-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب 

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية


رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد

رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الخامس

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

 ظل منتظرًا على بعد مسافة ليست بعيدة من "مرآب السيارات" وهمس للنقيب «طارق» وهو يُعيد شرح خطته لمرة أخيرة قبل تنفيذ هجومهم على ذلك المرآب وإلقاء القبض على تجار المخدرات أثناء تسليمهم للشحنة في هذا المكان الذي اعتقدوا أنه آمن وبعيد عن أنظار الشرطة

- طارق ركز معايا ، بنسبة تسعين فى المية هم اخترقوا كاميرات المراقبة فى الجراچ علشان محدش يبلغنا بس احنا عينينا في كل مكان ، هنفضل في مكانا لغاية ما أنا اديك الإشارة مفهوم ؟

أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية مستعدًا لتنفيذ تلك المهمة الصعبة :

- تمام سعادتك ، القوة كلها مستنية إشارة منك بس سعادتك هتعرف إنهم بيسلموا ازاى البضاعة ؟

ابتسم «زين» بمكر وردد :

- مش شغلك يا طارق ، ركز على المهمة وسيب عليا أنا الكلام ده

- تمام يا باشا

لم يرغب في سرد خطته السرية على أحد ، ليست قلة ثقة بجنوده بل حرصًا شديدًا على نجاح تلك المهمة وعدم تعرضها للفشل لأي سبب كان فهو دائمًا ما كان حريصًا على عدم فشل المهام المكلف بها وهذا ما أثبت كفاءته كرجل شرطة وأسرع من ترقيته لرتبة رائد

قام بفتح هذا التطبيق الخاص على هاتفه وضغط عدة ضغطات ليظهر المرآب بالكامل ومن فيه فهو حرص على زرع كاميرا خفية منذ يومين في المكان كي يتحكم بها هو عن طريق هاتفه ويرى المكان ، انتظر حتى حضرت سيارة وتبعتها سيارة اخرى ، خرج الرجال من السيارة الأولى وكذلك الثانية وكل منهم ينظر للآخر حتي أشار قائد كل منهم على تبادل الحقائب فكان مع أحدهم حقيبة مليئة بالمال والآخر كان معه حقيبة مليئة بالمخدرات


فى تلك اللحظة أشار «زين» إلى رجاله وحاصروه بالكامل ، دلف إلى المرآب وأطلق رصاصة فى الهواء وأردف بنبرة حادة :

- اللى هيتحرك هضرب ، المكان كله متلغم شرطة .. يعنى أي حركة مش فى صالحكم

ترك الجميع أسلحتهم ورفعوا يدهم عاليا ليعلنوا استسلامهم فأشار إلى رجال الشرطة بالتقدم وإلقاء القبض عليهم بينما تقدم هو ليفتح تلك الحقائب فوجد الحقيبة الأولى مليئة بالمال الذى وقع منها بسبب كثرته عندما فتحها ، تقدم ليفتح الحقيبة الثانية فوجدها مليئة بأشرطة المخدرات المعروفة بـ "ترامادول" ، وقف وعلى وجهه ابتسامة نصر وردد :

- ما شاء الله ، كل ده ؟ واكلينها والعة يا ولاد ال***

أشار لبقية رجال الشرطة كي يقوموا بحمل تلك الحقائب فهو الآن قد نجح فى إحباط عملية تهريب جديدة ، تنفس بأريحية وردد بهدوء :

- الحمدلله ، ربنا عداها على خير


***


فاقت من نومها وتحسست السرير جوارها فلم تجد «طيف» مما جعلها تنهض من مكانها ، بحثت عنه لكنها لم تجده فبدلت ثيابها وقررت النزول إلى الأسفل بحثًا عنه ، بالفعل استقلت المصعد ووصلت إلى الاستقبال فى الأسفل ، ظلت تبحث عنه بعينيها إلى أن وجدته يجلس على مقعد ويبدو أنه يفكر فى شيء ما فاقتربت منه وما إن وصلت إليه حتى هتفت وهى تجلس جواره :

- طيف !! طيف ؟

انتبه لوجودها فنطق بتلعثم :

- هاا .. نيران ؟ ايه اللى صحاكى

لوت ثغرها وهى تنظر إليه بتعجب قائلة :

- أنت ايه اللى نزلك ؟

نظر إلى «يوسف» وأشار برأسه عليه مما جعلها تنظر إلى حيث يشير ، أردف بابتسامة :

- كنت براقب عمنا ده ووقعته فى الصنارة

عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم وهزت رأسها متسائلة :

- ازاى يعنى مش فاهمة

اعتدل فى جلسته وبدأ في سرد ما حدث عليها :

- نزلت علشان أراقبه واتصادفت بيه فعملت إنى بستخدم الموبايل وحطيته قدامه وأنا فاتح رسالة مازن بس ماأخدش باله وهوب لقيت مازن بيتصل وصورته نورت الشاشة ، عمك غارم أو يوسف شاف الصورة من هنا ووشه قلب مية لون من هنا لدرجة إنه لسة مااتحركش من مكانه وكل شوية يلف يبصلى بس أنا عامل نفسى من باريس

- بنها يا طيف

ابتسم وهو يداعب وجنتيها قائلًا :

- مش هتفرق يا قلبى المهم مسألتيش يعنى عملت كدا ليه

رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تقول :

- عملت كدا ليه ؟

ابتسم وهو يرمقه بتوعد قائلًا :

- هو كدا زمانه مرعوب ، بيتمنى شهر العسل يخلص فى يوم علشان نمشى من هنا خصوصًا بعد ما عرف إنى ظابط ، الحكاية دى هتلخبطه خالص وهتوتره وبكدا يبقى نجحت أكسر سور الحماية بتاعه ودى أول خطوة ، تانى خطوة بقى هتيجى لوحدها وهفكرك

نظرت إليه ببسمة ممزوجة بالإعجاب وأردفت :

- يعجبنى فيك ذكائك اللى مفيش زيه ده

رفع كتفيه بفخر وهو يرجع إلى الخلف قائلًا :

- يا حبيبتى أهم سلاح هو التفكير ، على رأي المثل يا شايل مسدس وجاى تقتلنى بتفكيرى هبعدك عنى

رمقته بتعجب قبل أن تعترض على هذا المثل قائلة :

- ايه ده !! مثل من أمثالك تانى ؟

- طبعا يا نونى ده فيه مثل مهم بيقول يا شايل الأمثال يا شايل اللى أغلى من المال

نهضت من مكانها مستعدة للرحيل وأردفت :

- طيف بليز كفاية أمثالك دى ويلا نطلع ننام


***


خرجت من مكتبها متآخرًا على غير عادتها فهي رفضت الرحيل حتي تنهي عملها ، رحل الجميع وبقي هو فقط ليقوم بتنظيف أرضية الشركة كما أخبرته «ياسمين» وبالفعل كان مُنهمكًا في العمل حين خرجت هي من مكتبها ففوجئت به يقوم بتنظيف الأرضية بإتقان فدنت منه وهي تقول بتساؤل :

- هو مفيش غيرك ولا ايه

اعتدل وقام بمسح العرق من على جبينه ثم أجابها وهو يهز رأسه بالإيجاب :

- أيوة كله مشي

نظرت إلى الأرض فوجدتها بيضاء تمامًا فهو يُتقن العمل بشكل ملحوظ وهذا ما جعله متآخرًا إلى هذا الوقت ، رفعت رأسها ورمقته بتعجب ثم أردفت :

- الله ينور ، خلص وروح

ابتسم وهو يقوم بهز رأسه بالإيجاب وأردف :

- تمام يا أنسة ياسمين ، اتفضلي أنتِ وأنا هخلص اللي باقي وهروح


رحلت على الفور وفي رأسها يدور الكثير والكثير فهي لم تتخيل يومًا بأن هناك من يحتاج إلى المال بهذا الشكل لدرجه جعلته يقبل بأي عمل يُكلف به كما تعجبت من إتقانه الشديد في عمله فلا يوجد الآن من يتقن العمل بهذا الشكل ، ركبت سيارتها وزفرت بضيق فهي تشعر بالملل بشدة .. رغبت لو كان «يوسف» بجوارها الآن كي يخفف عنها هذا الملل قليلًا لكنه الآن بعمل خارج القاهرة ولن يعود قبل يومين ، تأففت بضجر ثم وجهت الأمر إلى السائق قائلة :

- اطلع على الفيلا


***


ارتدت أجمل فستان تملكه فكانت ألوانه هادئة ويغطي جسدها بالكامل وبه ذيل ليس بطويل أضاف لمسة جمالية عليه ، تحسست شعرها الطويل الناعم ونظرت إلى نفسها بالمرآة بابتسامة وفي تلك اللحظة سمعت طرقات على الباب فهتفت وهي مازالت مسلطة نظرها على تلك المرآة :

- ادخلي يا ماما

دلفت الأم «هيام» ورمقت ابنتها بإعجاب شديد وهي تقول بسعادة غامرة :

- ايه القمر والجمال ده ، طول عمرك أميرة يا آسيا

التفتت إليها ورمقتها ثم رمقت الفستان ورددت بتساؤل :

- بجد يا ماما شكلي حلو ! والفستان حلو عليا

ابتسمت لها وهي تدنو منها وأمسكت بكتفيها وهي تُبدى رأيها بإعجاب شديد :

- قمر يا حبيبة قلبي والفستان روعة عليكي ، أنا واثقة إنك هتاكلي عقل حسام النهاردة وهيقع

- يارب يا ماما .. أنا خايفة أوى

ربتت على كتفها بحنو وقالت بهدوء كي تبث الطمأنينة في قلبها :

- متخافيش يا حبيبتي ، يلا روحي علشان متتأخريش


***


وقف اللواء «كامل» وأسرع إلى «زين» ثم ربت بقوة علي كتفه وهو يقول بسعادة :

- عاش يا بطل ، اللي عملته النهاردة ده ماكانش سهل وتخطيطك جاب نتيجة ، برافو عليك

ابتسم «زين» وردد بسعادة :

- كلها أوامرك يا باشا وبعدين أنا تربيتك

خبط على كتفه مرة أخرى ثم عاد ليجلس علي كرسيه مرة أخرى وردد بجدية بعدما زالت تلك الابتسامة :

- اسمع يا زين ، العيال دي أكيد شغالين مع حد ومهمتك الجاية إنك تخليهم يتكلموا ويقولوا مين بيساعدهم وبيساندهم في تهريب المخدرات والأهم من كدا مين اللى بيدخلها أصلا مصر مفهوم ؟

أومأ رأسه وردد بجدية شديدة :

- تمام يا فندم اعتبرهم اتكلموا والقضية اتقفلت كمان

عادت الابتسامة إلى وجهه مرة أخرى وردد برضا :

- وأنا واثق من ده يا زين ، ودلوقتى اتفضل روح استريح وبكرا ابدأ اللى اتفقنا عليه

- تمام سعادتك


***


مر يومان لم يحدث خلالهما الكثير وفى اليوم الثالث فوجئ غيث بطرقات على باب مكتبه فهتف قائلًا :

- ادخل

دلف اللواء أيمن إلى المكتب فنهض «غيث» مسرعا من مكانه متجهًا إليه وهو يقول بتوتر واضح :

- سيادة اللواء بنفسه ؟ ايه المفاجأة دى

صافحه مصافحة حارة وأتت «ليان» صدفة ففوجئت بوجوده قائلة :

- أيمن باشا ، سعادتك نورت المطعم والله

جلس أولا ثم أشار إليهما بالجلوس فنفذا على الفور ، بدل نظراته بينهما ثم أردف :

- رماح بلغنى إنكم رافضين وده حقكم ، بس أنا هقول ليكم كلمتين وبعدها هسيبكم على راحتكم وصدقونى قراركم مش هيزعلنى

صمت قليلًا ثم استطرد قائلًا :

- أنت يا غيث ، لو كنت اتدربت على ايد حد تانى غير ليان ..ساعتها كنت هتعمل ايه ومصيرك كان هيبقى ازاى ! هقولك أنا .. كنت هتبقى فرد فى مافيا عالمية وكنت هتقبل شروطهم فى النهاية لأن دى حياتك وهم هيهددوك بيها فبالتالى كنت هتعيش بقية عمرك شغال معاهم ونهايتك هتبقى يا إما القتل فى عملية من العمليات يا إما على ايديهم

ثم وجه نظره إلى ليان وتابع :

- وأنتِ يا ليان ، لو ماكانش غيث هو اللى دربتيه ووقعتى فى حبه كان زمانك لسة شغالة معاهم وماكنتيش حسيتِ بحلاوة الحياه اللى أنتِ عايشاها دلوقتى وكانت نهايتك نفس نهايته ، خلاصة الكلام هو إنكم كنتوا هتعيشوا أسوأ أيام حياتكم فى المنظمة دى وماكنتوش هتعرفوا معنى الحياة بجد ، اعتبروا نفسكم لسة فى المنظمة بس اتضاف عليهم حاجتين مهمين الحاجة الأولى إن اللى هتشتغلوا عندها هى بلدكم والحاجة التانية هى إنكم هتعيشوا حياتكم طبيعى وهتبقوا جنب بعض ، أنا شايف إن التدريب اللى عندكم ده بلدكم أولى بيه ده غير لاقدر الله حد حصله حاجة هيموت بطل واسمه هيفضل محفوظ لآخر العمر ، أنا خلصت كلامى .. القرار يرجع ليكم وزى ما قلت مش هزعل نهائى


ثم هب واقفًا مستعدًا للرحيل فنظر «غيث» إلى ليان ثم وجه بصره إلى اللواء أيمن الذى كاد يفتح الباب وهتف على الفور :

- أنا موافق سعادتك

التفت اللواء أيمن ثم نظر إلى «ليان» التى رددت مبتسمة هى الأخرى :

- وأنا كمان موافقة

ابتسم اللواء أيمن بسعادة وردد بثقة :

- أنا كنت حاسس ، هما دول رجالتى ..


***


وصلت أخيرًا إلى المطعم الذي أبلغها به «حسام» وبحثت بعينيها يمينًا ويسارًا حتي وجدته يشير إليها بابتسامته التي طالما عشقتها وأحبت أن تراها ، تقدمت واقتربت منه فوقف هو وسحب يدها ليقبلها كتعبير منه على الرومانسية فانفرجت شفتاها بابتسامة سعيدة وشعرت بأن الكون من حولها اختفى وبقي هو فقط فهي طالما حلمت بتلك اللحظة ، أشار إليها أن تجلس ثم أشار إلى النادل الذي حضر على الفور وتلقي طلباتهما للعشاء وما إن انتهى من التدوين حتى رحل ، رمقها بنظرات مجهولة ثم أسرع وأردف :

- تعرفي إنك قمر أوي

ابتسمت بخجل وحاولت التهرب من نظراته المباشرة فغير هو مجرى الحديث وظهرت الجدية على وجهه وهو يقول :

- مش عايزك تزعلي مني يا آسيا ، أنا بعد موت ماما الله يرحمها عزلت نفسي عن الناس كلها وكنت وحيد أو بمعنى أصح كانت عايز أفضل لوحدي أكتر فترة ممكنة ، ودلوقتى أنا اتحسنت الحمدلله ورجعت تاني حسام بتاع زمان وعلشان أثبتلك ده أنا هاجي أطلب ايدك من والدك يوم الخميس الجاي

رفعت بصرها وحملقت به بعدم تصديق ، حاولت التحدث لكنها عجزت عن الكلام ولُجم لسانها فردد هو :

- قلتِ ايه يا آسيا ؟تقبلي تتجوزيني ؟

أخيرًا استطاعت إطلاق كلماتها ومشاعرها التي كبحتها لسنوات وأردفت بحب :

- طبعًا موافقة يا حسام ، أنا مش مصدقة إني عايشة حقيقة ومش بحلم

ابتسم ثم مد يده وأطبق على كفها بحب وردد :

- لا يا حبيبتي أنتِ مش بتحلمي وعايزك تعرفي والدك إني هاجي أطلب ايدك يوم الخميس وحددي معاه ميعاد

هزت رأسها عدة مرات ثم سحبت يدها باستحياء وهي تردد :

- حاضر يا حسام ، بس عايزة أعرف ايه اللي غير رأيك بسرعة كدا

ابتسم ابتسامة خبيثة يواري خلفها مُخططه الخبيث وأردف :

- العمر بيجري يا حبيبتي واقتنعت إن الحي أبقى من الميت ولازم الإنسان يكمل حياته ويعيشها علشان كدا قررت أعيشها معاكي يا آسيا ..


***


منذ ما حدث في آخر لقاء بينهما وهو يتجنبه ولاحظ «طيف» هذا الأمر مما جعله سعيدًا بنجاح خطته ... قاطعت تفكيره وأردفت بتساؤل :

- ايه يا طوفي مش هنكمل الاتفاق ولا ايه.. أنت كتبتلي طريقة عمل محشي ورق العنب وجه الدور إني أعلمك حركة من حركاتي ولا وصفة المحشي لله وللوطن بدون مقابل ؟

فاق من شروده ووقف على الفور وهو يقول بابتسامة وحماس :

- لا طبعا أنا عندي خد وهات ولا عايزة تاكلي حقي يابنت السلاموني

وقفت ورفعت كلتا كفيها في الهواء وهي تدافع عن نفسها قائلة :

- لا أبدا هو أنا وش كدا برضه يا طيف ؟ اخص عليك

ابتسم ومد يده ليداعب خصلات شعرها وقبل أن يتحدث أمسكت بيده وقامت بلفها ثم بحركة سريعة صعدت على كتفه وركلته بقوة في وجهه وقفزت مبتعدة عنه لتتركه يسقط متألما وهو يقول :

- ااااااه .. يا بنت الايه ، اااه يا وشي .. بتغفليني يا نيران ؟ أمين .. أمين يا بتاعة القطط وربنا لآخد حقي

مدت يدها لتساعده على الوقوف وهي تحاول كتم ضحكاتها التي ارتفعت وأردفت :

- يالهوي هموت من الضحك .. دي الحركة الجديدة اللي هعلمهالك

ابتسم بخبث وهو يمد يده قائلًا :

- الحركة الجديدة ؟ ماشي

وما إن أمسكت بيده حتى حاول سحبها ليوقعها بجواره لكنها تلاشت ذلك ورفعت قدمها وركلته بقوة في وجهه فوقع مرة أخرى على الأرض ولكن تلك المرة خرجت الدماء من فمه فأثارت رعبها وهرولت تجاهه لتطمئن عليه :

- طيف أنت كويس !! أنا آسفة والله اندمجت

أمسك وجهه وتألم بصوت مرتفع ثم وضع يده على فمه وأبعدها لينصدم بالدماء فنظر إليها بضيق وهو يقول :

- اندمجتِ ؟ اندمجتِ ايه يا نيران أنتِ بوظتيلي وشي خالص حرام عليكي .. لو حد شافني كدا يقول مراته بتتدرب ملاكمة عليه فوق ولا يقول ايه ؟

تركته وأحضرت المناديل الورقية ثم اقتربت منه مرة أخرى وأخذت تجفف تلك الدماء وهي تقول بأسف :

- معلش لازم قبل ما أعلمك أجرب فيك الحركة علشان تعرف هي بتوجع ازاي وبتسبب ايه وكدا ولما حاولت توقعني ماأخدتش بالي وكملت عليك

وضع يده على رأسه مرة أخرى وهتف بتألم :

- ااااه يا دماغي .. بتضربي بافتراء ده لو هتجربي كل الحركات اللي هتعلميهالي عليا يبقى الله يرحمني ، اهدي يا حبيبتي أنا مش ادك

سارت بيدها على وجهه بحب وقالت بابتسامة هادئة :

- يا حبيبي مش هتتكرر تاني .. لسة بتوجعك ؟

قبض على يدها بحب ثم تلاقت عينيه بعينيها وأردف :

- أنا ماليش في شغل السيكو موني والمحن الضايع ده بس ايدك كأنها مسكن أول ما لمستِ وشي ماحسيتش بالوجع وبعدين على رأى المثل ضرب الحبيب زي أكل الزبيب

لم ترد وظلت مسلطة نظرها عليه لأكثر من دقيقة فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته لكنه يعشق تلك الإجابة :

- بتبصيلي كدا ليه

رفعت كلتا يديها وحاوطت وجهه وهي تجاوب الإجابة التي لم يتوقعها :

- تعرف إنك فيك شبه كبير من القطة بتاعتي

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة