-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السابع عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب 

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السابع عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية


رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السابع عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 أبلغ الإسعاف والشرطة وبقى على حاله يفكر في الأمر فاقتربت منه شقيقته ووقفت أمام الباب دون أن تدخل وأردفت بخوف :

- حصل ايه يا زين ومين اللي عمل فيه كدا .. هو مات ؟

التفت نصف التفاتة وقال :

- لا عايش بس مليون في المية اللي عمل كدا يوسف

قطبت جبينها بدهشة لتقول متسائلة :

- يوسف ؟ ازاي يعني وليه !

وقف والتفت بالكامل وأجابها :

- أكيد نائل حس بحد في المكتب ففتح يشوف مين ولقاه هو .. حصل بينهم خناق لأن المكان متبهدل فـ يوسف طلع المطواة وطعنه وبما إن المطواة في ايد نائل يبقى شدها وحاول يقوم بس ماقدرش وفقد الوعي .. تقريبا ده اللي حصل و اشمعنى يوسف لأنه الوحيد اللي معاه مفتاح مكتبك ولا نسيتي ؟

لم تعرف بماذا تجيبه ، سندت بظهرها على الحائط وقالت :

- يعني يوسف هيقتل أخوه ! لا استحالة .. مهما توصل الخلافات ما بينهم ماتوصلش للقتل

ابتسم بسخرية وتقدم تجاهها وهو يقول :

- لا توصل للقتل .. اللي زي يوسف ده عامل زي الكلب السعران اللي ممكن يعمل أي حاجة علشان يرضي تكبره ، ليه بتعاندي مع إنك عارفة إن يوسف بيضحك عليكي !

اعتدلت في وقفتها ونظرت إليه بتحدي قائلة :

- لأني هنتقم منه وطالما دخلت الحرب دي لوحدي يبقى هكملها وأكسبها لوحدي وكله عن طريق الشغل ، مش هسمح له ولا لأبوه إنهم يشتغلوا نهائي لأني هسيطر على كل الموزعين والشركات .. هخليهم يفلسوا

تعجب من طريقة شقيقته فهو لم يكن يتوقع أن تصل لهذا الحال ، شعر وكأنها امرأة أخرى غير شقيقته التي اعتاد عليها ورغم ذلك شعر أكثر بالقلق عليها فهي في مرمى إطلاق النار ولا تدرك ذلك.


حضرت قوات الشرطة وانتشرت في المكان وأيضا حضرت سيارة الإسعاف وأخذ المسعفون «نائل» إلى الأسفل ، ترك «زين» طارق واتجه إلى شقيقته وما إن وصل إليها حتى قال :

- أنتِ واقفة هنا بتعملي ليه ؟ انزلي روحي مع عربية الإسعاف المستشفى

هزت رأسها بالرفض وقالت معترضة :

- أنا لا يمكن أروح المستشفى أبدا أو أروح معاه .. انسى أنا هروح البيت وابقى روح اتطمن عليه أنت

زاد غضبه وأوقفها قبل أن ترحل وقال بحدة :

- لازم تروحي معاه .. الناس تقول ايه ! اتضرب بسبب إنه دافع عن الشركة ومديرة الشركة سابته ولا حتى اتطمنت عليه ! هتروحي معاه يا ياسمين وكلامي هيتنفذ

ضربت بقدمها الأرض بغضب واتجهت إلى الأسفل ثم توجهت إلى سيارة الإسعاف رغمًا عنها ...


***


مرت عدة أيام على تواجد «طيف» بالمستشفى ولا جديد يُذكر ، كان «أمجد» والد «نيران» يزوره كل يومين مع زوجته للاطمئنان عليه وأيضا معرفة مستجدات الأمور حول ابنتهم.


حاول الاعتدال بصعوبة فنهضت والدته وساعدته على ذلك قبل أن ينظر لها بضعف ويقول :

- بعد اذنك يا ماما عايز أدخل الحمام ، ساعديني

- حاضر يا قلب أمك .. قوم تعال

وبالفعل ساعدته على الوقوف وسند على كتفها وأوصلته إلى الحمام وبعد مرور دقيقة خرج وسند على كتفها مرة أخرى لتوصله إلى سريره ، جلس على طرف السرير ونظر إلى نقطة بالفراغ قبل أن يقول :

- وآخرتها ! بقالي أكتر من 3 أسابيع هنا ومفيش أثر لنيران ! ياترى عايشة ولا قتلوها .. مرتاحة ولا بيعذبوها كل يوم ! هو غارم قالها .. لو مابطلناش اللي بنعمله هيخلي واحد يعيط على التاني بقية عمره .. أكيد قتلها

اقتربت «أسماء» منه وربتت على كتفيه بحب قائلة :

- ماتقولش كدا يا طيف إن شاء الله نيران ترجع وتتجمعوا تاني .. أنت طيب وقلبك صافي علشان كدا ربنا هيكرمك ويعوضك خير .. مش عايزة التشاؤم اللي بقى فيك ده .. فين طيف الكوميدي الطريف بتاع زمان !

ابتسم بسخرية وقال :

- بدون نيران مفيش طيف بتاع زمان .. دي ماكانتش مجرد زوجة ، أنا حسيتها جزء من حياتي ... لا هي حياتي كلها ولما بعدت حسيت إنى ولا حاجة ياترى عاملة ايه دلوقتي

طرقت الباب ودلفت «فاطمة» التي صافحت «أسماء» ثم جذبت مقعد وجلست أمام طيف لتقول :

- طيف أنا عارفة إنك مش قابل أي حاجة ومتضايق وكل هموم الدنيا فيك بس أوعدك إننا نلاقي نيران .. هم استحالة يؤذوها في حاجة ولو كانوا عايزين يموتوها كانوا عملوا ده وماخطفوهاش

رفع رأسه وقال معترضًا :

- وليه مايكونوش خطفوها وبعدين قتلوها علشان أفضل أموت في اليوم ألف مرة وأنا مش عارف مصيرها ايه! أنا مابقيتش فاهم احنا بنحارب مين ولا مين عدونا بس كل اللي متأكد منه هو إن خطف نيران له علاقة بخطف فهد وإن غارم ده طرف من أطراف القضية اللي كان بيحقق فيها فهد بس كل ما أقول لبابا كدا مايقتنعش .. لولا إني مش قادر أقف على رجلي كنت نزلت جريت أدور عليها في الشارع زي المجنون

نظرت إلى «أسماء» بحزن ثم نظرت إليه مرة أخرى قائلة :

- خلي عندك ثقة في ربنا إن الأزمة دي هتعدي وخليها دافع ليك إنك تقوم وتقف على رجليك تاني

هنا طرق «رماح» الباب قبل أن يفتحه ويدخل قائلًا :

- البطل بتاعنا أخباره ايه؟

نظرت إليه «اسماء» وقالت :

- كلمه يا سيادة المقدم يمكن يسمع ليك

تقدم إلى الداخل ونظر إلى «فاطمة» قائلًا :

- هش قومي خليني أريح شوية من الطريق وأكمل كلام معاه

نظرت إليه بضيق وأردفت :

- سيبتلك الكرسي اقعد يا حبيبي اقعد

جلس وبدأ كلامه قائلًا :

- فوق كدا ياطيف وروق وبعدين بص للظابط بتاعك وأنت قاعد ولا سيادتك نسيت التعليمات وكل حاجة ؟

رفع بصره وابتسم فتابع «رماح» :

- أيوة كدا .. احنا ماعندناش ظابط يقعد يحط ايده على خده زي الحريم .. مهما حصل لازم ترفع راسك لفوق وتتحمل هو ده اللي يميز ظابط الشرطة عن أي حد تاني وبعدين لما تفوق كدا هرجع أدربك أنا تاني علشان شكلك نسيت معركة السيوف وكل التدريبات اللي روحي طلعت وأنا بدربك عليها

ضحك وشعر بالطمأنينة أكثر وسط أصدقائه وعائلته لكن كل هذا كان ظاهريا فقط ، كان داخله يحترق بألم الفراق فهو لم يعد يحتمل عدم وجودها في حياته .. الآن وبعد مرور مايقارب الشهر ليس لها أثر ، شعر بأنه لن يراها مجددا وهذا ما جعله يفقد روحه

ظل الحوار قائم بينهم إلى أن دلف «مازن» وبيده حقيبتين من الطعام وصاح قائلًا :

- حماتكم داعيالكم .. جايب كباب وكفتة يستاهلوا بوقكم يا جماعة .. خدي يا ماما الشنطة دي ليكي أنتِ لوحدك علشان أكتر واحدة تعبانة

ابتسمت «أسماء» وربتت على كتفه بحب قائلة :

- تسلم يا حبيبي .. أنت ابني التاني ربنا يحميك ويحفظك

أشار إليها وقال بمرح :

- يااه هي الدعوة دي اللي عايزها يا ست الكل ، يلا يا جماعة اتفضلوا الأكل مستني اللي ياكله

ابتسم الجميع وبدأوا في تناول الطعام وسط جو أسري افتقده كلٌ منهم ، على الرغم من ألمه إلا أنه رسم البسمة على وجهه وبادلهم الحديث حتى يخفف عن نفسه قليلا


***


دلفت إلى سيارة الإسعاف رغمًا عنها وجلست أمامه قبل أن تنطلق السيارة في طريقها إلى المستشفى ، رمقته بنظرات مجهولة ثم اشاحت بصرها عنه وأمسكت بهاتفها كي تتصفح حسابها على "فيسبوك" وأثناء ذلك بدأ «نائل» يستعيد وعيه مرة أخرى وحرك يده حركة عشوائية دون قصد فسقطت على يد «ياسمين» التي صرخت وأبعدت يده عنها وظلت تضربه بيدها على ظهر يده وهي تقول :

- ايه قلة الأدب دي .. ما تحترم نفسك

لم يصدق ما حدث فتدخل المسعف الذي كان بداخل السيارة وصرخ فيها بغضب قائلًا :

- ايه اللي حضرتك بتعمليه ده ! ده مطعون ومايقصدش علشان تتهجمي عليه بالشكل ده ؟ لو هتكرريها يبقى اتفضلي انزلي وحصلينا على المستشفى

هنا تدخل «نائل» الذي رغم ألمه وضعفه قال معترضًا :

- حضرتك هي ماتقصدش هي بس اتخضت ومش مستاهلة كل الزعيق ده .. أنا مسامح خلاص

تعجبت من دفاعه عنها رغم أنها هاجمته منذ قليل فابتسمت لأنه أعاد إليها هيبتها وأوقف المسعف عند حده مما جعلها تقول معتذرة :

- أنا آسفة ماكنتش أقصد بس اتخضيت من ايدك اللي اتحطت على ايدي مرة واحدة بس حصل خير

ابتسم وصمت أما هي فغلبها الفضول لمعرفة ما حدث لذلك قطعت هي الصمت وقالت :

- هو ايه اللي حصل في المكتب ومين اللي عمل فيك كدا ؟

نظر إلى نقطة بالفراغ وتذكر ما فعله أخيه به وتحدث بألم :

- نسيت المفاتيح بتاعتي في المكتب وبعد ما مشيت رجعت تاني علشان اخدها فلاحظت إن في نور خارج من تحت باب المكتب بتاعك .. افتكرت ساعتها إنك ممكن تكوني رجعتي ولما فتحت الباب فوجئت بيوسف كان قاعد قدام الكمبيوتر بتاعك .. شدينا شوية مع بعض ولما مارضيش يمشي شديته ووقعته في الأرض فهو قام وخرج مطواة من غير ما اخد بالي وضربني بيها .. وقعت وأغمى عليا بس سبحان من فوقني قبل ما يطعني بالمطواة مرة تانية علشان يخلص عليا .. سحبتها منه وسيبته يمشي بعد ما هددته علشان حسيت إني هيغمى عليا تاني وفعلا هو جري وأنا ماحسيتش بنفسي غير دلوقتي

ضيقت ما بين حاجبيها بصدمة فهي لم تتوقع أن يقتحم مكتبها للحصول على معلومات تمكنه من القضاء عليها وهزيمتها ، لوت ثغرها وقالت :

- يوسف! وصلت بيه الجرأة والوقاحة يقتحم المكتب بتاعي ! ياترى خد حاجة من على الكمبيوتر بتاعي ولا لا

هز رأسه بضعف قبل أن يجيبها :

- للأسف معرفش عمل كدا ولا لا

هزت رأسها وعادت بظهرها للخلف وشردت بينما هو أغلق عينيه بتعب ليريح نفسه حتى يصل إلى المستشفى ...


ترك ما بيده واتجه إلى «طارق» وأردف متسائلا :

- ها بصيت على الكاميرات ؟

لوى ثغره بحزن وأجابه :

- للأسف سيستم الكاميرات كان مقفول الوقت اللي حصل فيه الجريمة .. هنعتمد على شهادة نائل والبصمات

هز رأسه بالإيجاب وربت على كتفه قائلًا :

- طيب تمام خلص أنت الإجراءات وأنا هروح المستشفى أتطمن عليه واخد أقواله

- تمام سعادتك


***


نظر إلى عينيها بتحدي وركض تجاهها بسرعة شديدة وما إن وصل حتى قفز ومد قدمه كي يركلها بقوة لكنها تفادتها وبسرعة شديدة ركلها بقدمه الأخري في قدمها وأوقعها على الأرض وهتف قائلًا :

- الضربة التانية بتبقى أهم من الأولى وأقوى .. مش ده كلامك يا سيادة المدربة !

نهضت من على الأرض ونظرت إليه بابتسامة واقتربت منه ومثلت أنها ستلكمه في وجهه لكنها التفت ومدت كلتا يديها وأطبقت على رقبته وتركت نفسها تقع على الأرض لتجذبه بقوة شديدة وأوقعته ، وقفت مرة أخرى وقالت :

- وقولت برضه تتوقع الضربة جاية منين وامتى بالظبط .. شكلك نسيت

نهض ونفض الأتربة من على ملابسه وتقدم ليلكمها لكنها صدت لكمته وحاولت هي لكمه فصد لكمتها وظلا يتبادلا اللكمات والضربات إلى أن حضر اللواء «أيمن» وصفق بيده لهما قبل أن يقول بجدية :

- برافو عليكم .. دلوقتي سيبكم من التدريب واسمعوني كويس لأن وقت المهمات الجد جه

نظر «غيث» إلى «ليان» بابتسامة ثم نظر إلى «أيمن» وقال :

- تمام سعادتك احنا جاهزين لأي حاجة

هز رأسه بالإيجاب قبل أن يلتفت مستعدًا للرحيل وهو يقول :

- تمام تعالوا ورايا

بالفعل تبعوه إلى داخل مركز التدريب وانتظروا جلوسه وما إن جلس حتى جلسوا هما أيضا ، شبك أصابع يديه مع بعضهما وقال :

- طيف عنده شك إن اللي خطف نيران هو نفسه اللي خطف فهد والصراحة أنا كنت شاكك في كلامه في الأول لكن طريقة اختفاء نيران فجأة نفس طريقة اختفاء فهد .. ممكن غارم على علاقة بالناس دي أو هو قائدهم مثلا .. في كل الحالات غارم ليه علاقة بالقضية اللي كلفت بيها فهد وبما إن فهد اختفى يبقى وصل لأصل القضية وحلها علشان كدا بعدوه نهائي .. دلوقتي بقى أنتوا الاتنين اللي هتمسكوا القضية دي بس تاخدوا حذركم لأن اللي بنواجههم ماينفعش معاهم قوة وعضلات .. عايزين دماغ والف عين تتوقع كل حاجة وفي أي مكان ومفيش أنسب منكم للمهمة دي

تحدثت «ليان» وقالت بثقة وهي تبدل نظراتها بين «أيمن» و «غيث» :

- تمام يا أيمن باشا المهمة دي هتتنفذ وتنجح على ايدينا إن شاء الله وفهد ونيران هيرجعوا .. احنا هندرس القضية كويس أوي قبل ما نتحرك وننفذ

ابتسم اللواء «أيمن» وهز رأسه بالإيجاب ليقول :

- إن شاء الله .. أنا واثق فيكم وده ملف القضية زي اللي كنت مديه لفهد ، ادرسوه كويس وركزوا مع الشخصيات اللي فيه علشان حاسس إن ليهم دور


***


مر شهر على «طيف» استعاد فيه عافيته وخرج من المستشفى بعد أن أصبح يستطيع الحركة وأيضا الركض ، أنهى حمامه وارتدى ملابسه قبل أن يتجه إلى الأسفل ، أوقفته والدته قبل أن يرحل قائلة :

- رايح فين يا طيف؟ أنت لسة تعبان !

ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يجيبها :

- أنا كويس يا حبيبتي وبقالي شهرين قاعد مابعملش حاجة .. أخيرا ما صدقت أقف على رجلي تاني علشان أدور على نيران .. معلش سيبيني ومتقلقيش محدش بيموت ناقص عمر

وجدت أنها لن تستطيع منعه عن الرحيل فقالت :

- طيب قُل لي رايح فين بس علشان أتطمئن

أمسكها من كتفيها بحب وأجابها :

- ماتقلقيش يا ست الكل أنا هعدي على ڤيلا نيران وأتطمن على والدها ووالدتها وأحاول أخفف عنهم شوية وبعدين هطلع على المديرية علشان أعرف ايه اللي حصل في القضية

هزت رأسها وأطبقت على يده بحب وهي تقول :

- طيب خلي بالك من نفسك يا حبيبي

ابتسم وقبل يدها قبل أن يقول :

- حاضر يا حبيبتي

كان على وشك الخروج إلا أن شقيقته «رنّة» أوقفته وهي تركض تجاهه حتى تلحق به وهي تقول :

- استنى يا طيف

التفت وانتظرها بتعجب فوصلت إليه وتابعت :

- كويس إنك خارج .. يلا وصلني بقى في طريقك للكلية

رفع حاجبيه ليقول معترضًا :

- بس الكلية بتاعتك مش في طريقي ! أنا رايح كذا مشوار

ابتسمت ابتسامة واسعة وأردفت :

- ما طيف أخويا حبيبي مش هيسيبني كدا أتبهدل في المواصلات وهيوصلني

ثم أخفت ابتسامتها ومثلت الحزن وتابعت :

- بس شكلك مش عايز .. خلاص مش مهم بقى أنا اتعودت على البهدلة خلاص

نظر إليها بدهشة ثم ابتسم وقال :

- أنتِ بقيتِ محترفة تمثيل كدا امتى .. طيب ياستي يلا قدامي هوصلك وأمري لله

صفقت بيدها وهي تقفز في الهواء فهتف هو :

- يلا بدل ما أرجع في كلامي

- لا لا خلاص أنا خارجة اهو


أسرعت واستقلت المقعد الأمامي في السيارة بينما تقدم هو ودلف إلى داخل السيارة وأدارها وهو يقول :

- ياااه أنا نسيت العربية بتتساق ازاي

نظرت إليه «رنّة» وقالت بقلق :

- ايه يا طيف هتعمل بينا حادثة وتموتنا ولا ايه نظامك على الصبح كدا ؟

نظر إليها ورسم ابتسامة واسعة وهو يقول :

- اه ولو مش عاجبك روحي اركبي مواصلات يا قطة

أسرعت ورفعت كفيها في الهواء وهي تقول معتذرة :

- خلاص خلاص يا باشا اتوكل على الله ده حتى المثل بيقول وصل أختك للكلية باستخدام العربية

كان على وشك الحركة إلا أن جملتها أوقفته ونظر إليها متعجبًا ليقول :

- هندخل على شغل بعض ولا ايه !! الأمثال دي ليا بس وبعدين اللي قلتيه مش حلو أساسا

داعبت وجنتيه بمرح وهي تقول :

- ياأختي تافهة .. يلا اتحرك ورايا محاضرة والدكتور مش هيرضى يدخلني


***


خرج الطبيب من غرفة العمليات واتجه إلى «ياسمين» التي كانت مشغولة بهاتفها وما إن اقترب حتى رفعت رأسها قائلة :

- خير يا دكتور

ابستم قائلًا :

- ماتقلقيش الطعنة مش في مكان خطر وخطيبك هيبقى كويس إن شاء الله

أثارت جملته غضبها ورفعت حاجبيها وهي تقول بحدة :

- خطيبي ايه !! ده يبقى خطيبي أنا ؟ أنا رئيسته في الشغل يا دكتور

نظر إلى الأسفل بحرج ثم رفع رأسه وقال معتذرًا :

- آسف ماكنتش أعرف .. على العموم هو اتنقل غرفة عادية وهو بخير .. بعد اذنك


رحل وتركها وحدها فجلست على المقعد مرة أخرى وتابعت ما تفعله على هاتفها قبل أن يدخل «زين» وينظر إليها بدهشة قائلًا :

- ياسمين ! نائل خرج من العمليات ؟

هزت رأسها بالإيجاب وأشارت إلى الغرفة الخاصة به قائلة :

- اه والأوضة بتاعته اهيه هناك

نظر إلى الغرفة ثم عاود النظر إليها قائلًا بتعجب :

- طيب مادخلتيش اتطمنتي عليه ليه؟

وقفت ونظرت إليه بتحدي قائلة :

- مش هدخل .. أنا كنت مستنياك تيجي علشان أمشي أنا .. ورايا بكرا شغل بدري وكفاية عليا لغاية كدا مش كفاية المصايب اللي جت من ورا الباشا ده

لم يصدق ما تقوله وهتف معترضًا على حديثها الذي لم ينل رضاه :

- مصايب ايه ! اللي أعرفه إن الشركة اتبدلت 180 درجة للأحسن في خلال الـ 10 أيام اللي اشتغلهم وكان بيقدملي تقارير عن اللي عمله من غير ما أنتِ تعرفي .. ده شايف شغله على أكمل وجه وشاطر وأكتر حد أمان للشركة وبعد ده كله تقولي مصايب !! يكفي إنه دافع عن مكتبك واتعرض للقتل علشان يحمي الشركة ولا أنتِ بتقولي ايه بالظبط .. مقتنعة أصلا باللي بتقوليه ؟

وضعت هاتفها بداخل حقيبتها ووضعتها على كتفها مستعدة للرحيل قبل أن تقول بضيق :

- مقتنعة ولا مش مقتنعة اهو عندك اشكره واعمل اللي تعمله .. أنا مش فاضية لكل الهبل ده علشان عندي شغل

ثم تركته ورحلت بينما وقف هو يتابع رحيلها بصدمة ...


***


كانت تتحدث بينما كان هو في عالم آخر غير هذا العالم ، كان يفكر في كيفية إعادة زوجته مرة أخرى ولا يريد التفكير بأمر آخر غير ذلك ، صاحت «رنّة» بسبب صمته :

- طيييف !

انتبه لها وقال :

- أيوة ؟

أشارت إلى المسدس الذي بيدها وقالت :

- لقيت المسدس ده في تابلوه العربية بس غريبة مش شبه المسدس بتاعك .. أنت غيرته ولا ايه؟

انتبه إلى المسدس الذي بيدها واتسعت حدقتيه بصدمة قبل أن يوقف السيارة على الفور ، نظر إلى السلاح وأخذه من يدها وظل محدقا به بصدمة شديدة مما بث الرعب والقلق بداخل قلب شقيقته التي قالت متسائلة :

- فيه ايه يا طيف ومالك بتبص للمسدس كدا !! في ايه؟

رفع بصره ونظر إلى الفراغ وهو يقول :

- المسدس ده بتاع نيران .. ازاي جه هنا وهو كان معاها وقت ما اتخطفت ؟ ازاي !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة