-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث

 في مبنى رياض الأطفـــال بمدارس اللافانيا الدولية ،،،


استمـــر توافد المتقدمات لملء طلب الإلتحاق بالوظيفة الشاغرة لليوم الثالث على التوالي مع بدء مواعيد العمل ..


أصـــــر رامي على اصطحاب آيــــاز إلى مقـــر تلك المدرسة ، فسعد الأخير بمساعدة ابن خالته له ..

تأنق آياز على غير عادته ، فتلك الوظيفة بالنسبة له هي حلم حياته المنتظر ، وبالتالي عليه أن يثبت أنه يستحقها منذ أول يوم له .. لذا ارتدى بدلة ضيقة من اللون الرصاصي فأبرزت عضلاته المشدودة ، ومن أسفلها ارتدى قميصاً أسود اللون ، وفتح أزراه حتى بداية صدره .. ووضع حذائه الأسود اللامع في قدميه ، كما مشط شعره بطريقة جذابة ، ولم ينسْ أن يضع بعضاً من عطره المميز .. فبدى أكثر وجاهة ، وأكثر وسامة ..


صف رامي السيارة أمـــــام بوابة المدرسة الجانبية ، ثم استدار برأسه في اتجاه آياز ، و..

-رامي بهدوء ، ونظرات إعجاب : Good Luck يا إيزوو


أخـــذ آياز نفساً عميقاً ، ثم أغمض عينيه في قلق ، و زفره بقوة ، ومن ثم فتح عينيه و...

-آياز بنبرة شبه متوترة : ثانكس مــان

-رامي بنبرة مشجعة وهو يربت على فخذه : أنا هستناك هنا ، ومش هوصيك .. عاوزك تشلهم من الإنبهار


ابتسم له ابتسامة خفيفة ، ثم هز رأسه موافقاً ، و...

-آياز بنبرة متعشمة : I hope so ( أتمنى )


ثم أمســـك آياز بالمقبض ، وفتحه ، وترجل من السيارة ، وســـار في اتجاه البوابة الحديدية ، وهو يحمل في يده ملفاً مغلفاً ..

تابعه رامي بعينين متفرستين إلى أن توارى تماماً عن الأنظـــار ، فوضع هو نظارته الشمسية القاتمة ، وظل ينظر من مرآة السيارة الجانبية على المـــارة تارة ، وعلى الوافدين للمدرسة تارة أخـــرى ..


......................


تطاير عطر آيـــاز في الجو بطريقة رهيبة ، فاستنشق كل من يمر بجواره أو حتى على مقربة منه ذلك العطر وبحث عن مصدره .. فكانت النتيجة أن يروا ذلك الوسيم وهو يقترب من المبنى ..


لمحته العاملة روحية وهي جالسة على مقربة من مدخل المبنى ، فاتسعت عينيها في دهشة ، واعتلى ثغرها ابتسامة راضية و...

-روحية بنظرات منبهرة ، ونبرة متحمسة : بت يا ناصرة بصي كده

-ناصرة بنفاذ صبر : في ايه ؟

-روحية بإصرار وهي تشير بعينيها : الشاب اللي جاي علينا ده


استدارت العاملة ناصرة برأسها إلى حيث أشارت زميلتها ، فجحظت عينيها و...

-ناصرة بذهول : ايه ده .. هو في حد كده

-روحية بخفوت وهي تميل برأسها عليها : باين عليه ولي أمــر جاي يقدم لابنه هنا

-ناصرة بحماس : يا ريت

-روحية بنظرات متفحصة ، ونبرة شبه عازمة : وشه بيقول إنه من بلاد برا

-ناصرة وهي تلوي فمها في امتعاض : وانتي عرفتيها لوحدك يا أم العريفة ، ما يمكن يكون من هنا

-روحية بإصرار : يا بت مافيش راجل عندنا شكله حلو أوي كده ، احنا رجالتنا عدم اللامؤاخذة مايتبصش في وشهم

-ناصرة بنبرة أقرب للهمس ، ونظرات مترقبة : طب اسكتي بقى لأحسن باينه جاي علينا

-روحية بخفوت شديد وهي توميء برأسها : طيب .. طيب


توقف آيـــــاز في مكانه حائراً لا يعرف إلى أين يتجه ، ثم التفت برأسه على الجانبين ليبحث عمن يدله على مكتب المدير ، فرأى العاملتين ، فقرر أن يسير ناحيتهما .. وما إن توقف أمامهما حتى نزع نظارته عن عينيه ، ورمقهما بنظرات ثابتة و..

-آياز بنبرة رخيمة وعميقة : Good morning !


ابتسمت روحية له ابتسامة عريضة ، وظلت محدقة بعينيه الزرقاوتين ، ، ثم مالت برأسها على زميلتها ، وهمست بـ ...

-روحية بثقة : مش قولتلك انه مش من هنا

-ناصرة بخفوت : الظاهر طلع عندك حق


انتبه آيــــاز لحديثهما الخافت عنه ، فابتسم لهما ابتسامة مصطنعة ، وقرر أن يبدو أمامهما كما ظنا ( رجل أجنبي لا يعرف كيفية التحدث باللغة العربية )

-آياز بجدية : I wanna meet the principle ( عاوز أقابل مدير المكان )


فغرت كلتاهما شفتيهما في عدم فهم ، ونظرتا إلى بعضهما البعض ببلاهة و...

-روحية بحيرة : ده بيقول ايه ده ؟

-ناصرة بنبرة عادية : مش عارفة ياختي ، ده بيرطن ( بيتكلم ) بالإنجليزي

-روحية بصوت طبيعي : طب ما نشوف أبلة من الأبلوات يفهمونا بيقول ايه

-ناصرة بإعتراض : وهو أنا لسه هأقوم وأدور على حد !

-روحية بنبرة ممتعضة ، ونظرات ضيقة : هو انتي ما بتعمليش حاجة لله أبداً

-ناصرة بنبرة شبه منفعلة : ليه ياختي ما أنا طول اليوم واقفة على حيلي وآآ...


تابع آيـــاز شجارهما الطريف – من وجهة نظره – إلى أن شعر بالضجر فحدجهما بنظرات ضيقة ، لذا قاطعهما بـ ...

-آياز بنبرة جـــادة : Please .. tell me where can I go ( من فضلكم ، أين يمكنني الذهاب ؟ )


فغرت كلتاهما شفتيهما في عدم فهم ، ونظرا إلى بعضهما البعض ببلاهة و...

-روحية وهي تزم شفتيها : آآ.. أنا مش عارفة أرد أقول ايه

-ناصرة بوجه متجهم الملامح ، ونبرة عادية : بصي أنا هاوديه عند مس أية وهي تتصرف معاه ..!


تنهــــد آيـــاز في ارتياح ، وأشاح بوجهه للناحية الأخرى ، و..

-آياز لنفسه بخفوت شديد : اووف ، اخيرا فهمت !


وبالفعل نهضت العاملة ناصرة عن مقعدها ، وأشـــارت له بيدها لكي يتبعها ، وســـارت في اتجاه مكتب السكرتارية ...


................................


خـــــارج مبنى رياض الأطفـــــال ،،،


أرجــــع رامي ظهره للخلف على مقعد السيارة ، وأغمض عينيه المرهقتين ليرتاح قليلاً ، فهو عــادة لا يستيقظ في مثل ذلك التوقيت المبكر ...


في نفس الوقت توقفت سيارة أجـــرة أمام بوابة المدرسة لتترجل منها عاليا وهي تحمل حقيبة يدها وكذلك حقيبة حاسوبها النقال ، ثم أسندت الأخيرة على الأرضية الأسفلتية ، وانحنت بجسدها قليلاً للأمــام لكي تدفع ثمن الأجرة للسائق من نافذة السيارة الأمامية بعد أن نزعت نظارتها البنية لتكشف عن عينيها العسلية اللامعة ، و..

-عاليا بهدوء ، ونظرات ثابتة : اتفضل يا اسطى حسابك


مـــد سائق سيارة الأجرة يده ليأخذ النقود منها ، ثم قام بعدهم وهو عابس الوجـــه ، ومن ثم حدجها بنظرات غير راضية قبل أن يتشدق بـ ...

-السائق بخشونة : الحساب ناقص يا أبلة

-عاليا بإعتراض ، ونظرات غريبة : نعم !! ناقص ؟ ليه إن شــــاء الله ؟!

-السائق بتشنج : ايه يا أبلة ، انتي مش شايفة المشوار عامل إزاي

-عاليا محتجة : لأ معلش ، أنا كل يوم بأركب من هناك لحد هنا وبدفع نفس الأجرة ، انت اللي بتستعبط !

-السائق بنظرات مغتاظة ، وبنبرة حـــادة : باستعبط ايه يا أبلة ، هي السكة كده

-عاليا بإصرار ، ونظرات قوية : لأ معلش .. أنا مش هادفع إلا كده

-السائق وهو يلوي فمه في استهجان : نعم ياختي ..!


ثم ترجل هو الأخــــر من سيارته الأجرة ، ووقف أمــام الباب ، ولوح بيده في الهواء و...

-السائق بصوت فج ، ونظرات مشتعلة : أنا عاوز فلوسي يا أبلة

-عاليا بنبرة مرتفعة ، ونظرات متحدية : ملكش عندي إلا اللي خدته وبس ..!!!

-السائق بحشرجة قوية : لأ بقى ، وأنا مش سايبك إلا لما أخد حقي

-عاليا بنبرة أكثر تحدياً وهي تشير بيدها : خلاص تعالى خدهم في القسم


انتبه رامــــي لتلك الأصوات العالية التي تصدر على مقربة منه ، ففتح عينيه ، واعتدل في جلسته ، وتابع الشجـــار الدائر بين ذلك السائق الفظ وبين تلك الفتاة بسيطة الملامح والتي كانت ترتدي بنطالاً من الجينز الأزرق ، ومن الأعلى قميصاً طويلاً يصل إلى ما بعد ركبتيها من اللون النبيذي ، وفي منتصف خصرها حزاماً جلدياً رفيعاً من اللون الذهبي ، وتلف رأسها بحجاب يجمع بين اللونين ...

تعجب هو مما يحدث ، وانزعــــج كثيراً من طريقة السائق الفجة في التعامل مع الفتاة ، ثم لاحظ احتدام المشاجرة ، وتوجس خيفة من أن يتطاول ذلك الوقح على الفتاة سواء باللفظ أو بالإعتداء البدني .. لذا ترجل من السيارة ، وســــار في اتجاههما ...


ضرب السائق بقبضة يده على سطح السيارة المعدني عدة مرات ، و..

-السائق بفظاظة ، ونظرات محتقنة : بقولك ايه ماتجننيش، أنا عاوز فلوسي ، ومش ماشي غير لما أخدها

-عاليا بنزق ، ونظرات غير مهتمة : انت حـــر


ثم انحنت للأسفل قليلاً بجسدها لتمسك بحقيبة حاسوبها النقال ، ولكنها تفاجئت بالسائق يجذب الحقيبة عنوة منها ، فانتفظت فزعاً ، واتسعت عينيها في ذهــــول ، وفغرت شفتيها في صدمة رهيبة و...

-السائق بصوت غليظ : لأ مش هاتمشي يا أبلة ، فلوسي الأول

-عاليا بنبرة مصدومة ومتلعثمة : انت .. آآ.. انت بتعمل ايه ، سـ .. سيب اللاب بتاعي


وحاولت هي الأخـــرى جذب الحقيبة منه ..

تدخــــل رامي سريعاً ، ووقف في مواجهة السائق وجذب الحقيبة منه ، فأخذتها عاليا ، وعلقتها على كتفها ، ثم حدجه بنظرات شرسة قبل أن يتشدق بـ ...

-رامي بنبرة قوية ومتشنجة : في ايه يا اسطى ، انت هتمد ايدك على المدام ولا ايه ؟


تمعن السائق في هيئة رامي بنظرات قلقة ، وتوجس – إلى حد ما – خيفة منه ، خاصة وأن ملامحه توحي بأنه رجل عسكري ، أو ذو سلطة ما ، و..

-السائق بنبرة أقل حدة : أنا عاوز حقي يا أستاذ ، يعني يرضيك أجيبها من أخر الدنيا لحد هنا وتديني دول بس

-عاليا بنبرة محتجة ، ونظرات مغتاظة : انت عاوز تسرقني وأسكتلك ، انت خدت حقك


استدار رامي برأسه للخلف لينظر إليها بنظرات عادية قبل أن يشير لها بيده و..

-رامي بهدوء : ثواني بس يا مدام

-عاليا بضيق ، ونظرات ثابتة : أنسة من فضلك

-رامي مبتسماً ابتسامة خفيفة : سوري

-السائق بنبرة متهكمة : ده انتو لسه هتتعرفوا على بعض ، أنا عاوز فلوسي خلوني أمشي وأشوف مصالحي

-عاليا بنبرة معاندة : وأنا مش هاديك إلا دول وبس ، واللي عندك اعمله

-السائق بصوت عالي وهو يلوح بيده : والله ماهسيبك


كـــاد السائق أن يتهور ويمد يده ناحية عاليا ليعتدي عليها ، فتراجعت هي سريعاً للخلف في توتر ، ولكن منعه رامي من الوصول إليها ، وســـد عليه الطريق بجسده ، و..

-رامي بنبرة متصلبة ، ونظرات حـــادة : جــرى ايه يا اسطى ! هو أنا مش مالي عينك ، ناوي تمد ايدك عليها وأنا واقف

-السائق بتوجس وهو يلوح بيده : لأ يا باشا ، بس آآ..

-عاليا مقاطعة بتذمر شديد ، ونظرات شبه خائفة : ده اللي ناقص ، طب يجرب بس ، وأنا هاكسرله إيده وهاجيبله الأمن يبهدله


استدار رامي مجدداُ برأسه ناحيتها ، ورمقها بنظرات استغراب ، وســرح لوهلة في ملامحها التي توحي بالبساطة الممزوجة بالبراءة ، ورغم هذا فهي تحاول أن تبدو قوية ، كما تعجب من شجاعتها المفرطة على الرغم من وقاحة السائق وتهوره ، ولكنه عاد سريعاً إلى أرض الواقع ، وتنحنح في خشونة و..

-رامي بصوت آجش : استني يا أنسة لحظة ، أنا بتكلم معاه


ثم أشـــــار لها بعينيه كي تصمت ، فلوت شفتيها في اعتراض ، ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنه وزفرت في انزعاج ..

استدار هو برأسه ليواجه السائق ، وحدجه بنظرات قوية و...

-رامي بنبرة جادة : خلاص هي معهاش إلا دول

-السائق بنبرة احتجاج : با باشا والله ما ينفع ، ده ظلم !!


حدجه رامي مجدداً بنظرات أكثر سخطاً ، ثم وضع يده في جيب بنطاله الجينز ، وأخــرج منه بعض النقود ، وأمسك بكف السائق وفتحه ، ثم وضع النقود به ، وأغلق قبضة يده بعنف ، و...

-رامي بضيق جلي : خـــد دول ، واتفضل بقى


فغرت عاليا شفتيها في صدمة ، واتسعت عينيها في ذهـــول بعدما رأت ما الذي فعله هذا الغريب مع السائق ، ثم إزدادت ملامح وجهها عبوساً ، وعقدت ما بين حاجبيها و...

-عاليا بإعتراض شديد ، ونظرات مشدوهة : انت بتعمل ايه ؟

-رامي بإقتضاب : خلاص يا أنسة


رمقهما السائق بنظرات راضية قبل أن يتركهما ويتجه نحو سيارته الأجرة و..

-السائق بنبرة سعيدة تحمل الوقاحة : متشكرين آباشا ، وانتي يا أبلة ابقي اركبي مكروباز أحسن طالما انتي مش أد التاكسيات ..!!!


اتسعت مقلتي عينيها أكثر ، وحدجت السائق بنظرات شرسة ، ثم صرت على أسنانها في غضب ، و...

-عاليا بنبرة متشنجة : انت .. انت آآ...


مــــد رامي يديه للأمـــام لكي يوقفها عن الكلام ، و..

-رامي بهدوء حذر : خلاص يا أنسة حصل خير

-عاليا بنبرة متعصبة ، ونظرات حادة : لأ طبعاً ، انت ازاي تعمل كده ، ازاي تدفعله أكتر من حقه


ابتسم لها رامي ابتسامة خفيفة ، ورفع أحد حاجبيه و...

-رامي بعدم اكتراث : يا ستي مش مشكلة


زفــــرت هي مجدداً في ضيق ، ثم أطرقت رأسها للأسفل ، ووضعت يدها في حقيبتها لتخرج منها النقود ، و...

-عاليا متسائلة بضيق واضح : لأ مشكلة ، حضرتك دفعت بقى كام ؟؟؟!!

-رامي مبتسماً في هدوء، وبنظرات متفحصة : خليها عليا المرادي


رفعت هي وجهها لترمقه بنظرات ضيقة ، و..

-عاليا باستنكار : نعم ؟

-رامي بنبرة رخيمة : الموضوع مش مستاهل

-عاليا بحنق ، ونظرات أكثر ضيقاً : لأ مستاهل ، انت تعرفني ؟ أنا أعرفك ؟ في سابق معرفة بينا ؟؟ لأ طبعاً ، يبقى مش من حقك تدفعلي حاجة ، ولا من حقي أقبل منك حاجة ، اتفضل قول دفعت كام


أشـــار هو لها بقبضتي يده لكي تهدأ قليلاً ، واستغرب أكثر لردة فعلها القوية و...

-رامي بنبرة متمهلة : خلاص . اهدي .. مافيش داعي للانفعال

-عاليا بنفاذ صبر : يا مهون يا رب ، مش كفاية إني متأخرة أصلاً ، كمان كنت ناقصة عطلة ، قول عاوز كام ؟

-رامي مبتسماً وبنبرة هادئة : بكرة أقولك

-عالياً بنظرات مصدومة ، ونبرة مذهولة : نعم ؟

-رامي بثقة ، ونظرات مغترة : يالا عشان متتأخريش


ثم تركها وانصــــرف في اتجاه سيارته ، في حين تسمرت هي في مكانها غير مستوعبة لما حدث للتو ..

هزت عاليا رأسها في تعجب شديد ، ثم أدركت أنها قد تأخرت بالفعل عن موعد حضورها ، فسارت بخطوات راكضة في اتجاه بوابة المدرسة ، لتدلف سريعاً إلى الداخل ..

.............................................


في داخل مبنى رياض الأطفال بمدرسة اللافانيا ،،،،


أوصــــلت العاملة ناصرة آياز إلى مكتب السكرتارية ، وحاولت أن توضح له أن السكرتيرة هي المسئولة عن أمــور أولياء الأمور و...

-ناصرة بنبرة متلعثمة ، ونظرات حائرة وهي تشير بيديها : بص .. this ، آآ.. ده .. مس أية .. آآ.. go .. هي .. تعرف انجليشا


حـــاول آياز أن يسيطر على نفسه حتى لا ينهار ضاحكاً أمامها بسبب طريقتها الظريفة في جعله يفهم ما الذي تقصده ..

ثم أومىء لها برأسه ، و..

-آياز بهدوء : thanks ( شكراً )


دلف آياز إلى داخل مكتب السكرتارية ، ثم تنحنح في خشونة ، فانتبهت له السكرتيرة أية ونظرت إليه بنظرات شبه مصدومة ، ثم اعتدلت في جلستها ، وسلطت عينيها عليه ، واستشنقت بأنفها الصغير رائحة عطره المميزة ، و..

-أية بابتسامة عريضة ، ونظرات لامعة : ايوه حضرتك

-آياز بنبرة رخيمة ، ونظرات ثابتة : Can I meet the manager, please ( ممكن أقابل المديرة من فضلك )


للحظة سرحت أية فيه ، وأغمضت عينيها لتستمتع بعبير عطره ، ثم أدركت لاحقاً أنها كانت محدقة بذلك الوسيم لفترة ، ولم تنتبه إلى أنه قد انتهى من الكلام إلا حينما أعاد هو تكرار جملته الأخيرة ، و...

-أية وهي تتنحنح في خجل : احم .. آآ.. شور


ثم نهضت عن مقعدها الجلدي ، وأشـــارت له بيدها لكي ينتظر في الخـــارج ، وتوجهت هي ناحية مكتب الأستاذة إعتماد ، ثم دلفت إلى الداخل بعد أن طرقت الباب ، و...

-أية بهدوء : مس اعتماد في واحد أجنبي برا عاوز يقابلك

-إعتماد بنبرة رسمية ، ونظرات ثابتة : مين ؟

-أية وهي تمط شفتيها في حيرة : مش عارفة ، بس جايز يكون ولي أمــرطفل عندنا

-إعتماد بنبرة شبه منزعجة : مش أية مش أي حد يقولك عاوز أقابل المديرة تدخليه على طول حتى لو كان أجنبي ، ده مش سوق ، دي مدرسة دولية ليها قواعد وأصول


شعرت أية بالحرج من توبيخ الأستاذة إعتماد اللاذع لها ، ولوت شفتيها في استنكار .. ثم ..

-أية متسائلة بنبرة خافتة : طب يعني أخليه يمشي ؟

-إعتماد بجدية : لأ .. دخليه ، بس تاخدي بالك بعد كده

-أية بإقتضاب : طيب


ثم ســــارت مبتعدة عن مكتب المديرة ، وتوجهت إلى الخـــارج حيث يقف آياز ، و..

-أية بنبرة عادية وهي تشير بكف يدها : come please ( تعالى من فضلك )


ابتسم لها آياز بعذوبة خطفت أنفاسها ، وشعرت بالحرارة تنبعث من وجنتيها ، وخاصة حينما مــر من جوارها ...

-أية لنفسها بعدم تصديق : اوووف ، هو في كده ، مــز مــز يعني .. !


ظلت هي مسلطة عينيها عليه إلى أن دلف إلى داخل مكتب الأستاذة اعتماد ، وفجــأة لمعت عينيها و..

-أية بنبرة متحمسة : انا لازم أقول للبنات عليه ، لازم يشوفوه ..!!


ثم ســــارت بخطوات أقرب للركض في اتجاه غرفة المعلمات ...

...........................


رحبت الأستاذة إعتماد بآياز وطلبت منه الجلوس على المقعد المواجه لها ، و...

-اعتماد بجدية : Yes , how can I help you ( أيوه ، إزاي أقدر أساعدك ) ؟

-آياز مبتسماً بهدوء : أنا بعرف أتكلم عربي


رفعت هي حاجبيها في تعجب ، ثم رمقته بنظرات أكثر تفحصاً و...

-اعتماد بنبرة رسمية : مممم .. تمام ، مين حضرتك ؟


مـــد آياز يده بذلك الملف الذي كان يحمله ويحتوي على سيرته الذاتية ، ثم أعطاه لها ، و...

-آياز بنبرة متريثة : أنا آياز كامل الشناوي ، مدرس رياض أطفال في ولاية أريزونا بالـ US ، وعرفت إن في مكان فاضي لمعلم انجليش هنا ، فكنت عاوز أقدم فيها


أطرقت اعتماد رأسها للاسفل لتطالع الملف ، ثم أمسكت بقلمها الحبر ، وبدأت في تدوين بعض الملحوظات عنه ، وقامت برفع رأسها مجدداً للأعلى لتحدق فيه بنظرات جادة قبل أن تردف بـ ....

-اعتماد بنبرة جافة : عندك امتيازات حلوة مستر آياز ، بس للأسف الوظيفة دي لمدرسات إناث مش للذكور ، احنا معندناش هنا مدرسين رجالة في الكي جي ، حضرتك تقدر تقدم على وظيفة في المراحل الأعلى مع سن أكبر للأطفال ، وأنا واثقة إنك هتتقبل على طول

-آياز بهدوء حذر : أنا عارف الكلام ده كويس ، بس أنا حابب أشتغل هنا ، وشايف نفسي هاقدر أعمل حاجة كويسة للأطفال اللي في السن ده

-اعتماد بنبرة أكثر جدية : مع كل احترامي ليك ، وظايف رياض الأطفال غير مناسبة للذكور ، مافيش أي مدرسة هنا بتقبل تشغل مدرس راجل

-آياز بنبرة متريثة : كل ده أنا فاهمه ، وعــارف أسبابه ، بس عندي في أريزونا الموضوع مختلف تماماً ، مدرسين رياض الأطفال ممكن يكونوا ذكور طالما هما كفؤ ومناسبين ، مافيش أي مشاكل بالنسبة للـ Gender ( النوع )

-إعتماد بنبرة معترضة : ده في أمريكا ، لكن في مصر الوضع مختلف ، وبصراحة أنا مقدرش اجازف وأعمل حاجة زي كده


أخـــذ آياز نفساً مطولاً ، ثم زفره بهدوء ، واستدار بجسده قليلاً ناحيتها ،و..

-آياز بنبرة رخيمة : حضرتك دي مش مجازفة لأني مش جاي أتعلم لسه ، بالعكس أنا عامل دراسات عليا في مجال تخصصي ، وخدت الماستر بإمتياز ، والـ scores ( درجات ) بتاعي موجود قصاد حضرتك تقدري تشوفيه

-اعتماد وهي تمط شفتيها في حيرة : أنا شايفة الـ CV ( السيرة الذاتية ) بتاعك ، وفعلاً في حاجات مبهرة ، بس النظام والروتين ، وآآ...

-آياز مقترحاً بخفوت : حضرتك تقدري تحطيني في فترة اختبار وتشوفي إن كنت هانجح ولا لأ

-اعتماد بعدم اقتناع : ماينفعش أعمل كده ، لأن أنا عندي التزامات ومسؤليات قصاد الأطفال وأولياء الأمور ، مقدرش أجازف بحاجة مش عارفة نتيجتها ، ده غير إن الـ Staff كله من الآنسات يعني هايكون فيها نوع من الحرج أحط راجل وسطهم


صمت آيــــاز لبرهة لكي يفكر في طريقة مــا لإقناعها بأنه مؤهل لتلك الوظيفة ، ووضع يده على طرف ذقنه ، وظل يحرك أصابعه بطريقة ثابتة ، ثم انتصب في جلسته ، و...

-آياز بنبرة هادئة ، ونظرات متفائلة : طب أنا عندي اقتراح لحضرتك

-اعتماد بإيجاز : خير

-آياز بصوت متحمس : مش في Demo ( عرض تجريبي ) بيتعمل قبل اختيار أي مدرس


أومــــأت اعتماد برأسها إيماءة خفيفة لتؤيده ، ثم أمعنت النظر فيه لتعرف ما الذي يرمي إليه ، في حين تابع هو ردة فعلها و..

-آياز مكملاً بنبرة أكثر حماساً : أنا عاوز اشترك في الديمو ده مع المتقدمين للوظيفة ، وحضرتك وباقي الزميلات اللي هنا تقدروا تقيموني وتحكموا عليا إن كنت أصلح ولا لأ


صمتت هي لتفكر في الإقتراح الذي قاله قبل لحظات ، بينما راقب هو قسمات وجهها محاولاً سبر أغوار عقلها لمعرفة ما الذي تفكر فيه ..


تنهدت هي في حيرة ، ثم اعتدلت في جلستها ، وأسندت قلمها الحبر على المدونة التي تكتب فيها ، ونظرت إليه بنظرات ثابتة ، و..

-اعتماد بنبرة جادة : أنا موافقة


تفاجيء هو بقرارها ، وارتسمت علامات الإندهاش على ملامح وجهه ، بينما أكملت هي حديثها بـ ....

-إعتماد بنبرة رسمية ، ونظرات هادئة : حضرتك تقدر تيجي بكرة مع بقية المتقدمات للوظيفة الساعة عشرة الصبح ، وتشارك معاهم وتورينا مهاراتك ، لكن مقدرش اوعدك بحاجة أكثر من كده

-آياز بتلهف ، ونظرات ممتنة : Thank you so much ( شكراً جزيلاً ) ، وأنا هاثبت لحضرتك إني المناسب للوظيفة دي

-اعتماد بإقتضاب : إن شاء الله ، شرفت

-آياز بجدية : Thanks again ( شكراً مجدداً )


ثم نهض عن المقعد وعلى وجهه ابتسامة عريضة ، ومـــد يده ليصافحها ، ومن ثم دلف إلى خــــارج المكتب وهو يتعهد لنفسه بـ ...

-آياز بنبرة واثقة لنفسه : بكرة هاكون ضمن الـ staff ، I promise ( وعد مني ) ..................................!!!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة