-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والثلاثون من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب 

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية


رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع والثلاثون

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 خرج «طيف» واتجه إلى هذا المنزل الذي كان يُوضع فيه الكاميرا التي تصور الشارع بأكمله ، كانت الكاميرا أعلى محل تجاري صغير فبحث عن زر لكي يضغط عليه ويستدعي مالك هذا المحل فلم يجد مما دفعه لأن يخبط بيده بقوة على الباب الحديدي للمنزل ، انتظر لدقيقتين فلم يجد إجابة مما دفعه لأن يعيد طرقاته على الباب مرة أخرى وبصوت أعلى ، ما هي إلا ثوانٍ وخرج رجل في الخمسين من عمره وقال بغضب :

- أنت اتجننت ولا ايه إزاي تخبط على الباب كدا وفي ساعة زي دي ! وبعدين شكلك شارب بوشك اللي كله لزق وتعاوير ده

رفع حاجبيه بتعجب قبل أن يسحب بطاقة هويته ويرفعها أمام عينيه وهو يقول :

- معاك الرائد طيف أيمن بتقول كنت ايه! اه افتكرت شارب صح ؟

تلجلج في الحديث ورفع يديه ليدافع عن نفسه :

- آسف والله يا باشا ماكنتش أعرف إنك شرطة ، اتفضل أنا تحت أمرك

أشار إلى الكاميرا الموضوعة وقال بجدية :

- عايز فيديوهات الكاميرا الجميلة دي

رفع حاجبيه بتعجب وهو يقول :

- دلوقتي يا باشا ؟

هز «طيف» رأسه بالإيجاب وأكد عليه ذلك :

- أيوة دلوقتي ، في جريمة قتل حصلت في الشارع والكاميرا دي هتساعدنا ، يلا علشان وقتنا

فرك عينيه ثم قال بجدية وهو يشير إلى الداخل :

- اتفضل سعادتك ، الجهاز جوا

تقدم ووطأ بقدميه داخل المنزل وأرشده هذا الرجل إلى الغرفة وفتح له جهاز الكمبيوتر الذي تُسجل عليه الفيديوهات الخاصة بالكاميرات ثم ردد :

- دي كل الفيديوهات سعادتك ، كل أسبوع بيتمسح علشان المساحة وكدا لكن الفيديوهات دي من 3 أيام لغاية أسبوع وهكذا

نظر إلى الحاسب وردد بجدية :

- عايز الفيديو من الساعة ١٠ بالليل لغاية 2

أشار إلى إحدى الفيديهات وقال :

- ده الفيديو بتاع النهارده كله يا باشا افتحه وهتلاقي فيه الوقت من تحت


على الجهة الأخرى اقترب «زين» من «ياسمين» وردد بهدوء :

- روحي وصلي نائل وارجعي ريحي علشان شكلك تعبان ، انا بقول بلاش تروحي الشركة بكرا

ابتسمت بهدوء وربتت على كتفه بحب وهي تقول :

- أنا كويسة ومش هينفع ماأروحش بكرا علشان استلام السكرتيرة الجديدة للشغل وفي ميتينج مع كذا شركة ، هروح أنام ساعة كدا وهروح

أمسك كتفيها بحب وهو يقول :

- طيب يا حبيبتي لما توصلي نائل وتوصلي البيت طمنيني تمام ؟

هزت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة :

- تمام

تركها واتجه إلى «محمد» الذي كان ينظر إلى جثة ابنه بصدمة ثم قال بهدوء :

- بعد اذنك ياريت تتفضل علشان نكمل بقية الإجراءات ، ماينفعش تقعد هنا .. في إسعاف جت وهتاخد يوسف على المشرحة

نظر إليه بغضب وقال بتحذير :

- أنا ابني مش هيروح مشرحة وهيتدفن دلوقتي

هز «زين» رأسه برفض وهو يقول بجدية :

- ماينفعش وبعدين مش حضرتك اللي تحدد ، ده شغلنا إحنا ويلا بعد اذنك نفذ اللي بقوله ، أنا مقدر موقفك وده اللي مخليني هادي لكن أنا مانسيتش آخر لقاء بينا

نهض «محمد» ونظر إليه بنظرات مليئة بالكره والتوعد :

- هتحرك وهسيب المكان بس هروح أقدم بلاغ أتهمك فيه بإنك اللي قتلت ابني وعندي فيديو قدام بيتي وأنت بتهددني وبتهدد ابني ، أنت اللي قتلته ومش هسيبك

ابتسم «زين» وهز رأسه بأسف قبل أن يقول :

- عارف عنوان القسم ولا أوصلك ؟برضه هفضل هادي علشان مقدر اللي حصلك بس دقيقة كمان لو مامشيتش بالذوق هتمشي بالعافية ، اختار بقى

نظر بتحدي له لثوانٍ قبل أن يتحرك إلى الخارج.


فتح «طيف» الفيديو وقبل أن يسرّعه دلف «زين» إلى الغرفة وردد بجدية :

- ها وصلت لايه يا طيف ؟

أشار «طيف» إلى الفيديو وقال :

- اديني جيبت من أول الساعة 10 وهفضل أسرٌع لغاية ما أوصل لحاجة

بالفعل قام بتسريع الفيديو حتى وصل إلى الساعة الثانية عشر والنصف ، وجد «يوسف» يظهر أمام الكاميرا بوضوح حيث كان في مقدمة الشارع ثم سار وهو ينظر حوله بحثًا عن المنزل ثم توقف عند المنزل الذي حدثت به جريمة القتل وانتظر للحظات قبل أن يُفتح الباب ويدخل هو منه ، سرٌع الفيديو مرة أخرى حتى أصبحت الساعة الواحدة وعشر دقائق ، خرجت فتاة لم تظهر ملامحها جيدًا ونظرت حولها بقلق شديد ثم تقدمت إلى بداية الشارع وظهرت ملامحها بوضوح فقام «طيف» بإيقاف الفيديو وأخذ لقطة للشاشة كما أخذ صورتها عن طريق كاميرا هاتفه ، نهض من مكانه ونظر إلى «زين» قائلًا :

- دي اللي قتلته بس مين دي وايه علاقته بيها ؟

هز «زين» رأسه بالنفي وهو يقول :

- مش عارف بس نائل قال إنه اتغير وبيحب بنت وحوار كدا ولو كلامه صح يبقى مش اللي في دماغي ، هو كان وسخ ويعرف بنات ولو لسة زي ما هو يبقى كان رايح للبنت دي وقتلته لسبب بس مع كلام نائل مابقيتش فاهم حاجة

نظر «طيف» إلى الصورة ثم رفع رأسه مرة أخرى وهو يقول :

- وليه ماتكونش البنت اللي حبها هي هي البنت دي وهي اللي قتلته ؟

قطب جبينه بتعجب وهو يقول :

- قصدك يعني قربت منه وخلته يحبها علشان تقتله ؟

هز رأسه بالإيجاب وأكد عليه ذلك :

- أيوة ده قصدي ، المهم عايزين موبايل يوسف ممكن نلاقي عليه حاجة

أخرج الهاتف من جيب بنطاله وكان في كيس من البلاستيك ثم قال :

- الموبايل أهو بس مانعرفش الباسورد !

أخذه من يده وتحرك إلى منزل الجريمة مرة أخرى ومن خلفه «زين» الذي تعجب من تصرفه ، انخفض «طيف» ورفع أصبعه ووضعه على متحسس البصمة بعدما أخرج الهاتف وبالفعل أضاءت شاشة الهاتف مما جعله يبتسم بانتصار ، ولج إلى قائمة الأرقام فوجد رقم باسم "مي خالد" وبجواره قلب فنقر على زر الاتصال ورفع الهاتف على أذنه ليجده مغلق ! أبعد الهاتف عن أذنه وولج إلى واتس اب فوجد آخر محادثة كانت مع والدته وكان قد أرسل رسالة صوتية مدتها ثلاثون ثانية ، فتح الرسالة الصوتية وكان محتواها :

" معلش يا ماما هتآخر ، فاكرة لما قلتِ عايزة تفرحي بيا وعايزاني أتجوز وأعمل أسرة وبيت ! اديني هحققلك الحلم ده .. أنا بحب بنت اسمها مى ولما أرجع هحكيلك كل حاجة بس معلش مامتها تعبت واضطريت أروحلها ، مش هتآخر كتير يا حبيبتي "

نظر «زين» إليه وقال بتساؤل :

- الرسالة دي بعتها امتى ؟

نظر «طيف» إلى الهاتف ثم رفع بصره ليجيبه :

- الساعة 12 وعشر دقايق

لوى ثغره وهز رأسه قائلًا :

- يبقى توقعك صح .. البنت وقعته كسبت ثقته وبعدها نفذت اللي عايزة تعمله وقتلته بش هيفضل السؤال .. ليه ؟

نهض «طيف» من مكانه ونظر إليه قائلًا :

- دي مش مهمتنا ، إحنا ورانا قضية أصعب من دي كتير .. دي أوامر سيادة اللواء وماتنساش إن في اجتماع بكرا للمجموعة علشان كشف الشخصية اللي بتساعدنا

هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية :

- عارف بس هسيب المهمة دي لطارق هو يقوم بيها وهتابعه من بعيد

ثم هتف بصوت مرتفع :

- طارق !

حضر «طارق» وهو يقول :

- تمام يا باشا

مد يده بذاكرة تخزين وهو يقول :

- ده الفيديو اللي فيه البنت اللي قتلت يوسف اتفرج عليه وهتفهم الدنيا ومعاه صورة البنت وأنا هبعتلك فويس واتس أفهمك مين البنت دي وأنت تكمل القضية دي تمام ؟

هز رأسه بالإيجاب وهو يقول بثقة :

- تمام سعادتك هنوصل للبنت دي وهنجيبها قريب إن شاء الله


***


كانت تقود السيارة وهو صامت لا يتحدث إلى أن أوصلته فنظر إليها وقال :

- معلش على التعب ده ، بكرا في ميتينج ومش هتركزي

رفعت إحدى حاجبيها وقالت معترضة :

- تاني يا نائل ! قلتك مية مرة أنا مش متضايقة خالص طول ما أنا جنبك وبعدين يتحرق الميتينج المهم أنت تكون كويس

ابتسم بمجاملة قبل أن يقول بألم :

- أنا الحمدلله كويس ، اينعم أنا جوايا حرقة ووجع على يوسف اللي مالحقتش أشبع منه كأخ بس اللي خد صدمة قبل كدا بيتعود وبيقدر يتمالك نفسه في الصدمات اللي بعد كدا ، أنا بخير وهاجي بكرا الشركة وهحضر الميتينج إن شاء الله وبالليل أبقى أقف في العزاء

لم تضغط عليه أكثر من ذلك وقالت بهدوء :

- ربنا يصبرك ويخفف عنك يا نائل

ابتسم لها وردد :

- يارب

ترجل من سيارته وسار إلى منزله بينما هي بقيت في مكانها ترمقه إلى أن دلف إلى منزله ، تذكرت كم كانت قاسية عليه منذ أن أتى إلى الشركة ، هزت رأسها وشعرت أنها كانت في قمة غبائها عندما فعلت ذلك وعندما تعمدت إهانته ودعت الله أن يسامحها على كل تلك الإهانات ، استعدت للرحيل لكن أحدهم فتح باب السيارة الأمامي وجلس بسرعة على المقعد قبل أن يشهر مطوته ويقول :

- اطلعي بكل اللي معاكِ بالذوق علشان أسيبك تروحي بعربيتك ولو صوتِ أو عملتِ صوت مش هخلي مكان في جسمك سليم

شعرت بالخوف وانكمشت في مكانها وهي تقول :

- خد اللي عايزه .. شنطتي قدامك والموبايل اهو


صعد «نائل» الدرج وكاد أن يفتح باب شقته إلا أنه تذكر هاتفه الذي نسيه بسيارة «ياسمين» فأسرع وعاد إلى مكان السيارة حتى يلحقها قبل الرحيل وما إن حضر حتى رأى هذا المجرم يشهر سلاحه عليها ويأخذ شنطتها فأدخل كلتا يديه من نافذة السيارة وأمسك برأسه ثم دفعها بقوة لتصطدم بتابلوه السيارة ، رفع رأسه وصدمها مرة أخرى حتى خرجت الدماء من رأسه ووقع السلاح من يده ، فتح باب السيارة وأخرجه منه ثم ركله عدة ركلات قبل أن ينظر إلى داخل السيارة وهو يقول :

- أنتِ كويسة يا ياسمين ؟

هزت رأسها بالإيجاب وذهب خوفها وهي تقول :

- الحمدلله أنا كويسة ، كويس إنك رجعت ولحقتني ده كان هيسرق كل حاجة معايا

تنفس بارتياح قبل أن يقول :

- طيب الحمدلله ، كويس إني نسيت الموبايل وإلا ماكنتش رجعت ولحقتك من ايده ، أنا هربطه هنا في الشارع وهبلغ عنه

رفعت هي هاتفها وأسرعت قائلة :

- أنا هبلغ زين يبعت حد يقبض عليه

هز رأسه وقيده بالفعل وما هي إلا دقائق وحضرت سيارة شرطة وتم القبض عليه ، نظر إليها وقال :

- اتحركي

رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول :

- اتحرك فين ده بيتك

هز رأسه بالنفي وأجاب :

- ماأضمنش لو سيبتك ممكن يحصل ايه علشان كدت هاجي معاكِ وهرجع بتاكسي عادي

ابتسمت بهدوء وأغلقت عينيها وهي تقول :

- ماتقلقش أنا هبقى بخير وبعدين الفجر أذن اهو ، انزل يلا علشان تلحق تصلي وتنام على الأقل ساعة وتيجي .. أنا سامحالك تتآخر النهارده شوية

أمسك هاتفها ووضعه بيدها ثم قال بتحذير :

- أي حاجة تحصل كلميني علطول .. خلي رقمي جاهز على الشاشة وأول ما يحصل حاجة اتصلي على طول تمام ؟

هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات قبل أن تقول بهدوء :

- تمام


ترجل من السيارة واتجه إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر ، توضأ وصلى ركعتين السُنة قبل أن يقيم المؤذن الصلاة ، وقف في الصف الأول وصلى بخشوع خلف الإمام وأثناء سجوده دعى الله بأن يرحم والدته وأخيه وأن يسكنهما الجنة ويغفر لهما ذنوبهما ، أنهى صلاته واتجه إلى «وحيد» الذي نظر إليه بحب قائلًا :

- مالك يا نائل ! شكلك متغير وحاسك زعلان ، مالك احكيلي وفضفض

انهمرت دمعة من عينيه وردد بحزن :

- يوسف يا عم وحيد ، يوسف أخويا اللي أنا حكيتلك موضوعه وأنا راجع النهارده .. مات

نظر إليه بصدمة وقال بحزن :

- لا إله إلا الله ، ربنا يرحمه .. البقاء لله يا نائل يابني ، ربنا يصبرك على كل المصايب دي

مسح دموعه واستجمع قواه مرة أخرى وهو يقول :

- يارب .. صابر ومحتسب ده عند ربنا ، ربنا يرحمه ويغفرله كل ذنوبه ، اللي مريحني إن ربنا هداه وندم على كل حاجة وحشة عملها

ربت «وحيد» على كتفه وقال بحب :

- ربنا بيحبه .. وراه طريق الهداية علشان لما يموت تكون توبته سبب في إن ربنا يغفرله ذنوبه ، دي حسن الخاتمة يا نائل .. ربنا يرزقنا حسن الخاتمة

رفع يده وآمن على دعائه :

- اللهم آمين


***


أنهى «طيف» صلاة الفجر في المسجد بصحبة «زين» ثم توجها إلى الخارج ونظر «طيف» إلى «زين» قائلًا :

- يلا سلام .. هروح أنام ساعتين علشان أبقى مركز بكرا ،النهارده كان يوم متعب أوي

فرد ظهره بتعب قبل أن يقول :

- عندك حق الواحد النهارده ضهره باظ ده غير المصايب اللي حصلت ، نتقابل في الاجتماع بقى إن شاء الله


رحل «طيف» وعاد إلى المنزل وما إن وطأ بقدميه إلى داخل المنزل حتى أسرعت والدته إليه وهي تقول بلهفة :

- طيف حبيبي أنت كويس ! ايه التعاوير اللي في وشك دي كلها ؟

اقترب منها قبل أن ينخفض ويقبل يدها بحب ثم اعتدل في وقفته وردد بهدوء :

- أنا بخير يا ست الكل وبعدين ما أنتِ خلاص اتعودتِ إني كل شوية جاي بمصيبة أو تعويرة شكل ، ابنك عامل رعب للمجرمين

رفعت إحدى حاجبيها ورددت بتلقائية :

- ما هو باين على وشك

رفع حاجبيه بذهول وهو يقول بعدم تصديق :

- مين علمك تقصفي جبهات كدا يا ماما ! أكيد نغمة التليفون هو في غيرها ، بقولك ايه أنا جعان نوم .. هطلع أريح ساعتين قبل ما بابا يصحيني الصبح برصاصة

كاد أن يتحرك لكنها أمسكت بيده وقالت برفض :

- شغل ايه اللي تروحه بمنظرك ده ؟ أنت تعبان يا حبيبي بلاش شغل بكرا وريح

ابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول بحب :

- ماينفعش يا حبيبة قلبي أنا شغال في الشرطة مش بقالة عم دعبس ، يلا تصبحي على خير


أنطلق إلى الأعلى ودلف إلى داخل شقته بتعب ، اتجه إلى غرفته وفتحها برفق فتفاجأ بـ «نيران» التي غارقة في النوم ، ابتسم بتلقائية وظل موجها بصره تجاهها لثوانٍ قبل أن يتجه إلى المرحاض ، فتح المياه في الـ «بانيو» ووضع صابون الاستحمام ثم وضع جسده فيه ونام بأريحية ، أغلق عينيه من شدة التعب وغرق في نوم عميق ...


***


عاد «زين» إلى المنزل بتعب شديد ودلف إلى داخل الفيلا فلم يجد أي صوت ، صعد إلى الأعلى واقترب من غرفة شقيقته قبل أن يطرق الباب بهدوء ليتأكد من استيقاظها ففتحت هي الباب له وهي بإسدال الصلاة ، ابتسم وقال بمرح :

- ايه ده لسة صاحية ! ياسمين اللي كانت بتنام من المغرب صاحية لغاية بعد الفجر !

ابتسمت وعادت إلى سريرها مرة أخرى وهي تقول :

- نصيبي المهم طمني عرفتوا مين اللي قتل يوسف ؟

رفع إحدى حاجبيه وأجابها :

- يعني تقريبا عرفنا مين .. البنت اللي حبها وحكى لنائل عنها بس سيبك .. أنا استجدعت نائل ده جدا أكتر من الأول ، أنقذك من ايد الواد المجرم ده

ابتسمت وقالت بتلقائية دون أن تنتبه لحضور شقيقها :

- الصراحة نائل طول عمره جدع ومحترم ، أنا ماكنتش شايفة برائته دي بس دلوقتي شوفت كل حاجة ، ياريت كل الشباب زي نائل في بساطته واحترامه وطيبته

اتسعت ابتسامته وقال مازحًا :

- ياسمين اللي كانت هتحبس نائل وتلبسه تهمة دلوقتي بتدافع عنه وتتكلم عنه كأنه خطيبها

رفعت إحدى حاجبيها بعد أن عبست ملامحها :

- خطيبي !! أنا كنت وحشة والحمد لله رجعت ياسمين بتاعة زمان وبقول اللي شوفته يعني فيه وفي شخصيته

ضيق عينيه وقال بثقة :

- امممم طيب ياأختي ، طيب أما نشوف آخرتها

نظرت إليه بتحدي وقالت مقلدة صوته :

- أما نشوف آخرتها .. آخرتها ايه يعني ؟

نهض من مكانه استعدادًا للرحيل وهو يقول :

- هذا ما سنعرفه .. تابعونا

ألقت بوسادتها في وجهه قبل أن تقول بعدم رضا :

- على فكرة أنت رخم .. روح بقى علشان عايزة أنام ساعة قبل ما أروح الشركة

رفع يده ليدافع عن نفسه وقال وهو يتراجع إلى الخلف بظهره :

- خلاص خلاص هسيبك .. تصبحي على خير ولا أقولك احنا الصبح أصلا مش قايل حاجة سلام عليكوا


***


مر الوقت واستيقظت «نيران» بصعوبة على صوت منبهها ، نظرت بجوارها فلم تجد «طيف» مما جعلها تنهض من مكانها وتتجه إلى المرحاض لتأخذ حمامها قبل أن تهاتف زوجها لتعرف مكانه ، فتحت الباب وتفاجئت به نائمًا في البانيو وعينيه مغلقتين وفمه مفتوح فصرخت بصوت مرتفع وهي تهرول تجاهه :

- طيف حبيبي !! رد عليا يا طيف

قالتها بصوت مرتفع أشبه بالصراخ وهي تهزه فاستيقظ وقال بفزع :

- في ايه !! في ايه البيت بيولع ؟

ضيقت نظراتها وقالت بعدم تصديق :

- أنت عايش ؟

تعجب من هدوئها المفاجئ ووجد نفسه في البانيو مما جعله يقول بتعجب :

- أنتِ كنتِ فاكراني مت ولا ايه ؟

هزت رأسها بالإيجاب وقالت بهدوء :

- كنت فاكراك غرقت

ضحك بصوت مرتفع وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقول :

- يخربيت فقرك يا شيخة يعني هغرق في البانيو !!

لوت ثغرها وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول :

- أهو اللي جه في دماغي بقى وبعدين كنت لسة صاحية من النوم ودخلت لقيتك مغمض عينيك وفاتح بؤك على الآخر فجه في دماغي إنك غرقت وبعدين حد ينام في البانيو يا طيف بذمتك ؟

هز رأسه بالنفي وأراح جسده في المياه مرة أخرى وهو يقول :

- كنت جاي تعبان تعب السنين وقلت اخد دش محترم كدا ، يادوب ريحت جسمي في البانيو وهوب ماحسيتش بنفسي غير على خضتك وأنتِ بتصحيني ، بقولك ايه ما تيجي تاخدي دش معايا .. البانيو واسع ويسيع من الحبايب اتنين

رفعت حاجبيها ورددت بغضب وهي تنهض من مكانها :

- أنت قليل الأدب

اتسعت حدقتاه بعدم تصديق وهز رأسه ليدرك ما قالته ثم هتف بصوت مرتفع :

- أنا جوزك يا مجنونة .. لا لا ماتقوليش إنك فقدتِ الذاكرة أحسن أنتِ بينك وبين ذاكرتك تار


تراجعت واستعدت للخروج وقبل أن تخرج التفتت وقالت بجدية :

- يلا المفروض فاضل ربع ساعة على الاجتماع وسيادة اللواء هيبهدلنا لو اتآخرنا

ابتسم وعرض طلبه مرة أخرى قائلًا :

- محدش قالك إن سيادة اللواء ده يبقى أبويا ، هعرف أسلك معاه المهم تعالي

تركته وخرجت ثم قالت قبل أن تغلق الباب :

- دقيقتين وألاقيك خارج يا طيف وإلا هبعت سيادة اللواء يطلعك بنفسه من البانيو

نهض من مكانه وهو يقول بعدم رضا :

- لا وعلى ايه أنا طالع


مر الوقت وتناولوا الإفطار معًا قبل أن ينطلقوا إلى مكان الاجتماع ، جلس اللواء «أيمن» ونظر إليهم جميعًا قبل أن يقول :

- دلوقتي هكشفلكم مين اللي بيساعدنا ، هتبقى مفاجأة بالنسبة ليكم بس هو ده اللي بيحصل .. اللي قدملنا المعلومات اللي فاتت دي كلها هو غارم

نظروا إلى بعضهم بعدم تصديق ونطق «طيف» بصدمة :

- غارم مين !! غارم بتاعنا ؟

هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وهو يقول :

- أيوة هو

لم يصدق «طيف» وهز رأسه بعدم فهم :

- اللي هو ازاي ! ده نصب على مازن وخطف نيران وكانت هتروح مني وكان هيتسبب في إني ماأمشيش تاني ده غير إنه خطفني وخطف زين ! إزاي يعني بيساعدنا

سند بمرفقيه على المكتب وشبك أصابعه وهو يقول :

- هو فعلا كان فرد منهم بس في الآخر عرف إنه في طريق غلط واتواصل معايا وقالي كل حاجة وطلب مني إني أخليه في أمان وهيساعدني أوقعهم كلهم ، وفعلا ده اللي حصل .. رئيس منظمة عبدة الشيطان محدش يعرفه نهائي حتى المساعدين بتوعه وده اللي مخلينا لغاية دلوقتي مانعرفش هو مين أما يا نيران عن شكك في إنه هرب معاهم فدي كانت خطة بديلة وهو إنه يهرب معاهم في حالة إنهم هربوا علشان يفضل الأمل في إننا نجيبهم ولما يهرب غارم محدش هيشك فيه ، حوار غارم صعب تقبلوه لكن هو كان بينفذ كل حاجة كانوا بيقولوها علشان مايشكوش فيه ، زيه زي ليان كانت شغالة مع المنظمة وبعدين اتعاونت معانا ، وتعاون غارم معانا في قضية صعبة زي دي يخلينا نعامله زي ما عاملنا ليان بالظبط وأفرجنا عنها


***


علم «حسام» بأمر مقتل شقيقها لكنه أخفى هذا الأمر عليها حتى يأخذ إمضاءها على كافة الأوراق التي ستجعله يستولى على أملاكها ، استيقظ مبكرًا وأعد الإفطار ثم اتجه إلى الغرفة مرة أخرى فوجدها قد استيقظت وتمسك بهاتفها ، ابتسم بمكر وقال :

- صباح الخير يا حبيبتي

ابتسمت بحب وانتظرت اقترابه ثم طبعت قبلة على شفتيه قبل أن تقول :

- صباح النور يا أغلى حاجة في حياتي

وضع الطعام أمامها وردد بتساؤل :

- ماسكة الموبايل بتاعك ليه ؟

أجابته وهي تنظر إلى شاشة الهاتف :

- بتصل ببابا بس تليفونه مقفول

أسرع وسحب الهاتف من يدها ثم قال بابتسامة :

- أكيد في شغل ومشغول ، سيبك من العالم كله وركزي معايا يا روحي

ابتسمت بسعادة وقالت :

- حاضر يا حبيبي أنا كلي ملكك ووقتي كله ليك

قبلها ثم عاد وجلس مرة أخرى وهو يقول :

- اه صحيح أنا خليت المحامي يجيب كل أوراق التوكيل ناقص بس إمضتك بس خليها بعد ما نفطر

هزت رأسها بالنفي وقالت :

- لا لا هات أمضيها دلوقتي علشان أخلص وأفضى لحبيبي وروح قلبي

ابتسم بخبث وهو يجيبها :

- اللي يريحك يا حبيبي


أسرع ونهض من مكانه ليحضر الأوراق وبالفعل قام بإحضارها ثم وضعها أمامها وفوقهم القلم ، ردد بابتسامة :

- يااه مش قادر أقولك أنا متحمس أمسك شغلك وأساعد باباكي إزاي ، أوعدك إني هخليكي فخورة بيا على طول

أمسكت بيده بحب وهي تقول :

- أنا طول عمري فخورة بيك يا حبيبي

ثم أمسكت القلم وكتبت إمضائها على الأوراق جميعها وما إن انتهت حتى قال هو :

- حلو أوي ، افطري أنتِ وأنا هنزل أقابل المحامي اديله الورق واجي على طول .. مش هتآخر يا قلبي كلها نص ساعة


***


أثناء الاجتماع تلقى «زين» مكالمة هاتفية من «طارق» فاستأذن منهم جميعًا وابتعد قليلًا قبل أن بجيب :

- أيوة يا طارق في جديد ؟


- أيوة يا زين باشا .. لقينا البنت اللي قتلت يوسف

ابتسم «زين» واتسعت حدقتاه وهو يقول بحماس :

- حلو أوي لقيتوها فين وازاي ؟

صمت قليلًا قبل أن يخبره الخبر الصادم :

- لقيناها مقتولة في شقة هبعت لسعادتك اللوكيشن بتاعها واللي اكتشف الجثة بواب العمارة

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة