان حول رقبته وقالت بقرب عينيه :- عشان وحشتني

ابتلع جاسر ريقه بصعوبة وقد بدأ نفسه الأمارة بالسوء توسوس له وجاهد كي لا يعود لذلك المجون وبه شيء يجذبه بشدة لفعل ما تريده تلك العاهرة....

******

نظرت عايدة الى ابنتها بنظرة غاضبة وقالت :-

_ انتي اللي وراه اللي البنت دي فيه صح ؟! أنتي مش هتبطلي تصرفاتك دي ؟!

قالت شاهندة بحدة دون أي ندم بصوتها او بنظراتها :-

_ لو حصل اللي في دماغي هتشكريني... لو عايزة تفوقيها اتفضلي بس هكمل اللي بخططله سلاااام...

خرجت شاهندة سريعاً من الغرفة بينما وهي تخرج لمحت جميلة وهي تعود للفيلا مجددا فذهبت اليها وكأنها لا تعلم شيء....

تساءلت :- مالك شكلك قلقان كده ؟!

قالت جميلة بقلق :- سما مش لقياها خالص مش عارفة راحت فين ؟!

نظرت اليها شاهندة بمكر وقالت :- تقريبا لمحتها وهي مع صافي وطالعين فوق في الدور التاني ، تعالي ندور عليهم يمكن راحت تنضف الفستان...

شعرت جميلة بشيء غامض بالأمر ولكنها لم تتكهن بمدى شر هذه الفتاة إلى الآن...ذهبت معها حتى الطابق الثاني....

*****

أتت شيرين وهي الشقيقة الرابعة لسمر وشاهندة ونور....اقتربت من يوسف قائلة برجاء :-

_ ممكن لحظة يا يوسف ؟

نظرت حميدة له وهو يجيب موافقا بعفوية على شيرين :- ممكن طبعا يا شيري

اخذته شيرين على بُعد خطوات وقالت بتوسل :-

_ نور تعبانة أوي يا يوسف ، حاولت تنتحر تخيل !! ارجوك اطلع لها اوضتها واتكلم معاها شوية ، هي تقريبًا مش بتسمع كلام حد غيرك ، انا استأذنت من ماما ما تقلقش

صدم يوسف وقال :- تنتحر !! ليه ؟!

صمتت شيرين عن الاجابة فقال يوسف بصدق :-

_ طب تعالي معايا نروحلها

ذهب معها للطابق الثاني بينما ظلت حميدة تنظر له بنظرات مشتعلة من الغيرة والعصبية....

*******

وقفت شاهندة بأول الممر وقالت وهي تنظر لهاتفها:-

_ طب ثواني يا جميلة فوني بيرن ،هرد في ثواني ورجعالك ، خليكي هنا...أو اقولك روحي اوضة المكتب اللي هناك دي هي الوحيدة اللي ممكن صافي صاحبتي تفتحها

ابتعدت شاهندة سريعا بعدما أشارت لغرفة المكتب......

وقفت جميلة حائرة من امرها ، فهي بمكان غريب لا يصح أنها تفتح احد الغرف بتلك البساطة...ترددت في الخطوات ولكنها توجهت لغرفة المكتب....


حاولت كاريمان باستماته جذب جاسر لسير تفكيرها المشين بينما انقذ نفسه سريعا بأول الخطوات ولم يتابع فدفع يدها بعيدا وقال :-

_ امشي دلوقتي يا كريمان ، هتصل بيكي لما تعرفي اللي كلمتك عنه

اقتربت كاريمان بعناق وقالت بضيق:- أنت مكنتش كده ايه اللي غيرك ؟!!

نفض يدها عنه بجهاد النفس وقال متلعثما :- قلتلك هتصل بيكي

لم تتركه كاريمان وشأنه فابتعد عنها بعصبية وخرج من الغرفة ليصطدم بوجه جميلة....

تجمد جاسر بمكانه من الصدمة ، آخر شيء تمنى أن يراه الآن هي !!

جف ريقه من رؤيتها أمامه بعدما كان بين ذراعي امرأة أخرى منذ قليل ، لم يضعف تماما ولكنه ضعف قليلا....تفاجئت جميلة بعض الشيء وقالت باعتذار :-

_ أنا اسفة...انا جيت ادور على سما هنا وشاهندة كانت معايا والله

لم ينتبه جاسر لما قالته جميلة بل كان يتوجس من الذي تحاول فتح الباب من الداخل وشعر بذلك لأنه يتمسك بمقبض الباب ،حمد لله أنها لم تصدر صوت....ولكن ذلك سيحدث بالتأكيد...

جذب جميلة من يدها واسرع بخطوات واسعة الى روف قريب من الغرف ويطل على الحديقة.....

اعترضت جميلة بصياح وهتفت :- جاااسر واخدني فين ؟!!

لم يسمعها بينما حمد صياحها الذي لم يجعلها تنتبه لصوت فتح الباب وهروج تلك العاهرة التي شاهدت المشهد خلفهم بسخرية وحقد....

دفع جاسر جميلة للروف حتى لا تنتبه للممر ولا ترى تلك الكريهة وهي ترحل....

حاولت جميلة أن تذهب بنظرات غاضبة ولكنه اعترض طريقها ونظرته على الممر خلفها....

هتفت جميلة بغضب :- انت ازاي تسمح لنفسك تتعامل معايا كده !! كنت فكراك اتغيرت لكن كنت غلطانة !!

ظل جاسر يسلط نظرته على الممر حتى تنفس الصعداء عندما اختفت كاريمان تماما وعاد ينظر الي جميلة بأسف ولكنها لم تتقبل منه أي أسف وتركته....سارت بالممر الجانبي بخطوات سريعة وملامح مقطتبة غاضبة حتى انتبهت لباب المكتب وهو مفتوح !!

كان مغلق منذ لحظات !! اوقفتها تلك الملاحظة حتى رات ظل لأشخاص يأتي من اتجاه السلم....تفاجئت بيده وهو يجذبها داخل المكتب ويغلق بابه عليهما....اشار جاسر لها لتصمت وقال :-

_ لو حد شافنا احنا الاتنين هنا شكلنا هيبقى وحش وانا مش عايز حد يتكلم عليكي...

كادت لتصيح به حتى وضع يده على فمها لتصمت وقال :-

_ اسكتي بقى

مرت لحظات حتى انتبه لصوت باب غرفة أخرى يغلق فتنفس الصعداء مرة أخرى ثم عاد ينظر لها.....

لم ينتبه لقربه منها إلى الآن...بهذا المكان الذي كاد ان يفقد فيه صوابه منذ لحظات مع تلك العاهرة...ضغط يده على شفتيها أثاره فدفعت يداه بعصبية وهتفت به ولكنه كان ينظر لها ولا يعي شيء سوى ما سولت اليه نفسه....ربما استطاع بكفاح أن يبتعد عن تلك العاهرة ولكن يشتاق أن يأخذ حبيبته بين ذراعيه وذلك بسبب ما اضعفته به كاريمان من قوة يجابه بها ضعفه أمام رغباته.....

اقترب لها بنظرة خطرة جعلتها تتوقف عن الصياح وشعرت بخطر حقيقي ، اقتربت من الباب لتفتحه بينما اوقفها ونظر لثغرها بشوق......اتسعت عين جميلة بصدمة من تصرفه...

لأول مرة لم تراه حبيبا بل وكأنه مغتصب يقف أمامها...وعندما كاد أن يقترب اكثر مغلقا عليها طريق الهروب من الباب ركضت للنافذة وهتفت بدموع منهمرة :-

_ لو قربتلي هرمي نفسي من الشباك وهوديك في داهية ...

ايقظه قولها من البئر الذي كاد أن يغرق به ورفع يده باعتذار حقيقي قائلا :- جميلة...ارجوكي...أنا أسف ، مش عارف حصلي ايه بس فعلًا أنـا ....

قاطعته والقت الدبلة بوجهه وصرخت ببكاء :- مش عايزة أشوف وشك تاني

توجهت الى الباب ولكنه وضع يده عليه كي لا تستطع فتحه قبل أن يتحدث ...قال بتوسل :-

_أنتي وعدتيني أنك مش هاتسبيني ، ابوس ايدك خليكي جانبي ، اقسم بالله انا ما كنت في وعيي

صرخت باكية :- ليه مسطول ولا شارب حاجة ؟!

قال مرتبكا تائهـًا :- مش عارف اشرحلك ، بس أنا محتاجلك ، احنا لازم نتجوز باسرع وقت

قالت بألم :- كنت بحاول احسن نظرتي ليك بس هديت كل اللي بعمله ، أنت ما تستحقنيش ، أنت أخرك واحدة من اللي بتعرفهم ...انسى أنك في يوم قابلتني وعرفتني وخليك مع اللي شبهك وهيفرحوا أوي بأخلاقك دي...

فتحت جميلة باب المكتب وكأنها تهرب من الجحيم...ركضت باكية بعدما قررت قطع هذا الرابط بينها وبينه إلى الأبد...

مرر جاسر يده على شعره بزفرة حارة ملأت رئتيه من الضيق والغضب وقال :- يا كاريمان يابنت الــ ، أنتي السبب في اللي هبتته وربنا يستر في اللي جاي...

خرج من المكتب محاولا استعادت هدوئه بقدر الإمكان وهو يعلم أنه على شفا أن يقيم حرب حتى تعود حبيبته إليه...

******

بعدما دلفت شيرين مع يوسف لغرفة شقيقتها "نور" والتي كانت بجوار غرفة المكتب حاولت أن تيقظ نور بقدر المستطاع ولكن نور لم تستجيب الا عندما تحدث يوسف قائلا :-

_ الف سلامة عليكي يا نور

فتحت عينيها التي امتلأت بالدموع ونظرت له عاتبة ثم اجهشت بالبكاء...ضمتها شقيقتها شيرين بحنان لتقل نور بصوت بالكاد خرج :- سبيني مع يوسف

لم يكن أمام شيرين الا ان تطيعها فوافقت وخرجت من الغرفة...نهضت نور بجسد متعب يكاد يسقط من فرط الوهن والمرض حتى سقطت على صدر يوسف باكية بقوة وهي تتمسك به لتقل بنحيب :-

_ سبتني ليه ،وبعدت عني ليه أنت عارف أني ماليش غيرك

لهذا السبب ابتعد يوسف عنها...

كان يساعدها كشقيقة صغرى له ولكنه لاحظ أن موقفه قد ترجم خطأ منها ومن أسرتها بالكامل فأبتعد تمامًا....قال وهو يربت على كتفها مجبرا :-

_ نور اهدي...انا مابعدتش ، بس...

رفعت نظرتها لعينيه وقالت بتوسل وعينيها مليئة بالدموع :-

_ وحياة أغلى حاجة عندك ماتبعدش عني ، أنا بموت من غيرك ، كلهم بعيد عني...طول عمرهم وهما بعيد عني وسايبني ، أنت اللي خدتهم مكانهم كلهم وبقيت اغلى حد في حياتي...هونت عليك يا يوسف تسيبني وتبقى عارف أني مريضة وما تسألش عني حتى بالتليفون ؟! أنا زعلانة منك اوي...

بدا الاسف والضيق على سيماه حتى تراجعت بضمة قوية وقالت بقوة :- لأ مش زعلانة ، مش مهم اللي فات ، المهم أنك هنا جانبي

يوسف بحيرة تملأ عينيه وقد ضاق من قربها هذا :-

_ نور عشان خاطري اهدي ، أنتي عارفة أنك بالنسبالي أختي الصغيرة.

انتفض جسدها ببكاء وهي تتمسك به أكثر واعترضت بقوة :-

_ لو قلت كده تاني هموت نفسي ، أنا غالية عندك وبتحبني ، قولهالي ولو مرة واحدة....ماتسبنيش اموت وتمشي

يوسف بضيق :- يا نور !

قاطعته بنظرة نارية وتهديد :-

_ قول أنك بتحبني وهتفضل جانبي وإلا هموت نفسي

نظر يوسف بعجز تام عن الاعتراض ، فضل الصمت ولكنها لم ترضى حتى بالصمت....أشارت له ليقل ما أرادته ويبدو أنها في نوبة هوس.....

قال مرغما حتى تهدأ :- أنتي عارفة أنك غالية عندي وبحبك وهفضل جانبك بس بحبك ....

_يوسف !!

اتسعت عين يوسف بصدمة واستدار حتى اتجاه الباب ليصطدم بحميدة التي تقف وخلفها شيرين وشاهندة.....نظرت له حميدة بأعين دامعة لآواخر الحديث ولقرب هذه الفتاة منه ولم يبدي اعتراض لذلك....حرك يوسف شفتيه بتمتمة خافته فقد اختنق صوته من الصدمة....تمسكت نور به وضمته بقوة هاتفة بتحدي :-

_ يوسف بيحبني أنا وهيتجوزني أنا ، أهلي كانوا معترضين بس هخليهم يوافقوا...

سقطت دمعة من عين حميدة وهي تنظر بخذلان وبقهر الى يوسف ، انتفض قلبه ودفع نور بعيدا وركض اليها قائلا بدفاع :-

_ هتصدقيني ولا هتكدبيني وتصدقي واحدة أول مرة تشوفيها ؟!

ابتلعت حميدة ريقها بمرارة وظلت لدقيقة صامته ثم قالت :-

_ لو قلت أنت عايز مين هصدقك

قال يوسف بمنتهى الصدق :- قسما بالله قلبي ما دق غير ليكي أنتي يا اجمل انسانة في الدنيا ، قسما بالله ما فكرت في بنت غيرك أنتي ولا شوفت أن هيكون ليا ولاد غير منك...أنا بحبك أنتي وأي حاجة غير كده كدب ومش حقيقي...

نور أختي الصغيرة وبحبها كأخت لا اكتر ولا أقل...

نظرت حميدة لوجه نور الذي أصبح شاحبا كالأموات...لم تبدي اعتراضا ،لم تكذبه...لو كانت واثقة منه لم صمتت هكذا !

نظرت ليوسف قائلة وهي تمسح عينيها :- انا مصدقاك

ابتسم يوسف براحة وقال :- كنت عارف ، أنا بثق فيكي اكتر من نفسي....

نظر لنور قائلا بأسف :- انا مش زعلان منك يانور ومقدر حالتك ،هاجي ازورك أنا وحميدة لأنها قريب هتبقى مراتي .....

قالت حميدة بجدية :- ممكن اتكلم معاك شوية يا يوسف

هز رأسه بموافقة وخرج سريعا من غرفة نور ومعه حميدة التي وكأنها لم تخرج بعد من الصدمة !!!

*******

فاقت سما بعض الشيء بينما وقف آسر يراقب حركة جفنيها....قالت الدكتورة عايدة بهدوء :-

_ مافيهاش حاجة ، تلاقيها بس مأكلتش من الصبح...هتفوق بعد شوية وتقدر تقف على رجليها...

تطلع بها آسر شارداّ...بينما وقفت عايدة قائلة :-

_ البنت بتفوق ، انا هرجع بقى الحفلة...

خرجت عايدة من الغرفة فأقترب آسر من سما قائلا بحيرة وألم :-

_ هتعملي فيا ايه تاني ؟! حتى لما جيت أقول اللي جوايا مكنتيش سامعة !!

********

بقصر كبير تابع لأحد الأثرياء المشهورين في سوق المال......

دلف الخادم بمغلف الى غرفة الصالون الكبيرة المليئة بالأثاث الراقي.....

وضعت إمرأة في العقد الثالث من عمرها مجلة من يدها على الطاولة وكادت أن ترفع فنجان قهوتها حتى لاحظت قدوم الخادم بذاك المغلف....قال الخادم برسمية :-

_ الظرف ده حد سابه مع حرس البوابة ومشي ، بس اللي سابه اكد أنه لحضرتك....

رفعت "چين" أحد حاجبيها المقوس برسمة دقيقة واخذت منه المغلف بتعجب ...قالت :- أنت متأكد أن الظرف ده ليا؟!

اومأ الخادم رأسه بتأكيد ثم أشارت له بالأنصراف....

قبل أن تهم چين بفتح المغلف اتاها اتصال مفاجئ على هاتفها المُلقى بجانبها...رفعت الهاتف وابتسمت وهي تجيب :-

_ حبيبي وحشتني موووت ، هتوصل امتى بقى ؟!

أجاب زوجها "راشد" عليها قائلا :-

_ مش أقل من شهرين للأسف ، أنتي عارفة الشغل حتى اسألي أخوكي...ما احنا شركا في كل حاجة

قالت "چين" بابتسامة واسعة :- اللي مطمني اصلا أنه معاك ، أصلي عرفاك ، المهم توصل بالسلامة

تحدثت لمدة دقيقتين ثم انتهى الاتصال....نظرت للمغلف مرة أخرى وهمت بفتحه لتجد ورقة كبيرة ويبدو أن كاتبها استفاض في الحديث رغم أن الكلمات تبدو مطبوعة أيضا وليس بخط اليد...

( چين....دلوقتي بس أقدر اقولك حبيبتي وانا مش خايف من راشد ولا من أخوكي اللي انتي عارفة كويس أنهم عكس اللي بيظهروا بيه وانهم في الأصل " عصابة ومجرمين"

لما توصلك الرسالة دي هكون خلاص مت...انا سيبت وصيتي عند محامي وموصي انها تتفتح وراشد موجود ، بس اللي متأكد منه أن راشد بمجرد ما ينفذ اللي قلت عليه هيعمل اللي كان عايزه من اول مرة شاف طليقتي "للي"

اكيد أنتي عارفة انها كانت عجباه وتهديدك ليه هو اللي بعده عنها ، للي هتطلق من اللي اتجوزته وانا متأكد أن راشد مش هيسيبها في حالها....بعد ما كتبت وصيتي حسبت كل النتايج ولقيت أنك ممكن يتغدر بيكي وانتي مش حاسة....وان كنت أنا غدرت بالعالم كله بس عندك ومقدرتش اكمل خطوة واحدة....خدي بالك من راشد الفترة الجاية عشان ممكن تتفاجئ انك مابقاش ليكي وجود في حياته...وخلي بالك من حاجة مهمة ....أنه قبل ما يغدر بيكي هيغدر بأخوكي عشان محدش يوقفله...راشد ممكن يبيع ابوه عشان مصلحته....المخلص ليكي دايمًا....حسام عزام )


تسمرت نظرة چين لدقيقة في صدمة....دفعت المغلف من يدها بكره وقالت :- مخلص ؟!! حتى وأنت عارف انك هتموت بتكدب ؟!انا عارفة الاعيبك يا حسام ...أنت كنت عارف انك ميت ميت فقتلت نفسك ،وعارف أن مفتاح دمار راشد وأخويا هو أنا...وأن كنت مش مكدباك أن راشد خاين ولازم اخلي بالي لءن واضح أن اللي جاي مش سهل !!

******

انتقضت سما من مكانها عندما رأته يقف مستندا على الحائط بانتظارها....قالت بقلق وجسدها ينتفض :-

_ في ايه ؟! حصلي ايه ؟!

تنهد آسر وقال بلطف :- اغمى عليكي ، مش عارف السبب بس طنط عايدة قدرت تفوقك ، ما تقلقيش محدش حس بحاجة

لم تعرف سما من هي "عايدة" ولكنها وقفت رغم موجة الدوار التي تعصف برأسها وقالت :- انا عايزة امشي

قال آسر برفض :- هتطلعي وانتي كده قدام الناس ؟! شكلك زي ما تكوني سكرانة ؟!

زمت شفتيها بضيق والتفتت الى الشرفة وقالت :- هخرج من هنا ، سيبيني في حالي بقى

منعها من الخروج واغلق باب الشرفة بقوة ثم استدار لها هاتفا بعصبية:-

_ مش قبل ما أقول اللي المفروض كنتي تسمعيه

هتفت بعصبية :- مش عايزة اسمعك!!

صاح بغضب:- هتسمعيني غصب عنك ، عقدك لسه ما خلصش معايا ، انتي لازم على الأقل تفضلي في المكتب لحد ما الاقي بديل !!

ضيقت عينيها بشدة من ضغطه لبقائها فقال بمكر :-

_ أنتي ليه خايفة ترجعي تشتغلي معايا ؟!

قالت دون تفكير :- قدامك اسبوع تلاقي فيه حد غيري ، استاذ خالد قال يومين بس أنا هعمل بأصلي وهديك أسبوع وبعد الأسبوع مش هتشوفني في مكتبك تاني...

ثارت ثورته وتطاير من عينيه الشرر وهتف :-

_ ملهوفة أوي تشتغلي مع خالد ؟! لو اشتغلتي مع خالد يومين بس هتعرفي قيمتي !! لكن أنا مش هسمحلك اصلا أنك تشتغلي مع واحد زي ده !!

هتفت بغضب :- وأنت مين تسمحلي أو ما تسمحليش ؟! ده قراري أنا وبس وأنت اخرك معايا الاسبوع ده وده اصلا عشان صلة القرابة اللي بقت ما بينا يعني مش لسواد عنيك !!

أشار لها بتحذير:- ما تكلمنيش بالنبرة دي وهتسمعي كلامي غصب عنك وبعدين انا عنيا مش سودا....عسلية !!

سما بغيظ:- أنت مستفز !

آسر بعصبية:- وأنتي عنيدة ولسانك طويل !!

ضمت مرفقيها حولها وقالت :- أنت مش طلبت وقت عشان تلاقي بديل ؟ اديتهولك...عايز ايه تاني ؟!

رد آسر بقوة دون حسبان:- عايزك انتي

شهقت سما وانعقد صوتها من الصدمة فصصحح بارتباك :- عايزك تشتغلي معايا ، ماتبقيش عنيدة وغبية كمان ؟!

رمته بنظرة غاضبة وهي تفتح باب الشرفة وقالت جملتها الاخيرة :- آخر معرفتي بيك هو الاسبوع ده وبعدها اعتقد أني مش هفتكر شكلك اصلا...

خرجت من الشرفة بحثا عن مخرج لخارج الفيلا.....

*****

بقصر الزيان....

بخطوة عصبية فتح وجيه باب غرفته الخاصة....وبخطوات سريعة أيضا دلف للداخل وبدأ يفك رباط العنق بعصبية...

دلفت للي بنظرات جانبية له ، أصبحت عصبيتها أقل من شعور الاعتذار بداخلها فهي تعرف أنها مخطئة أيضا....

خلغت سترته من كتفيها ووضعتها برفق على الفراش وهي تختلس النظرات اليـه...

دفع وجيه رباط عنقه على ظهر المقعد وبدأ يفك أزارا قميصه بنظرات عصبية....

قالت بصوت يرتعش :- وجيه

رد بحدة دون ان يلتفت لها :- عايزة ايه ؟!

للي :- ممكن تبصلي ؟

تنفس بحدة حتى ترك أزرار قميصه ونظر لها بضيق....نظرت له بأعتذار وركضت الى صدره باكية....لفت يديها حول عنقه وقالت :-

_ يمكن انا غلطت بس مكنش قصدي ، اكيد مش هقصد أضايقك ، أنا أسفة والله ما أقصد...هتفضل زعلان كده كتير ؟

شدد يده على خصرها وهمس بأذنها معاتبا :-

_ بيهمك زعلي أوي ؟

هزت رأسها بالايجاب وقالت :- مابقاش يهمني في الدنيا غيرك اصلا ، اكتر حاجة زعلتني لما قولت أني لسه مش فهماك ....انا اتصرفت بعفوية زي ما بتصرف على طول بس مش بقصد ابدا اني اضايقك ، وليك حق تزعل من لبسي ومش هلبس مفتوح كده تاني بس لما تزعل مني تاني فهمني براحة عشان انا مابقتش حمل دموع تاني...


قبل خدها بحنان وقال معتذرا بضمة قوية :- حقك عليا ماتزعليش مني ، انا برضو اتعصبت بس اتعصبت عشان ماطقتش العيون وهي بصالك ، انا بس اللي ابصلك

ابتسم بمكر وهو يقول جملته الأخيرة حتى ابتسمت بخجل وهي تمسح دموع عينيها ووضعت رأسها على صدره بضمة قوية اتت من كلاهما.....

قالت مبتسمة:- بس بصراحة كنت مبسوطة وأنت غيران

كتمت ضحكتها بصدره فاتسعت ابتسامته وقال :- مش بقولك شقية !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة