-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الخامس والعشرون

 ضغط رامــــي فجــــأة على مكابح السيارة ليوقفها ، فإندهش آيـــاز مما فعله ، وقطب جبينه وهو يســأله مستفهماً :

-وقفت العربية ليه ؟

-لحظة بس

قالها رامي وهو يترجــل من السيارة ليتحرك نحو غطائها الخلفي ، ويسحب منه آلة حـــادة .. ثم ركض في إتجاه عاليا ..


تعجب آيـــاز من تصرفه الغير مفهوم ، وهتف :

-يا رامي استنى ، انت رايح فين طيب فهمني ، وأخد معاك دي ليه ؟؟ !!!!


وما إن رأت عاليا الكلاب الضـــالة أمامها حتى صرخت بفزع :

-عــــااااا .. الحقوني !


كشـــرت الكلاب عن أنيابها ، وبدت غاضبة للغاية وهي تقترب منها ..


ركضت عاليا كالمجنونة في إتجاه بوابة مبنى الرياض لتحتمي به ، فصـــاح بها رامي بصوت جهوري وهو يشير بيده :

-ماتجريش يا عاليا ، هيعضوكي


تمكن أحـــدهم من اللحاق بها ، وانقض على ساقها ، وغرز أسنانه الحادة فيها ليعضها بشراسة ، فصرخت بصورة هيسترية ، وحاولت إبعاده عنها بضربه على رأسه بحقيبتها ..


ترجـــل آيــــاز هو الأخـــر من السيارة بعد أن رأى ذلك المنظر المروع .. وحاول التدخل لإنقاذهـــا ...


ركض حـــارس البوابة ( العم سيد ) في إتجاه مصدر الصراخ وهو يحمل في يده عصا غليظة .. وصــاح بحدة :

-خلي بالك يا مس عاليا


ركلت عاليا الكلب بساقها بقوة شديدة رغم خوفها .. وأسرع رامي نحوه ليبعده عنها صارخاً بـ :

-سيبها يا كلب يا ابن الـ ***


سمع الكلب أصوات أقدام تقترب منه ، ورأى بعينيه الثاقبتين تلك العصا التي وجهها الرجل نحوه ، فحرر ســاق عاليا ، وظل ينبح بصورة قوية فيه ...


هدده العم سيد بضربه بالعصا ، وظل يلوح بها في الهواء وعلى مقربة منه ، فتراجع للخلف ولم يكفْ عن النباح .. بينما قذفـــه آيــــاز ببضع حصوات إلتقطها من الأرضية .. ليتلفت الكلب برأســه نحوه ، ثم يركض مبتعداً عن الجميع ..


لوت عاليا ساقها ، وبكت بصوت متشنج قائلة :

-أنا اتعضيت ، رجلي مش قادرة منها ، آآآآه


جثى رامي على ركبته أمامها ، وحاول أن يتفحص ساقها ، وتشدق قائلاً :

-اهدي ..ان شاء الله خير !


هتف الحارس عم سيد وهو يشير بيده :

-هاطلبلك الاسعاف يا مس عاليا ، لأحسن دي عضة كلب ، يعني آآ...


قاطعته عاليا بصراخ متشنج :

-عــــا .. دي أخرتها ، يعضني كلب ، كنت فين قبلها يا عم سيد ؟


رد عليها بصوت أسف :

-والله بلغنا البلدية ، بس محدش عبرنا


أردفت عاليا قائلة بسخرية وهي تبكي :

-دلوقتي هايجوا رمح بعد اللي جرالي ، إهيء ..


أضـــاف رامـــي قائلاً بمزاح :

-وده وقت تنكيت يا عاليا


نظرت له شزراً من عينيها الباكيتين ، وصاحت فيه بصوت منتحب :

-انت ! جاي ليه ؟ طبعاً تلاقيك اللي بعته ليا !


فغر فمه مدهوشــاً من إتهامها الباطل ، ودافع عن نفسه قائلاً بنبرة شبه منفعلة :

-أنــــا ! يا شيخة حرام عليكي ، ده أنا كنت هاجيبه من ديله وآآ...


قاطعه آيــــاز متسائلاً بجدية وهو ينفض يديه :

-مس عاليا ؟ حاسة بإيه الوقتي ؟


أجابته بصوت مختنق :

-مش قادرة من رجلي


هتف رامي قائلاً بتوســل :

-طب عشان خطري متعيطيش ، اهدي وهانتصرف


أخذت عالياً أنفاساً عميقة متواصلة حتى تسيطر على نوبة البكاء ..


بينما حـــك آيــــاز رأسه ونظر حوله بفضول ، ثم تحرك عائداً إلى السيارة دون أن ينبس بكلمة إضافية ..


أشــــار رامي بيده للحارس سيد هاتفاً بضيق بعد أن وجده يقف في مكانه دون تقديم أي مساعدة مجدية :

-هـــات كرسي يا عم الحاج ، مش هاتفضل الأبلة كده ممددة على الأرض


تنحنح بحرج ، ورسم ابتسامة صفراء على وجهه وهو يجيبه :

-أيوه صح .. ثواني


ثم تحرك في إتجـــاه بوابة مبنى الرياض ليختفي داخـــله ..


نظرت عاليا بحنق لرامي فهو دوماً يردد على مسامعها تلك الكلمة المستفزة ( أبلة ) .. وحاولت الإعتدال في جلستها ، ولكنها صرخت متأوهة من الآلم وهي تحرك ساقها ..


دقق الأخير النظر في القطع البادي في بنطالها ليتأمل هيئة الجرح الأولية ، فإنزعجت هي من نظراته ، وسألته بحدة :

-انت بتعمل ايه ؟


رد عليها بهدوء حذر :

-بأشوف العضة


عبس وجهها بشدة ، وهتفت بنزق :

-نعم !!


تابع قائلاً بإهتمام ظاهر على تعابير وجهه :

-مش يمكن تكون حاجة خطيرة

اتسعت مقلتيها اللامعتين بشــدة ، وأجابته بنبرة فزعـــة :

-هو .. هو أنا هايجيلي داء الكلب من العضة دي ؟


هــــز رأسه إيجاباً ليقول :

-جايز.. ويمكن تاخدي 21 حقنة !


حركت رأسها مستنكرة ، وهتفت محتجة بصراخ :

-لألألأ ، مش عاوزة حقن ، مش عــــاوزة


أشفق رامــــي على حالتها البائسة ، وحاول أن يهون عليها قليلاً من خطورة الأمـــر ، فأردف قائلاً بإبتسامة عادية وهو يشير لها بيده :

-اهدي ، الكلام ده قديم ، مش بيحصل دلوقتي


حدقت هي فيه بنفس النظرات الخائفة ، وزاد نحيبها .. فخفق قلبه أكثر على حالها ، وتابع قائلاً بإهتمام :

-بس لازم نروح على مستشفى الكلب عشان يكشفوا عليكي ونطمن


هزت رأسها موافقة ولم تعقب .. فحديثه صــائب .. وليست بحاجة للجدال معه في تلك المســألة الخطيرة ..

ورغم أنها كانت لا تحبذ رؤيته إلا أنها حمدت الله في نفسها أنه كان متواجداً من أجلها ، وأنقذها من أنياب الكلب المسعور ..

وراقبت بحذر نظراته المهتمة بها ، وإنشغاله بسلامتها ..


أردف هو قائلاً بحذر :

-متحركيش رجلك كتير عشان الوجع .. خليها ثابتة على أد ما تقدري


لم تشعر عاليا بنفسها وهي تطالع رامــي بنظرات غريبة عمــا مضى ، فرغم عدائها الدائم معه ، وصداماتهما المتكررة ، إلا أنه دائماً يقدم لها يد العون ، ويكن متواجداً في الوقت المناسب .. ولم تنتبه لحديثه لها ..


إلتقطتها عينيه وهي تنظر إليه بغرابة .. فتعجب منها وسألها مازحاً :

-شكلي حلو من قريب ، فوتوجونيك صح ؟


توردت وجنتيها بشدة ، وأطرقت رأسها محرجة منه ..

ابتسم رامـــي لخجلها ، وغمغم مع نفسه بسعادة :

-حقي أشكر الكلب اللي قرب المسافات بينا !


قـــــاد آيـــاز السيارة ، ثم تحرك بها للخلف ليوقفها على مقربة من عاليا ، وأخـــرج رأسه من السيارة ليهتف بقوة :

-تعالي يا مس ، هانوصلك للمستشفى


أشـــار له رامي بإصبعه محيياً إياه ، وأضاف بحماس :

-عندك حق يا إيزو .. هو ده الكلام ! احنا هنوصلها ونطمن عليها بنفسنا .. الأقربون أولى !


ارتبكت عاليا ، وهزت رأسها معترضة :

-لأ .. عم .. عم سيد هايطلب الإسعاف وآآآ...


قاطعها بصوت شبه مـــازح وهو مسلط أنظاره عليها :

-هو في اسعاف في مصر بيجي في ميعاده ! ده مش بعيد يوصل على الترم التاني

-هـــاه


تابع قائلاً بمرح في محاولة منه للتخفيف من صعوبة الموقف :

-هو إنتي مش عايشة في مصر وعارفة ؟ الحسنة الوحيدة اللي بناخدها من الإسعاف لما نكون وراه ويفتحلنا سكة وسط الإشارة ! ساعتها بنحس بقيمته أوي


لوت شفتيها ، وتنهدت متآلمة .. وتمتمت بحزن :

-يا منظري وسط الناس لما تعرف إن عضني كلب


تابع هو قائلاً بسخرية :

-اهــا .. هينزل بوست اكيد على مواقع التواصل ، ومش بعيد تلاقي عم الحاج اللي تلاشى جوا ده هو اللي عامل شير للخبر


وضعت يدها على فمها ، وهتفت بحرج :

-يادي الفضايح ، هاوري وشي ازاي للناس


رفع حاجبه للأعلى قائلاً بجدية :

-ما اللي يعرف يعرف ، هو انتي اللي اتعضيتي ولا هما ، المهم في الأخر سلامتك


شعر آيـــاز بالضجر لتجاهله ، فصاح بنبرة مرتفعة وهو يضغط على بوق السيارة :

-يالا يا رامـــي ، مش هانفضل كتير كده ، الدقيقة ممكن تفرق معاها


تسائلت عاليا بهلع بعد عبارته الأخيرة :

-هي العضة مسمومة ؟


هز كتفيه في حيرة وهو يجيبها :

-مش عـــارف ، بس ده مش بيتبول ( نوع كلب ) يعني ، ده كلب متشرد بياكل من الزبالة ، وبيرمرم وآآ...


قاطعته بنبرة متأففة وهي تغمض عينيها قسراً :

-بس .. بس .. مش عاوزة أسمع


أشـــار لها رامي بكفه قائلاً وإبتسامة سعيدة تعلو ثغره :

-طب يالا ، هاتي ايدك ، أنا هساعدك تقفي


ضيقت هي عينيها بشـــدة لتنظر له بحدة ، وكزت على أسنانها محدثة نفسها بإنزعاج :

-جيالك على الطبطاب !


ظلت ابتســــامة رامي ظاهرة على وجهه ، وعينيه ترقصــان طرباً من الفرحة لوجوده بقربها .. ولكن عبوس وجهها وتجهمه أصابه بالإستغراب ..


ضغطت عاليا على شفتيها بقوة لتتابع حديث نفسها بعناد :

- بس أنا مش هنولهالك


رفعت رأسها للأعلى في كبرياء زائف ، وردت معترضة :

-لأ شكراً ، أنا هاقوم لوحدي


أصــر على أسنانه قائلاً :

-مش هاتعرفي تقفي


ردت بنبرة معاندة وهي تستند بمرفقيها للخلف:

-لأ هأعرف .. امسك بس شنطتي !


تناولها منها وهو ينفخ من الضيق :

-هاتي


لم يردْ رامي أن يتجادل معها ، وتركها تحاول لتعرف أنه على صـــواب ..

وبالفعل ما إن حركت ساقها حتى صرخت :

-آآ.. آآآآآآآه


رمقها بنظرات محتدة ، وعاتبها بـ :

-مش قولتلك !


ثم مــد يده بحقيبتها قائلاً بصوت شبه مازح :

-خدي شنطتك ، وأنا هاتصرف ، هي أول مرة يعني !


إنعقد ما بين حاجبيها بشدة بعد جملته الأخيرة ، وهتفت بنزق :

-نعم ؟ قصدك ايه ؟


لــــف رامي ذراعه بحذر حــول ظهرها ليسندها ، ووضع الأخر أسفل ركبتيها ، ثم استجمع قوته ليحملها ، ومن ثم نهض بحــذر عن الأرضية .....

شهقت مصــــدومة من فعله ، ولم يكن بإمكانها الإعتراض .. ولكن وجهه كان كافياً للتعبير عن خجلها الشديد من فعلته ..

فهي محمولة أمــــام مرآى العامة ، وعند مقر عملها ..

ترجل آيـــاز من السيارة ، وقـــام بفتح باب المقعد الخلفي ، وأفسح المجـــال لرامي ليتمكن من وضـــع عاليا عليه ، وعاونها حتى تفرد ساقها المصابة .. ثم تراجع بجسده للخلف ، وسألها :

-مرتاحة كده ؟

ردت عليه بصوت متحشرج وهي تتحاشى النظر إليه :

-أها ..


وضع رامي يده على كتف آيـــاز ، وسأله بهدوء :

-يالا يا آيـــاز ، هاتسوق ولا أنا أسوق ؟


رد عليه الأخير بجدية :

-اركب انت الناحية التانية ، أنا هاسوق

-اوكي


شعرت عاليا بحرارة وجنتيها .. وبالتعرق الشديد يصيب جسدها من فرط التوتر ....


ركب رامي في المقعد الأمامي ، وإستدار برأســه ليتأملها ، ثم ابتسم لها قائلاً بخفوت وهو يغمز لها :

-أظن العربية دي شاهدة على آآآ... انتي فاهمة بقى !


احتقنت عينيها من تلميحه المزعــــج عن موقفها السابق داخل سيارته .. وضغطت على شفتيها بشدة ..


تحرك آيــــاز بسلاســـة بالسيارة في إتجاه المشفى .. واستمر رامي في الإبتسام ببلاهـــة لعاليا ، ليغيظها بـ :

-وحياتك نضفت العربية بجركن ديتول ! الريحة كانت ايه ! مقولكيش


نفخت في وجهه بغضب .. ورمقته بنظرات نارية .. وكزت على أسنانها لتقول بغل :

-مش انت السبب ولا أنا اللي آآآ....


تابعهما آيــــاز بفضول .. ورمق الاثنين بنظرات غريبة .. فقد كان معظم حديثهما غامضاً بالنسبة له .. فتسائل بإستغراب :

-هو ايه اللي حصل ؟


اعتدل رامي في مقعده ، وأجابه بمكر :

-مافيش .. دي حكاية وراحت لحالها !


أومـــأ آيـــاز برأسه قائلاً بهدوء :

-مممم .. اوكي ..

.............................

بعد لحظات ، خـــرج الحارس سيد من البوابة وهو يحمل مقعداً خشبياً ، وتلفت حوله متسائلاً بإستغراب :

-الله ! هي مس عاليا راحت فين ؟


هز كتفيه في عدم اكتراث ، واضاف ببرود :

-وأنا مالي ، طالما الحادثة برا المدرســة يبقى انا في السليم ........................................ !!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة