-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والأربعون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والأربعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والأربعون

_بحبـك....


ما كانت خرجت من حالة الارتباك لوجوده حتى سقط في حالة من الذهول.... ما هو ذلك الشعور الذي يتسلل إلينا عندما نسمع هذه الكلمة.."أحبك" ؟

وأن هناك من يرى فينا الأكتفاء ! الدواء للألم...والعزاء لجميع احلامنا التي رحلت بلا عودة...وشعور البرد والدفء معاً....دمعة تسقط وابتسامة على الثغر تتدلل !! يبدو أن الحب هو تضارب جميع الأشياء...

حلقت فراشات قلبها ، لحلم كان بالقلب باق !! بأوج ساعات الفراق كان هو باقٍ بالقلب باقِ...انفاسها ما عادت في سرب الهدوء ،وقلبها وكأنه طفل وجد دميته التائهة بعد غياب !

للحظة رسم الخيال مشهدٍ قريب للقلب....وهي تجيبه" بنعم أحبك أيضا"، أنت أنت مثل ما أنت ، ببعثرة بقاياك وأشلاء قوتك ، بضمة حنونة هي حلم العاشقين...بلهفة قلب مات ليحيا !!

ما بات بالقلب شيء لم يرتجف....جسدها بأكمله بات يرتجف...اضطراب عينيها بدا واضحا...وكأنه آخر ما تبقى لها بالحياة !

هو.....جنون الروح باللهفة لقربها بات يؤرقه ، بات يسرقه من الجميع ، ظلام الغيرة أظهر صفاء عشقه ، تمسكه بها ، رغم كل الالام !

لا يستقر الألم بقلب به حبيب صادق...ربما هذا هو بيت القصيد بالحب...الصدق

يعرف أن جميع الكلمات بعد كلمة أحبك تكن بسيطة ، ليس بقوتها ولكنه مدين بالأعتراف فأضاف :-

_ بحبك ، مش أول مرة اقولها ! كل مرة كنتِ قدامي قلتها جوايا ، كل مرة اتعصبت عليكي كان بسبب أني بغير عشان بحبك ، كل مرة رفضت الغياب كانت هي دي كلمة بحبك.....أقولهالك تاني ولا لسه عايزة تسمعيها ؟


هربت من نظرته التي تطلع بها بعمق...إلى أين يأخذها بحديثه ؟

وكأنها فقدت كيفية التحدث !! لم يكن في قوله فقط الصدمة بينما في شعورها بالسعادة وهي من اقسمت لنفسها أنها ستجعله ذليل عند قدميها....لم تقل لمخلوق ذلك ، هناك أشياء لا يعرفها سوانا ، ولا نصرح بها ، غالبــًا تكون أشياء مؤلمة ، أكبر من قوتنا على الأعتراف...

كان هذا القرار منها....هي تحبه ،تعشقه ، ستقل وتعترف....ستبتسم له وتخجل ، ستوافق أن عرض الزواج....ستقفز بسعادة مثل عادتها....

والماضي ؟! حمقاء !! غبية ! تستحق المهانة ربما !

ما يدريها أنه صادق ؟!

وما يؤكد أنه لن يتركها غدًا ويتركها فتات أكثر من السابق ؟!

وما خلف عينيه من حقيقة ؟! ما حقيقة هذا الرجل ؟!

كيف لو تركها أمام الجميع ورحل ؟

وكيف إذا أغرقها عشقا وأتى بقسوة ودفعها خارج حياته ؟!

وماذا تجيبه ؟!


هو من جعلها هكذا ، نقل لها فوضى فكره ، وغياهب الحيرة ، وتشوش الرؤية للقرار ، ما كانت تلك الفتاة الحائرة قبله !

أحبته...وعذبها

اعطته أمانها....وأهداها ضعفه

قالت لقلبها أحبه يا قلبي...وقال لقلبه إذا أحبتك ستشقى !!

ابتلعت ريقها بصعوبة ، بصعوبة شديدة في الأجابة ، وبدلًا أن تحمر خجلًا شحب وجهها !!

أن طاوعت قلبها وحقيقته كاذب ستنهار للأبد....وأن كان صادقا وابتعدت ستكن نفس النتيجة !! قلبها الطفل لا يدرك مستوى القرار

ولا عيون العذاب عند الغدر.....قال وهو ملم بجميع حيرتها :-

_ عارف أنك زعلانة مني ، وأني وجعتك كتير ، هسيبك تهدي ونتصالح لوحدنا ، عشان يوم خطوبة رعد هتقدملك ، حياتي مستنياكي ونفسي تكوني جانبي بأقرب وقت

رفعت نظرتها إليـه بتردد وارتباك شديد ، وكرهت الاضواء البعيدة التي جعلته يبصر رجفتها....تساءل بصوتِ جعلها ترتبك اكثر :- هتحتاجي كام يوم عشان نتصالح ؟ اكيد مش اكتر من يوم !! وحشتني ضحكتك

كافحت كي يخرج صوتها ثابتٍ ، لم تفلح في ذلك وظهر به التلعثم والعثرات وقالت :- محتاجة وقت

ابتسم بحنان قائلا :- قدامك عمري كله ، ازعلي براحتك ، خدي وقتك ، خاصميني وصالحيني وقت ما تحبي ، بس وأنتِ معايا

وعند اللحظة الأخيرة لماذا يبدو كل شيء جميل ؟!

كان يبتعد ولا زال اتجاهه لها...ابتسامته على وجهه بصفاء ، بنظرات عشق واضحة لا جدال فيها ، كان يردد كلمته بصوتِ خافت....أحبك

ابتسمت ابتسامة طفيفة ، وهي تراه يرددها ، هي تريده يؤكدها...هذا كل ما تريده....

اختفى عن ناظريها.....ورجفة شديدة اجتاحتها ، لوهلة تصعد السعادة ثم يتشاجر الكبرياء ويلحقها ، هكذا داخليا تشعر ، فوضى الكيان...

صاعد اختفائه في صعود ظنونها مرة أخرى ، اتجهت كالمنومة مغناطيسيا للغرفة مجددا ، وكأنها أصبحت انسان ألى يسير بالطاقة اكثر مما يرى...


جلست على الأريكة بداخل الغرفة وتساقط الدمع من عينيها ، كيف تنقذ نفسها من دائرة الظنون الذي هو ذاته زرعها بداخل قلبها وحصد الشك !!

قالت ببكاء :-

_ أنا تايهة أوي يارب ، أصدقه ولا ما أصدقهوش ؟! صادق ولا كداب ؟!

مش عارفة حتى أفرح باللي قاله ! ، خايفة أفرح يكون بيكدب عليا ويسيبني بعد ما اتعلق تاني ، في حاجة منعاني مش عارفة ايه هي ؟! هو اللي وصلني لكده ! للخوف والشك والحيرة


ظلت على حالتها لدقائق كثيرة حتى اتت حميدة للغرفة وكادت أن تعنفها للتأخير حتى وجدتها هكذا....ركضت اليها بقلق وتساءلت :-

_ مالك يا سمكة فيكي ايه ؟!

نظرت لها سما بحيرة هائلة تتموج بعينيها ثم أخبرتها عما حدث لتقف حميدة بابتسامة واسعة مباركة :- الف مبروووك يا سموكة ، وبتعيطي يا عبيطة ؟ مش ده اللي كنتِ هتموتي عليه وليل نهار آسر آسر آسر !!

افتكرت أنك هتتنططي من الفرحة بدل ما عمالة تعيطي كده ؟!

قالت سما بدموع تملأ عينيها :-

_ مافيش فرحة بتيجي كاملة من حد كسرنا ووجعنا ، خلاني أشوف نفسي قليلة وأقل منه ، خلاني أحس أني ما استاهلش اتحب ، خلاني صعبت على الكل وأولهم نفسي ، ماهو محدش يتقاله كلمة بحبك بعد ما يضرب بالقلم !! واللي بيضرب وبيوجع هو نفسه اللي بيحب وبيعترف !!

أشفقت حميدة عليها وقالت برفق :-

_ كنتِ اكتر واحدة فرفوشة فينا ، ضحكتك مش بتفارق وشك ، ايه اللي جرالك ؟! انا عارفة أن الحب ساعات كتير بيوجعنا لكن بطريقتك دي هيدمرك ! وبعدين بصراحة آسر غلطان أنه يطلع هنا وانتي لوحدك بس عشان ما تحصلش مشاكل هعديها....المهم قررتي ايه ؟

ابتلعت سما غصة بحلقها وقالت :- قولتله محتاجة وقت

حميدة بتساءل :- وقت تفكري وتوافقي ؟ ...حلو

أجابت سما بنظرة غامضة :- وقت عشان أقوى وأرفض ، أنا مش قادرة أرفض ، لسه جوايا بقايا عايزاه ، أنا مش هسيبه يلعب بيا تاني ! هجرحه مرة من نفسي

تفاجئت حميدة بقولها وقالت بدهشة :- أنتِ بتقولي إيـه؟! هي حرب ؟! أفرضي كان صادق وبيحبك بجد ؟!

سما بغضب :- وأفرضي كان كداب وعايز يكسرني تاني ؟! دي مش أول مرة بستخدم فيها أسلوبه ده بس الفرق أن المرادي قال بحبك !

لأن بقى ليه ند....بقى شايف أن ليه بديل ، أنا فقدت ثقتي فيه تمامـًا

زفرت حميدة بضيق وحاولت أن تهدا قليلا ثم قالت :-

_ أنا عذراكي في حاجات كتير ، بس عايزاكي تفكري صح وبالعقل ، آسر لو اكتشفتي أنه صادق هتندمي طول عمرك

ادمعت عين سما بقوة وقالت :-

_ ولو وافقت وصدقته واكتشفت أنه بيكدب عليا انا ممكن اموت فيها ، مش هستحمل أنه يوجعني تاني

ربتت حميدة على كتفها بحنان وقالت :-

_ أنتِ مش عايزة ترفضي ، موافقة ومبسوطة بس خايفة ، عموما كويس أنك قولتيله محتاجة وقت ، خدي وقتك براحتك لحد ما ترسي على بر وتعرفي حقيقته وساعتها قرري

نهضت سما من مقعدها وقالت :- للأسف مش قدامي وقت كتير ، لأنه قرر يتقدملي يوم خطوبة رضوى ، ورضوى قالت أن رعد هيخلي الخطوبة الأسبوع الجاي...

حميدة بحيرة :- ربنا يستر

***********


بعدما أنتهى وجيه من الحديث مع الأسطى سمعه بأمر الخطوبة والزفاف هتف سمعه على رضوى لتحضر المشروب ويقرأون الفاتحة...

تجمع الفتيات مرة أخرى بغرفة حميدة وانتهت رضوى من ارتداء حذائها وكل شيء وأتى سقراط يحمل صينية المشروب من المطبخ وقال لهنّ :-

_ يلا ياختي اطلعي معايا ماهو أنا السفرجي بتاعكوا !

حملت رضوى الصينية وهي ترمقه بغيظ بينما تغنى سقراط وقال :-

_ اتمخطري يا حلوة يا زينة ، هتغوري من بيتنا الليلة

ضحك الفتيات جميعنّ بما فيهم رضوى حتى خرج سقراط وتمتم مرة أخرى وقال :-

_ يااارب عقبال العرسة الصغيرة الباقية ياااارب واخلص من خلقتهم كلهم مرة واحدة....نفسي افتتح السطح واعمله صالة بلياردو واغتني

قدمت رضوى المشروب والقت السلام على الحضور بينما كان يرمقها رعد بنظراته الثابته التي وحدها تعرف مدى مكرها......

همس جاسر لآسر وقال بابتسامة :-

_ عارف رعد ده ، داهية قاعدة ، واحد خبيث كده ومش سهل ، عرف يبلف عقلها وهي معقدة اكتر منك يا حبيب قلبي ، والله كلها أسبوع بعد الفرح وهتلاقيها بتقوله حاضر ونعم وأوامرك يا تاج راسي.....

آسر بسخرية :- تاج راسي يا بيئة !

جاسر بابتسامة :- آه...أنا بحب جو بين القصرين ده وبعشقه

وكز يوسف جاسر في ذراعه وهمس :- بطل رغي بقى هنقرأ الفاتحة...اوعى تكون مش حافظها ؟!

جاسر بغيظ :- ليه هو أنا ابو لهب !

يوسف بتأكيد :- ايوة

رمقهم وجيه بنظرة جعلتهم يصمتون تمامـًا......ركضت رضوى للداخل مجددًا واشتعلت وجنتيها بحمرة شديدة من الحياء....

بعد أنتهاء الأمر تماما والاتفاق على كل شيء نهض وجيه وقال :-

_ طب نستأذن احنا بقى وبأذن الله نتقابل قريب على خير

ظل رعد جالسا وظن أنه سيجلس مع رضوى بعض الوقت مثلما حدث مع جاسر ويوسف ولكن وجيه امره بالنهوض وقال :-

_ الوقت متأخر ، كده كده الخطوبة بعد أيام تقدروا تتكلموا براحتكم

كتم جاسر ضحكته بالكاد بينما نظر رعد بنظرات عصبية للشباب ، تمتم يوسف بشفقة :- ده اتصدم !

الفت آسر لجهة أخرى واطلق ابتسامته بعدما لاحظ تعابير وجه رعد.....

***********


بداخل سيارة وجيه الضخمة......جلس يوسف بجانب وجيه في المقدمة بينما جلس الثلاث شباب بالمقعد الخلفي......

اطلق جاسر ضحكة عالية لم يستطع كتمها أكثر من ذلك وهو ينظر لرعد بجانبه.....رمقهم وجيه عبر المرآة وتساءل بتعجب :- ده جنان ده ولا ايه ؟!

يوسف بعفوية :- اصل ياعمي رعد كان منشن يقعد مع رضوى وأنت كبسته ، الكابسة جت في وشه صدمته

جاسر بضحكة عالية :- ريأكشن وشه عمري ما هنساه

ابتسم وجيه وفهم الأمر فقال :- خليكوا اذكياء ولماحين وبتفهموا بلاش غباوة ، الساعة عدت ١٠ وهنا الناس مش زي ما انتوا متعودين....وبعدين احنا قرينا فاتحة وبس مش خطوبة ، يوم الخطوبة هيقعد معاها...

جاسر بموافقة وكتم ضحكته مجددا :- صح جدًا ، الأصول أصول برضو...

صر رعد على أسنانه بغيظ والتزم الصمت طيلة الطريق وكان مثله في الشرود آسر الذي ذهب في فكره وابتسامته مطلة على شفتيه لم ترحل..

***********

**بقصر الزيان**

اتجه وجيه لغرفته بالطابق الثاني مباشرة عقب وصوله للقصر....فتح باب جناحه الخاص حتى وجده يغرق في عتمة وظلام....كاد أن يضيء المصباح من المكبس الكهربائي حتى وجد قداحة مشتعلة وخلفها عينين قد نظرت له بنظرة مبتسمة......أشعلت للي عدة شموع وتركت القداحة جانبا ثم مضت اليه في لهفة......

ظهر وجهها تحت ضوء ساحر فابتسم وهو يجد أنها لن تكف عن مكرها ومفاجآتها....قال بابتسامة يخبئ خلفها المكر:- حلو الجو ده !

اتسعت ابتسامتها بنبرة ضاحكة بسيطة وناعمة ثم التفت يديها حول عنقه قائلة بمرح :- على فكرة النهاردة عيد ميلادك ، والغريب أن عيد ميلادي بعد ٣أسابيع في نفس الشهر....

قال بتعجب :- مش متعود احتفل بعيد ميلادي

قالت بتكشيرة :- يعني زعلان ؟!

امتلأت عينيه بلمعات الحب وأجاب :- اكيد لأ ، مفاجئة تجنن طبعا

عادت ابتسامتها وقالت بمحبة فائقة :-

_ جيبالك هدية ، البرفيوم اللي بتحبه ، والهدية التانية أني قررت البس الحجاب ، أنا بحبك وبحترمك ، وعمري ما أحب أن يكون فيا شيء مش بتحبه...طماعة بقى

اتممت جملتها بضحكة شقية بضمها بقوة وابتسامة حقا سعيدة ثم قال :- أهم حاجة تكوني مقتنعة مش بس عشان ترضيني...

قالت بارتياح لم تشعر به من قبل :- طول عمري كنت مقتنعة بس مكنتش عارفة أخد الخطوة دي...انت اللي شجعتني وخلتني أقرر أخدها...

أجاب....ولكن بعض الأجابات تكن بلا حديث أحيانـاً

**********

بالصباح......

**بشركة الزيان**

جلست سما على مقعدها بالمكتب....ثابته ، يملأها الجمود ،

كأن الليل طبع ظلمته على قلبها وبرد لم يكن سلاما على قلبها.....كلما تحدث القلب وهو يبكي خوفا من الفراق يهتف العقل به ليصمت....هكذا يفعل بنا الغدر....

لاحظت تأخر خالد وحمدت ذلك فهي تحتاج كم هائل من الانفرادية بوقتها.....تفاجئت بدخول للي ولكن بمظهر جديد....حجاب يزين رأسها ووجه أصبح كالقمر في أوج ضيائه وأشراقته....مبتسمة ، ضاحكة ، السعادة تملأها بالحياة.....فصدق من قال أن السعادة تنتظر الاشخاص الذين يستحقونها...بأي عمر سيأتون ، ولكن عندما يأتون يعود العمر في صباه ولا عزاء للأرقام.....

ركضت للي اليها بابتسامة مشرقة وقالت بحماس وسعادة :-

_ هااا بقى ايه رأيك ؟

ابتسمت سما بصدق وقالت :- الف مبروك ، الحجاب يجنن عليكي ، أحلى بكتير من الأول كمان

للي بابتسامة واسعة وهي تضم سما بقوة :- وجيه قالي كده النهاردة الصبح لما شافني بيه ، فرحته بيا خلت سعادتي بالدنيا بحالها ، على فكرة يا سمكة أنا قولتله على موضوع خالد وهو هيحذره ما تقلقيش....

بدا أن الأمر لا يعنيها فصمتت ، لاحظت للي الوجوم على وجهها فتساءلت :- في حاحة حصلت تاني ولا ايه ؟!!

روت لها سما ما حدث فأحتارت للي في في حزن سما وقالت :- المفروض تكوني فرحانة !! ولا أنتِ ناوية على ايه ؟!

تحدثت سما معها بينما كان هناك متطفل يستمع للحوار من الخارج بنظرات حاقدة ، اختبأ عن أعينهنّ حتى يمتلك ما تخفيه تلك الفتاة الذي لا يحمل لها أي نوع من الاعجاب ولكنه يتحدى...

استقر بمكانه حتى انتهى الحوار واختبأ مجددا عندما شعر أن للي تستعد للخروج......وعندما خرجت بالفعل انتظر قليلا ثم دلف للمكتب.....رمق سما بنظرات غامضة سريعة ودخل مكتبه دون حديث.....

تنفست سما الصعداء ولكن ارتياحها لم يحظ بمزيدا من الوقت فأنتبهت لجهاز الاتصال بالمكتب وخالد يطلبها للمجيء !!

زفرت بضيق ثم حملت بعض الملفات المطلوبة ودلفت لمكتبه الخاص....


بداخل المكتب....

وضعت الملفات على المكتب وشرعت بالحديث بينما قاطعها بابتسامة مزيفة وقال :- لأ انا عايز أقولك حاجة تانية

تعجبت وشعرت بالقلق منه مثل العادة حتى تابع :- بصراحة امبارح بعد ما مشيتي حصلت بينا أنا وآسر خناقة كبيرة ، حضرها يوسف تقدري تسأليه وتتأكدي.....بس مش دي المشكلة

توجست سما من الأمر وقالت :- اومال إيـه المشكلة ؟!

نهض من مقعده ببطء ليثير أعصابها ثم وقف أمامها وقال بثبات :-

_ مش عارف أقولك ايه !! بصراحة اكتر أسر معروف عنه أنه مش طبيعي ، يعني عنده أنانية غريبة أنه ياخد كل شيء حتى لو مش عايزه ، امبارح فجأة لقيته بيهددني ابعد عنك بعد ما عرف أني معجب بيكِ ، أنا ما استغربتش من تصرفاته لأني متعود عليها من زمان....

عايز أقولك أن شاهي اللي خطبها كنت بفكر أخطبها وكانت بتجيلي هنا الشركة ، وقع ما بينا وخلاني اترفدت من شغلي ، وطول المدة اللي فاتت فضل وراها لحد ما خطبها وبعدها بيومين سابها من غير اسباب !!


نظرت له بتلألأ الدموع بعينيها ، لم تشك بالأمر ، وكيف تكذب وهي من خاضت تجربة سابقة معه وتم الخذلان بنجاح ، سقطت دموعها رغما بحزن عميق حتى ابتسم خالد داخليا من نجاح خطته ، تلاعب على شكها به ،تلاعب على شجار الأمس ولن يستطيع أحد تكذيبه ،آسر ذاته اعلن التحدي بالأمس...تابع متظاهرا بالعطف :-

_ ما تخافيش ،طول ما أنا موجود هنا محدش هيقدر يأذيكي ، أطمني خالص

ضاع فكرها في دوامة عميقة حتى تفاجئت بدخول آسر للمكتب وعلى وجهه الضيق من هذا المشهد.....قال بجدية وبنظرة حادة لخالد :-

_ اتفضلي يا سما عشان هترجعي لشغلك معايا ، عندنا اجتماع لفريق المهندسين بعد نص ساعة

جلس خالد بابتسامة على مقعده ولم يبدي أي غضب !!

تعجب آسر من برود أعصابه وتساءل ما خلف ابتسامته الصفراء هذه !!

قالت سما وهي تحاول جاهدة أن تخفي دموعها :-

_ انا شغلي هنا مش معاك

التفت لها آسر بدهشة ، لم ينتظر منها تلك الأجابة ، ورغم انه لمح دموعها ولكنه هتف بعصبية :- يعني ايه ؟!! طب و____

قطع صوت سما بعصبية :- قلتلك أنا شغلي هنا مش معاك

نظر لها في حيرة ،ودهشة ، وغضب ثم التفت لخالد وفهم أن خلف ابتسامته هذه مؤامرة ما فصاح :- أنت قولتلها ايه ؟

خالد بمكر وهدوء :- قلتلها اللي حصل امبارح ، أنت مش خدت الموضوع تحدي بيني وما بينك زي عادتك وهددتني ابعد عنها لما قلتلك أنها عجباني وبفكر ارتبط بيها؟ مش ده اللي حصل ولا أنا كداب ؟!

ضيق آسر عينيه بغضب هائل احمرت له عيناه حتى توجه لخالد بهجوم وجره من ملابسه حتى اوقفه.....

صرخت سما بصوتٍ عالي وبكاء حتى فقدت الوعي تماماً ......

اتسعت عينيه بذعر عندنا رأها على هذه الحالة وهرع اليها تاركا خالد بدفعة من يده......

***********

خرجت حميدة من المكتب وطمأنت وجيه على حالتها وانها تريد الذهاب للمنزل.....قال وجيه :- مافيش مشكلة بس قبل ما تمشي لازم اوجههم التلاته ببعض وأعرف في ايه بيحصل !!


دلف وجيه للمكتب فوجدها جالسة على أحد المقاعد وغارقة بدموعها ،نظر اليها بشفقة وقال :- بطلي عياط واللي زعلك هجيبلك منه حقك وقدامك...

دخل آسر وخالد المكتب حتى أصبح الثلاثة أمام وجيه ونظر لهم بنظر متفحصة.....وقال :- ايه مشكلتكم انتوا التلاته بقى ؟!

تحدث خالد بحدة وقال :-

_ أنا ما بعملش مشاكل وفي مكتبي وشايف شغلي وكذالك آنسة سما...تقدر تسأله يا عمي هو عايز ايه بالضبط ؟!

نظر وجيه لآسر بتعجب وقال :- ايه مشكلتك يا آسر ؟!

كظم آسر غيظه وجاهد للتحكم بأعصابه ريثما أنه يتحدث مع عمه فأجاب :- مشكلتي أنها سكرتيرتي وبينا عقد مدته ما انتهتش !!

جعد وجيه جبينه بدهشة وقال :-

_ أنا مش عارف انتوا ليه عملتوا عقودات كده ولكن مش ده المهم دلوقتي....اللي أعرفه أنك أنت اللي مشيتها بمزاجك يعني في الحالة دي أعتبر العقد اللي معاك اتلغى...

آسر بحدة :- لأ ما اتلغاش وهترجع سكرتيرتي

غضب وجيه من نبرة آسر فهتف :- آسر !! ما تعليش صوتك قدامي !

خالد مش شايف أنه غلطان ، أنت اللي رحتله مكتبه وأنت اللي ضربته وكمان عايز ترجع سكرتيرة أنت بنفسك اللي مشيتها !! أنت حصلك ايه !!

ابتلعت سما مرارة بحلقها من ذكر يوم طردها من المكتب وكتمت دموعها بالكاد......

قال آسر بعصبية :- ياعمي أنت عارف خالد وتصرفاته ، فاكر اللي كان بيحصل لما اشتغل هنا قبل كده وشاهي لما كانت بتجيله هنا وكنت بحذره !

ظن أنه بذلك سيضع خالد بموضع الاشتباه بنظرها ولكنه لا يعرف أنه وضع نفسه هو بموضع الكاذب الأكبر....

نظرت له سما بذهول....يعترف بنفسه ، يؤكد حديث خالد دون أن يدري !! اختلس خالد نظرة جانبية لسما بابتسامة اخفائها....سخر من غباء آسر...قال خالد بأعتذار :- عشان خاطرك ياعمي أنا مسامحه زي كل مرة ، احنا عيلة واحدة ونستحمل بعض...

شعر وجيه بالغيظ من آسر الذي يبدو أنه بموقف سخيف لا يحسد عليه فتوجه بالحديث لسما وقال بلطف :- مين اللي زعلك فيهم يا سما ؟

قوليلي ومتخافيش من أي حد ، واللي يرضيكي هعمله

نهضت سما بالكاد من مقعدها وقالت وهي تمسح عينيها من الدموع :-

_ أنا عايزة أمشي ...مش هشتغل هنا

نظر لها آسر بدهشة وقال :- ليه !! طب وأنا ؟

شك وجيه برد فعل آسر وشك أن بالأمر شيء يخص العاطفة ، فقال بحسم :- بس أنا عايزك تشتغلي معانا هنا ، مالكيش دعوة بحد اعتبريني والدك ، هديكي يومين تريحي أعصابك فيهم وترجعي تاني ، استني هبعت السواق يوصلك للبيت....

رفضت سما بشكل جاد ولكن وجيه صمم وقال :- ماينفعش ترجعي لوحدك وأنتي بالحالة دي.....

ارسل وجيه لمجيء السائق حيث أن نظرة آسر لم تبتعد عنها بعتاب واضح...ولهفة ظاهرة ، وشوق لم يختبأ بعد الأعتراف.....

خرجت سما مع السائق ثم قال وجيه بعصبية لآسر ولخالد :-

_ لو اللي حصل النهاردة اتكرر تاني انتوا الاتنين هتترفدوا من هنا ، آخر إنذار ليكم مش هكرره تاني....يلا على شغلكم

خرج آسر كالعاصفة التي تبتلع الموج من مكتب وجيه وأسرع الخطوات للخارج حتى خرج للطريق ولكنه لم يلحقها....

تنهد بثقل عظيم على قلبه ولا يعرف بأي شيء اذنب حتى الآن !!

**********

**بمكتب رعد**


دلفت لمكتبه وبيديها كشف المراجعة.....ولكنه كان يسبقها ببتلات متقطعة من زهور حمراء وبيضاء....القاء عاليا على رأسه حتى سقطت الزهور على رأسها كالمطر.....ابتسمت وهي تتلقف بيديها الوريقات ثم وقف أمامها بنظرة متسلية وقال :- عروستي

احمرت خجلا ونظرت للأسفل فتابع :- في محل فساتين تحفة ، هنروحه وتختاري منه اللي يعجبك ، بس خلي بالك هتختاري فستان الخطوبة والفرح مع بعض مافيش وقت...

رضوى بارتباك وقلق غمر وجهها بعد الابتسامة :- بسرعة كده !!

ضحك عاليا متسليا بارتباكها وقال :- آه بسرعة كده ، رحلة سانتوريني هتفوتنا يا رضوتي

اتسعت عينيها وهي تنظر له وفغرت فاها :- ايه !

كرر ببطء وبمكر :- رضوتـــــي

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة