-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب 

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية


رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس والعشرون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 فاق من ذكرياته على صوت رنين هاتفه وكانت هي المتصلة ، ارتبك قليلا ولم يعرف ماذا يفعل لكنه في النهاية ضغط على زر الإجابة وقال :

- أنسة ياسمين ! ازيك ؟

ابتسمت وقالت بهدوء :

- الحمدلله بخير ، ازيك أنت .. كل سنة وأنت طيب

ابتسم رغمًا عنه وهو يجيبها :

- وأنتِ طيبة وبخير وسلامة .. صحيح كويس إني افتكرت علشان نسيت أسألك الصبح

رفعت إحدى حاجبيها قائلة :

- تسألني عن ايه؟

تنفس بأريحية قبل أن يقول :

- هي إجازة العيد أول يوم بس ولا أيام العيد كلها علشان أبقى عارف بس ؟

ضحكت وأجابته بغموض :

- أنت شايف ايه؟ أول يوم بس ولا الأيام كلها

صمت قليلًا لكي يفكر ثم أجابها :

- الأيام كلها ! على ما أعتقد يعني

تابعت بنفس الابتسامة :

- خلاص اديك جاوبت على نفسك أهو ، صحيح قُل لي عارف تستخدم الموبايل وتتعامل معاه ولا لسة زي ما أنت بتعرف تسجل أرقام وتتصل بس ؟

ضحك وقال بتلقائية شديدة :

- والله زي ما أنا ولا فاهم فيه حاجة .. قدامي طول الوقت ومش عارف أعمل فيه ايه أو حتى ألعب عليه ازاي كل اللي عرفته ازاي أتصور سيلفي زي البشر غير كدا مركون .. مش عارف الناس اللي بتفضل 24 ساعة ماسكين الموبايل ومش بيزهقوا دول بيعملوها ازاي

ضحكت وأجابته :

- عندهم نت وأكونت على الفيسبوك والواتساب ده غير الألعاب وباقي الابلكيشن الكتير .. بعد العيد هفهمك ازاي تتعامل معاه وهعملك أكونت على الفيسبوك

هز رأسه بالإيجاب وقال :

- إن شاء الله


انتهت المكالمة بينهما ونظر كل منهما إلى الفراغ وداخلهما سعادة لا يعرفان مصدرها.


***


مر الوقت وانتهت صلاة العيد وعاد «طيف» بصحبة عائلته إلى المنزل ونظر إلى الأعلى قبل أن يقول بأريحية :

- أنا نفسي مفتوحة أوي .. عايز آكل .. ريلي عايز أكل جامد

نهضت والدته واتجهت إلى المطبخ وهي تقول :

- غيروا هدومكم عقبال ما أحضر الفطار أنا ورنة

أسرعت «نيران» ولحقت بها وهي تقول :

- استني يا ماما أنا هساعدكم

بقى هو ووالده فقط فحاول الهروب قبل أن يفتح هذا الموضوع عليه مرة أخرى ، نهض من مكانه لكن أوقفه والده قائلًا :

- استنى يا طيف ماتهربش .. أنت متحاصر

التفت ورفع إحدى حاجبيه قبل أن يقول :

- كله متحاصر ؟ ايه يا بابا هو حد قالك إني تاجر حشيش .. أهرب ايه بس

اتجه إليه وجلس بجواره مرة أخرى وتابع :

- ايه عايزني أجيبلك كحك ! ولا أنت صح بتحب البسكويت

وقبل أن ينهض مرة أخرى أمسك والده معصمه وقال :

- اقعد هنا عايز أكلمك

جلس مرة أخرى ونظر إلى والده بحاجبين مرتفعين قائلًا :

- ماذا ! لمَ تلك النظرات ؟ أتفكر حقا في قتلي ؟

ضربه بخفة على رأسه وقال :

- اسمعني أنا بتكلم بجد .. أنا عايزك ترجع الفريق تاني خصوصا بعد ما أنت كملت تدريبك على ايد حازم .. أنت دلوقتي جاهز وأنا محتاجك جدا وماتقلقش رماح مش هيبقى له دعوة خالص بيك .. أنت هتاخد الأوامر مني أنا بس

صمت قليلًا لكي يفكر في الأمر لكنه أعرب عن رفضه وقال :

- مش حكاية رماح يا بابا .. مش عارف أوصلك قصدي ازاي بس حكاية الفريق دي صعبة جدا ومهماتها أصعب .. في لحظة كنا بننفذ مهمة برا مصر وكنت هروح فيها وأنا بدافع عن نيران ولولا ستر ربنا كان زماني انتقلت إلى الرفيق الأعلى .. أنا في مكاني كدا كويس لو في خطر تمام ولو في قضية عادية تمام برضه

لم يفهم والده مقصده فهنا خطر وهنا خطر ! حاول فهم السبب الرئيسي لكنه لم يستطع ، نظر إليه ورفع حاجبيه بتعجب وأردف :

- مش فاهمك يا طيف ! أنت كدا يعني مش في خطر ؟ أنت في الفريق زي ما أنت كظابط شرطة عادي .. الفرق إن الفريق بينفذ مهمات صعبة شوية وبرضه ده مش سبب .. أنت المفروض قبل ما تدخل شرطة عارف إن روحك شايلها بين ايدك ومهدد في كل ثانية إنك تموت !! ولا أنت فاكرها شغلانة سهلة وخلاص ! طيف أنت المفروض تحمي الناس وتحمي بلدك وممكن تعمل مهمة صعبة في الفريق وربنا ينجيك وتيجي في مهمة سهلة جدا كظابط عادي وتموت .. مش بالصعوبة ، ربنا لو مقدرلك تموت دلوقتي وفي اللحظة دي مش هتقدر تهرب من ده ولو خايف على فراق نيران فده قدر ربنا ، دي حياتنا كرجال شرطة ولازم تبقى عارف ده كويس .. أنت قدرك تبقى مهدد طول الوقت بأنك تفقد حياتك علشان تحمي الناس وتحافظ على بلدك ولو فقدت حياتك يبقى يابختك بقيت شهيد .. أنت عارف ! أنا بتمنى كل يوم أموت وأنا بأدي خدمتي كظابط شرطة علشان أبقى شهيد ومش هاممني الدنيا ولا الحياه دي .. هل معنى كدا إني مش بحبك أو بحب تنة ورنة أو حتى أسماء !! مش بالمنطق ده خالص ، لازم تفكر يا طيف وتقرر هل هتقبل حياتك كظابط شرطة ولا هترجع دكتور تاني ولو اخترت إنك تكون ظابط شرطة يبقى تعمل كل اللي قلته وتسيب كل حاجة بايد ربنا وتأدي شغلك على أكمل وجه ولو ربنا قدر واستشهدت مش هتخسر نهائي بالعكس أنت هتكون كسبت كتير أوي

فكر في كلام والده الذي أثر فيه كثيرا ثم نظر إليه واتخذ قراره قبل أن يقول بابتسامة :

- موافق يا كبير .. هنضم الفريق وهعمل كل ده ، أما أروح بقى أفتح الفريزر يمكن ألاقي أيس كريم ولا حاجة

بالفعل نهض وفتح الباب فتفاجأ بوجود الكثير ، نظر خلفه وردد بصوت مرتفع :

- ايه ده يا رنة أنتِ عاملة حفلة أيس كريم ولا ايه؟

أجابته بصوت مرتفع من الداخل :

- أيوة عملت حسابكم كلكم علشان نايبي مايتاكلش زي كل مرة .. على الله يطمر فيك


***


عاد إلى الفيلا بصحبة شقيقتيه وخطيبته وصاح بصوت مرتفع :

- يا هااانم .. إنني أتضور جوعا

نظرت إليه «ياسمين» ورفعت حاجبيها قائلة :

- ياابني هانم أخدت إجازة ال3 أيام بتوع العيد ومشيت قبل الفجر أنت عندك زهايمر ولا ايه؟

خبط بيده مقدمة رأسه وقال :

- اوبس .. كدا مفيش حد يعمل أكل ، هطلب دليفري .. عايزين بيتزا ولا شاورما؟

وقفت «ياسمين» وأشارت إلى «نايا» وهي تقول :

- ولا ده ولا ده .. أنا ونايا هنتهور وهنعمل فطار ، يلا يا نايا

تحمست كثيرا ونهضت من مكانها فنظر إليها «زين» قائلًا بترجي :

- لا بلاش .. علشان خاطري مش هيجيلي تسمم أول يوم العيد أنا ! أنا فرحي كمان أسبوع بليز

أصرت «ياسمين» وسحبت يد «نايا» واتجهت إلى المطبخ وهي تقول :

- قضي الأمر .. هنعمل الفطار يعني هنعمل الفطار

نظر إلى شقيقته الصغرى وقال باستسلام :

- جهزي رقم الإسعاف يا رورو علشان أول ما نحس بأعراض التسمم نتصل على طول وحطي الموبايل جنبك علشان مانفضلش ندور عليه واحنا بنموت

رفعت هاتفها وقالت بابتسامة :

- متقلقش أنا مجهزة كل حاجة والموبايل في ايدي


***


لم تعد إلى منزلها بعد أداء صلاة العيد واتجهت إلى فيلا ابن خالتها «جاسر» فوجدته يجلس بحديقة الفيلا شاردًا ، اقتربت منه وقالت متسائلة :

- ايه يا جاسر أنت ماصليتش العيد ولا ايه ؟

فاق من شروده ونظر إليها قائلًا :

- لا صليت ولسة جاي من شوية .. ايه ازيك محدش بيشوفك يعني

ابتسمت «نرد» وجلست أمامه وهي تقول :

- أنا موجودة بس سعادتك اللي ماكنتش مديني فرصة أكلمك فقلت أسيبك براحتك ، قُل لي بقى ايه اللي شاغل بالك .. شكلك زعلان أو متضايق !

نظر أمامه وتذكر ما حدث معه أو ما بدر من «هدير» تجاهه لكنه أخفى ذلك وقال :

- مفيش .. شوية مشاكل بس في الشغل ماتشغليش بالك أنتِ

هزت رأسها بالإيجاب ولم تضغط عليه أكثر من ذلك ، رسمت ابتسامة على ثغرها مرة أخرى وقالت :

- وأنا جاية كلمت دليفري وهيجيب أكل .. زمانه جاي دلوقتي أنت مش جعان !

رفع حاجبيه بدهشة وأجابها :

- تصدقي فعلا أنا هموت من الجوع

ابتسمت بسعادة وعادت بظهرها إلى الخلف وهي تقول :

- أنا عارفة إنك بتحب البيتزا علشان كدا طلبت بيتزا .. كل سنة وأنت طيب

بادلها الابتسامة وقال :

- وأنتِ طيبة .. خالتي عاملة ايه؟ وحشتني

- كويسة بس زعلانة إنك مش بتسأل .. وبتقول إن شكلك نسيت إن ليك خالة

نظر إلى نقطة بالفراغ واختفت ابتسامته ليعلن عن حزنه وألمه قبل أن يقول :

- معلش غصب عني ، بعد موت ماما حسيت إني في دوامة كبيرة أوى واللي طلعني منها بابا .. ساعتها طلب مني أشتغل معاه وأركز وفعلا مسكني كل شغله وبقت شغلتي في الحياه إنى أشتغل وأشتغل علشان ماأفكرش في حاجة تانية .. لغاية ما قابلتها ويارتني ما قابلتها ...


***


مر يومان وجاء اليوم الثالث ، ارتدى «طيف» ملابسه ونظر إلى نفسه في المرآة قبل أن يبتسم ويقول :

- الله على شياكتك ياض يا طيف

خرجت «نيران» من غرفتها فالتفت ليجدها أمامه وعلى وجهها ابتسامة خفيفة ، اقترب منها بهدوء إلى أن وصل إليها وأمسك كلتا يديها بحب وهو يقول :

- ايه الجمال ده ! أنا بقول نسيبنا من الفرح اللي رايحينه ده ونبقى مع بعض يا قطتي

رفعت وجهها بهدوء ونظرت إلى عينيه قائلة :

- يلا نروح أنا عايزة أشوف شكل الأفراح وبعدين صاحبك ده ممكن يزعل صح ولا ايه !

هز رأسه بالإيجاب ورفع يدها ليقبلها ثم ردد :

- عندك حق النهارده فرح غيث وليان ودول أصحابنا في الفريق ، أقولك حاجة بس ماتقوليش لحد

رفعت إحدى حاجبيها قائلة :

- مش هقول .. حاجة ايه ؟

ابتسم وقال :

- بعد ما الفرح يخلص هنهرب منهم وهوديكي مكان فيه أسرار كتير أوي

لمعت عينيها بسعادة وهتفت بفضول :

- مكان ايه ؟ فيه أكشن وكدا ؟

هز رأسه بالإيجاب وقال :

- أيوة ، يلا اسبقيني على تحت وأنا هجيب حاجة وأحصلك


بالفعل تحركت وتابعها هو بعينيه المشتعلتين ، كان الشر ينبعث منهما لكنه تمالك نفسه حتى تمر تلك الليلة ويقوم بإنهاء ما بدأه منذ وقت طويل ، لابد من وضع نهاية للأمر .. لابد من إنهاء الأمر سريعا قبل أن يجد نفسه دُمية لهم ، وقف قليلا يفكر من هؤلاء وما هي خطتهم لكنه لم يجد إجابة واضحة لكنه سيسعى للحصول على إجابة تلك الليلة


***


"قبل ساعات تحديدا في السادسة صباحًا من هذا اليوم"


- الو مين معايا !!

لم يتلق إجابة فأعاد سؤاله مرة أخرى لعله يتلقى رد :

- مين معايا ؟

كان الوضع تلك المرة مختلفا، سمع صوتا خفيفا لكنه لم يعرف مصدره فحاول تركيز سمعه ليميز هذا الصوت فوجده صوت أقرب لخطوات القدم ، ود لو يستطيع إغلاق المكالمة لكنه لم يستطع فهذا الرقم ليس بغريب عليه ، مل من الانتظار وقرر إنهاء المكالمة في الحال لكنه تفاجأ بصوت واضح يقول بنبرة غريبة :

- طلب رقم اثنان تحول إلى رقم ثلاثة

عقد حاجبيه بدهشة وهو يحاول تفسير ما قاله لكنه لم يفهم مقصده فسأله بحاجب مرتفع :

- طلب ايه واتحول ايه؟ مين معايا

ظهر الصوت مرة أخرى ولكن بجملة مختلفة :

- تم تنفيذ الطلب ، مقدار العائد واحد ونصف

نزع الهاتف من على أذنه ونظر إليه بتعجب فوجد الرقم قد اختفى وانتهت المكالمة ، خرج من القائمة وولج إلى المكالمات الواردة ليرى هذا الرقم وبالفعل حصل عليه وتوجه إلى تطبيق شهير ليعرف لمن هذا الرقم ، وضع الرقم فظهر هذا الاسم الغريب والذي لم يفهمه "العهد الثالث (طلب رقم اثنان تحول إلى ثلاثة)"

ضحك وخرج من التطبيق وهو يقول لنفسه :

- هي ناقصة جنان على الصبح ، ناس فاضية

ترك الهاتف وقرر إنهاء ارتداء ملابسه لكنه استمع لصوت رنين هاتفه مرة أخرى وتلك المرة كان رقمًا مختلفًا وفي نهايته رمز قفل ، ارتفع حاجباه بتعجب فـ هو لم يرَ رقمًا مثل هذا من قبل وقرر الإجابة :

- أيوة ؟

- طلب رقم ثلاثة ، سيقوم المُنفذ بسحب العينة .. ستسمع طرقات على باب منزلك الآن ، قم بتستلام الطلب

وفي تلك اللحظة استمع طرقات على باب غرفته فبدل نظراته بين هاتفه وبين الباب بتعجب ، اتجه إلى الباب وفتحه بحذر وما إن فتحه حتى ظهر هذا الرجل المُلثم أمامه ومد يده بسلاحه وأطلق رصاصة اخترقت جسده لتوقعه أرضًا في الحال

ألقى بالسلاح ثم أشار إلى جثته وهو يقول :

- طلب رقم ثلاثة تم التنفيذ ، مقدار العائد واحد ونصف .. جاري سحب العينة


***


وصل الجميع إلى القاعة واتجه اللواء «أيمن» إلى «غيث» الذي وقف في الحال ورحب به بشدة قائلًا :

- سيادة اللواء والله نورت القاعة كلها

ابتسم «أيمن» وربت على كتفه بحب قائلًا :

- الف مبروك يا عريس .. ربنا يسعدكم

اقتربت «ليان» هي الأخرى وقالت بسعادة :

- سعادتك نورت المكان كله

هز رأسه بابتسامة قائلًا :

- تسلمي يا ليان .. ربنا يتمم ليكم على خير ومش عايزين الجواز ياخدكم مننا .. يادوب أسبوع علشان داخلين على شغل جامد جدا

- طبعا طبعا يا سيادة اللواء

اقترب طيف وبارك هو الآخر للعروسين ثم اتجه نيران وجلس بجوارها ، لاحظ والده نظراته المجهولة لها فرفع حاجبيه متسائلًا :

- في حاجة يا طيف ؟

نظر إلى نيران لمرة أخيرة ثم نظر إلى والده قائلًا :

- مفيش حاجة يا بابا .. مفيش حاجة

مرت ربع ساعة قبل أن ينهض بشكل مفاجئ ثم نظر إلى والده وقال :

- بابا أنا هضطر أروح مشوار كدا أنا ونيران .. وهنروح من برا برا ..

شعر «أيمن» بوجود سبب مريب لأنه لم يعتد تلك النبرة الجادة في صوت «طيف» مما جعله يقطب جبينه بدهشة وهو يقول :

- في حاجة ؟ متخانق أنت ونيران !! فهمني

رسم إبتسامة كاذبة ونظر إلى «نيران» قائلًا :

- لا أبدا أنا بس عامل مفاجأة لنيران وكنت واعدها من الصبح .. صح يا نوني ؟

وقفت ونظرت إليه بسعادة ثم نظرت إلى «أيمن» الذي ازداد خوفه وقلقه وقالت :

- أيوة يا بابا .. طيف قالي عاملي مفاجأة ، يلا باي

وأمسكت بيد «طيف» ثم سحبته إلى الخارج ، ظل يتابعهم بنظراته وازداد خوفه أكثر وأكثر عندما لاحظ بروز المسدس الخاص بـ «طيف» أسفل سترته التي يرتديها.


***


ملأت قوات الشرطة الفيلا وصور أحدهم بقعة الدماء التي توجد أمام غرفته بينما انشغل الباقون بسحب البصمات من كل مكان ، اتجه «طارق» إلى «ياسمين» التي كانت جالسة على مقعد بإحدى الأركان وتبكي بشدة وصوت مرتفع ، تردد في التحدث معها وهي بتلك الحالة لكنه اتخذ قراره وقال متسائلًا :

- لو سمحتِ يا أنسة ياسمين ممكن أسألك كام سؤال علشان يساعدنا ؟

مسحت دموعها بصعوبة وحاولت التماسك وهي تقول :

- اتفضل ..

جلس على المقعد المقابل لها وقال :

- سيادة الرائد زين ماقالش حاجة امبارح أو كان متغير ! وهل النهارده سمعتوا صوت غريب في الفيلا .. حرامي مثلا أو حصلت حاجة مريبة الفترة اللي فاتت

مسحت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بالنفي وهي تقول بصوت ممزوج بالبكاء :

- لا ماسمعناش أي صوت غريب الصبح وماقالش حاجة ومفيش أي حاجة مريبة حصلت الفترة اللي فاتت بالعكس ده كان فرحان طول اليومين اللي فاتوا جدا علشان فرحه كان النهارده

ازداد بكاؤها وتابعت :

- ليه يحصل كدا يوم فرحه ! ليه يتحرم من الحاجة اللي بقاله عمر بيتمناها !! أنا مش عارفة هل هو اتخطف ولا مات ولا حصل ايه .. أرجوك رجعهولي أنا ماليش غيره في الدنيا دي

نظر إلى الأسفل بتأثر ثم رفع بصره مرة أخرى وقال بهدوء :

- هيرجع إن شاء الله ، أوعدك إنه يرجع تاني ومايكونش حصله حاجة ..


***


كان يقود سيارته ولا يتحدث ، كان ينظر إلى الطريق بوجه شارد وكأنه يفكر بالذي سيحدث بعد دقائق ، نظرت هي له بتعجب فهي لم تعتاد هذا الصمت منه ، نظرت إليه ورفعت حاجبيها متسائلة :

- طيف أنت ساكت كدا ليه! هي مفاجأة وحشة ولا ايه

رسم ابتسامة مزيفة على وجهه وقال :

- بالعكس دي هتعجبك أوي .. مش هتتخيلي أنا عرفت وفهمت وكشفت في وقت صغير ازاي

حاولت فهم حديثه الذي يبدو وكأنه لغز لكنها لم تستطع وشعرت بقليل من القلق الذي تسرب إلى قلبها قبل أن تقول :

- هو لغز ده ولا ايه ! أنا كدا قلقت على فكرة

ابتسم بسخرية ونظر إليها نظرة لم تفهم معناها ونظر إلى الطريق أمامه وهو يقول :

- ماتستعجليش .. هانت كلها خمس دقايق ونوصل وتفهمي كل حاجة

صمت قليلًا وتابع :

- وكلنا نفهم كل حاجة .. المجهول والايد الخفية وحتى اللعبة ، أخيرا هنفهم يا حبي

ازداد خوفها ونظرت إلى الطريق أمامها بقلق ، فتحت حقيبتها وسحبت هاتفها فنظر إليها قائلًا :

- بتعملي ايه ؟

نظرت إلى هاتفها ثم نظرت إليه :

- هكلم ماما اتطمن عليها عقبال ما نوصل

ضحك وسحب الهاتف من يدها ووضعه أمامه وهو يقول :

- خليها بعد المفاجأة .. مش عايز حد يشاركنا الليلة المميزة دي

أوقف سيارته أخيرا وترجل منها وانتظر خروجها ، نظر إليها وقال :

- ايه يا نوني مش هتخرجي ولا ايه ؟

تركت حقيبتها وترجلت هي الأخرى من السيارة ونظرت حولها فوجدتها منطقة شبه مهجورة ، لم تجد أحد فنظرت إليه وقالت بتردد :

- أنا بخاف من الأماكن اللي مافيهاش ناس وضلمة دي ! يلا نمشي من هنا

التف حول السيارة وأمسك يدها بهدوء قائلًا :

- ماتخافيش طول ما أنتِ معايا يا حبيبتي

اصطحبها واتجه إلى بناية سكنية وصعد طابق واحد قبل أن يخرج المفتاح من جيب بنطاله ويضعه في الباب ، أدار المفتاح وفتح الباب ثم ضغط على زر بالحائط وأضاء المكان ، أشار بيده إلى الداخل وقال :

- ادخلي

دلفت إلى الداخل بتردد وخوف وما إن تقدمت بضع خطوات حتى أغلق الباب وأخرج سلاحه ووجهه إلى رأسها وهو يقول :

- أنتِ مين ؟

تسارعت أنفاسها بخوف شديد ونظرت إليه بقلق وهي تقول :

- أنت بتعمل ايه يا طيف ! أنا مش فاهمة حاجة ؟

شد أجزاء مسدسه بحركة عنيفة ثم وجهه إلى رأسها مرة أخرى وقال بغضب وصوت مرتفع :

- بقولك انطقي !! أنتِ مين ؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة