-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل التاسع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل التاسع

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل التاسع

 _مكنتش أعرف أن يهمك أمري للدرجادي..حقك عليا

بترت كلمتين جميع سطور الألم بمقلتيها..كسفت الدموع وتبقت اللمعة المتلألأة بمؤق العين..أكان يجب أن يبتسم بحنان وهو يقل ذلك؟! القلب إليه وعليه..يا دقة خرجت عن مسارها وخلخلت إتزان القلب المعذب بوحدته لسنوات..تشع عيناه دفء وتشع عيناها حياء فأكتملت لوحة العشق لآدم وحواء..

ابتسمت..تهربت من عيناه..ابتسمت..بأنفاس تتلاحق من طيف ابتسامته..كأن الليل يدعوهم للسير تحت سحره..فسارا بطريق الحديقة المزهرة..يا الله ما به قلبها؟! أم أن إئتلاف القلوب قدرٍ مكتوب..كأنها مراهقة ذي الجدائل تسير وهي تتمنى أن لا ينتهي الطريق برفقة من تحب..الأمير الأربعيني..

كأنه أبقى ابتسامته إليها فقط!! لم تزر ملامحه العبوس برفقتها ، قال وكأنه يحدث نفسه:-

_ من سنين كتير ، تقريبٌا عمري وقتها كان ٢٧سنة..كنت خاطب

طيف إمرأة بالماض عكر صفو اللقاء ،اكان عليه ذكرها ؟ أم تذكرها رغما؟ قــــالت بوجوم :- كنت بتحبها؟

سومها بنظرة جانبية سريعة ، سرق من عيناها بيان الغيرة ، يتصيد مشاعرها وهي تعترف بخفاء!! ما أخطر من رجل يستطيع ترجمة مشاعر الأنثى..أجاب بصدق بعدما ظل دقيقة صامتاً:-

_ عشان اكون صريح وواقعي..هعترف أني كنت بحبها ، وقتها

وقفت "للي" فجأة وتطلعت اليه بسيل من الضيق والحيرة من إجابته فتساءلت:- يعني إيه وقتها؟!

تحركت عيناه على وجهها بطيف تسلية من عصبيتها وقال بجدية:- يعني كل عمر وليه دقاته..اوعي تفتكري أن القلب مالوش سن! ليه

للي بتعجب:- القلب خارج نطاق الزمن

تعمق وجيه بنظرته لعيناها وكأنه ينقشها بين كلماته فقال:- بس مش خارج نطاق التجربة والأيام..حبيتها في العشرين بس بقت غريبة في الأربعين وكأنها ما مرتش على قلبي بيوم!!

سارت مجددا واخفت بسمة رفت على ثغرها ولكن هيهات ، كيف تخفي وهو سرق النبض اليه!! قالت للي أرادته يقل كل شيء:- كمل

أخذ من اجابتها المختصرة هدوئها ، وطمأنتها ، فتابع:- أخواتي الأربعة سافروا ، كل واحد بمراته ، سافروا يحلوا مشكلة لأخويا الكبير بس وهما راجعين الطيارة انفجرت بيهم وماتوا كلهم ، سابولي اربع اطفال اكبر واحد فيهم كان عنده ١٢ سنة ، اعتبرتهم ولادي بس خطيبتي أصرت تبعتهم مدرسة داخلية بعد ما نتجوز ، بالنسبالي ده كان مستحيل ، دول ولادي مقدرش ابعد عنهم ، فسخت الخطوبة مع أصرارها على قرارها..وكل شيء انتهى.

سرت رجفة الم لما قاله بينما طرحت سؤال كاف بعقلها، أم تراه بقلبها؟!..قالت:- وارتبطت بعدها؟

هز وجيه رأسه بنفي وأجاب بصدق:- بصراحة لأ ، وقتها حسيت أن كل مشاعري كانت زي برج على الرمل ، اتبنت بإحساس أشبه بالسذاجة ، عشان كده أنا مرتاح أننا مكملناش ، حبيتها شاب في العشرين بس ماهزتنيش في الأربعين!!

قالت للي بإهتمام خفي:- وإيه اللي ممكن يهز قلبك في الأربعين؟

تنهد وجيه ثم رمقها بمكر سريعاً وقال:- الطبيعة

انكمش حاجبيها بعدم فهم فقالت :- مش فاهمة ؟!

أجاب وجيه ببسمة طفيفة:-

_ الطبيعة يعني انسانة طبيعية ، رقتها صادقة ، حنيتها صادقة ، مشاعرها صادقة وواضحة ، مالهاش في شطرنج التلاعب بالمشاعر..عشان عشق الأربعيني ده أسطوري..

شعرت بلفحة برد ، لبست منبعثة من النسمات وانما من مشاعرها ، ابتسمت بشرد وهي تسير بالطريق برفقته..

****

باليوم التالي..استعد الفتيات صبيحة يوم الخميس للذهاب إلى العمل..بينما في أثناء خروجهم تفاجئوا بجاسر وهو يقف أمام السيارة ذات الإيطار المثقوب..كتمت جميلة ضحكتها وقالت:- البقاء لله

التفت له وهو على علم بكم الشماته التي تغمرها فقال:- ما تروحيش على المكتب ،روحي على الموقع

قالت بنبرة تظهر السخرية:- كنت هعمل كده عشان بكرة الجمعة أجازة العمال..هتعمل في المرحومة دي ايه؟!

قالتها وهي تضحك بينما قالت حميدة بأسف:- ما تزعلش ، أنا هقول لأبويا يرجعهالك عروسة ،اكيد عيال الحته اللي عملوا

تركتهم حميدة ودلفت للداخل تخبر أباها عن السيارة فخرج بذلك الوقت الثلاثي الشباب وكلا منهما يحدق بالسارة في صدمة ،تمتمت سما بعبوس وقالت:- يخربيت أي حاجة تزعلك يا أسورة

وكزتها رضوى بغيظ وقالت:- لمي نفسك على الصبح يابت

مطت سما شفتيها بضيق وقالت بهمس:- مابحبش أشوفه مكشر

نظر رعد للسيارة بعصبية وقال:- هروح شغلي أزاي دلوقتي؟! أنا ماروحتش امبارح بسبب العملا بتوعكوا ؟!!!

أشار له آسر ليهدأ وقال:- تاخد تاكسي مافيش مشكلة..

خرجت حميدة ومعها الأسطى سمعه بعدما أخبرته بالأمر فقال أسفا:- سيبوهالي وأنا هصلحها..

ابتعد جاسر بنفاذ صبر ورمق آسر ويوسف بنظرات غاضبة فقال يوسف :- تعالوا نشوف أي حاجة توصلنا للمكتب ونسيب العربية لعم سمعه..

***

مر خمسة عشر دقيقة...*بأحد الميكروباصات الشعبية*

جلس الأربع فتيات بالمقعد الأخير بالعربة بينما جلس الرباعي الشباب بقعد ما قبل الآخير المنفصل عن بعض بمساحة للمرور..قالت جميلة بخبث :- تعالوا يا بنات احكيلكوا حكاية الأرنب الحيران

رمقها الفتيات بتعجب فضحكت سما قائلة:- بقيتي هايفة أزاي كده ليه؟!

ابتسم آسر وحاول أن يخفي ابتسامته بينما تطلعت حميدة بدهشة لجميلة وهي على يقين أنها ليست بتلك السذاجة وانما بالأمر شيء خفي فقالت جميلة بقصد سماع جاسر :-

_كان في مرة أرنب بعضلات ، لكن دماغه اد النملة ، وكان بيشتغل عنده ناس كتير...

قالت سما بتعجب واندماج:- كان غني بقى !

وافقتها جميلة وتابعت بضحكة :- جه في مرة يا بنات وعربيته بــاظت ، معرفش يروح الشغل ، كان متغاظ

سما بأندماج:- وبعدين وبعدين ؟

نظر رعد لجاسر بضحكة مكتومة بينما اكفهر وجه جاسر وهو يتمتم بتوعد فأضافت جميلة :- كل ما يتغاظ اكتر كل ما الفراشة تضحك عليه اكتر واكتر ، كاااابسة

قال جاسر بسخرية:- فراشة من أي اتجاه !!

قالت سما ببراءة:- ليه الفراشة ما تقرصهوش الأرنب العبيط ده ؟

اجابت جميلة وهيتنظر لرأس جاسر ذي الشعر الأسود الكثيف بنعومة فائقة وقالت:- قريب أن شاء الله.

******

بغرفة "للي" بباريس..

وضعت سها فنجان قهوتها على المنضدة ، فقد أتت منذ ساعة تقريبًا وروت لها للي كل شيء فهي صديقتها المقربة فقالت سما مبتسمة :- وبعدين ؟ لما قالك كده قولتيله ايه؟

ارجعت للي ظهرها الى المقعد وقالت بنظرة حالمة:- هرب كلامي مني ، كل حاجة فيه مختلفة ، هدوئه ، وصوته ، ونظرته..الانسان ده مش طبيعي !!

سها بحيرة:- اعتقد حد بالشكل ده لما يقرر يرتبط مش هيفكر كتير ، ماحستيش بتلميحات ولا حاجة؟

للي بابتسامة:- حسيت أني في كل كلمة قالها ، بس هو تقيل ، من كلامه فهمت أنه بيدي لكل شيء حقه ، اكيد مش هيصارحني على طول..انا عايشة في حلم بيتحقق !

سها بقلق:- اللي مخوفني وجود حسام هنا ، طالما جه وراكي مخصوص يبقى مش بالسهل يسيبك في حالك ،خلي بالك من نفسك.

احتدت نظرات للي بعصبية وهتفت :-

_ وجاي ورايا ليه ؟ ما يسيبني بقى أعيش حياتي اللي ضيعيلي منها سنين !! منه لله

صدح صوت هاتف الغرفة فرفعت للي السماعة وقد تبدل ضيقها ظنا أن المتصل وجيه بينما كان موظف الاستقبال يخبرها بالأنجليزية أن هناك مكالمة على الأنتظار فوافقت للي على تحويل المكالمة اليها حتى انتظرت لدقيقة واتاها صوت حسام الكريه وهو يتوعد بشر:-

_ بقى بتتحديني يا للي؟! اوك وأنا قبلت التحدي..ما تفتكريش أن وجيه الزيان هيحميكي مني؟! أنا هعرف أزاي...

وضعت للي السماعة وانهت الأتصال بحركة عصبية وصاحت بأنفعال:- الحيوان لسه ليه عين يكلمني؟!

توترت عين سها وقالت:- مش قولتلك !! ربنا يستر ويبعده عنك..

*****


مرت عدة ساعات من اليوم..عادت جميلة للمكتب ظهرا بعدما باشرت مهمتها بموقع العمل وعادت..فتحتباب مكتب جاسر لتجده يتحدث بالهاتف وهو يبتسم ويبدو أنه يتحدث مع أحداهنّ ،جلست على المقعد التي اعتادت الجلوس عليه ليقل جاسر بقصد استفزازها:- تعرفي يا توتو ، أنا من ساعت ما سافرتي وعنيا ما شافتش أنثى غيرك ، كل اللي شوفتهم غفر

حاولت جميلة ان تتجاهل حديثه بينما استطاع بالفعل استفزازها فتابع ببسمة ماكرة:- عارفة مكتبي حاليًا هو نفسه أوضة نومي سابقاً..

جحظت جميلة عينيها خلف نظارتها الطبية وهبت واقفة بإرتباك وخجل ثم خرجت بخطوات سريعة للخارج فارتفعت ضحكت جاسر ثم انهى الأتصال سريعاً..

أتت جميلة بعد مرور دقائق فرمقها بابتسامة وتسلية ،جلست وتظاهرت بقراءة أحد الملفات ليقل وكأنه يحدث نفسه :- عارفة يا جميلة أن الأوضة صغرت أوي لما بقت مكتب !!

نادرا ما كان يناديها باسمها ولم تحب ذلك منه فتابع وهو يخفي ابتسامته:- سريري كان مكان ما أنتي قاعدة كده ، يعني أنتي دلوقتي تعتبري...

قاطعته بحدة :- استاذ جاسر!! انا ماليش علاقة المكتب كان ايه وبقى ايه ، ياريت نخلينا في شغلنا احسن..

تطلع اليها بعصبية وتمتم بغيظ..

*******

**بمكتب آسر**

تعمدت سما أن تريه أنها يعتمد عليها فظلت تعمل بجدية طيلة الساعات الماضية فرمقها آسر بتعجب فكانت لا تنفك عن طرح الأسئلة والتمتمة الغير مسموعة وقال:- ماخدتيش استراحة يعني!!

أجابت سما ولم ترفع عيناها عن جهاز اللاب توب :- قدامي لسه شغل ، هخلصه وهاخد استراحة..

نهض آسر من مقعده وتوجه اليها ثم رفع اللاب توب من أمامها قائلا بابتسامة:- خدي بريك وبعدين ارجعي اشتغلي ، الشغل مش هيطير

أشارت للجهاز بتفاجئ:- طب هكمل طيب!!

هز آسر رأسه بإعتراض:- قلت لأ ، اعملي اللي بقولك عليه

نهضت بابتسامة خجولة وقالت :- في ينسون وفي قهوة وفي سحلب...أشرب ايه؟

اتسعت ابتسامته وحقا هذه الفتاة تثيره للضحك وقال:- اللي يعجبك ياسما هو أنتي هتاكلي وتشربي على مزاجي!!

قالت بابتسامة:- لا يعني باخد رأيك ، مش أنا سكرتيرتك ؟

ضحك وظهرت اسنانه البيضاء فرمقته بدقة قلب تخفق بداخلها فقال آسر بضحكة :- أشربي ينسون

هزت رأسها بموافقة وهي تبتسم ثم ذهبت من أمامه بنظرات خجولة..قال مبتسما :- طفلة!!

*****

**بالأستقبال**

اخرجت حميدة ورقة من الطابعة الالكترونية التابعة للحاسب الألي ثم وضعتها بأحد الأوراق بينما تفاجئت بأحد العملا وهو يدلف للمكتب..رمقها بتفحص واقترب منها فتعجبت من مجيئه ورحبت به ليبدأ العميل استفساره عن احد الأشياء فأجابت حميدة بلطف:-

_ لما يوصل مستر يوسف تقدر تسأله في الموضوع ده ، هو هيوصل بعد دقايق..

قال الرجل بابتسامة:- شكرا لذوقك جدًا ، بس كده هضطر استناه على ما يوصل.

دلف يوسف للمكتب بعد دقائق وتعجب من وجود أحد العملاء الذي استفسره منه عن بعض الأشياء ثم رحل..التفت يوسف لحميدة متسائلا:- هو مش انا اتكلمت معاه آخر مرة وفهمته على كل شيء ؟! دي تاني مرة يجي فيها واقوله نفس الكلام!!

نظرت حميدة لحدته بالحديث وقالت:- وأنت بتزعقلي ليه وأنا مالي؟!

جلس يوسف بملامح عابسة ووضع الطعام امامه على المنضدة ، جذب الطعام اليه ولا زال العبوس قائم بتعابير وجهه فنهض بعصبية وقال :- وبيقولك يا انسة حميدة ليه هو مش أنتي اسمك حميدو؟! وربنا ما انا واكل

تركها وذهب مبتعدا لجهة المطبخ ، ظلت حميدة تنظر بجمود أمامها بمحاولة استيعاب حتى ظهرت ابتسامة على شفتيها بالتدريج ، ضحكت وهي تضع يدها على فمها وانتظرته حتى أتى بعد دقائق..رمقها بإنفعال حتى نهضت ووقفت أمامه قائلة وهي ترفع ايطار نظارتها بابتسامة :- طب أنت زعلان مني ليه دلوقتي ؟ ده أنت رفضت تاكل يوسف ودي كارثة!

الحقت جملتها بضحكة فزم شفتيه بغيظ وقال:- لأن شغل العملا معايا وأنتي سكرتيرتي المفروض ، يعني من نفسك كنتي قولتيله يكلمني أنا..

قالت بابتسامة وهدوء:- والله قلت كده وهو قال هيستناك..

هرب بنظرته بإتجاه آخر ثم قال بعصبية :- ماشي..أنا مش هسيب المكتب تاني

قال لتستفزه:- طب والأكل مين هيجيبه؟!

رفع حاجبيه بغيظ وأجاب:- هبعت عم مرزوق يجيبه

مر من جانبها وجلس بينما ودت لو تقفز ضاحكة...

*****

**بمكتب رعد**

انهت رضوى مناقشة المشروع الجديد والحسابات التفصيلية له ثم شعرت بالاجهاد فلا إراديا خلعت نظارتها لتمسح عيناها ، قال رعد وهو يعطيها الملف :- الملف ده ا.....

صمت مضيقا عيناها حتى ادركت رضوى الوضع وارتدت نظارتها بأسرع وقت ، الأمر لم يأخذ ثوانِ بينما ظن أنه توهم بشيء فعاد قائلا:- احنا كده خلصنا شغل النهاردة...همشي أنا بقى اخلص شغلي التاني..

التقط رعد حقية الكاميرا وأشار لها ملوحاً بالسلام وترك المكتب ، تنفست رضوى الصعداء وقالت :- مخدتش باله الحمد لله ، النظارة مغيرة شكلي مليون درجة..

*****

بعد مرور يوم العمل...بالمساء..

هذا المساء مر قلبهنّ بشيء من الإرتباك ، حتى جميلة بدأ شيء يغزو قلبها المحصن ضد الحب ، جلست على احد الأرائه بغرفة السطوح وقالت لنفسها سرا:-

_ أوعي العند ياخدك لمكان تاني يا جميلة ، ماتنكريش أن في حاجات فيه عجباكي ، وشداكي ، لكن ده دنيا تانية غيرك..خليكي بعيدة احسن..أنتي تستحقي احسن من كده

بينما ضمت سما أحد الوسائد وهي تدندن مقطوعة غنائية:-

_ كان يوم حبك اجمل صدفة يا آآآآسر ، لما قابلتك مرة صدفة يا آآآسر...ياللي جمالك اجمل صدفة..

قالت بصوت مسموع وهي تضع ساقٍ على ساق :- صمم أني اخد الاستراحة واروح اتغدى ، مهونتش عليه يا روحي

لم تعنفها حميدة هذه المرة بل كانت هائمة بعالمها الخاص وقالت :-

_ التنين حس بيا ، ده رفض ياكل من الغيرة..يوسفي

رمقتهم رضوى بضحكة عالية وقالت :-

_ كلكم بقيتوا سما الهبلة ليه كده ، انا هقف برا اشم هوا احسن

خرجت رضوى بضحكة ولم تنتبه لوجود أحدهم على السطوح المقابل ، لم تأخذ أي تحذير لإرتداء حجابها بل كانت ترتدي بجامة وردية ببنطال قصير..

وقف رعد يتأمل المكان حوله بتمعن تحت ضوء ر ، رفع الكاميرا عندما لمح احد الطيور يقف على سور عالي مواجه له..ثبت الكاميرا عليه ليجد ظل يقف بالقرب..تحركت عيناه للظل ليتفاجئ بفتاة تدلى ضوء القمر على شعرها البني القصير وبشرتها الخمرية..تمسرت عيناه وهو يحاول التقاط ملامحها بتقريب العدسة ولكن بعد المسافة اعاقه...ابتسم وهو يرى التفاتها بضحكتها العالية ويبدو أنها لم تراه بعد...

اقتربت رضوى من السور لتتجمد وهي ترى ذلك الذي يحمل كاميرا ويوجهها اليها ، لم يكن جدال في انه هو ..جف ريقها واسرعت تختبئ بأحد الصناديق الخشبية وحجب الظلام رؤيتها بعد ذلك..ابعد رعد الكاميرا عن عيناه بغيظ وقال:- راحت فين؟! ومين دي؟

راقبته رضوى من بعيد وهي تبتلع ريقها بقلق حتى اختفى رعد وتسللت لداخل الغرفة مرة أخرى وتمنت أن لا يخمن من تكون..

*****

بباريس...

هذا اليوم وافق عيد ميلاد الفندق المقيم به كلا من وجيه وللي..لم تكن اتصالات بينهم بمواعدة اللقاء ، بل كان لقائهم مصادفا وهذا يعد اجمل وأكثر شاعرية..استعدت للي لحضور الحفل بعدما أتى اليها مدير الفندق صباحا مثلها مثل بقية النزلاء ودعاها لحضور الحفل..ارتدت فستان من الدانتيل الفيروزي الذي كان جحيم من الفتنة بمزج شعرها الفحمي على اعلاه..

بينما قلبها يعرف لمن تتزين..خرجت من الغرفة واستخدمت المصعد لنزول الحفل..لم تعتقد أن الحفل سيكن بهذا الازدحام!!

كانت تمر بصعوبة والاصوات العالية تكاد تصم آذانها ، يعد ضربا من الجنون أن فكرت أن تبحث عنه في هذا الأزدحام!! بل من المستحيل البحث عنه..ترتفع الأصوات بلغتها الفرنسية حولها وتعلوا المقطوعات الغنائية..نظرت حولها بضيق شديد فهي منذ الأمس لم تراه والآن لا يبدو أنها ستراه..قررت الخروج ولكنها توقفت حينما تذكرت تهديد حسام بالصباح...ماذا تفعل اذا ؟ ولا يجب أن تتصل به أيضا فهذا سيبدو غير لائق تماماً..فكرت في شيء وعادت ادراجها للمصعد بينما فتح المصعد لتراه أمامها بحلة سوداء فائقة الأناقة..ترددت في الابتسامة بينما لم يتردد هو عندما رأها بهذا الجمال..تساءل:- كنتي هترجعي أوضتك ؟

أجابت بإرتباك:- الحفلة مزعجة أوي وأنا مابحبش الجو ده..

القى وجيه نظرة حولها وهز رأسه موافقا:- عندك حق..

ودت لو تقف أكثر ولكن لابد أن تضع قدما للكبرياء بينها وبين هذا الرجل الماهر في تصيد ما تخفيه..قالت:- بعد اذنك

دخلت المصعد فتفاجئت أن عاد ووقف بجانبها ، اخفت ابتسامتها بينما قال بنظرة ماكرة:-

_ مافيش حاجة في الحفلة تخليني احضرها

قالت دون أن تنظر له:- بس شكلك كنت هتحضرها !!

وضع احد يداه بجيب بنطاله وقال بخبث:- كنت بس غيرت رأيي

فتح باب المصعد للطابق الذي به غرفهم ،خرج ولكنها لم تخرج فاستدار بتعجب وقال:-

_ غيرتي رأيك ولا ايه وهتحضري الحفلة؟!!

هزت رأسها بنفي وقالت وهي تضغط على احد الازرار للصعود :- لأ ، في كافيه فوق خالص ، مدير الفندق قالي عليه الصبح وهو بيعزمني على الحفلة..

غلق باب المصعد بينهما فاتسعت ابتسامتها وهي تراهن على مجيئه خلفها...

كانت على صواب عندما صعدت الى هنا فهي بأول الخطوات داخل مقهي خشبي بمقصورات منفردة وكأنه خصص للعاشق ، كانت السماء تهب بنسمات رقيقة على المقهى..بعض الظلام يحاوط المقاعد والشموع تنير الطاولات ، نظرت بابتسامة حالمة فحتى لو جلست بمفردها فالمكان رائع..اتى صوته خلفها قائلا بدفء:-

_ اجمل شيء شوفته في حياتي

استدارت له بنظرة تاقت لرؤيته ، لمحت من عيناه أنه يقصدها ، هي وليس أي شيء آخر ، أشار لها لأبعد الطاولات انفرادية..جلست ببطء. وجلس أمامها وكان الصمت هو فاتحة الحديث..

قال بصدق وبنظرة دافئة:- أول مرة احس أني عايش

تلاحقت أنفاسها بشدة..فتساءلت:- أول مرة؟!

هز رأسه مؤكدا وقال:- أول مرة..ومن يوم ما شوفتك

جف ريقها وانتفض جسدها بارتباك شديد فنهضت من مقعدها وابتعدت حتى تستطع التقاط أنفاسها ، لحقها واوقفها ، وقف خلفها قائلا:- للي..تتجوزيني؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة