-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثامن والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والثلاثون من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب 

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثامن والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية


رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثامن والثلاثون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

انتشرت قوات الشرطة في كل مكان وعاد «رماح» والبقية إلى نفس نقطة الالتقاء ، بحث بعينيه بينهم قبل أن يردد بتساؤل :

- فين طيف وزين ؟

لم يجب أحد ورددت «نيران» :

- فعلا اتآخروا أوي ! أيوة صح زين كان معاه جهاز لاسيلكي ممكن نعرف مكانهم

أخرج جهاز اللاسلكي الخاص به ورفعه وهو يقول :

- الو عمليات الو عمليات ، الرائد زين الجيار سامعني ! الرائد زين الجيار أنت فين ؟


***


نهض من مكانه ونظر حوله بحثًا عن وسيلة نجدة فلم يجد شيئا لأنهما الآن على طريق ومن حوله صحراء ولا وجود لأي بشر !!

عاد إلى «زين» مرة أخرى وجلس بجواره ليفكر في خطوته التالية وكيف سيخرج من هذا المكان وأثناء تفكيره استمع لصوت جهاز اللاسلكي بجيب بنطال «زين» الذي كان فاقدًا للوعي فأسرع وسحبه ورفعه وهو يقول :

- أنا طيف ، طاردنا الراس رئيس المنظمة بالعربية وعملنا حادثة .. زين أغمى عليه واحنا على طريق وحوالينا صحراء

سحبت «نيران» الجهاز منه بسرعة ورددت بلهفة :

- طيف أنت كويس ؟

ابتسم وردد بهدوء :

- الحمدلله عدت على خير

سحب «رماح» الجهاز منها مرة أخرى وهو يقول :

- مش وقته

ثم رفع الجهاز وقال :

- خليك عندك يا طيف وفي قوة وعربيتين إسعاف هيجولك

- تمام


وفي تلك اللحظة فاق «زين» ونظر حوله بتعجب وهو يقول :

- أنا فين ! حصل ايه؟

ابتسم «طيف» وقال مازحًا :

- صباح النور ، أنت ما صدقت وسوقت فيها ولا ايه أنت بقالك ساعة نايم يا جدع

قام بصعوبة ونظر إلى وجه «طيف» وهو يقول بقلق :

- وشك كله دم ! هي العربية اتقلبت صح ؟ أيوة افتكرت كانت ماشية وفجأة اتقلبت

وضع الجهاز بجواره وقال مازحًا :

- أيوة اتقلبت ولولا إني أنقذتك كان زمانك كباب حلة ، كدا أنا أنقذتك مرتين وأنت مرة يبقى مش خالصين

أمسك «زين» حجرا صغيرا وألقاه عليه وهو يقول :

- هو ده وقته يا جدع ؟

تفادى «طيف» الحجر قبل أن يقول :

- بقى دي شكرا اللي بتقولهالي .. ماشي برضه مش خالصين

نفض «زين» ملابسه ونهض بصعوبة قبل أن ينظر حوله ويقول متسائلًا :

- احنا فين ؟

رفع «طيف» كتفيه بمعنى "لا أعرف" ثم قال :

- علمي علمك بس المقدم رماح هيبعت عربيتين إسعاف وقوة على هنا أما بقى عن الراس الكبيرة فهرب بعد كل اللي عملناه ده

جلس مرة أخرى ونظر إليه بعدم رضا قبل أن يقول بغضب :

- في حد يلف اللفة اللي أنت لفتها بالعربية دي وهي ماشية بالسرعة دي ؟ يعني أول مرة وعدت على خير تقوم مكررها تاني ! اديه هرب ومش معانا غير عبدة الشيطان بس أما رءوس الأفاعي ماعرفناش نمسكهم

نظر إلى نقطة بالفراغ أمامه وردد بحزن :

- لولا موضوع السجود ده كان زمان القوة جت وقبضت عليه من غير ما يعرف بس للأسف طلع ذكي وكان عارف إن لو في حد مدسوس عمره ما هيسجد

قطب «زين» جبينه بتعجب وأردف :

- سجود ايه مش فاهم ؟

قص ما حدث عليه وأنهى حديثه قائلًا :

- تفتكر أنا كدا غلطان وماأديتش مهمتي على أكمل وجه ؟

هز رأسه بالنفي ورسم ابتسامة على وجهه وهو يقول :

- مفيش كلام من ده ، أنت عرضت نفسك للخطر ودخلت جوا كهف الشياطين ، أنت عملت كل اللي مطلوب منك وصح أوي إنك رفضت تسجد للشيطان أنا لو مكانك كنت هرفض وأي حد مكانك كان هيرفض ، سيبها على ربنا .. ربنا هيقف جنبنا ويساعدنا علشان رفضنا نعصيه أو نعمل حاجة تغضبه ، راس الأفعى طالما دخلنا جحرها يبقى هنعرف نقطع راسها ، دي نهايتهم إن شاء الله

ابتسم «طيف» وقال بارتياح :

- إن شاء الله


مرت نصف ساعة قبل أن تصل سيارات الإسعاف مع قوة من الشرطة إلى مكانهم ، كانت «نيران» معهم وما إن رأت «طيف» حتى ركضت تجاهه وارتمت بين أحضانه وهي تقول :

- أنت كويس يا حبيبي ! في حاجة بتوجعك ؟ بتشتكي من حاجة ! بالله طمني

أبعدها عنه قليلا وأمسك يدها بحب ثم أطبق عليه بكلتا يديه وهو يقول :

- أنا كويس يا حبيبتي ماتقلقيش ، شوية جروح خفيفة بسبب إن العربية اتقلبت بس لكن أنا بخير

انهمرت دمعة من عينيها قبل أن تقول بصوت ضعيف :

- بس أنت وشك كله خرابيش وتعواير كتير أوي ، وشك بقى شوارع

ضحك على جملتها الأخيرة وحضنها بحب وهو يقول :

- دي مقدور عليها مش أحسن ما كانت العربية ولعت بينا وكنتِ لميتيني فحم

ضربت ظهره بخفة قبل أن تقول :

- بعد الشر عنك ، يلا علشان عربية الإسعاف مستنية ونشوف وشك اللي محتاج تنجيد ده

ابتعد عنها قبل أن يرفع حاجبيه بتعجب قائلًا :

- محتاج يتنجد ! للدرجة دي أنا وشي باظ ؟ هاتي موبايلي أما أفتح الكاميرا الأمامية وأشوف وشي حصله ايه

بالفعل أخذ منها هاتفه وقام بفتح الكاميرا الأمامية ليتفاجأ بوجهه الذي كان مليء بالجروح والدماء التي أخفت ملامح وجهه ، اغلق الكاميرا ونظر إليها بحزن قائلًا :

- يالهوي أنا مابقيتش عارف نفسي ! أنا مش عارفني ..

ضحكت وتابعت بمرح :

- أنا تهت مني .. أنا مش أنا

- هزري هزري ما أنا الدنيا جاية عليا أوي ، شوية أتضرب فوق نفوخي وماأمشيش شهر وشوية أتضرب رصاصة وشوية أتقلب بعربية ولسة اللي جاي أحلى


اقترب «زين» من «طيف» وردد قائلًا :

- بقولك ايه يا طيف معلش عايز موبايلك هتصل بنائل أو أختي أعرف منهم في ايه أصل نائل كلمني وكان صوته فيه حاجة وانا قفلت علشان المهمة

رفع إحدى حاجبيه وهو يقول متسائلًا :

- نائل ده خطيب أختك صح ؟

هز رأسه بالنفي وأجابه :

- ياعم بطل الزهايمر ده ماأنا قلتلك حكايته وإن شاء الله يبقى زي ما بتقول ، هات بقى الموبايل ماتبقاش رخم

مد يده بهاتفه وهو يقول :

- رخم ! اطلب بأدب ياعمنا بدل ما أقول مفيش موبايلات

سحب الهاتف من يده وتحرك بعيدًا ثم قام بكتابة رقم شقيقته وضغط على زر الاتصال وما هي ثوانٍ حتى أجابته وهي تقول :

- أيوة ! مين معايا

أجابها بصوت شبه مرتفع :

- أيوة يا ياسمين أنا زين ، الموبايل مش معايا وبكلمك من موبايل ظابط صاحبي المهم حصل ايه ونائل كلمك ولا لا ؟

أجابته وهي تنظر إلى نائل الذي كان يجلس بجوارها بداخل سيارتها :

- أيوة كلمني وهو جنبي في العربية اهو واللي حصل إنه مش لاقي أخوه يوسف بص هما اتصالحوا النهارده وقصة طويلة كدا هبقى أحكيهالك بعدين بس يوسف اختفى ومش بيرد على موبايله وباباه تليفونه مقفول ومسافر ونائل قلقان جدا ومش عارف يتصرف ازاي ده حتى راحله البيت ومعرفش مكانه برضه

فكر قليلًا في الأمر ثم ردد بجدية :

- طيب أنا هكلم حد يشوف مكانه وبعدين هكلمك تاني


***


دلف إلى داخل تلك الشقة التي امتلأت برجال الشرطة وفحص بعينيه المكان قبل أن يرمق جثته والتي يغطيها غطاء باللون الأبيض ، انخفض النقيب «طارق» ونزع الغطاء عن وجهه ليرى من هذا فتفاجأ أنه «يوسف» فهو كان على علم بخطوبته لشقيقة رئيسه بالعمل «زين» ، نهض من مكانه واتجه إلى أحد الضباط وهتف متسائلًا :

- ايه اللي حصل ومين اللي بلغ عن جريمة القتل ؟

أجابه الضابط بجدية :

- اتطعن كذا طعنة في بطنه أدت لوفاته واللي بلغ عن جريمة القتل واحدة ست وماقالتش اسمها ولا أي حاجة عنها وقفلت على طول

هز رأسه بالإيجاب ورمق الجثة مرة أخرى قبل أن يقول :

- لقيتوا سلاح الجريمة ولا لا ؟

هز رأسه بالإيجاب وهو يجيبه :

- لقيناه سعادتك ودلوقتي بناخد البصمات من المكان


ارتفع صوت رنين هاتفه فأشار للضابط بمتابعة عمله وأجاب هو :

- أيوة !

جائه صوت «زين» الذي قال بجدية وبأمر صريح :

- طارق عايزك تقلب الدنيا على يوسف محمد الهواري ، سيب كل اللي في ايدك واعرفلي مكانه

نظر إلى جثته التي كانت أمامه وردد بصوت هادئ :

- يوسف محمد الهواري اتقتل يا باشا

ارتفعت حاجبيه بصدمة وردد بعدم تصديق :

- اتقتل ! ازاي وامتى وفين ؟

- في بلاغ جالنا إن في جريمة قتل في منطقة ".." واللي بلغت بنت بس ماقالتش اسمها ، جيت وكشفت وشه واتصدمت إنه هو ، لسة معرفش تفاصيل أوي بس هو اتقتل بكذا طعنة

تحرك «زين» حركات عشوائية لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل ، كيف سيخبر «نائل» بهذا الأمر ! لوى ثغره بحزن وأردف :

- طيب يا طارق ابعتلي العنوان وأنا جاي عندك حالا

- تمام يا باشا


اقترب «طيف» من «زين» الذي أنهى المكالمة وظل شاردًا في مكانه ، لاحظ طيف شروده فردد بتساؤل :

- مالك ! في حاجة حصلت ؟

نظر إليه بشرود وهو يجيبه :

- يوسف اتقتل !

رفع «طيف» إحدى حاجبيه بتعجب وهو يقول :

- يوسف مين ! تقصد غارم اللي مسمي نفسه يوسف ولا ايه بالظبط

هز رأسه بالنفي وأجابه :

- لا يوسف خطيب اختي اللي قبل كدا وأخو نائل

شرد «طيف» قليلا وهو يحاول ربط الأمور ببعضها فهتف «زين» :

- هبقى أحكيلك بعدين

نظر إلى الهاتف وحدد العنوان الذي أرسله «طارق» ثم مد يده بالهاتف وهو يقول :

- لازم أروح ، مش هروح على المستشفى

أخذ منه الهاتف وأشار إلى ملابسه وهو يقول باعتراض :

- طب المستشفى ممكن تروحها بعد ما تخلص عادي إنما هدومك اللي متقطعة ومليانة تراب وقرف دي هتمشي بيها ازاي ؟

نظر إلى ملابسه ووجدها كما وصف فقال بتردد :

- طيب أعمل ايه ! لازم أروح .. طيب هروح أغير هدومي على طول وأطلع على هناك

حضرت «نيران» ورددت بصوت مرتفع :

- هنفضل هنا للصبح ! عربيات الإسعاف مستنية

هنا تحدث «طيف» وقال بجدية :

- تعالى في عربية الإسعاف المسعفين يشوفوا الجروح دي ويعملولك إسعافات أولية وأنا هبعت حد يروح عندك البيت يجيبلك هدوم تلبسها وأنت هناك وتروح على مكان الجريمة ، مش هتاخد ساعة وبالمرة هروح معاك


أعجبه اقتراحه ووافق عليه قبل أن يتجه إلى سيارة الإسعاف واتجه «طيف» ومعه «نيران» إلى سيارة الإسعاف الأخرى ...


***


انتظرت مهاتفة شقيقها له لكنه تآخر كثيرًا وفجأة صاح «نائل» بصوت مرتفع وهو يقول :

- بابا فتح موبايله .. جالي رسالة أنا هتصل بيه

وبالفعل نقر على زر الاتصال وما هي إلا ثوانٍ حتى أجابه وهو يقول :

- أيوة يا نائل في حاجة ولا ايه ؟ الساعة دلوقتي 3 قبل الفجر قلقتني ؟

أسرع وقص عليه ما حدث وتغيب شقيقه «يوسف» فجاءه الرد المعتاد :

- أنت ماتعرفش يوسف ده بيسهر للفجر ويرجع متآخر دي عوايده ومش مستاهلة كل القلق ده

نظر إليها وردد بحزن :

- هو مابقاش يسهر بس مش عارف الصراحة أعمل ايه .. أنت فين دلوقتي يا بابا ؟

أجابه وهو يقود سيارته عائدًا للمنزل :

- أنا لسة داخل القاهرة اهو قدامي حوالي نص ساعة وأوصل البيت وبعدها هطمنك ماتقلقش

- تمام يا بابا مع السلامة

أنهى المكالمة معه ونظر إليها مرة أخرى وهو يقول :

- أنا آسف يا ياسمين تعبتك معايا لمجرد إحساس وسهرتك للفجر وأنتِ عندك شغل بكرا ، أنا هنزل واخد تاكسي للبيت وأنتِ روحي علشان الشغل

ابتسمت بلطف وأدارت سيارتها استعدادًا للتحرك قبل أن تقول :

- لو قلت الكلام ده تاني يا نائل هزعل منك مفيش بينا أسف وبعدين مين قالك إني متضايقة ، أنا نفسي والله تطمن بأي طريقة ، على العموم أنا مش هسيبك تنزل وهوصلك ومش عايزة اعتراض لأني هوصلك يعني هوصلك

ابتسم بهدوء قبل أن يقول بلطف :

- خلاص موافق .. تسلميلي

ابتسمت تلقائيًا وتابعت طريقها إلى عنوانه ...


***


انتهى الأطباء من عمل الإسعافات اللازمة لـ «زين ، طيف» وحضر اللواء «أيمن» قبل أن يقص عليه «طيف» ما حدث ، تقدم «زين» بإتجاهه وردد قائلًا :

- بعد إذن سعادتك همشي علشان لقوا حد أعرفه مقتول والنقيب طارق هناك وعايز أفهم حصل ايه

قطب «أيمن» جبينه وهو يقول متسائلًا :

- مين قريبك ده ؟

نظر إلى «طيف» ثم عاود النظر إليه مرة أخرى وهو يجيبه :

- خطيب أختي السابق ، اسمه يوسف محمد الهواري ابن رجل الأعمال محمد الهواري

هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وقال :

- أيوة أعرفه ، طيب تمام روح أنت بس حاول تسيب القضية دي لحد غيرك وريح علشان بكرا عندنا شغل مهم وهكشف قدامكم مين اللي بيساعدنا لأنه الوحيد اللي هيوصلنا لـ التلاتة اللي هربوا

أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول :

- تمام سعادتك

وقبل أن يرحل هتف «طيف» :

- استنى أنا جاي معاك وأنتِ يا نيران ريحي وأنا مش هتآخر

وقفت وقالت معترضة :

- هتروح فين بوشك اللي مليان جروح ولزق جروح ده ؟

ابتسم وقبل جبينها بحب وهو يقول بهمس :

- زين صاحبي برضه ولازم أقف جنبه وبعدين أنا ماصدقت يبقى ليا أصحاب في شرطة ، يلا مش هتآخر اشطا ؟

ابتسمت وأجابت بهدوء :

- اشطا


رحل معه واتجها إلى سيارة «زين» الذي استقل المقعد الأمامي خلف المقود وبجواره «طيف» الذي ردد بجدية :

- قبل ما تتحرك بلغ نائل علشان زمانه قلقان على أخوه دلوقتي على الأقل لما يعرف هيزعل بس القلق هيروح وبلغ أبوه برضه

فكر «زين» قليلا في ما قاله واقتنع به ، رفع هاتفه وقام بإحضار رقم «نائل» ثم نقر على زر الاتصال


كان قد وصل أخيرا إلى الشارع الخاص به وقبل أن يترجل من السيارة استمع لصوت رنين هاتفه فرفع الهاتف بلهفة ليجده رقم «زين» فأجاب على الفور وهو يقول :

- أيوة يا زين لقيته ؟

انتظر لثوانٍ ونظر إلى «طيف» الذي هز رأسه بمعنى "أخبره" فأخذ تلك الخطوة وقال :

- احنا لقينا يوسف .. البقاء لله يا نائل

لم يستوعب ما قاله وظل على حالته وكانت تتابع «ياسمين» تبدل تعابير وجهه للصدمة فقالت :

- نائل في ايه؟

لم يجبها وتحدث بعدم تصديق :

- يوسف مات ! ازاي ده كان معايا الصبح وحكالي عن البنت اللي بيحبها ! ده كان ناوي يكلم باباها ويتجوزها ! يوسف مات !!

صمت «زين» قليلا قبل أن يقول بحزن :

- للأسف يا نائل .. أنا مش فاهم ده حصل إزاي بس لقوه مقتول في شقة في القاهرة بعد ما بنت بلغت عن الجريمة

ثم صمت قليلًا وتابع بانتباه :

- أنت قلت بيحب بنت وهيتجوزها ؟

انهمرت الدموع من عينيه وقال بحزن :

- كان للأسف .. مالحقش ، أنا عايز أشوفه دلوقتي

رفض طلبه وقال بهدوء :

- ماينفعش يا نائل بس لما ياخدوا الجثة على المشرحة أوعدك أخليك تشوفه

مسح دموعه وقال بتماسك :

- علشان خاطري يا زين أنا أول مرة أطلب منك طلب ، عايز أشوفه دلوقتي مكان ما هو موجود

صمت قليلا ليفكر بالأمر ثم أجابه :

- طيب يا نائل هبعت اللوكيشن لياسمين تجيبك على المكان بس هتشوفه وتمشي على طول علشان نشوف شغلنا

- تمام تمام


أنهى المكاملة ونظر إلى «ياسمين» بحزن وهو يقول :

- كنت حاسس .. قلتلك هو مش بخير أبدا ، يوسف اتقتل

وضعت يدها على يده بحركة تلقائية وقالت بهدوء :

- اهدا يا نائل أنت ماتستحقش الزعل والحزن ده كله ، الصراحة مش عارفة أقول ايه بس ربنا يكون في عونك ويصبرك على المصايب دي كلها


على الجهة الأخرى هاتف زين والده وأخبره بالأمر وأنهى المكالمة سريعًا ثم نظر إلى «طيف» قائلًا :

- حاسس بحاجة مش مظبوطة

رفع حاجبيه وقال متسائلًا :

- قصدك ايه ! يوسف اتقتل وطبيعي اتقتل علشان حاجة معينة ايه بقى الحاجة اللي مش مظبوطة

لوى ثغره ونظر إلى الطريق أمامه وهو يقول :

- هنعرف .. هنعرف ودلوقتي هحكيلك حكاية يوسف ويقرب ايه لنائل عقبال ما نوصل


***


مرت دقائق قبل أن يصلا إلى مكان ارتكاب الجريمة ، دلف «زين» ومن خلفه «طيف» الذي بحث بعينيه في كل مكان ، انخفض «زين» وكشف عنه الغطاء ليتأكد أنه هو وبالفعل كان هو فنهض وتحرك بإتجاه «طارق» وقبل أن ينطق دخل «نائل» ومن خلفه «ياسمين» إلى الشقة وبحث بعينيه عن مكان جثة أخيه وما إن وجدها حتى اقترب منه وكشف عن وجهه الغطاء ، انهمرت دموعه وقال بحزن :

- مين اللي عمل فيك كدا يا يوسف ! أنا ما صدقت إنك اتغيرت وبقى ليا أخ كبير ، مش قادر أصدق اللي حصل

أقترب «زين» منه وربت على كتفه قائلًا :

- قوم يا نائل مفيش فايدة من الكلام ده دلوقتي أوعدك هنعرف مين اللي عمل كدا وهناخد حقه

نهض بضعف وتراجع إلى الخلف خطوتين قبل أن يقول «طيف» :

- هنعرف مين اللي عمل كدا ، أنا لاحظت كاميرا على أول الشارع ويعتبر جايبة الشارع كله من بدايته ، هنعرف جه هنا ازاي ومين اللي عمل فيه كدا


في تلك اللحظة دلف «محمد» إلى المكان بلهفة وأسرع إلى جثة نجله ورفع رأسه بحزن وعينيه دامعتين ثم ردد بصوت مرتفع :

- لا ماتسيبنيش يا يوسف .. قوم وقُل لي مين عمل فيك كدا وأنا مش هرحمه ، والله مش هرحمه ، رد عليا يا حبيبي وقوم ، قوم يا يوسف ورد على أبوك ، مين اتجرأ وعمل فيك كدا .. قوم يا يوسف ماتحرقش قلبي عليك .. يوسف !!

اقترب منه «نائل» وحاول إبعاده وهو يقول :

- بابا اهدا ، تعال بس

دفعه بصدمة واقترب منه مرة أخرى وهو يقول :

- سيبوني مع ابني ، محدش يبعدني عنه .. محدش يبعدني عنه

اقترب «نائل» مرة أخرى وردد بهدوء :

- بابا مفيش فايدة من الكلام ده ، سيبه علشان الشرطة تعرف تشوف شغلها ، هيجيبوا اللي عمل كدا وهناخد حقه إن شاء الله

حضنه فانهار «محمد» في البكاء :

- مش قادر أتخيل إن يوسف مات يا نائل ، ده كان لسة من يومين بيقول إنه عايز يجيلك ويعتذر عن كل حاجة عملها ، ليه يموت في عز شبابه كدا ، سيبني يا نائل أشبع منه قبل ما أسيبه .. سيبني علشان خاطري

سحبه بخفة بعيدا وردد بصوت هادئ كي يجعله يهدأ :

- معلش سيبهم يا بابا يشوفوا شغلهم علشان نعرف مين عمل فيه كدا ، هو جالي النهارده واعتذر وأنا زعلان عليه زي ماأنت زعلان بالظبط بس لازم ناخد كل حاجة بالعقل


***


عادت «نيران» مع اللواء «أيمن» في سيارته وأثناء تحركهم قالت نيران بتعجب :

- معلش يا بابا هو اللي ادانا معلومات عن المحفل ده كان موجود هناك ؟

هز رأسه بالإيجاب وقال بهدوء :

- أيوة كان موجود .. المفروض هو قائد من ضمن القادة بتوعهم ، هم تلاتة في منهم اتنين مساعدين وواحد رئيس

رفعت حاجبيها بتعجب قبل أن تقول متسائلة :

- بس ليه ماساعدناش نمسكهم وهرب معاهم مع إنه كان جنبهم بالظبط ! لو هو عايز يساعدنا ليه هرب ؟

نظر إليها ثم نظر إلى الطريق أمامه وهو يقول :

- مش عارف الصراحة ، أنا الأول كنت بقول ممكن هرب معاهم علشان محدش يشك فيه لكن أنتِ بتقولي إنه كان جنبهم يعني كان في ايده يوقعهم أو يعمل أي حاجة علشان يعطلهم !

هزت رأسها بعدم فهم وهي تقول :

- أنا مابقيتش فاهمة حاجة خالص ، ممكن أصلا كان بيدينا معلومات غلط بس لا ده احنا مسكنا كل عبدة الشيطان اللي في المحفل إزاي يعني هيكون السبب في كدا ! في حاجة غريبة في الموضوع إحنا مش فاهمينها

ثم نظرت إليه وتابعت بتساؤل :

- ممكن حضرتك تقولي هو مين ! مش قادرة الصراحة أمنع فضولي وأستنى لبكرا علشان أعرف مين ده اللي بيساعدنا ! إحنا نعرفه ؟

نظر إليها ثم نظر إلى الطريق أمامه مرة أخرى وهو يقول بجدية :

- أيوة نعرفه .. نعرفه كويس أوي لأنه يبقى غارم ، غارم مدير الفندق واللي نصب على مازن قبل كدا .. غارم اللي خطفك وبعدها خطف طيف ، عرفتِ بقى مين هو !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والثلاثون من رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة